التغريدة الصِفر.
التغريدة الأولى.
التغريدة الثانية.
التغريدة الثالثة.
التغريدة الثالثة.
أتشتاق إلى ذلكَ العناق الذي لَم تقدمهُ لي؟

ضممتني وبِشدة؛ لكي لا أسقط.
لكن تحطمت هذه اللوحة الفاخرة بِانزلاق قدمي على المنحدر الطيني.
اِبتلت أطراف تنورتي التي تصل إلى ركبتيّ وساقيّ تلطخت بِكل ما هو مقزز مِن أتربة وما يليه.
على الأقل خصلات شعري لَم يصبها شيء.

أصغيتُ إلى هأهأتك المتتالية على شكل، تكاد تدمع مِن شدة الضحك!

«لا تضحك!»
تفوهتُ بِسخطٍ مغشوش زيفتهُ حتى لا أُصبح بلهاء في نظرك.
ولكنني كنتُ في الحقيقة سعيدة..جدًا، حينما رأيتُ ضحكتك الدافئة شقَّت الراحة طريقها إلى قلبي.

-«دعيني أساعدكِ.»
أخبرتني بِلطف، أمسكت بي لِتساندني على النهوض من هذا المستنقع.

كان في انتظارنا سيارة رثّة جدًا وصدئة.

-«اِركبي.»
عرضتَ عليّ آمرًا، لَم أنصاع إلى أوامرك وبدأتُ أتعفف حتى لا تتنبه إلى ما أضمهُ لكَ بين أوتار وجداني.

ولكنكَ أصريت لأنك لا ترغب في تركي وحيدة هنا حتى يمسكوا بي.
وحينها أعلنتُ موافقتي التي تظنني مُجبرةً عليها.
الخداع هو ما أبرعُ به!

اِنطلقنا لِوجهتنا ولَم يخلو طريقنا مِن الأحاديث المملة والإبتسامات المزيفة والموسيقى العتيقة وقد كانت صادقة؛ لأنك تحبها.

وعلى الرغم مِن ذلك كانت مِن الساعات الجميلة لأنك بِرفقتي.

كان مكانًا يشبه المستودع ولكنهُ مهجور، يقع بِقربه بحيرة ومنتزه قديم.
رفعتَ القطعة المُسطحة الحديدة عن الباب؛ فقد كان مكسور في الأصل.

-«على الدوام ألجأ أنا إلى هنا؛ لذا هو كَملاذٍ لي.»
حكيتَ لي واستنتجتُ عنك.
كنتَ تحب العُزلة، أن تنفرد بِنفسك وتتأمل حياتك.
وهذا ما أغرمني بكَ أكثر.

«إنهُ مهترئ قليلًا.»
نطقتُ بينما أتأملهُ، كان لا يوجد سِوى الصناديق الخشبية الفارغة وبعضها يحتوي على زجاجات مِن الجعة.
وبعض الوسادات الملقية.
حسنًا هو ليس بِذلك الملاذ الباذخ التي تمنيته ولكن الأهم شعوركَ بِالسكينة وأنتَ داخله.

-«أتريدين أن تستحمي؟»
لَم أصدم بِسؤالك؛ فَكانت رائحتي بشعة لِلغاية؛ بِسبب ذلك المستنقع الكريه.

«أجل، بِالتأكيد سَأفعل بعد أن جعلتني أنزلق في ذلك القرف.»
أجبتهُ ألقي اللوم عليه، الأمر محرجٌ بعض الشيء ويجب هو أن يتحمل مسؤوليته حتى نتشارك في الحرَج الذي أشعرُ به.

-«وما دخلي أنا؟»
رديا عليَّ مُستنكرًا إجابتي، رافعًا حاجبك الأيمن يدلُّ على تعجبك.

تجاهلتُ حديثك مُبتعدةً عنك أتجول في الأرجاء، باحثةً:

«والآن أين تقع دورة المياه؟ وأهناك مغطس؟»

سألتكَ لِتنطلق بِاجابتك مُتحمسًا:
«إنها تلك البحيرة في الخارج، يالروعتها!
أليس كذلك؟»

حاولتُ أن أتناسى ما نطقت به مِن بلاهة وأتجرع حنقي لكنني مُهتاجةً ومُحتدة اِنفجرتُ عليك بعد أن أقتربتُ منك:
«اِسمعني جيدًا!
توقف عن قول هذه السخافات، يكفي أنك قمت بِتوريطي مع تلك العصابة المخيفة وحذفتَ بي في حفرة المآزق ولا مفرَ منها.
وما أنا عليه الآن بسببك أيها المُشرد المجهول، جعلتني أنخرط في عالمك القبيح بِسهولة.»

صمتُ أهدئ مِن نفسي، قد تجهل عِلة تلفظي بِهذا الخطاب غير المنطقي إلا أنني أردتكَ أن تكرهني لِأبادلك ذات المشاعر وحينما يتقدر لنا أن نفترق لا أتعذب داخل غرفةً حياطنها لا تسترق السمع سِوى إلى نحيبي وشهقاتي المُتآوهة.

-«حسنًا.»
رددت عليّ تُخاطبني بِقلبٍ شبِم قشعرَني مِن شدة قرِسه.

كنتُ أترقبُ منكَ إحتوائي بَل ضمي إليك حتى إن لَم تتفوه بما يُضرم تلكَ الشعلة في داخلي، الشعلة التي أنماها حبك.

اِسمح لي مشاعري مُتناقضة لِلغاية والأهم أنني أهواك ومالهوى سِوى هلاك.
لذا لِن ولو قليلًا وادرك!

لا يَهم.

أنت لا تفعل ذلك...أبدًا.

تبًا.

يتبع...

© القدّيسةُ الغيداء ,
книга «إلى عصفوري.».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
zoe.rozy
التغريدة الثالثة.
تابعي يا جميلة .. رائعة حقا
Відповісти
2020-08-28 12:48:10
Подобається