Sophie
@DilaraAydin10
ضجرة كرب لا يحتوي في دواخل الذات شيطانا
Вірші
قربان
رائحة البخور تزكم الأنوف و أصوات ترنيمات و همهمات الرهبان أضفت على الليلة الكَأْدَاءُ هالة من القدسية... جو من الهدوء و الرهبة حل على المكان كأن مَوجا من البَحْرِ أَرْخَى سُدولَهُ عَليهمّ بأَنْواعِ الهُمُومِ ليبتلوا...اعتلت هي منصة المذبح تجر خلفها عباءتها الداكنة لتعانق الأنظار الأرضية الترابية خشوعا ... اعتدلت امامهم لتنطق بصوت جهوري حاد اجفل القلوب قبل الأجساد.. "أيا عبادي المخلصين...ها انا ذا اقف امامكم بسموي و عظمتي ...سيدتكم و مالكتكم...وهبتكم شرف رؤيتي انتم دونا عن غيركم فانحنو لي" انحنت الصفوف واحدا تلوى الآخر حتى كادت الوجوه تقبل الأرض خشية "الليلة هي الليلة المنشودة، الليلة العظمى... الليلة ساختار احدكم لينال شرف تقديم روحه قربانا لي اباركها ببركتي و اطهرها من دنس خطاياه فاعتدلو الآن ..." نقلت انظارها ببطئ بين الصفوف المعتدلة و الرؤوس المطأطأة امام حضرتها لتقع انظارها اخيرا على شاب يكاد يكون ارتعاد جسده ظاهرا للحشد الواقف حوله "انت! ..انت من سيفديني بروحه اليوم.. فلتتقدم للمذبح لنتم الطقوس المقدسة" رائحة البخور تخنق الانفاس و أصوات الترنيمات و النحيب و العويل أضفى على الليلة ذات الوحم هالة من الحزن... ممشى زين جانبيه بمشاعل منقوشة بإتقان يؤدي مباشرة للمذبح المقدس يسير عليه فتى رسم التوتر بصمته على ملامحه...يكاد يخر أرضا جراء خطواته المبعثرة و المرتبكة ... اعتلى المذبح ثم وقف بخشوع امامها ينزل ابصاره أرضا فالقاعدة الأولى التي علمتها له والدته منذ صغره "لا تنظر ابدا في عيني السيدة". تقدمت منه ببطئ خانق كالتفاف حبل المشانق على الأعناق، توقفت أمامه ثم وضعت يدها على رأسه و بدأت بالتمتمة..علت الهمهمات و كتمت الأنفاس تنتظر خطوة سيدتهم القادمة ... فجأة توقفت و نظرت مباشرة في عيني "قربانها" كما أطلقت عليه ... عادت خطوة إلى الوراء و سحبت سيفها من الغمد...لحظات قليلة و استقر رأس الشاب... بجانبه سالت الدماء على المذبح و نظر الجميع إلى الجثة الهامدة بفزع...البعض عقدت الصدمة لسانه و البعض يحاول قدر الإمكان كتم شهقاته التي تحاول الخروج شاهدة على الليلة الدموية التي حضرها اصحابها... قربت السيف من وجهها...و لعقت الدماء العالقة عليه متلذذة... ثم رمته أرضا و وجهت انظارها للحشد الواقف أمامها فانحنى الجميع لها مرددين بصوت واحد: "امين" "امين" لتومئ برضى و تنزل عن المذبح تجر خلفها العباءة الداكنة بكبرياء ...
6
2
257
رسالة تهنئة
هل تقرأ هذه الحروف المتعثرة و الألفاظ المبعثرة ذات الوقع المبتور و المعنى المعدوم و الوجود الممزق؟ هل ترى هذه الملامح الممسوحة و الأحاديث المذبوحة من ذكرياتنا المغتالة و ليالينا الملتاعة؟ لم يكن هذا بسبب خطيئتك الفاجرة، بل بسببي... أدركت -متأخرة- أننا نتجاهل من يقدسوننا، و نعير المزيد من الانتباه لأولئك الذين يتجاهلوننا. أولست مثيرة للشفقة؟ حتى انني أخط حروفا الآن محاولة كتابة رسالة تهنئة لك بعيد ميلادك السابع و العشرين! ليوقف احدكم هذه المهزلة رجاء! حاولت -عوض ذلك- نقش حروف تنقل مرارة الجوى الذي قتل وجودي بحلولك حلول لعنة مدمرة، لإبداء تفجع محرف و إعلان حسرة فانية فناء برودك السام كالوباء. فجف الحبر فجأة و تطايرت اشلاء الورق في الأرجاء. و انتهى بي الأمر ارتب هذه الحروف التي تتخلل ندوب فؤادي فأتمنى لك عيد ميلاد سعيد كانت هديتي المتواضعة له كبريائي المكسور.
13
6
315
حب مبتذل
يقال انك ستنسجم مع من يشبهك في الروح و ليس الصفات...لم أؤمن يوما بالخرافات ، لكنني آمنت بهذه المقولة دونا عن غيرها...أ تعلم لما؟ لأننا لم نكن يوما متشابهين... كنا مختلفان كاختلاف الليل و النهار... كالابيض و الاسود.. لم يجمعنا الرمادي يوما و لم نلتقي ابدا في وقت الغسق...لكنني -في لحظة سهو مني- انسجمت معك، فلما لم تفعل؟ كنت أعلم انك لم تلاحظني يوما، لطالما كنت رجل أحلام كل فتاة، الفتى السيء الأكثر روعة و شعبية في المنطقة، بينما كنت انا دودة الكتب التي تقضي أغلب اوقاتها في المكتبة تسامر الكتب و تصادق الارقام... لا أقصد التقليل من شأني فأنت لست بنوعي المفضل حتى! بل استنكر عبث القدر الذي ربط بيننا رغم ان القاعدة تقول "لا يجتمع متناقضان".. لطالما كنت محاطا بالفتيات صاحبات الاجساد الممشوقة و العارية و السمرة الاصطناعية و الجمال المركب... لكن احزر ماذا؟ جميعهن احببنك لوسامتك الطاغية، ثروتك الواسعة او ربما شهرتك الكبيرة... أما انا ؟ احببتك لأنك فقط انت! لكنك لم تلاحظ...
10
11
335
عسل
جلست على حافة العالم أتابع طقوس إنفصال الشمس عن السماء، مضرمة في جوفها لهيب الفراق. فإستعرت تلك الأخيرة منتفضة للقرار المجحف باكية رفيقها. وتوشحت باللون الأحمر رافضة الخضوع. كانت إنتفاضة السماء العنيفة وإستعارتها الشديدة مؤذية للشمس التي بدأت تذوب شيئا فشيئا إلى أن أصبحت عسلا راح ينسكب في المحيط فتتجرعه الكائنات البحرية بشغف تحت أنظار تلك التي تكاد تتلاشى حزنا وندما على إيذاء رفيق روحها. فإنطفأ استعارها وأظلمت معلنة الحداد الأبدي. كان حزنها معديا لكائنات المحيط فإرتفع متجرعوا العسل منهم إلى السماء قاطعين عهدا على أنفسهم أن يضيئوا إلى الأبد كذكرى لقصة الشمس و السماء.
7
11
248
قاتلة
جلست على حرف الطاولة بهدوء تتمعن في التحفة الفنية التي صنعتها يداها. إرتسمت ابتسامة مختلة على وجهها و هي تشاهد اللون الأحمر يطغو على المكان كلون نبيذها الذي يملؤ حلقها فيلسعه بخفة او لون احمر شفاهها الذي التصق بثغرها بجرأة مانحا إياها منظرا مثيرا. أخذت نفسا عميقا لتستنشق رائحة الصدأ الذي انتشر بكثافة في الغرفة فتزفره بنشوة عارمة. فتحت سحاب حقيبتها النسائية الغالية و أرسلت يدها بداخلها تبحث عن ضالتها لتسحب أخيرا علبة، أخرجت منها سيجارة ، اشعلتها، ثم ثبتتها باصبعيها بين شفتيها الثخينتين ،تمتص سمها ببطئ ثم تنفثه أمامها في دوائر. نظرت إلى ساعتها بهدوء، ثم أعادت نظرها إلى ما لم تزحزح عنه عينيها طوال مدة مكوثها هنا. تحفتها الفنية المميزة او ما كان في الواقع جثة صديقها المقرب المشوهة... ابتسمت بخبث و هي ترى أطرافه المقطوعة من المفاصل و عينيه اللتين سكبت فيهما الحمض ليتآكلا و احشاءه التي غادرت بطنه المشقوقة طوليا لتتناثر بجانبه... ضحكة ماكرة انطلقت منها و هي تتذكر كيف قامت بقلي أحد اصابعه ثم جعلته يأكله حتى استفرغ ما في جوفه و قيامها بطلي الغرفة بدماءه أمام عينيه إلى ان كاد أن يلفظ اخر انفاسه لتكمل طقوس تعذيبها و تنهي أمره برصاصة في منتصف رأسه ... عادت أصوات صرخاته كسمفونية جميلة في اذنيها لتنطلق ضحكة عالية مستمتعة من ثغرها...همهمت بعدها برضا و هي تسكب لنفسها كأس النبيذ السادس من الزجاجة الرابعة... لم تقلق من ان يغيب عقلها جراء بعض الجرعات من الكحول فهو قد غاب بالفعل بعد ان علمت أن من امنته على أسرارها و اعتبرته أخا لها قد طعنها في ظهرها... كانت قد ظنت أنها قد حصلت على مناعة اخيرا ضد مرض الخذلان بعد أن عانت منه كثيرا لكنها غفلت عن ان الضربة المميتة تأتي من أقرب الناس إليك... رغم ذلك هي قاتلة! من يزعجها تهينه و من يهينها تؤذيه و من يؤذيها تنتقم منه شر انتقام... و هو قد اذاها كثيرا.. أكثر مما استحقت حقا... اخرجها من أفكارها انفتاح الباب بعنف و اندفاع الشرطة للداخل مشهرين اسلحتهم في وجهها...ابتسمت ببرود عندما لاحظت تكميشهم لانوفهم ما إن اصطدمت بهم رائحة الدماء الصدئة و ملامح الصدمة التي ارتسمت على وجوههم عندما وقعت انظارهم على الجثة المشوهة و الغرفة...لم تمانع تكبيلهم ليديها فهي قد كانت على علم مسبق بأن "صديقها الصغير" كما كانت تسميه قد طلبهم للامساك بها بعد ان علم أنها ستنهي حياته...لكنها لم تهتم حقا إلا لإشباع رغبات الوحش الذي أيقضه ذلك الوغد داخلها.. ______ خرجت من المحكمة رفقة رجلين ضخمين يمسكان ساعدها بقوة ليدخلاها بعدها سيارة الشرطة و ينطلقا بها... ابتسمت ابتسامتها المختلة، ليصبح منظرها مخيفا أكثر بعينيها المفتوحتين على وسعهما، و هي تتجه مع الرجلين إلى مكان لم تتخيل ابدا دخوله...مستشفى الأمراض العقلية.
8
13
419
زوار لطيفون
لطالما تساءلت عن فحوى وجودي الذي يبدو مجردا من الفلسفة كحرف لا يتخلل ندوب الفؤاد و اغنية لا تنبش زوايا الذاكرة و عدة أميال مشردة من ارض او سماء في خرائط لا تخضع لأي انتماء ... أردت فك احجية حلقات الخوى و عويل الوجدان و نحيب الفؤاد... فاسترسلت ادعاء صمود هش و لاقيت الحياة باحمر شفاه و تقويسة ثغر.. ثم؟ وجدت بدل الايادي خناجر تمتد إلي فتبتر انفاسي، فاختنقت وسط الأوجه و الأصوات و النظرات لاجر الخطى خائبة عائدة لمسامرة عزلتي...لكن الخناجر أبت إلا أن تتبعني فتغتال الامال و تغتصب الوعود و تيتم الورود فاعتنقت أبدية الحداد باكية فقدائي ... عند حلول الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، تكومت في حديقتي ثملة بعد تجرع الافكار و التساؤل و الانتظار ..رحت اتخبط بين دهاليز الذاكرة اعانق بعض اللحظات و اركل الكثير من السنين... تمنيت لو تحترق و يحترق معها جسدي الملطخ بالاوحال و تحترق الذاكرة من أجل الا تنزف الندوب و تسيل الدماء فامتثل للاعدام اخيرا ... اخذت الخنجر و حفرت ندوبا في جسدي لعل دمائي تطهره و أعود كالسابق دون خطايا...حفرت حفرة و استلقيت فيها أراقب النجوم متلحفة بغطاء من الثرى منتظرة المطر لاغدو جزءا من هذه الرقعة المشردة... فنزل علي بدل المطر زوار لطيفون...لطيفون لدرجة أنهم اخذوا روحي و تركوا جسدي يحمل وصيتي..
16
8
446
إعجاب
معذرة هل يمكنك إخباري بما سمعته عني من أولئك الإناث اللطيفات؟ ربما قصة صغيرة خيالية عن فتاة مثقلة بالذنوب والخطايا جلست في المقهى -الذي إخترته صدفة- معلنة العفة وهي أكثرهم نجاسة، قصة منبثقة من دموع موبوءة وأحمر شفاه صارخ وذوق متمرد في الثياب؟ أو خرافة لطيفة عن فتاة شاركت سرير معظم شباب البلدة الحقراء وإحتوت شفاه عشرات الذكور متخبطة تحت خبل بسماتهم المسمومة دون إغراء نزيف لاحق مستندين بذلك على نظرية البتول الحسناء التي فرت من جدران الجنة لتغري الشياطين فجلست في جحيمهم المفضل "صدفة"؟ أو لعلها أسطورة المتمردة التي غادرت بيتها قسرا بعد عزوفها عن الخضوع "للعاهات و التقاليد" فإختارت هذا الحي -الذي زرته صدفة- لتنزوي مخفية فاجعتها و خيباتها، فكانوا لها بالمرصاد و حولوا عزلتها الإختيارية إلى سجن ابدي؟ حسنا هن لسن كاذبات، إنهن فقط معجبات بك.
23
6
448
الأشباه الأربعون
أفقت بعد رحيل الملاك الساقط و طعم الدماء لا يزال يعانق شفتي. لألبس عباءة سوداء أخرى و أضع صليبا مقلوبا و أحمر شفاه داكن بدم سفكه الشيطان ذات ليلة باردة. أطلقت عنان شعري الأسود القصير بعد أن رددت بخشوع صلاة المداهنة أمام المرآة لأحمل شمعة منطفئة فتشتعل و توقظ الخطايا بالدواخل. غادرت غرفة ملاكي أجر عباءتي إلى جناح إبليس. لأذنب الخيانة بطيب خاطر و تقويسة ثغر. لم أكن اخشى مغادرة احدهم. فلطالم نثر حبلي قبلاته على أعناقهم مخدرا ميثولوجيا ذكورتهم أمام حضرتي. كان كل منهم يعلم أنني اخونه مع الآخر. لكنهم لم يدركوا أنهم يعلمون خيانتي لهم.و الأدهى أنهم لم يدركوا أنني أخونهم مع 39 شخصا آخر. يجب على إبليس ان يكون فخورا بي لارتكابي الخيانة مع جميع الاشباه الأربعين.. لكنه لن يكون، لأنه الشبه رقم أربعين. لففت المفتاح في الباب لفتين.. ثم تقدمت إلى مرآة صلاتي، احدق في شبح وجهي، اخاطب المداهنة، المداهنة...
16
7
327