الفصل الخامس
بعد مغادرة أكيرا المقهى، سارت بقية نوبة عمل هيرو بسلاسة نسبيًا. لكن على الرغم من تدفق الزبائن الهادئ والروتين المريح للتحضير والتقديم، لم يستطع هيرو أن يطرد صورة أكيرا من ذهنه. كانت اللحظة التي تدخل فيها للدفاع عنه، ذلك التعبير القلق الخاطف في عينيه الداكنتين، عالقة في ذاكرته
بإصرار غريب. عند عودته إلى منزله البارد والفارغ في تلك الليلة، تضاعف الشعور بالوحدة المعتاد بثقل جديد. كان تدخل أكيرا بمثابة شرارة صغيرة، وميض دفء مؤقت في عزلته، والآن، في صمت جدرانه، كان هيرو يتشبث بتلك الذكرى، يتساءل عن هذا الشخص الغامض الذي قدم له لحظة من الحماية غير متوقعة ثم اختفى.
في صباح اليوم التالي، خطا هيرو إلى داخل أسوار المدرسة الثانوية بحافز جديد، وهو شعور لم يعهده من قبل. لم يكن الأمر يتعلق بالدراسة أو بالأصدقاء القلائل الذين يملكهم؛ كان الأمر كله يتعلق برؤية أكيرا. كان تدخله المفاجئ في المقهى قد ترك أثرًا عميقًا في روحه الرقيقة، وشعر برغبة ملحة في التعبير عن امتنانه مرة أخرى، وربما... ربما أكثر من ذلك.
خلال فترات الاستراحة بين الحصص، كانت عينا هيرو تبحثان بلا كلل عن تلك الهيئة الطويلة ذات الشعر الأسود الداكن. كان يراقبه من بعيد، يلاحظ خطواته المنعزلة، والطريقة التي يتجنب بها التواصل البصري مع الآخرين. كان هناك شيء في وحدة أكيرا الصامتة يتردد صداه في قلب هيرو، شعور بالانجذاب والفضول يتنامى بداخله.
بدأ هيرو يتبعه بخفة، يحافظ على مسافة آمنة لئلا يلاحظه أكيرا. لم يكن الأمر بدافع التطفل بقدر ما كان بدافع الحاجة إلى فهم هذا الشخص الذي قدم له لحظة من اللطف غير متوقعة. كان يريد أن يعرف المزيد عن تلك النظرة القلقة التي رآها في عينيه، عن ذلك الوميض العابر من الإنسانية الذي تجرأ على إظهاره. كان يتبعه بصمت، مثل ظل خفي، أسيرًا لسحر شخصيته الغامضة. لكن ما لم يكن هيرو يعلمه هو أن أكيرا كان على علم بوجوده الخفي. لم يلتفت إليه بشكل مباشر، ولم يغير من روتينه المنعزل، لكن كان هناك وعي خفي بظله الرقيق يتبعه. ربما تجاهله ببساطة، أو ربما كانت هناك شرارة خافتة من الفضول تتأجج في أعماقه، يترقب بصمت نوايا هذا الفتى الذي تبعه بنظراته.
استمر الروتين اليومي على حاله. كان هيرو يتبع أكيرا بنظراته الصامتة، وأحيانًا بخطوات خفيفة، بينما كان أكيرا يتجاهله ببرود أو ربما بفضول خفي. لم تتغير الأمور، وظل كل منهما حبيس عالمه الخاص.
حتى جاءت الدعوة لحضور فعالية المدرسة الثانوية السنوية - أمسية احتفالية تجمع الطلاب والمعلمين. وجد كل من هيرو وأكيرا نفسيهما في قاعة المدرسة المزينة، محاطين بضجيج الأحاديث والضحكات والموسيقى. لكن بدلًا من الانخراط في هذا الجو الاجتماعي الصاخب، شعر كل منهما بانقباض داخلي مألوف.
بالنسبة لهيرو، كان التواجد في مثل هذا التجمع الكبير يثير قلقه الاجتماعي المتأصل. شعر بالضياع وسط الحشود، وكانت نظرات الآخرين - الحقيقية والمتخيلة - تزيد من شعوره بعدم الارتياح. أما أكيرا، فكان يجد صعوبة في تحمل الزيف والسطحية التي غالبًا ما تصاحب مثل هذه المناسبات الاجتماعية. كانت حاجته إلى الوحدة وميله لتجنب التفاعلات غير الضرورية يزداد قوة في مثل هذه البيئات.
نتيجة لذلك، اتخذ كل منهما قرارًا منفصلاً بالانسحاب من التجمع. سعى هيرو إلى زاوية هادئة بالقرب من النافذة، بينما اتجه أكيرا نحو المخرج، رغبة في الهروب من هذا الجو الخانق.
في طريقهما لتجنب التفاعلات الاجتماعية، حدث لقاء غير متوقع بين هيرو وأكيرا بالقرب من الردهة المؤدية إلى الخارج. لم يكونا يغادران معًا، بل كانت رغبة مشتركة في العزلة هي التي جمعت طريقهما في تلك اللحظة العابرة.
عندما تقابلت أعينهما للحظة وجيزة، كانت هناك شرارة خفيفة من الاعتراف.
# هيرو
مرحباً قال هيرو بخجل شديد
# اكيرا
أومأ أكيرا برأسه بخفة، وعيناه تتفاديان عين هيرو بسرعة. مرحباً
بعد تبادل التحيتين البسيطتين، عاد الصمت ليخيم بينهما. لكن بدا أن كلاً منهما يشعر بضغط خفيف لكسر هذا الهدوء المحرج.
# هيرو
حسنًا... أنا...
في نفس اللحظة تقريبًا، بدأ أكيرا يتحدث بتردد
# اكيرا
أنا... حسنًا...
توقفا عن الكلام في نفس الوقت، وتبادلا نظرة خاطفة محيرة.
# هيرو
تفضل انت أولا
# اكيرا
لا، تفضل أنت
استمر الصمت المحرج لثوانٍ أخرى، حيث تجنب كل منهما التواصل البصري، وكأن الكلمات ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن نطقها.
أخذ هيرو نفسًا عميقًا، وحاول أن يتغلب على خجله.
# هيرو
أردت فقط أن أشكرك... على ما فعلته في المقهى. لقد كان... شجاعًا منك
تجنب أكيرا عين هيرو للحظة، ثم رفعهما ببطء، وبدت عليه علامات عدم الارتياح.
# اكيرا
لم يكن الأمر مهمًا لكنه أضاف بعد تردد طفيف، وبنبرة أقل حدة من المعتاد وأنا... شكرًا لك على المظلة. في ذلك اليوم الممطر.
بعد كلمات أكيرا المقتضبة، عاد الصمت ليخيم بينهما، لكن هذه المرة كان يحمل طابعًا مختلفًا. لم يكن صمتًا باردًا أو متجنبًا تمامًا، بل كان صمتًا محرجًا، مليئًا بالتردد وعدم اليقين بشأن ما يجب قوله بعد ذلك.
حاول هيرو أن يكسر هذا الصمت الثقيل.
# هيرو
ال... الجو هنا صاخب قليلاً، أليس كذلك؟
أومأ أكيرا برأسه بخفة، وعيناه تجولان في الحشد دون تركيز.
# اكيرا
أعتقد ذلك
توقف الحديث مرة أخرى، وشعر كلاهما بالضغط لقول شيء آخر، لكن الكلمات بدت عالقة في حلوقهما.
# اكيرا
هل... تستمتع بالفعالية؟
# هيرو
تردد هيرو للحظة، ليس حقًا، بصراحة. أنا... لست جيدًا في هذه الأشياء.
# اكيرا
أنا أيضًا
مرة أخرى، ساد الصمت. كانت محادثتهما متقطعة وغير متماسكة، لكن حقيقة أنهما كانا يحاولان التحدث مع بعضهما البعض كانت بحد ذاتها علامة فارقة. كانا يخوضان معركة ضد طبيعتهما المنعزلة، مدفوعين بشيء غير واضح ولكنه موجود بينهما.
بعد لحظة أخرى من الصمت المتردد، اقترح هيرو بصوت منخفض
# هيرو
ربما... نتمشى قليلاً في الخارج؟ الجو هنا خانق
أومأ أكيرا برأسه ببطء، وبدا عليه بعض الارتياح لفكرة الابتعاد عن الحشد.
# اكيرا
حسنًا
تحرك كلاهما بشكل غير متناسق نحو الأبواب المؤدية إلى ساحة المدرسة. كان المشي جنبًا إلى جنب يقلل قليلاً من حدة التوتر، لكن المحادثة ظلت متقطعة ومليئة بالتوقفات المحرجة.
# هيرو
ال... السماء صافية الليلة
نظر أكيرا إلى الأعلى للحظة.
# اكيرا
نعم
# هيرو
هل... تحب النظر إلى النجوم؟
تردد أكيرا قبل أن يجيب، وكأنه يفكر مليًا في السؤال البسيط
# اكيرا
أحيانًا. عندما يكون الجو هادئًا
استمروا في المشي بصمت لفترة، صوت خطواتهم الخفيفة على الحصى هو الصوت الوحيد الذي يكسر هدوء الليل الخفيف. كانت محادثتهم خرقاء وغير متقنة، لكنها كانت أيضًا حقيقية، نابعة من محاولتين صادقتين للتواصل، على الرغم من حواجز الخجل والقلق.
عندما بدأت أصوات المغادرين تتعالى من داخل قاعة الاحتفال، مشيرة إلى قرب انتهاء الفعالية، توقف هيرو بشكل مفاجئ.
# هيرو
آه... ربما... هل تريد... أن نتبادل أرقام الهواتف؟
نظر أكيرا إليه بدهشة طفيفة، وكأن الفكرة لم تخطر بباله من قبل. تردد للحظة، وعلامات التفكير واضحة على وجهه. لكن بعد ثوانٍ قليلة، أومأ برأسه ببطء
# اكيرا
حسنًا
أخرج كل منهما هاتفه المحمول بتردد. كان تبادل الأرقام يتم في صمت محرج، مع بعض اللمسات الخاطئة للشاشة والنظرات المتجنبة. لكن في النهاية، تم حفظ الرقمين.
# هيرو
حسنًا قال هيرو بابتسامة خفيفة، شعرًا بنوع من الإنجاز الصغير.
# اكيرا
أومأ أكيرا برأسه مرة أخرى، وبدت عليه علامات التوتر تخف قليلاً إلى اللقاء
ثم استدار كلاهما وسارا في اتجاهين منفصلين، عائدين إلى عالمهما الخاص، لكن هذه المرة كان لدى كل منهما وسيلة اتصال بالآخر، خيط رفيع من الاحتمالية يربطهما.
عاد هيرو إلى منزله الهادئ، لكن عقله كان يعج بالأفكار.
# هيرو
يا إلهي... لقد تبادلنا أرقام الهواتف. هل هذا حقيقي؟ لكن ماذا الآن؟ أنا دائمًا أفسد الأمور. ربما لن يتصل أبدًا. ربما شعر بالضغط فقط ليقول نعم. أنا خائف جدًا من أن أكون وحيدًا إلى الأبد. لا أحد يبقى. لماذا أعتقد أن هذا سيكون مختلفًا؟ قلبي يؤلمني بالفعل من فكرة الرفض القادمة. يجب أن أكون حذرًا. يجب ألا أتعلق كثيرًا.
في الجانب الآخر من المدينة، عاد أكيرا إلى المنزل الذي ورثه عن والدته - المنزل الذي يحتله الآن والده وزوجته الجديدة. عند رؤية سيارتهما الفارهة المتوقفة أمام الباب، اشتعلت نيران الغضب في صدره. لم يكونا مكتفين بالعيش في منزل والدته، بل كان جشعهما يتوسع باستمرار، يتطلعان إلى المزيد، إلى ترقية أسلوب حياتهما على حساب ذكراها.
# اكيرا
أكرههما. أكره نظرتهما الطامعة. هذا منزلي. منزل أمي. ولا يستحقان حتى أن تطأ أقدامهما عتبته. لكنهما هنا، ينهبان ذكراها ببطء. تمامًا كما يفعل الناس دائمًا. يأخذون ويأخذون حتى لا يتبقى شيء. وهذا... هذا ما سيحدث مع هذا الفتى أيضًا. مع هيرو. سيأخذ شيئًا مني. سيؤذيني. الثقة خطيرة. الناس دائمًا يخذلونك. وإذا سمحت له بالاقتراب أكثر... إذا سمحت لنفسي بالشعور بشيء... فإنه سيؤذيني أكثر. الحب... إنه مجرد طريقة أخرى للألم. يجب أن أضع حدودًا. يجب أن أبقى بعيدًا. هذا كان خطأ. يجب أن أنسى هذا الأمر برمته.
يتبع......
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
بإصرار غريب. عند عودته إلى منزله البارد والفارغ في تلك الليلة، تضاعف الشعور بالوحدة المعتاد بثقل جديد. كان تدخل أكيرا بمثابة شرارة صغيرة، وميض دفء مؤقت في عزلته، والآن، في صمت جدرانه، كان هيرو يتشبث بتلك الذكرى، يتساءل عن هذا الشخص الغامض الذي قدم له لحظة من الحماية غير متوقعة ثم اختفى.
في صباح اليوم التالي، خطا هيرو إلى داخل أسوار المدرسة الثانوية بحافز جديد، وهو شعور لم يعهده من قبل. لم يكن الأمر يتعلق بالدراسة أو بالأصدقاء القلائل الذين يملكهم؛ كان الأمر كله يتعلق برؤية أكيرا. كان تدخله المفاجئ في المقهى قد ترك أثرًا عميقًا في روحه الرقيقة، وشعر برغبة ملحة في التعبير عن امتنانه مرة أخرى، وربما... ربما أكثر من ذلك.
خلال فترات الاستراحة بين الحصص، كانت عينا هيرو تبحثان بلا كلل عن تلك الهيئة الطويلة ذات الشعر الأسود الداكن. كان يراقبه من بعيد، يلاحظ خطواته المنعزلة، والطريقة التي يتجنب بها التواصل البصري مع الآخرين. كان هناك شيء في وحدة أكيرا الصامتة يتردد صداه في قلب هيرو، شعور بالانجذاب والفضول يتنامى بداخله.
بدأ هيرو يتبعه بخفة، يحافظ على مسافة آمنة لئلا يلاحظه أكيرا. لم يكن الأمر بدافع التطفل بقدر ما كان بدافع الحاجة إلى فهم هذا الشخص الذي قدم له لحظة من اللطف غير متوقعة. كان يريد أن يعرف المزيد عن تلك النظرة القلقة التي رآها في عينيه، عن ذلك الوميض العابر من الإنسانية الذي تجرأ على إظهاره. كان يتبعه بصمت، مثل ظل خفي، أسيرًا لسحر شخصيته الغامضة. لكن ما لم يكن هيرو يعلمه هو أن أكيرا كان على علم بوجوده الخفي. لم يلتفت إليه بشكل مباشر، ولم يغير من روتينه المنعزل، لكن كان هناك وعي خفي بظله الرقيق يتبعه. ربما تجاهله ببساطة، أو ربما كانت هناك شرارة خافتة من الفضول تتأجج في أعماقه، يترقب بصمت نوايا هذا الفتى الذي تبعه بنظراته.
استمر الروتين اليومي على حاله. كان هيرو يتبع أكيرا بنظراته الصامتة، وأحيانًا بخطوات خفيفة، بينما كان أكيرا يتجاهله ببرود أو ربما بفضول خفي. لم تتغير الأمور، وظل كل منهما حبيس عالمه الخاص.
حتى جاءت الدعوة لحضور فعالية المدرسة الثانوية السنوية - أمسية احتفالية تجمع الطلاب والمعلمين. وجد كل من هيرو وأكيرا نفسيهما في قاعة المدرسة المزينة، محاطين بضجيج الأحاديث والضحكات والموسيقى. لكن بدلًا من الانخراط في هذا الجو الاجتماعي الصاخب، شعر كل منهما بانقباض داخلي مألوف.
بالنسبة لهيرو، كان التواجد في مثل هذا التجمع الكبير يثير قلقه الاجتماعي المتأصل. شعر بالضياع وسط الحشود، وكانت نظرات الآخرين - الحقيقية والمتخيلة - تزيد من شعوره بعدم الارتياح. أما أكيرا، فكان يجد صعوبة في تحمل الزيف والسطحية التي غالبًا ما تصاحب مثل هذه المناسبات الاجتماعية. كانت حاجته إلى الوحدة وميله لتجنب التفاعلات غير الضرورية يزداد قوة في مثل هذه البيئات.
نتيجة لذلك، اتخذ كل منهما قرارًا منفصلاً بالانسحاب من التجمع. سعى هيرو إلى زاوية هادئة بالقرب من النافذة، بينما اتجه أكيرا نحو المخرج، رغبة في الهروب من هذا الجو الخانق.
في طريقهما لتجنب التفاعلات الاجتماعية، حدث لقاء غير متوقع بين هيرو وأكيرا بالقرب من الردهة المؤدية إلى الخارج. لم يكونا يغادران معًا، بل كانت رغبة مشتركة في العزلة هي التي جمعت طريقهما في تلك اللحظة العابرة.
عندما تقابلت أعينهما للحظة وجيزة، كانت هناك شرارة خفيفة من الاعتراف.
# هيرو
مرحباً قال هيرو بخجل شديد
# اكيرا
أومأ أكيرا برأسه بخفة، وعيناه تتفاديان عين هيرو بسرعة. مرحباً
بعد تبادل التحيتين البسيطتين، عاد الصمت ليخيم بينهما. لكن بدا أن كلاً منهما يشعر بضغط خفيف لكسر هذا الهدوء المحرج.
# هيرو
حسنًا... أنا...
في نفس اللحظة تقريبًا، بدأ أكيرا يتحدث بتردد
# اكيرا
أنا... حسنًا...
توقفا عن الكلام في نفس الوقت، وتبادلا نظرة خاطفة محيرة.
# هيرو
تفضل انت أولا
# اكيرا
لا، تفضل أنت
استمر الصمت المحرج لثوانٍ أخرى، حيث تجنب كل منهما التواصل البصري، وكأن الكلمات ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن نطقها.
أخذ هيرو نفسًا عميقًا، وحاول أن يتغلب على خجله.
# هيرو
أردت فقط أن أشكرك... على ما فعلته في المقهى. لقد كان... شجاعًا منك
تجنب أكيرا عين هيرو للحظة، ثم رفعهما ببطء، وبدت عليه علامات عدم الارتياح.
# اكيرا
لم يكن الأمر مهمًا لكنه أضاف بعد تردد طفيف، وبنبرة أقل حدة من المعتاد وأنا... شكرًا لك على المظلة. في ذلك اليوم الممطر.
بعد كلمات أكيرا المقتضبة، عاد الصمت ليخيم بينهما، لكن هذه المرة كان يحمل طابعًا مختلفًا. لم يكن صمتًا باردًا أو متجنبًا تمامًا، بل كان صمتًا محرجًا، مليئًا بالتردد وعدم اليقين بشأن ما يجب قوله بعد ذلك.
حاول هيرو أن يكسر هذا الصمت الثقيل.
# هيرو
ال... الجو هنا صاخب قليلاً، أليس كذلك؟
أومأ أكيرا برأسه بخفة، وعيناه تجولان في الحشد دون تركيز.
# اكيرا
أعتقد ذلك
توقف الحديث مرة أخرى، وشعر كلاهما بالضغط لقول شيء آخر، لكن الكلمات بدت عالقة في حلوقهما.
# اكيرا
هل... تستمتع بالفعالية؟
# هيرو
تردد هيرو للحظة، ليس حقًا، بصراحة. أنا... لست جيدًا في هذه الأشياء.
# اكيرا
أنا أيضًا
مرة أخرى، ساد الصمت. كانت محادثتهما متقطعة وغير متماسكة، لكن حقيقة أنهما كانا يحاولان التحدث مع بعضهما البعض كانت بحد ذاتها علامة فارقة. كانا يخوضان معركة ضد طبيعتهما المنعزلة، مدفوعين بشيء غير واضح ولكنه موجود بينهما.
بعد لحظة أخرى من الصمت المتردد، اقترح هيرو بصوت منخفض
# هيرو
ربما... نتمشى قليلاً في الخارج؟ الجو هنا خانق
أومأ أكيرا برأسه ببطء، وبدا عليه بعض الارتياح لفكرة الابتعاد عن الحشد.
# اكيرا
حسنًا
تحرك كلاهما بشكل غير متناسق نحو الأبواب المؤدية إلى ساحة المدرسة. كان المشي جنبًا إلى جنب يقلل قليلاً من حدة التوتر، لكن المحادثة ظلت متقطعة ومليئة بالتوقفات المحرجة.
# هيرو
ال... السماء صافية الليلة
نظر أكيرا إلى الأعلى للحظة.
# اكيرا
نعم
# هيرو
هل... تحب النظر إلى النجوم؟
تردد أكيرا قبل أن يجيب، وكأنه يفكر مليًا في السؤال البسيط
# اكيرا
أحيانًا. عندما يكون الجو هادئًا
استمروا في المشي بصمت لفترة، صوت خطواتهم الخفيفة على الحصى هو الصوت الوحيد الذي يكسر هدوء الليل الخفيف. كانت محادثتهم خرقاء وغير متقنة، لكنها كانت أيضًا حقيقية، نابعة من محاولتين صادقتين للتواصل، على الرغم من حواجز الخجل والقلق.
عندما بدأت أصوات المغادرين تتعالى من داخل قاعة الاحتفال، مشيرة إلى قرب انتهاء الفعالية، توقف هيرو بشكل مفاجئ.
# هيرو
آه... ربما... هل تريد... أن نتبادل أرقام الهواتف؟
نظر أكيرا إليه بدهشة طفيفة، وكأن الفكرة لم تخطر بباله من قبل. تردد للحظة، وعلامات التفكير واضحة على وجهه. لكن بعد ثوانٍ قليلة، أومأ برأسه ببطء
# اكيرا
حسنًا
أخرج كل منهما هاتفه المحمول بتردد. كان تبادل الأرقام يتم في صمت محرج، مع بعض اللمسات الخاطئة للشاشة والنظرات المتجنبة. لكن في النهاية، تم حفظ الرقمين.
# هيرو
حسنًا قال هيرو بابتسامة خفيفة، شعرًا بنوع من الإنجاز الصغير.
# اكيرا
أومأ أكيرا برأسه مرة أخرى، وبدت عليه علامات التوتر تخف قليلاً إلى اللقاء
ثم استدار كلاهما وسارا في اتجاهين منفصلين، عائدين إلى عالمهما الخاص، لكن هذه المرة كان لدى كل منهما وسيلة اتصال بالآخر، خيط رفيع من الاحتمالية يربطهما.
عاد هيرو إلى منزله الهادئ، لكن عقله كان يعج بالأفكار.
# هيرو
يا إلهي... لقد تبادلنا أرقام الهواتف. هل هذا حقيقي؟ لكن ماذا الآن؟ أنا دائمًا أفسد الأمور. ربما لن يتصل أبدًا. ربما شعر بالضغط فقط ليقول نعم. أنا خائف جدًا من أن أكون وحيدًا إلى الأبد. لا أحد يبقى. لماذا أعتقد أن هذا سيكون مختلفًا؟ قلبي يؤلمني بالفعل من فكرة الرفض القادمة. يجب أن أكون حذرًا. يجب ألا أتعلق كثيرًا.
في الجانب الآخر من المدينة، عاد أكيرا إلى المنزل الذي ورثه عن والدته - المنزل الذي يحتله الآن والده وزوجته الجديدة. عند رؤية سيارتهما الفارهة المتوقفة أمام الباب، اشتعلت نيران الغضب في صدره. لم يكونا مكتفين بالعيش في منزل والدته، بل كان جشعهما يتوسع باستمرار، يتطلعان إلى المزيد، إلى ترقية أسلوب حياتهما على حساب ذكراها.
# اكيرا
أكرههما. أكره نظرتهما الطامعة. هذا منزلي. منزل أمي. ولا يستحقان حتى أن تطأ أقدامهما عتبته. لكنهما هنا، ينهبان ذكراها ببطء. تمامًا كما يفعل الناس دائمًا. يأخذون ويأخذون حتى لا يتبقى شيء. وهذا... هذا ما سيحدث مع هذا الفتى أيضًا. مع هيرو. سيأخذ شيئًا مني. سيؤذيني. الثقة خطيرة. الناس دائمًا يخذلونك. وإذا سمحت له بالاقتراب أكثر... إذا سمحت لنفسي بالشعور بشيء... فإنه سيؤذيني أكثر. الحب... إنه مجرد طريقة أخرى للألم. يجب أن أضع حدودًا. يجب أن أبقى بعيدًا. هذا كان خطأ. يجب أن أنسى هذا الأمر برمته.
يتبع......
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі