1- I found my new painting
2- That flooded me
3- In her blue eyes
3- In her blue eyes
"في عينيها الزرقاوتين"

"إيميليا إدوارد"

أي أنها إبنة خال ستيڤن. -كما ذكرتُ سابقًا بالفعلِ-
بنفسِ عُمْرِ ستيڤن، و لكن ستيڤن يكبرها بخمسة أشهر.
هي صهباء وجميلة جَمَالًا مميّزًا، يجعل من يسير بجانبها ينظر لها غصبًا.
لكن -كما نعلم- الجمالُ الشكليُّ ليس كلَّ شئ، فما هو إلا شيئٌ سطحي.

بالفعل قد تقرر خطبتهما تقليديًّا منذ بلوغهما 'الثامنة عشر'.
فكانت تلك عادة توارثتها الأجيال السابقة في سلسلة هذه العائلة.
لكن ستيڤن لم يُرد الانصياع لقواعدٍ لعينة تَحْكُمُ عليه كيف يعيش وَمَع من يعيش، لأنه من سيعيش كل هذا وليس كاتبوا القوانين، أيضًا..هو لم يحبها قط، هي ماكرة كثيرًا في الحقيقة، لكن تتصنعُ الأدب أمام الكبار، وهذا أكثر ما تُجِدْنَهُ معظم فتيات الطبقات النبيلة.

وأخيرًا بادر ستيڤن بأخذ الخطوة التالية ليحققَ مراده من تلك الزيارة السخيفة، فَـسأل خاله -محاولًا إبداء نظرات التساؤل والبحث في الأرجاء-: إذًا أين هو 'أليكس'، أردتُ أن أسلم عليه..
فأجابه السيد إدوارد بعد أن زم شفتيه وقد وضع كوب شايه على الطاولة: للأسف بني، أليكس يُتِمُّ أعمالًا في فرنسا.

ما لَبِثَ أن سَمِع ذلك ستيڨن، حتى تنفس الصعداء، كما لو كان يحمل ثقل العالم على منكبيه، ثم ألقاه بعيدًا.

وَلكن ما الذي جعل ستيڨن يتنفس الصعداء هكذا فقط لعدم وجود "أليكس إدوارد"..؟!

هو شقيق 'إيميليا' كما نعلم!
يبلغ من العمر اِثنين وعشرين خريفَا.
هو كان معروفًا بمغامراتهِ مع النساء، و خصوصًا خادماتِ قصره.
ذا شعرٍ بِـلَوْنِ الغراب، يمتلك شعبية بين النساء، من أمًّ مختلفة عن والدة إيميليا أي أنه شقيقٌ لها بالأبِّ و حسب.
أمَّا السيدتان فقد توفيتا. -والدة إيميليا، والدة أليكس-

كان ستيڤن يريد القدوم لهذا الأمر، خَشَيَ أن يصيب 'ريمي' مكروهًا منه، وهي ضعيفة لن تجرؤ على الحديث.

لمح ستيڤن ريمي من بعيدٍ، وهي رأته كذلك، شعرت أنها قد رأت هذا الوجه قبلًا، فركزت قليلًا بملامحه علَّها تعرفه! فـانفرجت عيناها بالفعل صدمةً وتعجبًا عندما تذكرت..

سارع هو بإشاحة عينيه بعيدًا عنها ثمَّ نظر للأرض، لِئلَّا يقع ضحية تنويمها المغناطيسيِّ مجددًا.

: ما هذا الشعور..!
جملة صدحت بأرجاء عقله، ودوى صداها لقلبه، فَيَضعُ يده على قلبهِ مُتَعَجِّبًا.

لاحظت حوار الأعين الصغير هذا..تلك الـ'إيميليا'!
لتصبِّرَ نفسها حتى يذهبا، فَـتذهب هي لتلقين درسٍ لـتلكَ المسكينة التي لا تعلم مَا اسمه حتَّى!
فَـبالنهاية 'إيميليا' واقعة بِحُبِّ 'ستيڤن'.

بعد وصول ستيڤن ووالدته لقصرهم أخيرًا.
وقبل أن يَلِجَ كلٌّ منهما لغرفته
أسرع ستيڤن بمناداة والدته: أُمِّي..
استدارت والدته لتقابله، ثم أجابته: نعم بُنَي؟
: ما رأيكِ أن أجلب لكِ خادمة؟
بدون أي مُقَدِّمات من عقله، بدون تفكير، سار على ما يمليه عليهِ هَوَاهُ هذه المرة.
أجابته والدته بتعجبٍ من سؤاله-فلا يعطِ ستيڨن أهمية لأمور القصرِ ومن يعمل فيه-: لماذا..؟ أنا لديَّ الكثير بالفعل.
بادرها ستيڨن بِعَجَلةِ: إنها ذات ثقة، و أفضل من كثيراتٍ هنا، ستكون مضيعة إن تركتِها تعمل عند غيرِنَا.
جَارَته والدته في حديثه لترىٰ ما غايته من فعله هـٰذا: حسنًا، كما تريد بني..لكن! من هي..؟، ومِن أين؟!، تعلم لن نوظٍّف أي أحدٍ هكذا..!
أخذ ستيڨن نفسًا عميقًا قبل أن يلقي قنبلته -بتلقائية-: بالتأكيد، هي تعمل لَدَىٰ قصر خالي.

وصل تعجبها آخره بعد لفظه هـٰذا، قالت بتعجبٍ كذلك: إدوارد..؟لكن هذا لا يجوز بني!! -بنبرة أعلى قليلًا-
بنبرة زادت رجاءً في صوت ستيڨن: أمي، ألا يمكنكِ فقط أن توافقي رجاءً!

كلُّ ذلكَ غير منطقيٍّ البَتَّة، يبدو كما لو أنه يقول ما يجول في خاطره بدون أدنى تفكيرٍ عن ردِّ فعل والدته، أين ذهب نضجُهُ الذي يجعل حديثه مناسبًا لمقتضى حاله!
أجعل العِصمة في يد قلبهِ مُجَدَّدًا، أَنصاع عقله لما يمليه قلبه مُجَدَّدًا!
الذي يجول في خاطره فقط "أن الأمر معتمدٌ على تلك الموافقة".

تعجبت والدته من تصرف ابنها الطفولي فجأة: أنت تتصرف بغرابة مؤخرًا ستيڤن!
كادت أن تصعد الدَّرَجَ لولا يدُ ستيڤن التي أوقفتها، ليقول بجديَّة: أمي، هناك عملٌ ما يجب علي إتمامه، و هذا متوقفٌ عليها..لذا رجـ..

قاطعته السيدة ميريان بتعجبٍ بادٍ في نبرتها. إنه وكأنما التَّعَجُّبُ تَعَجَّبَ منه كذلك!: ماذا..؟أيُّ نَوْعٍ من الأعمال هذا؟!!
ستيڤن بتوتر يعبث بشعره: لـ..لوحة.
السيدة ميريان: وَما دخْلها.!
ستيڤن برجاءٍ مُجَدَّدًا: أمي رجاءً..
عقدت الأمُ حاجبيها وَعادت تسترجع ما فعله ستيڨن منذ مجيئه، شعرت أن هنَاكَ خطبٌ ما في ابنها منذ أن عاد!
هناكَ شئٌ غريبٌ يحدث، ودائمًا حَدْس الأمِّ لا يُخْطِئ.

فَـقررت أن تكمل مُجَاراتها لِوَلَدِها حتى تعلم غايته، وما الذي يحدث.
بهدوء عجيبٍ ردفت: حسنًا، ما باليدِّ حيلة، سأتكلم مع 'إدوارد' بهذا الأمر، ولكن من هي، حتى يعلم!
ستيڤن لم يقل اِسمها حتى لا يزيد الأمر غرابة على غرابته: فتاة سمراء ذات عينين زرقاوتين.

لم يَفُتِ اليوم إلا وكانت ريمي جاردن أمام قصره تطرق بوابته.
ابتسم ستيڤن لسرعة والدته.
عندما دلفت تلك الصغيرة بأعينٍ مرتكبةٍ داخل ذلك المكان الشاسع، تنظر بالأرجاءِ بحثًا عَن من يرشِدُهَا

شعرت ويندي -الخادمة التي رأت مقدمة لوحة ستيڤن قبلًا- أنها رأت تلك العينينِ في مكانٍ ما.

"إنها صاحبة اللوحة!!!"

ستيڤن بغرفته ينظر لِلَّوْحةِ للمرة الألف، باِبتسامة شَقَّت طريقها لوجهه حيث تم ما أراده.
ثم بهمسٍ كأنما يخبر اللوحة سِرًّا: لقد وصلت صاحبتكِ.

أصبحت ريمي تتعجب مما يحدث ولما هي تلاقيه -ستيڨن- كثيرًا في هذه الآونه، فَمَا كان في نَظَرِها سوىٰ شابٍّ يتخذ من الصخرة مقعدًا، تارة الصخر وتارة الكرسي، يرسم الزهور ويرسم السحاب، فكَّرت وقتها أنه يرسم لِيأخُذُ مقابل رسمهِ أجرًا يقتاتُ به، لكن لم تَجِدْ عنده أيُّ زبون قبلًا، لدرجة أنها فكَّرت أن تعطيه بعض المال شفقة منها عليه!!!
لذا نال التعجب منها أكثر عندما علمت أنه من أسرة مرموقة.

في المقابل..
لم يسلم ستيڤن من مراقبة والدته لهُ عن كثب، حيث الفضول يدبُّ في أعماقها طالبًا معرفة ما يجري، بالنهاية هذا حقُّها فهي والدته.
كان ستيڤن كثيرًا ما يطلب من رِيمي القدوم، يطلب الشاي، الطعام، الحلوى، وما إلى ذلك-أي حُجَّةٍ لتأتِ إليه-.

وأنهى أخيرًا رسمته، التي جعلته يبدأ بكلِّ تلك المغامرة! -علي حدِّ قوله-.
أول رسمة لشخصٍ حقيقي، وأول رسمة تسبب له الكثير من المتاعبِ هكذا.

اليوم التالي..

كان ينظر ستيڤن في النافذة يراقب تحركات السحاب البطيئة نظرًا لقلة الرِّياح، يحاول الاسترخاء، يأخذ أكبر قدرٍ من الهواء النقي.-الهدوء النفسي-

أنزل ناظريه لحديقة قصره، فـوجد ريمي مرتدية ملابس الخادمات الرَّسْمِيَّة، ذلك القميص الأبيض والفستان الأسود.
كانت تقصُّ الأعشاب والزهور الضارة.

ظل يراقبها من شرفته واضعًا ذراعه أسفل خده، كانت ريمي منهمكة جدًا في العمل من الصباح الباكر. وجدها أوقعت المقص من يدها تنظر لإصبعها بألم.
تدارك ستيڤن ما يحدث فأسرع إليها
يحمل معه نظارته وبعض الأعشاب لتطهير الجرح، و أدواتٍ تساعده لإخراج الشَّوْكِ الذي غُرِزَ بيدها.

رأت ريمي ستيڤن يقترب منها بِسرعة، فقالت بتوتر وَتَعَجُّبٍ: سـ..سيدي..
-كانت ستعتذر له، اعتقدت أنه سيوبخها على تركها للعمل إهمالًا منها-

لم ينبث المعنيُّ بالأمر بكلمة، هو فقط جلس على الأرض يقابلها مرتديًا نظارته، أخذ بإصبعها يدقق بمكان الجرح ومكان الشوكة.
كانت ريمي أول مرة ترى ستيڤن بهذا القُرب، مرتديًا نظارة، دققت بملامحه، استقامة أنفه، عيناه اللتان كالزمرد، بشرته التي كبشرة الأطفال.
كَسَت الحُمرة وجنتيها، وأنَّبَت نفسها على فعلتها هذه -بالتأمل فيه-
قاطع تأنيبها..حيث تأوَّهت قليلًا لذلك الألمِ جراء محاولة إخراج تلك الشوكة.
ستيڤن: آسف، سينتهي الأمر سريعًا، لا تقلقِ.
قالت بتوتر: شـ..شكرًا لك سيدي.
ستيڤن بعدما رفع أنظاره لها: هذا يذكرني بذلك الوقت بالمَحِل.
اِحمرت ريمي خجلًا على خَجِلِهَا ثم وقفت لتعاود عملها.

وَللأسف..
رأتهما على هذه الوضعية السيدة ميريان حيث نظرت بغيظٍ إلى ريمي.


كان لـستيڤن مرسمٌ بداخلِ غرفته، يضع فيه لوحاته، لا يجرؤ أحدٌ على الاقترابِ منه.
جميع من في القصر يتملكه الفضول لرؤيته، ولكنه مستحيل.

حيث أنها "غرفة لوحات ستيڤن رونالد المميزة".
كان قد ترك بالفعل بالمنتصف مكانًا فارغًا لأجل لوحته الجديدة، حيث يطلُّ ضوء الشمس عليها جاعلًا عينيها الزرقاوتين وكأنما يُنِيران بإشراق.

جعل هذا يتمتم في نفسه: يا ترى ما شكل عيناكِ الحقيقيتان عند إلتقاء الشمس بهما..؟، أسيكون كمنظر البحر وقت الغروب حيث تختبئُ الشمسُ في طَيَّاتِه..؟
أم ستستحي الشمس من جمالِ عينيكِ لتشرقي كما لو كنتِ الشمس والبحر والكون كله..!

: ريمي، السيدة ميريان تُريدكِ.
كانت تلك خادمة تناديها لتلبِّي نداء السيدة.
قلقت ريمي قليلًا من هذا، فـلا يناديها في هذا القصرِ عداه.

: أجل سيدتي.
قالتها ريمي وعيناها مُتَرَكِّزَةٌ على الأرض.

السيدة ميريان تركت الجريدة و نظرت لريمي بتمعنٍ من أعلى نظارتِهَا دون كلام.
اضطربت ريمي من نظراتها فتحمحمت.
بادرت السيدة ميريان بنبرة بها نوعٌ من الحِدَّة المتواراة في ثنايا الحديثِ: أتعرفين ستيڤن ؟

ريمي بِـبَراءة وتلقائية: اِبْنُكِ سيدتي!
السيدة ميريان بنبرة أكثر حدة قليلاً: لا تدَّعِ الغباء!، أقصد أتعرفينه قبل مجيئكِ إلى هنا؟!!

ريمي بخوفٍ تَخَلَّلَ صوتها: لـ..لا سيدتي.
السيدة ميريان باِبتسامة غريبة: حسنًا، يبدو أنكِ صادِقَة، فَـما أنتِ إلا " 'خادِمة' و هو 'سيِّدُكِ' ".
جعل هذا يصيب ريمي بقشعريرة سَرَتْ بجسدها بأكمله، وظلت تُحَدِّقُ في الأرضِ بتاعبير خالية.

بعد أن أذنت لها بالانصراف، انحنت لها ريمي بتأدُّبٍ، ثم سارت بِخطًى متثاقلة إلى غُرفتها. لاحظت ويندي ذلك فذهبت خلفها.
ويندي بتساؤل تهرول خلفها: ريمي، أيوجد خطبٌ ما..؟ -وبعد هُنيهة، بعد أن لاحظت الحزن الذي اتخذ مجراه لعينيها-: أخبريني عَلَّني أستطيع المساعدة بشيئ!
لكنَّ ريمي لم تُجب.
أسرعت ويندي خلفَ ريمي وتوقفت قبالتها: تخبرها أن تهدئ.
إذ وجدت ويندي ريمي تبكي و قطراتها تتساقط كما لو أن عينيها سحابًا صمد كثيرًا، إلى أن استسلم وأنزل مطره كالطوفان.

أمسكت ويندي يد ريمي وأخذتها معها لغرفتها وأعطتها مِنديلًا تُجَفف به عينيها وجعلتها تقعد على سرير غرفتها وجلست بجوارها.

ويندي تنظر لها بتساؤل: و الآن، أخبريني ما بكِ؟
ريمي تنظر لأرضية الغرفة بشرود: يبدو أنه فقط أيامٌ قلائل ولن ترونَنِي هنا مُجَدَّدًا..
ويندي: ها..؟! لما تقولين هذا لم يَمُر الكثير على قدومك؟
ريمي-بنفس نظراتها السابقة-: أنا فقط..أشعر بهذا.

إن ريمي كان جلُّ ما يهمها في ذلك الوقت، أن تحصل على عملٍ مجددًا.
كانت ريمي تعيش بملجئٍ مع أختيها. بعدما كبرَت أصرت أن تعمل حتى توفر لأختيها عيشة هنية.
والآن هي تشعر أنها ستفقد وظيفتها التي هي مصدر العيش لأختيها ولها، كانت خائفة من هذا، لا تستطيع إنكار أنها معجبة قليلًا ربما بـستيڤن - فقط بذور بداية الإعجاب- ولكنها طَردت تلك المشاعر بعيدًا، وَسحقت تلك البذور فَهِي لن تُروىٰ قط، حيث أنها تعلم أنها بالنهاية 'خادمة'.

ولِهذا..أصبحت ريمي تحاول أن تتجنب ستيڤن بعد ما حدث.
فَـعندما يطلبُ شيئًا تُرسل خادمة أخرى له، وهو لاحظ ذلك فهذا استمر لأسبوع.!
هو يتعجب من نفسه كذلك، فـالرسمة اِنتهى أمرها لما إذًا هو منزعجٌ كثيرًا!
بعد صراعه الصامت..
قرر أن يسأل ريمي هذا مباشرة، عن سبب تجنبها المستمر له.

لاحظت ويندي ذلك بالفعل -تجنُّبُ ريمي لستيڨن- فَقررت أن تذهب لـغرفة ريمي بعدما ينتهون من العمل اليوم، حتى تسألها مبتغاها وتشبع فضولها.
ويندي وهي تقوم بِنَشْرِ الملابس: أتمانعين لو أتيتُ لغرفتكِ قليلًا؟
ريمي -تنشر معها- وقد أخرجتها من تفكيرها: لا أمانع بالطبع.
ويندي باِبتسامة: حسنًا إذًا.
© هِبَـة ,
книга «L'océan fell into her eyes».
Коментарі