Synopsis
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الثالث
طوال الليل، ظل مشهد الغريب وحيدًا تحت المطر يتردد في ذهن هيرو. كان هناك شيء في تلك الوحدة الباردة، على الرغم من قسوتها الظاهرة، أثار فيه شعورًا غريبًا بالأسى والفضول. تكررت في ذهنه لفتة ترك المظلة، فعل صغير من الكرم لم يستطع فهمه تمامًا. هل كان أكيرا دائمًا بهذه الوحدة؟ هل كان هناك سبب وراء حزنه الظاهر؟ وعلى الرغم من هذه الأفكار المتعاطفة، ظل الخوف قابعًا في داخله، قلقًا من مواجهة يوم آخر في المدرسة حيث تتربص به ذكريات السخرية.
أما بالنسبة لأكيرا، فقد كان الليل صراعًا داخليًا. لفتة الفتى الأشقر كانت مزعجة، اختراقًا غير متوقع لعزلته التي بناها بعناية. كان هناك شيء في إصراره اللطيف، حتى في وجه الرفض الصريح، أثاره بطريقة مربكة. اختلطت هذه المشاعر المتضاربة مع شكوكه العميقة تجاه الآخرين، تلك الندوب التي خلفها خيانة والده. لماذا يقدم له شخص غريب مثل هذا الكرم؟ ما الذي كان يريده؟ لم يتمكن من العثور على إجابة مرضية، وعاد ذهنه في النهاية إلى عالمه المعتاد من البرود والبعد.
في صباح اليوم التالي، استعد كل من هيرو وأكيرا للذهاب إلى المدرسة، على الرغم من أن أياً منهما لم يرغب في ذلك. بالنسبة لهيرو، كانت المدرسة ساحة محتملة للقلق والأشباح الماضية. بالنسبة لأكيرا، كانت مجرد ضرورة مملة، مكان آخر يجب عليه أن يحافظ فيه على مظهره البارد والمنعزل. كلاهما، بطريقته الخاصة، كان يحمل عبء أفكاره ومشاعره الثقيلة وهو يتوجه نحو البوابة.
ثم، حدث ما لا مفر منه. وسط الفوضى الصاخبة لاندفاع الصباح، انحبس نفس هيرو في حلقه، وكل شهيق كان عبارة عن لهثة مضطربة ضد الذعر المتصاعد. كانت الأصوات الساخرة تتردد في رأسه، جوقة مألوفة من القسوة لطالما لاحقته في الممرات المزدحمة - ذكريات مؤلمة تطفو على السطح كلما شعر بالضعف. لقد خاطر بنظرة سريعة فوق كتفه - لم يكن هناك أحد، لكن الشعور بأنهم يقتربون، بنظراتهم وأقوالهم الجارحة، كان حقيقيًا بما يكفي. كان عليه أن يهرب، أن يجد مساحة يمكنه فيها أن يختفي، ولو للحظة، ليهرب من هذه الأشباح التي تطارده.
استدار بحدة، ودقت قدماه على البلاط بينما كان يتنقل بعماء بين حشود الطلاب. كان تركيزه منصبًا فقط على الهروب من هذا الضغط الداخلي، على وضع مسافة بينه وبين تلك الهواجس المؤلمة. لم يرَ الشكل الأطول حتى فوات الأوان.
صدمة قوية هزته، وأرسلت ألمًا حادًا عبر كتفه. تراجع للخلف، وصرخة مفاجئة تفلتت من شفتيه.

# اكيرا

انتبه إلى أين تذهب، أيها الـ..." بدأ صوت عميق وبارد، ممزوجًا بالضيق

رفعت عينا هيرو بسرعة، وقلبه يدق بعنف ضد أضلاعه. يقف أمامه، عبوس يرتسم على ملامحه الحادة، كان الغريب الذي قابله في المطر. الشخص ذو العينين الداكنتين الثاقبتين وهالة من البرود الانعزالي. أكيرا.
تجمّد انزعاج أكيرا الأولي من الاصطدام للحظة التي التقت فيها نظرته بعيني هيرو الواسعتين الخائفتين. عبر وجهه ارتعاش من التعرف، تحول طفيف في تعبيره الصارم المعتاد. كان هو. الفتى العنيد اللطيف الذي عرض عليه مظلة في المطر الغزير.
الرعب لا يزال يخفق في عروق هيرو، لكن رؤية أكيرا مرة أخرى، في هذا المكان غير المتوقع، طغى مؤقتًا على هذا الذعر الداخلي. تردد للحظة

# هيرو

أنت... أنت من الليلة الماضية، صحيح؟

قال بصوت خافت و نظر إليه أكيرا بنظرة حادة للحظة، ثم حول عينيه ببرود إلى الممر أمامه. لم يجب على سؤال هيرو. بدلاً من ذلك، قال بنبرة جافة وقاطعة

# اكيرا

انتبه إلى خطواتك في المرة القادمة.

ثم تجاوزه أكيرا بخطوات طويلة وسريعة، تاركًا هيرو واقفًا في منتصف الممر، مشوشًا ومصدومًا بعض الشيء من هذا الرد البارد. لم يكن هناك أي أثر للفتى الذي بدا وحيدًا ومحتاجًا تحت المطر. هنا، في حرم المدرسة، كان أكيرا مختلفًا تمامًا - باردًا، مسيطرًا، وغير راغب في أي اتصال. لم يكن خوفًا من أي شخص يدفعه للرحيل، بل ببساطة عدم اهتمامه بهذا اللقاء العابر.
ظل هيرو يشاهد أكيرا يبتعد، وشعور مختلط بالإحباط والارتباك يغمره. لقد تعرف عليه، لكنه لم يعترف باللقاء السابق. لماذا؟ هل كان أكيرا من النوع الذي يتجنب أي تفاعل مع الآخرين، ويفضل أن يكون وحيدًا، على عكس هيرو الذي كان يتوق إلى أي نوع من الاتصال؟
تنهد هيرو بهدوء، وأدار ظهره أخيرًا ليواجه الممر. على الرغم من عدم وجود تهديد حقيقي مباشر، إلا أن الخوف والقلق ظلا عالقين به، يذكرانه بتلك اللحظات التي شعر فيها بالعجز والوحدة. لكن للحظة، كان هذا اللقاء القصير والمحير مع أكيرا هو الذي شغل ذهنه.
في وقت لاحق من ذلك اليوم، بعد انتهاء الدوام الدراسي، توجه هيرو إلى خزانته في غرفة تبديل الملابس المثقلة بالهدوء النسبي بعد مغادرة معظم الطلاب. وعندما فتح الخزانة، سقطت منها مظلة مألوفة. كانت مظلته التي تركها للغريب تحت المطر.
ربطت حول مقبض المظلة ورقة صغيرة مطوية. التقطها هيرو بيده المرتعشة وفتحها ببطء. كانت هناك كلمة واحدة مكتوبة بخط يد حاد وغير متصل: "شكرًا".
ارتعش قلب هيرو بخفة. لقد اعترف به. لم يكن الأمر مجرد وهم. هذا الشخص البارد والمنعزل... شكره بطريقته الخاصة. شعور دافئ وخفيف تخلل قلقه، مصحوبًا بفضول متزايد تجاه هذا الفتى الغامض.

يتبع.....

اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس

© Minami Haruka,
книга «Stay With Me».
الفصل الرابع
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Sweety Marshmallow
الفصل الثالث
روعة حبي
Відповісти
2025-05-01 09:35:40
1