١ . نوروي
٢ . ذنب
١ . نوروي

لوهلة توقف نابضها عن ضخ الدماء لتتوقف عن التسابق داخل عروقها جاعلة اطرافها تتصلب هي الأخرى تزامنًا مع اسنانها التي تلتهم الجلد الميت فوق شفتيها المتشققتان في سرعة عجيبة تجعلك تعتقد انها لديها رغبة جامحة في شيئٍ ما مجهول و هي تحاول كبحها بصعوبة ، لكن ..

الأمرُ ليس كذلك

كل السبب في التفاعلات التي تحدث بداخل جسدها الآن او توقف عقلها المفاجئ هو انها قد رأت أول تطبيق عملي بسيط _ لكنه قد بث ذرات الرعب الافتراضية في شعيرات جسدها التي استجابت على الفور و اعطت تحية عسكرية مثاليىة واقفة مثل الألف _ لكلمات ميناتو الشقيق قبل عدة ساعات و حسب ! ..

هذه المرأة التي قد غرقت بالكامل في بحيرة الدماء النابعة من الشيئ الهلامي ذو اللون الوردي القابع خلف اسوار جمجمتها المشقوقة ..

تبدو انها لم تقضي كثيرًا من العمر في هذه الحياة لم تبدو سوى امرأة عشرينية بسيطة و هذا ما تأكدت منه بالفعل من شقيقها الذي ما ان استقبلت عيناه المشهد لم يقبل بالمشهد من الأعلى حيث كانو يقفون بالشرفة ، لم تطق تساؤلات عقله الشغوف بكل شيئ غريب ان يبقى هكذا دون ان يذهب آخذًا معه عينيه و عقله للتحري عن الأمر

عندما عاد سحب هيكاري معه الى غرفته و بدأ يعرض عليها نتائج استخباراته السريعة ..

لكن طبعًا بعد ان طلب منها طلبًا غريبًا بدون ان يخبرها بالسبب فهو بالطبع شارلوك هولمز الذي يفعل ما يفعل دون مبرر و يترك وادسون المسكين وسط محيط تساؤلاته ذو الأمواج العاتية العملاقة ليغرق او ينجو ان كان يستطيع السباحة و مواجهة تلك الأمواج الجبارة

طلب منها الاتصال بصديقتها آمي و سؤالها عن الطريقة التي قتل بها شقيقها التوؤم أومي

الضحية تدعى شينكو كويو في الثالثة و العشرون من عمرها تعيش مع والدتها و شقيقها الأكبر في المبنى المقابل لمبناهم و تعمل بمقهًى قريب

عرفتُ الآن كم انت متحمس عزيزي القارئ بسيط العقل لمعرفة ما قاله ميناتو قبل عدة ساعات لكن أولاً يجب عليك ان تكون ملمًا بما حدث قبل عدة ساعات ..

اليوم ..

سوباراشي هيكاري الفتاة العادية البسيطة ..

ذات الحياة العادية البسيطة ..

اصدقاء تعلم انهم ليسوا حقيقيين و لن تراهم مجددًا بمجرد صعودها للمرحلة الثانوية .. مستوى دراسي ليس بمميز او متدني باستثناء الرياضيات طبعًا فهي متعتها الخاصة .. مدرسة اعدادية عادية للغاية و بالمناسبة هي تنتظر حفل تخرج الاعدادية الذي هو قادم بعد شهر و نصف تقرييًا بفارغ الصبر .. تعيش في شقة سكنية عادية للغاية في مبنًى عادي للغاية .. ، كان هناك شيئ واحد فقط قد جعلها مختلفة عن بقية المراهقات في عمرها ، تعيش مع شقيقها شارلوك هولمز الذي يكبرها بثلاث اعوام بالإضافة إلى شقيقتها سورا و التي ستكون بنفس مدرستها لسنة اخرى بعد ثم تتخرج فهي تصغرها بعام .. كل هذا بالطبع لن اخدعك عزيزي القارئ هو عادي حتى النخاع ، لكن ما هو غير عادي كانا والديها ، لسبب ما لم تعرفه " حتى ذلك اليوم على الاقل " كانا يعيشان بالخارج في دولة الإمارات العربية بحجة " العمل " حسنًا قد تسأل ما هو الغير عادي في ذلك و انا سوف ارد عليك بطريقة عادية و اقول انهما طبيبين اذًا فالنقود لن تمثل لهما مشكلة و ستكون حياة عائلتهما الاقتصادية مليئة بالراحة بدون تحمل عبئ الغربة و ألمها ..

لكنها فقط تجاهلت ذلك فقد اقنعها عقلها ان ذلك ليس غريبًا و ان كل ما في الأمر ان الوالدان تهمهما النقود أكثر من ترعرع اولادهم امام اعينهم ، اعني لقد سافروا عندما كانت في عمر الرابعة تاركين اياهم عند خالتهم حتى توفت ، اعني منذ احدى عشر عامًا لا يأتون للزيارة سوى نادرًا !

لقد انقشع الظلام في ذلك اليوم ..

كانت المقدمة التي سلطت الضوء على البقعة المظلمة او بالاحرى التي وضعت قطعة من قطع الأحجية الناقصة في مكانها .. هي ظهيرة يوم مشمس بعد الدوام المدرسي

اليوم ..

اتكأت بمؤخرتها الصغيرة فوق مكتب المعلم داخل الفصل ثم قامت بشبك اصابعها لتجعلها مُستقَر لذقنها و قلبت عينيها مظهرة الضجر بينما تتناقش مع ممثل الفصل عن المشروع الذي سيقدمه فصلهم في المعرض السنوي

يوجد الكثير من الأشياء .. الفن ، الرياضة ، الادب ، ربما عرض مواهب ، معرض علمي ، تصوير ، شعر ، ربما مقهى ، و الكثير للغاية ..

لكن الأمر فقط ..

هذا الفصل العظيم قد وصل الى درجة فشل لا تؤهله للنجاح في ايٍ من هذا ..

إنه يتمتع بدرجة من الكسل تؤهله للفوز في أولمبياد الكسل إضافة الى ذلك هي تعتقد انهم قد دخلوا موسوعة جينيس بالفعل

هي لم تكن تريد ان تصبح ممثلة فصلٍ يومًا ..

حسنًا ربما ديانا المغرورة تلك كانت ستؤدي افضل منها

ما الذي توجب عليهم فعله ؟

اخيرًا ! هيكاري وجدت الحل !

- « معرض فني ! "

لحظة ماذا ؟!

هيكاري لست حشرةً ها !
لا تتجاهلي ما اقوله و تدهسيه ! انتِ هي شخصيتي افهمتي !

لقد قلتُ فوق انهم لن يناسبهم المعرض الفني !

حسنًا هي قد قالت ذلك تنفيذًا لرغبات نفسها الانانية ، فالبطبع لم يتفوق فصلها في الفنون من قبل ، لكن هي تحب الرسم !

بالطبع وافق ممثل الفصل
( الذي لن افصح عن اسمه فهو ليس مهمًا اطلاقًا لكن يكفي ان اقول إنه معجبٌ بها منذ الاول الاعدادي و هذا سبب قرعه الطبول وقت غنائها )

كانت مهمتها البسيطة فقط هي اقناع طلاب الفصل و بالمناسبة كلمة اقناع ترادف في معجم هيكاري كلمة الاجبار فهو معجم يصاب بالملل بسهولة لذلك لا يحب المعنى التقليدي للاقناع فهو يتضمن الصبر

بعد ان جمعت من تبقى من الطلاب من المدرسة في الفصل و جعلتهم يحتشدون امام مكتب المعلم تحدثت بطريقة ضجرة لكن لسببٍ ما خرج صوتها مرتديًا حلة تبديه متعجرفّا ..

و بهذه الطريقة صوبت نحو منطقة حساسة ..

الكرامة ..

هي و العقل مكونان غير ملموسين لكنهما المكونان الرئيسان الذين يكونان الإنسان ..

الكرامة هي كجهاز مناعة افتراضي يعمل عند الشعور بأي إهانة من أي نوع و في كثير من الأشخاص عندما يشعر هذا الجهاز بالاهانة فانه يرسل إشارة للعقل ليأمر صاحبه ببدأ الهجوم ..

و هكذا قد هوجمت هيكاري ..

ربما لم يقم أحد بلمسها فعليًا و لكنها قد تلقت بعض الشتائم المحترمة ، و كانوا بالفعل قد تقدموا عن المنطقة المسموح لهم الوقوف بها ، حاول ممثل الفصل ايقافهم عند حدهم و ظل يقاومهم بصعوبة ، بينما هي كانت واقفة خلفه بعجز و قد استندت بظهرها الى اللوح بعد أن شعرت ببعض الدوار و صداع كان خفيفًا في البداية لكن يبدو الآن ان طالبّا ما من الذين يصرخون عليها الآن قد ارتدى عباءته الخفية و قرر طرق رأسها بمطرقة حديدية ضخمة ..

قلبها يضخ الدم بسرعة رهيبة كما لو انها قد انتهت توًا من سباق الخمسمائة متر ان وجد ، انها تسمع صوته و هو يضخ الدماء بعنف ..

شعرت و كأن جسدها على وشك الاحتراق ، هل الجو حار لهذه الدرجة ؟ ام انها هي مصدر الحرارة ؟ ربما اصيبت بالحمى ..

وضعت باطن كفها فوق جبهتها لتجدها قد تبللت ، انها تتعرق ايضًا ، كانت تلهث منذ عدة دقائق لكن الآن بدت كما لو انها كانت تجري تحت شمس الصحراء حيث لم تشرب ماءً منذ خمسة أيام كما بدا ..

عندما سمع صوت لهاثها التفت اليها بينما توقف الهجوم ليتجه تركيز الجميع اليها ..

-« انتِ بخير سوباراشي-سان ؟ »

اقترب منها بخطًى حذرة حيث انه يعلم عن مدى كراهيتها للمساته ، ابعد كفها ليستبدلها بكفه ليقيس حرارتها ، رغم انه لم يكن بحاجة لذلك فقد كان لون وجهها قد استحال الى لون الدماء ..

-« سوباراشي-سان انتِ تشتعلين ! »

ضعفها في تلك اللحظة لم يمكنها من ابداء اي ردة فعل تجعله يبتعد عنها

باغتها ليضع يدًا تحت ركبتيها و اخرى تحت ظهرها و تجد انه يحملها بين يديه

-« انت ماذا تفعل ؟! »

رغم حالتها شديدة الضعف الى أن كلماتها قد خرجت بنبرة قوية ..

-« يبدو انكِ مصابة بالحمى ، انا ذاهبٌ بكِ الى الحمام ! "

تحدث بينما يقطع الطرقات عدوًا

-« تبًا لك ! دعني ! هل ستدخل حمام الفتيات ! »

ابتسم ببلاهة مظهرًا اسنانه ثم نظر اليها قائلًا : « اي شيئ من أجل هيكاري-تشان ! »

-« تبًا لك ! دعني ! دعني ! »

بينما هي تصرخ ناظرة اليه و هي تطرق على صدره بحدة و تأمره ان يتركها كناكرة للجميل فجأة شعرت أن كل عضلة أو عظمة تصرخ من الألم حيث وجدت أنه ألقى بها ببساطة إلى الأرض منفذًا الأمر كما طلبت أن يتركها

-« حاضر سيدتي ! »

سمعت صوته يتحدث بغرابة و نبرته تبدو كما لو انه يحاول ان يبدو كروبوت

الغريب فقط أنها لم تعد تشعر بشيء باستثناء الم السقوط طبعًا ، لكن الحمى اختفت ، الصداع ، الدوار ، كل شيئ لم تعد تشعر بشيء سوى الم السقطة الذي اختفى في غضون دقائق

نهضت من على الارض و هي تتحسس مؤخرتها ناظرة الى الفتى المتصلب امامها و يبدو أنه ينظر الى شيئ لم تستطع بقدراتها البشرية المحدودة التعرف عليه ..

نادت على اسمه عدة مرات لكنه لم يجب و ظل ناظرًا الى اللاشيئ

لم تهتم كثيرًا و انما انطلقت ناحية الفصل مرة اخرى

حسنًا رغم انانيتها و عدم صبرها و الكثير من خصالها السيئة الّا انها تشعر بالذنب و المسؤولية في بعض الأحيان ( رغم انهم من اجبروها ان تكون ممثلة الصف مع اكثر انسان تكرهه في حياتها )

دخلت الى الفصل من هنا و انطلقوا من هناك

-« اذًا الآنسة بخير ! هل كنتِ تمثلين كي تهربي ايتها اللعينة »

" تبًا اهدئي ! لا تفقدي اعصابك ! "

حدثتها نفسها

-« لما عدتي الى هنا ايتها الغبية ؟ »

" انا اسفة لكنهم لا يسمحون لي بالهدوء ! "

ردت على نفسها

-« تبًا لكم ! ان كنت امثل فلماذا عدت الى هنا ايها الاغبياء ؟! كنتُ سأتناقش معكم فيما تريدون ان تقيموه ، لكنكم فصل فاشل لا يستحق ! انتم ستقيمون معرض فني ! افهمتم ؟! اللعنة ! »

انهت صراخها بينما تستمر في الضغط على خصرها باصابعها و تلقت الرد الغريب

-« حاضر سيدتي ! »

نظرت إليهم نظرات بتعجب ثم ابتسمت

« لم اتوقع ان يطيعوني بهذه السهولة ! ، و سيدتي ايضًا ! اليست هذه كلمة الغبي ؟! توقفوا او سأصبح مغرورة ! »

تحدثت بصوتٍ خفيض مخافة ان يسمعها احد

لكن على كل حال لم يكونوا ليسمعوها فهي لا تعتقد ان وعيهم لا يزال موجوداً في هذا العالم يحرس أجسادهم ، انهم يفعلون مثله تمامًا ينظرون الى اللاشيئ ..

قبل ان تفكر بالخروج من الصف لتتأكد ان كان لا يزال يقف متسمرًا في الردهة يلعب لعبة التماثيل سمعت صوته خلفها قادمًا من ناحية الباب : - « سوباراشي-سان ما الذي حدث ؟! الم تكوني مريضة ؟! اتذكر انني كنت احملكِ و .. لا اتذكر بعد .. »

قال بقسمات وجه متسائلة بينما يفرك فروة رأسه مبعثرًا خصلات شعره المسترسل شبيه الفضة

سألت بينما تعجب نظراتها قد تقوق على نظراته : - « ألا تتذكر ؟! »

هز رأسه للجانبين علامة على النفي ثم ما لبس ان نسي الأمر تمامًا حيث رأى افضل من ذلك ليشغل عقله به

- « لحظة ! دعكي من هذا سوباراشي-سان ! ما الذي حدث لعينك ؟! كنتِ منذ قليل مصابة بالحمى و الآن ماذا ؟! هل قام احد الطلاب بلكم عينكِ ؟! ثم ما تلك الدوائر الزرقاء الغريبة داخل مقلة عينكِ اليمنى ؟! هل هذا نوع جديد من عدسات العين تستخدمه الفتيات ؟! لكني لم اركِ ترتدينه الَّا الآن ! »

هكذا وقفت للحظات تستوعب ما يتحدث عنه و بالفعل لم تستوعبه حتى اخرج هاتفه و وضعه امام عينها بينما هو مغلق ، لم تستطع الرؤية جيدًا لكنها رأت .. ، و قد كان بالفعل كما قال دائرتين في مقلتها اليمنى بينما جفنيّ عينها اليمنى العلوي و السفلي مصطبغان باللون الازرق كما لو كانت عينها متورمة ، لكنها ليست متورمة و هي تقسم !

هكذ انطلقت نحو الحمام لتتأكد امام المرآة و قد نالت مرادها ، هذا حقيقيٌ مائة بالمائة

قررت تغطية تلك العين بغرتها ، حسنًا هي نفسها قد ارتعبت من المنظر ، ماذا عن الشارع ؟ تعني حتى القطة التي تموء بجانب منزلها ليلًا ستلاحظ ، هي لا تحب ان تسلط الأضواء عليها ، انها تؤلم عينيها ..

عندما جلست مع شقيقيها قد لاحظا بالفعل أمر " تغير التسريحة "
« هيكاري لما غيرتي تسريحة شعرك ؟ »

سأل ميناتو

« انه شيئ تحب الفتيات فعله بين الحين والآخر »

قهقه بصوتٍ بدا لها مقرفًا ثم ظل ينغز جبهتها بطرف ملعقته ساخرًا بابتسامة جانبية : - « انتِ قلتِها الفتيات و ليس انتِ شقيقتي العزيزة ! »

« اسمعتي ما تقوله سورا ! "

اردف و قد نقل نظره الى سورا الجالسة بينهما و التي قد توقفت عن تناول الطعام و ابتسمت ابتسامه صامتة منتظرة ان ترى المعركة

لكنهما قد تفاجئا من عدم حدوث شيئ ، بل كان التفاعل سلبيًا

قامت من على الطاولة تاركة طبقها في محله و ولتهما ظهرها قائلة بهدوء : - « لقد انهيتُ طعامي ، انا ذاهبة الى غرفتي ، اتركاني و شأني »

راقباها و هي تذهب بدون ان ينبسا بحرف و انتظرا حتى اغلقت باب غرفتها ، ثم التفت كل منهما الى الآخر في نفس اللحظة بوجهٍ مستعجب

« تبدو غريبة صحيح ؟! »

« اجل ان كانت طبيعية كانت لتكون فوق رقبتك الآن اوني-تشان* ! »

« أجل اعتقد ان عليّ الذهاب لأراها »

« افضل اخ ! هل آتي معك ؟ »

« لا ! اغسلي الأطباق و هي ستكون بخير ! »

ابتسم ابتسامته الجانبية الساخرة للمرة الثانية في هذا الفصل

ذهب اليها و بالطبع رفضت دخوله لسببين الاول انه اخٌ متدخل ، و الثاني انها لا تريد إشغاله عن دراسته بأمورها ان كان مرضًا ما ، ستعتمد على نفسها في البحث عن الطبيب و العلاج ..

لكن بالنهاية قد دخل و قيد معصميها جيدًا بيدٍ و أزاح غرتها الى الجانب باليد الأخرى ..

ان كان هذا مرضًا خطيرًا فلن يقتلها قبل أن تقتلها نظراته المرعبة

لِما توقف وجهه عن ابداء اية ملامح للحياة ؟ ، عينيه قد جحظتا للأمام و انفرجت شفتيه ثم بدأ بضغط اسنانه فوق بعض بقوة فكاد يجعلهم ينفقون طائل الاموال على طبيب الأسنان ..

لم ينبس بحرف مما جعل امواج قلقها ترتفع فتكاد تغرق جسدها

-« هل هو مرض خطير ؟ »

تحدثت بعد ان كادت اسنانها ان تجهز على لسانها من القلق

رفع كفه ببطئ ليصبح في مستوى كتفه ثم جعل اصابعه تتدلى الى الاسفل باستثناء سبابته التي جعلها تشير باستقامة نحو عينها المصابة بنفس الوجه الخالي من اي تعبير

-« اوني-تشان تحدث انت ترعبني ! »

-« عينُكِ .. ماذا بها ؟ »

-« انا لا اعلم ! ظننت انك تعرف الإجابة بعد ان اظهرت هذا الوجه المخيف ! »

-« نوروي ! »

نطق الكلمة الغريبة بهدوء غريب كما لو كان ليس في وعيه او شيئ كهذا

- « من نوروي ؟ هل هي الشيطانة التي سكنت عيني »

-« لم اتوقع هذا ، انها نوروي بالفعل على حد علمي »

كان شعورها بالقلق يرتفع كلما ازداد الوقت الذي يتصرف فيه بهذه الغرابة الغريبة

-« اوني-تشان تحدث ! هل هذا اسم المرض ام انها شيطانة ؟ »

رفع كفه لبغطي بها عينيه بحزن ثم تحدث بصوت بدا عليه الم شديد : -« انا فقط لا افهم ! لما انتِ ؟! ظننت انه انا ! ، لماذا شقيقتي الصغيرة ؟! انا لم ارد هذا ! »

-« طفح الكيل ميناتو فلتتحدث ! انت تقلقني ! »

شعرت به يحيطها بذراعيه بطريقة مفاجئة و يضمها اليه و يدفن رأسه في اكتافها

-« اوني-تشان هذا يكفي ، فلتخبرني هل سأموت قريبًا ؟ »

ما هذا الصوت الخفيض الذي تسمعه ، ايضًا ربما كتفيها ابتلا بسائلٍ ما

-« ميناتو هل تبكي ؟! »

من بين شهقاته الخفيضة التي بالكاد سمعتها تَحَدث : - « اوني-تشان هل تعرفين لماذا يعيش والديْنا في دولة الامارات العربيه ؟ »

بدا السؤال غريبًا لكنها اجابت بسرعة : -« يحبان النقود »

-« لا ! »

رد عليها بنفس تلك النبرة التي تدمي قلبها ، شقيقها الذي يذيب آلامهم دائماً بابتسامته يبكي ؟ لماذا ؟ ما علاقة الامر بوالديها و سفرهما خارجًا ؟

-« هيكاري كنت اعلم انكِ تفكرين بهذه الطريقة ! اعلم انكِ لا تحبين والدينا ، بسبب هذا ، لقد ظننتِ انهما فضلا النقود على ابنائهما و ابتعدوا عنهم في سنٍ صغيرة لسبب تافه »

رفع وجهه المبتل بالدموع و انفه الذي أصبح يشبه الجزر ليواجه وجهها بملامح قد آلامتها رغم انها لا تفهم شيئًا و اكمل قائلًا : -« لكن هذا خاطئ ! انهما يحباننا الى ابعد الحدود و لكن الامر فقط انهما لو لم يفعلا ذلك لما كان لديكِ والدين تكرهينهما الآن ! »

-« ما الذي تتحدث عنه ؟ »

-« والدينا قد سافرا هربًا من حكم اعدام قد اصدر عليهما ! »

ابدت ملامح مستغربة لكنها لم تنبس بحرف و انتظرته ان يكمل

-« و السبب هو النوروي ، لقد امتلك والدي النوروي و والدتي كانت تساعده على الهرب ، وجب على كل شخص يمتلك هذه القدرة مغادرة الحياة ..

ما اعرفه عن هذه القدرة هي انها تسمى علميًا بالقدرات فوق الحسية و يستخدمون مصطلح ( psionics ) للإشارة اليها بالانجليزية و لكننا سميناها في اليابان نوروي لأنها تمثل لعنة بالفعل على صاحبها حيث يجب عليه الموت لمجرد انه ولد مختلف ..

في بعض البلدان يجرون التجارب العلمية على اصحاب هذه القدرة مثل الولايات المتحدة و دول أوروبا لانها دول متقدمة بينما في الدول العربية لا يوجد هذا لذا ذهبوا الى هناك و بالتحديد الامارات لان وضعها الاقتصادي جيد و هي تعتبر دولة حديثة و متقدمة مقارنة ببقية الدول العربية ، و قد ساعدهم صديق والدي على تغيير اسماءهم الاخيرة و نحن نعيش باسم والدي الجديد

تنقسم هذه القدرة الى ثلاثة انواع على حد علمي و كما قرأت التخاطر و التنبؤ و الاستبصار و العلامة التي في عينك و اللون الازرق حول عينك هما علامتيها

و أخيراً لقد افترض والدي انني سأرث هذه القدرة لأنني الابن الأكبر و لهذا السبب قد اخبراني لكي اخبرهما ان ظهرت علي

أخبريني ما هي قدرتكك بالضبط اروي لي كيف اكتشفتها »

روت له كل شيئ و انهت حديثها باخباره عن تخمينها لنوع القدرة الذي تمتلكها

-« .. لقد كانوا يقولون عبارة " حاضر سيدتي " لذلك ببساطة قدرتي هي السيطرة على عقولهم و جعلهم ينفذون اوامري ، كما اعتقد ان هذا يدخل ضمن التخاطر حيث ان الامر له علاقة بعقل احدهم »

-« أجل اعتقد ان كلامكِ معقول »

-« و الآن ماذا علي ان افعل ؟ هل علي السفر انا الأخرى ؟ »

-« انا اعتقد ان هذا هو الحل الامثل و لكن .. »

لم يستطع إكمال حديثه فقد اوقف صوته صوتها في منتصف الطريق الى اذنيها

-« لا ميناتو ! لن اذهب ! ان ذهبت فسأكون انانية لا افكر سوى في حماية نفسي وحسب ! ، انت قلتها بنفسك ! هناك اخرون يمتلكون هذه القدرة ، و هم يختبئون او يعدمون ، نحن حتى لا نعلم لما يفعلون هذا ! هل هو الخوف ام شيئ اخر ؟ و ان كان الخوف يجب ان نتحد معًا و نري الجميع اننا لسنا سيئين يمكننا افادة البشرية بقدراتنا و ان كانشيئ اخر فسنواجهه معًا ، فقط احتاج إلى معرفة المزيد عن هذه القدرة و التدرب عليها ، ثم سوف اجمع فريقًا من أصحاب النوروي ! و الآن اخبرني ما كانت قدرة ابي ؟ »

امسك رقبته ثم ابتسم ناظرًا الى الجانب قائلًا : -« كنت اعلم انكي لن تقبلي بهذا ، انتِ فتاة رائعة اوني-تشان ! »

-« ما هي قدرة ابي ؟ »

نظر اليها و لا تزال ابتسامته على وجهه

-« كان يستطيع نقل الأرواح ! »

-« هذا رائع ! »

-« اعلم ! »

-« اعتقد ان هذا يندرج تحت الاستبصار فهو رؤية الموجودات اللعيدة او التي هناك حاجز بينها أو ربما سماع اصوات بعيدة او ربما الشعور بالحرائق عن بعد و ربما التحكم في كل هذا فالارواح و الأجساد من ضمن الموجودات »

شرح ميناتو

« فهمت »

« عليكِ التدرب علي كل ليلة ! و سوف احاول ان احضر اليكِ الكتب التي تتحدث عن الامر ، و لن اخبر والدي و تذكري ان على عاتقك حماية كل المقربين منكِ »

انهى حديثهما الباب الذي فتحته سورا مُعْلمة إياها ان صديقتها تتصل بها

عندما ردت عليها علمت مقدار خطأها في امر المعرض الفني فقد طلبت منها صديقتها _ التي لم تكن موجودة في المدرسة في اثناء اصدارها لهذا القرار _ ان تأتي الى منزلها و تعلمها الرسم فهي متفوقة و ترغب ان تظهر كموهوبة ايضًا ! ياللسخافة ! ما الذي يجبرها على الذهاب حتى ؟!
لكنها ذاهبة ..

لن اقول ان تلك الرحلة لم تكن مهمة بل على الارجح كان عليها ان تشكر سوكي على طلبها السخيف ذاك ..

بالفعل هي قابلته بعد مدة طويلة بالنسبة لها شهر ربما ، بالفعل تمنت رؤيته من مكان سحيق في اعماق قلبها لكنها اجبرت قلبها على نسيانه فهي لم تعرفه سوى شهرٍ واحد فقط ، حقًا لم تتوقع انها سريعة في الوقوع في الحب بهذه الطريقة ، او ربما الوقوع في الاعجاب ؟ لا تستطيع تسمية مشاعرها حبًا هي لا تعرفه جيدًا حتى ، على العموم لقد رأته في القطار ..

كانت تقف في القطار تفكر كالعادة و ..

لحظة !

استطيع معرفة انكم تتسائلون عن من هو الآن

حسنًا .. تيجامي يوكي الفتى ذو الشعر الازرق ..

هذا الفتى قدم الى مدرستها في نهاية الفصل الثالث و رحل بعد بداية الفصل الاخير بشهر و نصف اي منذ شهر ، و السؤال هنا هل وقعت في الحب بهذه السرعة ؟!

الحق يقال هذا حقها فهو قد فاز بقلوب غالبية الفتيات في تلك المدرسة ، هو فتًى وسيم بالفعل ، لكن هذا ليس السبب ، انها لا تنجذب للأشكال فعليًا و ان كانت لا تنكر انها تحب وجهه و لكن بطريقة ما بدا مألوفًا ، كان لطيفًا رغم ظلامه القاتم ، لم يتحدث مع احدٍ ، لكن بدا ان في جوفه الكثير ، عينيه الباردتان مثل اعماق المحيط بدا ان داخلهما محيطًا امواجه هائجة بالفعل ، تيجامي كان وحيدًا اصدقائه هم سماعات اذنه و كتابه ، هما رفيقا كفاحه الذي بدا طويلًا لم تجرأ سوى على ارسال اليه بعض النظرات احيانًا و يا ويلها حين كان يلاحظها ، لا بالتأكيد لم يكن ينظر اليها ، لا تبتعد كثيرًا بخيالك عزيزي القارئ ، انها ببساطة نظرت الى تيجامي على انه لغز بينما رأته باقي الفتيات الوسيم ذو الشعر الازرق ..

لاحظت تجمعًا بشريًا عند نقطة ما في القطار  لم تهتم كثيرًا فهي لا تحب الزحام على كل حال ، لكن عندما جاءت محطة سوكي و نزلت من القطار رأت مشهدًا يناسب فيديو في يوتيوب و عنوانه شاهد اغرب مشهد قد تراه في حياتك ، فتًى شاب بشعر ازرق يعتكز على رجل مسن .. 

انطلقت بخطًى سريعة نحوه

-« تيجامي-سان ! هل انت بخير ؟ »

نظر اليها الفتى لثانية بدون ان يتحدث و رمش عدة مرات ثم تحدث : -« سوباراشي-سان ! »

-« انتَ بخير ؟! »

-« أجل انا في افضل حال ! »

-« لا اعتقد ذلك ! »

وجه شاحب ، عينان حمراوتان متورمتان ، بالكاد يستطيع المشي ، بدا لها انه لم ينم منذ وقتٍ طويل ..

-« حسنًا انا بالفعل لم انم منذ خمسة ايام و ثم اغمي علي بالقطار »

كان هو اذًا نقطة التجمع البشري

-« سأوصلك الى منزلك ! شكرًا لك سيدي انا زميلته يمكنك الذهاب ! »

-« لا ! .. لا داعي ! »

-« هيا بنا ! »

تحدثت بعد وضعت ذراعه فوق كتفها و استعدت للمشي

و اتضح لها بالنهاية ان المبنى الذي يسكن به هو نفس المبنى الذي تسكن به سوكي صديقتها ..

عندما عادت و دخلت الى غرفتها لتستريح قليلًا سمعت ذلك الصوت المفزع ..

صوت امرأة تصرخ و تبكي بصوتٍ جهور منادية اسم فتاة ما

انطلقت الى الشرفة لترى شقيقيها هناك يشاهدان ..

امرأة عشرينية بسيطة يتوسط جسدها الشارع بينما بركة الدماء تتدفق من رأسها ..

•••

هلو سلام عليكم

فصل طويل بس هل ممل ؟

اي اخطاء :

منطقية

لغوية

كلمة تدي معنى احسن من كلمة تانية


بشكر البنت القمر اللي رسمتهم ليا ديجيتال مش عارفه حسابها ان كان موجود هنا بس اسمها اميمة

تعرفوا ان شخصية هيكاري دي ثعبة مش عارفه املكها 🙂😶😗

كنت ناوية اخليها isfp و طلعت intp مس فاهم ازاي 😐😗🙄

بس انتب حلو برضو صح

الواحد بيحب نفسه اوي

* اوني-تشان تعني اختي او اخي باليابانية

* لاحظوا كلمة نوروي تعني لعنة باليابانية

© Rofaida Elesely,
книга «غرباء القرن ٢١».
Коментарі