Part1
Part2
Part3
Part4
Part 5
Part1
تحذير : اذا قرات هذا البارت والبارت الذي يليه باي حساب اخر تحديداً حسابEsraa Byun04 فلا باس فانا نفس الكاتبه بالفعل لكنني قمت بغلق الحساب الاخر لاسباب شخصيه وساقوم بتكملتها هنا واتمني لكم قراه ممتعه 😘💕💕
.............................................................
......................
رَنّ الْمُنَبَّه عَلِيّ الطَّاوِلَة الصَّغِيرَةِ الَّتِي تَقْبَع بِجَانِب السَّرِير فازعج هَذِه الكسوله الَّتِي تَنَام بِشَكْل غَيْرُ لَائِقٍ لِفَتَاه عَلِيّ

الْإِطْلَاق وَكَأَنَّهَا كَانَت تُحَارِب مَع السَّرِير

رُفِعَت يَدَيْهَا تَحَسَّس عَلِيّ الطَّاوِلَة حَتَّي وَصَلَت إلَيّ الْمُنَبَّه لِتَقُوم بِإِغْلَاقِه التَّفَتُّت لتنام عَلِيّ ظَهْرِهَا

بَعْدَمَا كَانَتْ مُسْتَلْقِيَةً عَلِيّ مَعِدَتِهَا وتافافت بِقُوَّة

نَهَضْت بجزعها حَتَّي تَجْلِس عَلِيّ السَّرِير تَنْظُر حَوْلَهَا بشرود آثَار النَّوْم مازالَت عَلِيّ وَجْهِهَا

نَهَضْت مِن السَّرِير تَعْدِل ملابِسَها حَتَّي وَصَلَت إلَيّ الْحَمَّام لتغلق الْبَاب وَرَائِهَا

اِسْتَحْمَمْت وَفَرَشَت أَسْنَانَهَا ثُمّ غَيّرَتْ ملابِسَها وَخَرَجَت

ذَهَبَت إلَيّ الطَّبْخ وَقَامَت بِأَعْدَاد شَطِيرَة لَهَا مَعَ كُوب عَصِيرٌ

انْتَهَت مَنْ أَكَلَ طَعَامِهَا لِتَذْهَب إلَيّ غُرْفَتِهَا مَرَّة أَخِّرِي لتصفف شَعْرِهَا ثُمَّ جُمِعَت اشيائها

بحقيبتها وَضَعْتُهَا عَلِيّ ظَهْرِهَا

رُبِطَت حذائها الرِّيَاضِيّ لِتَخْرُجَ مِنْ الْمَنْزِلِ أَخِيرًا

وَقَفْتُ أَمَامَ البَابِ وَأُخِذَت شَهِيق عَمِيق تَنْعَش نَفْسِهَا

وابتسمت بِخُفِّه

تُشْعِر بِقَلِيلٍ مِنْ الْقَلَقِ لِأَنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ لَهَا بِهَذِهِ الْجَامِعَة

انْتَقَلَتْ مِنْ فَتْرَة قَصِيرَة مِن الصِّين إلَيّ كُورِيا

فَهِي صِينِيَّةٌ الْأَصْلِ لَكِنَّهَا تجيد اللَّغَة الكوريه وَقُرِرْت إكْمَال دِرَاسَتِهَا هُنَا

وَأَهْلُهَا لَم يَمْنَعُوهَا فَقَرَرْت الِاعْتِمَاد عَلِيّ نَفْسِهَا وَالْقُدُوم إلَيّ كُورِيا

هِي بِسُنَّتِهَا الثَّالِثَة بِالجَامِعَة

وَالِدَهَا لَدَيْه مَعَارِف كَثِيرَةٌ بكوريا لِذَلِك اسْتَطَاع شِرَاء إلَيْهَا مَنْزِل صَغِيرٌ يحتويها وَيَكْفِيهَا

وَهِيَ هُنَا مُنْذُ أُسْبُوعٍ تَقْرِيبًا

" صَبَاحِ الْخَيْرِ "

قَالَت بِصَوْتٍ عَالٍ عِنْدَمَا سَمِعْتُ صَوْتَ بَاب الْجِيرَان يَفْتَح وَخَرَجَتْ مِنْهُ امْرَأَةٌ تُبْدُوا بِالْعَقْد الْخَامِس

رُدَّت الامراه الِانْحِنَاء لَهَا لتردف

" صَبَاحِ الْخَيْرِ عزيزتي هَل انتي ذَاهِبَةٌ إلَيّ جَامَعْتُك "

رُدَّت بابتسامه بشوشه

" نَعَم سيدتي أَنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ لِي "

" بِالتَّوْفِيق يَا ابْنَتِي "

اِنْحَنَت إلَيْهَا مَرَّة أَخِّرِي واردفت

" ساذهب الْآن "

تَرَكْت السَّيِّدَة لتمشي بِخُطُوات وَاثِقَةٌ طَوِيلَة بَيْنَمَا تَنْظُر حَوْلَهَا وتستكشف الْمَكَان أَكْثَر

وَيَدَيْهَا تَمَسَّك بِالْحَقِيبَة عَلِيّ كَتِفَيْهَا مِثْل الْأَطْفَال الَّذِينَ يَذْهَبُونَ إلَيّ الرَّوْضَة

وَصَلَت إمَام الْجَامِعَة لِتَأْخُذ نَفْس عَمِيق وَقَوِي ثُمّ زَفْرَتَه بِخُفِّه وَتَقَدَّمَت إلَيّ الدَّاخِل

سَأَلْت بَعْضَ الطُّلاَّب عَنْ مَكَانِ محاضرتها وَدَلْوِهَا عَلَيْه

الْبَعْضُ مِنْهُمْ تَنَمَّرُوا عَلَيْهَا بِالطَّبْع الْفِتْيَان وَالْبَعْضُ مِنْهُمْ كَانَ لَطِيفًا مَعَهَا

جَلَسَت باحدي المدرجات الْخَالِيَة مِنْ أَيِّ شَخْصٍ

خَلَعْت الْحَقِيبَةَ مِنْ عَلِيٍّ ظَهْرِهَا وَوَضَعَتْهَا بِجَانِبِهَا

دَخَلَ بَعْضُ الْفِتْيَان وَاَلَّذِي يَبْدُوَا مِن إشْكَالَهُم أَنَّهُم منحرفون الْجَامِعَة

لَم تعيرهم اهْتِمَام وَأُخْرِجَت هاتفها لتراسل عائلتها وَتُخْبِرُهُم أَنَّهَا وَصَلَتْ إلَيّ الْجَامِعَة

شهقت عِنْدَمَا أَحَدُ مَا سُحِب هاتفها فَجْأَة مِنْ يَدَيْهَا لِتَنْظُر إلَيّ شَخْصٌ

وَجَدْته وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَان

رُفِعَت يَدَيْهَا حَتَّي تَأْخُذ الْهَاتِف لَكِنَّه رَفَعَ يَدَيْهِ إلَيّ الاعلي

" أَعْطِنِي هاتِفِي "

رَفْعِه أَكْثَر ليردف

" مَعَ مَنْ تتكلمين "
"وَمَا شَأْنُكِ أَعْطِنِي الْهَاتِف "

قَالَتْ بَيْنَمَا تَقَفَّز حَتَّي تَصِلْ إلَيَّ طُولُه فالاحظت نَظَرَات أَصْدِقائِه الْمُنْحَرِفَة نَحْوِهَا

فَتَوَقَّفَت عَن القَفْز وَنَظَرْت إِلَيْهِ غاضبه

" أَعْطِنِي الْهَاتِف وَإِلَّا . . . "

" وَإِلَّا مَاذَا هَا "

قَالَ بَيْنَمَا يَقْتَرِب مِنْهَا لتدفعه بَعِيدٌ عَنْهَا فَضَحِك أَصْدِقائِه وَهُو شَارَكَهُم الضَّحِك

شَعَرْت بالاحراج ف الْجَمِيع يَنْظُر وَلَا أَحَدٌ يَتَدَخَّل

دَخَل أُسْتَاذ الْمُحَاضَرَة لِيَرْمِي ذَلِك الْمُنْحَرِف الْهَاتِف أَمَامَهَا وَتَرَكَهَا وَذَهَب

لَعَنْتُه بِدَاخِلِهَا ثُمَّ جَلَسْتُ بِمَكَانِهَا

أَرْجَعْت خَصَلَات شَعْرِهَا إلَيّ الوَراء وتنهدت بِهُدُوء

لَا يَجِبُ عَلَيْهَا الضَّجَرُ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ لَهَا

بَدَأ الْأُسْتَاذ بِالتَّعْرِيف عَنْ نَفْسِهِ وَأَمْسَكَ بِالْقَلَم وَاتَّجَه إلَيّ السَّبُّورَة

يُكْتَبُ عَلَيْهَا دَرْسٌ الْيَوْم

أُخْرِجَت أَدَوَاتِهَا وَبَدَأَت بِالْكِتَابَة وَرَائِه

دَقّ بابِ قاعَةِ الْمُحَاضَرَة لَكِنَّهَا كَانَتْ مُتَرَدِّدَةٌ قَلِيلًا _ الطُّرُقَات _

" تَفْضُل "

نَبَس الْأُسْتَاذ بَيْنَمَا تَوَقَّفَ عَنْ الْكِتَابَةِ وَنَظَرَ إلَيَّ الْبَاب والطلاب أَيْضًا فَعَلُوا

دَخَل شَابٌّ مُتَوَسِّطٌ الْقَامَة عَرِيضٌ الْكَتِفَيْن لَم تَتَعَرَّف عَلِيّ وَجْهَه بِسَبَب الكمامه الَّتِي يرتديها بِالْإِضَافَة إلَيّ

وَضَعَه للقلنسوه عَلِيّ رَأْسَه

يَرْتَدِي سُتْرَةٌ سَوْدَاء مَع بنطال أَسْوَد وَيَضَع حَقِيبَة ظَهَرَ عَلِيٌّ كَتِفِه

" هَلْ أَنْتَ هُنَا مَعَنَا ؟ "

سَأَلَه الْأُسْتَاذ ليوما لَه بِهُدُوء

تَنَهُّدٌ الْأُسْتَاذ ليردف

" تَعْلَمُون إنَّنِي لَا أُحِبُّ التَّأْخِير لَكِنَّنِي سامررها لِأَنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ "

الْتَفَت الْأُسْتَاذ إلَيّ السَّبُّورَة مَرَّة أَخِّرِي لِيَنْظُر الْآخَر إلَيّ الْأَرْض يَجْهَل مَاذَا يَفْعَلُ

بَيْنَمَا يَنْظُر حَوْلَه بتشتت ويبدوا أَنَّه خَائِفٌ

تَعَالَت الهمسات عَلَيْه

" مَازَال مُخْتَلّ كَمَا هُوَ "

" هُو مَجْنُون بِالْفِعْل "

" لَا أَعْرِفُ كَيْف دَخَل الْجَامِعَة الدِّيَة عَقْلِ مَنْ الْأَسَاس "

سَمِعْت يَرَيْن هَذِه الهمسات مِنْ حَوْلِهَا فَعَقَدت حاجبيها بِخُفِّه تَنْظُر إلَيَّ ذَلِكَ الْفَتِيّ

أَحَقّا هُوَ هَكَذَا !

لَاحَظ الْأُسْتَاذ وُقُوف الْفَتِيّ وَعَدَم تَحَرُّكُه ليردف

" لِمَا مَازِلْت تَقِف مَكَانَك أَدْخَل "

" ا . . نِت . . لِمَ تَقُولُ . . . لِي "

تَكَلَّم بِصَوْت مَهْزُوز مُتَقَطِّع ليسخر مِنْه الطُّلاَّب وضحكات الْفَتَيَات الْعَالِيَة جَعَلَتْه يُشْعِر بالاحراج

حَتَّي ادمعت عُيُونَه

" حَسَنًا تَفْضُل بِالدُّخُول "

تَحاشِي النَّظَرَات وَأَسْرَع بِالْجُلُوس بالمدرج الْفَارِغ الَّذِي قَابِلَة

وَكَانَت تَجْلِس عَلَيْه يَرَيْن وَحْدَهَا

جَلَس بِمَسَافَة بَعِيدٌ عَنْهَا يتحاشي نظراتهم الَّتِي تَتَبَّعَه

ويرين تَنْظُر لَه بِغَرَابَة لِمَا يَتَصَرَّف هَكَذَا

لَاحَظَت ارْتِفَاع يَدَيْه وَمَسَحَه لعيونه الَّتِي ابْتَلَّت بِفِعْل الدُّمُوع

أَهُو يَبْكِي !

شَعَرْت بالغرابه الْفِتْيَان عَادَة يَكُونُون وقحين وَالفَتَيَات مِن تُشْعِر بالاحراج وَتَبْكِي

لَاحَظَت توتره مِن نظراتها لتشيح بِنَظَرِهَا عَنْه وتنتبه إلَيّ الْأُسْتَاذ

ليهمس فَتِي مِنْ وَرَائِهَا

" احذري مِنْهُ هُوَ مُخْتَلّ مَرِيضٌ "

تَمَكَّن ذلك الفتي مِنْ سَمَاعِهِ وَهِي نَظَرْت إلَيّ الْفَتِيّ بِطَرَف عَيْنَيْهَا وَلَم تُعَيِّرْه اهْتِمَام

أَمَّا الْآخَر فطوال الْمُحَاضَرَة يُحَاوِل كَبَت دُمُوعُه يُحَاوِل السَّيْطَرَة عَلِيّ نَفْسِه

وَعَلِيٌّ اِرْتِجَافٌ يَدَيْه وَقَدَمَيْه

مُنْكَمِش عَلِيّ نَفْسِه وَيَنْظُر مِنْ أَسْفَلَ الْقَلَنْسُوَة بِخَوْف

كَأَنَّه وَسَط اشباح لَا بِشْر

هُم بِالْفِعْل كَذَلِك

أَخْرَج هاتفه بِهُدُوء مِن الْحَقِيبَة يَتَفَقَّد السَّاعَةِ مِنْ دَقِيقِهِ إلَيّ أَخِّرِي

يُرِيدُ الذَّهَابَ إلَيّ الْمَنْزِل وَإِن يَرْتَمِي بحضن وَالِدَتَه وَيَبْكِي بِقُوَّة

أَقْسَم مِئَةَ مَرَّةٍ أَنَّهُ لَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ هُنَا مَرَّةً أَخِّرِي

سَبَق وَإِنْ قَسَمَ وَقَال إلَيّ وَالِدَتَه أَنَّه سيكمل دِرَاسَة بِالْمَنْزِل بَعْدَمَا تَعَرَّض إلَيّ التنمر وَالضَّرْب

وَالْإِهَانَة بِسُنَّة الْأَوَّلِيّ بِهَذِه الْجَامِعَة

أَكْمَل سُنَّتِه الثَّانِيَة بِالْمَنْزِل فَقَامَت وَالِدَتَه بتشجيعه عَلَيَّ الذَّهَابُ إلَيّ الْجَامِعَة بِسُنَّتِه الثَّالِثَة

وَهَذَا مَا حَدَثَ لَهُ بِأَوَّلِ يَوْمٍ

جَمِيعُ مَنْ بِالجَامِعَة يَعْرِفُه

هُو بيون بيكهيون الْمُلَقَّب بالمختل وَالْمَجْنُون وَالْمَرِيض النَّفْسِيّ

وَهُوَ لَيْسَ لَهُ ذَنْبٌ بِأَيّ مِمَّا يَحْدُثُ

انْتَهَت الْمُحَاضَرَة لِيُسْرِع بِالْخُرُوج أَوَّل شَخْصٌ قَبْل حَتَّي أَنْ يَخْرُجَ الْأُسْتَاذ

رُفِعَت كَتِفَيْهَا بَلَاه مُبَالَاة

لِتَأْخُذ أَدَوَاتِهَا تَضَعهَا بِالْحَقِيبَة لُفَّت نَظَرُهَا شَيْءٌ مَا مَوْضُوعٌ عَلِيّ كُرْسِيّ الْمُدْرَج

التقطته فَوَجَدْتُه هَاتِفٌ

أَنَّه هاتفه

أَسْرَعَت بِالْخُرُوج تَنْظُر حَوْلَهَا تَبْحَثْ عَنْهُ لَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَثَرٌ

نَفَخْت وجنتيها بعبوس وَنَظَرْت إلَيّ الْهَاتِف

ضَغَط عَلِيّ زِرّ مِنْ الْجَانِبِ لينير شاشَة الْهَاتِف

فَنَظَرْت إلَيّ صُورَة الْخَلْفِيَّة بتمعن

صُورَة شَخْصٌ مَا يُعَانِق امْرَأَة تُبْدُوا بِالْعَقْد الْأَرْبَعِين

والابتسامه تَشُقّ وَجَّهَهُم

يُبَدُّون سُعَدَاء لِلْغَايَة

ايعقل أَنَّهُ ذَلِكَ الشَّخْصُ

اِبتسَمَت لَا اراديا بِسَبَب جَمَال هَذِهِ الصُّورَةِ سحبت سَهْم إلَيّ الاعلي حَتَّي تَظْهَر التطبيقات

لَكِنْ كَانَ يُوجَدُ كَلِمَة مُرُور قطبت حاجبيها بِانْزِعَاج

كَانَت تُؤَدّ الِاتِّصَال بِأَيّ أَحَدٌ تَسْتَطِيع إيصَال الْهَاتِف لَه

تَنَهَّدْت وَقَامَت بِعَدْل الْحَقِيبَة عَلِيّ ظَهْرِهَا وَذَهَبَت

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رَنَّ جَرَسُ الْبَاب لتتقدم الْخَادِمَة مِنْ الْبَابِ وَتَقُوم بِفَتْحِه

" مَرْحَبًا سَيِّد بيكهيون "

قَالَت الْخَادِمَة بَعْدَمَا اِنْحَنَت وَهُوَ لَمْ يَنْظُرْ إلَيْهَا حَتَّي

" أَيْن أُمِّي "

سَأَل سَرِيعًا لتجيبه بَعْد لَحَظَات تَتَذَكَّر أَيْن آخِرَ مَرَّةٍ رَأَت بِهَا أُمِّه

" أَنَّهَا بالاعلي "

تفادها سَرِيعًا وَصَعِد إلَيّ غَرْفَة وَالِدَتَه

طُرُق الْبَابِ ثَلَاثَةٌ مَرَّات وَفَتْح عِنْدَمَا أَذِنْت وَالِدَتَه بِالدُّخُول

أُلْقِي حَقِيبَة ظَهْرِه عَلَيَّ الأَرْضُ وَأَسْرَع بالارتماء ف حِضْنِهَا وَهِي اسْتَقْبَلَتْه بِصَدْر رَحَّب

أَفْرَغَ مَا بِقَلْبِهِ مِنْ تكتلات فِي حِضْنِهَا وَبَكّي بِقُوَّة

" مَا بِك بَنِي مَاذَا حَدَثَ "

" أُمِّي . . أَنَّا لَا أُرِيدُ الذَّهَابُ مَرَّةً أَخِّرِي هَؤُلَاء الحمقي لَا يَدْعُونِي وشاني "

تَكَلَّم بِصَوْتِه البَاكِي بَيْنَمَا يَأْخُذ شَهْقَة بَيْن الْكَلِمَة والاخري

" أهْدَأ عَزِيزِي وَأَخْبَرَنِي مَاذَا حَدَثَ "

اِبْتَعَدَ عَنْ حِضْنِهَا لِيَمْسَح بِكُم مُلَابَسَة دُمُوعُه بفوفضيه

" تَنَمَّرُوا عَلَيَّ مَرَّةً أَخِّرِي قُلْت لِكَي إنَّنِي لَا أُرِيدُ الذَّهَاب "

رُفِعَت يَدَيْهَا لِتُمْسَح بَقِيَّة دُمُوعُه وتمسد عَلِيّ وَجْنَتِه بِخُفِّه

" وَلَمَّا لَمْ تَرِدْ عَلَيْهِمْ "

بَرَز شَفَتَيْه بعبوس ليردف بلطافه

" لَمْ أَسْتَطِعْ هُم اقوي مِنِّي "

" لَا تَقُولُ هَكَذَا بيكهيون أَنْت قَوِيٌّ وَرَجُلٌ شُجَاع يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ ، بِالْمَرَّة الْمُقْبِلَة مَنْ يَتَكَلَّمُ مَعَك الكُمَّة بِوَجْهِه "

مَثَّلْت أُمِّه شَكْل اللكمه ليبتسم بِهُدُوء

وَكَم كَان شَكْلِه لَطِيفًا

وُضِعَت رَأْسَه عَلِيّ صَدْرِهَا لتطبع قَبْلَه عَلِيّ جَبِينِه السَّاخِن بِسَبَب الْبُكَاء وتنهدت بِقَوِيّ

ظَلَّت تَرِبَت عَلِيّ شَعْرِه حَتَّي هَدّء تَمَامًا ألْقَتْ نَظْرَةً عَلَيْهِ

وَجَدْته نَائِمٌ وَيَتَنَفَّس بِانْتِظَام

اِبتسَمَت بِخُفِّه لِتَقْبَلَه مَرَّة أَخِّرِي

شَرَدَت بافكارها تَتَذَكَّر مَا حَدَثَ مَعَ ابْنِهَا الصَّغِيرَ

وَكَم تُعَذَّب وَهُوَ لَا يَسْتَحِقُّ كُلُّ هَذَا

" سامحك اللَّهُ يَا بيون "

تَنَهَّدْت بِقُوَّة وَنَظَرْت إِلَيْهِ لتاخذه بِعَنَاق قَوِيٌّ وَنَامَت هي الاخري

............................

السَّاعَة السَّابِعَة مساءا

دَخَلَت مَنْزِلِهَا لتغلق الْبَاب وَقَامَت بِخَلْع حذائها الرِّيَاضِيّ وُضِعَت أَكْيَاسٌ عَلِيّ الطَّاوِلَة تَحْتَوِي عَلَيَّ طَعَامٌ وَبَعْضُ الْأَشْيَاءِ الْخَاصَّة بِهَا

دَخَلَت إلَيّ غُرْفَتِهَا لِتَغَيُّر ملابِسَها وَتَغْتَسِل

خَرَجَت لِتَقُوم بتحضير الْعِشَاء لَهَا

أَكَلَت طَعَامِهَا فَأَصْبَحَت السَّاعَةِ الثَّامِنَةِ وَالنِّصْف

أُخْرِجَت بَعْضِ الْكُتُبِ مِنْ حقيبتها حَتَّي تَدْرُس

فَوَجَدْت هَاتِفٌ ذَلِك الْفَتِيّ أَخْرَجَتْه وَنَظَرْت إِلَيْهِ بِهُدُوء قَامَت بِفَتْحِه لِتَنْظُر إلَيّ الصُّورَة

اِبتسَمَت مَرَّة أَخِّرِي قَبْلَ أَنْ تَضَعَهُ عَلِيّ الطَّاوِلَة وَتَقُوم بِفَتْح كَتَبَهَا تَدْرُس قَلِيلًا قَبْلَ أَنْ تَنَامَ
. . . . . . . . .

فَتَحَ عَيْنَيْهِ بِبُطْء يَنْظُر حَوْلَه بِهُدُوء

أَخَذ نَفْس عَمِيق فاشتم إلَيّ عَبِق وَالِدَتَه فابتسم بِهُدُوء وَرَفَعَ رَأْسَهُ فَوَجَد وَالِدَتَه تَنْظُر لَه وتبتسم أَيْضًا

" صَبَاحِ الْخَيْرِ أُمِّي "

قرصت وَجْنَتَيْه بِخُفِّه لتردف

" صَبَاحِ الْخَيْرِ مَاذَا نَحْن الثَّامِنَة وَالنِّصْف مساءاً "

جَلَسَ عَلِيٌّ السَّرِير بِسُرْعَة ليردف بعبوس

" حَقًّا أُمِّي هَل جَعَلْتُك تَبْقَيَنّ هَكَذَا طِوَال هَذَا الْوَقْتِ . . أَنَا آسَف "

اِبتسَمَت لِتَقُوم بِعَدْل خَصَلَات شَعْرِه النَّاعِمَة

" لَا بَأْسَ عَزِيزِي لَقَد نَمَت بِجَانِبِك أَيْضًا "

اِبْتَسَم بِخُفِّه وَأَوْمَأ لَهَا بطفوليه

شَهِق بِقُوَّة فَفَزِع وَالِدَتَه

" هَل قلتي الثَّامِنَة وَالنِّصْف "

" نَعَم وَمَاذَا فِي ذَلِكَ "

" أُمِّي وَقْت مُشَاهَدَة الكرتون الْمُفَضَّل لِي "

نَهَض سَرِيعًا يَرْكُض بفوفضيه إلَيّ غُرْفَتِه

فارتمي عَلِيّ السَّرِير لِيَشْغَل التَّلْفاز جَلَسَ عَلِيٌّ السَّرِير يُرَبَّع قَدَمَيْه وَعَضّ عَلِيّ شَفَتِه السُّفْلِيَّة يُشَاهَد الكرتون الْمُفَضَّل لَه بتمعن وَتَرْكِيز
. . . . . . . . . . . . .

السَّاعَةِ العاشِرَةِ مساءا

أُغْلِقَت الْكِتَاب وَنَهَضَت تتثائب بِقُوَّة دَخَلَت إلَيّ غُرْفَتِهَا لتغلق الْبَاب وَوَضَعَت الهاتفين بِجَانِبِهَا عَلِيّ الطَّاوِلَة

لِتَدْخُل إلَيّ السَّرِير

اِحْتَضَنَت الْوِسَادَة لتغمض عَيْنَيْهَا وغطت بِنَوْم عَمِيق
. . . . . . . . . . . .
قَلْب حَقِيبَتِه إمَام وَالِدَتَه لِيَفْرُغ كُلُّ مَا بِهَا وَلَمْ يَجِدْ هاتفه إلَيّ الْآن

" أُمّي إلَيّ أَيْنَ ذَهَبَ "

تَكَلَّم بتذمر وَهُو يرفس بِقَدَمَيْه ويهتز مِثْل الْأَطْفَال

" أهْدَأ عَزِيزِي وَتَذَكَّر أَيْن وَضَعَتْه "
صُمْت قَلِيلًا يُحَاوِلْ أنْ يَتَذَكَّرَ أَن نَسَاه
ليشهق بِقُوَّة وَصَرَخ

" لَقَد نَسِيتُه بِالجَامِعَة "

أغْرَقَت عَيْنَيْه بِالدُّمُوع وَهُوَ عَلِيُّ وَشَكّ الْبُكَاء لتنهض وَالِدَتَه سَرِيعًا مِنْ عَلِيٍّ السَّرِير

" أهْدَأ . . أهْدَأ عَزِيزِي لَا بَأْسَ سنتصل بِه "

أَوْمَأَ إلَيْهَا بِقُوَّة لتربت عَلِيّ وَجْنَتِه الْيَسَرَي بِخُفِّه حَتَّي يَهْدَأ

أَخَذَت هاتفها مِنْ عَلِيٍّ الطَّاوِلَة وَفُتِحَت مِلَفّ الْمُكالَمات وَاتَّصَلَت عَلِيّ رُقِم بيكهيون

وَهُو يرمقها بتوتر ويقطم أَظَافِرِه

رَنّ مَرَّة وَاثْنَان وَثَلَاثَة وَكُلّ رَنَّة قَلِق بيكهيون يَزْدَاد وَالرَّابِعَة فَتْح الْخَطَأ لِيَظْهَر صَوْت فَتَاة ناعسه
" مَسَاء الْخَيْر "

" مَسَاء الْخَيْر عزيزتي "

" مَنْ مَعِي "

" لَقَد فَقَد ابْنِي هاتفه وَأَظُنُّه إِنَّك مَعَك صَحِيحٌ "

" نَعَمْ أَنَّهُ مَعِي متي اقابله حَتَّي أُعْطِيَه إيَّاه "

" هُو مَعَك بِالجَامِعَة قَابِلِيَّةٌ غَدًا وَأُعْطِيه لَه "

نَفْي بيكهيون بِوَجْهِه سَرِيعًا لتتلثم وَالِدَتَه بِالْكَلَام

" ااه عزيزتي أَسْفَه لَكِن بيكهيون مُتْعِب وَلَن يَذْهَب غَدًا سَأَجْعَل أَخِيه الْأَكْبَر يَأْخُذُه مِنْك غَدًا "

" حَسَنًا سيدتي لَا بَأْسَ سانتظره"

" أَشْكُرُك عزيزتي "

" عَلِيّ الرَّحْب "

أُغْلِقَت الْخَطّ مَعَهَا واغمضت عَيْنَيْهَا بِتَعَب وغطت بِنَوْم مَرَّة أَخِّرِي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

pov yiren

أَقِف أَمَامَ بَابِ الْجَامِعَة وَأَمْسَك بهاتف ذَلِكَ الشَّابُّ الَّذِي فَقْدِه مَعِي

اُنْظُر حَوْلِي بَيْن الفَنِّيَّة والاخري اِبْحَثْ عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْهَاتِف

أَو بمعني أَدَقّ أَخِيه

اتَّصَلَت بِي وَالِدَتَه هَذَا الصَّبَّاح وَقَالَتْ لِي أَنْ انْتَظَرَه أَمَامَ بَابِ الْجَامِعَة وَهَا أَنَا أَقِف

تَوَقَّفَت سَيّارَة سَوْدَاء أَمَامِي تُبْدُوا بَاهِظَة الثَّمَن بِحَقّ

ايعقل أَنَّهُ هُوَ

نَزَلَ مِنْ السَّيَّارَة شَابٌّ يَرْتَدِي تيشرت أَبْيَضُ اللَّوْنِ فَوْقَه قَمِيص أَسْوَد

يَرْتَدِي بنطال جينس يَرْتَدِي نُظَّارِه سَوْدَاء مَع شَعْرِه بُنِّيَّ اللَّوْنِ يَبْدُوَا رَائِع ووسيم بِحَقّ

اتمني أَنْ يَكُونَ هُوَ

أَخْرَج هاتفه مِن جَيْب بنطاله وَبَعْد لَحَظَات وَضَعَه عَلِيّ إذْنِه

اللَّعْنَة أُلْقِي نَظَرِه عَلَيَّ وَلَمْ يُعَيِّرُنِي اهْتِمَام وَنَظَرَ إلَيَّ الْجِهَة الاخري

اللَّعْنَة سيظنني مخبوله لَقَد أَطَلْت النَّظَرُ بِهِ

أَخْرَجَنِي مِنْ شرودي رَنِين الْهَاتِف بَيْن يَدَاي فَأَجَبْت سَرِيعًا

وَمَازِلْت ارْمَقّ الَّذِي أَمَامِي شُعُور يَقُولُ لِي أَنَّهُ هُوَ ذَلِكَ الشَّخْصُ

تَحَرَّكَت شَفَتَاه عَلِيّ حُرُوف كَلِمَة " مَرْحَبًا "

صَوْت بِجَانِب إذْنِي يَقُول مَرْحَبًا هَلْ هُوَ بِالْفِعْلِ

فَأَجَبْت أَنَا الاخري

" مَرْحَبًا "

" أَنَا صَاحِب الْهَاتِف أَيْن انتي الْآن "

قَرَأْت حَرَكَة شَفَتَاه فَعَلِمْت أَنَّهُ هُوَ

" أَنَا هُنَا أَقِف أَمَامَك "

نَظَرٌ لِي فَأَوْمَأْت لَه

اِبْتَسَم بِخُفِّه وَتَقَدَّم مِنِّي حَتَّي تَوَقَّف أَمَامِي

" آسَف لَم الاحظك "

اِبتسَمَت أَنَا الاخري بِخَجَل

" لَا بَأْسَ "

" مَرْحَبًا أَنَا بيكبوم شَقِيق بيكهيون الْأَكْبَر "

مَدَّ يَدَيْهِ ليصافحني فَأَسْرَعَت أَنَا الاخري بمصافحته

" يَرَيْن "

اِبْتَسَم بِالْمُقَابِل لِأَمَد لَه الْهَاتِف

" تَفْضُل هَا هُوَ "

الْتَقَطَه فَقَال
" شُكْرًا لكِ "

اِبتسَمَت بِخُفِّه

" لَا شُكْرٍ عَلَيَّ وَاجِبٌ "

أَصْبَحْنَا نحدق فِي بَعْضِنَا قَلِيلًا وَكُلًّا مِنْ الْآخَرِ يَبْتَسِم

مَا هَذِهِ اللَّحْظَةِ الْغَرِيبَة

" إذَا أَنَا ساذهب لَدَيّ مُحَاضَرَة الْآن "

" حَسَنًا بِالتَّوْفِيق "

انحنيت لَه بِرَأْسِي فبادلني الِانْحِنَاء فَأَسْرَعَت إلَيّ الدَّاخِل

قَبْلَ أَنْ يَتَوَقَّفَ قَلْبِي

جَلَسَت بمدرج بِهِ بَعْضُ الْفَتَيَات والفتيان وَأُخْرِجَت ادواتي

دَخَلَ ذَلِكَ الْأَبْلَه الْمُنْحَرِفُ الَّذِي قَابِلَتُه الْبَارِحَة

يَتَرَنَّح مَع شِلَّة الْفَاسِدَيْن

غَمَز لِي مَعَ اِبْتِسَامَةٌ لعوبه فَقُلِبَت عينياي وَانْتَبَهَت إلَيّ الْأُسْتَاذ

انْتَهَت الْمَحَاضِر فَأَسْرَعَت بِالْخُرُوجِ مِنْ الصَّفِّ

رَجَعْت إلَيّ الْمَنْزِل لِتَغَيُّر ملابسي سَرِيعًا وَذَهَبَت إلَيّ الْمَكْتَبَة

اعْمَل هُنَاك مُنْذ إِنْ أَتَيْتَ إلَيّ هُنَا صَاحِبُ الْمَكْتَبَة رَجُلٌ طَيَّب لِلْغَايَة

" مَسَاء الْخَيْر "

رَفَعَ نَظَرَهُ عَنْ الْكِتَابِ الَّذِي بِيَدِهِ وَنَظَر لِي وابتسامه اِحْتَلْت شَفَتَيْه سَرِيعًا لابادله

" مَسَاء الْخَيْر عزيزتي كَيْفَ كَانَ يَوْمِك "

" بِخَيْر يَا عَمّي مَاذَا عَنْك "

" أَنَا بِخَيْر "

" حَسَنًا اذْهَب الْآن لِتَسْتَرِيح وَاتْرُك لِي الْمَكْتَبَة "

رَبَت عَلِيّ شِعْرِي بِخُفِّه وَتَرَكَنِي وَذَهَب تَنَهَّدْت بِقُوَّة لاجلس عَلِيّ الْكُرْسِيّ

وَأَمَامِي مَكْتَب صَغِيرٌ

مَكْتَبِي يُوَاجِه بَاب الْمَكْتَبَة حَتَّي اسْتَقْبَلَ مِنْ يَأْتِي وَبِنَفْس الْوَقْت يَطُل عَلِيّ الطاولات وَالْكَرَاسِيّ

الَّذِين جلسون عَلَيْهَا حَتَّي يقراؤه الْكُتُب

فَتَحَ بَابَ الْمَكْتَبَة لِأَنْظُر نَاحِيَتِه اترقب مِنْ أَتِيّ

شَهْقَة هَرَبَت مِنِّي بِخُفِّه

أَنَّهُ ذَلِكَ الْفَتِيّ الَّذِي قَابِلَتُه بِالجَامِعَة مَاذَا كَانَ اسْمُهُ . . آه نَعَم بيكهيون

انحني بِخُفِّه وَقَال بِهُدُوء

" مَرْحَبًا "

لَمْ يَنْظُرْ لِي حَتَّي فبادلته الِانْحِنَاء بِخُفِّه أَيْضًا

ذَهَبَت لِيَسْتَعِير كِتَاب وَجَلَس يَقْرَأَه بِهُدُوء تَامّ

نَظَرِيٌّ عالِق عَلَيْه اترقب تحركاته الْغَرِيبَة

يَبْدُوَا عَلَيْه التَّوَتُّر وَالْخَوْف أَلَيْسَ مِنْ الْمُفْتَرِض أَنْ يَسْتَرْخِيَ

نَهَضْت مِنْ مَكَانِي لِأَتَقَدَّم مِنْه

لَاحَظَت أَنَّهُ يُنْظَرُ لِي بِطَرَف عَيْنَيْه وَيَدَيْه الَّتِي تَقْبِض عليّ طَرَفَ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ حَتَّي الْأَوْرَاق

اِنْكَمَشَت بَيْنَ يَدَيْهِ

" هَل اسْت . . "

شهقت بِسَبَب نُهُوضِه السَّرِيع وَمَرَّا مِنْ جَانِبَيْ سَرِيعًا لِيَخْرُجَ مِنْ الْمَكْتَبَةِ

قطبت حاجباي بِسَبَب فَعَلَتْه الْغَرِيبَة

اللَّعْنَة لَقَدْ نَسِيَ هاتفه مَرَّة أَخِّرِي أَخَذَتْه سَرِيعًا

وَرَكَضَت وَرَائِه

" انْتَظَر . . "

رَكَض عِنْدَمَا وَجَدَنِي اتَّبَعَه

" هاتفك مَعِي انْتَظَر "

تَوَقَّف بِمَكَانِه عِنْدَمَا اسْتَمَع إلَيّ جُمْلَتَي فَأَنَا اصرخ بِالْفِعْل

تَوَقَّفَت وَرَائِه الْتَقَط انفاسي بِصُعُوبَة فَهُو سَرِيع بِالْفِعْل

" نَسِيتُه مُجَدَّدًا تَفْضُل "

مُدَّت يَدَي لَه اِنْتَظَرَ أَنْ يَلْتَفِتَ أُرِيدُ أَنْ أُرِي وَجْهَه بِوُضُوح لَكِنَّه يَرْتَدِي كِمَامِه بَيْضَاء

هَل يُعَانِي مِن الانفنونزا أَمْ مَاذَا

سَحَبَه سَرِيعًا وَتَرَكَنِي وَذَهَب

مَا بِهِ وللعنه

رَغِم أَن تَصَرُّفَاتِه الْغَرِيبَة لَكِنَّهُ لَا يَبْدُوَا مُؤْذِي عَلِيّ الْإِطْلَاق

يَبْدُوَا أَنَّه يُعَانِي مِنْ مَرَضٍ نَفْسِي مَا

تَنَهَّدْت بِقُوَّة وَمَازِلْت أُرَاقِب الطَّرِيقِ الَّذِي رَكَض مِنْه

" اللَّعْنَة "

ركضت بِسُرْعَة إلَيّ الْمَكْتَبَة مَرَّة أَخِّرِي فَحَدَثَ بِهَا سَرِقَة مُنْذ فَتْرَة

بَعْدَمَا أَنْتَهِي عَمَلِي ذَهَبَت إلَيّ الْمَنْزِل ومشكله ذَلِك الْفَتِيّ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ رَأْسِي

اتمني أَنْ أَرَاهُ غَدًا أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ مَا مُشْكِلَتَه

End pov

" عَزِيزِي لِمَا أَتَيْت بَاكِرًا "

سَأَلْت وَالِدَتَه حالَما دُلَف إلَيّ الْمَنْزِل

ثُمّ أَكْمَلْت

" أَلَم تُعْجِبُك الْمَكْتَبَة الَّتِي ذَهَبَتْ إلَيْهَا "

خَلَع كمامته وَأَرْدَف بعبوس

" لَا أُمِّي لَكِن تُوجَد فَتَاة شَمْطَاء هُنَاك حَاوَلَت التنمر عَلِيّ "

شهقت بِخُفِّه وَاقْتَرَبَت مِنْه

" لِمَا مَاذَا حَدَثَ "

" مُنْذ إنْ دَخَلْت الْمَكْتَبَة وَهِي تَتْبَعُنِي بنظراتها وَحَاوَلْت التَّقَرُّب مِنِّي لِذَلِك هَرَبَت مِنْهَا "

اِبتسَمَت وَالِدَتَه بِخُفِّه لتتحسس شَعْرِه

" لِمَا تظلمها وَتَقُول عَلَيْهَا شَمْطَاء بِالتَّأْكِيد هِي مُعْجَبَةٌ بِك وَتَوَدّ التَّعَرُّف عَلَيْك "

" مَا الَّذِي تقولينه أُمِّي مِنْ الَّتِي تُرِيدُ التَّعَرُّف عَلِيّ أَنَا مَنْبُوذ "

ضَرَبْت رَأْسَه بِخُفِّه

" تَوَقَّفَ عَنْ قَوْلِ ذَلِكَ أَنْتَ أَوْسَم شَابٌّ رَأَيْته بحياتي وَجَمِيع الْفَتَيَات يُرِيدُون مواعدتك "

" بَل توقفي انتِ الْجَمِيع يتنمر عَلِيّ ويكرهني "

ادمعت عُيُونَه عِنْدَمَا صَرَخ بِوَجْه وَالِدَتَه وَتَرَكَهَا وَصَعِد إلَيّ غُرْفَتِه رَمْي حَقِيبَتِه عَلِيّ السَّرِير

وَفَتْح الخذانه بِقُوَّة وَدَخَل إلَيّ الدَّاخِل واغلقها عَلَيْهِ جَلَسَ القرفساء وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلِيّ قَدَّمَه وَبَكّي بِقُوَّة

تَعَالَت شهقاته وَنَحِيبَه

يَقُولُونَ إنّ الْفَتَيَات فَقَطْ مِنْ يَفْعَلْنَ هَذَا وَإِنْ الرِّجَالِ لَا تَبْكِي وَلِمَا لَا يَبْكُون !

أَلَيْس لَدَيْهِم مَشَاعِر ! إلَّا يَتَعَرَّضُون إلَيّ ضَغَط نَفْسِي ! وَيَحْتَاجُون لافراغه

تَنَهُّدٌ بِقُوَّة وَمَسَح دُمُوعُه بِأَكْمَام قَمِيصَه

اسْتَنْشَق مَاءِ أَنْفِهِ وَتَذَكَّر عِنْدَمَا ركضت وَرَائِه تلهث

" تَفْضُل لَقَد نَسِيتُه مُجَدَّدًا "

قُطْب حَاجِبَيْه بِخُفِّه فَكَيْف عَلِمْت هِيَ أَنَّهُ نَسَاه مُسْبَقا

شَهِق بِخُفِّه وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلِيّ فَمِه وتمتم

" أَهِي نَفْس الفَتَاة الَّتِي أُخِذَتْ هاتِفِي "

هَزَّ رَأْسَهُ يَطَّرِد هَذِه الْأَفْكَار وَفَتْح بَابًا الخذانه لِأَنَّهُ شَعْرٌ بالاخْتِنَاق فَخَرَجَ مِنْ الخذانه وَذَهَب

إلَيّ الْحَمَّام لِيَأْخُذ حَمَّامًا دافئا يُرِيح بِه أَعْصَابَه

خَلَع كَامِل مُلَابَسَة وَفَتْح المرش عَلَيَّ الْمَاءَ السَّاخِنِ وَسَكَن تَحْتَهَا

يَسْتَشْعِر سخونتها عَلِيّ بَشَرَتَه الحليبيه

مقتطفات ظَهَرَت أَمَامَ عَيْنَيْهِ

بَدَلَه بَيْضَاء

يَصْرُخ وَيَتَحَرَّك بِقُوَّة

ممرضين يُحَاوِلُون تهدائته وطبيب يَقِف وَبِيَدِه حُقْنَة مُهْدَاةٌ

كَشَّر مَلاَمِحِه وَأُغْمِض عَيْنَيْه بِقُوَّة

أَمْسَك بِرَأْسِه بِقُوَّة يُحَاوِلْ أنْ يَجْعَلَ هَذِهِ الْمُشَاهَد تَخْتَفِي مِنْ إمَامٍ عَيْنَاه

سَقَط اراضا وَمَازَال يُمْسَكُ بِرَأْسِهِ بِقُوَّة

صَرَخ بِقُوَّة بِسَبَبِ أَلَمٍ رَأْسَه الْحَادّ

ظِلّ يَصْرُخ ويصرخ حَتَّي فَقَد وَعْيِه
......................
فوت + كومنت = بارت جديد

في رعايه الله وحفظه 💕

© BaeKHyun Novels,
книга «مختل ||Psycho».
Коментарі