Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
قصة جانبية
Part 1
#كيفك_ياوجعي
الجزء 1:
يومياتي العزيزة:

اليوم ينتهي رابع دفتر يوميات لي مذ بدأت الكتابة، بدأتها للتخفيف من أوجاعي فأنا على بُعد شعرة واحدة من الانتحار، اكزافيير في الغرفة المقابلة لغرفتي، بدأت تجتاحني تلك المشاعر التي تصرخ "احضنيه وابقي بجانبه" منذ بدأ بمواعدة سناء، هو صديقي ولكني بدأت أخاف فقدانه كما فقدت عائلتي

أتعلمين؟ قصتي سيئة، أذكر أني كتبتها مرة ولكني هذه المرة سأكتبها كلها بالتفصيل في الدفتر الجديد، و سأملؤه كتابات ووساوس خاصة بي، أتمنى منك الاستماع إلى قصتي كاملة، فأنت أملي الوحيد بجانب اكزافيير

**1/1/20

تركت كتابتي لليوميات وجلست أتجهز لحفلة رأس السنة الميلادية، في الشركة نقوم بالعديد من الحفلات والمعارض، وهذا ليس بالغريب، شركة (فوح الورد) هي شركة ألعاب خاصة تحوي جميع أنواع الألعاب لذا الأعياد تكون أوقات مهمة بالنسبة لنا هنا، وعلى الجميع التواجد

انتهيت من التجهز وها أنا أخرج من غرفتي الدافئة، أرفع رأسي لألتقي باكزافيير الذي يلقي التحية، أرُد التحية بابتسامة كما العادة وها نحن نخرج من المنزل

التواجد في الشركة للاحتفال دائماً ما يكون ثقيلاً، جاءني رئيس القسم يلوّح بابتسامته المشرقة كما اعتدتها

- أهلا بكما، سنبدأ العمل بعد ساعة من الآن، من الأفضل أن تسرعا بتغيير الملابس والتجهز

الساعة الآن الثامنة مساءً، وهو موعد بدء الاحتفال، كثير من العائلات تأتي للاحتفال وترك أبنائهم يتعلمون ويلعبون، أنظر إليهم وأتذكر عائلتي من خلالهم، في ذاك الوقت، كنت أنا واكزافيير كالأخوة، أمهاتنا أصدقاء منذ أيام الجامعة وحتى وقت وفاتهن

انتهت الليلة و عُدنا إلى المنزل الكبير بصحبة العم إدوارد الذي كان يدرس مع والدتينا في الجامعة، دخلت غرفتي ووضعت الدفتر الجديد أمامي لأكتب عليه ما أردت ولكن لم أستطع، تركت القلم وخرجت من غرفتي ناحية غرفة اكزافيير، دققت الباب فسمعت صوتاً من الداخل يسمح بالدخول، دخلت وجلست قريباً منه دون كلام، دقائق فقط نهضت ثم رميت نفسي عليه، حضنته بقوّة تكسِّر الضّلوع، أحسست بيدين تشدّان العناق أكثر حتى كاد نفسي ينقطع، بقينا على هذه الحال كثيراً، لم أرد الانفصال عنه حتى ولو سُمع دويّ انفجار قريب، ما بي هكذا؟

سمعته يقول: أتريدين النوم هنا اليوم؟

فأجيب: من فضلك

تسللنا إلى داخل الغطاء السميك وأكملنا العناق، لم يُرد أحد منا الانفصال، أُحسُّ بثقله فوقي وبقوّته تحيط بي من كلّ جانب، تشبثت به بيديّ وقدميّ خوفاً من فقدانِه تلك الليلة، استيقظنا بعدها متأخرين عن العادة ولكن أحسست بالنشاط يسري في جسدي المتعب والذي نسي معنى النوم المريح

طلبت البقاء بجانبه طول اليوم، أخذ بيدي ولم يتركها لحظة واحدة ذاك اليوم، أكلنا الإفطار سوياً، خرجنا لشراء حاجيات المنزل سوياً، كان يوم عطلتنا الذي نحصل عليه كل سنة مرّة

في اليوم التالي علمت أنه انفصل عن حبيبته الحالية والتي كان منا المتوقع أن يتزوجها، لكنه قال لي : لم أشعر بالراحة أثناء خروجنا سوياً، لم أرد الكذب على نفسي أكثر من ذلك

في تلك اللحظة أحسست بالفرح يعود لي مرة أخرى، أخذ بيدي لنذهب إلى المنزل سوياً بعد العمل، ترك غرفته وأتى إلى غرفتي لنسهر على فلم ما، جلست كالفتاة المدللة بين قدميه ولففت جسدينا بالغطاء السميك طوال وقت السهر، وكما البارحة كان اكزافيير محيطاً بي يشد العناق، انتهى الفلم بعد ساعتين ونصف، الطعام المُجهّز للسهر قد انتهى وكان عليّ تحضير غيره ولكن يدا اكزافيير منعتني من الحركة

- هيا نذهب للنوم لدينا عمل غداً

وكما الليلة السابقة، بقينا متشبثين طوال الليل.

مضت الأيام على هذه الحال، كنت أسجل ما يحصل معي في اليوم التالي أثناء العمل، لم أُرِد جعل اكزافيير ينتظر لشيء كهذا حتى ولو كان ضرورياً فكل ما عليّ فعله هو تذكر ما قمت به في اليوم السابق وكتابته في المذكرة

يوم الثلاثاء **13/2/20

سنوية أمهاتنا فهنّ توُفين في ذات اليوم، لبسنا الأسود وحملنا الأزهار ثم ذهبنا الى المقبرة، البحر ظاهرٌ من مكان سيرنا، صعدنا الأدراج، درجة بعد درجة حتى وصلنا إلى لافتة مكتوب عليها "لتصعد روحهم للسماء"

ها هي ذي مقبرة المدينة، سِرنا حتى وصلنا إلى قبرين بجانب بعضهما: مرحباً أمي، مرحباً خالتي، جئنا لنسأل عن حالكما، هل أنتما مرتاحتين؟ أتحتاجان شيء ما؟

نظّف إكزافيير القبرين، ثم وضعت لانا الأزهار عليهما، مازلت أتذكر كلماتي عندما قَدمنا هنا بعد سنة من وفاتهما

- كان لدى اكزافيير امتحان تحديد للمستوى وأنا كنت قد تخرجت من المدرسة المتوسطة، في ذاك الوقت لم يكن لديّ غير اكزافيير صديق وشريك ولم يتغير شيءٌ حتى الآن، والدانا تركانا بعد شهر واحد فقط من وفاتكنّ، ذهبا وتزوجا أخريات، فقد سمعت من زملائي في المدرسة أن والدي كان يسكن من امرأة ما كانت تذهب إلى حانة تغني فيها، ووالد اكزافيير تعرّف على فتاة تصغره ب عشر سنوات وتزوجها، تلك السنة من بين كل السنوات التي عِشتها إلى الآن كانت الأصعب، شكراً لوجود اكزافيير، استطعت العيش خلالها، توقّف اكزافيير فترة عن الكلام وعن الغناء ولكن عاد الآن للكلام وبدأ بالتلحين إلى جانب عمله في الشركة مازلنا نشتاق لكما ونذكركما كل حين وحين.

- أتذكران رحلتنا إلى الجبال؟ كنّا صغاراً وقصار القامة، كان علينا تسلّق الصخور ولم نستطع، ابتكرنا سلّماً بشريّاً أنا ولانا وتساعدنا حتى وصلنا، لقد صوّرتما الأحداث جميعها، مازالت لديّ، ولازلت أشاهد هذه الصّور كلّ ليلة.

* لمعت عينا لانا بسبب الدّموع الخفيفة: ماما، لم ذهبت؟ أردت العيش معاً دائماً، أعتذر عمّا حصل ذلك اليوم، لم أعلم أنّكما سترحلان هكذا، لم يكن يجدر بي البقاء غاضبة وعدم الردّ على هاتفي، لو أنّي على الأقل أجبت على الهاتف، كان من الممكن أن يتغيّر المستقبل، كلّ سنة سأردد اعتذاري علّكما تعودا لنا، أرسلي إشارة على الأقل لأعلم أنك سامحتني عمّا فعلت

FLASHBACK:

-ماما أين أنت؟

-هنا حبيبتي

-هل حقاً ما يقوله إكزافيير؟ ستسافرين وتتركيني هنا؟

-حبيبتي يومان فقط، وأيضاً والدك وعدني بأنّه سيأخذ القليل من الرّاحة ويأتي ليجلس معك

- رفعت لانا صوتها قليلاً: اذاً لمَ لمْ تخبريني؟ أيجب عليّ معرفة الأخبار من ابن الجيران؟

وهل كنت ستخبرينني قبل سفرك بلحظات؟ كيف تستطيعين فعل ذلك؟

-في محاولة لتهدئ ابنتها: حبيبتي كنت سأخبرك لكنّي لم أعلم كيف سأفتح الحديث، فأنت حادّة المزاج في هذه الأمور

-تعلمين سبب حدّتي ومع ذلك قرّرت الانتظار وعدم التكلّم؟ والأسوأ أنّك ستسافرين إن قلت نعم أم لا

لانا تصرخ في محاولة لإخراج مشاعرها، هي لا تحبّ الوحدة ومع ذلك والدتها قرّرت السفر ليومين كاملين سيمرّان كالجحيم على لانا

تحاول إخراج ما بداخلها من مشاعر بلا جدوى، فهذا ما تسمّيه والدتها حدّة مزاج بسبب موضوع معيّن

ركضت لانا إلى غرفتها، أقفلت الباب وجلست تبكي محاولة منها لتخفيف مشاعر الحزن والخوف اللذان اجتاحاها في وقت واحد

في اليوم التالي لانا لم تخرج من غرفتها، لم تستطع النّوم، لم تستطع التّوقّف عم البكاء، فما فعلته والدتها يعتبر خيانة بالنسبة لها

الأم تعلم الكثير عن ابنتها وتعلم عن مرضها ومشاعرها وخوفها وحياتها كاملة، لم فكّرت بالسّفر وتركها خلفها بهذه الطريقة؟

دقّت الأم باب غرفة ابنتها لكنّها لم تسمع ردّاً، قرّرت ترك رسالة صغيرة تعبّر عن حزنها لترك ابنتها مستاءة والسّفر، وبجانبها كان يوجد ظرف يتضمّن رسالة أخرى لم تعلم عنها لانا إلّا في وقت متأخّر

خرجت لانا من المنزل لا تعلم إلى أين، لا تستطيع البقاء في منزل فارغ، حتى اكزافيير لم يكن متواجداً للتخفيف عن الصّغيرة

اشترت بعض الطّعام وجلست في مكان مزدحم للتخفيف من وحدتها وخوفها، وحاولت التّعرّف على أناس جدد للتحدّث معهم

انتهى اليوم الأوّل بنجاح، عندما عادت إلى المنزل، كان مظلم شديد البرودة بلا روح، فقرّرت الذّهاب إلى اكزافيير علّه يكون في المنزل

رنّت الجرس وانتظرت ردّاً، لم تسمع الرّدّ أبداً، رنّت مرّة أخرى فلم تسمع إجابة، لذا استجمعت شجاعتها ودخلت إلى المنزل

والدها لم يعد إلى المنزل في تلك الليلة، إكزافيير غير متواجد، والدتها مسافرة، أين ستذهب؟ مع من تتحدّث؟ من سيشعرها بالطمأنينة في هذه اللّيلة حالكة الظّلمة

ما خطر في بالها آن ذاك كان: لم يعد لي أحد، أنا وحيدة داخل منزل في منتصف مدينة كبيرة لا يهتمّ أحد بالآخر.

هل أرادوا تركي لهذا الدّرجة؟ أكان هذا دافعهم منذ البداية؟ أكنت ثقيلة عليهم لهذه الدّرجة؟ عائلتي الوحيدة لا تُحبّني، ماذا فعلت لأستحقّ حياة كهذا؟

طرق خفيف يتسلّل داخل ظلمة المنزل، يمرّ عبر أروقته الخالية ليصل إلى مسامع لانا، التي كانت جالسة في زاوية من زوايا غرفتها، غالقة الباب على نفسها، مغلّفة نفسها بغطاء ثقيل يحاول منع برودة المنزل من الوصول إلى عظام الصّغيرة الوحيدة في المنزل

يزداد الطّرق وتستفيق لانا من أفكارها السوداويّة، تمسك ضوءً ما وتعبر من خلال أروقة المنزل، مروراً بغرفة جلوس خالية للوصول إلى باب المنزل

-تقول برجفة واضحة في صوتها: من هناك؟

-يأتيها صوت شاب تعرفة حق المعرفة: أنا اكزافيير لانا افتحي الباب

فتحت لانا الباب بسرعة ورمت نفسها على اكزافيير وبدأت بالبكاء، لوهلة كانت ستصدّق رميهم وتركهم لها لتواجه عالماً بأكمله

شدّ عناق اكزافيير على لانا، رفعها عن الأرض ودخلوا المنزل، أشعل جميع مصابيح المنزل، أجلس لانا في غرفة الجلوس، وذهب لتحضير أي شيء ساخن موجود في المنزل.

إكزافيير: تفضلي وهدّئي نفسك، أنا هنا الآن، انتهى اليوم الأول لا تخافي بقي يوم واحد فقط، أنت فتاة شجاعة لانا، لا تستسلمي للظلام مرّة أخرى، تستطيعين إنارة ما حولك بكبسة زر فقط عند إرادتك لذلك.

لانا: آسفة، كنت خائفة، استجمعت كل شجاعتي لإنهاء هذا اليوم والآن أنا مرهقة، مرهقة جداً، لم أستطع كبس زر الإنارة، أُصبت بالشلل لثانية وفجأة لم أعد أذكر أين زر الإنارة ولا أين أنا ومن أين سأذهب لأجده، لذا تكوّرت على نفسي وانتظرت أبي، علّه يذكر القدوم ويشعل الأنوار.

إكزافيير: والدانا لم يعودا بعد، أرسل لي أبي رسالة مفادها أنّه لن يستطيع العودة إلى المنزل هذه الليلة، هل أرسل لك والدك شيء ما على الهاتف؟ لربما على هاتف المنزل؟

لانا: لا لم يرسل شيء، انتظر قليلاً لأتأكد، تتأكد من هاتفها المحمول: لا توجد رسائل جديدة

تذهب إلى هاتف المنزل: لديك 1 رسالة صوتية: مرحباً لانا، لا أستطيع المجيء اليوم، انتبهي على نفسك جيداً ولا تخرجي في الليل.

لانا: لن يأتِ هذه الليلة كما جرت العادة، أتعلم أكلت كثيراً اليوم و مازلت جائعة، ماذا سنأكل؟

إكزافيير: لنذهب ونشتري بعض الحاجيات الضرورية، متأكد أنك لم تتسوقِ اليوم بسبب توترك، وأيضاً ستنامين اليوم في منزلي لذا استعدّي

لانا: حسناً سأغير ملابسي وآتي

*****************

في طريقهم للمتجر لمحوا شخصين يمشيان ممسكان بأيدي بعضهما وأحدهما له شبه كبير بوالد لانا

اكزافيير يعلم عن علاقات والدها لذا لم يستطع التكلم والقول بأن ذاك الشخص يشبه والدها و أكمل المشي ممسكاً بلانا حتى لا تراهما وتتأكد من هوية الرجل

إكزافيير: لنرى، ماذا سنأخذ؟ النودلز علبتين تكفي، علبتي رز سريع التحضير، شطيرتين، وأخيراً شيء للشرب

لانا: هذا يكفي، غداً نأتي مرة أخرى من أجل الفطور، تأخر الوقت جداً علينا العودة

إكزافيير: حسناً لا مشكلة، انتظري قليلاً ريثما أدفع للكاشير

استعدوا للعودة وحالما فُتح الباب دخل والد لانا مواجهاً لانا، تمسك بيده فتاة جميلة صغيرة في السن، يبدوا أنها تعرفه منذ زمن

لم يتكلم أحد، تُمسك اكزافيير من يده وتخرجه معها من المتجر، كما لو أنهم لم يروا شخصاً يعرفانه

عادا إلى المنزل، جمعت لانا حاجياتها الضرورية وذهبا إلى منزل اكزافيير بكل هدوء

أكلوا طعامهم وسهروا على فيلم ما ثم نام كل منهم على سرير حتى اليوم التالي

استيقظت لانا قبل اكزافيير وذهبت للتسوق وعادت، رتبت كل شيء للإفطار وأيقظت اكزافيير

لانا: صباح الخير أيتها الجميلة النائمة، حضرت فطورك المعتاد هيا انهضي

***********************

#ماريا_زوي
© Maria Zoe,
книга «كيفك ياوجعي..».
Коментарі