Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
قصة جانبية
Part 3
Part 3

داخل مكتب كبير مليء بالألعاب لمعاينتها ثم السماح بنسخها، يجلس بنظارته الدائرية الكبيرة خلف مكتبه الضخم البيضوي يتحقق من خلوّ اللعبة من أية مشاكل قد تعترض فرحة الأطفال، ينظر إلى الأعلى بأعين زائغة حمراء متعبة ليرى رئيس القسم، يتقدم الأخير بابتسامة واسعة مشرقة نحو المكتب ليضع فوقه أوراق خاصة بتصاميم الألعاب المقرر نزولها آخر الشهر.

- كيف حالك اليوم إدوارد؟

- بخير كما ترى، كيف حالك أنت؟ سمعت بأن قسمك لم يكن طبيعياً هذه الفترة، ماذا يحدث؟

يجلس مقابلاً للمدير ويبدأ بالحديث عن تغيب لانا التي كانت مسؤولة عن الكثير من الوظائف في الشركة مع اكزافيير، بعض الموظفين ولسبب ما أتتهم فكرة التقرب من اكزافيير وأخذ مكان لانا في العمل، لذا انقسم القسم قسمان، الأول لا دخل له بشيء ويريد العمل فقط أما القسم الثاني فهو سبب المشكلة والذي يتكون من نتاليا وكاترينا وأخيراً سلمى وبالطبع من يعمل تحت إرشادهن.

- هذا أمر نقلهن للمستودعات، اطلب من العاملين هناك التأكد من عملهن وتأكد من معرفتهم بنوع تلك الفتيات كي يتوخوا الحذر

- حاضر، عن إذنك

يتقدم رئيس القسم ويخبر الفتيات عن أمر النقل وطلب منهن الاستعجال في الاستجابة، عاد بعدها إلى المدير ليتحدثا عن نقل اكزافيير ولانا إلى باريس

- الآن سنتحدث بدون مقاطعة، أتممت عملك صحيح؟

- نعم ألفريدو أنهيت كل أعمالي المخصصة لليوم، الآن تكلم، ما هو الشيء الهام الذي جعلك تأتي مرة أخرى كي تحكيه؟

- كما تعلم، اكزافيير ولانا مرتبطان ببعضهما بطريقة أكثر من عادية لذا أود الاقتراح أن تضع لانا مع اكزافيير في الطائرة والذهاب إلى باريس للعمل معاً هناك

- أعلم كلّ هذا فوالدتاهما حكتا لي عما حصل معهما ولذا وضعت لانا بالفعل على متن الرحلة الشهر القادم

- اه، ظننت الأمر سيأخذ وقتاً أكثر

- ماذا ظننتني؟ أنا وليّ أمر الولدين حالياً، كيف لي ألا ألاحظ؟

- كان اعتقاداً فقط، لا تغضب، الآن عن إذنك سأذهب لأخرج اكزافيير من جوّه الكئيب واسمح له بالذهاب إلى المنزل

- مع السلامة

ألفريدو يذهب ويترك إدوارد مع نفسه، ينهض عن كُرسيّه ويمشي تجاه لوحة معلّقة على الحائط، عليها صورة كبيرة لرمزه المفضل، الشخص الذي يتمنى الوصول إلى قدره من محبة الجميع له وخوفهم منه في ذات الوقت، عرّابه الذي أعطاه اليد اليمنى وساعده في أوقاته الحرجة، الشخص الوحيد الذي يعطيه الفضل لكونه وصل لما هو عليه اليوم وما سيصل إليه يوماً.

يُنزل الصورة ويضعها على الأرضية ذات الرُخام المُكرمل، يعود وينظر إلى مكانها الفارغ حالياً، ولكن لا، دقق النظر قليلاً ولاحظ وجود ثقب صغير الحجم، هذا مكان الكنز الحقيقي لإدوارد.

تظهر ابتسامة خفيفة على محياه مُتذكراً أول مرّة اكتشف هذا المخبأ، لم يقل لأحد قط عنه، يأخذ من جيبه المفتاح المناسب ويفتح به الخزنة، مخفية بطريقة عبقرية داخل الجدار، أدخل تاريخ عيد ميلاد أكثر فتاة أحبها أثناء الجامعة ثم شدّ المقبض وفتح الخزنة.

"سنين مرّت يا سماح، والآن سنتركهما يعيشان سوياً" قال إدوارد ناظراً داخل الخزنة إلى الصورة المعلقة في نهايتها العميقة، يأخذ منها ظرف أسود اللون وصندوق بني اللون ذي قاعدة دائرية ثم يغلقها بالمفتاح مُعيداً الصورة مكانها، تاركاً سرّه ورائها.

© Maria Zoe,
книга «كيفك ياوجعي..».
Коментарі