يَوْمٌ شَتــ١ــَوِيٌ
يَوْمٌ شَتــ٢ــَوِيٌ
يَوْمٌ شَتــ٣ــَوِيٌ
يَوْمٌ شَتــ٢ــَوِيٌ
وَعِنْدَمَا لَمْ أجِدْ مِنَ البَشَرِ مَنْ يَفْهَمُنِي،
صِرْتُ أبْحَثُ لِـ نَفْسِي عَنْ مَلْجَئٍ دَاخِلَ نَفْسِي..

•°°•°°•°°•°°•°°•°°•°°•°°•°°•

••« Odvar | أُودْفَارْ »••

أبعدت نواه عني بـلطف بعد عناقه الصغير ووضعت المشتريات على رخام المطبخ وسرت تجاه غرفه تصدر منها أصوات أشخاص لوهله تظن تجمعا يقام هناك، فتحت الباب ورأيت كميه المناديل المرماة على الأرض والسرير وأكواب القهوه؟
متى أتت هذه اللعنه لتستعمل كل هذا؟!

جذبت السماعات -والتي لا فائده ترجى منها- من عندها لـأرى عيناها اللتان امتلأت زواياه بالسائل المالح الذي تفرزه الغدد الدمعيه، باختصار إنها الدموع كما يسمونها بقيه الناس...
خمسه عشر سنه في دراسه الطب لن أجعلها تبقيني كـبقيه الناس!

الوغده الصغيره تمسكت بـقميصي، وقد حاولت إبعادها بـهدوء لكنها مثل حيوان الكوالا فـتكلمت بانفعال: واللعنه إنه جديد أيتها الوغده، ابتعدي عني!

وأخيرا هي تراجعت، لكن ما ذاك الشيء الذي يلمع على القميص!! فقط آمل ألا يكون مخاط؟!

كنت سأفتح فمي لأخرج صندوقا من الشتائم عليها لكن استوقفتني كلماتها " عندما كنت عند ريفا اليوم، ظننها بخير. لم نتحدث كثيرا وأغلب الوقت كانت شارده حتى مجيئك..."

أرجعت شعري للوراء وجلست إلى جانب أودا على السرير أتنفس بـعمق..

- هل تظنها ستشفى أخي؟

- يجب عليها ذلك، نواه كان قد تعلق بها ولا يترك صباحا إلا سائلا عنها وهي كذلك لا تتحمل بعدها عنه، رغم أنها لا تتكلم عن الأمر لكنني أرى ترددها بالسؤال عنه في عينيها..

وبعد لخظات من الصمت الثقيل الذي دار في الغرفه، تحدثت أودا

- أودفار، تزوجها!

أسرعت بإدارة وجهي لها إثر حديثها الأخير والذي تفاجأت منه في الحقيقه، كان هذا الخيار متاحًا لي قبل سنتين وقبل أن تدخل الآنسه الصغيره المشفى..
الآن، إن الأمر صعب..

إبني بـعمر الخامسه، لا يزال صغيرا وكذلك الخوف يسيطر علي من ناحيه أن تفسد حاله ريفا النفسيه أمام نواه.

- الأمر ليس بـتلك السهوله، تعلمين كم أحبها وكم أرغب بـسماع صوتها داخل غرف هذا المنزل البائس ببعدها

- لذلك أريدك أن تتزوجها، من أجل البيت، من أجل نواه، من أجل نفسك!

لم أعد أتحمل هذا النقاش أكثر، كلما أتذكر اللحظات التي حظينا بها معا رغم قلَّتها، الغداء التي هي تعده ومشاهدتها للأفلام الطفوليه حتى لا تنزل قطرات مالحه على وجنتي نواه، على صوت غنائها لتهويده قبل أن تغلق باب المنزل الساعه الحاديه عشر ليلا بـهدوء وبطء كي لا نستيقظ من النوم..
لكنها لا تعلم أنه ببعدها لا يكون للنوم إستقبالاً داخل أعيننا..
والتفاف يدين حول رجلي سحبني من دوامه الذكريات، وسؤاله الذي خرج بـعبوس إن كنت بخير، وحملته مقبلا وجنته الممتلئه وأحدثه عن ما جلبته من البقاله وأسأله عن ما يرغب بتناولها على العشاء..

•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•

••« Riva | رِيفَا »••
٥:١٤ صباحًا

استسلمت بالنهاية و فتحت عينيّ، و قد كنت أتذكر في لحظات كـهذه في الماضي حيث أنتظر تعوُّد بصري على ضوء الشمس، لكن الآن استيقاظي يبدأ قبل الشمس..

في الواقف، ذلك أفضل.. أحب مشاهدة الشروق و الأفق بألوانه و أطياف البرتقالي، الأصفر و الوردي و السحب. تلك الشرارة التي ترسل دفءًا بسيطا و أصوات الطيور وقت السحر و طلوع الشمس بعد ديجور الليل...
فعلا إنه السحر! سلام يجتاح داخلك و يطرد ضجيج الترهات..

نظراتي كانت موجهةً لـ يديَّ، قبل أن تسرقها العين التي تسللت إلى غرفتي بـ هدوء ورقة تنشر أشعتها الذهبية على البنايات السكنية والشركات الكبرى لـينعكس الضوء على النوافذ ويضرب عيني بقوة لأغلقها ببطئ و أعاود فتحها مع ابتسامة صغيرة نمت على شفتيّ..
أبعدت الغطاء بسرعة و دخلت الحمام أغسل وجهي وأبلل شعري.. خرجت وعيني تدور حول المكان كـأول مرة أدخله بها.. تحركت للنافذة بدون محاولة فتحها - لأنها مغلقة بـطبيعة الحال - وأتطلع للنقط السوداء التي غمرت السماء متنقلة بين الأشجار ..

صرخت بأعلى صوتي " يا أعزائي... عادت ريفا إلى الحياة و الحياة ترحب بها !"
في الحقيقة لم أتوقع دخول ممرضتين، أوه.. من مظهرهما تبدوان كـمن استيقظ من ليلة حمراء قاسية!
عانقتهما، ليس عناقا بل أشبه إلى خنق. يدي تلتف على عنقهما و تجذبانهما نحوي مما أدى إلى تعثرهما لكن التوازن عاد إليهما..

طبعا لم أكن سأحتمل رائحتهما القذرة والسبب لذلك أظنه ينبعث من ارتدائهما لـنفس الملابس منذ يومين؟ لا أفهم كيف لاتزالان متمسكتان بـهذا العمل المرهق..

" حلوى قطنيه! "

- هاه؟

هل يعتبر ما نطقتا به كلمه؟ إن كانت كذلك فـهل تعني الموافقة أو الرفض وتساؤلي قد بدى داخل عيني لتنطق صاحبة النظارات ؛ عفوًا؟ أعني عزيزتي هل تريدين تناول الحلوى القطنيه!؟

- أنتظر لهذه اللحظه حتى تستوعبي الأمر؟ إذا سألك أحد عن نوع حلوى فـما الذي يريده بذلك؟ استعمالها كـممسحة للأرضيه!

قلبت عيني لـشده الغباء المتواجد هنا ! بـحق السماء كيف استطعتا الحصول على شاهده التمريض؟!

بعد خروجهما، -ولم يفلت عن أذني تمتمتهما عني- لكنني تجاهلت ذلك واقتربت من المكتبه الصغيره التي أملكها قرب النافذه. وقفت على أطراف أصابع قدمي ووصلت يدي إلى أعلى الرفّ لأجد كما توقعت مغلفًا جديدا كـكل يوم اثنين..



للتوضيح! هذا شكل المغلف...

قلَّبته لأرى منْ مَن هذه المره، ولانت عيناي بشده حتى أنّهما قاربتا على الإنغلاق.. إنه خطٌّ متعرج وليس مثاليا أي أنه مكتوب من قبل نواه، ولم يكن خطه غير مفهوم لي..
بقيت ثواني أستحضر أيامي معه وشدة تعلقي به وبحركاته اللطيفه وتقلباته المتعدده في الساعه الواحده، وكم كنت خائفه عندما شعرت بـتأثيري عليه.

لكنني اطمأننت عندما أخبرني السيد أودفار بأن والدته كانت متقلبه المزاج وقد ورث نواه منها ذلك..

تريثت قليلا قبل فتح الرساله المرفقه أحفظ تفاصيل الربطه والشكل الأنيق...
لكن فضولي لما هو مكتوب تغلب على إندماجي مع التصميم.
كانت الرساله مقسمه إلى ورقتين، الأولى بها رسمه لطيفه لعائله.. رجل، طفل وامرأتان. أودفار، نواه، أودا وأنا...

لازلت أتذكر يوم طلب نواه مني أن أتزوج والده وكم كنت مستعده لأنادي مصور حفلات يوثّق قبلتي مع أودفار بعد عقد قراننا، لكن ضحكه أودا حينها قد مزّقت ورقه أحلامي.. !

اللعنه عليها !!!

أمسكت المكتوب بعد أخذ تفاصيل الرسمه ولصقها داخل ذكرياتي، وكانت كما يلي بـخط غريب لكنه مفهوم..

سويت روز ( 𝐒𝐰𝐞𝐞𝐭𝐑𝐨𝐬𝐞 ) ، أنت شريره لأنك لم تعودي بعد.. لقد أخبرني أبي أنك تتحسنين ولكن ألا تستطيعين أن تسرعي قليلا! لا بابا ولا عمتي يقرأن لي قصه قبل النوم ولا يغنيان لي كما كنت تفعلين أنت معي. أصدقائي في المدرسه يخبرونني أن أمي مجنونه لكنني أقول أنك بخير لكنهم لا يصدقونني.. أكره الذهاب للمدرسه! ليس لدي شخص أتحدث معه..
سأخبرك بـسر، هناك فتاه إسمها 'شيري' تدرس معي في الفصل لديها أعينٌ جميله مثلك وشعرها قصير.. أظنني أحبها لكن ليس أكثر منك، لا تقلقي أنت أكثر شخص أحبه في الكون وبعدها شيري ثم والدي وعمتي..
لقد سجلني أبي في نادي مدرسي لتعليم الرسم وأنا سعيد جدًا ! المعلمه لطيفه جدا معي وتلعب معي وقت الإستراحه لذلك هي في المرتبه الثالثه في قلبي وأبي في الرابعه والخامسه لعمتي..

آسف سويت روز.. بابا يناديني الآن ليعطيك الرساله لذلك إلى يوم أراك فيه وأعانقك..

إبنك نواه 🧡

اكتملت الورقه وعيناها امتلأتا بالدموع وسالت على سهول وجهها تسقي بشرتها بمياهها النقيه..

سحبت المكتوب الثاني وكان عليه خط أودفار ؛

نواه في غرفته يكتب لك.. الساعه تخطت التاسعه والنصف، لكنك لست هنا مجددا منذ حولين.
عودي...
نواه يشتاق إليك كثيرا ولن يستطيع أحد ملء الفراغ خلافك، خصوصًا أن البيت فقد روحه دونك. نواه لم يعد يدرس جيدا ولم يعد يبقى على طاوله العشاء كثيرا ولا يكمل طبقه.. لم يعد يشاهد فلمه المفضل سته مرات في الأسبوع كما هي عادته ولم يعد يتحدث كثيرا معك، لأنك غير موجودة..
فلتعودي لنا..

أودفار 3>

بكت كما تفعل دائمًا، عجزها يجعلها تقع في حفره مظلمه، رغم الأيدي المستعده لـجذبها نحو الأعلى، لكن ليس بـتلك السهولة..
ليس وكأنها لا تريد، بل حتى في منامها ويقظتها تحلم بالعوده للبيت، إلى سريرها المريح، إلى مكتبتها المكتظه، إلى أيدي الصغير الدافئه، إلى مراقبة آل جونواف على مائده العشاء ...

تمنت من قبل أن تفقد ذاكرتها، تفقد أيامها الجميله وحياتها اللطيفه. وبنفس الوقت تريد طباعه كل ذكرياتها في كتاب تفتحه كل يوم تشاهد نفسها القديمه وتشعر بحراره الحنين لتلك الأوقات..
كانت دوما متناقضه فيما يخصّها...

.....

أغلقت الدفتر مرجعةً رأسي للخلف وأمدد عنقي وكذلك ظهري وذراعايَ بعد الجلوس لأكثر من ساعه ونصف..
وقفت من على الكرسي وأخذت الدفتر وقلم الحبر الأسوء أضعهما في الدرج الأخير للمكتب. كنت قد طلبت الخروج لحديقه المشفى وقالت الممرضه أن أنتظرها ومن المحتمل أن تدخل الآن وترافقني للخارج، وذلك ما حصل حقا...
في تلك الممرات انساق عقلي للتفكير مره أخرى، ترى عندما أعود للمنزل ما الذي سأطبخه لـنواه؟ قهقهت داخلي على الأمر، لم أخرج بعد وها أنا أفكر بقائمه طعام طفلي الصغير..

وصلنا للحديقه الخلفيه وجلست على الكرسي الخشبي البعيد قليلا عن النافوره.. المياه تتساقط حول المركز وتبلل قليلا الممشى الأرضي الذي يحيطها والأعشاب الصغيره دخلت في الشقوق الصغيره التي على الأحجار.. الطفله ران تضحك قرب قطه صغيره.. إسمها يذكرني بـالمحقق كونان، تلك القضايا التي يحلها حقا مشوقه وكم تحمست لـفكره مشاهدتها مجددا مع نواه...

رأيت ران تشير لي بيدها وتنادي باسمي، قرأت شفتيها، لذلك اقتربت من مكانها وجلست حذوها على العشب وكانت أمامها أقلام زينه وكراس كبير للرسم وتذكرت بذلك أيضا نواه.. ذبك الصغير يحتل تفكيري ولا أريد إخراجه أبدا.

- ري، ما رأيك أن أرسمك وسأهديكي إياها !

لا أعلم حقا إذا كان ذلك سؤالا من ران أم أنها تعرف مسبقا بموافقتي، ملامحها اللطيفه لا تساعد بتاتا للرفض من الأساس.

لذلك اتكأت بـظهري على جذع الشجره ورائي واغلقت عيني أستمتع بالنسيم البارد الذي يضرب وجهي..
لم يكن الطقس اليوم بـتلك البروده الشديده بل مستحمله ومن الممكن أنها دافئه الآن، إنه منتصف النهار تقريبا والشمس أعلى رؤوسنا كـالعين التي تراقبنا وتهتم بنا.

صوت تراطم الأقلام مع بعضها وتمرير اللون على الورق وحفيف أوراق الأشجار، كل ذلك ساعد لأسترخي بـنفسي أكثر وأفرغ عقلي من كل شيء..

شممت رائحه عطره، لم أفتح عيني واستمررت بـهدوء في الإسترخاء ولم أحرك إصبعا مستمتعه بـهذه اللحظات اللطيفه على القلب والتي أحبها كثيرا..

شعرت به يجلس بجانبي ويمدد ساقيه، فتحت عيناي للنصف أشاهد خصلات شعره السوداء نازلةً على مقلتيه بخفه ليزيحها وينظر لي بابتسامه جعلها بقدر الإمكان رسميه، لكنه في النهايه لم يفلح...

- كيف كانت بدايتك لليوم يا صغيره ... !

ابتسمت بـاستهزاء على عناده واستمراره بمناداتي كذلك.. لكن لم أرغب حقا في إفساد الأجواء الهادئه وهززت رأسي قليلا متأكده من أنه لاحظ ذلك...

نظرت ران لنا باستفهام لكن بعد ثواني تقوست شفتيها للأعلى مجددا ونطقت بصوتها العابث الطفولي ؛

- سأرسم كلاكما الآن ولا مجال للاعتراض.. أحبكما !

المصيبه الصغيره، تكون مضحكه في أغلب الأوقات، لكن في الليل سنبدأ بسماع صراخها ونحيبها.. تقول أنها ترى أشياء في الظلام... أشياء حتى الشخص البالغ لا يحتمل رؤيتها...

وفقط نغمه هاتف السيد أودفار هي ما داهمت السكون المحيط وذلك جعله يرجع بخطاه نحو المبنى مجددا..

تأملت في السماء هذه المره وأشكال السحب.. الرمادي والأبيض، كلا اللونان الذان أحبهما، الرمادي له معنى خاص لدي ودائما ما ربطته بالحياه، قرأت ذات نره أنه من أخطر الألوان.. يجمع به سواد الشر وبياض الخير ولا تستطيع التنبؤ بما يخفيه... أما الأبيض فهو رمز للنقاء، النقاء الذي لا أجده في أي مكان إلا عند الأطفال... نواه وغيره من نفس العمر فقط الأنقياء بالمعنى الحرفي للكلمة...

تصرفاتهم العفويه، كلماتهم الغريبه، طرق تعبيرهم اللطيفه.. أحببت دوما الأطفال لـسبب غير معروف، وكأن ترابطًا روحيا خلق داخلي مع جميع الصغار، ترابطا خفي...

أقدر فعلا الأمومه، الأم والطفل... إنها نعمه من الإله بين كائنين متشابهين.. مشاعر الأمومه لدي أعطيها لـنواه وهو ليس من صلبي فماذا لو كان فعلا كذلك !

نومه في أحضاني، رأسه على صدري وذراعاه القصيرتان تمتد على الجانبين.. أمشط شعره القصير بأصابعي ..

عندما يعود من المدرسه ويجدني أفاجئه بـوجودي في المنزل، أحضر له حساء جازباتشو الإسباني وإلى جانبه طبق آخر من إحدى الأكلات الأجنبيه العديده..

تلك الذكريات، تلك الذكريات لا تتوقف أبدا...

تنهدت أفرغ صدري من الحزن الذي اعتراني وطفقت أتحدث مع ران حول مواضيع عشوائيه مناسبه لـعمرها..

•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•

••« 𝑊𝑟𝑖𝑡𝑒𝑟 | الكَاتِبَهْ »••

" يمكنكم الخروج، ولا تنسوا جلب أوراق الجرائد الحصه القادمه.."

ودّعت معلمه الرسم تلاميذها بابتسامتها المعتاده ولوحت لكل منهم... حمل نواه حقيبته واقترب من معلمته يقبلها من خدّها ويخرج بعدها من قاعه الدرس نحو باب المدرسه مستعدًا للرحيل..

- هاي... نواه انتظرني !

صدح صوت شيري في الممر فـاستدار نواه لها يبتسم. لهثت بشده وتمسكت بـكتف نزاه تسترد أنفاسها..

- لقد أخبرت أبي لأدخل معك لـحصص الرسم لكنه رفض، آسفه..

- أوه، حقا ؟! لما ؟

- أخبرني أنه علي التركيز على دراستي وفقط

- لا بأس ... فلتسجلي في الصيف، لا دراسه في ذلك الوقت !

ابتسمت شيري لـ نواه أخيرا وودعته راكبةً السياره السوداء التي تنتظرها..

بـحقيبته الصغيره يمشي في الشارع الكبير متخذا المنزل وجهة.. لكن ساقاه قادتاه إلى مطعم للمؤكولات البحريه.. دفع الباب وأصدر الجرس فوقه صوتًا دالا على دخول أحدهم، كان للمطعم طابع اسكتلندي، على الجدران آلات موسيقيه قديمه كـالناي الخشبي ... زربية حمراء عليها خطوط بين الأسود والرمادي والأحمر الداكن تتداخل ببعضها مشكله مربعات.. البار كذلك خشبي مصقول لامع والإكواب متراصفه بنظام على الرفوف المخصصه ومجموعه من زجاجات النبيذ والخمور موضوعه على طرف البار..
الطاولات ذات سيقان خشبيه ودائره بلوريه تعلوهم تتموضع عليها أطباق الأسماك المشوي والأشخاص المتواجدون الآن يتحدثون بـحراره فيما بينهم وأغلبهم عائلات أتت للنرويج بغيه السياحه والتعرف على العاصمه..

جعل نواه يمشي نحو إحدى الغرف الجانبيه وما كانت إلا مكتبا متوسط المساحه ويجلس على المرسي رجل تجاوز نصف القرن بـقليل وقد علا الشيب أغلب رأسه لكن ملامحه لا تحوي كثيرا من التجاعيد..

حالما انغلق الباب رفع نظره من على الحاسوب لـيلحظ صغيرا قصيرا يقف أمام المكتب ليستقيم وعلى وجهه ملامح استنكار للحظه لكنه سرعان ما غيّرها إلى ضحكه دون صوت وهو يتقدم نحو نواه..

- أيها القزم الغيور ! مالذي تفعله هنا ؟ وأين والداك ؟

قلب نواه عينيه .. كم هو عجوز ممل .. قال ذلك في أعماقه، لكنه تحدث بهدوء للسيد أبرانيس؛ أنا هنا لوحدي ولم أعلم كيف لي أن أطلب طبق آخر زياره لنا هنا جميعا.. قبل سنتين .

تجمد وجه أبرانيس للحظات،

- قـ ... قبل سنتين! أيها الصغير كيف لي أن أعلم ما تناولتموه قبل سنتين!؟



" سيد أودفار.. إبنك هنا في المطعم ، طلب مني الإتصال بك كي لا تقلق "

أمسك أودفار الهاتف في يده بعد أن كان يميل رأسه عليه على كتفه ويتفحص ملف مريض جديد

" هل يمكنك أن تمرره لي، من فضلك ! "

وفي ثواني أتاه صوت شبه مختنق..

- أبي..

- أيها الأحمق، أرجع للبيت

- لم أنهي علبه السردين بعد ! لقد بقي النصف تقريبا..

- أطلب من العم أن يغلفها لك

- لا، أريد أن أتناولها هنا !

- لديك ربع ساعه، في خمس دقائق تخرج من المحل، بعد عشر دقائق من ذلك سأتصل بك عبر الهاتف القار وسأسمع برنامج ألعاب اللغه على القناه السابعه.. إن حدث خلاف ذلك، لا دخول لحصص الرسم لأسبوع ولن تكتب لـوالدتك مده شهر..

الإبتزاز كان ينفع بطريقه جيده مع نواه، وكم كان أودفار يجيد اللعب بالمشاعر..

-

" إفتح التفاز. "

لم يبالي الوالد بـلهث إبنه، لقد قام بعملٍ دون سؤال، ةالعقاب لا مفر منه أيضا

انبعث صوت ساعه التوقيت للعبه اللغه عبر سماعه الهاتف.

" جيد .. هناك أحد يريد محادثتك أخيرا أيها الأحـ.. أوه ! لما ؟! "

نواه في تلك الثانيه توقف عن الحركه وأنفاسه لم تعد تجد مخرجا ، حالما سمع ذلك الصوت الأنثوي، لقد كان يتشوق لسماعه مجددا لكنها تأبى إسماعه.. لكن حصل.. أخيرا بعد أكثر من سته أشهر منذ آخر مره سمع به صوتها..

- لا تناديه هكذا مره أهرى أو أقسم بـجعلك تعاني !

تحدثت ريفا ..

.·.°•°.·.°•°.·.°•°.·.°•°.·.°•°.·.°•°.·.

مرحبا أنجيليتوس!

I miss you 🥺💔
كيف هو الفصل ! مقرمش صغير.. للأسف أنا في فتره تقديم المشاريع والاختبارات المبدئيه لذلك كان صعبا لي أن أنتهي من كتابه الفصل... أنشط أغلب الوقت على الإنستغرام، الرابط في البايو أو أبحثوا باسم
User name; chananouch

• كيف كان الفصل الثاني؟

• كيف هي نظرتكم الجديده عن الشخصيات؟

• ماذا سيحدث في المستقبل؟

• أودا؟
← حركاتها وكلامها..

• الصغير نواه؟
لطافته..
←حبه لـ ريفا..
( أشعر أنه إبني 🥺🖤)

• السيد أبرانيس؟
←شخصيته..
← تعامله من الصغير..

·.°•°.·.°•°.·°•°.·.°•°.·

أنيروا النجمة الصغيرة ✨
أتركوا تعليقا لطيفا 🖤
تمنوا لي القدرة على الإستكمال 🦋

·.°•°.·.°•°.·.°•°.·.°•°.·.°•°.·.

2427|٢٤٢٧ كلمة

لِقَاءً قَرِيبًا أنجيليتوس 👋🏻
~PHISSO~

تمّ النشر الساعة ١٤:٣٩
حسب توقيت تونس*صفاقس
يوم الجمعة ٠٤ مارس|آذار ٢٠٢١

© • PHISSO •,
книга «ريفا | RIVA».
يَوْمٌ شَتــ٣ــَوِيٌ
Коментарі