١ . نوروي
٢ . ذنب
٢ . ذنب
-« رصاصة في مؤخرة الرأس ! »

أجابته بعد أن انهت اتصالها بصديقتها

-« أجل كما توقعت كالآنسة شينكو كويو تمامًا »

-« أعتقد انني فهمت ! اخبرتني آمي ان شقيقها قتل بسبب قدرة غريبة كان يمتلكها ! انها بالفعل النوروي ! »

-« أتعلمين ما المختلف ؟ »

-« ماذا ؟ »

-« الضحية شينكو كويو لا تمتلك اية قدرات غريبة ! »

-« ماذا اذًا هل قتلت عن طريق الخطأ ؟ ام ان تشابه طريقة القتل مجرد صدفة و ان هناك سبب اخر ؟ او ربما شقيقها الذي سألته لا يقول الحقيقه »

-« الاحتمال الاخير فلتلغيه فلا يوجد مصلحة له في اخفاء الامر »

-« ربما لم تخبر شقيقها و والدتها عن قدرتها »

-« رغم انني ارشح الاحتمال الاول الا أنه يمكننا ان نأخذ كلامك بعين الاعتبار ! »

-« لماذا ترشح الاحتمال الاول ؟ »

-« اعني انها قتلت بدلًا عنكِ »

-« عـ .. عني ! »

بدأ العرق يتسابق على جبينها فور نطقه بهذه الجملة و قد بدأ جسدها بالاهتزاز خارج ارادتها  بينما عضت على شفتيها بقوة و جحظت عينيها و قد دبت كلامته الرعب في أوصالها

لم تعرف النوروي الا اليوم و حاولوا قتلها اليوم ؟! بهذه السرعة !

-« ما الذي يجعلك تظن ذلك ؟! »

-« انظري .. لقد قتلت هذه الفتاة بعد دخولكِ الى المنزل بلحظات و قد قتلت أمام مبنانا تمامًا هذا يعني انكِ من كانت المقصودة و ليست هي »

إن كان هذا صحيحًا هذا يعني انها بالفعل مصدر اذًى للبعض ، مصدر الم ، مصدر حزن ..

هي السبب في قتل فتاة بريئة في بداية حياتها ..

لكن رغبتها الجامحة في معرفة ماهية الحقيقة لا تزال موجودة ، لا يجب ان تسلم بهذا الامر ، فهو يبقى احتمال لم يوثق بدليل بعد كل شيئ

-« اوني-تشان اريد ان انزل الى الاسفل لأحقق في الأمر »

-« لا ! لا ! لا ! اخبريني ما الذي يدعو فتاة لا تربطها صلة بالضحية و ليست من المسؤولين للنزول الى مسرح الحريمة و التحقيق ؟ فالتفترضي الاحتمال الذي قلته و ان القاتل لا يزال يراقب ، و بفعلكِ هذا سوف يشك بكل تأكيد انه قتل الفتاة الخطأ »

-« لكن .. انا لن استطيع فعل شيئ هكذا »

تحدثت في ضيق

ابتسم ناظرًا اليها ثم تنهد قائلًا :

-« لا تقلقي لقد التقطت بعض الصور للضحية من الأعلى و عن قرب من جميع الجهات ، بهذه الطريقة يمكننا على الاقل تحديد موضع وقوف الضحية عند حدوث الجريمة و المكان الذي أطلقت منه الطلقة »

-« حسنًا فلتخرج الهاتف ! »

-« حسنًا و لكني ارى ان نذهب لطباعتها غدًا لكي نستطيع أن ننظر الى جميع الصور في آنٍ واحد ليسهل علينا ربط الأفكار »

-« اذًا فلننتظر حتى الغد »

جاء الصباح و لحسن الحظ .. لا لم يكن عطلة ، لكنهما تغيبا عن المدرسة ، لن يؤذيهما يومٌ واحد على كل حال ، و لكن هذا جيدًا حيث سيكون الجميع في مدارسهم او اعمالهم و لن يكون لديهم الوقت لنزهة صباحية ، مما سيسمح لهم يتفقد موقع الجريمة جيدًا ..

خرج ميناتو صباحًا في توقيت المدرسة مرتديًا الزي المدرسي بطريقة عادية كي لا يثير شكوك سورا بينما هيكاري لا تستطيع ان تماثله فهي ترافق سورا إلى المدرسة لذلك تصنعت انها تشعر بتوعك في معدتها و لا تستطيع الذهاب الى المدرسة ، بينما انتظرها ميناتو في شارع لا يبعد عن المنزل بمسافة كبيرة

بعد ان أكد لها ان سورا قد ذهبت الى المدرسة ، ارتدت ملابسها و خرجت ..

بدايةً انطلقا الى محل للطباعة ، هنا يمكنك طباعة صورة حبيبتك على وسادتك ربما لتعانقها حين تشتاق اليها ليلًا ( ان كنت لا تسهر معها على الهاتف طبعًا ) ، او طباعة صورة قطتك التي دهستها سيارة الصيف الماضي على كوب القهوة الخاص بك ، او ربما طباعة صور لجريمة ما ..

انتهيا من الامر و استلما الصور ، و الآن الى المكتبة العامة ، فرغم معرفتهما بأساسيات الهندسة و طرق تحديد الاتجاه الذي اطلقت منه الرصاصة و اشياء كهذه الا انهما يحتاجان الا كتاب مفصل اكثر رغم انهما ربما لا يحتاجانه، لكن هيكاري كانت تحتاج الى كتب عن علم الباراسايكولوجي* و تاريخه باليابان و الدول الاخرى و أصحاب قدرات النوروي ..

دخلا الى المنزل و اتجه ميناتو الى غرفته ليقوم إزاحة بعض الملابس عن الأرض لكي يتسع جزء صغير من الأرض ليجلسا و بيني و بينكم ليس لديه مشكلة في الجلوس فوق الملابس هو فقط لا يريد أن توبخه شقيقته عندما ترى ملابسه الداخلية ملقاة على الأرض ..

بينما اتجهت هيكاري الى المطبخ لتحضر لهما شيئًا يتناولانه أثناء تحريات شارلوك هولمز و وادسون ..

-« تفضل ! »

ناولته طبق به شطيرة جبن و وضعت صينية على الأرض بها كوبي قهوة ..

-« فلنجلس قليلًا و نحاول استنتاج شيئًا ما ريثما يصل صديقٌ ما »

-« صديق ؟؟! »

رفعت حاجبًا و عقدت الآخر متسائلة

-« هل اخبرت شخصًا اخر عن هذا ؟! »

اردفت

-« لا تقلقي انه شخص موثوق و سيساعدنا كثيرًا ، لقد اتصلت به أثناء تخضيرك للطعام ! اذهبي الان و حضري شطيرة اخرى و كوب قهوة زائد »

اومأت بالموافقة و وقفت من مكانها و تحركت الى المطبخ ..

سمعت صوت جرس الباب قبل ان تنتهي بدقائق ، حاولت الانتهاء بسرعة كي لا تدع الضيف ينتظر

لكنها سمعت صوت شقيقها داخل المطبخ

-« هيكاري ! ها هو عبقري الرياضيات ، اظن انكِ تعرفينه ! »

التفتت الى الخلف بينما تمسك بالشطيرة ..

-« اوني-تشان لقد قاربت على الانتهاء يمكنكم .. ااااه »

تناثرت قطع الجبن و شرائح البصل و قطع الطماطم و الخيار على الأرض بعيدًا عن الخبز الذي طار مباشرة الى بنطال الضيف

فور ان لاحظ تحديقها الغريب المصحوب باشتعال وجهها حتى ازاح عينيه و ظل يُقَلبها بتوتر حول المكان

كانت اذناها و اسفل وجهها يشتعلان بالحرارة مع تحول لونهما الى اللون الاحمر

انحنت بسرعة الى الاسفل تنظف الارض بعد سقوط الشطيرة هروبًا من عينيه

-« اوه يا للأسف انظر ما حدث لشطيرتك و بنطالك ! »

تحدث ميناتو و لم تفارق وجهه ابتسامته العريضة ..

-« سـ .. سأحضر شطيرة أخرى ! لـ .. لا تقلق ! و يمكنني تنظيف بنطالك ! »

-« لما تصرخين اوني-تشان ؟! »

ميناتو الغبي يزيد من مقدار احراجها !

-« لا .. لا بأس ! فلنذهب ونقم بما هو مهم ، لقد تناولت الافطار بالفعل .. »

تحدث صاحب الشعر الازرق بينما اخطأت عينيه الوجهة فهو يتحدث الى البقعة التي تجاور مكان جلوس هيكاري و ليس هيكاري ..

انحنى الى الارض و جلس يساعدها في تنظيف الارضية بينما هو شارد

عندما شعرت بالمنطقة التي امامها على الارض قد اظلمت رفعت رأسها لتواجهه بينما رفع رأسه في نفس اللحظة هو الآخر ليعيداها الى حيث كانت في اللحظة التالية بينما اللون الاحمر قد احتل وجنتيهما ..

اثناء تلك الاجواء ابتسم ميناتو ابتسامة غريبة بينما عقد حاجبيه مستغربًا من تلك الاجواء الغريبة بين شقيقته الصغيرة و صديقه العبقري صاحب الشعر الازرق ..

جلسوا في شكل دائرة حول مجموعة الصور المرصوصة بالقرب من بعض في شكل عشوائى

-« اذًا سوباراشي-سان هل هناك جريمة ما او شيئ كهذا لقد هربت من المدرسة لانكَ اخبرتَني أن هناك شيئ مهم للغاية لا يحتمل الانتظار »

تحدث تيجامي

-« بالضبط جريمة قتل هذه الفتاة التي بالصور قتلت بالأمس و هي صديقة لهيكاري ، و نحن نريد ان نحقق في الامر و نريدك ان تساعدنا عزيزي يوكي ! »

رد ميناتو بينما هيكاري قد انعقد لسانها ..

-« و الشرطة .. آااه .. سوباراشي-سان ! .. حسنًا ! »

تحدث الفتى بكلمات غير مرتبة و مرتبكة كأنما هي مسابقة " رتب الكلمات و كون جملة " الخاصة بالأطفال ..

-« هل تحدثني انا ام هي ؟ »

تحدث ميناتو مبتسمًا ابتسامة عريضة

-« لا .. لا شيئ ! انا سأساعدكم »

تحدث الفتى بصوتٍ خفيض مرتبكًا بينما يجلس القرفصاء واضعًا يديه بين فخذيه و يدفن رقبته بين كتفيه ناظرًا إلى الأرض ..

تيجامي كان لديه سبب خفي حتى هو غير مدرك لماهيته تمامًا لموافقته .. انه يشعر بشعور غريب تجاه هيكاري ليس حبًا او اعجابًا هو يقسم بذلك ، فنفس الشعور يشعر به تجاه ميناتو يشعر انهما مألوفين ..

لكن رغم هذا هو لا يرتبك بهذه الطريقة عند رؤيته لميناتو ، انه ليس اكثر من اخ اكبر لطيف و مراعٍ ، لا يمكن ان يقع بحبها بهذه السرعة .. بهذه الطريقة ، هذا غير منطقي بالمرة ، من تلك الفتاة الغريبة ؟ .. ، ان كانت هي في مكان ميناتو لكان الامر منطقيًا اكثر فهو يعرف ميناتو منذ زمن بينما لم يعلم ان لديه شقيقة الا عندما رآها بالمدرسة و كان لديها نفس اسمه الاخير فسأله عنها و اتضح انها شقيقته ..

هو لا ينكر انها مختلفة و انه يحب الاختلاف ، لكنه لم يقع في حبها هو متأكد .. ، لكن لما هذا الارتباك ؟ .. ، هيكاري كانت غريبة .. رغم انه كان لديها اصدقاء عكسه تمامًا فهو كان وحيدًا ، الا انه شعر انها لا تنتمي الى هذا العالم و لا تمتد له بصلة من الاساس ..

انه دائمًا كان يريد ان يكون متفوقًا و ناجحًا و كان يسعى و يجتهد لاجل ذلك رغم ما يمر به من ظروف إضافة إلى عمله الجزئى ، لكن هي لم تهتم لتفوق او شيئ كهذا رأى كيف كانت تظل تخربش و ترسم عالمها الخاص في حصة الادب بينما تكون مع معلم الفيزياء او الرياضيات بكل حواسها .. هي اول من تفوق عليه في الرياضيات ..

في امتحانات الفصل الثالث و التي قدم قبلها ببضعة اسابيع .. كانت المركز الذي يليه مباشرة رغم انه متأكد انها لم تتفوق في اي اختبار كان يضعه المعلم لكنها تفوقت في الاختبار النهائي للفصل 

انها تفعل ما تريده و لا تهتم كثيرًا لآراء الآخرين ، لقد أعجبه انها لا تهتم بمظهرها كثيرًا كبقية الفتيات !

لكن هو يقسم هو ليس معجبّا بها !

انها فقط .. مختلفة مثله لا اكثر ..

رغم ان الكثيرون يكرهونها و يعتبرونها مغرورة او متعجرفة كما كان يسمع بينما كانت تعجبهم تلك الفتاة التي ترافقها دائماً التي لا يذكر اسمها ، لكنه رأى كم كانت تساعد من يحتاج بقلب بريئ و نية طيبة ، لم ير انها مغرورة .. هي فقط .. لا تحب البشر مثله تمامًا ..

لكنه يقسم هو ليس معجبًا بها !

و أيضًا هي تبدو اظرف من ارنب رضيع يرتدي زي نادلة حين تصبح وجنتيها حمراوتان و تتبدل اذنيها بشعلتي نار صغيرتين لأسباب مجهولة .. يظن انها ربما تكره الفتيان و تخجل منهم فهي دائمًا تقذف ذلك الفتى الذي يتبعها دائماً ممثل الصف بالالفاظ السيئة و تتجهم في وجهه ..

لكنه يقسم هو ليس معجبًا بها !

-« اذًا ما الذي علي فعله ؟! »

•••

منظور تيجامي

-« سوباراشي-سان ارجوكي اخبريني ماذا تريدين بالضبط ! »

انها نحو الثانية ظهرًا اي ان وقت الدوام قد انتهى ، هذه هي حديقة روزو و التي اجتمعنا فيها مع ممثل صف سوباراشي و الذي لم اعرف اسمه بعد و لست مهتمًا لمعرفته على كل حال ، أعتقد أن هذه الحديقة تقع بالقرب من منزله فنحن من نحتاجه ..

ميناتو-سينباي لم يكن يعرف ان شقيقته اكثر ذكاءً من عبقري الرياضيات بكثير ، لكني اخبرته عن حالها الغريب بالمدرسة ..

انكببنا على مجموعة الصور الخاصة بجثة صديقة هيكاري من جهات مختلفة و دراسة الأماكن المحيطة توصلنا الى  ثلاث اماكن من المحتمل ان تكون الرصاصة قد اطلقت منها ، الى جانب اننا عرفنا مكان وقوف الضحية حين اصابتها ، فقد كانت تقف بالقرب من بوابة المبنى الخاص بها و الذي هو مقابل للمبنى الذي تسكن به عائلة سوباراشي ، بالتأكيد كانت تهم بالدخول و لم تتوقع أن يحدث هذا ، كان علينا فقط تحديد نوع الرصاصة لنعرف مقدار المسافة التي قد تقطعها و يمكن تحديد هذا بواسطة متخصص عن طريق معرفة العمق الذي دخلت اليه الرصاصة و شكل الجرح ، و لكن بما اننا لسنا متخصصين فلم نستطع سوى تحديد مقدار العمق الذي دخلت به الرصاصة عن طريق بعض الحسابات الهندسية التي طبقناها على الصورة التي التقطها ميناتو-سينباي لرأس الضحية ..

اما لماذا نحن هنا ، فنحن هنا لتنفيذ الخطوة التالية ، و التي نحتاج فيها الى طبيب ، انا اعلم ان والداهما طبيبين لكنهما اخبراني ان والداهما لن يسمحا لهما بالتحقيق في جريمة قتل و قد بدا لي هذا بديهيًا ، لذا ها نحن هنا الآن نتفاوض مع ممثل صف سوباراشي

-« ايانو-تشان ان والدتك طبيبة جراحة صحيح ؟ »

لما ترفق أسمه بـ " تشان " ؟!

و ايضا لما تناديه باسمه الاول ؟
كما نتج عن محاولتي في التذكر

-« بالطبع سوباراشي-سان هل تحتاجين الى جراحة ما ؟! هل انتِ بخير ؟ »

هزت رأسها يمينًا و يسارًا علامة على النفي ثم تحدثت مخرجة بعض الصور من حقيبتها : -« احتاج ان اعلم عن نوع الرصاصة المستخدمة في هذه الجريمة »

ابعد اجفانه عن بعضها لثانية ثم رمش عدة مرات ثم ابتسم بطريقة غريبة قائلًا بسعادة مختلطة بالمفاجئة رافعًا وجنتيه الى الاعلى : -« رائع ! سوباراشي-سان كنت اعلم انكِ ذكية للغاية ! هل حقًا تعلمين في الشرطة الفدرالية ؟! »

قلبت عينيها ثم قضمت شفتها السفلى من الداخل ثم اخرجت الكثير من ثاني أكسيد الكربون و بخار الماء من ثغرها دفعة واحدة مظهرة الضجر و هي تقول : -« اولًا انا لا اهتم حقًا ، و لكن مقابل مساعدتك لنا سأعطيك معلومة تمنع سخرية البشر منك ، عزيزي ان الشرطة الفيدرالية توجد في امريكا و ليس اليابان ، و ثانيًا تلك الفتاة في الصور هي الجريمة المختارة لمسابقة تحقيق على الانترنت مما يعني ان هذه الصورة ليست سوى رسم ، هل ستساعدني ؟ »

اعتقد ان سوباراشي-سان تصبح مخيفة عند التصرف بهذه الطريقة

سكن قليلًا و لا اعلم اي جزء بالضبط كان يحاول استيعابه حقًا

تحدث عاقدًا حاجبيه في محاولة للإلمام بجميع جوانب المحادثة : -« حسنًا لا بأس لكن لدي شرط واحد ، هذه المسابقة لها جائزة صحيح ؟ »

هذا الحقير الا يريد سوى المال !

-« هل تريد المال ؟ لا بأس سأعطيك كل ما تريده ! »

لكنه نفى الامر عن طريق حركة خفيفة برأسه ثم تحدث : -« لا سوباراشي-سان لست مولعًا بالمال فلدي ما يكفيني منه ، انا اعني انكِ ستكسبين من ورائي ، لهاذا لدي الحق في طلب شيئ منكِ »

-« تفضل ! »

-« قبليني سوباراشي-سان ! »

هذا الفتى صاحب الجمجمة الفارغة _ الّا من حبة بازلاء _ لقد شعرت بالاشمئزاز من وجهه الذي يشبه الدمى و شعره المرتب الفضي الذي يشبه بواريك اغنياء اوروبا في القرن الثامن عشر منذ ان رأيته ..

هل يحاول ابتزاز سوباراشي الآن ؟!

ان الطلب الذي طلبته منه ليس كبيرًا الى هذا الحد ، انه فقط يعلم انها تحتاج إليه !

انا فقط لا اطيق هذا !

قبضة يدي تريد التحرك من جانبي إلى وجهه بسرعة خاطفة تفقده توازنه إلى جانب انها ستصلح له منظر وجهه القبيح بعض الشيئ

لا يهم ، بالتأكيد سوباراشي سوف ترفض !

هي فقط ظلت صامتة لعدة دقائق طويلة عابسة في وجه الأرض ..

بينما ميناتو-سينباي كان يترقب الإجابة على مضض ، بالتأكيد لن اقبل يومًا ان يبتز احدهم شقيقتي بهذه الطريقة ..

-« موافقة ! »

ضغطت على شفتي السفلى بأسناني بقلة صبر و فجأة شعرت ان هناك حرارة عالية تخرج من جسدي و كأن بعض رجال الكهف قرروا الاحتفال داخل جوفي لشواء قلبي و ربما امعائي فلا اعلم لماذا فقد اصبت بتقلصات معوية ، ربما بسبب شعوري بالاشمئزاز من صاحب اسم الفتاة ذاك ..

فقط كيف تفعل سوباراشي-سان ذلك ؟!

هل تقبل ان يتم ابتزازها ؟!

انا فقط لا يمكنني فعل شيئ ! لماذا فقط ؟!

-« اوني-تشان ! لستي مجبرة على فعل ذلك ! فلنبحث عن طبيبٍ آخر ! »

التفتت بوجه خالٍ من التعابير الى ميناتو-سينباي الذي كان واقفًا خلفها و اقسم انني رأيت العبرات التي تمكنت من السيطرة عليها و ابقائها داخل مقلتيها بصعوبة 

-« ميناتو ! ان كان افتراضك صحيحًا فانا السبب في كل هذا ! ثم .. انها ليست الا مجرد قبلة .. »

تبًا سوباراشي-سان انتِ تعلمين انها ليست مجرد قبلة

ثم ما الذي تتحدث عنه ؟ كيف تكون السبب في موت تلك الفتاة ؟! هل هي السبب في وجودها في موقع الجريمة مثلًا ؟ هل فعلت شيئًا اثار رغبة القاتل في قتلها ؟ هذا غريب ..

كنت اقف متسمرًا في مكاني بينما قد امسك ذلك المعتوه سوباراشي-سان و اجلسها فوق مقعد بالحديقة و قام بتقليل المسافة بين وجهيهما و هي لا تحرك ساكناً بينما تنظر الى اللاشيئ ، لم تستطع النظر الى وجهه البشع حتى ..

لم افهم حتى لما فعلتُ هذا ؟ انا اعلم انه ليس لدي دخل في ايٍ من هذا .. الا انني اشعر بحرارة عالية للغاية تجتاح جسدي و التقلصات المعوية قد زادت بشكل كبير ، و ايضًا .. قلبي يضرب قفصي الصدري بسرعة غبية ..

سحبتها من ذراعها بخفة بيد و حافظت على توازنها عن طريق وضع  يدي الاخرى خلف ظهرها ..

هذبَت ملابسها بعد ان سحبت يدها من خاصتي ثم نظرت الي بوجه فارغ متسائلة بكلماتها فقط : -« ما الذي تفعله ؟! »

هي فقط لم تنظر الي بهذا الوجه من قبل .. لم تتحدث الي يومًا بمثل هذا الصوت الجاف ..

ارسلت اليها كل ما اجتاحني في تلك اللحظة عن طريق نظراتي ..

شددت على يدها باعثًا بها حرارتي ثم تحدثت بصوتٍ خفيض كعادتي ، لكني اعلم يقين العلم انها سمعتني ، اعلم ان سوباراشي-سان في تلك اللحظة سمعت صوت دقات قلبي ، لقد سمعت صوت انفاسي المتضاربة ، صوت حفيف الأشجار من حولنا .. صوت دقات قلبها .. و صوت نفسها الداخلي الذي رفض هذا الامر برمته

هي سمعت كل ذلك لكنها تجاهلته ..

-« سوباراشي-سان ! تعلمين انه ليس عليكِ فعل هذا ! كما قال ميناتو-سينباي .. يمكننا البحث عن طبيب اخر ! ان والدته ليست الطبيبة الاخيرة او الوحيدة في العالم ، و من ثم .. تعلمين ان هذه ليست مجرد قبلة صحيح ؟! .. اعتقد .. ان هذه هي قبلتك الاولى  »

كانت كلماتي الاخيرة في صوتٍ خفيض

انزلت جفنيها على نسبة كبيرة من عينيها حيث يمكنها بالكاد ان ترى الارض بطريقة مشوشة متفادية تقابل اعيننا و ظلت صامتة ..

هذه هي المرة الثانية التي يؤلمني الصمت بها .. ، انا لا استطيع ان اصف شعوري .. ، لا استطيع ان اصف شعورها ، انها فقط فتاة مخلصة لصديقتها لدرجة لا متناهية ، لكن فقط لما لم تترك الامر للشرطة ؟! اشعر بشيئ غريب حول الامر .. لكن ايًا كان اشعر ان عضلة قلبي منقبضة بشكل كبير ، بشكل يؤلمني ..

فجأة وجدتها ترفع رأسها الي و كل من نظراتها و ابتسامتها تبدي ثقتها العالية المفاجئة .. ، ما هذه الثقة ؟ من اين اتيتِ بها ؟! انا مذهول .. تلك الفتاة غريبة .. لقد بثت في داخلي الاطمئنان بنظراتها تلك ..

-« شكرًا لك ! لا تقلق علي انا لن افعل شيئًا اكرهه ! »

لمحتُ انفتاح ثغر المعتوه بسعادة من خلفها

ما الذي تقوله ؟ هل هي واقعة في حب عقل البازلاء ؟!

كيف ذلك ؟! سوباراشي-سان !

لكن لما قسمات الوجه الحزينة منذ قليل اذًا ؟! اقسم اني شعرتُ بروحها الصارخة ، و الآن لا شيئ ؟!

-« هاي انت ! ان كنت تريد تلك القبلة فلتأتي معي ! »

لما تتحدث بهذه الطريقة ؟!

لقد اخذته بعيدًا ! لماذا ؟!

انها في مجال رؤيتنا لكن ليس بوضوح .. لكن لماذا ؟!

رأيتُ ذلك من بعيد .. لقد لثمت شفتاه .. هي من قامت بفعل ذلك !

اظن انني شعرت بغصة في حلقي و مرة اخرى انقبضت عضلة قلبي .. لا افهم السبب ..

بعد ان انهت الامر وقفت عدة ثوانِ تحادثه ثم عادت الينا مبتسمة بعد ان ودعته .. 

-« ان كل شيئ بخير فلنعد الآن »

لا اعلم لما تتحدث ببرود اعصاب هكذا ..

لكن على كل حال فيما يهمني الامر من الاساس ، لم اكن انا من تم تقبيله اقصد من قام بالتقبيل ..

انا لا اهتم بها من الاساس ..

•••

الراوي

انفصلا عن تيجامي فميناتو يقدر ان لديه عمل جزئي في هذا الوقت و أيضًا يقدر انه لا يجب ان يعلم أكثر من هذا

هي لم تفعل هذا ليس لانها لم ترد ان يرى تيجامي تلك القبلة فهو صعب عليها ان يرى الفتى الذي هي معجبة به قبلتها مع شاب اخر ، لا لم يكن الامر كذلك ، بل لانها لم ترد تقبيله مطلقًا ..

هي بالفعل كانت مقدمة على تقبيله بيأس ، لكنها تذكرت النوروي ، يا للحماقة ! ، رغم انها لم تتدرب على استعمالها بعد ، لكنها قررت انه لا ضير من المحاولة ، و بالفعل اقتربت من شفتيه و هي تمثل انها تقبله لكي لا تثير شكوك تيجامي لكنها لم تلمس شفتيه و استخدمت قدرتها لتجعله يفعل ما ارادته بدون شروط ..

عادا الى حيهما مرة اخرى لكي يستفسرا من شقيق و والدة الضحية عن مكان عملها و اي معلومات عنها او اصدقائها و ايضا للسؤال ان كان للضحية اعداء او آذت شخصًا يومًا و بالطبع كانت الاجابات بالنفي ، و انت تعلم بالتأكيد عزيزي القارئ ان الامر ليس صعبًا على هيكاري فلديها النوروي ..

و هكذا اتجهوا الى مقهى شعبي بسيط يقع في الحي المجاور

•••

-« كيف تريدان ان اخدمكما سيدي و آنستي ؟ »

تحدثت النادلة بابتسامة لطيفة تعلو وجهها مميلة رأسها

-« ايمكنكِ ان تجعلينا ندخل المطبخ ؟ »

تحدثت هيكاري مركزة تفكيرها في جعل النادلة تنفذ امرها ..

-« حاضر سيدتي ! فلتتفضلي من هنا »

دخلا الى المطبخ ليبدأ استجواب النادلات و الطهاة عن طريق اسئلة مثل " هل رأيتِ الآنسة شينكو كويو تقوم بتصرف غريب من قبل مثل قوى خارقة او شيئ كهذا ؟ " او " هل اذت شخصًا من قبل او كان أحد يكرهها لسبب ما ؟ " و مرة اخرى كانت الاجابات بالنفي و طبعًا كان عليها جعلهم ينسون امر هذه المقابلة بقدرتها ..

تكرر هذا السيناريو نحو خمسة مرات بعد هذا ..

شينكو كويو لا تملك اعداء او قدرات ، هكذا لم يتبقى سوى احتمال واحد

-« ميناتو هكذا قد تأكدنا انها كانت بديلتي ! »

تحدثت هيكاري في هدوء بعد خروجهما من منزل اخر صديقة لشينكو كويو

-« بالضبط و انا اعلم ما الذي سنفعله ! »

-« ما ... »

لم تكتمل كلماتها فقد سقطت على الارض و قد ترك وعيها العالم ..




يتبع

•••


ما خطوتهم التالية ؟

لماذا فقدت هيكاري الوعي ؟

تيجامي ؟

اي انتقاد سواء في السرد او خطأ منطقي او املاءي

الباراسايكولوجي * : هي عبارة عن علم دراسة القدرات فوق الحسية او الخوارق و تنقسم الى كلمتان بارا و تعني وراء ، و سايجولوجي و تعني علم النفس و بهذا فإن ترجمتها الحرفية تعني علم ما وراء علم النفس .. للمزيد من المعلومات اسأل جوجل

© Rofaida Elesely,
книга «غرباء القرن ٢١».
Коментарі