Chapter "1"
Chapter "2"
Chapter "2"
" كلانا يعلم ان الحب ليس سوى عذاب"

_________________________

داخل إحدى اشهر حانات مدينة هامبورغ

يجلس يراقب المكان من الغرفة الخاصة به بالأعلى، ويرسم على وجهه ابتسامة ساخره من أولئك الحمقى الصغار ..

يراقب الجميع بأعين ثاقبة حاده يختار فريسته لليله .. جسده الضخم ممدد بإريحية على الاريكة الجلدية وبيده كأس من الويسكي شرابه المفضل ..

أصوات الموسيقى الصاخبة تصل له برغم أن الغرفة الخاصة عازلة للصوت  .. المكان معظمه ممتلئ بالشباب وخاصةً أولاد الأغنياء، بالمختصر مجموعة من الحمقى يجلسون يشاهدون العاهرات يرقصن ويهتزن بأجسادهن على صوت الموسيقى، لينتهي الامر مع كل واحد منهم بدفع مبلغ كبير من المال مقابل ليلة من احدى ليالي تلك العاهرات..

المكان ممتلئ لدرجة عدم وجود مساحات، ورائحة الخمور والسجائر تحيط الجو الطبيعي لهذا المكان المشتعل بالحماسه المقرفه، ولكن بالرغم من هذا قد يكون من الصعب ان تشبه مثل هذا المكان بحانه من حانات لاس فيغاس ..

تلك الطرقات على الباب ثم دخول تلك المرأه تتبختر بسيرها، لم يجعله ذلك الصوت يُزح عينيه من على الزجاج المطل على هؤلاء الحمقى .. برغم سماعه صوت كعبها العالي الذي يدل على اقترابها منه .. وشعور من الاشمئزاز اصبح يجتاحه، ولكنه إلتفت لها وإبتسم برقة، نهض من مكانه ليظهر فرق الطول بينهما ..

برغم اشمئزازه الغير واضح الا انهُ اقترب منها يحيط خصرها بيده الغليطة يقرب جسدها الغَضُّ منه .. ثم طبع قبله رقيقة على خدها و غرس وجهه دخل عنقها بحميمية جعلتها تذوب بين يديه..

قواها اصبحت خائرة كليًا تشعر بقدميها كالهلام وستسقط بأي لحظه وما زاد الطين بلا على قلبها همسه الحار بجانب اذنها

" اشتقت لكِ .. اين كنتِ كل هذه الفتره؟! كنت سأجن من دونك"

رفع رأسه من عنقها يحدق بعينيها العسليتين برومانسية جعلت وجنتيها كحبتين من الطماطم الطازجة .. فتحت فمها لترد لكنه لم يمهلها وقت للرد، فقد كان يلثم شفتيها بقبله جامحة قوية جعلتها كالمثلجات تذوب بين ذراعيه من الحرارة .. بادلته قبلته بحب وشوق وقليل من الخجل، فهي عاشقة غارقة في بحور العشق .. تنتظر كل ثانيه لتكون بين ذراعيه ..

ثوانٍ حتى فصل قبلته عنها ووضع جبينه علي جبينها وهي تلهث بقوة من فرط مشاعرها الجائعة لقربه اكثر  .. رفع عينيه الزرقاء لعينيها العسليه الداكنه المتلهفه لمزيد من حنانه وحبه ..

همس لها وعلى وجهه إبتسامة جميلة جعلت ضربات قلبها تعصف بقوة داخل قفصها الصدري ..

" جميلتي بيلا .. غزالتي الجميلة"

لا تستطيع النطق من تلك الكلمات .. غزله، رجوليته، لمساته، مشاعره لها جعلته كالغائبة عن الوعي لا تعلم ماذا تقول او تفعل ..

تأملته بشغف من شعره الاسود الداكن الذي يشبه لون الفحم .. جسده الرجولي الذي لم تستطع مقاومة وضع يديها على عضلات صدره الصلبه، تتحسسها بجرأة وهي تنظر لعينيه ..

لمحت ذلك الوشم على رقبته.. اقتربت منه وهي تتحسه بيدها وتتمتم بهمس مغري

" ما هذا؟! .. وشم!! لم اره من قبل"

إبتسم لها وهو يمسك كف يدها الابيض يقبله وهو يقول برقه اسرت فؤادها

" اجل جميلتي انهُ جديد .."

تأملت الوشم و غمغمت بصعوبة وصوت مبحوح من قربه لها

" إذا ما معناه!؟"

حدقت بالوشم كثيرًا غير مدركة تلك النظرات الفارغة الموجها نحوها .. عادت بصرها له لتراه يبتسم بحنان ويشد علي خصرها بتملك وهو يقول

" *غزلي في الحب هو غزالتي* هذا هو معنى الوشم يا غزالتي "

عينيها العسليه غائبة في بحر عينيه الأزرق .. لا تعلم ماذا تقول وماذا تفعل ولكن كل ما تعلمه ان هذا هو فارس احلامها .. هو اميرها .. هو حارسها .. وحبيبها .. وروحها .. إبتسمت له وعينيها تترقرق بها الدموع من حبه لها يحبها لدرجه ان يضع وشم يتغزل بها .. اقتربت منه لتقبله ولكن صوت الطرقات القادمة من ذلك الباب اللعين .. خرب عليها خلوتها معه ..

سمعت صوته الرجولي الرخيم يسمع للطارق بالدخول

" ادخل.."

دخل رجل طويل .. جثته ضخمة ببدلة سوداء ونظارة سوداء وكان ليس سوى احدى حراسه الشخصيين الذي تحدث معه بلغه لم تفهمها هي  .. همهم له وعاد بنظره لها يقول وهو يرفع بعض خصلات شعرها يقبلها

" غزالتي الجميلة .. اعتذر لأنني لن استطيع البقاء معكِ ولكن لدي عمل مهم لذلك سيوصلك السائق لمنزلك.."

همهمت له بتفهم وهي تحتضنه بحب وتقول بتفهم

" لا بأس عزيزي اتفهم هذا.. اذًا إلى اللقاء"

ابتعدت عنه .. ولكن قبل ان تخطوة خطوة للباب كان يحتضنها بقوة ويقبل وجنتيها وهو يقول

" خذي حذرك غزالتي .. إلى اللقاء "

غادرت وهي تنظر له وهو يبتسم لها ولكن بمجرد اختفائها حتى تحولت تلك الابتسامة الكاذبة الى ساخرة و نظرات باردة ثاقبة .. تقدم يصب الويسكي .. ثوانٍ ودلف إدريان وهو يقول ببرود

" من هي تلك ال.. الغزاله"

كانت كلمته الاخيره تحتوي على سخريه لاذعة ... قهقه لوكاس بقوة وهو يرفع خصلات شعره الفحمية ويقول بسخرية وإبتسامة عريضة ..

" تقصد تلك الحمقاء التي تنتظر رجلًا بكلام معسول ظنًا منها انهُ فارس احلامها..."

رفع إدريان حاجبه وهو يقول بإستنكار

" لا يهمني هذا لوكاس .. ما يهمني ما الذي ستستفيده منها؟! فأنت لست من النوع الذي يعامل احد جيدًا بدون مصالح.. "

رفع كأس الويسكي يرتشف منه و يقول بغموض

" ومن قال منها"

جاحظَ إدريان عينيه وهو يحدق به

" إذًا؟! "

هتف بصوت ساخر و قاسي

" تلك الخرقاء ليست سوى بيدق سيوصلني لفريستنا القادمه .. جان اوغلو .. "

حدق به إدريان وهتف بجمود ومستفهمن

" جان اوغلو .. جان او .. لحظه أتقصد الجاسوس .. رجل الاعمال التركي جان اوغلو جاسوس مافيا الحيتان العالمية.."

إبتسم وهو يجلس علي الأريكة

" اجل هو بعينه.."

تقدم إدريان من زجاجة الويسكي يسكب لنفسه وهتف

" إذا تلك الخرقاء هي!! .."

قاطعه وهو يرتشف من الويسكي الذي في الكأس

" ابنته!!"

اتسعت إبتسامته الساخرة من هذا الوضع وهتف بسخرية لاذعة بعد جلوسه بالأريكة المقابلة للوكاس

" لا تخبرني أنك تستخدم تلك الخرقاء للوصول إلى والدها"

أمال رأسه قليلًا وهو يقول بمرح

" إدريان انت تتدهشني بذكائك أتعلم"

اختفت تلك الإبتسامة الساخرة من على وجه إدريان وهتف ببرود 

" اذًا ما الخطة؟ أتريد قتله؟!"

وضع لوكاس كأس الويسكي على المنضدة امامه و إبتسم بهدوء

" لا لا .. لا اريد الدماء هذا المره، فقط احتاج بعض المعلومات عن الحيتان، واريد ان اعلم لما وضعوا جان اوغلو بالتحديد جاسوس لمراقبة الأوضاع السياسية هنا، رجل كجان اوغلو بفضل سلطة الحيتان له ودعمها له سلطته تصل لمافيا روسيا .. رجل كهذا هو الصيد الاكبر لنا وسيوصلنا لما نريد بسرعة.. "

ظل إدريان يحدق به بإستفهام وهو يقول بعد ان ارجع جسده العريض بإريحية على الأريكة

" اذًا وكيف تريد ان تحصل عليها اتتوقع من تلك الحمقاء ان تخبرك شئ اشك انها ستفهم ما تقوله "

إبتسم لوكاس بمرح وهتف بعد ان ملئ الكأس الخاص به مجددًا

"ومن قال أني سأخذ المعلومات منها بل من والدها نفسه"

اتسعت عيني إدريان بدهشه وقهقه بسخرية وهو يقول

" اتمزح معي؟! .. لا تخبرني انك ستذهب بكل بساطة وتخبره بما تريد وهو سينفذ.. "

أمال رأسه قليلًا مجددًا وإبتسم بإشراق ولكن تلك الإبتسامة كانت تحوي المكر

" اجل .."

قهقه إدريان بقوة لدرجة سماع الحراس من الخارج صوت ضحكته .. مسح على وجهه وهو يعيد خصلات شعره البنيه الى خلف رأسه مجددًا

" كيف هذا؟! وبصفتك من؟!.. زوجته!! "

قهقه مره اخرى بسخرية .. بينما لوكاس كان يحدق به ببرود وعلى وجهه إبتسامة مستفزه وقال

" لا بصفتي زوج إبنته .."

ظهرت إبتسامة عريضة على وجه إدريان وهو ينقل بصره الى الزجاج ينظر للبار بالأسفل بتفكير ثم عاد بنظره للوكاس الذي مازالت تلك الابتسامة الماكرة على وجهه فقال والابتسامة على وجهه من الدهشة

" تبًا لمكرك يا رجل .."

_________________________

صباح يوم مشرق ، داخل جامعة هامبورغ الألمانية أكبر جامعات مدينة هامبورغ تحديدًا 

داخل أحد المدرجات الخاصة بكلية الحقوق تجلس روزالين وبجانبها على اليسار هانا التي دخلت في سبات عميق اثناء شرح البروفسيور للدرس بينما روزالين جالسة بإنتباه تستمع جيدًا الى الدرس على الرغم من شعورها بالملل من تلك المحاضره الممله

ولكن وجودها في هذه الجامعه المرموقة بعد اشتهاد طويل لدخولها وتقبيل يد المدير لقبولها في هذا الكلية بالتحديد كان صعبًا ..

بدأت تشعر بالتعب و عينيها تفتحهما بصعوبة بالغة.. ولكن لحسن الحظ رن جرس انتهاء المحاضرة ..

" اخيرًا .. كنت سأموت ان استمر ذلك الثرثار في الحديث لدقائق اخرى، من حسن الحظ اننا في سنتنا الأخيرة "

خرجت تلك الكلمات من هانا التي رفعت رأسها بمجرد خروج ذلك البروفسيور قلبت روزالين عينيها وهي تنظر لها بمعنى *حقًا*

" من يراكِ تتحدثين يقول انكِ تنتبهين للمحاضرة ولا تنامين ابدًا"

وضعت هانا يدها على خدها وهي تحدث روزالين

" اتعلمين روزي .."

رفعت روزالين حاجبه بمعنى *ماذا*

اكملت هانا بسخرية

" حديثك يشبه الجدات .."

رمقتها بنظره ساخره وهتفت

"هل من المفترض ان اضحك ام ابكي لم افهم؟! "

حدقت بها هانا وردت

" ماذا؟! "

لملمت أغراضها وهي تنهض

" لا يهم هيا بنا"

نهضت هانا وراء روزالين للمغادرة ولكن توقفت روزالين تحدق بذلك الشاب صاحب العينين العسليتين والطول الفارع نحيل الجسد يرتدي قميص أبيض يعكس بشرته البرونزيه وبنطال زيتي ..

يقف يتحدث لصديقه بينما روزالين مازالت تحدق به بإعجاب مفضوح على هانا الواقفه بجانبها ترفع حاجبها بتعجب وهتفت بسخرية

"روزي ذوقك رديء للغاية"

أحمر وجه روزالين بقوة .. أضحى كحبة الطماطم الطازجة من الخجل والإحراج تعلثمت بالحديث

" ماذا؟! .. لا افهم شئ؟! ماذا تقصدين؟"

قهقت هانا بقوة .. جعلت صوت قهقتها المرتفعة البعض يلتفت بيستغرب .. حتى ذلك الشاب الذي تحدق به ألتفت لهما .. ارتعش جسدها من التوتر وهي تراه يقترب منهما ألقى التحيه

" مرحبًا .. روزالين .. هانا"

كتمت هانا ضحكتها بصعوبة وهي ترى الحمرة على وجنتين روزالين وصوتها المبحوح من الإحراج

" روزي .. يمكنك مناداتي روزي "

إبتسم آرثر بإتساع وظهرت غمازتيه على وجهه.. حدقت روزالين بإعجاب جريء لتلك الغمازيتين بينما هانا ردت التحية هي الاخرى

" مرحبًا آرثر... كيف حالك؟! "

رد آرثر بود

" بخير.. وأنتما؟!  كيف الحال؟"

نقل بصره لروزالين التي ستنفجر من الخجل وهي تشتم رائحة عطره الرجولي الذي يفوح منه بسبب قربه منها ..

ردت هانا بلامبالاة

" بخير .."

كانت روزالين على وشك التحدث ولكن ذلك الصوت الأنثوي جعل الدم ينسحب من وجهها وهي ترى تلك الفتاة تمسك بذراعه بقوة وتنظر لكل من هانا و روزالين بشراسة ..

انتبهت هانا لتلك الشقراء التي تمسك بذراعه بقوة لتعلم انها توصل رسالة واضحة على انهُ ملكها .. نظرت بطرف عينيها لروزالين التي تنظر الى ذراع آرثر ببرود هتفت روزالين ببرود

" اوه حبيبتك؟!"

اجابة الفتاة بغرور

" اجل"

إبتسمت روزالين ببرود بينما هانا قالت بسخرية

" لا تقلقي عزيزتي لن نسرقه منكِ"

ردت تلك الفتاة بوقحه

" اعلم فلن ينظر لحرباء ويقطين"

كانت تشير بأصابعها في كلمة حرباء لهانا ويقطين لروزالين .. مما جعل ملامح هانا تصبح بارده وهي تتقدم منها بهدوء جعل روزالين تعلم انهُ لن ينتهي الامر إلا بمصيبه او جريمة قتل حيه ..

امسكت يد هانا وهي تحاول منعها من التقدم لتلك الشمطاء والتي ستتحول على يد هانا الى بطاطا مهروسه ..

نظر روزالين في عين تلك الفتاة وقالت بسخريه لاذعة جعلت وجه الفتاة يحمر من الخجل

" ان كانت هانا الحرباء و انا اليقطين .. اذًا من انتي .. الحمار الذي يجر عربة اليقطين؟!"

تعالت الضحكات الصاخبة في القاعة من كل الطلاب والطالبات .. حدقت تلك الشمطاء بغضب ناري يخرج من مقلتيها ..  علي الفتاتين وبالأخص تلك الصهباء التي على وجهها إبتسامة مستفزه ونظره تحمل الكثير والكثير من معالم الشماته ..

نقلت بصرها الى آرثر تطلب منه التدخل ولكنهُ فضل الصمت عندما رأى وجه هانا المكفهر من الغضب.. كانت تلك الشقراء ستتحدث ولكن أعطتها روزالين ظهرها تغادر وهي تقول بسخرية اخرى

" اعتذر آرثر ولكني لا اقف مع اناس ليس لديهم ذوق .. ولكن مبارك"

كلمتها الاخيرة خرجت باردة وهي تغادر .. التفت هانا تريد المغادرة ولكنها عادت لتلك الشمطاء صفعتها على وجنتيها وهي تهتف ببرود

" اذًا كانت روزالين تحدثت بالعقل فأنا باليد ، وهذه الصفعه لنعتي بالحرباء "

غادرت هانا وراء روزالين بعد ان اعطت تلك المصدومة من الصفعة نظره متشفية..

خرجت هانا لترى روزالين بإنتظارها تقدمت منها لتسير الفتاتان بعيدً عن القاعة في صمت .. خرجت الفتاتين من ممر الجامعة الى الكافتيريا وهنا كسرت هانا الصمت

" كما اخبرتك ذوقك رديء "

زمت روزالين شفتيها بغيظ وقالت

" انهُ إعجاب فقط هانا"

جلست الفتاتان على إحدى الطاولة وهانا ترد لها بسخرية

" اعلم،  ولكن مازال رديئًا"

هزت روزالين رأسها قليلًا وهي تبتسم على رد صديقتها الصريح تعلم ان مشاعرها مجرد اعجاب وتعلم ان آرثر ليس بتلك الوسامة حتى تعجب به ولكن ماذا تفعل هذا ما حصل شردت قليلًا تنظر للساعه بيدها وهتفت

" هل صفعتي الفتاة هانا؟!"

إبتسمت هانا وهي تقول بفخر

" بالطبع .. كنت سأسلخ جلدها ولكن الكلمات التي احرجتها كانت كافية مع الصفعة"

قهقت روزالين بإنتصار وهي تقبل هانا من خدها بسعادة

" هذه هي فتاتي "

إبتعدت هانا عنها وهي تجاحظ عينيها بريبه مصطنعة وهتفت بإستفهام

" أيعقل؟! شاذة!! "

صفعتها روزالين على كتفها بغضب مصطنع .. كانت ستتحدث لتوبخها ولكن رن هاتف هانا معلنًا عن اتصل نظرت روزالين الي شاشة الهاتف لتجد اسم المتصل 'الساحرة الشمطاء'  اكفهر وجه هانا وزفرت بغضب

قالت روزالين باستفهام

" زوجة عمك؟!"

امسكت هانا الهاتف وقبل ان تجيب هتفت

" اجل هي الشمطاء"

أجابت هانا على الهاتف تستمع الى زوجة عمها ببرود وبعض الكلمات القليلة اغلقت الخط وهي تقول ببرود 

" حسنًا انا قادمة"

نهضت بوجه مكفهر من الغضب وقالت

" اعتذر روزي يجب عليّ المغادرة .. حتى احضر لها طلباتها السخيفة تلك.."

اومأت لها بتفهم وهي تجيب

" لا بأس رافقتكِ السلامة .. انا ايضًا مغادرة للعمل"

غادرت هانا بعد توديع روزالين التي ما تزال جالسة في الكافتيريا رغم خروج هانا تنظر للساعة بيدها لتعلم انهُ مازال هناك وقت فالساعه مازالت الحادية عشر صباحاً ودوامها بالعمل يبدأ بالثانيةٍ عشر ظهرًا لذلك قررت تناول الطعام في الكافتيريا فهي لم تتناوله بالمنزل اليوم ايضًا

_________



في نفس الوقت داخل ذلك الصرح الهائل تحديدًا دخل مكتب المدير

يجلس علي المقعد الخاص بالمكتب بإريحية جعلت عضلات صدره تظهر بوضوح من ذلك القميص الأبيض الناصع وخصلات شعره الفحمية تنزل علي وجهه بطريقة رجوليه، وساعديه الذي يشمر اكمام القميص إلى الكوع لتظهر يديه الغليظتين، جاعله منه كتلة من الاغراء ..

دق باب المكتب، لكنه لم يزح عينيه من على الأوراق وهو يسمح للطارق بالدخول

"ادخل.."

دخلت مايا وهتفت له بصوت ناعم

" سيدي هناك انسة تدعى بيلا اغلوا، تريد مقابلتك ؟!"

رفع نظره من على الأوراق بسرعة، يحدق بتلك السكرتيرة بداية من الكعب العالي وفستانها إلى شعرها الذي صبغته حديثًا .. إبتسم له بود وقال

" ادخليها"

ارجعت بعض خصلات شعرها الي خلف وهتفت

" حاضر .."

وقبل ان تغلق الباب هتف لوكاس بمغازله وهو يغمز لها بعينيه

" الصبغه الجديدة تليق بكِ جدًا"

إبتسمت بسعادة وهي تقول

" لاحظت!!! ظننتك لن تلاحظ .."

كتم الضحكة الساخرة التي كان سيطلقها وهو يقول داخليًا بما كان يريد قوله لها  'بربك حتي الاعمى سيلاحظ'  ولكنهُ إبتسم وقال

" انا حافظ لكل تفاصيل جميلتي"

إبتسمت مايا بخجل وهي تغلق الباب خلفها.. قلب عينيه بضجر وألتف بالكرسي الخاص به ينظر من خلال النافذة الزجاجية العملاقة للمدينة أمامه..

ظل شاردًا لثواني يخطط لم سيفعله الأن وما هي الدراما المناسبة التي سوف يؤديها لتلك الخرقاء بيلا ..

دخلت بيلا بدون طرق للباب ولكن صوت كعبها العالي أعلمه انها هي.. أغلقت الباب خلفها وهي تتقدم إلى داخل المكتب تشتم رائحته الرجولية التي جعلت دقات قلبها تتعالى ..
نظرت اليه وهو ينهض من المقعد الخاص به وعلى وجهه إبتسامة جميلة جعلتها تشعر انها داخل النعيم فمن تلك التي تستطيع ان تقاوم جاذبية كجاذبية لوكاس يكفي طوله الفرع، وجسده العضلي، وملامحه وجهه الجذابة، وعينيه...  و اخ ثم اخ من تلك الزرقوتين التي تشبهان البحر بلونها وعمقه الممتلئ بالأسرار..

اقترب منها يحضتنها وهي تبادله بحب كالساذجة .. تستنشق عبيره الرجولي بقوة .. لا تعلم لما تشعر بالأمان بوجوده .. تشعر بالحنان بالاهتمام... هي تحبه لا بل تعشقه هو واهتمامه .. ظلت داخل احضانه وكأنها بالنعيم ..

بينما وهو يحتضنها بضجر واضح علي معالم وجهه ولكنهُ بدل ملامحه بسرعة الي إبتسامة حالمة وهو يبعدها عنهُ قليلًا يقبل خدها ويقول

"غزالتي الجميلة.. ما هذه المفاجأة الرائعة؟! .. اتعلمين كنت سأهاتفك الأن"

إبتسمت له وهي تقول بحب ممازحة

" حقًا؟!! .. لمَ يا ترى؟!"

قبل أرنبتها وهو يرد

" لأني كنت اريدك في موضوع هام للغاية.."

لعبت بأصابعها بأزرار قميصه وهي تقول بدلع

" وما هو هذا الموضوع المهم للغاية "

شدد من احتضانها وهمس بحب عاشق ولهان

" الموضوع الهام جدًا .. هو انني لا استطيع ان ابقى بعيدًا عن غزالتي هكذا فأنا اتعذب، لذلك كنت اريد الزواج منها "

دقات قلبها أصبحت تتعالى من الصدمة .. والدموع بدأت تترقرق في مقلتيها من الفرحة فحبها الوحيد يطلب الزوج منها الأن..
دقات قلبها أضحت ترفرف من السعادة وهي تراه يركع امامها ويقول بحب

" بيلا اوغلوا .. غزالتي الجميلة.. هل تقبلين الزواج بي؟! هل تقبلين هذا العاشق التائه زوج لك يا غزالتي؟!"

عينيها اصبحت الدموع بهما كالأنهار من الفرحة .. تشعر انها داخل حلم من احلامها الوردية لا تصدق بل لا تستطيع التصديق ان الحب طرق بابها كما كانت تحلم وتتمنى بل افضل من الذي كانت تحلم به .. تقدمت منه تحتضنه بقوة، ومن بين دموعها  تقول

" اجل... اجل اقبل "

قبلته بقوة وجرأة تبث له مشاعر العاشقة الحقيقية  وهو يبادلها بكل بساطة، فصلت قبلتها بعد شعورها بحاجتها للهواء .. لم يسطيع احدهما الحديث بسبب لهثهما القوي ... تنحنح لوكاس وهو يقول بصوت اجش

" اريد مقابلة والدك لطلب يديكِ منه ، حددي لي معاد معه"

لم تنطق ببنت شفة .. فشعورها بالخجل من اندفاعها في تلك القبلة جعل وجنتيها تحمران من الخجل.. هزت رأسها فقط دليل على موافقتها .. قبل جبينها، وهو يبتعد عن حضنها ينظر لمقلتيها العسليتين  المخدرة بحبه الواهي ..

إبتسامة رضاية ظهرت علي وجهه .. فبوقعها بالطعم الذي وضعها لها فتح اول باب من أبواب هدفه الكبير ..

حمحمت وهي تبتعد عن حضنه تحاول الهرب من مشاعرها التي لا تستطبع السيطرة عليها امامه تقول

" إذًا سأغادر وانت عد للعمل وسأخبر ابي لتحدد معه انت موعد"

لم تمنحه فرصة للرد وخرجت من المكتب بسرعة.. ووجهها الذي كان يشتغل بحمرة الخجل من مشاعرها المفضوحة..

إبتسامة منتصرة تُزين وجه لوكاس وهو يعود لمكتبه يكمل عمله بالأوراق بلا مبالاة لتلك الخرقاء، فكل ما يفكر به الأن هو هدفه الذي سيصبح بين يديه فلن يكون هو الصياد ان لم يحصل علي ما يريد.

__________________________

وصلت روزالين للقصر الذي تعمل به، بعد مغادرتها الجامعة بنصف ساعة ..

عقلها كان شاردًا بعملية والدتها التي تحاول توفير لها ذلك المبلغ الضخم .. برغم معرفتها ان احتمالية نجاحها ضعيفة .. ولكن شعورها بالعجز عن المساعدة هو ما يجعلها تتمسك بأقل أمل امامها ..

تقدمت للدخول من الباب الخلفي وهي شاردة ولكن قاطع شرودها رنين هاتفها برقم زوج والدتها

" مرحبًا اب.."

قاطعها وهو صرخ لها ببعض الكلمات التي جعلت عقلها يتوقف لثوانٍ عن العمل .. اغلقت الخط معه  وهي تتقدم من اول شخص قابلته وهي رئيسة الخدم ..

" اعتذر سيدتي ولكن يجب عليا المغادرة ظرف طارئ"

لم تمهلها روزالين دقيقة واحدة واسرعت تركض إلى خارج القصر توقف اول تاكسي امامها وهي تقول

" الي مستشفى *** بسرعة ارجوك"

انطلق السائق بسرعة.. بينما روزالين اصبحت تبكي بهستريا .. جعلت السائق ينظر لها بشفقه .. لا تعلم  .. حقًا لا تعلم.. لما الحياة قاسية هكذا .. ألم قلبها من خوف الخسارة كان يعصف بقوة، ارتعش جسدها وهي تخرج الهاتف من جيبها تتصل بأول من أتى بذهنها

" روزي هل اشتقتي لي بهذه السرعة؟!"

ردت هانا بمرح ولكن صوت بكاء روزالين جعلها تسألها عن ما يحدث، ولِمَ تبكي، ولكن الكلمات خرجت من فم روزالين بصعوبة

" ابي.... قال... ان..  امي ... نقلت للمشفى بعد ان اغمى عليها"

شهقت هانا بقوة من الهاتف وقالت بسرعة...

" انا قادمة سأقابلك بالمشفى "

كانت روزالين علي وشك الرفض ولكن هانا اغلقت الخط بسرعة ..
دموعها لم تكف عن النزول على وجنتيها وهي تسند رأسها على زجاج النافذة بشرود ..

_____________________

كانت هانا تقوم ببعض الأعمال الخاصة لتلك العجوز الشمطاء، ولكن بمهاتفة روزالين لها تركت كل بيدها بسرعة وغيرت ملابسها .. فصديقتها المقربة تحتاج لها الأن اكثر من أي وقت مضى ..

نزلت الدرج بسرعة تقترب لتمسك مقبض الباب لتغادر، ولكن تلك الشمطاء اوقفتها

" إلى انتِ ذاهبة؟!"

زفرت هانا انفاسها وهي تقول بعجله

" إلى روزي"

رفعت تلك السيدة حاجبها وهي تقول

"تلك الخادمة.. لا اعرف كيف تعتبرينها صديقتك؟!"

عبس وجه هانا بغضب وهي تقول بهدوء مصطنع  وإبتسامة مستفزه

" كما اعتبرتك زوجة عمي، فـ على ما اتذكر أن حالتكِ كانت اسوء من روزي قبل الزواج سيدة صوفيا "

جحظت صوفيا عينيها بغضب وقالت

" ماذا تقصدين هانا؟!"

هتفت هانا ببرود

" لا اقصد شئ.. وعن إذنك سيدة صوفيا"

لوت صوفيا شفتيها بغيض وهي تقول بمكر

" سأخبر عمكِ انكِ ستغادرين بدون إذن .. و غير ذلك ما الذي يضمن انكِ لا تخرجين لتقابلي شخص اخرى او لتفعلي شئ"

رفعت هانا حاجبها وهتفت بسخرية

" افعلي ما تريدين ..  ولا تقلقي فلست كأحد ما "

كانت هانا تريد أن تصفعها ببعض الكلمات، ولكن روزالين اهم لها الأن من الشجار مع صوفيا الشمطاء...

غافلة عن تلك التي تبخ السم لها...

_________________________

دخلت روزالين الي المشفى بعينين منتفختان من كثرة البكاء وجهه احمر ..

ركضت حيث الإستقبال تسأل بلهفه

" اريد ان اعلم غرفة السيدة جوري ويليام"

ردت الموظفة بسؤالها الطبيعي

" ماذا تقربين المريضه؟!"

ردت روزالين بسرعة

"ابنتها"

بحثت الموظفة في سجلات وقالت بهدوء

" انها بالطابق الثالث .. غرفة رقم  334"

أسرعت روزالين إلى السلالم تصعدها بسرعة .. ثم وصلت إلى الطابق الثالث تلهث بقوة والدموع لم تفارق خديها .. رأت زوج والدتها جالس علي إحدى المقاعد بالقرب من الغرفة الخاصة بوالدتها... ولأول مره تراه بهذه الضعف يبكي بصمت علي زوجته رفيقة دربه .. حزنه وارهاقه واضح علي معالم وجهه .. ركضت إليه تحتضنه بخفة كطفله صغيرة في الخامسه من عمرها، تسأله بخوف

" ابي .. هل امي بخير؟!"

بادلها والدها العناق بقوة وهو يقول بإرهاق واضح من نبرة صوته

" الطبيب لم يخرج بعد"


_______________

نزلت هانا من التاكسي بسرعة .. تركض إلى باب المشفى .. ولكنها اصتدمت وهي تجري بأحد ما .. رفعت بندقيتها الغارقتين التي تترقرق بها الدموع الي ذلك الوسيم صاحب الأعين الرمادية ولحيته الخفيفة التي تحيط فكه الصلب.. بطوله الفرع وجسده الضخم ..

لم تنتبه هانا له وهي تشيح ببصرها عن عينيه الرمادية تهتف بأسف وهي تغادر الي داخل المشفى

" اعتذر"

نظر لها الا أنها اختفت عن مرمى بصره ليهتف داخليًا

"ما بها؟!"

لم يعطي للأمر أهمية .. واكمل طريقه

وصلت هانا الي الإستقبال وسألت الموظفة عن مكان والدة روزالين متعلله انها ابنتها الثانية... فهي بالفعل تعتبر والدة روزالين كوالدتها تمامًا ..

اسرعت الي الدرج، ووصلت الي الطابق الثالث وهي تلهث بقوه تلتفت يمينًا ويسارًا بحثًا عن روزالين .. وجدتها تجلس على إحدى المقاعد تبكي بقوة .. تقدمت بسرعة تواسيها، وتحتضنها بقوة

" لا بأس.. كوني هادئة .. كل شئ سيكون بخير"

رفعت عينيها الخضرواتان المنتفختان من كثرة البكاء.. تنظر إلى هانا بضعف وهي تقول بصوت مبحوح

" اتعلمين؟! انا لا استطيع تصديق ما قاله الطبيب، تلك الكلمات عقلي لا يحتملها ، لا يحتمل قوله ان المرض أكل جسدها .. وان العملية إن لم تقام بخلال أيام، ستكون احتمال النجأة صفر... هذا بالإضافة الا أن العملية نسبة نجاحها منخفضة.. انا حقا اريد الموت مكانها"

عادت لنوبة بكائها المريرة .. ربتت هانا علي كتفها وتقول بصلابة مزيفة

" لا تقولي هذا.. ان هذا في المقام الاول قدر الله.. ولن نعترض عليه... و لماذا تشعريني ان والدتكِ ماتت .. انها بخير سنأمن المال الكافي للعملية لا تقلقي .. هيا انهضي اغسلي وجهك هذا فلن تحب ان تراكِ هكذا"

حدقت بها روزالين بقوة وهي تجفف دموعها .. وعلي وجهها إبتسامة مكسورة  تعلم ان هانا اكثر شخص مكسور هنا... أعان الله قلبًا تظاهر بالقوة وهو اشد المكسورين .. إبتسمت لها ثم نهضت الي المرحاض ..

نظرت هانا لأثرها بحزن فهي اكثر من يعلم ألم الفراق والخسارة.. فقدت والدتها ووالدها  بذلك الحادث الشنيع .. ترقرقت الدموع بمقلتيها من ذلك الألم الذي عصف بقلبها من ألم تلك الذكرى .. تشعر بالألم حقًا... شهقت بصمت وهي تهمس

" انا حقًا أتالم .. أتالم لذكرى نسيتها الايام ولم انسها"

لكل منا طاقة احتمال .. طاقة يمكن ان يحتمل بها ما يحدث حوله ولكن عند نفاذها .. تأتي لحظة الانهيار الطبيعية للإنسان.. فالألم الانهيار واضح للغاية تلك الظلمة التي تصل بك لعدم رؤية ما حولك بصورة الماضي .. وقلبك الذي يمكن ان يضخ ألمًا لا دمًا... وهنا عليك ان تعلم انها لحظة انهيارك .. ولكن عليكي ان تعلم شئ ' حتي وان كان العالم كله ضدك وهمومك كالجبال لا تسمح ابدًا لهم برؤية ضعفك' وهنا فقط تستطيع النهوض حتي بعد الانهيار...

مسحت هانا دموعها وهي ترى روزالين تقترب منها .. حدقت روزالين بوجه هانا لتعلم انها كانت تبكي احتضانتها وهي تقول لها

" انا بجانبك "

ردت هانا وهي تبتعد عنها

" وانا ايضًا"

حل الصمت علي الفتاتان .. كل منهما تتابع ما يحدث في المشفى وتنتظر من الاخرى ان تهدأ، سوى كانت روزالين التي دموعها لم تجف من وجنتيها .. او هانا وعينيها المنتفختين من البكاء.. كسرت هانا الصمت وهي تحاول فتح حديث معها ..

" اذًا ما اخبار العمل؟! هل سمحوا حقًا لكِ بالمغادرة؟!"

أجابت روزالين ببساطة

"اجل فمالك القصر رجل متفهم .. وبالطبع رئيسة الخدم اخبرته.. فهي اتصلت تتطمئن"

هزت هانا رأسها وهي تقول بمرح

"انهم حقًا بشر ليس كالباقين... ما اسم هذا الرجل  الكريم الذي يسمح لموظفيه بأجازة من ثاني أسبوع  في العمل؟! .."

إبتسمت روزالين إبتسامة صغيرة وهي تقول

"انهُ رجل الاعمال التركي ... جان اغلوا " 

(يتبع)..

_________________________

رأيكم بالفصل؟! *~*

رأيكم بلوكاس وتمثيلوا؟! - _-

رد روزالين علي حبيبة آرثر؟! *-*

توقعاتكم للفصل القادم؟! *^*

قتلت_انوثتي
الكاتبة:ريمه عبدالخالق

R. S. A

© Rema Abdelkhaliq,
книга «قتلت انوثتي II ريمه عبدالخالق».
Коментарі