Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 8

"إذًا كُنتِ تتجنّبينني بسبِبها"
أردفَ شيومِين بعدَ إنتهاءِ عملهمَا و مُغادرة الزّبائِن.

"آسِفة, لقَد تأخّر الوَقت, يجِب أَن أذهَب الآن"
أجابَت و هي تتجنّبُ النّظر إليهِ لتُحرّك بصرَها فِي كُلّ الاتّجاهات.

"لَا, لَن تَذهبِ قَبل أَن أقُول مَا لديّ"
أمسكَ مِعصمها و سَحبها خلفُه, كانَت تُحاول الإفلاتَ مِن بينِ يديهِ لكِن دُون جدوَى, فقَد كانَ مُمسكًا إيّاها بإحكامٍ.

"شيومِين دَعنِي أذهَب رجاءً, لقَد تأخّرتُ كثيرًا, سَوف تغضبُ أمّي و تُوبّخني"
قَالت مُتوسّلةً لكنّهُ تجاهلهَا و لَم يُعيرَها إهتمامَه.

"أوّلًا, بخُصوصِ كَاترينَا, عليكِ تجاهُلها و إذَا حدّثتكِ مرّة أُخرى سَوف تُخبرينِي و أنَا سأهتمّ بأمرِها.
ثانِيًا, لقَد إنفصلتُ عَنها نهائيًّا و لَا أنوِي العودَة لهَا لذلكَ تجاهلِي حديثهَا.
أخيرًا سَوف أُوصلكِ إلَى المنزلِ و أتحدّثُ معَ والدتكِ"
أكمَل حديثهُ لِيدفعهَا دَاخل السّيارة مع إبتسامةٍ غريبةٍ بينمَا كانَت إيلِينَا فِي حالةِ صدمةٍ مِن كلامِه و تصرُّفه هذَا.

"حَسن-.."

"لَا تتحدّثِ"
أردَف و لَم تُفارق تِلك الإبتسامةُ وجهَه.



نزلَت مِن السّيارةِ مُنتظرةً أَن يُغلقها, فمِن الوقَاحة أَن تترُكه و ترحلَ.

"حسنًا أنَا وقِحة فِي كُلّ الحالَات"

تَحدّثت بِصوت مُنخفض لِتتركه و تذهبَ حتّى ينزِل و يركُض ورَاءها.

"تصرّفاتكِ وقِحة, توقّفِ"

قَال ليضغطَ علَى أسنانِه.

"أمّي لقَد وصَلت"
صرخَت فَور دُخولها للمنزِل, وجدَت والِدتها تَنتظِرها معَ إبتسامةٍ جانبيّةٍ تُوحي بالشّر.

"مَا بالُ هذِه الإبتسامَة اليَوم"
همسَت مُتحدّثةً معَ نفسِها و تقدّمت إلَيها.

"أمّي العَزيزة, لَقد أتَى شيومِين معِي حتّى يُوصلنِي و هوَ ينتظركِ فِي الخارِج, أرجوكِ لا توبّخِيني الآن" قَالت مُبتسمةً بتَوتّرٍ فِي نهايةِ كُلّ كلمةٍ.

"حسنًا إبنتِي الجَميلة"

صرخَت لتقرُص فخذَها و تذهبَ لتتحدّث معَ شيومِين.

"أهلًا بُنيّ, أعتذِر لكَ, لقَد أتعبتكَ إيلِينَا, شُكرًا لإهتمامكَ بِها"
أردفَت و هيَ تنظُر لَه.

"لا بأسَ سيّدتِي هَذا واجبِي, أعتذِر عَن تأخِير إيلِينَا لقَد كانَ العملُ كثيرًا اليَوم, لَا تُوبّخيها مِن فضلكِ"
أجابَ بنظراتٍ مُتوتّرة.

"حسنًا سَوف أقبلُ إعتذاركَ لكِن بشرطٍ"
 
"مَا هُو شرطُكِ؟"
قَال و قَد غلَب التوتّر علَى ملامِحه.

"يومَ عُطلتِكَ, سوفَ تأتِي لزيارتِنا حتّى نَحظَى بعشاءٍ معًا تقديرًا لتعبكَ وإهتمامكَ بـإيلِينَا"

"شُكرًا لكِ سيّدتِي, سيُسعدنِي ذلِك كثيرًا"
  أردَف بإمتنَان لهَا ليُودّعها و يُغادِر مُتّجهًا إلَى منزِله.

"ماذَا جرَى بينكُما؟"
ركَضت إيلِينَا فَور رُؤيتها و هيَ تفرُك كفّيها بتَوتّرٍ.

"دعَوتُه إلَى العشَاء"
أجابَت بكُلّ بساطَةٍ لتتلقّى نظراتٍ مذعُورَة مِن إبنتهَا.

"لمَاذا تُنظرينَ لِي هكَذا؟ ألَيس صديقكِ؟"
سألَت الأُمّ لتُضيّق أعيُنها بشكّ.

"أجَل طبعًا إنّه صديقِي. و ماذَا سيكُون غَير ذلِك!"
قالَت و ركَضت نحوَ غرفتِها حتّى تختارَ ملابِسها.


© Ons ,
книга «Barista || بَارِيستَا».
Коментарі