الرحلة الاولي -الهارب من خيالي
الرحلة الثانية -الهارب من خيالي
الرحلة الثالثة-الهارب من خيالي
الرحلة الرابعة-الهارب من خيالي
الرحلة الخامسة-الهارب من خيالي
الرحلة الخامسة-الهارب من خيالي
-قبلها بفترة صغيرة عندما كانت تراودك احلام او رؤي سريعة عن شخص مجهول الهوية كونتيه في خيالك يلحق بكي وكنتي تشعرين ان احلامك اقرب الي الحقيقة وتمنيتي ان يظهر لك في الواقع،ما كان ل امنياتك في تلك الليلة الا ان تتحقق،في هذا اليوم من كل سنة يأتي الدور علي شخص ما وتتحقق احلامه جميعها بطريقة اقرب الي الخيال او السحر شئ كهذا..وقد كان الدور عليكي انتي في تلك الليلة.

في الحقيقة كنت ابتلع كلماته تلك كترياق مصنوع من سحر غريب نوعه..ليس من ذلك العالم ابدا ومن المستحيل ان يكون منه..اتمني ان ما افكر به الان ان يكون خاطئ...

لم اكن منتبهة للطريق او الي اين يتجه اياد كان عقلي منشغل بالتفكير لكني عدت الي الواقع عندما شعرت بتوقف السيارة فجأة في مكان مخصص لانتظار السيارات امام المطار!!..نعم عيناي لا تكذبان انه المطار!.

-اياد..لما توقفت هنا؟

نظرت الي اياد منتظرة إجابته ولكن لم يجيب ونزل من السيارة..لانزل انا ايضا خلفه.

-هيا..سوف نذهب.

قالها اياد وهو يضع ورقة كتب عليها "نور منير" ولصقها علي زجاج السيارة الامامي متجها الي داخل المطار..

-انتظر..لا اريد الذهاب.

التفت اياد الي وعلي ملامحه استفهام بسيط.

تقدمت و وقفت امامه وانا انظر بتوتر الي المطار..

-لا اريد الذهاب فانا اخاف التجمعات والزحام ولم يسبق لي ان صعدت الي طائرة من قبل.
ابتسم ابتسامة هادئة قائلا:
-وهذا هو سبب اختياري للمطار ومن هنا سوف نسافر للبلد التي كتبتيها في كتاب المذكرات،اتذكريها؟،ونفعل كل ما لم تفعليه من قبل.
-لن اذهب.

قلت بتذمر عاقدة ذراعي امام صدري علي امل ان يتراجع اياد عن فكرة السفر بالطائرة وان نأخذها عن طريق البر او البحر وليس الطيران...ولكن خاب املي تماما حتي لم يتناقش معي

-اذا فل تبقي هنا وحدك،انا سوف اذهب من هنا والان لم يتبقي علي معاد اقلاع الطائرة سوي ربع ساعة.

انهي كلامه بذهابه من امامي وهو يعبر الطريق الي ان وصل الي المنتصف وعلي وشك الدخول الي المطار..

-واللعنة عليك اياااد انها فكرتي انا..وانا التي اريد السفر ليس انت.

صرخت به بأعلي صوتي ليلتفت الي وعلي وجهه ابتسامة مستفزة جعلتني اريد لكمه بكل قوتي

-اذا فل تأتي..لن افوت ميعاد الطائرة لاجلك انها رحلة لن تعوض.

ذلك الاحمق هو حقا ليس مقتنع بخوفي من الازدحام والتجمعات والاصوات المرتفعة والاشخاص الذي يتحدثون ويتحركون سريعا-هل حقا هذا هو اسوء كوابيسك عزيزتي- توقف عن استفزازي انت لا تساعدني ابدا فل تصمت الان-انتي حقا حمقاء،يجب ان تجربي كل شئ جديد لا تختبئي كالهاربين انها فرصتك فل تذهبي-لكني خائفة كثيرا - في الحقيقة انتي من تستحق اللكمة علي رئسك هذا وليس هو الرحمة منكي فل تذهبي الان هياا- في الحقيقة لم اكن اعلم ما يجب علي فعله لقد اصبحت كالصنم في مكاني-انا اشفق علي وجودي بداخلك انتي تستحقين جائزة اكبر الجبناء في العالم-اليها العقل المستفز فل تصمت انا لست جبانة-بلي انتي كذالك-لا لست كذالك وسوف اثبت لك هذا-انتي جبانة ولن تفعلي هذا-لا جبان هنا سواك وسوف تري ذلك..تحركت قدماي متجهة الي اياد وعبرت الطريق ووقفت بجانبه..تلك هي فتاتي-واللعنة عليك وعلي فتاتك انت اسوء تفكير بداخلي علي الاطلاق...

قاطع شجاري مع عقلي صوت اياد قائلا:

-احسنتي والان هيا.

قالها ببتسامة مرحة مشجعة لي..
لكن لا يعلم كم التوتر الذي انا به وفي الحقيقة كنت اريد ان اختبئ في جيب سترته الي ان ينتهي الامر ونصعد الي الطائرة.."هيا" قالها اياد وهو يمد لي يده لامسكها ونتجه الي الداخل...

صوت النداء في المطار للرحلة الاخيرة الي "النمسا" والتي سوف تقلع الان هو اول ما انتبهت له بعد دخول للمطار لاجد كل شئ يسرع من حولي واياد يجذبني من يدي خلفه الي مكان التفتيش،واعطاء الاذن بالسفر،ودخولنا الي الطائرة والجلوس في مقاعدنا وصوت قائد الطائرة وتحيته لنا جميعا ومضيفة الطيران وتعليمات السلامة وما الي ذلك..

كل تلك الاشياء مضت سريعا؛لم يكن الامر مخيفا الي ذلك الحد كما توقعت، لقد كان الخوف من تجربة الاشياء وحدي ومن دون عائلتي هو الذي سيطر علي، لقد كان كل شئ يأتي لي دون حتي ان اطلبه ولكن ليس هذا ما كنت اريده كنت اريد الاهتمام منهم التحدث معهم كعائلة اريد الشعور ان لي اخوة حقيقين و ابي الذي لم اراه ابدا طوال فترة حياتي التي بعد الثلاث سنوات بسبب انفصاله هو وامي وانا بعمر الثالثة؛ كل ما اذكر من ملامحه التي كنت اتلمسها بيدي الصغيرة هي تلك اللحية الممتزجة شعيراتها باللوني البني مع شعيرات قليلة باللون الأبيض عيناه الناعستان باللون الازرق القاتم كالياقوت والتي ورثتها عنه لمسة بشرته البيضاء الناعمة مع ابتسامته وقهقهته التي تتعالي وهو يرفعني في الهواء ويدور بي وانا اتمسك به اتمني لو اعود لعمر اليوم الاول ل اراه فقط مرة اخري واعيش تلك اللحظات مرة اخري،كم من مرة تمنيت لو كان معي الان لكان اختلف مجري حياتي تماما... اخرجني من تفكيري هذا امساك اياد ليدي وهو يربط عليها بهدوء،رفعت نظري له لاجده ينظر لي مسبقا وقال:

-هو ايضا تمني لو ظل معكي الي الان،كان اسمك هو ما يظل ينطق به لسانه جاكلين في نومه حتي.


اتسعت عيناي علي حديثه هذا وانا احاول النطق بحرف واحد حتي لكني لم استطيع..شربت القليل من الماء الذي طلبته من المضيفة ثم التفت تجاهه وحاولت التحدث بصوت منخفض قدر الامكان لاني حتي ولو حاولت تصبح نبرة صوتي عالية..

-اذا سيد اياد..فل تجيبني علي اسئلتي تلك وبدون نقاش..واحد-من انت وكيف ظهرت لي؟

التفت اياد الي واتجه الي كما فعلت انا وبنفس الطريقة.

-مما مصنوع عقلك هذا؟..

-لا شأن لك،واجب علي اسئلتي.

-بلي لي،كيف تتوقعين انا اجيب علي سؤالك وانا حتي لا اتذكر اسمي وانتي من تطلقين علي ذلك الاسم.

نبرته كانت تجعل اي احد يشك به،اهتزاز صوته عيناه التي لا يستطيع ان يخفي كذبة خلفه تجعل حتي طفل يعرف انه يكذب.

-بلي انت تعرف اسمك جيدا وانت شخص مهم في ذلك البلد وتلك المسرحية لم تعد جيدة ابدا،لذلك اجب علي سؤالي من انت وكيف تعرف ما افكر به وكيف تصل لكل شئ بكل سهولة وكيف تعرفني الي ذلك الحد انت تعرفني بأدق تفاصيلي التي لا اعرفها وما قصة الذي حدث علي الشاطي وكيف تعرف ابي ولما ظهرت لي في ذلك الوقت...اسمك كتب علي جواز السفر ولم يكن اياد او اي اسم فرنسي متداول ابدا..من انت.

نبرة صوتي ارتفعت قليلا مما جعل بعض الركاب بجانبنا يلتفتوا الينا..لكني لم اهتم والسيد الذي بجانبي بالتأكيد لم يهتم ايضا الا انه تحدث بنبرة هادئة تماما.

-حسنا حسنا فقط اهدئي ارجوكي،انتي لا تعلمين اي شي عني وما قد يحدث ان اخبرتك،،ولكن سوف اخبركي بكل شئ بعدما ننتهي من تلك الرحلة وبعد ان انفذ كل ما قد تطلبيه مني وفي اي وقت...

-نعم لكن...ارجوك انت اخبرتني ان اخر ما كان ينطق به ابي هو اسمي،ذلك يعني انك كنت معه ارجوك اخبرني ماذا تعرف عنه هل تعرفه هل تعرف اي شئ عنه.

-انتي الامل الوحيد الذي يجعله علي قيد الحياة الي الان،وانا الوحيد الذي ائتمنني عليكي لذلك انا الذي ارجوكي لن استطيع ان اخبرك اي شئ الي ان اردك الي من ائتمنني عليكي وهو من سوف يخبرك بكل شئ اما...كيف اعرفك بأدق تفاصيلك فهذا لاني قريب لكي لدرجة لا تتوقعيها ابدا وايضا نتيجة لمراقبتي لكي لفترة طويلة ولدي قدرة لقراءة افكارك.

-ذلك يعني انه لايزال علي قيد الحياة صحيح؟..اخبرني هو حي صحيح؟.

تجاهلت كل ما سمعته منه وبدئت الدموع تتجمع في عيناي وانا انتظر اجابته التي قد تحي بقعة حبر بيضاء تضئ قلبي من جديد..وقد خطت البقعة البيضاء بقلبي ما ان اومأ لي اياد...قفزت عليه احتضنته بقوة بسبب السعادة التي جعلتني انسي كل من حولي وما افعله..سعادتي بمعرفة وجود ابي وانه علي قيد الحياة هي كل ما يجعلني سعيدة الان.

ابتعدت سريعا وانا انظر له بتعجب.
-هل حقا كنت تراقبني؟

ابتسم ثم اعتدل في كرسيه ونظر للنافذة بجانبه وانا التي لتوي وجدت اننا اقلعنا-حقا لقد مضي ساعة علي الاقلاع-حقا متي حدث هذا-اجل اجل بالتأكيد لم تلحظي هذا بسبب حديثك وفوتي علينا اجمل شعور قد يشعر به المرء وهو الاقلاع من ارض الوطن -تري ماذا سوف يحدث لو فتحت تلك النافذة لنأخذ سلفي الطائرة..مرحبا..!ايها العقل الصامت اين ذهبت..

-في الحقيقة لن تستطيعي عزيزتي لانك ما ان تفعلي ذلك سوف تسببي كارثة وتجدين نفسك تحلقين في الهواء مع الطيور..وسوف تكوني اول راكب يقوم بعمل كارثة نموذجية في ايقاع الطائرة التي صعد بها

تلك المرة ليس عقلي من اجاب بل اياد..اللعنة دائما ما اتحدث بصوت عالي حتي في تفكيري

© salma _t14,
книга «الهارب من خيالي».
Коментарі