بداية البحث
خلال الخمس سنوات
تخطيط
اول خطوة
الرائحة
مقابلة
انتصار ام
بداية البحث


10/8/2025

و في احدي شقق المعادي كانت ليلي تبحث عن احد الارقام،رقم لم يتم الاتصال به منذ ثلاث سنوات، و بعد عدة محاولات وجدت الرقم

ح: الو

ل: ايوة يا حبيبة انا ليلي

ح: ليلي مين

ل: انا بقالي يومين بدور علي الرقم وانت اصلا مش فاكراني

ح: لا استني، اوعي يكون الي في بالي صح

ابتسمت ليلي ابتسامة رضا وثقة

ح:يادي النيلة اية الي طلعك في بختي

ل:احم

ح: عايزة اية

ل: تعرفي توصلي لشروق

ح:اه طبعا

ل: خلاص هبعتلك عنوان تيجيلي فيه انت و شروق كمان ساعتين

ح: ليلي انت عارفة الساعة كام؟

ل: 12 الضهر

ح:يعني المفروض اكون نايمة، غوري و هجيلك لم اصحي

ل:الموضوع مهم ولازم كلنا نتجمع

ح:مش اهم من نومي

ل: هستناكي.....

اغلقت الحبيبة الخط و عادت الي سريرها، لكن بالها لم يرد النوم معها،شوقها و توترها منعوها من النوم و ادوا الي ان تتصل بشروق ليذهبا

و بعد مرور نصف ساعة في الطريق و اربع ساعات في البحث عن العنوان،و محاول فهم وصف ليلي وصلوا الي المنزل اخيرا

ش: انا عايزة سبب مقنع يخيليني مقتلكيش عشان تجيبينا كدا

ح:استني نخلص احضان الاول

و سرعان ما تعانقوا ثلاثتهم مع التفوه بعبارات الحب الذي يلي البعد

ل: المهم دلوقتي ازاي نوصل للباقي

ح:رحمة موضوعها سهل و ملك اكرم المفروض تكون في سكن كليتها و مريم هرن عليها

ش: و سهيلة اكيد في شغلها

ل: شغلها؟!

ش: ايوة تدريب تبع الكلية

ح: كدا ناقص زياد و خالد

ش: علي ما اعتقد لو لقيتي الاول هتلاقي التاني، و مظنش هنعرف مكان خالد يبقي نبدأ بزياد

ل: نروحله عنوانه؟

ح: مش يمكن عزل

ش: حتي لو كدا اهو اي ندور علي اي حاجة توصلنا بيه علي ما نشوف الولية دي عايزة اية

ل: طب هنبدأ بمين

اخرجت حبيبة هاتفها و اتصلت باحد الارقام مع سيادة الصمت في المكان

ح: الو ايوة يا مريم، هبعتلك عنوان تعالي عليه

ابتسمت شروق و ليلي ابتسامة رضا

ح: في اية مالكوا بتبصولي لية

نصف ساعة و كانت مريم حاضرة و جميعهم جاهزون لاستكمال البحث

م: هنبدأ بمين يلا

ل: حبيبة قالت انها عارفة مكان رحمة

ح: حطوا اي قطة و هتلاقوها طلعت

م: ما تخلصي

ح: معزلتش هنلاقيها في نفس العنوان

ش: يااااه هنشوف المدرسة تاني

ح: ما احنا عمالين نشوف اشكال قذرة من الصبح اهو

دار السلام - شارع العروبة

ح: هي دي العمارة

م:طب معلش سؤال ، هو انت لية مكلمتيهاش و هي تيجي

ح: ها

ش: معلش اصلها مش نايمة... يلا نطلع

كعادة هذا المنزل رائحته مليئة برائحة القطط لم يتغير

ل: 270 قطة تقريبا لحد دلوقتي

ح: وصلنا الشقة اهو خبطي يا ليلي اخلصي

من المتوقع عند مقابلة النساء لبعضهن بعد غياب لسنوات ان يفقد كل الاشخاص القريبين منهن السمع بسبب صراخهن و هذا بالطبع ما حدث

ر: انا مش مصدقة

ل: اشكروني علي التجمع دا

و في تلك اللحظة قامت حبيبة بضرب ليلي لتعبر عن غضبها لانها لم تنم

و بعد حوار طويل و ضحك عادوا الي مرادهم

ر: يعني احنا المفروض هندور علي مين دلوقتي

م: ملك اكرم و سهيلة امرهم سهل و هنروحلهم

ش: انا بقول نتفرق و نتقابل في شقة ليلي

ح: اشطا انا هاخد شروق و مريم و نطلع علي ملك و ليلي و رحمة يشوفوا سهيلة

ل: يا ذكية محدش يعرف مكانها غيرك

ح: خلاص هروح معاكوا و شروق كدا كدا عارفة العنوان

تفرقت الفتيات لاكمال المهمة،بالفعل هم لا يعرفون ما سبب التجمع حتي الان و لكن الشوق الي التجمع غلب العقل و غلب التفكير و ان نظرنا الي الامر بطريقة ادق سنجد ان دور الرواي ليس له فائدو اما الدور الاهم فهو دورهم دور الابطال

مدينة الانتاج الاعلامي – الساعة 7:30 م

ح: مش عايزين هبل لو شفنا ممثل او ممثلة

ل: من الواضح الوقت دا بتاع مهندسين الديكور بيجهزوا الديكورات

ح:بس يا حمادة هلال، خلينا نشوف الولية دي فين

ر: ما نسال حد

ح: علي اساس انها اشهر مهندسة ديكور دي يادوب نازلة تدريب

ر: ما تجربي بس

ل:بس خلاص انا لقيتها

عرفتها سهيلة بسبب وقفتها مع العاملين و صوتها العالي و ترديدها لعبارات الرؤساء و المديرين " دا مش شغل يا الكلام مش طالع زي ما هو مرسوم ،الكلام دا يتهد و يتعمل تاني"

ل: البت دي هتطرد من المكان كمان شوية

لم يعلو صوتهم في تلك المرة لان سهيلة اوقفت نداء ليلي بسبب طبيعة المكان الهادئة و اكتفت بعناقهن بحرارة

س: انا مش مصدقة بجد، اشكالكوا وحشتني

ح:اشكال تقطع النوم

ل: ما خلاص يا بنتي مكنش يوم مش نايمة فيه

ح: نومي دا اهم منكم علي فكرة

س: لا انا عايزة محن سكتوا حبيبة

ر: خليكي معاي اخبارك اية

ل: مش وقته يلا علي البيت و بعدين نحكي

س: بيت اية انت هبلة ورايا شغل

ر: طب قدامك قد اية

س: خمس ست ساعات

و سرعان ما توجهت حبيبة نحو سهيلة

ح: انت لازم ترتاحي عشان الحمل يا حبيبتي

س: حمل اية انت هبلة

ح: روحي قولي هنا للمشغلك

س: مشغلني اية احنا في شركة انا هتصرف اسبقوني علي العربية و انا هحصلك

ح: كدا شاطرة

سكن كلية سياحة و فنادق – جامعة القاهرة

م: احنا تقريبا بقالنا ساعة ماشيين في الطرقة دي

ش: ما هو دا عيب سكن ملك

م: هي لية قاعدة في السكن

ش: مزاجها و عشان صحابها الي في الجامعة كلهم في السكن

طول السير لم يخمد نار الشوق الي الوصول، حيث ان المكالمات لا تكفي

العين تشتاق ليس الاذن التي تسمع المكالمة او اليد الي تي تكتب المراسلة

دقات متتابعة ولا احد يجيب

ش: هي مش بترد لية

م: يمكن مش موجودة

و فجاة سمعت مريم صوت ضحك خارج من احدي الغرف

م: اكيد هي و اصحابها قاعدين جوا

ش: محققة محققة يعني مش هزار

ساد الضحك في تلك اللحظة لكن لم يغطي علي ضحك البقية

م أ: ثانية واحدة هروح اجيب حاجة و جايية......

علي مشارف الغرفة كانت توجد شروق و مريم

م أ :شروق!!!؟؟

احتضان و صراخ و قبلات ،هذه طبيعة المقابلة بعد سنوات من الغياب رجالا كانوا او نساء، كذلك الذي حدث في فيلم الرهينة عندما قابل عماد مصطفي

م أ: وحشتوني اوي فين الباقي

م: بنجمعهم كلهم يلا تعالي معانا دلوقتي

م أ: لية

ش: هنبقي نحكيلك في الطريق

استمر الاحتفال باللقاء بل زاد بعد ان اجتمع الجميع في منزل ليلي في النهاية

ل: كدا فاضلنا زياد و خالد

ر: انا بقول نكمل بكرا

س: خلاص تمام انا هروح و نتقابل بكرا

صاح الجميع بالموافقة

ل: لا لا لا، باتوا معايا النهاردة و بكرا نروح مع بعض نكمل

ش: علي اساس اننا ملناش اهل

م أ: انا صايعة

ح: و انا عايزة انام في اي حتة

ل: كلموا اهلكوا دول يومين

م: خلاص يا شباب كله يكلم اهله لخلينا نشوف ليلي عايزة اية

اومئ الجميع بالموافقة و همت كل واحدة تبحث عن عذر

ل: خلوها 3 ايام

ش: طموحة اوي دول كل ساعيتن هيكلموني

ح: ليلي انا داخلة انام

م أ: طب اية مش هنحتفل

س: ايوة يلا

ش: ايوة يا ماما ... لا هقعد يويمن بس عند ليلي، حالة وفاة ....مش هينفع نسيبها لوحدها دلوقتي .... لا مفيش حد غيرنا... تمام يومين تلاتة و هاجي سلام

ر: حجة قوية

احتفال و ضحك و صوت عالي هذا ما يسعد الجميع بعد الغياب

الساعات مرت في هيئة دقائق و حان وقت الاستيقاظ مبكرا جدا لبدء الجزء الاخر من البحث

ش: في سؤال مهم دلوقتي

ل: روحوا هاتوا هدوم ليكوا

س: فرهدة علي الفاضي

ل: ساعة و نص و كلكزا تبقوا قدامي

اقبلت حبيبة عليهم

ح: صباح النشاط و الحيوية

م: صباح الخير

ل: اخلصوا يلا عشان الوقت

نفذ الجميع طلب ليلي و بعد ساعتان كان الجميع حاضرا

ل: كدا احنا ناقصنا زياد و خالد

ش: ما قلنا لو وصلتي لزياد اكيد هتوصلي لخالد و العكس صحيح

ر:هو احنا هنروح ازاي بعددنا دا

ل: جزء في عربية مريم و جزء في عربيتي

س: طب و احنا راجعين

م: مش لم نوصل الاول

ل: انا عارفة العنوان كدا كدا بس يلا عشان نلحق

ح: انا هركب جنب حبيبة

م أ:انا جعانة

الطريق لم يخلو من الزحام و ارتفاع درجة الحرارة و السباب المتوجه الي ليلي علي هذه المهمة

ر: مش كنا نتجمع في شهر تراوة

ل: هو بايدي

س: اما نشوف هتخلينا ننيل اية

ل: الشارع اهو

ح: لولولولولولوولوي

تعالي الضحك مجددا رغم كل شئ، هذا الذي يكون موجودا دائما

دار السلام – 11:00 ص ....11/8

ر:طب احنا قدام البيت هنعمل اية دلوقتي

م: معلش بس هو اية منظر زياد و سبع بنات عايزين يقابلوه

س: تخيلوا لو كان خاطب و خطيبته عرفت

ل: وسعوا كدا.... يا زياااااااااااد

ش: دي فايدة ليلي

م: اكيد صوتها المزعج

و في لحظة توقت حركة الشارع تعجبا لهذا المشهد، ان اعتبرنا ان قدوم الفتيات شئ غير مريب، بكل تاكيد نداء ليلي لن يمر مرور الكرام

و مع هذا التعجب خرج زياد مذهولا

ز: في اية ....اية دااا

ش: انزل قبل ما ليلي تجرسنا اكتر

في لمح البصر كان زياد في الاسفل ليتاكد انه لا يحلم و لاكمال السلام

ز: انا مش مصدق

س: حقك محدش مصدق الي ليلي بتعمله

ح: ممكن يلا عشان نخلص سلمنا و عيطنا و خلصنا

م: متعرفش خالد فين يا زياد

ز: هو النهاردة تاريخ اية

ش: 11/8 ، بتسال لية

ز: يبقي خالد في المنصورة

ر: يا سلام علي الحظ

م: عارف العنوان

ز: هو في مرة رحت معاه من سنتين، عموما الطريق سهل هو هنمشي علي الطريق الرئيسي بتاع اسكندرية و هنلاقي يافطة للمنصورة و في داخلة توصلنا لحد عنده

م أ:انا كنت تفائلت

ل: اطلع لم حاجتك يلا عشان نتحرك

ساعتان و نصف في الطريق و لحسن الحظ كان خالي بعض الشئ و اضاع المكيف ارتفاع درجة الحرارة

ز: ركزي يا ليلي اول ما تلاقي محطة بنزين ادخلي الشارع لو كملتي هنوصل البحر المتوسط

ل: خلاص مركزة اهو، حد يشوفلنا مريم ورانا ولا اية

ح: لا تقلقي ورانا

ش: البنزينة اهي يا شباب

الطريق كان سهلا بعض الشئ و ذاكرت زياد ساعدتهم علي الوصول الي المنزل سالمين

المنصورة – 3:00 م

ز: طب يا شباب حمد الله علي السلامة ادي البيت و عربية خالد موجودة

م: بس الباب مقفول

س: اسالوا اي حد و خلصونا

م أ: اسالي البطة او الوزة الي معدية هناك دي

بيت كبير غريب كيف له ان يكون لشاب في الواحدة و العشرين ، في طرف المدينة في مكان هادئ شبه ريفي

ر: هو انت اصلا توقعت انه هو هنا لية

ز: عشان النهاردة سنوية اخته و هو بيقضي اغلب السنة هنا و اليوم دا اساسي يكون موجود غير انه في جامعة المنصورة

ل: طب هنعمل اية دلوقتي

ز: نروحه المقابر و نشوفه هناك

ح: نروح فين يا عنيا

خمس دقائق كانت كفيلة لوصولهم جميعا الي المكان المحدد

ز: اركني هنا كدا كدا مقابرهم قريبة و مش جوا

س: زياد احنا لو اتلبسنا انا بحملك المسئولية

م: ليلي هي الي اختارت المعاد دا صح

ل: ما تسكتوا بقي، خلينا نشوف اسير الاحزان دا فين

س: استنوا مش هو دا الي خارج من جوا و بيتكلم في التليفون

م أ: طب افرضي كان عفريت

ش: عفريت ماسك تليفون؟!

ح: تلاقيه متغرب في مدافن مش بتاعته

ز: هو خالد او روحه مش متاكد

بدأوا الاقتراب شيئا فشيئا و علي الجانب الاخر كان خالد يتحدث الي والدته

خ: لا مش عارف هرجع امتي...كنت اخدك فين يا حجة انت وراكي مشاغل....لا متجيش خليكي مستريحة عندك.....تبعتي حد لية انا هربان من البشر تقومي تبعتي حد.... يا ستي قاعد في الفيلا مش في الشقة القديمة

قاطعه صوت زياد مناديا عليه

خ: اقفلي يا حجة عشان شكل في بشر داخلين عليا

بعد اغلاق الخطو في لحظة دورانه ليري من ينادي ،اذ بصدمة الفرح تحل علي وجهه، لكن الحس الفكاهي لم يغيب في تلك اللحظة

خ: دي نوعية البشر الي بحبها، اهلا في المملكة يا شباب

بالطبع مشهد الترحاب اصبح مفهوما و معتادا و متكررا عند لقائهم

ح: طب يلا بدل ما نتلبس بقي

خ: طب ما تيجوا تسلموا عليها جوا

م أ: يا نهار ابيض انت بتقول اية يا خالد

م: انا بقول نخلع من هنا بدل ما يدخلنا المقابر

و في وقت واحد اومئ الجميع بالموافقة، و بالفعل ذهبوا الي بيت خالد

البوابة كانت سوداء كبيرة و من ثم الي حديقة واسعة لا يضع فيها سيارته، و سلم قصير يوصل الي باقي المنزل، النور هادئ جدا ، احقاقا للحق المنزل كله هادئا و مليئ بصور عديدة لاشخاص يحبهم خالد، و في النهاية وصلوا الي غرفة هادئة بها طاولة كبيرة مستديرة تنام عليها قطته

ر: علي ما اعتقد دا الجانب الحلو الوحيد في البيت دا

ح: طب يعني مفيش كلب حتي

ابتسم الجميع و ضحكوا

خ:لا مفيش كلب في اتنين

© Khaled Taha,
книга «بعد الخمس سنوات».
خلال الخمس سنوات
Коментарі