نبذة
تقديم
|١|ثلاثي المقالب
|٢|الفراق
|٢|الفراق
«Sometimes in order to be successful we have to lose things, people and maybe ourselves»

«في بعض الأحيان لكي نكون ناجحين علينا أن نخسر أشياء وأشخاص وربما أنفسنا»

في ظل روتينية الحياة و هدوء الحي الذي لن يبقى طويلاً بسبب كتلة مشاكل ومصائب متنقلة تخطط لإفقاد الأهالي صوابهم وإفساد خلايا عقولهم

كان ثلاثي المقالب مجتمعين في المستودع لتخليد أسمائهم في تاريخ الحي بإسم من مقلب إلى كارثة

حيث كانوا ينتقلون من مصيبة إلى أسوأ

بتول « أنا أقترح أن نقوم بمقالب في الجميع بطرق مختلفة »

ريان « لما لا نقوم بمقالب جماعي يضم الكل فنحن دائماً نقوم بمقالب فردية»

تاليا « لدي فكرة لما لا نجمع أفكاركم معا ليكون يوما لا ينسا للكبير و الصغير »

بتول و ريان معاً « كيف ؟؟»

تاليا بإبتسامة خبيثة « ركزوا جيد في ما سأقول وإنتبهوا الخطة كالتالي............»

أقدموا أحر التعازي والمواساة إلى الأهالي مقدما
وأشعر بالشفقة عليكم من الأن

موتا هنيئا لا أكثر ولا أقل

الكاتبة

بعد إنهاء التجهيز للمصيبة بل الكارثة التي حلت على رؤوس الجميع

جلس الثلاثي في مكان علي و بعيد نسبيا كي لا يصل إليهم أحد بعد الثورة التي ستحصل لكنهم يستطيعون أن يروا الجميع من هناك

جلسوا براحة وفخر وسلام نفسي يحسدون عليه يشهدون الكارثة التي صنعوها بأيديهم وهم يثنون على بعضهم البعض

في الأسفل

خارج حشد من الناس الضحايا حتى الأن ولازال هناك الكثير لكنهم لم يستطيعوا تحمل الصدمات فبقوا في منازلهم يحولون إستيعاب الوضع

خرجوا يسيرون سيرا منتظماً لكن واضح عليهم الغضب الشديد و بعضهم الصدمة و توقفوا أمام أحد المنازل الذي هو منزل والدا تاليا

واقفة ❎

بتول و كنان قدما القرية في صغرهما حيث كان يبلغني العاشرة من العمر وتاليا حوالي الخامسة لم يكن معهما والدهما أو أي أحد أخر
لم يعلم أحد كيف قطعوا المحيط ليصلوا إلى هنا
إحتار الأهلي في أمرهم فلم يقبلوا أن يجيبوا على أسئلتهم
من أين أتوا؟
كيف ؟
و أين أهلهم ؟؟
هنا تطوع السيد ألكس و كلار للإعتناء بهم
ووافق الجميع لحسن خلق الإثنين و طيب سمعتهما
لذلك ألكس و كلار يعدان والدهما و أكثر
وهم من يستقبلون شكوى الناس من تاليا و بتول وكنان 😂
(مسكين الله يعينهم)

عودة ☑️⁩

طرق أحد الناس الباب طرقا عنيف بعض الشيء بينما الأخرين حولوا كبح جماح غضبهم فمهما حدث يبقى السيد ألكس و السيدة كلار ذو مكانه خاصه هنا و الجميع يحترمهم

فتح ألكس الباب وقد ظهرت على وجهه علامات التعجب من وجود هذا الحشد الغضب أمام باب منزله

أما كلار فعلمت ما حدث خصوصاً أن الثلاثة مفقودين منذ الصباح و قد سألت إحدى الصغار فعلمت أنهم سويا .
توقعت أن تكون هناك مصيبة قادمة من تجمع الثلاثة لكن لم ترد أن تستبق الأحدث

« ما الأمر » إستفسار ألكس قائلاً

و فور قوله لهذه الجملة إنفجار الناس في التذمر و الصراخ فاقدين كل الهدوء و نظام الذي حولوا الحفاظ عليه

هدأهم ألكس متحدث « على رسلكم يا جماعه و فل يتحدث كل على حده . ما بك يا شيخ منصور مما تشتكي»

سأل متسائلاً مما يشتكي أكبر شيوخ الحي
أجابه الشيخ منصور و قد بدأ يظهر عليه التعب

« ماذا عسايا أقول أطفالك يا سيد ألكس لن يهدأ لهم بال حتى يفقدونِ صوابي . لقد خبأو عقرب في ثياب زوجتي و رسموا علي سيارتي الجديد بحبر غير قابل للمحي و لم يكتفوا بهذا فقط بل سكبوا الطلاء الأحمر في جميع أنحاء منزلي أخبرني ماذا أفعل سوف أصاب بأزمة قلبية قريبا بسببهم »


ختم كلامه بأنفاس متهدجه جراء الإنفعال و المجهود الذي بذله

ساعدته كلار على الجلوس و قدمت له كأس ماء بينما تحدث ألكس

« أهدأ و لا تتعب نفسك فصحتك غاليا على الجميع و أنا أعتذر نيابة عن الأطفال و أما السيارة و الطلاء فستدبر الأمر و أعتذر مرة أخرى و أنت يا سيد مرتضى ماذا دهاك »

أنهى كلامه سائلاً زميله في العمل و المعروف عليه العصبية الشديدة

تحدث مرتضى بوجه محمر جراء غضبه المكبوت

« أطفالك يا ألكس إن هذا الأمر غير محتمل إنهم يسببون دمار شامل أينما إجتمعوا ٱحزر ماذا فعلوا أفسدوا مشروعي العلمي الذي أعمل عليه منذ سبع أشهر و هل تظنهم توقفوا على ذلك بل أفسدوا المختبر
كاملا و أحرقوا المطبخ و كادوا يحرقون المنزل بأكمله.
لقد قاموا بمقالبهم في الجميع هذه المرة إستمع لشكوي الناس لتعلم أنك تربي وحوش في منزلك مصائب متحركه أه رأسي لم أعد أستطيع الإحتمال»

وما إن أنهى كلامه حتي بدأت سلسلة تذمرات الناس لكن بإنتظام هذه المرة

«لقد أوهموا زوجتي أنني أخونها وهي تطالب بالطلاق ولا تصدقني»

«لقد دمروا حديقة منزلي و عاثوا فيها فسادا حديقتي التي أعتني بها منذ سنين »

«لقد أطلقوا علي إبني كلبهم المتوحش»

«لقد وسخوا الثياب بسائل غريب لم أستطع غسله و مزقوا بعضها»

«لقد رموا الصغار بالطين أيضاً»

«لقد رموا علينا البيض والطحين والسكر »

و إنهال عليهم التشكيات مثلا المطر

أما السيد ألكس و السيدة كلار فقد واقفا في ذهول كيف لهم أن يفعلوا كل هذا في يوم واحد فقط

قطع سلسلة تذمراتهم حصول ما لم يكن في الحسبان

فقد تعطلت معدات الزراعة المتقدمة و فتح المرش الألي فأغرق الزرع  كما فتحت الأبواب الألية للحضائر الخاصة بالأغنام و الأبقار والماعز و الدجاج و حتى الحمار 

إنطلاقة الحيوانات تجوب الحي في فوضى
وحول العمال تدارك الوضع لكن لم يفلحوا

واقفة حمار أمام الحشد المتجمد و أصدرت صوت نهيق ثم أكمل طريقه بعدم إكتراث

ظل الجميع صامت لعدة دقائق لا يسمع فيها إلا صوت الحيوانات و العمال محولين السيطرة على الوضع ثم إنصرف الجميع إلى منازلهم بوجه متجمد و مصدوم  فليس هناك ما يقال بعد الأن .

أما عند المصائب المتنقلة كانوا تارة        يضحكون ملأ أفواههم وتارة يصفون ملامح الأشخاص والصدمة على وجوههم
رغم الضحكه المرسومة على وجوههم إلا أن في قلب كل واحد منهم ألما مكتوماً لفراق أهلهم وذويهم لفراق مكان أصلهم الذي إحتواهم في فرحهم قبل حزنهم لفراق حياتهم وأرواحهم والإستعداد للعيش كالجثث بدون أرواح

لو علمت لعذرتني

لو فقهتا لواسيتني

ولو جربت لجلست في صمت إلى أن أتمالك نفسي

أسوأ أنواع الفراق ذالك الذي يجبرك على ترك روحك والرحيل

لكن الأبشع أن يجبرك على الأبتسام وكأن شئ لم يكن

بينما في جوفك نار تحرق الأخضر و اليابس

هذا بعض من أحاسيسي الأبطال هم أبطال خياليون نعم لكن أؤكد لك أن مشاعرهم أكثر من حقيقه

نزلوا إلى الأسفل وهم يحاولون كتم ضحكاتهم من نظرات البعض الحارقه والبعض الآخر لازال لم يتجاوز الصدمة

دخلوا إلى المنزل وهم يستعدون لمجابهة البركان الثائر في الأنتظار
وما إن وطأة أقدامهم الأرضية الرخامية السوداء حتي إندلاع صوت كلار الغاضب وأكاد أقسم أن لولا إمساك ألكس لها لكنوا تحت الأنقاض الأن

كلار « أتيتم أخيرا أتيتم أنظر ألكس من جلبوا لي الضغط والسكر وقريبا الشلال أتوا أريد فقط أن أعرف فيما أخطأت في تربيتكم كيف فعلتم هذا في يوم واحد كيف ؟؟
أتركني ألكس لن أفعل لهم شيء»

قطعها ألكس في ذروة غضبها محاولا تهدئتها « أهدأى عزيزتي أبعد الله عنكي كل مكروه أنهم صغار فقط أرادوا اللهو لكن بلغوا قليلا و سيصلحون كل شيء ولا تنسي سلامتك قبل كل شيء»

قال أخر جملته بحنان يظهر فيه مدي حبه وإهتمامه بشريكة حياته رغم مرور كل هذه السنوات

الحب الحقيقي هو الذي لا يؤثر فيه الزمن ولا يقلصه ولا تدمره المشاكل ولا تضعفه بل هو من يتحد الزمن ويبقى ليكون أحلي عشرا على مر السنين وهو من تبنيه المشاكل وتقويه الصعوبات

هدأت كلار فور سماعها لتلك الكلمات وكأنها كلمات سحرية إمتصة غضبها وهدأتها على الفور وبنسبة لكلار فهي فعلا كذالك لأنها من زوجها وحبيبها و رفيق عمرها

ونظرت له نظرت لن أفيها حقها مهما كتبة من الكلمات لأن لغة العيون لغة لا يفهمها الكثير ولا تصفها الحروف

في ظل هذه الرومانسية يقفوا الثلاثي المجرد من المشاعر العاطفية ينظرون إليهم بملل نعم أعزائي فهذا روتين يومي تقريبا تغضب كلار ثم يهدئها ألكس بنفس الطريقة

قطعت تاليا هذه الرومانسية المبتذلة من وجهة نظرها « حسنا أكره نفسي لمقاطعتكم لكن يجب عليا تجهيز نفسي للمساء قبل أن أصاب بجفاف عاطفي »

وفقها بتول وكنان وذهبوا إلى غرفهم ليتجهزوا

بينما ظلت كلار تحدق بعدم تصديق ونقلت نظرتها تجاه زوجها لتجده يبتسم بقلت حيله

تجهز الجميع فإرتدوا

تاليا إرتدت فستان سهره ذو لون اسود يعكس بياض بشرتها وبياض عيونها نعم فتاليا صاحبة عيون حواري شديدة البياض ووضعت بعض مساحيق التجميل زادتها  جمالا على جمالها و فردت شعرها  الطويل الأسود كسواد الليل تكتمل طلتها التي تبهر كل من رأىها

أما بتول إرتدت فستان أزرق اللون طويل ساتر فهي تكره الفساتين القصيرة وسنعرف السبب قريباً وجمعت شعرها الأشقر ذا الطول المتوسط في شكل ذيل حصان وحددت عيونها بإستعمال كحل عربي فأبرز جمال عينيها الخضراء الوسيعا

أما كنان فكتفي ب بدلة حالكة السواد و قميص أبيض اللون فتح بعض أزراره العلوية أما عيناه فهما نفس عينا بتول (لكن من غير كحل 😅😂)

وحان الموعد الذي سيبدأ فيه أبطالنا رحلة من نوع خاص

بدأ الإحتفال تحت عيون والدة تاليا الدمعه وحزن الأهالي فرغ ما يقوم به الثلاثة من مقالب فإن لهم مكانة خاصة في قلوب الجميع

إنتهاء الحفل وحان موعد الوداع هنا لم يستطع البعض كتمان دموعهم ومنهم كلار فرغم جديتها و صرامتها فهي أم بالنهاية و سيبتعد عنها أولادها الثلاثة دفعة واحدة

تقدم ألكس أولا وأعطاهم مركبة  مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة وفيها كل ما يحتاجونه صنعها بنفسه من أجل هذا اليوم و بعض الأدوات المتطورة التي تساعدهم في رحلتهم

ثم إقتربت منهم كلار أعطت كل واحد منهم قلادة زرقاء مشعة لم يفهموا ما غرضها بالبداية لكن أخبرتهم كلار أنها عقل ألي فيه الكثير من المعلومات والبيانات كذالك يستطيعوا أن يتواصلوا من خلالها


كذالك أعطاهم جميع الأهالي أدوات سيكون لها دور فعال في رحلتهم
فماذا سيحدث

وبعد عناق ووداع طويل ومؤلم

نزلت خلاله دموع الجميع تشكي الألم تشكي الحزن تشكي الكتمان  أبتعدت تاليا عن حضن والدتها لتقول كلمتها الأخيرة «وداعا»

ثم صعدت المركبه رفقة بتول وكنان

تاليا POV

صعدت إلى المركبه ونظرت من النافذة ألقي نظرة أخيرة فربما لن أعود إلي هنا بعد الأن تأملت وجه والدتي أه يا أمه كم سأشتاق إليكِ كم سأشتاق لمن تسهر الليالي عند مرضي كم سأشتاق لمن تصرخ دائما من أجل مصلحتي

نقلت نظري إلى من يحتضن أمي ويهدئها رغم أنه لا يقل عنها ألما و أسي لفقدان إبنته الوحيده أو كما يسميها جوهرتي نعم والدي ذالك الإنسان الذي مهما قلت من الكلمات لا أوفيه حقه ذلك الذي يحتضنني عند حزني من يساندني عند ضعفي ليس أنا فقط بل جميعنا هو سندنا صدق من قال أن الأب هو سند العائلة وكان أبي أكبر مثال على ذلك

جلت ببصري على الجميع الكبار والصغار النساء والرجال الأحياء والجماد بدون إستثناء نزلت دموعي معلنة إستسلامي للحظات ضعفي لكن أليست الضربة التي لا تقتلك تقويك وأنا سأصبح أقوي

أبكي فهل الدموع تغسل همي ؟؟
هل تستطيع سرقة الألم من أعماق روحي؟؟
هل تصف قلبي الذي نتزع مني عنوة أم تصف النار الذي إشتعلت في داخلي
تتسابق دموعي في النزول
تتسارع شهقاتي في الصعود
لكل منا ماضي مؤلم فلما يصر ماضيا على تدمير مستقبلي
ولما تصر الألم على تشكيل حاجز بيني وبين سعادتي

خاطره من خواطر تاليا قبل سبع سنوات

في مكان أخر لم نره من قبل

يقف ذلك الرجل الذي لن أصفه الأن كل ما سوف أقوله هو المجهول

ينظر إلى صورتها الثلاثية الأبعاد بشرود ثم قال

« ها قد حان الوقت ستأتي إلى قريباً وسينتهي هذا الكابوس قمري »
© Miriam Miriam,
книга «Flame hope».
Коментарі