Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 7
عَادت إيلِينَا إلَى عملِهَا فِي اليومِ التّالِي, كَانت مُحرجةً مِن شيومِين بسببِ كذبِها علَيهِ بِشأنِ مرضِها, لكِنّها حاولَت تجاهُل هذَا حتّى لَا تكشِف نفسهَا.

"هَل أصبحتِ بحالةٍ جيّدة؟"
فاجأهَا شيومِين بسؤالِه بينَما يُقدّم كُوبًا مِن القهوةِ إلَى الزّبونِ أمامهُ.

"اوه.. أجَل, لقَد تحسّنتُ كثيرًا, لَم تدُم نزلةُ البردِ أكثرَ مِن يومٍ هذِه المرّةَ, شُكرًا لسؤالِكَ"
أجابَت إيلِينَا بتَوتّرٍ ظاهرٍ علَى ملامِحها ثمّ حاولَت تغييرَ الموضوعِ قائِلةً
"كيفَ كانَ يومُكَ بدُونِي؟ كانَ مملًّا, صحِيح؟"

"حقيقةً, أجَل, كانَ ممِلًّا قليلًا, وجُودكِ يُبهجُ المكانَ, كمَا أنّنا أصدقاءٌ و مِن الطّبيعِي أنّ غيابكِ سيُؤثّر"
تجاوزَها شيومِين ليُواصِل إعدادَ طلباتِ الزّائرينَ تارِكًا خلفهُ إيلِينَا ببعضٍ مِن الصّدمةِ بدَت علَى وجهِها.

"شُكرًا لكَ.."
تمتمَت الفتاةُ و أكملَت ترتيبَ الأطباقِ فِي مكَانِها.

مرّ أكثَر مِن شهرٍ مُنذ أوّل لقاءٍ لهُما, تطوّرَت علاقتُهما و أصبحَا مُقرّبينِ كثيرًا, يمازِحانِ بعضهُما و يعملَان بـإنسِجامٍ أضافَ للمكانِ بهجةً تجذِب الزّائرينَ لهُ.
كانَ الجوّ بينهُما لطيفًا, حتّى قرّرَت كَاترينَا أَن تعُود بعدَ أسبوعٍ مِن آخِر مجيءٍ لهَا.

"قهوةٌ بِدونِ سُكّر مِن فضلِكَ"
تجاهَلت تغيّرَ ملامِح شيومِين لأُخرى غاضِبة و أخذَت مقعدًا تنتظِرُ طلبهَا.
كانَت كَاترينَا تُراقبُ حركتهُ بينمَا يُحاول التّماسُك و إعدادَ القهوةِ, تُساعده إيلِينَا و تُلقِي علَيها نظراتٍ مُتوتّرةٍ مِن حِين إلَى آخَر.

"إذًا هُو يُواعدهَا فعلًا, لَا بأْس, هَذا لَن يمنعنِي مِن الحصُول عليهِ مُجدّدًا, سوفَ أهتمّ بهَذا جيّدًا"
تحدّثَت كَاترينَا مَع نفسهَا و لَم تقطَع مُراقبتهَا لهُما.

"تفضّلِي"
وضَعت إيلِينَا الكُوبَ أمامَها و إستدارَت لتعُود إلَى مكَانِها.

"إنتظِرِي"

"هَل هُناكَ خطبٌ مَا؟"
سألَت إيلِينَا و عَادت لِتُقابلَ كَاترينَا.

"إذًا أنتِ حبيبتُه بالفِعل, هَل يُمكننَا التّحدّث قليلًا؟"
إبتسامةٌ غريبةٌ ظهرَت علَى وجهِها.

"نتحدّثُ بخصُوصِ ماذَا؟"

"فقَط أُريد إخباركِ بشيءٍ مهمّ سأنتظرُكِ بعدَ إنتهاءِك مِن العمَل"
وَضعَت كَاترينَا ثمنَ طلبهَا فوقَ الطّاولةِ و غادرَت المكانَ.
عادَت إيلِينَا لِمواصلةِ عملهَا بينمَا تُفكّر فِي مَا قالتهُ الفتاةُ سابقًا.

"هَل أنتِ بخَير؟"
سألَ شيومِين بعدَ أَن لَاحظَ غيابَ تركِيزها.

"لَا شيءَ مُهم"
تجاهلَت نظرتهُ القلقةَ و أكملَت غسلَ الصّحونِ بيدهَا.

إنقضَى اليَومُ و حانَ موعِد رحيلِها.
ودّعت شيومِين و خرجَت مُسرعةً, بينمَا هِي تتمشّى فِي طريقِها, وجَدت كَاترينَا أمامهَا.

"أهلًا مُجدّدًا"

"مَاذا تُريدِينَ منّي؟"

"منكِ, لَا شَيء, لستِ مُهمّةً بالنّسبةِ لِي. فقَط أُريد تحذِيركِ, إن واصلتِ تقرُّبكِ مِن شيومِين, سوفَ أجعلُكِ تندمِينَ حقّا, لذلِك مِن الأفضلِ لكِ الإنفصالُ عنهُ, فهُو ملكِي و سوفَ أستعِيده مُجدّدا."
أكملَت كَاترينَا كلامَها و غادرَت.

"هَل كانَت تُهدّدنِي الآن؟"
عادَت إيلِينَا إلَى منزِلها مُحاولةً إخفاءَ توتّرها لتصعَدَ إلَى غُرفتهَا دُونَ حديثٍ.
أمضَت ليلتهَا تُفكّر فِي كلامِ كَاترينَا, رُبّما يجِب عليهَا أن تنسحِب؟ هِي حقّا حائِرةٌ و لَا تعرفُ ماذَا عليهَا أن تفعلَ.

صباحُ يومٍ جدِيد, ذهَبت الفتَاةُ إلَى عملِها بملامحٍ فارغةٍ علَى عكسِ عادتِها.
لَاحظ شيومِين هذَا التّغيير, لكنّه إكتفَى بالصّمتِ, لَا يُريد إزعاجهَا بـأسئلتِه.
كانَت تتجنّبه و تُحاول عدَم التّقرّب إلَيه كثيرًا.

عَادت كَاترينَا مُجدّدا, لكِن هذِه المرّة إيلِينَا ذهبَت إلَى الحمّام حتّى لَا تراهَا.
شيومِين مُضطرّ إلَى التّعامُل معهَا الآن.
أخذَ طلبهَا و قدّمهُ لهَا.

"تركَتكَ إيلِينَا, هَل هذَا صحِيح؟"

"مَا الذّي تتحدّثينَ عنهُ؟"

"رُبّما تحدّثتُ معهَا قليلًا حتّى تبتعِد عنكَ و تترُككَ لِي. لَيس لديكَ خَيارٌ الآن, أخبرتُك أنّنِي سوف أحصُل عليكَ ثانيةً!"

تَصنّمَ شيومِين فِي مكَانه بأعيُن مصدومةٍ, هُو فهِمَ سببَ تغيّرِ إيلِينَا معهُ الآن.



© Ons ,
книга «Barista || بَارِيستَا».
Коментарі