الفلسفة والحياة
طبيعة المشكلة
فن التأقلم
أهمية الروحانيات
طبيعة المشكلة
من الجانب العملي للحياة يكون الإنسان اما مُخططا واما مُتمنيًا، وفي الحالتين إذا لم يحقق مايتمناه أو إذا لم يطبق ماخططه فقد يعتبرها مشكلة؛ لأنه لم يتوقع (توقع منهجي) خارج حدود التمني أو التخطيط،إن رد فعلنا تجاه الوقائع يجر على نحو خال من العقل تماما، فنحن نبني مستقبلنا وفقا لظروف الزمان دون خطة ولا أساسات،ونتركه معرضا للآثار المدمرة للاضطراب الواقع بينها، إذن نحن معرضّين للمشاكل بنسبة كبيرة جدًا سواء كان الشخص فقيرًا أو غنيًا، وعند مواجهة المشاكل يجب أن نفهم (ثقافة المشكلة) وهي: أن لكل مشكلة حل ولكل حل وقت ولكل وقت ثمن ولكل ثمن أثر  ولكل أثر نتيجه ولكل نتيجة تغيرات ولكل تغير (احتمال ظهور مالا نتوقعه) أي (مشكلة جديدة)،  فحالة الدهشة الأوليّة أو الشك الاعتيادي سوف نعيشه بشكل بديهي عند مواجة المشاكل، لكن إن وجهنا الدهشة والشك توجه خاص يهدف الى الإستمرار في التأمل للوصول الى ماوراء معطيات المشكلة الموجودة حينها يسمى هذا التفكير بالتفكير الفلسفي، فهي ضرورة لمن أمعن النظر ثم ركز.

 من جانب آخر ندرك هنا  أن السعادة  ليس معناها عدم وجود مشكلة ؛ فعمليًا إن أردت تنظيف أسنانك ولم تجد معجون أسنان فهذه مشكلة، وإن سعيت الى الحل بتدبير بديل للمعجون فهنا تتولد السعادة الكامنة، أي تكمن السعادة في حل المشاكل وعدم اعتبارها طارئ من الطوارئ،  فالنظرة النهائية لطبيعة حياتك الشخصية أو العملية ستدفعك الى التفلسف التي سيهيئ لك المرونة لخلق بيئة مناسبة ثم فرض الحلول، وفي الحياة العملية ليس هناك مايسمى "ليس لهذه المشكلة حل"  وانما يمكننا القول " ليس هذا الوقت المناسب أو ليس هذا المكان المناسب للبحث عن الحلول او تطبيقها"، فتختلف معايير الرضا عن الحياة من شخص الى آخر وتختلف أنماط التفكير للشخص الواحد في مراحل حياته، وتختلف درجات التكيّف النفسي للإنسان، فلكل واحد منا معايير خاصة تعتمد على بناء الانسان النفسي وتكوينه الثقافي والإجتماعي الذي يؤثر على تفكيره بشكل عام لكن لا يتحكم في التفكير بشكل كلي.

هناك جزء مفيد من المعاناة ، لإن المعاناة هي الواسطة المفضلة لدى الطبيعة من أجل الحث على التغير، وهناك جزء من اللذة حقيقته أن تفهم الألم وذلك بمواجه جميع مسبباته عن طريق تتبع ركائز أحداثه، يعلمنا الألم الانفعالي الناجم عن الفشل أو سبب عاطفي، كيف نتجنب الوقوع في الأخطاء نفسها في المستقبل، فالمعاناة ليست شيء عرضي وجميع البشر يعاني بطريقته الخاصة، بنفس الوقت يجب أن تتقبل وجود آثار المعاناة النفسية وليس معناه أن ترضى وتجعل هذه الآثار السلبية هي المتحكمة، كيف؟ عندما تركز على فكرة أنك لا محاله ستمر بمواقف ألم ومواقف لذة ويجب أن تستعد لهذه المواقف بطريقة عيش الحاضر فهذا يجعلك أنك ستنتهز المواقف الايجابية لتسعد بها.

© محمد بن سعيد,
книга «الحياة الطيِّبة».
Коментарі