1- I found my new painting
2- That flooded me
3- In her blue eyes
1- I found my new painting
"وجدتُ لوحتي الجديدة"

"الفن، صاحبه له العالم الخاصُّ الذي يبحر فيهِ بعيدًا متعمقًا، تزداد أمواجه بمدى جمال فنِّه، هو يأخذ غفوة من ذلك العالمِ القاسي، هو يهرب لنفسه، لعالمه، عالم الفن.."

ثلاثينيات القرنِ الماضِي

كان يرسم كل ما يراهُ جميلًا-اِختصار حياته تلك الجملة-، استثناءه ألا يرسم أشخاصًا حقيقيين..لذا كان يقتصر رسمه على الطبيعة بأنهارها وزهرها وسحابها، مطرها ورعدها!
كل خطوة في الطبيعة تذهل متأملها، فـيتشتت عقله، ماذا سيرسم من كل هذا!، ليتمنى لو أن يأخد جل الطبيعة في لوحة تلخصها، ولكن هيهات، فما يكفيها لوحة أو لوحتان، أو حتى آلاف اللوحاتِ..

ينفصل بَطَلُنَا عن هذا العالمِ ليأخذ جولة بعالمه الخاص، هذه الألوان، اللوحات، ما يحدث بيده إثرها، هو يحب الرسم، وأن ألفظ بفعلِ "يحب" عيبٌ في حقِّه، وَإنما الرسم يتعششُ في روحه التي أحياها الفنُّ.

و عندما أقول 'بَطَلُنَا' فـأنا أتكلم عن "ستيڤن رونالد"!

"من هو ستيڨن رونالد هـٰذا؟"

'ستيڨن، رسَّامٌ مشهورٌ رحَّالٌ بإنجلترا، - بمعنى- هو يقيم ما يقارب أسبوعًا بِـبَلدة من بلدانها الجمَّة، ثم يرحل لبلدة أخرى يقيم فيها بالمثلِ، وهكذا يظلُّ يرتحل بين البلدانِ دون كللٍ أو مللِ.

يمتلك من الأخلَّاء ما لا يخونُ..أخلَّاؤه، لوحاته وأقلامه.
هو ذو عينانِ خضراوتان كلون 'الزمرد'، بشرته بيضاءٌ نسبيًّا، شعره الأشقر-المعروف به من يسكن بلادهم-، يحب الرسم خارجًا أمام الطبيعة مستمعًا لأحاديثِ العصافير في الصباح، وتَبِعَهُ مشاغل الناسِ في الظهر، ومن ثم نجوم الليل التي تظلُّ مستيقظة، هذا برأيهِ أفضل من غرفة تحبسه عن العالمِ تمَامًا، هو يرى بأنه بهذه الطريقة يحرم نفسه العيش، ويحرم نفسه الفن الحقيقي.
يقول أن عالمنا عبارة عن فن..أنَّ كل ما حولنا هوَ فن..
كلها لوحاتٌ تنتظر رَاسمها ومبدعها.

ستيڤن يبلغُ من العمر عشرون عامًا، هو تخرَّج سريعًا نظرًا لذكاءه الحاد الذي تميز به منذ نعومة أظافره، من أسرة مرموقة و لكن من يراه وهو في الطريق وبين الأزِقَّة يرسم، لن يخطرُ أبدًا على بالهِ أنه نبيلٌ من تلك الأُسَر صاحبة الثراء الفاحش، عائلته لم تعارضه على ذلك، بل قد دعمته بهذا وساعدته بتوفير الألوان وما يحتاجه لِيَرْسِم.'
-
في رحتله إلى 'بينينز'،- بلدة من بلدان إنجلترا-.

يرتدي بنطالًا قماشيًّا رَمادِيَّ اللَّوْنِ، وقميصًا مزركشًا زركشة هادئة..

:آه رجاءً إبتعدن قليلًا عن الزهور!.
قالها ستيڤن بصوته الأجِش بنفاذ صبرٍ وهو يحاول التركيز على رسمته الجديدة.
يُلَوِّحُ بيده لهن قاصدًا أن يبتعدن.
هنَّ يشتتن تركيزه بالفعل، وأصعب ما يلاقيه أصحاب الفنِّ أن يشتت أحدًا تركيزهم.

أما عن ردِّ فعلهن..إحداهن تنكز ذراع الأخرى هامسة وما زالت أنظارها معلقة بستيڨن: أليس هذا هو الرسَّام الرحال الوسيمُ المشهور !! -عَرَّفته تعريفًا طويلًا ملَّ وهو يستمع لها فقط-
لتجيبها الأخرىٰ بإماءة صغيرة : أجل أجل، إنه هو 'فارس أحلامي'
كانت تقولها بدرامية و أحلامٍ وردية تصاحبها..

صرخ فجأة بِهِن بصوته الجهوري، فانتفضن إثر ذلك، ينظرن له بقلقٍ مع خوفٍ يمتزجه ثم ركضن سريعًا للهروب من نظراته المحدقة فيهن.

'بالفعل يكره الفنانين "التشتت" فهو يخرجهم من عالمهم بطريقة سيئة بحق..!!'

ستيڤن بحنق، يعبث بيده اليمنى شعره من الغضب: تبًّا، يتركن البلدة كلها و يأتين هنا !!، الرسمة لن تكون جيدة أبدًا، آه حقًا! "أنهى عبارته بتنهيدة منزعجًا".

فـأَخذَ بِعصبيته التي اجتاحته، لوحتهُ وألوانه وكرسيَّهُ ليذهب لمكانٍ آخر نال من الهدوء نصيبًا.

كان قد تَعِب من كثرة سيرهِ خصوصًا أنه يحمل كلَّ هذه الأشياء..
لذا وقف قليلًا يستظل بشجرة ويتنفس الصعداء.
في أثناء حالتهِ تلك، لَمَح عينان زرقاوتان -كأنهما ما خُلِقَتا إلا للتأمل- وجسدٌ هذيلٌ يصاحبه شعرٌ أسودُ طويل يتطاير لغَزَلِ الهواء له ولعبثهِ بهْ. كانت صاحبتهم تقترب منه شيئًا فشيئًا.
ليجدها مرَّت من أمامه كنسمة هواءٍ في يوم تشتدُّ حرارته اشتدادً.

هُوْ لم يَفِق بعدُ من هذا، حيثُ أخذته أقدامه تجره خلفها كالمنوَّم مغناطيسيًّا.

جاذبية الفنِّ؟، هذه هي الروح التي تمَلَّكَتْهُ في هذا الوقت.

بالفعل ذهب ستيڤن لمكانٍ أبعد عن مكانه السابق..
كانت تلك الشابة بائعة بمحلِّ زهورٍ بسيط.
لذا وبدونِ سابقِ إنذار قرر 'ستيڤن أن يكون هذا مكان رسمه الجديد، بل و قرَّر اللوحة القادمة له كذلك.'
كأنَّ الفنَّ قد وضع من جاذبيته لوحة متمثلة فيها..!
و'فيها' أعني بِهَا.. 'ريمي جاردن'

هي ملامحها عكسهُ تمامًا، فكانت سمراء سمارًا مُميَّزًا، ملامحها يكسوها الهدوء، صاحبة عينان زرقاوتان أفتح من لونِ البحر..! وكما ذكرتُ سابقًا تمتلك شعرًا أسودَ طويل.
هي أجنبية عن البلدة و هذا بالطبع سيعرفه أيُّ شخصٍ يراها.

خرج ستيڤن من شروده بها، فهو يتعلق بكلِّ جميل، وربما هي أجملهم جميعًا، هذا ما قاله لنفسه حين لمحهِ إيَّاها.

و عندما قلتُ 'اللوحة القادمة' فـأنا أقصدها بالطبع..!
قد أخذ عهدًا معَ ذاتهِ أن يرسمها بالفعل!
فـعِندما يجد الفنَّانون ما يوحي لهم بخاطرة جديدة أو رسمة أخرىٰ يكونون في أشدِّ مراتب الحماسة لفعلها، هكذا كان شعورُ ستيڤن.
تَبَعَ إحساسه الفنِّي و أخذَ بِفرشاته يداعب لوحته، امتزاج الألوان الذي يأخذ ناظراه وعقله لعالمٍ آخر تمامًا كأنما وضع مرساة سفينته عندها أو كانت هي المرساة ذاتها، من أوقفت سفينته عن الحراك.
هي كانت جميلة بحق..!

ظلَّ على هذا المنوال لمدة يومين.

كانت ريمي قد لاحظت جلوسهُ القريب والمتكرر من موضع المكان الذي تعمل فيه، بالطبعِ لم تكن تعلم أنه يرسمها، بل لاحظت كثرة وجوده في الآونة الأخيرة وَحسب، لكن لم تُعِرْ ذلك الأمر اهتمامًا.

بنهاية اليوم الثاني..

في أثناء إبحارهِ في عالمهِ الآخر، رفع عيناه عنوة يبصرها، إلا أنه وجدَ من يضايقها ويلعنها!، هي لا تجيب هي فقط تناظر الأرض بعيونٍ مرتجفة.

شابٌّ ما بعصبية: لما لا تأتين معي وحسب!
ريمي: ...
الشاب بصراخٍ كاد يصفعها: أأنتِ لا تسمعين!!

إذا بيدٍ تبعد يدَ ذلك الشاب وتنكزه للخلف ليرتدَّ على الأرض من قوة الدَّفْع.
كان هذا ستيڨن بالطبع.

الشاب بحنق: أنت..!! أتدرك مع من تلعب الآن.!!
ستيڤن ببرود: لا يهمني أن أعلم.
الشاب بغضب يصكُّ على أسنانه: أنت! اعتذر لي في الحال!
ستيڤن بنفس برودهِ السابق: أنا أعتذر عندما أكون مخطئًا هذا ما تعلمته مذ أن كنتُ في الروضة!
ثم عاد يستأنف بنبرةٍ زادت غيظًا: ماذا..؟ ألم تذهب للروضة؟!
يمكنك أن تذهب إليها الآن!

الشاب بصراخ: أنت!!
كان قد أمسك بياقتَيِّ قميصِ ستيڤن.
ومن ثم أشار إلى ريمي بإزدراء..
: هذه الوقحة إنها تعمل لصالح أبي
لذا تعدُّ من أملاكنا -اِبْتَسَمَ بسخافة-
ستيڤن بغيظ: أتُعامل الناس على أنهم أملاكٌ وَسِلَعْ أيها اللعين..؟
أتَراها شيئًا يمكنك التحكم فيه عندما لا تجد شيئًا تفعله في حياتك!!

الشاب بعصبية كما لو أنه كلبٌ أظهر من أنيابه ليخيف من حوله: أيها المخبول
أتريدُ أن تفتعلَ شجارً..ألا يكفِ أنني تركتك حيًّا كل هذا!!!
-بصراخ-
ستيڤن باِبتسامة نصرٍ احتلت شفتيه: أنا لا أتشاجر بل أنت من يريد المشاجرة لأنها لا تُجيب عليك، تريد أن تُخْرج غضبكَ على أيِّ أحدٍ أمامك كالحيوانات.

كاد الشابُّ أن يلكم ستيڨن إلَّا أَنَّه لاحظ تجمُّع الكثير حولهم بدافع الفضول كما عادة البشرِ.

لذا تَوَعَّدَ لهما وترك المكان حتى يحتفظ بآثارِ ما تبقى من ماء وجهه، وأخذ يسبُّ أسوء وأقذر الشتائم، معلنًا بأنه لن يتركهما هكذا يَفِرَّان بفعلتهما.

بعد أن فُضَّ الجمعُ، وعادت الأمور كما كانت..
ريمي -تنظر للأرضِ-: شكرًا لك.
ستيڤن نظر لها وابتسم كَرَدٍّ على شُكْرِها.

في اليوم الثالث..

لم يجد ستيڤن، ريمي!
هو كان في آخر رسمهِ للَّوحة، حيث تأخذ اللوحة معه يومان و لكن هذه أطال بها حيث الكثير من التفاصيل أراد تدقيقها، كان بنهايتها..ولكن صاحبتها اختفت كأنها كانت من محضِ خياله..!

هو انتظرها كثيرًا، وملَّ من الإنتظار، ولكن لن ييأس لإكمال لوحته.
أخيرًا بعد تلك الأيام العديدة، وجد فتاة أتت للمَحِل

دقق بملامحها قليلًا من بعيد.

:لا إنها ليست هي!
بتحسرٍ قالها ستيڨن.

قرر ألا يضيع انتظاره هباءً ويذهب لسؤالها، علَّها تعلم.
ستيڤن بتوترٍ بادٍ: مرحبًا..

الفتاة باِبتسامة رسمية: مرحبًا سيدي
تريد زهورًا لأي مناسبة لأساعدك في الاِختيار ؟!

وضع ستيڤن يده خلف رأسه بتوترٍ يقول: آه، لم أقصد للشراء، عذرًا..فقط أريد أن أسألكِ سؤالًا بسيطًا..
ألم يكن هناك فتاة أخرىٰ تعملُ هنا..؟!

لتقول الفتاة بتعجبٍ، ثم كسى الحزنُ وجهها: نعم، إنها ريمـي.
ستيڨن وقد ركضت السعادة إلى عينيه بعد أن عَرِف اسمها: أجل، ألديكِ علمٌ أين تكون؟
الفتاة بشك: عذرًا، لكن لما أفصح لك عن شئ لا دخل لك به؟!
ستيڨن بتوتر ثم أظهر ابتسامة متكلفة: ه..هي لديها شئٌ معي من الأمانة إرجاعه لها..

نظرت له الفتاة قليلًا، ثم قالت بعد برهة..
:لقد طُرِدَت.

انفرجت عينا الآخر من صدمته، قائلًا بغضبٍ والى صدمته البادية: طُرِدَت..!!!
ذلك الأحمق!!
-قالها بغيظٍ يصكُّ على أسنانه-
ومن ثم قال بجدِّيَّة: لذا..أين هي الآن!
نظرت الفتاة له متعجبة ثم قالت: أعتقد أنها ذهبت لقصر السيد السفير 'إدوارد' كخادمة، هي بالفعل كانت تفكر بهذا قبل أن تُطرد.

ستيڤن بصدمة: إ-إدوارد !!!!!
لتنظر له الأخرى وما زال التعجُّب لم يفارق ملامحها.

-
رأيكم في أول شابتر..؟💙
© هِبَـة ,
книга «L'océan fell into her eyes».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (15)
Manal Medhat
1- I found my new painting
خدي بوسه كبيره
Відповісти
2020-07-24 23:27:51
1
blakuin
1- I found my new painting
الله الله يا هِبة سرقتي قلبي ♥️😭 متى بينزل الشابتر الجديد؟
Відповісти
2020-07-25 03:25:10
1
.اليا.
1- I found my new painting
حبيت الوصف جدًا❤ بس طريقة الحوار ماكتير، مع ذلك الفصل كان رائع استمري🏃‍♀️❤
Відповісти
2020-07-30 12:18:36
1