الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثالث
"لَا أحَد يَشُعُرُ بِمَا تَشعُرُ بِهِ غَيرُك أنت، حَتَى لَو كَانَت ظُرُوفَه مُشَابِهَة لِظُرُوفِك، فَلِكُلِ شَخْصٍ مِنَا طَرِيقَةُ تَفْكِيرِه الخَاصَة و قُدْرَة عَلَىٰ التَحَمُل"

____________________________

عندما أنتهوا من فعلتهم تركوني لأسقط على الأرض بينما أمسك بمعدتي بسبب شدة الألم و أسعل بقوة، لقد خارت قواي لدرجة أنني لم أعد قادراً على الوقوف حتى.

"فلتعتبره تحذيراً بسيطاً بيون بيكهيون"
قال هذه الجملة بنبرة يكسوها الغرور و التكبر.
ليذهب هو و من معه بينما يرمقوني بنظرات ساخرة.

شعرت بالوخز في قلبي.
لقد تحطم كبريائي في لحظة.
ألهذه الدرجة أنا ضعيف؟
لدرجة أنني لا أستطيع الدفاع عن نفسي حتى؟
أنا مجرد شخص ضعيف و لا فائدة ترجى مني.

أمطرت السماء بغزارة و كأنها تريد مشاركتي في حزني و بكائي.
اختلطت دموعي مع قطرات المطر على وجنتاي ليشكلان مزيجاً بين المياه العذبة و المالحة.

قام المطر بمساعدتي في غسل آثار الدماء التي كانت تزين جسدي.
لم يتبقى سوى الندبات والجروح التي ستأخذ وقتاً طويلاً لتشفى على ما يبدو.

تحركت من مكاني متجهاً لمنزلي وطوال الطريق لم يلبث عقلي للحظة عن التفكير.
أفكر في القصة التي سأقصها على أخي عندما يسألني عن سر هذه الجروح.

بالطبع لن أخبره بالحقيقة يجب علي الحفاظ على الذَرة الصغيرة المتبقية من كرامتي.
وصلت للمنزل لأخذ شهيقاً قوياً ثم أطلق زفيراً.

قمت بفتح الباب لكن لم يجيبني أحد سوى الصمت لأتنفس الصعداء "لقد قلقت على اللا شئ" هذا ما دار في عقلي حينها.

صعدت لغرفتي لأحاول النوم لكن الألم كان يمنعني من هذا، إلى أن أنتصر النعاس في النهاية.

...

استيقظت من النوم بسبب أشعة الشمس التي تسللت بهدوء من النافذة لأقطب حاجباي بإنزعاج.

أنا أحمق نسيت غلق الستائر ليلة أمس.
تأففت بملل ثم نهضت من السرير، تجهزت لأنزل من غرفتي، سرعان ما عدت مجدداً عندما سمعت صوت أغلقت الباب خلفي فوراً
"ما هذا؟ من المفترض أن يكون في العمل ما الذي يفعله هنا؟"

نزلت على الدرج بهدوء أحاول الخروج من المنزل دون إصدار أي صوت وصلت للباب وكدت افتحه
"متى استيقظت؟ ولماذا تتسلل كاللصوص؟"

اوقفني أخي لأحاول إخفاء توتري عن طريق العض على شفتاي واللعب بأصابع يدي

"تأخرت فقررت الخروج دون تناول الفطور و كنت أتسلل حتى لا تجبرني على تناوله."
قلت هذا و أنا أحاول تجنب التعلثم في الكلام بينما بدأت حرارة جسدي ترتفع وتأكدت أن وجهي تحول لونه للأحمر.

"لماذا أذناك حمراء اللون؟ أيضاً عليك الإلتفات لي عندما أتحدث إليك فأنا شقيقك الأكبر ويجب عليك إحترامي"
قال هذا بغضب قليلاً.

"ا.اسف"
قلتها بتقطع بسبب توتري ثم أمسكت بالباب لأفتحه لكنه أوقفني مجدداً.
"التفت لي"
تباً لقد كشف أمري.

...

لحسن الحظ أنني خرجت صدفة من مكتبي، لألمح بيكهيون يتسلل كمن ارتكب جرماً ما.

"التفت لي"
قلت هذا بنبرة شك
"لقد تأخرت على الذهاب"

"أمرتك بأن تلتفت!"
قلت هذا بإنفعال ليلبي هو أمري لأصدم من شكله.
"ما هذا بيكهيون؟"
قلت هذا وأنا أحتضن وجهه بين كفاي و أنظر له بشفقة و حزن.
"لقد كان حادثاً بسيطاً"
قال لي هذا بإبتسامة لكنني لم اطمئن بعد.

"أي حادث هذا؟ اشرح لي بالتفصيل بيكهيون"
قلت بخفة محاولاً عدم إطلاق مشاعر غضبي فهو يكره الصوت العالي ويوتره.

"عندما كنت في المدرسة البارحة ارتطمت بباب الصف بسبب سرعتي في الركض"
قال هذه الجملة بأبتسامة لأومئ له
"انتبه في المرة القادمة"
فقط اكتفيت بهذا ليرحل هو

...

حاولت عدم إظهار توتري قدر المستطاع وجعل ملامح الهدوء تكتسح وجهي بينما كان داخلي في حرب شديدة، كان قلبي ينبض بقوة داخل قفصي الصدري وكأنه متمرد يحاول كسر زنزانته للتحرر، معدتي بدأت تؤلمني بسبب التوتر، ولا ننسي حرارة جسدي التي ارتفعت بشدة.

لقد صدقني لحسن الحظ.
انتهيت من قهوتي الدافئة ثم تحركت للمدرسة.
عندما دخلت شعرت برغبة في البثق على كل جزء فيها.

...

عندما بدأ بيكهيون بالعبث معي، أقسمت على عدم تركه إلا بعد ندمه على ما بدر منه من أفعال سابقة.

اتجهت إلى مكتب المدير لأطرق على الباب بخفة ليسمح لي بالدخول.
دخلت ثم انحنيت بإحترام له.
"أبي هنالك فتى يقوم بالتنمر علي"
قلت هذا بنبرة عابسة و حزينة.

"بني من هذا الذي تجرأ وتنمر عليك؟"
سأل المدير أو بمعني أوضح أبي بنبرة حنونة.

"أنه بيون بيكهيون معي في نفس الصف، لقد نعتني بالمتعجرف وأذاني نفسياً بكلماته عليك تلقينه درساً قاسياً يا أبي وإستعادة حق ابنك المهدر"
قلت هذا بحزن مصطنع، يبدو أنني أجيد التمثيل حقاً.

"حسناً بني لا تهتم انت لهذا"

خرجت من مكتب أبي و بسمة الإنتصار تعتلي وجهي.
تمثيلي رائع بحق.

إنها الحرب بيكهيون.

...

كنت في الصف أحاول فهم أي شئ مما يقوله المعلم لكنني فشلت لأتنهد بضيق.
"أريد بيون بيكهيون في مكتبي حالاً"
قال المدير بنبرة غاضبة لتتوجه كل الأنظار نحوي.
في الواقع شعرت بالتوتر و الخوف أيضاً فهو يبدو غاضباً
"بيكهيون اذهب مع المدير" قال المعلم لأقف و أتجه نحو المدير الواقف عند باب الصف.

نظر لي بنظرة غريبة لم أستطع تفسيرها ثم سحبني من يدي معه.. عندما وصلنا إلى مكتبه قام بفتح الباب دفعني بخفة ثم دخل ورائي و أغلق الباب بقوة.
أنا لم أخطئ في شئ علي التحلي بالثقة و إزالة هذا التوتر.

"إذاً، أخبرني بيكهيون متى أنتقلت لهذه المدرسة؟"
سأل المدير بنبرة باردة قليلاً و هو ينظر لي في عيناي.

"منذ عامين تقريباً"
قلت هذا برسمية و نبرة واثقة.

همهم ثم قال
"هل تعاني من أي مشاكل هنا؟"

تعجبت من سؤاله، ألهذا السبب استدعاني؟
"على الأرجح لا.."
قلت هذا بتعجب و كأنني أسأله "هل هذا هو سبب مجيئي لهنا؟"

"لماذا تقوم بالتنمر على مارك اذا؟"
قال هذا بنبرة يكسوها الشر و كأنني في تحقيق ما.

"من هو مارك؟"
قلت هذا بتعحب أنا حقاً لا أعلم من مارك.

"لا تتظاهر بالغباء بيكهيون، فأنت تقوم بالتنمر عليه وأذيته بكلماتك، وأيضا نعته بمتعجرف المدرسة أليس كذلك؟" قال بنبرة مرتفعة.

ما إن قال 'متعجرف المدرسة' استعبت كل شئ فأنا لم أكن أعلم باسمه الحقيقي لهذا كنت انعته بـ"متعجرف المدرسة".
"حسناً لقد نعته بمتعجرف المدرسة لكنني لم أتنمر عليه أو قصدت أن أؤذيه بكلماتي!"
قلت هذه الجملة بثقة بالرغم من توتري الغير مبرر من الصوت المرتفع لكنني حاولت جاهداً عدم إظهار ذلك.

"أتعلم؟ أكثر شئ أمقته بشدة هو الكذب، إياك وفعل أي شئ خاطئ مجدداً بيكهيون وإن فعلت سأقوم بطردك، مفهوم؟"
قال هذا و أنا لم أجيبه فقط أكتفيت بالإيماء له.
انحنيت بإحترام له ثم خرجت من المكتب و عدت للصف.
.
.
.
.

بقيت شارداً طوال اليوم إلى أن جاء موعد الغداء.
ذهب الجميع بينما بقيت أنا في الصف لا شهية لدى بالرغم من أنني لم أتناول طعام الفطور لكن لا بأس.

أفكر طيلة الوقت في كلمات المدير، ما الدليل الذي يثبت تنمري؟
لماذا يتم توبيخي الآن؟
يعاقبني على جرمٍ لم أرتكبه، بل أعاني منه.
هذا وبطريقةٍ ما، غير عادل أبداً...

"أنت بيون بيكهيون أليس كذلك؟"
نظرت لمصدر الصوت لأجدها أحد المعلمات المسئولين عن حالة الطلاب النفسية و حل مشاكلهم.

"أجل، أنه أنا"
قلت هذا بهدوء، وتوتر
"أتبعني إلى مكتبي من فضلك"
ما بالهم جميعاً اليوم يقومون بإستدعائي، هل اشتكى لها هذا الطفل هي أيضا؟

...

كنت ذاهبة للمدير لأعطيه بعض الأوراق لكنني وجدته يقوم بسحب بيكهيون معه وأغلق باب المكتب، سمعت صوت المدير وهو يوبخه بسبب تنمره على مارك.

بيكهيون لم يفعل هذا! فأنا أراقب بيكهيون منذ مدة وهو وحيد للغاية وليس من هذا النوع و يتعرض للتنمر دوماً لكنني لم أستطع مساعدته أو التوصل لوالداه حتى أخبرهم.
لقد لاحظت بعض الأشياء على بيكهيون وأريد التأكد منها حتى تضح الأمور لي أكثر.

خرج بيكهيون من المكتب وهو يعض على شفتاه محاولاً حبس دموعه ثم عاد للصف، شعرت بالشفقة نحوه، المدير دائماً يوبخ أي شخص يؤذي مارك ابنه، فهو الوحيد ولا أخوة له وأيضاً توفيت والدته عندما كان صغيراً لذلك والده يعتني به عنايةً فائقة!

لكن ما يجهله المدير هو أن مارك أكبر متمنر في هذه المدرسة، وقد استقبلت العديد من الشكاوي من طلاب تعرضوا للتنمر من قبله، وعندما حاولت مصارحة والده بهذا صرخ بقوة في وجههي لهذا لم أقم بفتح هذا الموضوع معه مجدداً.

بعد أن سلمت الأوراق للمدير كان موعد الغداء قد حان، بديهياً قمت بالبحث عن بيكهيون هناك في قاعة الطعام لكنني لم أجده، اتجهت للصف لأجده وحده ويضع رأسه على الطاولة.
أعتقد بأنه يشعر بالحزن أو ما شابه بسبب الهالة المحيطة به.

أردت لفت نظره لهذا سألته إن كان هو بيون بيكهيون أم لا ليجيبني بأجل ثم أخبرته أن يتبعني.

دخلنا المكتب ثم أغلقت الباب و ذهبت للجلوس على مقعدي
"تقدم بيكهيون لا تخف"
قلت له هذا عندما لاحظت خوفه ليتقدم بهدوء و يجلس في المقعد المقابل لي.

"كيف حالك بيكهيون؟"
سألته بإبتسامة
ليجيب هو بهدوء
"بخير"

"أنا الأستاذة لي، يبدو بأنك لا تعرفني"
ابتسم بخجل ليقول
"في الواقع هذا صحيح"
ضحكت ثم بدأت بالتحدث معه.

"إذاً لماذا لم تذهب لتناول الطعام؟"
سألته هذا السؤال ليجيب
"لا شهية لدي"

"هل كنت نائماً في الصف عندما استدعيتك؟"
"أجل"
قال هذا بإحراج.

حسناً سؤال أخير و سأقرر ما إن كان تفكيري صائباً أم لا.
"هل فترات نومك غير منتظمة أم ماذا؟"
"أجل إنها هكذا من مدة"
قال هذا لأتأكد من شكوكي.

أعتقد أن بيكهيون يعاني من الإكتئاب.
"بيكهيون هل تمتلك أصدقاء؟"

"أجل، صديقاً واحداً فقط تعرفت عليه منذ مدة قصيرة يدعى تشانيول لكنه ليس في هذه المدرسة"
قال هذه الجملة بسعادة بسبب تذكره لصديقه.

"ما سبب هذه الجروح على وجههك بيكهيون؟"
سألته بينما أنا متأكدة من أنه سيكذب.
"لقد كان حادثاً بسيطاً"
كما توقعت.

"حسناً بيكهيون أريد التواصل مع والداك و مقابلتهما، هل يمكنني؟"
"اوه هذا، ف الواقع لقد توفي والداي منذ عامين بسبب حادث مروري"
قال هذا لينظر بعدها للأرض بحزن.

"أسفة بشأن ذلك"

"لا بأس"
"إذا من المسئول عنك؟"
"أخي الكبير"
قال هذا لأعلم لماذا يبدو عليه أنه مُهمَل لهذه الدرجة.

"رجاءاً أخبره بأنني أود مقابلته"
"سأفعل، علي الذهاب الآن وداعاً"
قال هذا بإبتسامة لأودعه أنا أيضاً.

ياله من مسكين..

...

عدت لمنزلي و كان أخي هناك قمت بتحضير الطعام وساعدني في ذلك.

لم أكمل طعامي بالرغم من أنني لم آكل شيئاً.
شعرت بالملل لأتصل بتشانيول.

"مرحباً، بيكهيون كيف حالك؟"
ابتسمت بسبب عفويته.
"بخير و أنت؟"

"بأفضل حال"

"تشانيول أنا أشعر بالملل هل يمكنني مقابلتك؟"
سألته و أنا أتمنى أن يوافق.

"بالطبع يا صديقي، سآتي لأصطحبك بعد نصف ساعة من الآن"
فرحت بشدة عندما قال هذا.
"شكراً لك تشانيول"
"لا شكر بين الأصدقاء"
أغلقت الخط لأتجهز.

نزلت لأخي لأخبره بأنني سأخرج و أخبرته بشأن الأستاذة لي و أخبرني بأنه سيزورها لاحقاً.

...

قام تشانيول ببعث رسالة لصديقه يخبره فيها بأنه قد وصل.
"بيكبيوم أنا ذاهب"
قال هذا الفتى بعفوية و فرحة
"انتظر بيكهيون خذ هذه النقود معك و اشتري لي بعض الطعام من المتجر"

"الا تشبع أبداً؟"
قال هذا ليضحك عليه شقيقه.
"بالمناسبة أريد رؤية صديقك هذا، أين هو؟"

أشار له بيكهيون على صديقه العزيز الواقف أمام نافذة المنزل.

"أين؟ لا أراه"
"ماذا بها عيناك؟ ها هو تشانيول"
نظر ببكبيوم على النقطة التي يشير عليها شقيقه لتتوسع عيناه بصدمة أشار مرة أخرى و هو يقول "أهذا هو؟"

ليومئ له بيكهيون و يذهب مع صديقه.
ليذهب بيكبيوم نحو هاتفه فوراً و يتصل بصديقه هو الشخص الوحيد الذي فكر به في هذا الموقف.

فقد وقع هذا الخبر عليه كالصاعقة.
"جونميون أحتاج مساعدتك...أنه أمر متعلق ببيكهيون و صديقه الجديد هذا...جونميون أحتاج مساعدتك حقاً، علينا إبعاده عن هذا المدعو بتشانيول بأسرع وقت"..

__________________________________
© ⓤⓝⓘⓒⓞⓡⓝ ,
книга «I See You || أنا أراك».
الفصل الرابع
Коментарі