مُقدِمةّ.
الفَصلُ الأَولّ / عمِيلةّ A3B
بِياتّريس ٢ / كابُوسٌ لعِينّ
بِياتّرِيس ٣ / مِيليسَا المُزيفة
بِياتّريس ٤ / لكُل شيءٍ مُقابّل !
بِياتّريس ٥ / بدأت اللعبةّ
الفَصلُ الأَولّ / عمِيلةّ A3B
بِدايةّ..

-

نيُويُوركّ | الولايَاتّ المُتحدة الأمرِيكيةّ
الساعة الخامِسة والنِصفُ عصراً ..

-

"هذِه غُرفتُك آنسةّ كلاَرك أُمنياتِي بالإقامةَ السعيدة لَكِ هُنا ، خُذِي راحتَك حتىٰ تأتِي السيدَة إيزابيل لتُعطِيك ورقةَ مهامُك و وَاجِباتُك بِهذا المنّزل" قالَ الحارِسّ الذِي لا أعلَمُ إسمه وهُوا يُرِينِي تِلك الغرفة التِي سأُقضِي بهَا أشهُراً مِن الجحِيم ، لمّ أنبُس بشفةٍ لِيُكمِل بهمّس ..

"نصيحة لا تتجرإي وتُغضبِي السيّدة صدّقِينِي لنّ تُعجِبَكّ مُحصِلاتُ ذالك ! إنّها مُخيفة بما يخص العَمل "

"لا يهمّ ، أقصّد شُكرا لكّ" قلتُ بتصحِيحٍ و أنا أرسُم إبتسامة بلهاء علىٰ ثُغري وبالطَبعِ أقلب عيناي داخِلياً ، يبدُو ان هذا الحارِس أسوءُ مِن أختِي كرِيسِي بالنَمِيم ..

دخلّتُ الغرفةَ بعد توديع الأحمَق الذي لمّ يُعرف بنفسِه حتىٰ ، تفحصتُ المَكانّ بعينَايّ وبالحَقيقة المَكان ليسَ سيئ أبداً ، بالطَبعِ هِي ليست بفخَامةَ باقِي أرجاء هذا المنزِل أو القصر إن صحَ القول ..

ولَكِنها جمِيلة ولا ينقصُها شيءٌ بالمُجمَل ، حوائطُها مطليةٌ بالأزرقّ السمائي النَقِي ، سريرٌ فردِي يتوسطها مع خزانة صغيرة للملابّس ، أثاثها كلاسِيكي وعصرِيٌ بآنٍ واحّد ، غيرُ مبتذلة وهذا أفضل جزءٍ بِها ..
ليستّ بذاك الحَجم الهائل ، ولكِنها تسعُ لِي وهذا جيدّ ..أظن ذالك !

تحركّت وأنا أجر قدمايّ ، بالفِعل أنا مُتعباً جسدياً ونفسياً ، هذِه أول مُهمةٍ أبقىٰ بِها مُدة طويلةّ خارّج حُدود مدِينتي العزيزَة ، أنا أعلم بأنها ليستَ نهاية العالمّ ولكِن الوقت الطويلُ الذي سأُمضيهِ هُنا وبِزِيّ خادمة يؤرقُني يبّدُو أننّي سأتَحطَم مِن كثرة العمَل ولنّ أعُود لـمنزلِي قطعةً واحِدة ، هذَا إنّ عُدت !
ألقَيتُ بجسدِي على السرِير وما لبثَ أن شعرتُ بالراحة و ذاك الشعور الجمِيل يستوطِننِي ، أغمضتُ عينَايّ بإرهاقّ وغفوتُ للحظاتٍ عنّ الواقعّ ، اظن بأن هذا تأثير السَفرِ عليّ ، إعتدَلتُ بجلستِي وحككَتُ عينَاي بما أننّي سأبدأُ بالعمَلِ منَ الغدّ فـيجِب علَيّ إستكشافُ المَكانّ جيدًا ..

لِـ التَوِّ فقط لاحظّتُ بأننِي لا أمّلِك مرحاضًا برفقةٍ الغُرفة ، شتمتُ تحط أنفاسِي بسخطٍ على هذا ، اللعنة أنا أكّرهُ مشاركةَ أشيائِي مع الغَير حتىٰ و إن كانَ مِرحاضاً !
تذكرتُ حقيبتِي وأغراضِي ، لأتوجهَ بنظري حيثُ وضعن منّ قِبل ذاك الحارِس النَمّامّ ..

فتحتُ الخزانة وحقيبَتايّ لأبدأ بـ تفريغِهنّ

أفرَغتُ حقائبِي مِن المَلابِس لأُخرجَ ذاكَ الخنّجر المَربُوط بحزامٍ علىٰ فخذِي حيثُ أنّ الحارِس اللعِين لنّ يجرأ علىٰ تفتِيشِي هُناكّ ، شققّتُ بالخِنجر قاعَ الحقِيبتين وهذا هُوا أفضل جزءٍ بأغراضِي ، المُعداتُ الرائعة ! نزعتُ كُتل الصُوف الموضوعة فوقَها بحَيثُ عند تفتِيشِ حقائبِي و إن لمَسوا قاع الحقائب لنّ يشعُروا بالمُعداتّ ..

لمَعتّ عينَايّ بِحمَاسٍ و أنا أُشاهِد أغراضِي اللامِعة ..

"مُسدَسانّ مِن الطِراز الحدِيثّ ، شرِيحة تنصت ، ليزَر بهيئة أحمَر شُفاهّ و سكِينٍي العزِيز الجمِيل ، أيضاً مجمُوعة شرائحُ للهَاتفّ لـ الضرورة ، لباسِي الأسودُ الجلدِي و قُفازاتِي ذاتُ البَصماتّ المُزيفة و بعضُ الإبَر لـ التخدير و أشياءٌ أخرىٰ مللتُ تِعدادَها و ... فقط "

هذا ما كَان يملئُ حقائبِي ذاتُ التصمِيم الذِي لا يُوحِي بوُجُود هذه المُعدَات بالقَاعّ ، أفرغتُ المُعدَاتّ بأماكِنٍ لنّ تتصورُها عقُولُكم البشرِية الضعِيفة !

أخرجتُ حاسُوبِي من حقيبتّه ووضعتُه علىٰ المنضدة بجانِب السرِير ، بالحقيقة لازِلتُ أستغربُ بإنَ التفتِيش هُنا ليسَ بذالِك المُستوىٰ الأمنيّ العالِي ، ولكِن لنّ أستغربَ فقط ! سأخذُ حذرِي فلا بُد منّ أنهمّ يتبعُون الأسالِيب المُلتوية هُنا ، لا يهم

والآن أنا بحاجةٍ ماسة لحمَامٍ باردّ يُبعِد عنّي كُل هذا الحَر والإنهاكّ
خرجتُ من غرفتِي ذاتّ الرقمّ '٥٩' في الطابَقِ الأرّضِي والخَاصّ بالخَدم ، الطابقُ هنَا مُقسمٌ إلىٰ جزئينّ ، قِسمٌ للخادِماتّ و الطَباخاتّ والآخر للحَرَس والخَدم والطَباخِين ، الممَرُ فارِغٌ فـ مِن الواضح بأنّ الكُل يقُوم بأعمَالهّ علىٰ خِلافِي ! ، لا يهُم سأبدَئ مِن الغَد يُفضل ألا أُفكِر بالُهمُومٍ من الآن ..

سِرتُ إلىٰ الجهة اليُمنى من غُرفتي بذاكّ الرواق المملوئ بالغُرف منّ علىٰ الجانبين ، هُنالك بعضُ الأصواتّ الخَافِتة من بعض الغُرف ، المُتهربُون عنّ العمَل بالتأكيد ! ، أكمَلتُ سيّري فلابُد مِن أنّ دَورة المِياه هُنَا أو هُناكّ ، وأخيراً وجدّتُها بجانبّ الغُرفة رقم '٣٧' ، فتحتُها ولقدّ كانَتّ كبِيرتاً وواسِعتاً مع عدة أبوابّ وأحواض غسِيلٍ بداخِلها ، حسناً توقعتُ شيئاً وسخاً أو لا أدّري ولكِنها بالفِعل نظِيفة وجَيدة ! ، وجدتُ فتاتاً بزِي خادِمة تُعدِل مكّياجَها ، نظَرتّ لِي بطرفّ عينِها فلَمّ أُعرهَا لعنةّ ..

عُدت أدّراجِي لـ غُرفتِي لآخذ ملابسِي فتحتُ البابّ ودخلتُ لأُفاجئ بتِلكَ السيدَة بمُنتصفّ الخمّسِينَاتّ جالسةٌ بثوبِها الكلاسِيكِي وملامِحها التِي يملأها مزِيجٌ مِن الوِقار و البُرود ، أزلتُ معالِم الدَهشة سرِيعاً لأقفَ بإحتِرامّ فـ من الواضح مِن أن السيدة هُنا هِي رئيسة الخَدمّ إيزابِيل !

"آنسة كلارّك !" قالتّ ببَعض الحدة وهِيَ تنهَض مِن علىٰ سرِيرِي ..

"أوه~ سيدة إيزابِيل" قُلت ببعضِ الإرتباك
"آسفةٌ لإضطرارِك إنتظارِي" أردفتُ بهدُوءٍ و أنا أُوجِه نظَرِي للأرض

"لا بأس فقطّ لا تُكررِيها ، لا تبقِي واقفةّ عزِيزتِي إجلسِي لنتفقّ !" قالتّ بعدّ أن إنفرجتّ أسارِيرُها مِن إعتذارِي المُفاجئ بالطبع !

تقدَمتُ لأجلِس علىٰ الكُرسِي المُجاور لـ السرير لتجلُس هِي بالمِثل على السرير !

"بالحقيقة لا أرِيد أن تأخذِي فكرة كونِي صارمةً بكُل شيء !" قالتّ لأُفرج عنّ إبتسامة صادقة وأردفتّ

"بكُل شيءٍ إلا العَمَلِ أكيد" وها هِيَ تعدِم تِلك البسمة !
أكمَلتُ صمتِي لتُكمِل ..

"أول أُسبوعٍ لكِ هُنا ستكُونِين بِهِ تحتَ التجرُبة ، بالطَبّع سأُشرِف علَيّكِ بكونِي كبِيرةُ الخدم ! هذهِ هِي ملابِسك يجِبُ علَيكِ الإلتِزام بِها أثناء العمَل" قالتّ وهِي تُشيرُ إلىٰ زِيّ الخدمّ الموضوع بعنايةّ فوقَ المِنضدة أومئتُ لتُكمِل

"يُفضلّ عدَمّ إحتكاكِكّ بكُلٍ مِن سيّدٍ المنزِل و أصدِقائهّ أو أيّ أحدّ أعلىٰ مِنّك مرتبةً هُنا ، إياكِ ثُم إياكّ الثرثرة أثناء العمَل ، أنا صارِمةٌ بخُصوص ذالِك ، و إنّ تمّ قُبولُكِ هُنا بعدَ أُسبوع سيزدادُ راتِبُك بالطَبّع ، و أيضاً إزدِياد و نُقصانّ الراتِبُ هُنا يعتَمِدّ علىٰ نشاطّك وتقّيمِي لَكّ إنّ حدَث و رأيتِي السَيّد بلـاكّ هُنا فَـ يجِبُ عليّكـ ....."
أجلّ وها هِيَ تُثرثِر عنّ اللعنةّ التّي لا أكترِثُ بِها كـالإحترامّ وعدَم مُحاولتِي بإغواء السيّد بلـاكّ أو ما شابَهّ ..

وأخيراً أنّهتّ ثرثرَتَها وهِيَ تتوجّهّ لبابّ الغُرفة

"هلّ هُناكّ أيّ سُؤالٍ آنسة كلاركّ ؟" قالتّ بثباتٍ بعدَ وصولّها للبَابّ ..

"بالوَاقِع~ أجل سيدَتِي ، هَلّ هُنالِك دورةُ مِياهٍ واحِدة لستُون خادمة ؟" قُلتُ بحقدٍ مُبطنٍ بإبتسامة مُزيفة

"بالتأكِيد لاَ ، هُنالِك خمّسُ دوراتٍ للمِياه كبِيرةٌ لَكُنّ ، و أحدُهمّ مُجاوِرٌ لغُرفتّك" قالتّ وهِيَ ترفَعُ حاجِبَها بإستّغرابٍ طفِيفّ

"أوه~ شُكراً سيدَتِي" نبرةُ الغَباءّ تغلبَت عليّ

"أياً يكُن ، وضعتُ لكِ ورقةّ مهامّك اليومِية بجانِب ملابِسّك وبِكُلِ شهرٍ تُستَبدَلُ هَذِه الورقةّ منَ الغدّ ستبدإين ، أُحذرُكّ مِنَ العَبَث مَع السَيّد" قالتّ بنبرةّ تحذيرة وكأنّهَا نهايةُ العالمّ لتخرجَ بعّدَ زرّعِها لبذُورِ كُرهِهَا بِي

بالحقيقة ليّس كُرهاً بالمَعنىٰ الحرفِي ولكّن حقدٌ صغِير بسببّ نظرةّ الإستصغار التّي تُلقيني بها ، لا يهُم

أسرعتُ بأخذِ ملابّس أخرىٰ غيرَ تلك التّي أعطتنِي إياهَا فاليومّ لا يشمَل ضرورة إرتدائِي لهذا الزِيّ ، ترجلتُ خارج غرفتِي لأنظر إلى البابّ المُجاورّ لها من الجهة اليُسرى وبالفِعل لقدّ كانّت دورةُ المِياه ، أوه~ يالا الغبَاء دلفتُ إليها لأجدّ فتاتَانّ بِها ألقَيتُ التحية وإستحممّت سريعاً لأرتدِي ملابسِي المخالِفة لزِيّ الخدَمّ

خرجت من الحمام و دخلتُ غرفتِي مجددَا ، جففتُ شعرِي سرِيعاً لكَيّ لا أصابّ بالمَرض ، عزّمتُ علىٰ استكشافّ أرجاءّ هذا القَصر الآن لآخرج من غرفتِي ومِن طابَقّ الخدَم ، وعندَما لمَحتُ ضوءّ الشمس الذي إحتلّ جمِيع أرجاء هذا القَصر الجمِيل رُسمت إبتسامةٌ بلهاء على فاهِي ، لقدّ شعرتُ وكأننّي كُنت بسجنٍ وتحررّت وذلِك بالطبّع بسببّ كونّ طابقّ الخدم تحتّ الأرض ونادِرةٌ هِيَ أنّ تجدَ بهّ ضوءاً للشمّس ..
لا أستطيع وصف جمَال وفخامةّ هذا الذِي أقلَ ما يُقالُ عنّه قصراً ، حاوَلتُ إخفاء نَظَراتِي البَلهاء والسببُ هُوا وُجُود العدِيد مِن الخادِماتّ هُنا ، ظللتُ أجوبُ المَكانّ وأتفحصّه ، بهذا الطابّق يوجَد العديد مِن الأماكِن الرائعة

كالمَكتبةّ العِملاقة التّي وحتىٰ معَ كلِماتّ السيدة إيزابِيل التحذيرية عنّ أنّها من الأماكِن المحظُور للخدَم إلا مَن يُكلِفها السيدّ بلـاكّ تنظِيفهَا ، ولكِن لكَونِي أنَا 'لِيدِيَـا كلـارك' علىٰ الأقلِ هنا ! لمّ تمنعنِي تحذِيراتُها مِنّ وُجودِي حالِياً داخِل هذِه المَكتَبةِ التّي أقلّ ما يُقال عنّها عمّلاقة وفخمةّ
واللعنَة إنّ كُنت أمّلِكُها لنّ أبرح أرضَها أبدا حتىٰ وإن كانت نهايةُ العالمّ أُقسم ! و إن كُنتم تتسائلُون عنّ كيفية معرفتِي بأنّها المَكتبة سأُخبركُم بأن اللافتةَ العِملاقة فوقَها لمّ تتهَاونّ بإخبارِي

أعلم ، هذا غباء !

ظللتُ أتجَول بأنحائها قرابةَ الرُبعِ ساعة فقَط لأكتَشِف أقسامَها ، العدِيدُ مِن الأرفُفّ وملايينُ الكُتب المُتنوعة تستوطِنُها مزِيجٌ مِن رائحةُ الكُتب وعبَق وردّ الياسمِين يتراقصُ بالهواء مُعطِياً إيايّ شُعوراً مِن النَعِيم ، كُرسِيٌ هزاز أمامّ المِدفئة وبعضُ الآرائك المُريحة للقراءة مع التصمِيم الكلاسِيكِي للحوائط الذي أضفىٰ رونقاً جذاباً ، أخذتُ أتمَعنّ بأنواع الكُتب 'رواياتٍ مِن كل الفئات ، كُتُب سياسية وعلمية وأُخرىٰ لعلمّ النَفس ، أقسامٌ إنّ رأيتُموها ستُجنُونَ لروعَتّها ، يبدُو أن مالِكَ المَنزِل لدَيّه إهتمامَاتٌ أخرىٰ غيّر القتّل والسرِقة وإدارةّ أضخَم مافّيا فِي بريطانّيا وعلىٰ ذكِر هذا قريباً سيتحَطمّ كُل ذالِك المَجدّ والعَظَمة فقَطّ بسببِي أنَا ، إبتَسمّتُ بإستهزاء بعدَ تذكرِي لأسبابّ وجُودي هُنا الآن

أنا لِيدِيا كلارّك أو علىٰ الأقلّ هذا ما يجِبُ أن يُدرِكُوه سأقضِي علَيّك إيڤان بلـاكّ

أياً يكُن الآن يجِبُ عليا كَسبُ ثقةِ الكُل لأُبعِد تِلك الشُكُوكَ مِن حولِي سأصبِر وأُثابِر لأحصُل علىٰ كُل الأذلة التّي لنّ تسمَحَ لهُ بالفِرارّ مِن السِجنّ ولَرُبما حبّل المَشنقةِ أبداً ! سأكسِبُ ثقتَهّ حتىٰ و إنّ عنىٰ ذالِك التقرُب مِنّه فقَط علىٰ طرِيقتِي أنا , بمَا أننِي مِن عُشاق المُطالعة يبدُو أنّ هذِهِ المَكتبة ستكُون مَكانِي المُفضل وجزّئِي السِرّي بِهذا القَصر ، أقصد بالتَأكِيد هُوا لنّ يقّضي كامِل حياتَه بِها أليس كذالِك ؟ حسناً أنا أأمَلُ ذالِك

إستدَرتُ لكَيّ أخرج مِن المَكتبة وعندَ إقترابِي مِن بابِها سمِعتُ وقعَ خُطواتٍ وصوتَ شخصٍ يتحدَثُ علىٰ الهاتّف ، إرتجَف كامِل جسدِي ببعض الخوّف ولمّ ألبثّ ثانيَتانّ حتى وجدّتُ مكاناً لأختبئ بِه وتحدِيداً خلفَ المَكتّب ، بتلكَ المَساحة التّي يُفترض لها أن تكُون للمِقعد المُرافق للمَكتبّ لا تنعتُونِي بالغُباء ولكّن لمّ أجدّ غيرَ هذا المَكان للإختباء إنّ علم المُحققّ ويليامّ بهذا سيقتلنِي يا إلهي أنا سأُكشف من أول يوّم ، فُتح البابّ وأُغلق ثُم سمِعتُ صوتهُ الأجش قائلا

"إياكّ أنّ تفعل هذَا مايّك" ... "حسناً إذاً ، أقِمّ إجتماعاً الليلة لِنُنَاقِشَ الأمّر" مزِيجٌ مِن الحدة والبُرود بصوتّه جعلتنِي أقشعِر

لمّ يبقىٰ سوا صوتُ خطواته فأدّركّتُ أنهُ قدّ أغلق المُكالمة وداعاً أيها العالمُ الجمِيل يبدُو بأن هذِه هِيا نهايتِي !
ولكِن فقَط الهُدوء المُرعبّ هُوا منّ طغىٰ على المَكان

مرتّ الدقائقُ كالسنِينَ عليّ حتىٰ سمعتُ صوتَ خُطواتِه مُجدداً و مِن ثُم صوت فتحُ البابّ و إغلاقهّ بقيتُ هُناك عدةَ ثوانٍ لأتأكدَ من عدَم وجُود أحدّ ، خرجتُ مِن تحتِ المَكتَبّ بحذرّ وبالفعِل لمّ يكُن هُنالِك أحدّ بالمَكتبة تنهدّتُ براحة فيبدُو أنّ الحياة مددَتّ عقدَها مَعِي توجَهتُ إلىٰ خارج المَكتبة بحذَرٍ حتىٰ لا أكشف خرجتُ مِن هُناكّ لأتنفَس الصُعدَاء ، مَلِلّتُ التَجوّل بالمَنزِل ، فالطابقُ الثانِي لم يكُن بِه شيءٌ مُهم غيّر الغُرفة المَحظُورة ألا وهِي غُرفة إيڤان ، والتّي لمّ أتجرئ لأدخلها أعنّي لا زالَتّ الأيامُ أمامِي ~ أظنّ !

وعنّدما مللتُ التجَول بالمَنّزِل ومُشاهدة الخدمّ ينظفون وما إلىٰ ذالك ، هُم واللعنة لم يُلقُوا لِي أي لعنةّ بلّ حتىٰ ولمّ ينظُروا إليّ أساساً ~ لا يهم ، قررتُ إلقاء نظرة إلىٰ الحديقة ومُرفقاتّ هذا القصّر الضخمّ حرفِياً خرجتّ مِنهُ بصعوبةَ بعدَ أنّ سألتُ خادِمَتينّ عنّ مكانّ المَخرجّ ، جُلت بالحدِيقة الجميلة جداً ومنّ ثُم إنتَقلتُ إلىٰ حظيرة الخُيول ، ظللتُ أتجول بين الخيول الرائع ، لقدّ كُتب بمَلفّه أنّهُ مهّوُوسٌ بالخَيّل وكُل ما يتَعلّق بِه ولكِنّ لمّ أتوقع هذا !

أقصد هُنا يُوجد قُرابة العِشرُون خيلاً ، وقفتُ أمامَ خيلٍ أسودّ بلّ حالِك السوادّ لا أعلمُ لماذا ولكنّه جذبنِي هُوا يمّلك هالةً قوية بعض الشيء كانّ ينظُر لِي بإقتضابٍ بعض الشيء مددتُ يدِي لرأسه برويه حتى تلِين نظراتُه ويُعطيني المجالَ لأضع يدِي على رأسه و أُمررهَا عليّه بإبتسامةٍ إحتلتّ مُحياي ..

"يبدُو أنّه أحبَك" قالَ صوتٌ ما لألتَفِت لهّ ولقدّ كانّ شاباً يبدُو أنه بمُنتصفّ العشرِينَ من عُمُره ذُو شعرٍ بنُي مُبعثر وعينانّ زرقاوتَان صافيتَان كلونِ المُحيط

"و أنا أيضاً أحببتُه" تمتمتُ بذالِك بعدَ أن أكمَلتُ تفحصه لألقِي بنظرِ لذاك الخَيّل الساحّر

"يُدعىٰ 'لوسيڤر'" قال لألتَفِت لهُ بصدمة ، أقصد من الأحمَق الذِي يُسمِي هذا الكائن البريئ بأحدّ أسماء الشيطانّ !

"إسمٌ غريبّ" تمتمتُ بعد أن تداركتّ نظراتِي

"أجل بالحقيقة هُوا المُفضل لدىٰ السيّد بلـاك وهُوا منّ نعتَهُ بهذا ، لا زِلتُ أستغرب أنه قد رضَخ لكّ هُوا لمّ يرضخَ أبداً سوىٰ لي والسيّد" رفع حاجبه بإستغراب

"لا تنظّر لِي هكذا ، لا أدري لما أنا فقط وضعت يدي عليه مثلما يفعلون بالأفلام" قلتُ ببرائةٍ رافعتاً كتفايّ قليلا مع تقوسٍ بالشفتان ليُقهقه بخفه

"براندُون ، براندون رايس" قالَ ماداً يدَهُ لأُصافحه قائلةّ

"لِيديا ، ليديا كلارّك" إبتسمتُ للطافتّه

"يبدُو أنكِي جديدة هُنا" قالها كجُملةٍ أكثر من كونه سؤالا

"أجل ، هذا أول يومٍ لِي هُنا سأبدأ بالعَمَل مُنذ الغدّ ، و أنت ماذا تعمَلُ هُنا ؟" قُلت مغيرةً دفةَ الحدِيث

"جيّد ، مثلما تنظرين أنا خيالٌ ليسَ بالمَعنى الحرفِي أنا فقَط أعتنِي بالخُيول هُنا و أخي أيضاً يعمَل معي ، منذُ خمسّ سنِين ونحنُ هنا بالواقع " إبتسم لأردَها لهّ

"جمِيل ، إذاً برادّ يبدُوا أننَا سنلتَقِي كثيراً هُنا"

"برادّ ؟ ،أوه~ لقد راقَ لِي" قال مُطأطِأً رأسه بخجَل لأضحكّ ، هذا الشابُ لطيف وخجولٌ أيضاً

"و أنا سعيدةٌ بذالِك" قُلتُ بإبتسامة

"إذاً ~ مِن أينَ أتيتِ دِيا ؟" باشر بصُنع حدِيثٍ لأُجيب

"دِيا !" قهقهتُ مُبديةً إعجابِي بهذا الإسم "أنا مِنّ واشنّطنّ أو علىٰ الأقل وُلِدت هُناك فأنَا ذاتُ أصُولٍ فرنسية" تمتمتُ بعدَها بهُدوء وإبتسامة

"حقاً ؟ جمِيلٌ بالفِعل ، لاطالمَا تمنَيتُ الذَهابَ إلىٰ فرَنسا" لمِغت عيناه بحماسّ

"يُجدَرُ بِك ذالك حقاً ، و أنتّ ؟" رددتُ السؤال لهُ ليُجِيب

"أنا مِن هُنا ، لقدّ ترعرعتُ بنيُويورّك مُنذ الصِغر معَ إخِي دِيلان وأبِي ، أبِي كانَ يعمَل بكدٍ دائماً لكَي نعِيش بصورةٍ مُلائمة لمَنّ هُم بأعمارِنا " إبتسم ببداية حديثِه لتتلاشىٰ -الإبتسامة- بنهايتِه

اطلقتُ همهمةً صغيرةَ دليلاً علىٰ إجابة ، بالحقيقة لمّ أعلم بماذا أُجيب !

"و أينَ هُوا أخاكّ ؟" سألتُ بعدَ صمتٍ قصِير مُتوتر بعض الشيء !

لمَعتّ عينَاهُ لذِكّر أخاهُ قائلا "هُوا هُنا وهُناكّ"

قهقهت لردّه المُبهم ، قطَع حدِثنَا صوتَ صفِيرٍ لنلتفِتَ لهّ

"كُنتُ أشعُر بأنّ يومِي سيكُونُ مميزًا والآن بعدَ أن قابلتُ هذا الجمَال أدركت ذالِك بالفِعل" أشارَ لِي لأعقد حاجبايّ وأُقهقه على حديثه اللعُوب ، يبدُو أن هذا هُوا أخُ براد فهُنالِك شبهُ كبِير بينَهُما

"لا تُلقِي بالاً لهّ هُوا دائماً هكذا ، لعينّ !" تحدثَ براندُون بسخريةّ لأضحك

"اأُشبِهُك بهذا براندّ" قال ديلان ليقلبَ براندون عيناهّ

"أنتمَا ظَرِيفانّ" قُلتُ ضامَتاً يدايّ لصدّري ، مُبديةً كمِية الظَرافةِ التِي هُما بِها

قلبَا عيناهُما معاً لأقَهقِه تلقائياً ، يبدُو أننّي تحصلتُ على صدِيقانّ بدايةّ جيدةّ !

-بعدَ الحادِيةَ عشرَ مَساءاً-

قضيتُ وقتاً جمِيلاً برفقةِ التوأم ، أجل ديلان وبرادّ توأم ! من كان ليُصدِق ذالك هُما متشابِهين شكلاً ومُختلفَينِ طبّعاً ولكِنها ظريفينّ كثيراً ساعدتُهما بالإعتناء بالخُيول وها أنا ذا عائدةٌ إلى غرفتِي بعد قضاء وقتٍ طويلٍ معهُما ، نزلتُ السلالِم إلىٰ الطابقِ الأرضِي الخاصّ بالخَدم توجهتُ إلىٰ غرفتِي لولا أنّ أحدَهُم سحبنِي إلىٰ أحدّ الغُرفّ وأغلقَ بابَها واضِعاً يدَهُ علىٰ فمِي وخِنجراً وراء ظهرِي

لمّ ألبثّ ثانيةً حتىٰ جهزُت ركبتِي لأضّرِبهُ بقُوةٍ على فخذِه فتزعزع لألتفِتَ لهُ وألكُم كتِفهُ فيُوقِع الخِنّجر ، دفعتُه إلىٰ الحائِط مُخرجَةً خِنجرِي الجمِيل مِن علىٰ فخذِي مُثبتَتاً إياهُ علىٰ الحائط ويفصلُنا الخِنجر فحسبّ ..

"مَنّ أنتّ !" همَستُ بِحدَةٍ لأننّي لمّ أستطِعّ رُؤيتَهُ بالظَلامّ اللعِين وكونَهُ مُلثماً

"لا يهُم ! المُهِمُ هُنا هُوا أنتِ ، عمِيلة A3B " تحدثَ لاهِثاً بصُعوبةَ لأرخِي دِفاعاتِي بعض الشيء

"أكشفّ عنّ نفسّك" قلتُ بهُدوءٍ ليرفع يدَه ويُنزَل اللثامّ

"أنتّ !" تمتمّتُ لأُكمل "لقدّ شككتُ بِك بالفِعل" سخرتّ مِنّه

"حتىٰ سُخريتُكِ جمِيلة ، رِفقاً بقلّبِي"

.
.
__________________

هُولا يا رِفاقّ ❤ ..

أتمنىٰ إنهّ التشابّ والبِداية نالتّ إعجابّكُم ..

بسّ لا تنسُوا الڤوت والكُومنت ، بجدّ أنا متحمسةّ لكُومنتاتكُم وآرائكُم بالبِداية ..

فكرة الرواية جديدة ومُبتكرة وأنا بضمنلكم أنكم ما رحّ تحسو بالمَللّ أبداً وأنتو تقرونّها مِن جمَال وكثرة أحداثها

شُو أكثر شي عجبكُم بالبداية ؟

بالحقيقة هادي أول رواية لِيا على هالبَرنامّج وكمَان أنا عمّ بنشرهَا حالِيا علىٰ الواتبادّ بس هِيَ تقريباً خامّس أعمَالِي و ثانِي عمَل فُصحىٰ لِي ❤

رايكم بطريقةّ السردّ ؟

أنا لساتني بشتغلّ على حالِي ، وبجدّ اتمنىٰ إنو تدعمُونِي فيها ، أنا متشوقة ومتأملة لـ هالرواية كثيير

آسفة على أي خطأ نحويّ أو إملائِي يمكّن تواجهُوه في بياتّرِيس 💜

وكمَانّ بتمنىٰ من أي حدا عجبتُو الستورِي يمنشنّ أصدقائه عشانّ يشُوفُوها كونّها بالبِداية 〽

أنا سِيلا ، وبجد بتشرف بمعرفتكُم كِلكُن 😻

بالنسبةَ لـ التنزِيل هُوا مُو منتظَم ، بس لا تخافُوا أنا مُو مِن النُوع اللي بيتّركّ النَاس مَعلقِين بالنّص ..
وبما إنِي بدِيتها لـ الستوري فـ طبعاً رحّ كمّلها 🙊

سلامّ نلتقِي بـ تشابّ جدِيدّ ❤

© سِيـلآ ہہ ,
книга «بِياتريس ( Beatrice )».
بِياتّريس ٢ / كابُوسٌ لعِينّ
Коментарі