Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 6
"أنَا شيومِين, أتمنّى أنّني لَم أُزعِجكِ"

"اوه-.. لَا بَأس, لَم أنَم بَعد, مَا الخَطب؟"

"فَقط أردتُ شُكركِ عَلى بقَائِكِ معِي, كَاترينَا خَذلَت ثِقتي بهَا بَعد أَن قضَيتُ معهَا سنَوات مُراهقتِي و شبَابِي.. و مَع مَن! مَع صدِيق طفُولتِي.. هَذا حقّا مُثيرٌ للشّفقة"
ضحِك ساخِرًا عَلى حالِه ثمّ واصلَ حديثهُ
"لَم أستطِع تجاوُزها و قَد مرّت سنتَين بالفِعل.. لَا أدرِي لِما يحدثُ لِي كُلّ هذَا لكِنّني أُحاولُ الصّمود. كُنت سأضعفُ أمامهَا لكِن تماسَكت.."

"أتمنّى أَن أستطِيع مُساعدتَك, فقَط عِندمَا تشعُر أنّك ستفقِد سيطَرتكَ و تضعَف, تذكّر كَم كَانت قَاسيةً معَك و لَم تحترِم مشاعِركَ و كُلّ السّنواتِ التّي قضيتهَا معهَا.. أنتَ لَا تَستحقّ كلّ هَذا.. آمل أَن تتجاوزَ مشاعركَ نحوهَا سريعًا. حينهَا سوفَ ألكُمها مِن أجلِك"

"أنتِ لطيفَة, شكرًا لكِ علَى مُواساتكِ.. ليلةً سعيدَة"

"إحظَى بنومٍ جيّد.. ليلةً سعيدَة لَك أيضًا"

أغلقَت هَاتفهَا و عَادت تغرقُ فِي بحرِ أفكارهَا مِن جدِيد.
إتّصالهُ بهَا و كَلامُه عِند خروجِهما معًا.

"رُبّما ستكونُ التّالية قرِيبة"

مَاذا يقصِد بكلامِه؟ و لِما هُو لطيفٌ معِي؟.
مرّت ساعاتٌ و لَم تلحَظ إيلِينا مرُور الوقتِ إنّها السّاعةُ السّادسةُ صبَاحًا بالفِعل.. لَم تستطِع التّماسُك و سقَطت فِي النّومِ.

السّاعةُ التّاسِعة صباحًا, إستيقظَت إيلِينَا بسببِ إهتزازِ هَاتِفها مُعلنًا عَن وصولِ رسالةٍ.

'هَل أنتِ بخَير؟ لِماذا تأخّرتِ؟'

"إنّهُ شيومِين.."
همسَت الفتاةُ بصوتٍ نعسٍ لِتنتفِض مِن مكانِها فَور مُلاحظتِها للسّاعةِ.

إنّهُ يتّصل بهَا مُجدّدا.

"مَرحبًا, هَل حدثَ شيءٌ معكِ؟ لَيس مِن عادتِك التّأخّرُ هكذَا"

"ا-..آسِفةٌ حقًّا.. لَقد مرِضتُ بسببِ المطَر"

مُجرّد كذبةٍ بيضاءَ صغيرةٍ لَن تضُرّ أحدًا.. صحِيح؟ فقَد تغيّبت مِن العَمل بسببهِ..

"اوه.. يُمكنكِ أخذُ يومِ عُطلةٍ إذًا.. فقَط أردتُ الإطمئنانَ عليكِ. يجبُ أَن أذهَب, هُناك زبائِن ينتظِرونَ"

"شيُو! إنتظِر لَا تُغلق الخطّ.. شُكرًا لكَ, لَم أكُن أعلمُ أنّ أحدًا سيُلاحظُ غيابِي.."
أردفَت و هِي تقظِم أظافِرها بتَوتّرٍ, هِي مُمتنّة لهُ حقّا..

"لَا شُكر علَى واجبٍ, هذَا مايفعلُه الأصدقاءُ. إرتاحِي جيّدًا حتّى تستطِيعينَ العودةَ إلَى العملِ غدًا, أراكِ قريبًا"
قَال لِيغلقَ هاتِفه و يعُود إلَى العملِ.

يقِف خلفَ طاولةِ الحسابِ يسألُ نفسهُ.
"لِماذا قلقتُ عليهَا؟ و لِماذا تعلُو دقّات قلبِي بمُجرّد سماعِ صوتِها؟.. هِي لَم تتغيّب مُنذ أوّل يومٍ لهَا هنَا لِذلكَ فكّرت أنّ شيئًا سيّئًا حدثَ لهَا, هذَا مَا جعلنِي أتّصلُ بهَا فَور قدُومي فَهي لَم ترُدّ علَى رسالتِي أيضًا.."

قَاطع حبلَ أفكارهِ دخولُ مديرهِ قائلًا.

"هُناك مَن يُريدُ رؤيتكَ خارجًا"

خَرج الفتَى مُستغربًا فهُو لَا يملكُ أحدًا يأتِي مِن أجلِه.
إنّها هُنا مجدّدا.

"ماذَا تُريدينَ؟ ألَم تكتفِي بِما قُلته البارحَة؟ لِما لَا تفهمِين أنّني لَم أعُد أريدكِ؟"
قالَ بنبرَةٍ جافّة لتُجيبه كاترِينَا.

"أريدكَ, و لَن أستسلمَ حتّى أحصُل عليكَ ثانيةً" غَادرت فورَ إنهاءِ كلامِها تَاركةً خلفهَا شيومِين يُحارب نفسهُ مِن أجلِ التّماسُك أمامَ رغبتِه بِلكمِهَا.



© Ons ,
книга «Barista || بَارِيستَا».
Коментарі