بداية البحث
خلال الخمس سنوات
تخطيط
اول خطوة
الرائحة
مقابلة
انتصار ام
مقابلة


ظهر اليوم التالي جاء مصحوبا بصوت خالد يوقظنا، كان نوما طويلا مريحا، يكاد ينسينا ما حدث امس.

شرح لنا خالد ما يجب علي انا و شروق فعله، من الجميل ان تكون اول من يبدأ المخاطرة

كنا جالسين نستمع جميعا و خالد يلقنا الحديث

خ: كل كلمة بحساب، تطلعوا منها المعلومات بكل هدوء و من غير غباء

توجه خالد الي ماكينة القهوة كالعادة و اكمل

خ: كدا كدا هي عايزة تتكلم و الفرصة جت لحد عندها، مريم هتيجي معاكوا و رحمة هتاخد مكان حبيبة

اخذ الكوب و ببدأ يشرب و هو يكمل

خ: رحمة اول ما تاخد المعاد كلنا هنروح المكان، لازم ناخد المعاد في مكان عام يا رحمة، انا هقابله و الباقي هيتوزع في المكان، ليلي هتبقي في العربية و مش هتطلع منها

ردت ليلي بصياح واضح

ل: دا لية دا ان شاء الله

اكمل خالد سيره جيئة و ذهابا و قال

خ: عشان استاذ عبد الغفار هيعرفك لو شافك ولو عرفك كريم هيعرف و هيجيبك و هيجبنا معاكي

قاطعت الحديث عن عبد الغفار

ح: طب افرض رقية كانت اتصالحت مع طليقها رمزي ولا لازم يحصل زي الي حصل مع مروة

وضع خالد كوب القهوة وسط الملامح المؤيدة لكلامي

خ: والله يا ابلة دا شئ يتعرف بسهولة جدا

طقطق زياد اصابعه و هو يقول

ز: ازاي بقي

انقصت مريم كمها و قالت

م: شغلوا دماغكوا لو ادتنا عنوان غير شقة اكتوبر يبقي رجعلته

خ: لا مسمهاش كدا اسمها لو ادتنا عنوان في مدينتي، هي ممكن تعزل في اي حتة عادي

اكملت رحمة التساؤل

ر: و اشمعنا مدينتي

التفت خالد اليها ثم اكمل سيره

خ: عشان مدينتي هي عالم كريم و امثاله دلوقتي، و هي محظورة تخش لانها خلاص برا الشلة ... دلوقتي رحمة و حبيبة خدوا المعاد

قاطعت سهيلة سيره

س: معلش بس مين هيبقي عند الكاميرا وقت ما نروح نقابل عبد الغفار

خ: ملك و حضرتك

م أ: احسن كنت عايزة انام اصلا

توقف خالد للحظات و اغلق عينيه ثم فتحهما و اكمل

خ: موديل العربية دي بتشيل 7 ركاب يعني في ظرف ثانية اقول في المايك يلا الاقيكوا في العربية...توكلنا علي الله و ربنا يستر

رقية محسن، امرأة اربعينية مهتمة بنفسها، يبدو مظهرها انها في الثلاثين او العشرين، شمطاء هو اقل وصف لها، كانت تدخل القاعة و السباب و اللعن يظهر معها من جميع الحضور، رقمها معي منذ كان هناك حملة من بعض الشباب لتوزيع رقمها و مضايقتها، بالتاكيد عرفت الشباب و تم فصلهم من الجامعة، من المحتمل ان يكون هذا بسبب سلطات زوجها

كان اخذ المعاد امرا سهلا جملة " عايزة حضرتك في موضوع مهم مينفعش في التليفون" جملة سحرية

غدا الساعة الرابعة عصرا في اكتوبر عند بيتها القريب من مسجد الحصري، لم لم تنتقل لأي مكان؟

عدت اليهم اخبرهم بالموعد، كان الموعد لطيفا بالنسبة الي الجميع، تبعتني لتخبرني ان موعدها بعد غد في احد الفنادق سيرسل عبد الغفار عنوانه لها

خ: طب يا شباب كدا عال اوي، حد يطلب اكل بقي

اليوم كان هادئ و لطيف مصحوب بزيارة الي المقابر كانت حزينة بعض الشئ لكننا ضحكنا و شاهدنا فيلما و كأن اليوم حفل توديع للدنيا، لم يخلوا اليوم من ملاعبة الكلاب و القطة.

مرت الساعات و عند العشاء دق الباب، نزل خالد ليفتح مع الكاميرا و ذويها، و اذ نفاجئ برؤوف واقفا.

قال رؤوف بملامح مبتسمة

ر: مش هتخليني ادخل

كان خالد يواجهه بملامح باردة

خ: لا، قول الي عندك اخرك تقف في الجنينة و تمشي

ر: طب و واجبي

خ: هتاخده في الجنينة

اوصله خالد الي حديقة المنزل و احضر كوبان من القهوة ...كانت زجرات الكلاب توضح انها تكره هذا الشخص

ارتشف رؤوف القهوة

ر: الحبل الي بينا متقطعش

كان خالد ينظر اليه في بغض واجه

خ: عايز اية يا رؤوف

ر: انت عارف ان بنتي كان ليها اسهم في شركاتي و هي السبب في العز دا الي انت فيه

خ: انجز

اكمل رؤوف قهوته و هو يقول

ر: و انا بخلص الاجراءات عشان اخد الفلوس بتاعتها لقيت ان ليها وصية ان فلوسها كلها تروحلك انت و اختها، و جيت اخد منك التنازل و امشي

ابتسم خالد و ارتشف اول رشفة من القهوة

خ: و اتنازل لية بنتك سابتلي فلوس و انا هاخدها، مش عاجبك زور الوصية

ر: انت عارف اني مش هعمل كدا عشانها

خ: و انا هاخد بالي من الفلوس متقلقش

زادت عصبية رؤوف

ر: هتعمل بيها اية... الفلوس كتير و انت متستحقهاش

خ: هعمل بيها اكل الكلاب

غضب رؤوف و رحل و رمي كوب القهوة، رغم فساد رؤوف الا انه يحب ابنته ولا يريد ان يحزنها حتي بعد موتها، حتي و ان كنت فاسدا لا يهمك شئ ستجد العاقبة التي تحول بينك و بين شئ يزيد فسادك، انا لا اعرف رؤي لكنها ملاك

عاد خالد و اكملنا يومنا الي ان نمنا جميعا

استيقظنا في الصباح جميعا و بعد ساعتان بالتمام و الكمال و قبل نصف ساعة من اذان الظهر كان زياد ينادينا ليقذف الينا خبر

ز: البرنامج جاهز هو و المواقع ناقص تتنشر

ابتسمنا جميعا و قال خالد

خ: حلو اوي خليهم موجودين لحد ما نخلص كل حاجة، عاش يا شباب واحد واحد فاضلنا تكة و نوقع كريم

قاطعته ملك

م أ: او نقع احنا

صدمتها سهيلة

س: وقعت عليكي حيطة، اخرسي بقي

ضحكنا قليلا قبل انا يقاطعنا خالد

خ: حبيبة و شروق و مريم أملنا فيكوا كبير اي غلطة هنمون كلنا

انتفض زياد من مكانه

ز: لا معلش لحظة واحدة هو احنا لو اتقفشنا هنموت

خ: لا هيقرص ودانا، يلا يا شباب اجهزوا

الجميع يتأهب، زياد و رحمة و جالسون، و الباقي مشاهد من بعيد، خالد يوصينا بالوصايا الأخيرة، و الان حان وقت الرحيل

الطريق اخذ وقتا هينا و وصلنا في الموعد المحدد، شقة اشبه بقصر، اكاد اجزم ان مياه الشرب من الذهب، هذا البيت يوحي بالفعل بأنها جنت مالا كثيرا، جلسنا و قدمت الينا العصير، و بالطبع وضعت قدما فوق الاخري و قالت

ر: ها يا بنات كنتوا عايزين مني اية

نظرنا الي بعضنا البعض ثم تنهدت و دعيت الله ان يسترها لأن لا احد يجيد الكلام ثم نظرت الي رقية

ح: بصي مش عايزين نطول عليكي، احنا عارفين حكايتك مع طليقك

سمعت من السماعات صوت اللطم، لولا الحرج أسمعت السباب يتعالي في اذني

اعتدلت في جلستها و اشعلت سيجارة و قالت و هي تنفس الدخان كريه الرائحة

ر: و فيها اية الكل عارف اني مطلقة و متخانقة مع طليقي

بادرت مريم الحديث

م: بس محدش يعرف اية سبب الصلح و اية الي كنت هتقوليه

ش: من الأخر احنا جايين نديكي فرصة التكلم عايزين نعرف كل حاجة عن علاقة طليقك بكريم الصريطي

هل كان اداؤنا سيئا؟ لم اشعر بشئ من العمق و الحماس، شعرت بأنها محادثة عادية

نفثت دخان سجارتها و قالت

ر: انتوا تبع كريم صح، عاملي امتحان مش كدا

امسكت نصف وجهي بكفي ثم فركت كفاي

ح: يا رقية احنا بنحاول نوقع كريم و اعوانه و كلامك هيساعدنا، و انت طبعا مش اول واحدة نروحلها، و اطمني محدش هيعرف انك اتكلمتي

ثم سكت و سكتنا جميعا، هذا السكوت الذي يستغرق ثواني ثم يتبعه الحقائق، هل تستعد للكلام ام تستعد لأن تطردنا، هيا يا رقية اقذفي المعلومات الينا

تنهدت و وضعت السيجارة علي الطفاية بحيث لا تطفئها

ر: هقولكوا

هناك اقاويل ان الصدمة تجعل الانسان يشيب، لكن الكلام الذي تتفوه به رقية يكاد يصيبنا بسكتة دماغية. امل ان يكون قد كتبوا ما نسمعه ، عقلي لن يتحمل تلك القذارة الغريبة

انتهت رقية و لم نجلس سوي بعدها سوي لنشكرها و نعدها اننا لن نشي بها، ثم ذهبنا الي السيارة

فور تحرك السايرة الذي لم يأخذ وقتا امسكت الميكروفون

ح: متقولوش انكوا مستوعبتوش زينا

ر: انا مش لاقيه وصف للي سمعناه دا

ش: المهم نروح عشان انا مش قادرة

ز: لسة مقابلة بكرا دي مصيبة سودة

م أ: طب اية مش هنطلب اكل

م: ايوة اكل و بيبسي كتير علي ما نرجع

ل: والله يا شباب هببنا الموضوع خالص

خ: عموما احنا سجلنا المقابلة و كدا كدا معانا المعلومات، ناقصلنا اهم مقابلتين.... اه صحيح كلكوا كنتوا هتودونا في داهية النهاردة، اتفضلوا ارجعوا بسرعة

نرحل من القاهرة لنعود اليها بعد ساعات

عدنا و تسلمنا توبيخ يكفينا لسنين، لم نطل الحديث لنجني الكثير من المعلومات، بالطبع اغلب التوبيخ بسبب اننا كنا نهرتل بعض الشئ، فليجلسوا اماكنا و لنري ادائهم، لا اعتقد ان احد سينام الليلة خوفا من الذي سيحدث غدا.

كنا نغفو بضع دقائق و نستيقظ

في تمام الساعة الحادية عشر خطب فينا خالد

خ: بصوا يا شباب، احنا خلاص فاضلنا اخر خطوتين و اخطر خطوتين لأننا رايحين نقابل العدو، حبيبة هتستني هي و شروق هنا، و رحمة و سهيلة هيجوا، ليلي هتسوق و يارب العربية متتقلبش بينا

اتجه الي ماكينة القهوة

الي هيحصل كالاتي، واحد واحد هيطلع يقعد علي اساس انه زبون عادي قاعد في كافيه الفندق، رحمة هتقعد تستناه عادي هيسلموا علي بعض هيطلب حاجة يشربوها رحمة هتستأذن تروح الحمام و تنزل مع ليلي

سحب الكوب من تحت الماكينة و هو يكمل

و بعدها هخش انا، عبد الغفار ميفلتش مننا، اي حركة غلط هنروح في مليار داهية، عرفنا ناخد المعلومات كان بها، معرفناش يبقي بالعافية، حتي لو وصلت اننا نخطفه...حد عنده اي اعتراض

لم يتكلم احد

خ: يبقي علي الله التساهيل

بدأ الجميع في تجهيز نفسه و بعد فترة ارسل عبد الغفار العنوان و معه الموعد ..السابعة مساء، كل شئ مثالي الان، كل شئ جاهز

مع اذان العصر كانوا في السيارة، بقينا انا و شروق نراقب، هذه المرة لا يجب ان يغمض لي او لشروق جفن، كل شئ مهم التركيز في التفاصيل، نحن نراقب و نسمع سبع اشخاص بالتاكيد سأغلق الصوت عند البعض

بعد ثلاث ساعات بسبب التكدس، وصلوا الي الفندق، نزلوا الي الجراج و انتشر الجميع الا خالد و ليلي بالطبع، متبقي نصف ساعة علي الموعد و كل شئ هادئ حتي الان.

عشرون دقيقة و بدأ بعض رجال الحراسة بالدخول الي المكان، بعضهم متخفيون في هيئة زوار مثلنا لكن هيئتهم فاضحة، البعض الاخر لم يكن متخفي

الصورة كانت واضحة تقريبا كنت اري المكان كله

مع هذا الاضطراب بالمكان امسكت الميكروفون لأخبر خالد

ح: خالد مش عايزة اقلقك او اقلق حد فيكوا بس واضح ان عبد الغفار داخل علينا و هو مش لوحده

خ: مين معاه

ش: اكتر من عشر جاردات

تعابير وجه خالد الي الصدمة

خ: اوعي تقولي لأي حد منهم عشان ميقلقش و نروح في داهية، قولي لزياد اول ما رحمة تقوم يكون وراها، ولو حد اتعرضلهم هو هيعرف يتصرف معاه، انت قافلة السماعات عند الكل مش كدا

ش: ايوة

تنهد خالد

خ: تمام ربنا يستر

كانت ليلي بجواره متعجبة

ل: في اية

ابتسم خالد و نظر لها

خ: لا متاخديش في بالك اتشاهدي بس

تمييز عبد الغفار ليس شيئا صعبا، بدلة انيقة، ساعة فاخرة، حراس حوله، كان رجلا مهتما بصحته يصعب تحديد عمره، شعره علي اخر صيحة و كأنه شاب في السابعة عشر، آمل الا نموت علي يده

اتجه عبد الغفار نحو رحمة، عبد الغفار متحرش منذ قديم الاذل كما خالد ، لذا كان من الطبيعي الا يتخلف عن موعد مع فتاة

جلس عبد الغفار امام رحمة و بالطبع بدت ملامح التوتر عليها

ع: ازيك يا رحمة يا حبيبتي عاملة اية

سعلت رحمة لتعدل من صوتها المبحوح و المتوتر

ر: تمام يا دوكتور كويسه...شكرا انك جيت

ابستم عبد الغفار و لم تتحرك عينيه من علي رحمة

ع: لا دوكتور اية انت زي اختي الصغيرة، و بعدين مقدرش اتأخر علي حد محتاج مساعدة علمية، تشربي اية الاول، اطلبي زي ما انت عايزة انا صاحب الفندق دا كله، لو عايزة جناح انا تحت امرك

ضحك بطريقة مريبة، بينما ابتسمت رحمة ابتسامة خجولة تفهم نواياه

ر: خلاص ممكن هوت شوكلت، بس دقيقة اروح الحمام

امسكت شروق بكتفي

ش: يا نهار ازرق، صاحب الفندق، احنا رايحين في داهية

ازحت يدها

ح: استني بقي اما نشوف هنهبب اية

في تلك اللحظة التي يغمرها التوتر و رحمة تقوم، اخبرت زياد بأن يسرع خلف رحمة

ح: يلا يا زياد بسرعة

تنهد زياد

ز: تمام ربنا يستر

قام زياد و مشي خلف رحمة الهاربة المسرعة، كاميرا سهيلة اظهرت نظرة عبد الغفارو هو يشير لأحد ان يذهب خلف رحمة

كانوا ثلاثتهم في نفس الطرقة المتوجهة الي المصعد الذي ستهبط منه رحمة الي الجراج، رحمة و زياد و هذا الرجل الذي من المؤكد انه سيكون قاتلهما، الغريب انه ركب معهم المصعد و كان خلف زياد مباشرة

اول اختبار حقيقي لدور المراقبة

ح: زياد، في اقل من خمس ثواني ترفع كوعك في مستوي ودنك و لف ناحية اليمين بكل طاقتك ، هتخبطه في رقبته خبطة هتتعبه شوية بعدها خد طفاية الحريق و علي دماغه

كان مشهد اكشن رائعا لم يستغرق الكثير من الوقت، بالطبع صرخت رحمة و لكن لا وقت للصدمة، كان خالد ينتظر امام المصعد، ازاح مع زياد الرجل و باستخدام شريط لاصق اغلقوا فمه و قيداه بحل، و جرداه من كل اسلحته و اي شئ يمكنه من الهرب، و وضعاه في مكان مستتر، ذهب زياد و رحمة الي السيارة و الان اللحظة المنشودة و الاخطر حتي الان، جلوس خالد امام عبد الغفار المستعجب

خ: ازيك يا عبدو

ع: انت مين

شرب خالد من مشروب رحمة الذي وضعه النادل

خ: انا يا شيدي الي حبست رحمة في الحمام و ضربت الراجل الي انت ممشيه وراها، هاخد منك كام كلمة علي السريع و هتكل علي الله

ع: لا والله يعني انت جاي في فندقي وسط رجالتي و تهددني

اخرج خالد من جيبه صورة لم تظهر معالمها و وضعها امام اعين عبد الغفار ، و سرعان ما اخذها عبد الغفار و قطعها و وضعها في جيبه

ضحك خالد

خ: عندي منها كتير لو عايز

ع: انت عايز اية و جبت الصورة دي منين

اكمل خالد الشرب

خ: جوجل مخلاش حد نفسه في حاجة، انا ببص للسما بعرف كل حاجة

اتسعت حدقتا عبد الغفار و اقترب من خالد

ع: هو انت

خ: ايوة كدا يا عبدو صحصح معايا كدا

ع: انت اية الي مأكدلك اني هتكلم او حتي انك هتخرج من هنا

خ: يا عبدو انت معانا علي الهوا، ناس حبايبي شايفين و سامعين قعدتنا، معلش بس وطي صوتك عشان ميصدعوش

ع: امشي بدل ما اخلي رجالتي يخلصوا عليك

ضحك خالد

خ: غشيم، يعني انا معايا ادلة توديك سابع ارض، و مش عايز استخدمها مقابل انك تديني شوية معلومات اقدر اساوم بيها واحد حبيبي

عقد عبد الغفار حاجبيه

ع:مين؟

خ: كريم

اسند عبد الغفار ظهره و بدأ يضحك في استهزاء

ع: طب افرض انا سبتك تخرج و اديتك الي انت عايزه،كريم بقي لو عرف هيسيبك؟

خ: ما انت لو قلتله انك ادتني معلومات هيشيلك ورا الشمس و يموتني، يا عبد الغفار سواء انا حصلي حاجة او لا المعلومات موجوده حتي كريم معايا لي بلاوي، اخلص بدل ما ابيتك في طرة

ع: عايز تعرف اية

خ: كيلو الخيار بيغلي لية

ضرب خالد وجهه و اكمل

خ: انت هتهزر يا عبدو، عايز اعرف لية كريم بيتعامل مع إسرائيل و اية الهدف و اية المقابل و الي تجود بيه، دا انا اول مرة اجيلك انت مش ناوي تربي زبون

أشعل عبد الغفار سيجارة من النوع الغليظ و نفث بعض الدخان

ع: الكلام كبير عليك

ابتسم خالد

خ: لا ما انا هوزعه كل واحد هياخد جزء

شرب عبد الغفار بعض المياه

ع: لية بيتعامل، عشان السلطة، اية الهدف تكوين دولة اسرائيل، و المقابل فلرس

كاد خالد ان يرميه بكوب المياه

خ: لا يا عبدو صلي على النبي كدا ، دا معلومات كتاب تاريخ تانية ثانوي اكتر من كدا، انا عايز تفاصيل ،انت كل الادلة توديك انت في داهية و قضية تخابر و ليلة اخلص يا عبدو قبل ما رحمة تخرج

سكت عبد الغفار لوهله، اتمني ان يكون السكوت الذي يليه الإجابات لا الموت

اقترب عبد الغفار برأسه من خالد

ع: كريم لو...

خ:يا عم مش هيعرف اخلص بقي

تنهد عبد الغفار

ع: انت عارف ان بعض الي عملوا هتلر في اليهود اوروبا و الولايات المتحدة و باقي الدول عايزين يخلصوا من خطر اليهود لو حبوا ياخدوا حقهم و يصالحوهم، دا تم انهم يزرعوهم في فلسطين، يعملوا دولتهم و الدول بتمولهم، الكلام دا بيحصل بتفرقة العرب و كدا يعني، بس طبعا محتاجين حد من جوا يبوظ الدول و يفككها، كريم بقي كل نشاطه دا عشان الدنيا تبوظ و اليهود ينفذوا مرادهم،الكلام دا ممكن يقعد سنين و كريم يموت و يجي غيره المهم يحصل

خ: و لم ينشر الفساد دا كله هيساعدهم ازاي

ع: محدش مهتم بفلسطين، كله عنده بلاوي من فقر و حروب اهلية لاحتلال و غيره، الوطن العربي مليان بلاوي، كريم بقي الي بيحافظ علي البلاوي الي غيره زرعها، دلوقتي محدش فايق من العامة و طبعا الحكام مبسوطين علي الأخر، لحد ما هتصحوا تلاقوا انكوا عايشين جوا إسرائيل و محدش هيتكلم

خ: يا ولاد ال.... ،اية الدليل

ع:غسيل الأموال الي بيحصل، ٨ حسابات بتبعت ملايين لشركات و الشركات بتحولها لشركات لحد ما توصل لكريم

خ: و طبعا رمزي عبد السلام هو المسؤول عن القرف دا

ع: ما انت عارف اهو

خ:تصدق و تأمن بالله، لولا التريلا الي واقفة وراك كنت لسعتك بالقلم

اكمل عبد الغفار سيجاره و هو ملئ بالغضب

ع:مش عرفت الي انت عايزه امشي بقي

خ:لا الصراحة لسة حاجة اخيرة

ع: اية تاني

اخرج خالد دفتر شيكات من جيبه و وضعه امام عبد الغفار و معه قلم

خ:عايز امضتك الحلوة بقي هنا، ٩ شيكات كل واحد بمليون دولار

ع:انت عبيط يلا مش همضي

ابتسم خالد

خ:لو ممضتش هتمضي علي أقوالك في النيابة يا عبدو

بالفعل وقع عبد الغفار و اخذ خالد الشيكات، رغم اننا لا نفهم سببها

في نفس الوقت كان عبد الغفار يتجه الي الجراج، و الاهم ان ليلي كانت تحاول الاقتراب لترى ماذا يحدث حتي خرجت من الجراج، و في ظل الذهول الذي اصابني انا و شروق و عجز لساننا عن السباب للتعبير عما يحدث، اذ نفاجئ بعبد الغفار أمامها، الان من الأفضل شراء الكفن لنا، ابتسم عبد الغفار ثم ذهب الي مكان اخر

أثناء تحرك خالد لم أجد سوي ان اخبره بما حدث

ثبت خالد في مكانه ثم صاح

خ: قوليلهم كله يقوم حالا غلي العربية بسرعة

في ظرف ثواني كان الجميع في الجراج، ما عدا مريم التي ذهبت الي الحمام و اغلقت وسائل التواصل معها بالطبع

الجميع متحسر غاضب ينظر الي ليلي

ل: اول ما شافني رجع تاني، مش عارفة راح فين

ز: اكيد هيقول لكريم او هو بنفسه هيخلص علينا

ان كان أحدهم يحمل مسدسا لأفرغه في ليلي

خ: و انت تتحركي لية اصلا

ل: كنت عايزة اشوفكوا فين، و حبيبة قاطعة عني الصوت

ر: ودتينا كلنا في داهية

س: يا جماعة المهم مريم فين

ح: الاتصال لسة مقطوع و هي مش بترد علي التليفون اصلا

م أ: يا حلاوة يا ولاد

ز: هنهبب اية

خ:هنتشاهد

وصلت مريم الي الجراج و كانت هادئة تمام الهدوء

كاد الجميع ان يقتلها بدلا من قتل ليلي

خ: كنت متنيلة فين

قالت بلامبالاة

م: الحمام

خ: اخلصي اركبي،يلا يا جدعان يمكن نعيش

م: طب امسك دا

ألقت الي صدره هاتف

امسكه خالد و تعجب

خ: بتاع مين دا

م:عبد الغفار، اصل انا حسيت اني مليش لازمة قلت اعمل اكشن زيادة، اخدته و هو مستني رحمة و محدش حس

تنهد الجميع

س:مريم الله يسترك والله

تنفسنا جميعا الصعداء، لقد انقذتنا مريم بفعلتها

ش:طب دلوقتي اخلصوا قبل ما يعرف انه اتسرق و يتصل بكريم من اي داهية، او حتى يروحله

تلفت زياد حلوه و أشار الي سيارة فاخرة

ز:العربية دي شكلها بتاعته

م أ: و شكلها لية يلا نبوظ عجل العربيات كلها و نمشي

س:لا كفاية العربية الي شاور عليها زياد

اخرج خالد من السيارة سكينا و ألقاها الي زياد الذي قضي علي الاربع عجلات

ركبوا جميعا و اخذ خالد عجلة القيادة و هرعوا الي المنصورة،لو قابلهم ردار فسوف تكون هناك غرامة مغلظة، لقد وصلوا في ظرف ساعة

الان جميعنا مجتمعون لكن بالطبع، لن تكون كذلك لفترة طويلة، سيصل عبد الغفار الي كريم بأي طريقة و سنهلك جميعا

ز:يا شيخة منك لله هتودينا في داهية

ل: هو مش انت و رحمة كنتوا جمبي محدش نطق لية

ر: عشان انت قلتي رايحة الحمام علي طول

س: انتوا جايين تتخانقوا دلوقتي

م أ: معلش بس حبيبة و شروق كانوا بيهببوا اية

ش: كنا مركزين مع خالد و عبد الغفار

م: لا والله يعني الباقي مش مهم

ح: برضة المفروض ليلي تكون عاقلة

ل: انا عاقلة علي فكرة و مش غلطتي لوحدي

كان خالد عن ماكينة القهوة يفكر

خ: انتوا متعصبين لية

ز: بعيد عنك هنموت كمان شوية

بدأ خالد في تحضير القهوة

خ: الي حصل دا هيسهل علينا حاجة، كريم هيحاول يوصلنا و دا هدفنا من الاول اني اقابله، دلوقتي زياد يحط كل حاجة علي البرنامج و ينزله و كدا كريم هيوصلنا اسهل، و نكلمه

س:و هنموت

خ: حاجة مش بعيدة، المهم دلوقتي الهدوء احنا كفتنا هي الراجحة،لأننا معانا بلاوي

قالت رحمة في توتر

ر: لحظة واحدة هو عبد الغفار مش هيخاف يقول لكريم

خ: لا بالعكس طالما وصل للفاعل خلاص

تنهدت ليلي

ل: و عمالين تزعقوا فيا

ح: متبقيش بجحة و اتهدي

خ:خلاص يا شباب،يلا يا زياد ابدأ بسرعة

ز: المهم هيوصلنا ازاي

قالت ملك و ملامح الاشمئزاز تبدو عليها

م أ: هو يتصرف بقي

ش: طب و بعد ما تقابله هيديك البنت عادي

خ: لو موافقش هيتفضح كل الادلة توديه في داهية

ش: هتروح لوحدك

خ: دا انسب شئ، يلا يا شباب اهدوا و استنوا مكالمته

بالفعل سكتنا لكننا لم نهدأ، الأمر الان في اخره، الأمر في أكثر المراحل رعبا، لا أحد ينظر الي الساعة، لا احد يعد الوقت قبل موته، فقط ينتظر.

بعد فترة لا أعلم ان كانت قليلة ام كثيرة، رفع زياد البرنامج في أكثر من موقع، ننتطر و ننتظر، لم يمر الكثير و رن هاتف ليلي، سحب منها خالد الهاتف ليرد هو، اعتقد ان يجب عليه نطق الشهادة قبل ان يرد، مثل كريم يستطيع قتلك كيف يشاء

كالعادة شغل مكبر الصوت

ك: انت بتلعبي بالنار يا ليلي انت و صحابك...

خ: ما تهدي اعصابك كدا و تسمي الله في قلبك

ك: انت مين

خ: لا عيب دا احنا عشرة عمر من ايام تويتر

ك: اسمع يا خالد لو كنت عايز....

خ: اهدي، ابعتلي عربية تاخدني لحد عندك و طبعا هترجعني، دا لو مش عايز تتفضح، و انت اكيد عارف العنوان

أغلق خالد الهاتف، ثم التفت الي زياد و بادر زياد الكلام

ز: البرنامج اتشال

تنهد خالد و هو يضع الهاتف

خ: كدا عال اوي

© Khaled Taha,
книга «بعد الخمس سنوات».
Коментарі