Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 4

مرَّتْ أيّامٌ مُنذُ أوَّلِ يومٍ لهَا فِي العَملُ, و أخِيرًا أتَى مَوعدُ تسلُّمِها لِراتِبهَا.
غَادرَتْ مكتَب المُدِير لِتَضعَ الظَّرفَ فِي حقِيبتِها و تتّجِهَ لإكْمَال عَملِها.

إنقضَى اليَومُ مِثلَ الأيّامِ السّابقَة, حَانَ وقتُ إغلَاقِ المَقهَى, لكِنْ قَبلَ أنْ تُودِّعَ شيومِين إتّجهَت إلَيه و قَالتْ بتردّدٍ.
"لَقدْ قُمتَ بمُساعدتِي عَلى إتقَانِ العمَلِ طِوالَ هَذَا الشّهر, لذلِك أردتُ شُكركَ و دَعوتكَ للعَشاءِ معِي غدًا بمَا أنّهُ يومُ عطلةٍ, هَل أنتَ مُتفرِّغ؟"

"اوه-.. حسنًا لم أتوقَّع هذَا, لكِن أجَل أنَا مُتفرِّغ, و لَا دَاعِي لشُكرِي فقَد كُنتُ أقُوم بِواجبِي"

"إذًا السّاعة السّادِسة مُناسبةٌ لَك؟ تعلَم.. وَالِدتِي لَا تسمَحُ لِي بالتّأخّر خَارجًا"
قَالتْ لتُنزِل رأسَها بخجَلٍ.

"أجَل لَا بأْس, يُمكِنُنَا تحدِيدُ المَكان معًا إذَا أردتِ, سوفَ أقُوم بـإيصَالُكِ معِي بالسّيارة كَي لَا تقلَق وَالِدتُكِ كثِيرًا"
خَرجَ شيومِين لتَتبعَهُ إيلِينَا و يُغلقَ المَقهى خَلفهُم و يَذهبَ كُلٌّ مِنهمَا إلَى منزِله.

بَعدَ أنْ إستحمّتْ و إرتدَت مَلَابسَ النّومِ, نَزلتْ إيلِينَا لِمُحادَثةِ وَالدَتِها.
"أمِّي هَل تَعلمِينَ كَم أحِبّكِ؟ صحيح؟"
قَالتْ لتَأخُذ مكَانًا بجَانِبها

"يُمكنُكِ الدّخولُ فِي المَوضوعِ بدُونِ مقدّمَات. مَاذا تُريدِين؟"
تَحدّثَت لِتُتابِع مُشاهدَةَ مُسلسلِهَا المُفضّلِ.

"أيُمكنُنِي الخُرو-.."

"لا"

"لَكِن لمْ أُكمِل كَلامِي! هذَا غيرُ عادِل"
عبِست إيلِينَا لِتُكملَ حَدِيثهَا مُسرعةً.
"أيُمكِنُنِي الخُروجُ مَع شيومِين للعَشاءِ غدًا!"

"تُواعِدينَ دُونَ عِلمِي؟"

"مَاذا! طَبعا لَا, نحنُ زُملاءُ عملٍ و قدْ كَانَ يُساعِدنِي كثيراً لذلِك دعَوتهُ للعشاءِ لأشكُرهُ, كمَا أنّهُ سيُوصلُنِي بسيّارتِه"

"حسنًا يُمكنكِ الخرُوج لكِن تذكّرِي, إذا تأخّرتِي سوفَ تَنامِين خارِجًا"

"شُكرًا أحبّكِ"
قَالتْ إيلِينَا بسعَادةٍ لِتصعدَ إلَى غُرفتِها و تَخلُدَ للنّومِ.

تَقفُ أمَام خِزانَتِها و تُحاولُ إختيَار ثَوبٍ مُناسبٍ لِمُقابلةِ شيومِين.
"لمَا لَا أجِدُ مَا ألبسُه!"
قَالت إيلِينَا مُتذمّرةً لِتُوَاصِل البَحثَ فِي كَومةِ المَلابسِ أمَامهَا.

بَعدَ فترةٍ منَ البَحثِ وَجدَتْ أخِيرًا فُستَانًا بِمُساعدةِ وَالدَتهَا, تَجهّزتْ سرِيعًا حتّى لَا تتأخّر.

إنّهَا السّاعة السّادِسة بالفِعل, و قَد وصلَ شيومِين و هُو ينتَظِرُ نزُولهَا.
خَرجتْ إيلِينَا بعدَ دقَائقٍ لِتجِدهُ أمَامهَا.

"آسِفة.. جَعلتُكَ تنتظِر"

"لَا بأس إنّها فقَط دقَائقٌ قَلِيلَة"
قَال شيومِين لِتدخُل إلَى السّيارة و تَجلِس بجَانبِه.

"إلَى أَين؟"
سأَل بَينمَا يُشغّل السيّارة

"لَا أدرِي.. لَا أعرِفُ أمَاكِنَ كثِيرة لذلِكَ سَأترُك لكَ الخَيار"
هَمستْ إيلِينَا بـإحراجٍ.

"حسنًا يُوجدُ مطعمٌ فتحَ مُنذ أيّام يَبعُد نِصفَ ساعةٍ مِن منزِلكِ, هَل تُريدِينَ تَجرِبتَه؟"

"أجَل لَا بأْس مَعي"

إنطَلقَت السيّارة مُتّجهةً نحوَ المَطعم, و كَان الصّمتُ مُسيطِرًا بَينهُما.
قَاطعت إيلِينَا الهُدوء لِتُفصِح عنْ مَا تَشعُر بِه

"هذَا غَرِيب, يبدُو كَـموعِد غرَاميّ"

ضَحِك شيومِين عَلى كَلامهَا لِيُجيبَ.

"لَقد فكّرتُ فِي هذَا أيضًا, لِنَعتبِرهُ موعِدًا بَين زَميلَيْ عملٍ للتعرّف عَلى بَعضنَا أكثَر"

"كَلامُكَ منطِقيّ أكثَر"


مَضَى الوَقتُ سريعًا و هَا قَد وصلَا, أوقَف السّيارة أمَامَ المَطعم.

"وصلنَا"
قَال شيومِين لِيدخُلَ كِلاهُمَا ثُمّ أخَذَا مكَانًا بجَانِب النّافِذة.

"مَاذا ستَطلُبين؟"
سأَل بينَمَا يتصفّحُ قائِمة الطّعامِ.

"أُريدُ تجرِبةَ السّوشي"
أجَابت إيلِينَا لِتنتظِر ردّه.

"سوشِي لِكِلَينَا"
قَال لِيطلُبَ منَ النّادِل و يعُود لِمكانِه بِجانبهَا.

"نَحنُ نلتقِي كُلّ يومٍ مُنذ شهرٍ, لكِن لَم نجِد فُرصةً لنتعرّف أكثَر, يُمكنكِ أنْ تُعرّفِي نفسكِ أوّلًا"

"تَعرفُ إسمِي بالفِعل, 24 سنَة, تخرّجتُ مُنذ سنةٍ لكِن لَم أعمَل بمَجالِ دراسَتي فـأنَا لَا أحبّ التّدريسَ كثِيرًا, مَاذا عنكَ؟"

"حسنًا أنَا أكبرُ منكِ بِـخمسِ سنواتٍ, إنخرطتُ بدورَاتِ تدريبٍ لأصبحَ بارِيستَا و أعملُ منذُ أربعِ سنواتٍ, بالمُناسبة تَبدينَ أصغَر مِن سنّكِ بكثِير, سيتنمّرُ عليكِ الأطفَال لَو أصبحتِ مدرّسةً"

"يااه! هَل تتنمّرُ عليّ الآن؟"
رمشَت إيلِينَا بعُبوسٍ لِيضحكَ شيومِين عَلى لطَافتِهَا.

"طَلبُكم جَاهِز"
قَاطع النّادلُ حديثهُما و وَضعَ الطّعام علَى الطّاولة ثمّ غَادر.

بَعد إنتهَائهمَا منَ الأكلِ ذَهب شيومِين لدَفع الفاتورَة لكِن منَعته إيلِينَا.

"أنَا مَن دَعوتُك, إذًا أنَا سأدفَع"

"إذًا سأقُوم بدعوتِكِ المرّة القَادمة"
قَال لِتدفعَ إيلِينَا ثمّ خرجَا مِن المطعَمِ.

"هَل أعجبكِ المَكان؟"
سألَ شيومِين بينمَا يتمشّيانِ فِي الحدِيقةِ بجَانب المطعمِ.

"أجَل, لكِن لقَد كانَت الإعلانَات تخدعُني طِوال هذِه الفترة, لَم يكُن السّوشي كَما توقّعت لكِن لَا بأس, إذًا أخبرنِي كَم مرّة وَاعَدت؟"

"مرّة واحِدة دَامت عِدّة سنواتٍ, لكِن إنفصلنَا مُؤخّرًا فقَد إكتشفتُ خيانتهَا مَع صدِيقٍ لِي, رُبّما ستكُون التّالية قرِيبة"
قَال لِيَغمز لهَا و يدخُل السيّارة.

لَحقتهُ إيلِينَا لتُغلقَ البابَ خلفهَا و تُجِيبَ.

"فِي أحلامِكَ الورديّة أجاشي العجُوز"

أوصلهَا شيومِين لتُودّعه و تدخُل إلَى المنزِل.

"كَيف كَان موعِدك آنسة إيلِينَا؟"

قَال أخوهَا سَاخرًا لِتحذِف عَليه وِسادةً.

"نينيني ليسَ موعدًا و لا تتدخّل"
أجابَت لتَصعد إلى غُرفتهَا و تُغيّر ملابسهَا إستعدَادًا للنّومِ.



© Ons ,
книга «Barista || بَارِيستَا».
Коментарі