تحتَ السِن القانوني
سيد ستايلز
أفضل الغابة
تحتَ السِن القانوني
أغلقت الباب بقوة خلفي حتى شعرتُ بهتزة ارضية حدثت أثر قوتي من ثم خرجت من المنزل متجاهلة صراخ والدي و تهديداته و ركضتُ مُسرعة..الركض يساعدني عن التنفيس عن غضبي بشدة..

لن يمكنني التأقلم و العيش معهم..حالما ساتم الثامنة عشر سانتقل باليوم ذاته..اي بعد شهرين و عدة ايام..

حقيبتي..تذكرتها بهلع و تلفتُ حولي بحثاً عنها..و بعد برهة ادركتُ انها مُعلقةٌ على ظهري بالفعل..لو انني نسيتُها لن اتمكن من المبيت بفندُقِ الغابة..صدقا لا ادري سبب وجود فُندقٍ عالي الفخامة بالغابة..
لا احد سيبيتُ به..بإستثناء المراهقين الهاربين من والديهم مثلي

إن تابعت الركض لثلاث ساعات سأصلُ قبلَ مغيب الشمس

ان تلك الكؤوس المعلقة على جدران غرفتي حقاً تستحق أحدٌ مثلي يعدو لثلاث ساعات متواصلة

قد مضى الوقت بسرعة..و تفاجأت حقا..استطعت الوصول قبل ربع ساعة من الوقت المعتاد..

ترجلت للداخل..الفندق صغير هنا..لكنه مزدحم نوعا ما..و هذا غريب بالنسبة لموقعه..أعني بمنتصف الغابة

الانارة الضعيفة تزيد من فخامته..و صوت الموسيقا الكلاسيكية ينبعث من جهة موظف الاستقبال..
حاولتُ تغطية وجهي بقبعتي ثم أخذتُ شهيقاً و شجعتُ نفسي لادخل..هيا إيفا يُمكنكِ فعلها

تقدمت للموظف و حاولت اللعب على اوتاري صوتية لعلي لا اكشف هذه المرة "اريد غرفة لليلة واحدة" سمعت صوت قهقهتهِ لادرك ان خطتي قد بأت بالفشل..و بالفعل بدا عقلي يفكر بالخطة باء

"الصغيرة مُجدداً..أخبرتكِ مسبقا ان تلك آخر مرة ساحجز لك غرفة اعذريني تعلمين أنك تحت السن القانوني" هو قال و انا ابعدتُ القبعة المزعجة عن وجهي و شتمتهُ في سري و من ثم مسحت العرق عن جبيني

تلبست وجه الجرو قبل ان ابدا لاقول"سادفع الضعف لليلة..ارجوك..هذه آخر مرة..و ايضا..لا يُمكنني العودة الان" تذمرت بصوت منخفض حتى لا أحدث ضجة فيأتي المدير و يطردني بنفسه

" و لما علي مساعدتك" نظر لي باستمتاع بالغ و هو يشابك يديه و كأنه ينتظر اجابة مني..هو يستمتع بما يجري..الحقير

" لأنك ..لن تترك فتاة مسكينة تعود للمنزل سيرا وحدها ..بحقك الظلام بدا يحل و نحن بغابة مؤكد أنها مليئة بالذئاب ..و أيضا إنها ستمطر" قلت بالقليل من الدراما بينما انظر للخارج

"ستمطر بالصيف"قهقه بسخرية و انا شعرت بنفسي ارغب بقتله..حل الصمتُ للحظاتٍ بعدها ثم استانف "و اذا كانت الغابة مليئة بالذئاب حقا لما قد اتيت وحدتك" انا لم انطق فقد رمقته بتلك النظرة الحادة..لينفجر ضاحكا و يقرص انفي..لو انني لم اكن بحتاجه لكسرت ذراعه حالاً

"حسنا موافق..ولكن ..اريد مقابلاً" هو قال و انا فكرت أنه سيطلب أمراً حقيراً..سأعود لمنزلي..هو يريد أن يبتزني

" سيونغ جو " هو قدم كفه نحوي.. لم افهم ما يريد لذا استانف "أصدقاء" قال و انا فاجأتني لطافتهُ المفرطة المُفاجئة هذه..اشعرتني بالغثيان

" لا ..لم نتفق على هذا " أخبرتهُ بلؤمٍ بالغ..الكراهية تشع من عيني بينما هو قهقه
" بأي حال.. نحن سنصبح اعز الاصدقاء.. لأنه يبدو أننا سنلتقي كثيرا هنا" قال بينما يرمي علييَّ المفاتيح لالتقطها بصعوبة و انا ناولته النقود
" لا داع للنقود..نحن اصدقاء انسيت ذلك" هو انهى كلامه بغمزة..وددت اقتلاع عينيه..يعاملني كطفلة..

" اناِ تحت السن القانوني ذلك لن يمكنك تسجيل اسمي" انا قلت لينفجر ضاحكا و انا تجاهلته و أخذت المفاتيح لأصعد للغرفة ..إنها ليست بهذه الأناقة و الترتيب و لكن أفضل من البقاء خارجا..أراهن على انها غرفة للخدم

جلستُ على السرير و خلعتُ حذائي ثم رميتهُ على الأرض و استلقيتُ حتى غفوتُ سريعاً..الركض مرهق حقاً
___________________

طرق الباب للمرة المئة و أنا وضعت الوسادة على رأسي بقوةّ أكثر..ليس لدي طاقة للاستيقاظ.. اشعر بالكسل يسيطرُ على راسي..

ظل الباب يُطرق بقوة لمدة طويلة حتى استسلمت ففشلتِ باستئناف نومي و رميت الوسادة بعيدا ثم وقفت لالقن ذلك العين درسا

فتحت الباب و صرخت " اللعنة أنا نائمة لا أحد يطرق الباب في مثل هذه الساعة"

نظرت لسيونغ جو يرمقني بنظراتٍ حادة و نفاذ صبر فقال"انت وقحة.. بأي حال اتيت لاخبرك ان السيد ستايلز قادم و إن راكي هنا سنكون نحن الإثنان بمشكلة كبيرة"

تثائبت بينما اتكأتُ على الباب "كم الساعة الان..؟"

" الخامسة " هو قال و انا تاففتُ بانزعاج
"حقا ..!! الضوء بالكاد بدأ يظهر ..لما سيدك اللعين يريد القدوم الآن" انا قلت و شعرت بأنني أغضبته فعلا هذه المرة..لم يعد الأمر مسلياً بالنسبة له

"و ما شأنك انه..تتحدثين و كأنك تملكين المكان..عليك ان ترحلي و عوضاً عن وقاحتك اشكريني لأنني قبلت المخاطرة بوظيفتي لأجلك" انا أغلقت الباب بينما سمعت صوته يصيح من الخارج "لديك دقيقتان لتنتهي"

وضعت شعري خلف أذني بينما افكر..كيف سأرحل الآن..؟ بعد ساعة ربما استطيع حتى يطلع ضوء النهار

"حسنا ..ستجلسين معي بالأسفل ..على أنك صديقتي و أتيت لزيارتي" سمعت صوته يجيب عن تساؤلاتي..لكن..بحق اللعنة انا لم انطق.. او انني كنت افكر بصوت مرتفع

أنا تمددت على سريري ..هو احمق كيف سيعلم سيده أن هنالك فتاة تحت السن القانوني أخذت غرفة هنا ..هو فقط جبان

لم يكن من الصعب علي العودة للنوم مجددا

____________________

يدي ترتعشان و جسدي تعرق بشدة حينما رايت تلك الأعين الدموية..اختنق الهواء في صدري و جف حلقي حينما أردت الصراخ فسمعت صوت همساتٍ "فتاة مشاكسة" و اختفى فجاة من امامي..حاولت التنفس بهدوء و استعادة توازني ثم ارتديت حذائي و بسرعة نزلت للاسفل ..لقد وقعت مرتين على الدرج..حلم لعين

جلست بجانب سيونغ جو على الأريكة خلف الطاولة الكبيرة و عانقت جسدي المرتعش
"انت بخير..؟" سأل سيونغ و انحنا سريعا لينظر لوجهي المصفر بينما يبعد غرتي عن جبهتي
" حلم سيء" تلعثمت.. توقعت ان يسخر.. هو فقط التزم الصمت
"اذا عدتِ للنوم" هو نظر لي بسخط و انا تبسمت ببلاهة

نقر احدهم على منضدة الاستقبال فنظرنا له ليقف سيونغ بسرعة و يحيه..أنا لازلت أرتعش "مرحبا سيد ستايلز ..هذه قريبتي مارسيلين أتت اليوم لزيارتي"
قريبته و انا لا املك شكله الاسيوي

هو أومأ له دون مبالاة.. عينيه قاسية باردة خالية من الحياة.. فكه منقبض بشدة..هو غاضب.. ربما قد علم بكونه يكذب بشأني..لكن كيف علم..؟ بحق اللعنه انه يخيفني

هو أقترب مني و وقف مقابلي بطوله الشاهق ثم إنحنا ليهمس باذني "انه ليس حضانة اطفال هنا" رفعت رأسي بسرعة لانظر لعينيه الذي تحولت لذلك اللون الدموي..كالحلم تماما..لا يبدو كانه شخص لطيف على الاطلاق

أبتعد عني حتى أخذت شهيقاً طويلا.. لازلت أشعر بالفزع..أريد الإبتعاد عن هذا المكان قدر الإمكان

منذ أول مرة دخلت هنا شعرت بالريبة تجاهه..

رفعت رأسي ببطئ لأنظر لسيونغ جو" انه هو.. يشبه الحلم السيء" تلعثمت بشدة لينظر لي بنفاذ صبر

" ايفا..بسرعة..انتهى وقتك هنا" أخذت لحظة لاستوعب ما قال حتى تركته و خرجت من الفندق مسرعة

ركضت كثيرا..كلما أريده هو الابتعاد عن ذلك المكان قدر الإمكان لكن سيونغ جو ظهر امامي فجاة مما جعلني اتعثر و اقع أرضاً الهث بشدة..العرق يغطي جبيني و جسدي
"كيف سبقتني..كنت تتبعني" انا قلت بصعوبة بينما احاول تنظيم تنفسي و هو لم يجبني بل أمسك يدي و وضع بها سوار ثم اعطاني قارورة مياه

" لا تخلعيها" هو قال و أنا نظرت اليه لارى انه رحل.. سأفقد صوابي تماما هذه المرة..ما الذي يجري هنا..!!

اخذ مني الامر بضعة دقائق حتى استعيد بعضاً طاقتي و من ثم تابعت ركضي حتى أقتربت من المدينة..

" أين كنت..؟" أمي سألتني حينما حاولت التسلسل لغرفتي دون ان احدث صوتاُ
" بالجحيم" انا قلت و قد اخذت اسرع بخطواتي

" ايزابيلا ..عودي الى هنا حالا "صاحت بينما انا التفت انظر لها بعيني الباردتين "ايفا"

"أتظنين ان افتعال المشاكل مع الجميع سيحدث فارقاً..بحق الاله تتصرفين كالاطفال..قلقنا بشأنك طوال الليل..انا حتى لم استطع النوم لدقيقة"قالت أمي بيأس بينما أنا لم أشعر بالشفقة أو الندم..أنا فقط أشعر أنني ساهرب يوما منهم بلا عودة..

"لست من اخبرتك الا تنامي..و ليس عليك القيام بالدراما هذه كل مرة..تعلمين بأنني سأكون بخير"
انا صعدت لغرفتي و اغلقت الباب بقوة
هم لا يريدون تقبل حقيقة ان كل شيء تغير بالنسبة لي..

رغم كل هذه الصلابة ..انا هشة من الداخل و لا أبدُ
على ما يرام...

إني و بكل ما اوتيت من ضعف حاول اظهار قوتي..
_____________________________

خرجت من المدرسة بعد أن قتلت أحد الطلبة .. و بسرعة هربت قبل قدوم المعلمين..و هذا ما جعلني اركض بالسرعة القصوى و اختنق من لهاثي

اتصلت بوالدي مرة أخرى لعله يجيب و لكنه لم يجيب ثم اتصلت بأمي و لم تجب أيضا ..ما العمل الان..؟ اقف هنا منذ ساعتين

انا حتى لم أحفظ الطريق جيدا و المشكلة أنني لا املك نقودا كافية كي أستقل سيارة أجرة..بالطبع..لا اذكر متى اخر مرة اخذت مصروفي الشهري..معاقبة دوماً..

معاقبة من مصروفي و الذهاب للتنزه و الذهاب مع اصدقائي..و كانني املك اصدقاء حتى..
معاقبة من كل شيء

انا ضائعة هنا..
_________________________

© مشروع يوتيوبر ,
книга «ادرينالين | Adrenaline».
سيد ستايلز
Коментарі