الشخصيات
المدخل
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
٣

|٣|

-------
كَانْ شَارِدَ الذِهَنِ،يُفَكِر بِهَا وكَيِفَ كَانِت عِنَدما ظَنْتَ أنِهُ خانَها مَع صَدِيقتهُ،وَلِكَنهُ مُنذِ بِدأَ عِلَاقِتَهُ بِها،وَهُو لَمِ يَلمِس سِواها،لايرِيدَ أنْ يعلمِ الشِعُورِ الذي يِرَاودِهُ كُلِمَا رأها تَضِحَك بِرفقة آحَـدِ غَيرهُ،فـَ هُو يعلمِ فى صميم قلبِهُ، أنهُ لنْ يستطِيعَ الإستِغنْاءِ عِنْهَا، حتى وإن كان طرفِ البُعِدَ منها، فَ سيتمسِكَ بها،فَما تَكّوِنَ بِدَاخِلهُ ليس هيّن.

بَدِل مَلابِسهُ فى غُرَفِتهَ،كَانِ نحيِبها يَصِل لِمَسِمعهُ، شَعرِ بالنَدِم لِما فعلهُ بِها،ولكنِ كُلما كانِ يتذِكَر إِحمِرَارِ خدِيها للِمَدَعُوِ"جايسنْ" لها، تشِتعلِ أوتَارِ قَلبهُ،ويترِكُ أمِر الأعتِذارِ جانِبًا، ولكنِ لن يستطَيِعَ النَوُم وهي ليستِ بجانِبهُ، فَأصِبحَ روتين لهُ وهُو مِن لايِحُب التغير!.

إتجهَ صَوِب غُرفتها المِجاَوِرة لِخَاصِتهُ،كَانتِ إضاءَة الغُرِفة مُظلِمة،لذلكِ لم تشِعُر بدِخولهُ لها،حتى شعرِت بِهُبوطِ خفيف،طغى على الفِراش،عِطَرهُ النفاذِ يملئ المكانِ حتى أمتلأتِ رئتيِها منِهُ!،أغمضتِ عينيِهَا تستشِعَرِ دفئ عِناقهُ،جعلها تلتفِتَ إِلَيهَ، فَ قابَلتِ صِدَرهُ العَرِيض،قربِها إليهَ حتى عانِقها هامِسًا وهُو يِقبِل رأسها:

- أعلمِ أني الآنِ بنَظِركَ حقيِر، ولَكِن الحقيقة أنَهُ مُنِذ أنِ عَرِفتكَ وأنا لم أقِمَ علاقة مع آخُرى،لاأعلِم ماهُو السببِ فى ذلك،أهُو أنتِ؟!،أمِ شُعوِرَ النَدِم فى خَذِلكَ ولكِنكَ السببِ فى الحالتين.

أغمضتِ عينيها بآلَمِ يجِتاحُها،هَل من صِدق كِلماتهُ أم من الحُزنِ الذِى يِصيبَ قلِبها،كُلما تذِكَرت كلماتهُ القاسيِة،هى تَحِبهُ وتحِب كُل شئ بهِ،عِطَرهُ,حنَانهُ,كَلِماتهُ اللاذيعة حتى غُرورهُ المُصاحِبًا لإبِتَسامِة أكِثرَ إغراءًا،ولَكِنْ عِنَدما أِعَترِف لها بِالحَقيقة، نَسِيَت كُل شئ،وكَأنِهُ لمَ يَكُنِ،كأنها أشَارِة من الإلهَ يِخُبرها أنهُ زَرِع بِدَاخِلهُ حُبًا لها عَنِدهُ،الذي كانِ مِن المُستحيِل أن يحب،أصبح يُحِبها!، وَلوَ كَانِتَ إكذوُبة، فهي صدقتها بِكُل جوراحها، فَ أصِبحتِ ضمَادِةَ لِكُل جُرِحَ أصابتها مِنـهُ.

-----

أِرتدتِ مِعطفها القُطِني ثُمِ أنخفَضتِ ترتدى حِذائَها،أرِدفت والدِتها وهَي تَضُمِ ساعِديها لِصدرها:
- ستخَرُجين فى هذا الجوُ؟
زُيِنَ ملامِحها إبتِسَامة هادِئة مُسترسلة بِعفوية:
- نَعمِ أمُي،أريـدَ إستنِشاقِ بعضِ الهَواءِ النقيِ،إذا سمحتِ بالطِبعَ؟.
قَالِتَ والِدَتها وهى تُعدِل حِجاب إبنتها:
- إذهبي ولكَنِ لاتتأخَرى،أتفقَنْا؟
وَقِفتَ بَعِد أنْ أنِتهتِ مِنَ إرِتِداءِ حِذائها قائَلة:
-أتفقنا أمُي.

أعتَرَتِها قشعرِيرَة خفيِفَة آثَرِ الهَواءِ البَارِدَ الذى أصطدِمَ بِوُجِهها،تذِكَرتَ آمِرَ الحَدِيقَة التي تُجاوِرَ مِنْزلِهُم،خَطِتَ خُطواتِ بطيئَة وشَارِدة تتَذِكَر أحداثِ اليومِ بإكمالهُ،والكَلماتِ التى إستمعتِها مِن بعض الطُلابِ، جَلِستَ على إحدى المقاعِد،تَضُم مِرفقيها لِصدَرها،لِتَشِعُر ببَعضِ الدفئ يُخلخلِ صدِرَها .

كَانتِ عيِنيها مُثبَتة للأمَامِ،تتَذِكَر مَلامِح زمِيلها "سُو جين"، مُنِذ أن رأتهُ وعقِلها لايِنَتهِي فى التَفِكَير بِهَ، لاتَعلمِ هذا السببِ،وأنهُ الأول، غريبِ هُو عنها ، وعقلها لايرُيدِ غيرِ أنِ يتَذِكرِ ملامِحهُ التى آسرتِ عينيهِا مُنِذَ أن الِتقتِ بخاصَتهُ.

- أنـا أسـِفَ.
سمعتِ هسِهستِ أحَـدِ بهَذِهَ الكلِمة،التى جَعلتِها تستدِير بِريبة وقلقِ،وجدتِهُ أنهُ هُوَ،'سُو جين'،واقِفًا خلفها،مُرتديًا مِعطفًا جلدى أسُودِ اللوُنِ،وشفتيهِ وأنِفهُ قَدِ أحمَرا مِن بِرودُة الجُوِ.

تجنِبتَ النَظِر إليهَ،وصوُبَتِ عينِيها للأمامِ مَرةً آخُرى،إبتلعِ ريقهُ بتوتِر، فِ الواقعِ أصبح أكِثر توترًا عِنَدما جَلِس بِجانِبها ولَكِن بينَهُما مسافاتِ كبيرة،أشَاحِت رأسِها بعَيدِة عَنْ مرمَي عينيه التى تُطالِعَها بتآسِفَ.

زَمِ شفتيهِ بِحُزنِ مُرِدفًا:
- لديكِ الحَقِ كُله، فِ أن تبتعدى عني هذا مَايِنَصهُ دينكِ ولكنِ ألم يَنُصِ دينكِ بأنِ تقبلي إعتِذار من يخُطئ بحقك وها أنا أعتذِر لكِ عَنْ ما بَدِرَ مني مِنْ سُوءِ.

كَانِتَ كِلماتهُ صَادِقة،تَلِمَس قلبها،نظرَتِ لهُ وقدِ إرتسمت إبتِسامة على ثُغِرها قائِلة:
- أقِبَل إعتِذاركَ سيدِ سُو جين.

عَقِد حاجِيبِه مِنْ الرسمية،ولكِنْ على مايَبِدُو هَذا ما يَتوجِب عليها فِعلهُ معهُ،ضمِ شفتيه بِفَرحِ، قَـاِل وَ هُو يِفَعل مِثلها،يِنَظُرِ للأمَـامِ:
- مَا رائيكِ بأنْ أكُونِ صديقكِ؟
عقَدِت لسانها عَنْ الكَلَامِ مِمَا تَفَوِهَ بهِ،هى لنِ تقبِل بأن يكُون صدِيقها.
ولِكنْ عِندما لمِ يتلقي منِها ردًا،قـالِ وهُو يضع يَديِه دَاخِل جِيوب مِعطفهُ:
- أتتَذَكِريِنْ المَقِطُوعَة التى عَزفَتها فى اليِوُمِ الأوُل فى الأكادِيمية!؟
أومُأتِ لهُ دُونِ أن تتفوهَ بِشئ،أكِمَـل مُبتسِمًا:
-إنها مِن كِتابات والدكِ،لازالتُ أتذكِرها،فَ والدى لمَ يتوِقفَ عن عَزِفها لى مُنِذ أن أكمَلتِ عامي الخامِس.

إعَتدَلتِ فى جَلِستها لِتُقابِل جَسدهُ المُعاكِس لها،عقَدت حاجيبها بِتَوتر،كَيفِ علِم عنها وعن والدها؟!، وإي مقطوعة يقصدِ بها؟،هَل يقَصُد المَقطوعة التِي عزفها فى أول يوم لها فى صَفِ المُوسيقي فى أول يوم رأتهُ؟

قَالتِ وعينيها تنِظُر إليه بإهتِمام:
-وكَيف عرفت إننَي إبنة السيد سمير؟
نظَر إِلَيهَا بإبتِسامِـة تَشُق مَلامِحهُ:
- لأنكِ تُشِبيهينهُ، مِثلهُ جميلة .
أصابها سَهمِ التوترِ مِنْ كلِماتهُ،لاتعلِم لما تُجيبهُ؟!،هل تشِكُره أم تَهِّم بالصمِت؟.

قَـالِت وهى ترجِع لجلستها مِنْ جديِد:
- أتعلَمِ إنِهَا المَرِة الأُولى التى أسِتَمِع فيهَا هَذِه الكلمة !.
قالِ وهُو يَضُم شَفَتِيهَ بِنَبرة بَسيطة:
- ولِنْ تَكُونِ الأخِيَرة .
أرِدَف وهُو يعاودِ النَظِر لعينيها:
- إذًا أصدِقاءِ؟!.
- بِشَرطِ أن يَكُونِ بيِننا حُدودِ،أتَفقِنْا؟.
إتسِعتَ إبِتَسامِتهُ مُرِدفًا بِسعادِة:
- أتَفقِنْا.

المَرِة الأُولى التى تَشِعُر بَهذا الشَعُورِ،لاتعَلمِ ماهُو؟،ولِماذا إجِتاحـها عنِدما رأتِ إبتِسامِتهُ!.،ولكِنها تعلمِ أن صداقتِهُما لن تَدُومِ،فلا يَصُحِ فى قَانُونِ أبيِهَا أنْ تَكُونِ صديقة لِـ شخصِ لا دَيـن لـهُ.

------

شَهَقاتِها التِى آلمتِ حَنِجرتهِا،واضِعة كَفيِها علِى عِينيها تَبِكي بِحَرِقة،جَالِسة على مِقعَدِ خَلِفَ حدِيقة مَسِكن الأكادِيمية، ولازال المُوِقَف يآتِي لِخَاطِرها،ولازالتِ تتَوَجعِ كُلما تذِكَرتَ أعِيَنُهُمِ التي تُوَدِّ قتلِهَا .

شعَرتِ بِالفَزِع عِنَدمَا أمِسكَ شَخِص بِكفيها يبِعَدِها عَنْ عَيِنَيها، كَانِتِ الرؤُية بالنِسبة لَها صَعِبة بِسبِب تَلألأُ عينِيها بِالدُموعِ، مَسِح الشَخِص دُموعها، هاتِفًا وهُو يبِتَسِم بِهُدوءِ:
- مَا بَالِ المُعجبة الوَحيِدة حَزِينة؟
قالها وهُو يضِمَ يديها بين كفيهِ،أنهُ آنِسل،ثقلتِ أنفاسها عِندما شَعرتِ بالدفئ بين ثَنايا أصابِعهُ، أحمرتِ خجِلًا مِنهُ، فَ كانِ يميل يَنِظُر لِمَلامِحها البريئة-بالنسبة لهُ-، أرِدَف وهُو يشيح عينيه عنِها:

- هَل أنا السببِ فى حُزِنكَ؟.
هَزِت رأِسهَا نَافِيةَ عِدَّة مَراتِ،سمِعتَ قهقهاتِ بسيطةَ صُدِرَتَ مِنهُ آثِر برائة فِعلها:
- إذًا ما الآمِر؟.
أسترَسِلَ بِتساؤلِ وَهُو يضُمِ شفتيِه بِشكَلِ طِفُولى،إرِتَسَمَتِ على شفَتيها إبِتسامة خجِلة مِن قُربهُ لها!، عضتِ شفَتيها مِن الدَاخِل ونبضاتِ قلِبها فى تسارُعِ وثُقِلتَ أنِفاسهُا،كُل ذلكِ فقطِ لقُربهُ منهَا!.

- أنا قَبيحة.
قالتَها وقَدِ تَكّونَتِ بِحنجرتها غِصة آلماتِها،شَعِر بالشفقَة لِحُزنها المؤِلَمِ، أخفضتِ بَصَرها تَشِهقَ بِآلمِ،وضَعِ سبابتِهُ أسِفل ذقنَها ورفعهُ لمَرمي عينيه قائِلًا:
- الجَمال بِالرَوِح،وجَمالكِ يَكمُنِ بِداخِلكَ،لا أعَلمِ كَيِف أهُونِ عليكِ،ولكنِ يكَفي أن أقُول لكِ أنكَ بنظرى جَمِيلة .

ثُمِ أضَافِ بِنَبرة مَرِحة:
- يكَفي إبتَسامتكِ،فقطِ آسِرتَ قلبي المِسكين .
قالَها وهُو يضعِ يديهِ على قَلِبهُ بِدرامية،صدحتِ قهقهاتِ منها جعلتهُ يبتَسمِ وهُو يراقِبها، قال ولازالت عينيه عليها:

- تايلُور!.
إنتهتِ ضحكاتها البريئة وأعادِت تَنِتبهِ لَهُ،قَال وهُو يضعِ إحدى خُصلاتها السوِداء خلِف أذنها:

- إذا شَعرتِ بِ سوادِ الدُنيا،أضِحكي ف إبتسامتكِ سَتجعِل أقسي قُلوبِ العالمِ تَرِق.

سكَنتِ ملامِحها آثِر كَلِماتهُ،المَرة الأولى التى تَشِعُر بهذا الشِعُورِ، أنهَا مُمَيزة لدى أحـدِ.

--------
تنهدِ بِراحة وهُو يسيرِ لِمَسِكنِ الأكاديمية،لقَدِ مَر اليُوم الثالثِ لهُ هُنا على خَير،ولَكِن للأسِف لم يلتقي بها حتى لو صُدِفة،يمكن القِول أنها أكتفتِ الحَديث مع 'سِـيهون' فقطِ، صَدَح صُراخِ أحـدِ مِنْ الخلِف جعلتهُ يستَديِر بِقلقِ:
- كُونغِ سِو .
صَاحِ "سيهُون" مَرة آخُرى، أرِغَمتِ الآخِر يتَوقِفَ عِنَدِ السيرَ، زَفَرِ بِ غَضبِ مِن أفعالِ صدِيقهُ الطائِشةَ، فَ لِمُجَردِ صرَاخهُ يُمِكنِ أن يقوموا حُراس الأكادِيمية أن يبلغُوا السيدة'كارولينا'، والحَظِ التَعِس أنِ الحُراسِ يعَرِفُونِ كُل مَنْ فِ الأكادِيمية بالإسَمِ،والمُوهبة .

وقفَ "سيهُون" آخيرًا بِجانِبَ "كُونغ سُو" يلتقِطَ أنِفاسهُ منخفِضًا مستندًا على رُكبتيه،هتِفَ "كونغ سو" عندما إعَتدلِ "سيهُون" واقفًا بإسِتِقامة:
- مابكَ سعَيِدَ؟!.
- لقدِ رجعتِ بلدتنا.
عَقِدَ حاجيبيهِ بإستنكارِ قائلًا بتساؤِل:
- مَـنْ ؟
- إنِهَا سُونا-آه، لقد رجِعت بلدتُنا .
- حُبكَ الأول!.
قَالها 'كُونغ سُو' وإتَسِعتَ إبتسامتِهُ،فقدَ عَادِ الفرحَ لِقَلبِ صَديقهُ، الفتاة الوحيدِة التى جعلت قلبهُ ينبض بشغَفِ لأوِل مَرِة، إنهـا سُونا-آه.

- مَا المطِلُوبِ مني الآن؟.
قالها بِتساؤُل وقد لاحتِ إبتسامة جانِبية على ثَغِرهُ،حَكِ'سيهُون' مؤخُرة رأسَهُ بخجل من صديقهُ الذى عَلمِ سبب لجُوئهُ إليـه.

- أُريدَ أنِ تجلبِ لي المحُاضراتِ التي لن أحضرها .
قـال 'كُونغ سو' متسائلًا:
- كَمِ المُدة التي يتقضيها هُناكِ؟
- مع السفر والوصول،أعتَقِد خَمسة أيـامِ.
-حسنًا .
شقتِ الإِبَتِسامةَ وجههُ وكأنِ العالم لأوِل مَرة يبتَسِم لهُ، ولكن 'كونغ سو' تذكر آمِر، فقال بِقلق:
- هل لازالتَ مخطوبة بُـ المدِعُو "جـيـن"؟.
شحِب وجهه الآخِر،ويجيب بِـ'نعم'، إبتلع 'كونغ سو' لُعابهَ بقلق وتوتر، فـ المدعُو "جـيـنْ"،ليس برجُل هَيـّن فقط أجِمـع منَ حولهُ أنه شيطان يتلاعب بِمنَ حوله،ويجعلهُم عبيد ويفسد حياتهُم.

خـائـفِ هُـو بأن يعلم بآمِر إعجاب 'سيهون' بخطيبتهُ، فـ لن يرحم لا سيهُون ولا أقَرِبائـهُ.

-----------
صَـوتِ عَذِب تسلل بينِ ثنايا طَبِلة أُذِنهُ،كانْ هَذا الصُوتِ بالخَارجِ وبالتحَديدِ بالقُربِ مِنْ نافُورةِ الأكادِيمية العمِلاقة، لايَعلم مَاذا حَل بهِ،غير أنْ ساقيِهَ جعلتهُ يَسيِر لِمَصِدَر الصَوِت، وجَدِ أنهَا فتاةِ تعطِيهَ ظهرها،شَعرهَا القَصِيرَ ونظاراتِها الظَاهِرة مِنْ الخَلِف، كان يُشَبِهَ على مَظهرهَا، ولكِنْ عِنَدما وقفَ خلِفها، تُوقفِتَ هى عَنْ الغِناءَ لتَستدِير، تنِظُرِ مَن جاءِ، إتسعتِ إبتسامتها ، أما هُو فَ قدِ زَفر بحنق، هى مرةً آخُرى.

أقِتَربتِ مِنهُ واضِعة يديها فى جِيُوب بِنطالها المُنتَفِخ:
- مرحَبًا،سيدِ وسيم!.
أضافتِ وهى تُعدِل مِن نظاراتها:
- ألَنْ تخِبرنَي بإسمكَ؟
اردفتِ ومعالِم الفضُول رُسِمَتَ على مِحياها، تفاجأتِ مِنْ رده فِعلهُ التى لم تتوقعِها مِنْهِ، مَـدّ يديه يُصافحها قائلًا:
- سينيور كوليز .
صافحتهُ وقد إتَسعتِ بُؤبؤَ عينيها بِدهشة، وأخيرًا علمِت أسِمهُ، قـال وهُو يلعب بخصلات شعره:
- بالمُناسبة صَوتكِ جميل .
قالت وهى تشِعُرِ بالخجِل:
- أتعني بأني جميلة ؟!.
ضم شفتيهِ بِضجِر قائلًا:
- بـل صَوتكِ فقط!.
ورحَـل كـعاداتهُ، سَبَتهُ بِداخلها عِدة مراتِ على وقاحَتِهُ، ثُم شبكتِ أصابعها بِبعضها ترِقُصِ بنغمة سعيدة أصِدراتها حنجرتها لِمُناسبتها لهذا الحدث الجميل، وأخيرًا علمت أسم المجهُول.
آوهُ أنه الآن سينيوُرِ!.

--------------

عَلى ألِحانِ هادِئةَ تَرقُصِ،تتمَرنِ مُنذ مجيئها لَهذِه الأكادِيمية،وحلمًا بداخلها قريبًا سيتحقق .

أن تَكُونِ تحَلمِ بالإنضمام لهذِه الأكادِيمية مُنذ أن عَلِمتَ بُوجودها، وإنضمامها لها، فَ هذا يعني أن فقطِ تبقتِ خُطوة واحدة على تَحقِيقَ مُرَادِها، أنِ تَكُونِ 'راقصة بالية مُحترفة'،أنهـا مـارليـن.

تنسي من حُولها عِنَدما تبدِأَ بِالرَقِصَ وكأنها الوُحِيدةَ فى العالم، إبتسامِة رُسِمتَ على ثِغرها، آثَر الموسيقي الهادِئةَ التَي تسِتَمِع إليها مِن حين لـآخِـر.

ترىٰ فى كُل مرةً ترِقُصِ بها،حُلمها يتحقق،بين دِمُوعها الحارِقة تتحقق وأسمهُا يعلُو بصراخ الجماهير وفوزها بالجائزة الذهبية، أن تكُونِ مُؤِمنِ بمَا تُريدَ هذا هُو أسمى فوزِ لك.

توقِف صوتِ المسجِل،لتفتح عينيها بِهُدوءِ،ترىٰ من أقِتحمَ خُلوتها،وإنتشلها من عالم أحلامها، إبتسامِة هادِئة على ثِغرها بقتِ عندما رأتهُ، أعتدلت قائلة:

- ماذا تفعل هُنا سيد لوغِنْ؟
ظهرتِ إبتسامة جانيبيةَ على ثغِرهُ، مُتحَركًا أمامها واضِعًا إحدي يديه بجيوبِهَ، صـدح صوتهُ الرجُولى ورائحة عِطَرهُ الفواحة التى ملأتِ القاعة :
- كُنتَ سأسِألكِ نفس السؤال!!.
أضاف موضحًا سببِ وجودهُ:
- كنت أتاكدِ من وجودِ بعض الأوراق ،وإنتِ؟
جلستِ على الأرض،تَرتدِي حِذائها الأبيض قائلة:

- كنت أتمرن حتى جاءِتَ.

نهضت قائلة:
- سأذهب الآن.
قال وهُو يحكِ مؤخرة رأسهُ بتوتر:
- هل يُمكنني أن أسير برفقتك حتى مسكن الأكاديمية ؟
قـالت بإبتسامة ولمعان بين عينيها:
- أنهُ لشرفِ كبير لي سيدي.

----------

- فى صباح اليوم التالى .

وضعتِ كف يديها على خديها تَنِظُر بِمَلل للآخرين، هتف "روبرت" بتساؤل عن حالها المضجِر :
- هل تَشِعُرينِ بملل؟!.

اومَأتِ له،أسندَت ظهرها على المقعدِ التى تجلسِ عليه، حتى لَمِحت الشخصِ الذى غـاب أمس عنْ حُضورِ حصة السيد "سـام"، أنـهُ "آيزاك"، أشـارتَ لهُ بالجُلوسِ برفقتهما هى و'روبرت' الذى أظهر عدم قبوله بالأمِر، روبرت الفتي التى اصطدمت بهِ فى أول لقاء لهُما ومنذ ذلك الحين صديقان .

قَالتِ "سوزى" وهى تساءِل "آيزاكِ":
- لماذا لم تحَضُر أمِس؟
-أستيقظتُ متأخِرًا.
لوت شفتيها بحزن مسترسلة:
- لقد أنزعج السيد سام لآنهُ لم يراك.
-سأحاول أن أتحدث معهُ قبل الصف .
قالتِ وهى تُفرقع أصابعها ببعضها:

-فكرة رائِعَة .
أشاحتِ رأسها عن آيزاكِ،لتنظُرِ لـ صديقها الصامِت-غير عاداتهُ-، مُنِذ قدوم "آيزاكِ":
- ما الآمر؟،لماذا أصبحتَ صامتًا؟!.

قـال وهُو يَنهضِ:
- سأذِهب.
رحَلِ وهى لاتفهم ماحدثِ ليفعل ذلكِ، أردفت موجهه كلماتها لـ آيزاكِ:
- هل قُمتَ بآمر خاطئ؟!
-لا ولكن يبدو أنهُ يشعر بالغيرةَ.
أتسعت حدقتاها صدمة من كلمات الآخر، ثُمَ علت ضحكاتها، فقال بتساؤل:
- ما المضحك فى ذلكِ!.
- أنه لايُحبني!.

- هل أخبركِ بذلكِ؛أنهُ لايِحُبكَ.
-لا ..
قاطعها:
- لذلكَ فأنا أقول،إنه يشعر بالغيرة !
أحمر وجهها مِنْ التفكير،هى لاتفكِر بـ'روبرت' هكذا، تعتبرها زميلًا وصديقًا لا أكِثر من ذلكِ.

يتبع ...

----
- نـوت✨💙



- سام وهايلي.

-سينيور وكاتي .

- كونغ سو وسارا

-مارلين ولوغن .

- سوجين وعائشة .

- مارتن وآسيا .

شُكرًا لآنكم بتدعموني بـ فوت✨❤ .

© Writer ,
книга «نُحو السماء».
Коментарі