بداية البحث
خلال الخمس سنوات
تخطيط
اول خطوة
الرائحة
مقابلة
انتصار ام
تخطيط


تلك اللحظات التي تمتلئ بالهدوء لاقل من ثانية و من ثم تتباع عبارات التعجب و الاستفهام في وقت واحد حيث لا تعرف من يتحدث و من يسب و من يضحك و هذا ما حدث لمدة خمس دقائق، حيث لم تفارق حبيبة و ملك عبارات "نعم" و تتباعت عبارات السخرية من سهيلة و رحمة اما زياد و مريم و خالد فأراحوا ظهورهم من الصدمة و اصبحت الصدمة تملئ المكان

ل: ممكن تهدوا...

قاطعها خالد

خ: طب يا شباب تتعشوا اية

س: اي حاجة تهدي الاعصاب

ل: انا بتكلم بجد

ح: ليل انت عايزانا نعمل عصابة و نروح نخطف بنتك

م: طب ما نروح نسرق بنك بالمرة

م أ: كدا هنقلد لا كاسا دي بابل

ر: علي رايك والله

ز: ليلي انت بتفرجي ازاي بجد

ش: هي لو كانت بتفكر مش هنبقي هنا اصلا

ل: خلصتوا

وجوههم كانت مصدومة و ملامح السخرية تظهر بها، اما ليلي بدات علامات الحزن و الاسي عليها

ل: انا كنت عارفة انكوا مش هتساعدوني انتوا طول عمركوا محدش بيساعدني

و مع وقوفها لترحل صاح خالد

خ: اقعدي مكانك

عبارات كانت جادة تلك المرة

و بعد جلوسهم بدا خالد في اظهار الجدية بعد دائرة السخرية

خ: بنت ليلي هترجع.....و احنا الي هنرجعها سواء وافقنا او لا

عادت الصدمة تلك المرة علي الوجوه بدون سخرية و ساد الصمت لمدة دقائق معدودة

م: انا شايفة ان كلام خالد صح

ح: زائد واحد

ش: وانا مع توينزي

ر: نفس الكلام

م أ: زيها

س: موافقة

. للاسف موافق و ربنا يستر...بس انا مش متفائل

بدا وجه ليلي يطمئن

خ: يبقي علي بركة الله، الاوض كتير و اعملوا حسابكوا انكوا مطولين هنا، يعني مش عايز نور عالي او دوشة و طبعا البيت بيتكوا

م أ: طب اية مش هناكل

ساد الضحك بعد تتابع الصدمات، و في تلك اللحظة قام الجميع ليختار غرفته و يجهز نفسه و الامر اصبح لا يصدق ان في ليلة و ضحاها انقلب الاملر من مقابلة شوق الي مهمة مجهولة

و بعد تغيير الملابس و الراحة و الاستحمام بدا الجميع بالتجول في ارجاء المنزل و المشهد استقر عند زياد في فناء المنزل ز لحقت به شروق حاملة كوبان من الشاي

ش: اية يا باشا....اتفضل

ز: من امتي بتشربي شاي ...عموما شكرا

علت الابتسامة عن اثنيهما

ش: ليك وحشة والله

ز: و انت اكتر و كلهم وحشني

ش: هببت اية الفترة الي فاتت

ز: ما انا قلت جوا

ش: ما تصحصح معايا كدا قصدي الحياة العاطفية

ز: كلام فارغ ارتبطت مرتين بس الفترة الي فاتت

ش: بس؟!

كان استفهامها يتبعه ضحك

ز: اه و كانوا طوال شوية و اخر واحدة لسة مكملة لحد دلوقتي

ش: يعني مرتبط دلوقتي

ز: اسمها خاطب بقي عشان نبقي صح

ش: ما شاء الله و انا لحد دلوقتي مجبتش قطة

الضحك انتشر في مكان وقوفهم مع رائحة الشاي التي ظلت ترتفع مع الهواء حتي سطح المنزل حيث كانت حبيبة و رحمة و سهيلة متجاورون يتحدثون

ح: يعني انت يا سهيلة بتشوفي ممثلين و ناس مشهورة و كدا

س: يا بنتي لا انا بتدرب مش اكتر و اه طبعا شفت كتير ة اتصورت و يعرفوني و في ناس صحابي

ر: اوعي بقي الناس الجامدة

س: اصلا انا كنت عايزة ابقي مهندسة ديكور عادية لولا الظروف بقي

ح: حد يقول للرزق لا

ر: هي عايزة تشتغل نقاشة و خلاص

س: بس يا بت انت و هي

و كأن تصاعد رائحة الشاي اصطحبت معها الضحك في كل مكان حتي فوق و ايضا استمرت بالتحرك الي ان وصلت الي غرفة نوم ملك حيث كانت مريم معها

م أ: يعني يارب انا كنت عايزة ابقي طايرة في الجو اقوم اخش في شغل عصابات و مجرمين

م: انا في قمة السعادة عشان هنشوف شوية اكشن قمر الفترة الجاية

ردت ملك في سخرية

م أ: اكشن مين يما؟ قدامي يا اختي نشوف الباقي انا جعانة

ان كان هذا فيلما ستسير الكاميرا الي غرفة خالد حيث انتهي من صلاة المغرب و في لحظة التسليم كانت ليلي حاضرة

ل: الكلاب بتوعك مرعبين و البيت ضلمة

ضحك خالد و قال

خ: هتتعودي متخافيش، استني لحظة

و قام خالد و امسك ميكروفون و بدا في التحدث "روحوا صلوا المغرب يا ولاد" و الصدمة كانت ان هناك سماعات في ارجاء المنزل

ظهرت ملامح التعجب علي ليلي، كما ظهرت علي كل من كان في المنزل

ل: حاطتهم لية

كانت الاحرف تخرج متقطعة بسبب الضحك

خ: عشان اعرف انادي علي الكلاب اسهل

نظرت اليه ليلي نظرة شك

خ: قصدي الكلاب الي مربيهم متبقيش هبلة.....اية الي جابك هنا

ل: عايزة اعرف لية وافقت و انت اكتر واحد من حقه يرفض و يعترض

خ: عشان متحتاسيش لوحدك و طبعا هتاخدي قرارات غلط و تروحي في داهية

سكتوا لثواني معدودة ثم قاطعت ليلي السكوت

ل: اتجوزت؟

اخذ خالد نفسا عميقا ثم اغلق عيناه و سكت لبرهة

خ: بعد كام شارع هتلاق يبيت طليقتي، اه و قبل ما تسالي اتجوزنا ست شهور و اطلقنا من ست شهور...عشان هي زهقت من الجو الي عايش فيه و المشاكل و كدا و راحت علي بيت اهلها و بعتلها ورقة طلاقها معاها بكل بساطة

ل: يعني اخبار الجرايد كانت صح.. انا قلت انها اتشالت بسرعة عشان كدب...طب لية مقولتش

خ: يا عزيزتي لا يجب ان نتذكر كل شئ ، ان لم ننسي فلنتظاهر به

ل: والله حقها تطفش انا نفسي جو البيت منرفزني

خ: يلا بينا نشوف الباقي فين احسن يجوعوا اكتر و ياكلوا الكلاب

قالها بابستامة خافتة، و مشوا في الطرقات حتي وصلوا الي الحديقة حيث منبع رائحة الشاي المنتهي و كانوا اخر من وصلوا الي الحديقة، و مع وصولهم صاحت ملك بدون تردد

م أ: انا جعاااانة، هناكل اية

س: السؤال الاهم في اكل اية نطلبوا هنا

و من ثم علت الاقتراحات كل يطلب و يفكر، و كان يجب علي خالد مقاطعتهم

خ: اية...صلوا علي النبي كدا انتوا هنا مش في سيدني...هو فراخ مشوية و كفتة و خلاص احنا بنجهز لعملية مش لتسمين عجول

ح: اية يا عم انت، لاحظ ان كلامك جارح

ز: جارح اية دا حط علينا كلنا

ر: المهم نااااكل

خ: المهم بعد صلاة العشا علي طول و بعد ما ناكل تكونوا كلكوا قاعدين علي الترابيزة عشان نشوف هنعمل اية

قاطعته شروق مستفهمة

ش: بسرعة كدا من غير تفكير

و اضافت مريم موافقة علي كلام شروق

م: ايوة المفروض حاجة زي كدا محتاجة وقت

كان رد خالد مصحوبا بابتسامة و نظرة الي ليلي

خ: كله معمول حسابه، كريم دا حبيبي

ر: يبقي علي بركة الله يا جماعة

نعود الي الافلام السينمائية حين ترتفع الكاميرا الي اعلي و اعلي و يصبح حجم الابطال صغير و صوتهم خافت لينتهي هذا المشهد

ساعتان و نصف....ساعتان و نصف فقط و كان الاكل مطلوبا و حاضرا و ماكولا، بالاضافة الي اداء فريضة العشاء ، و اخيرا كانت الطاولة جاهزة لتلك اللحظة

خ: بصوا يا شباب، و ركزوا معايا، اولا احنا مش نازلين حارو و هنعمل نمرة و نمشي احنا هنعمل مصيبة تودينا في داهية

ل:احب اضيف كمان ان كريم يقدر يعرف اي حاجة هو عايز يعرفها و عنده عيون في كل حتة

قاطعتهم حبيبة بكل جدية

ح: و انا عايزة اضيف حاجة اهم و اخطر

تحولت الانظار اليها و الجميع ملتهف و متشوق مع نزول قطرات العرق

ح: انا بحبكوا اوي

ش: مور يا قمر

ر: و احنا كمان ....

ضرب خالد بيده علي الطاولة مقاطعهم

خ: في نفس واحد بقي عشان نخلص و نقول الخطة

و بالفعل فعلوا ذلك ، و ظلوا في حالة الحب و الود خمس دقائق الي ان قاطعتهم سهيلة

س: خلصنا محن؟!كمل يا ابني

خ: قبل ما اكمل لازم تعرفوا كويس اوي مين كريم

ثم قام خالد و احضر بعض الاوراق و الملفات بالاضافة الي النسخة الاصلية من كتاب المفسدون من السماء و وضعهما علي الطاولة و اكمل حديثه

خ: الورق دا هو الي هيساعدنا ننفذ مرادنا

م أ: و الكتاب

خ: هرميكي بيه عشان تسكتي

و في ظل الضحك اكمل خالد كلامه

خ: كريم دا هو بذرة طلعت شجرة كبيرة فاسدة و فروعها كتير ، الشجرة دي هي الي ظاهرة بس البذرة المختفية هي المؤسس و الرئيس

ح: المثال مش حلو

ز: وانا مفهمتش

م: و انا مستنية الاكشن يبدا

دائما ما يكون حلقة وصل في كل مجموعة اصدقاء، حلقة الوصل التي تعرف كل شئ عن الجميع و الاستناد اليها يكون حلا رائعا في حل المشكلات و هذا ما كانت تفعله دائما حبيبة و مع بداية الخطة بدأ عقلها ينط و يتجدث بقوة كبيرة و قالت في بالها مريحة ظهرها علي الكرسي

" لا افهم كيف يود خالد بكل بساطة ان يوقع بكريم الصريطي، اعتقد ان الروايات و القصص و الطتب اطارت عقله بالاضافة الي انفصاله عن زوجته، كان من السهل معرفة هذا عندما جائت ليلي و قالت لي علي انفراد الخبر،المهم الان الاستماع الي الخطة جيدا كي لا ينتهي بي الحال معلقة علي باب زويلة من رقبتي فقط اما باقي جسدي لا اعرف اين سيكون

اشار خالد و كانه نسي شئ ثم احضر سبورة و بدا الحديث....الغريب انه يرتدي معطفا و يضع قبعته في شهر اغسطس، الكاتبون غرباء، و الان يجب الاستماع الي حديثه

خ: كريم فيه ست حاجات لو اتثبتوا عليه هيبقي من السهل نوقعه

عقدت سهيلة حاجبيها مستعجبة و بالطبع ستتفوه بعبارات ساخرة

س: انت عايز توقعه لية

خ: عشان يبقي سهل نساومه اما الفضيحة و فقدان المنصب و طبعا الحبس او ناخد البنت و نعيش كلنا في سلام

ارتفع صوت ليلي بطريقة مفاجاة

ل: يعني مش هنفضحه

التفت خالد الي السبورة و اكمل الشرح و ترك ليلي مع سؤالها، و تركنا نضحك علي ردة فعله، و اكمل

خ: اول حاجة انتاج مسلسلات مسيئة

صاحت ملك اكرم بكل هدوء و رذانة...في الحقيقة هي لم تكن رذينة او هادئة

م أ: ممكن تتكلم عربي زينا و بلاش مسيئة و دنيئة عشان نفهم، احنا مش في دار نشر هنا

نفس النظرة من خالد...نفس الاكمال...نفس الضحك منا

خ: المهم كريم انتج، طبعا من غير ما يذكر اسمه، شوية مسلسلات مسيئة وقذرة ضد الدين، مع اضافة سنة اباحية بس مش كتير عشان الاخلاق العامة

اومئ الجميع باشارة مفهومة بالطبع تحمل معني "طبعا انت هتقولي"

خ: المهم اول مسلسل اسمه مين صح

ثم استدار و كتبه علي السبورة و كما يحدث في الافلام وضع تحته خطين

في تلك اللحظة كنت اري ملامح و ردود افعالهم التي لم تكن كثيرة، مال الجميع الي التركيز التام ، بينما كان خالد يخرج موهبة الشرح التي لم يكن يجيدها علي الاطلاق

خ: المسلسل كان موجود فيه شخصية مسلمة و مسيحية و يهودية و بوذية و ملحدة ، ترتيب ثقافتهم في المسلسل و فكرهم كان كدا لكن بالعكس، يعني الملحد متنور و ذكي و فطين و حر و المسلم كان رجعي

قاطعته رحمة مستفهمة بهدوئها المعتاد

ر: يعني المسلم كان اخر الهرم

خ: تحت الهرم...مكنش في الهرم اصلا، و بعدها طلع النقاد المأجورين بينوا صحة الكلام دا و ان البوذية دين كويس و كلام يقلب البطن

ترك خالد القلم و ذهب الي ماكينة القهوة في ركن الغرفة و ضغط علي الزر و بينما سائل القهوة ينزل بكل هدوء...قال زياد ضاحكا

ز: مش تعزم طب

ساد الضحك و رشف خالد رشفة ثم وضع كوب اخر و ضغط علي زر اخر و فور انتهائه قدمه الي زياد بكل هدوء و عاد ليكمل

خ: المسلسل التاني كان الدقن

قاطعته شروق

ش: الذقن يا عم الاديب، نسيت النقطة

ثم اكمل

خ: لا هو اسمه الدقن بالدال و دا بيدل علي جهل المؤلف و الكاتب....

قاطعته ليلي

ل: يا عم صلي علي النبي و كمل

ابتسم الجميع و استمر خالد في الشرح

خ: بيتكلم عن حياة المسلم و طبعا مع اضافة شوية التشويه اللطيفة، و اخيرا مسلسل ينهار الهلال مع الصليبو الي كان هدفه انه يقول يا المسلمين او المسيحين مينفعش الاتنين و شوية افكار و معتقدات غريبة لتدمير المسلم علي الاخر و دا طبعا معروف اسبابه....و في الاخر تطلع ناس تقول الحجاب حرية

ضحك بسخرية

خ: قال اية بيبين ان الاتنين لم بيتجمعوا بيحاولوا يقتلوا بعض، زيي بالظبط خلصت صلاة المغرب و رايح افجر كنيسة اهو ادعولي

اكمل خالد ضحكه، بينما قاطعته مريم مستفهمة

م: طب كل الكلام دا فايدته اية

خ: فايدته ان احنا هنحاول نوصل بين المنتج الظاهر و المنتج الخفي، و دي اول و اسهل حاجة نقدر نمسكها عليه

قاطعته رحمة

ر: طب معلش سؤالين

اشار لها خالد ان تسال

ر: اولا مش الورق الي معاك دا في الاثباتات كلها و ثانيا مين هيعمل كدا

اتجه خالد نحو الركن مجددا ليضع الكوب اكاد اجزم انه لم يشرب منه سوي اول رشفة و هذا ليس الغريب ، الغريب ان خالد لديه عرجة بسيطة ان قدمه اليسري بها خلل، اعتقد انه الغضروف الذي حكي عنه من قبل منذ سنوات و الاثابات هو اخر مشاجرة بيننا بسبب انه يرفض العلاج، لا يهم هذا الان....لادعه يكمل

خ: اولا الورق هو الي بيوصلنا انه ورا الست حاجات دول اما الدليل ضعيف جدا بس وجود الورق نفسه دليل ان في دليل، ولو اتعرفت كل الادلة كريم دوره هينتهي و هيبقي كارت محروق و هييجي حد مكانه طبعا .... ياريت يا ليلي متتجوزوش

ضحكنا جميعا حتي ليلي لكن اضيف الي ملامح وجهها ملامح الغضب او الكسوف لست ادري..المهم ان خالد قطع الضحك و اكمل

خ: و دي هتكون مهمة سهلة نسبيا، لأن الي هيقوم بيها يادوب هيلعب شوية مع تاريخ المنتجين دول و اية صلتهم و كدا و عموما هتكون مهمة سهيلة

انتفضت سهيلة و رددت عبارات غير مفهومة، لم نفهم منها سوي انها صدمت

سكتت لبرهة ثم جمعت حروفها وسط الضحك النابع منا

س:ما تصلي علي النبي كدا يا باشا و انا هعمل كدا ازاي

رد خالد

خ:انت عندك خبرة في المجال دا و هتعرفي تتصرفي و تجيبي المعلومات

س:بس....

اشار لها خالد وسط ضحكنا ان الامر حتمييجب فعله فسكتت

عاد الي السبورة مرة اخري و كتب في تلك المرة بخطر ردئ كعادته "داعم لكل الناس المشبوهين" و التفت الينا ثم اكمل

خ: المهمة دي هتبقي شبه مهمة سهيلة بالظبط في الطريقة، الي هيعملها هيدور علي رابط او صلة او حتي يراقبهم لحد ما يلاقي الصلة بينهم و بين كريم

ز: مش نعرف الاول مين الناس دي و مين هيعملها

امسك خالد الكتاب و رفعه الي مستوي كتفه و قال

خ: كل الاسامي الي هنا هي الناس المشبوهة الي مع كريم و دا هيبقي دور مريم

ابتسمت مريم و تحسست حاجبها و قالت في ثقة و وقار و فرح

م: مهمة سهلة مش قد المقام بس فيها مغامرة

الغريب في الامر ان حياتنا اصبحت علي كف عفريت من الان الا ان الضحك و السعادة مازالوا حاضرين ...كانت وجوههم بلا خوف حتي انا كنت اضحك اكثر منهم، و كأننا نعوض الضحك الذي لم نعشه سويا

اشار خالد بأن نتوقف عن الضحك و هو يحاول التوقف ايضا، لكنه استمر في الشرح الذي لم يكن يوقنه

خ: الحاجة الي جاية هتكون مهمة ليلي و ملك اكرم

استدار خالد و كتب" علاقات نسائية – خداعهم" و بالطبع فهم الجميع لماذا هي مهمة ليلي و لكن لماذا ملك؟

خ: كريم بيحب يتجوز كتير لكن في وقت قليل

قاطعته رحمة

ر: يعني اية

خ: يعني يتجوز واحدة في السر كدا و طبعا يسافروا شهر العسل ، المهم يقضوا ايام حلوة و يختفي و هي تصحي علي ورقة طلاقها و مساء الفل...المصيبة موقفتش هنا دا كان بيوهمهم انهم متجوزين و مفيش ورقة تثبت دا و بيسافروا و ينبسطوا و هم فاكرين انهم متجوزين، طبعا اغلب البنات دول بيكسروا الفيزا و بيكملوا برا مصر خوفا من الفضيحة و انهم اتضحك عليهم و الاغرب ان ليلي كانت اطول مدة، سنة كاملة، و من توقعي انه طالما خلف منها انه كان ناوي يكمل معاها لولا انه حس بالخطر منها

قالت ليلي و ملامح الصدمة علي وجهها

ل: يعيني علي بختي ما كنت اسكت و اسيبه انا كان مال اهلي

تقدم زياد و وجه ظهره الي ليلي

ز: بغض النظر انك فقر بس عاش اتجمعنا

قاطعهم خالد كي لا يتحول الحوار الي حب و اشتياق و نضيع الوقت حتما الوقت يمر سريعا او نحن تحدثنا طويلا

خ: المهم ليلي و ملك هيحاولوا يوصلوا للبنات دول عن طريق ان ملك هتشوف حد معرفة ليها يعرف سافروا امتي و مين رجع و مين مرجعش و الهبل دا و بعدها ليلي هتتواصل معاهم و هتقولهم ان هي مرت بنفس الظروف و ان هي عايزة تساعدهم و دا هيتم عن طريق ان كل واحدة هتصور فيديو تجكي فيه الي حصل بما فيهم ليلي

ظهرت ملامح الحيرة علي وجه شروق

ش: طب مش ممكن واحدة تطلع معاه و تكلمه

اجاب خالد

خ: كانوا فضلوا متجوزين، بيني و بينك دي حاجة مش مضمونة خالص بس الخطر موجود

دخلت ملك في الحوار

م أ: اقتنعت، بس هو انت شايفني مديرة مطار القاهرة

تبسم خالد و بكل هدوء قال

خ: اتصرفي

م أ: اه اذا كان كدا ماشي

تابعتهم ليلي

ل: طب و انا هكلمهم و اشحت

تلك المرة صاحت سهيلة

س: ايوة عشان نرجع بنتك

و اضفت انا ايضا بنفس اللهجة

ح: احنا متجمعين كل دا عشان نرجع بنتك يبقي استحملي و تعالي علي كرامتك عشان نرجعها

قالت ليلي بعد ان تراجعت الي الوراء

ل: طب يا جدعان انا بهزر مش اكتر

عاد الجميع كما كان يريح ظهره ينتظر ان يكمل خالد الخطة، رسم خالد مربعا كبيرا في طرف السبورة و كتب فيه علاقات مشبوهة ثم تابع

خ: من عنا يبدا الخطر

قاطعته مريم

م: علي اساس ان الي فات فيلم كرتون

خ: الي جاي هيحطنا في وش النار مدفع، لان رحمة عندها دكتور في الجامعة هو حلقة الوصل بين كريم و دعمه لإسرائيل

لن اقول ان الجميع انتفض فقط بل هم قاموا من اماكنهم بما فيهم انا و ثبت زياد و ليلي من الصدمة

قاطعت رحمة صدمتنا

ر: اسرائيل اية احنا متفقناش علي كدا انا خلاص هسيب الكلية

ز: لا بص صلي علي النبي كدا متوديناش في داهية

م أ:استنوا بس، اية علاقته بإسرائيل

اشار الينا خالد ان نجلس و عاد ليكمل

خ: اهدوا يا شباب كدا، احنا مش بنواجه واحد متهم في سرقة غسيل دا اكبر شخصية فاسدة لحد دلوقتي، هو طبعا بيدعمهم لانه اكبر ممول لكل حاجة فاسدة، و الدكتور عبد الغفار احمد مشبوه عشان كدا دا اسهل حل يعمله كريم عشان يفضل تحت التراب

قالت ليلي

ل:هو انا اتجوزت المسيح الدجال

ابتسم خالد كما ابتسمنا لكنه قال

خ: علي ما اعتقد هو حاطه قدوة بيحاول يوصله

قاطعته رحمة في تلهف

ر: طب انت سقطت انا ههبب اية

خ: انا معايا ادلة تخلي عبد الغفار اهم مسجون في السنة، رحمة هتحددلنا معاد معاه علي اساس عايزة تساله علي حاجة و هو بتاع بنات و هيقبل علي طول، اقوم انا الي افاجئه و اواجهه و اطلع منه بالدليل الي يوقع كريم بس مش هكون لوحدي اغلبنا هيكون موجود في المكان عشان لو خلع مني حد يخطف منه الموبايل بتاعه، يعطله حتي لو يقتله بس ميخرجش قبل ما يكون في صفنا ودي هتبقي الخطوة قبل الاخيرة قبل ما نواجه كريم

ردت ليلي بصوت عالي

ل: يا نهار ابيض

م: العزلة ليها فوايد علي عقل البني ادم برضة

ابتسم خالد كما ابتسمنا و ذهب ليحضر الكوب الالف من القهوة ليكمل

عاد خالد خالد الي السبورة ليكتب ثراء فاحش

خ: ثراء فاحش مش مليون ولا عشرة مليار دولار حتي ، ثراء فاحش يعني فلوس ملهاش عدد، مجهولة المصدر لا حد عارف بتروح فين ولا بيتيجي منين و دي نقطة قوية تقلب عليه الترابيزة

قاطعته مريم

م: طب و هنهبب اية برضة

خ: حبيبة عندها دكتورة اسمها رقية محسن

صحت بكل اشمئزاز

ح: لية السيرة المقرفة دي دلوقتي بس

ضحك الجميع و انا بقيت في حالة الاشمئزاز

خ: المهم، الدكتورة دي طليقها يبقي رمزي عبدالسلام الي هو المسئول عن بنوك كريم كلها و هو الي يعرف كل مليم داخل و خارج منين، الجدير بالذكر ان رمزي سره مع مراته و في وقت خناقتهم طلعت تصريح قالن ان لو مطلقهاش هتكشف المستور و بعدها التصريح اتشال ة اتفتح مستشفي باسمها و الموضوع نام

قاطعته رحمة

ر: برضة مفهمناش هنعمل اية

خ: حبيبة و شروق هيقابلوها، حبيبة هتقول انها عايزة تستفسر عن حاجات ليها علاقة بالمنهج او اي حاجة و اول ما تروح هتروح تفتح معاها الموضوع و بس تقررها

قلت بسخرية

ح: علي اساس انها هتوافق

تابعتني شروق

ش: دا الي عايزة اقوله

ابتسم خالد و اكمل

خ: رمزي خانها مع اختها و هي اكيد مغلولة منه يعني هتبقي عايزة تفضحه و انتوا شطارتكوا بقي

قال زياد

ز: الستات ليهم طريقة مع بعض

و اكمل خالد

خ: المهم ركزوا في الي جاي

سرعان ما اكمل بدون توقف

خ: اخر حاجة معانا ادلتها و هي التضليل و دي هتفضل معانا لحد الاخر

قاطعه سهيلة

س: ما توضح يا عم

تنهد خالد و قال

خ: اظن ليلي هتبقي احسن مني في دا

تحولت الانظار الي ليلي بينما هي تحاول تغطية وجهها بكفيها، ثم تابع خالد

خ: عموما عشان نخلص... الجريدة كانت بتطلع اخبار كدب و ملفقة و ممكن تطلع اوهام و دي اكتر حاجة الناس بتكرهها

مازالت الانظار مصدومة عند ليلي

و تتابع اللوم من الالسنة

ش: انت كنت شغالة في القرف دا

م: الله عليكي والله

قاطعهم خالد في حدة

خ: مش وقته اسمعوا اخر حاجة، احنا معانا كارت خفي هنحتاجه جدا و الكارت هي القشة الي هتخلي كريم يركع

الجميع ينظر متلهف لمعرفة هذا الكارت بالطبع كنت منهم، من الواضح ان الخطة انهكت عقلي الجميع تعني الجميع لماذا اعامل نفسي باستثنائية

اكمل خالد ليهدئ من تلهفنا

خ: كريم منتج فيلم اختلاف

تتابعت عبارات الاشمئزاز

ش: يعععععع

ز: يا راجل لية القرف

قاطعت رحمة عبارات الاشمئزاز

ر: لا لحظة انا مش فاهمة

في ظل الاشمئزاز الحاصل اكمل خالد الحديث و نحن علي وشك التقئ

خ: فيلم اختلاف داعم للمثبية بكل المقايس بالاضافة الي انه صريح جدا و مشاهده معدتش علي الرقابة اصلا

قالت ليلي

ل: حسبي الله

اكمل خالد

خ: كدا عرفتوا نص الخطة

صاحت سهيلة في صدمة

س: هو لسة في تاني

التفت خالد و كتب علي السبورة "البرنامج"

غطت مريم نصف وجهها بكفها و قالت

م: و دا اية دا ان شاء الله

اكمل خالد

خ: دا الي هيكمل القصة

قالت ملك في عصبية

م أ: ما تشرح يا عم

تنهد خالد و قال

خ: زياد شاكرا هيعملنا برنامج صغير كدا و هنحط عليه كل حاجة لم نجمعها و ننزله ، و طبعا هيتشال من علي المواقع و كريم هيعرف و هيوصلنا و نتفاهم بقي و نساومه

ردت ليلي

ل: و بعدها

اكمل خالد

خ: هنساومه

قاطعتهم ملك

م أ: بتقول حكم

فرك خالد عينيه بيديه ثم بدا علي وجهه انه تذكر شيئا و اكمل

خ: صحيح عشان منساش

كانت السبورة ذات وجهان فقلبها خالد و برز الينا الوجه الخالي من الكتابة و اكمل

خ: ركزوا معايا جدا بقي

استدار خالد و كتب " اهم من الشغل تظبيط الشغل"

صاح زياد ساخرا

ز: ايوة يعني هنجيب سجاير و شاي ولا اية

نظر خالد اليه و اعتقد ان لولا احتياجه للقلم لرأيناه في منتصف وجه زياد، لكنه تمالك اعصابه و عاد ليكمل

خ: اول حاجة هنحتاج شاشتني كومبيوتر كبار بالاضافة الي اللاب توب الي زياد هيشتغل عليه

قالت ليلي متعجبة

ل: هنعمل اية بيهم و بعدين زياد جاب معاه اللاب توب اهو

رد خالد مستنكرا سؤالها

خ: اولا مينفعش نشتغل علي اي حاجة تخصنا عشان منروحش في داهية، ثانيا الشاشتين بالاضافة الي الكاميرات الجديدة الي هي سوني 360 مع ميكروفونات تتوصل بالموبايلات و يتفتح خط اتصال بينها و بين الشاشتين و يبقي زياد و حبيبة الي هيا دي مسئوليتهم انهم يراقبوا تحركات الي هيخرج و هيبقي في تواصل عشان المسافة

كاميرا سوني 360 اختيار جيد، كاميرا في نصف حجم عقلة الاصبع، توصلها بالهاتف و تستطيع ان تتحدث مع شخص اخر عن طريقها بدون ان تخرج هاتفك من جيبك تتحدث صوتا و صورة كأنها سماعات لاسلكية و اعتقد ان لكي ننجز هذا العمل سنحتاج الكثير من الانترنت بمعني ادق حتي ننتهي من تلك العملية سوف يدفع خالد الكثير

صاحت مريم متسائلة

م: طب ازاي حبيبة هتراقب و في نفس الوقت عندها مهمة

اجاب خالد

خ: هيحصل تبديل و دا شئ وارد جدا ان اي حد يقعد مكتن حبيبة، نقطة مهمة بقي بالنسبة للعربيات

قاطعته شروق

ش: طب يا عم المحنك قبل ما تكمل احنا في المنصورة و الشغل كله في القاهرة هنتحرك المسافة دي كلها لية يعني

عقبت سهيلة علي كلامها

س: و دي واحدة بتفهم

ابتسم خالد ابتسامة وسط كل هذه الاسئلة و بكل هدوء قال

خ: من المعادي لحد اكتوبر قد اية

قمت بالرد

ح: تقريبا ساعة و نص

اكمل

خ: من المعادي لحد مدينتي كام ساعة

ردت رحمة

ر: ساعة تقريبا

تدخلت ملك

م أ: معلش هو انت لية بتقول المعادي بس

اجاب

خ: عشان الاغلب ساكن فيها او ناحيتها

حرك خالد عنقه يمينا و يسارا ثم اكمل

خ: لو اتكشفنا و احنا راجعين من اي طريق من الطرق دي ، عربيات جاردات كريم هتحتاج قد اية عشان تجبنا و احنا في الطريق

رد زياد

ز: عشر دقايق

ابتسم خالد و اكمل

طب لو بنخرم في طرق المنصورة و هم مش عارفين اصلا اننا فيها

اجابت ليلي

ل: مظنش يوصلوا

و في حركة تشبه حركة الفراعنة رفع خالد يديه عاليا الي مستوي كتفه، اليمين تتجه اتجاه اليمين و اليسار الي اليسار ة اضاف

خ: يبقي مين اكتر مكان امن

قلنا في نفس واحد "المنصورة" و راح خالد يحضر كوبا اخر من القهوة و اثناء لحظات تكوين القهوة قال خالد "مش عايز افكركوا ان عربية ليلي و مريم هتفضل هنا حتي عربيتي و هنأجر عربيات تانية عشان نمحي الادلة علي قد ما نقدر

ثم عاقبته رحمة

ر: خالد هو انت اديب ولا شغال في المخابرات

ضحكنا جميعا....الامر صعب للغاية، ماذا كان سيحدث ان ذهبت ليلي الي محكمة الاسرة و جعلتها قضية رأي عام و انتهينا، لكن لا ينتهي المسلسل في الحلقة الرابعة ابدا، لابد من سبب مقنع ليجعل المسلسل كاملا، اثناء ضحك و هممة كل منا الي من يجاوره، نظر زياد الي ساعته و قال

ز: الساعة بقت 2 الفجر ما شاء الله

ملامح الصدمة اعتلت وجوهنا و كنا علي دراية ان اذا فكرنا في الخلود الي النوم سيقتلنا خالد محافظا علي صلاة الفجر، حتما سننام و نحن نصليها بعد هذه المحاضرة

الان قمنا نتجول في المنزل، الاغلب ذهبوا الي الفناء ليستنشقوا بعض الهواء النقي، تركتهم و ذهبت اتوغل داخل المنزل بحثا عن الكلاب حتي سمعت صوتهم ....كما توقعت وجدت خالد يلاعبهم و ذهبت لأشاركه و احادثه

ح: يا زين ما اختارت يا خالد والله كلاب قمر

رد علي حديثي و هو يكمل ملاعبتهم

خ: دول قمر و هما هاديين بس مشوفتيش شكلهم لم دخل حرامي البيت

تراجعت الي الوراء من الصدمة

خ: اهدي بس كدا، كنت شايفه من السطح و سايبه عشان اختبرهم

اكملت

ح: عملوا اية

اجاب

خ: لولا انهم متدربين لو لقوا غريب يخوفوه و يبعدوه كان هيبقي في خبر جثة مجهول مزقتها كلاب الكاتب الشاب خالد طه و هناك اثار مقاومة

ضحك تفوح من رائحة المكان رغم كئابته، ان كان ما كتبته الصحافة صجيجا لن الوم طليقته علي تركه، انا افكر بترك المنزل لولا الخطة...في الحقيقة انا هنا بسبب الكلاب، سرعان ما قطعت السكوت و الضحك متسائلة

ح: ازاي خليت الصحافة تشيل خبر طليقتك بالسرعة دي

ابتسم خالد و تنهد و قال

خ: اكدب عليكي لو قلت عبقرية مني بس انا مركزتش اصلا، كنت في نفس الوقت بجيب فلوس المؤخر

ثم اكمل و هو يلاعب كلبه دون ان يلتفت الي

خ: الغريب ان كل حاجة بتتغير الا انت لسة حلقة الوصل

اجبت ضاحكة

ح: حاولت مبقاش

قال سريعا

خ: و انا حاولت ابطل قهوة

عاد الضحك من جديد بقوة...تركنا الكلاب و ذهبنا لنجتمع مع البقية الغريب ان ليس هناك مصدرا للنور في الكثير من المنزل و هو لا يشعر بالانزعاج، بيت هادئ مريح مريب، بالتاكيد ظنت طليقته انه ممسوس، وصلنا في النهاية الي البقية الذين كانوا اموات و احياء في نفس الوقت

خطة محكمة ان اخطأ احد سنكون في جنات الخلد، لا اظن ان هذا مصيرنا

خمس عشر دقيقة ، نتحدث و نلهوا افتقد كل هذه الذكريات كما يفتقدها الجميع، ز مع اذان الفجر اخرج خالد هاتفه و اعطاه لسهيلة و صاح بلغة الكاتبون المعروفة في كتبهم

خ: لننهي الذكري بما كنا نفعله

وقفنا الوقفة المعتادة و بالطبع لم تخلو الصورة من عبارات "تعالي يمين يا زياد" "انزلي سيكة يا شروق" "خالد اقف ورا انت طويل اوي يعني"

و تم التقاطها، ثم صلينا الفجر

و الان ذهبنا اخيرا لننام

© Khaled Taha,
книга «بعد الخمس سنوات».
Коментарі