Chapter "1"
Chapter "2"
Chapter "1"
" حتي هذا الشتاء البارد لم يبرد نار قلبي ❄️"

_______________

ليلة قارسة أخرى على إحدى أحياء مدينة هامبورغ الألمانية .. تحديدًا الساعة 11:00 قبل منتصف الليل ..

تركض تلك الفتاة الصهباء الفاتنة صاحبة الشعر الناري الذي يتطاير أثناء ركضها السريع في الزقاق .. تنظر بعينيها الخضرواتين وراءها بين الفينة والأخرى بذعر واضح؛ لشعورها بأحد ما خلفها ..

أغلقت باب المنزل بسرعة وتتكئ عليه بخوف وهي تلهث أنفاسًا ملتهبةً سريعة من كثرة الركض ومعالم الجزع والذعر واضحة علي وجهها الأبيض الشاحب .... ولكن سرعان ما حاولت تهدئة خوفها بمجرد سماع صوت والدتها الحنون ... وهي تناديها من الداخل

" روزي؟! .. هل عدتي؟!"

ظلت ثوانٍ قليلة تنكس رأسها للأسفل تحاول تهدأت أنفاسها وذعرها .. رفعت خصلات شعرها النارية المنسدلة علي وجهها، وتنهدت بقوة ثم تقدمت لداخل غرفة المعيشة حيث تجلس والدتها تجيب

" أجل امي .."

تفرست معالم وجه والدتها لتكمل بقلق وهي ترى شحوب وجهها ..

" كيف حالك الأن؟! لِمَ وجهكِ شَاحِبٌ؟! .."

أسرعت روزالين بالجلوس بجانبها تمسك بيدها تقبلها بقوة، ونظرات القلق تتطاير من عينيها .. ربتت والدتها على يدها وهي تقول بحنان رغم التعب الظاهر عليها

" انا بخير عزيزتي لا داعي للقلق .. انتِ اخبريني كيف كان يومك؟!.. "

تتطلعت روزالين الى يدها المرتعشة لتعود بنظرها إلى وجهها بحزن .. فهي تعلم انها تحاول ان تطمئنها برغم التعب الشديد الظاهر على معالم وجهها .. ترقرقت الدموع في زُمردتيها وتقوست شفتيها كالأطفال لتحتضن والدتها بقوة ...

ظلت هكذا لدقائق .. ولكنها شعرت ان الجو أصبح كئيب وربما يؤثر في نفسيتها .. لذلك ابتعدت عن حضنها قليلًا وهتفت بإبتسامة مصطنعة حاولت جعلها مشرقة ..

" أتعلمين امي مدير المطعم الذي اعمل به تعرض لصفعه من حبيبته لانهُ كان يجلس مع حبيبته السابقة .. كان يشبه الفرخ المبلول .. "

قهقت بنهاية جملتها بقوة تتذكر الموقف مجددًا بتفاصيله .. بينما والدتها إبتسمت بحب وقالت بدون وعي وهي تلمس خصلاتها النارية ..

" ارجو ان تظلي هكذا دائمًا .. اريد ان تظل إبتسامتك على وجهكِ والا تفارقكِ ابدًا "..

اقتربت منها والدتها ببطئ وقبلت وجنتها و تكمل بحنان ..

" وانا واثقة انهُ سيأتي اليوم الذي سيعوضك الله بما تمنيتِ لذلك إبتسمي .."

شعور من الدفئ والحنان وصل الي قلبها ليملؤه بعد يوم صعب من العمل والجامعة .. فهي تعمل لتساعدهم ولتدفع ثمن العلاج .. احتضنت والدتها بقوة تشتم رائحتها بحب وهي تتمتم ..

" امي انتي هي سعادتي .. وما اتمنى .. لذلك لا تتركيني ابدًا لان لا حياة لي من بعدك .. "

ترقرقت الدموع في عين والدتها لتصبح كالأمطار علي وجنتيها وهي تحتضنها بقوة وتهمس له بضعف ..

" عزيزتي انا امرأة مصابه بسرطان الدم .. فرصي بالحياة شبه معدومة .. لذلك حبيبتي عليكِ ان تعرفي انهُ سيأتي اليوم الذي سنفترق به .. "

لم تتحمل روزالين كلمات والدتها التي كانت تشبه النصل الحاد الذي أخترق قلبها .. فأنهارت هي الأخرى بالبكاء وهي تقول بين شهقاتها

" توقفي امي ارجوكِ .. ستكونين علي ما يرام انا أعدك ستظلين بجانبي دائمًا .. "

إبتسمت لها بأمل مع نهاية جملتها، وهي تمسح دموعها بيدها ودموع والدتها التي إبتسمت بضعف، فهي تعلم ان روزالين لن تفهم او انها لا تريد ان تفهم ما تحاول ان تقوله .. احتضنتها روزالين مجددًا لا تريد تركها الا عندما يطمئن قلبها .. لتسمع الاثنتين صوت رجولي خشن .. والذي لم يكن الا زوج والدتها المتعب من العمل ..

" وانا ليس لي نصيب من حفل العناق هذا .."

ضحكت روزالين عليه بينما والدتها مدت له يدها تشير له ان يأتي .. احتضنوا الجميع بعضهم بحنان ودفئ عائلي ..

_______________________

إحدى أجمل قصور مدينة هامبورغ

يقف في شرفة القصر كالجبل الشامخ بطوله و جسده الضخم مفتول العضلات البارزة من قميصه الأبيض الضيق .. بملامح باردة حادة إستقراطية من أنفه الحاد وفكه العريض الصلب وشفتيه الحادة وذقنه الخفيفة .. وعنقه الطويل المرسوم عليه وشم كتابه بالروسيه من خلف اذنه الي اسفل عنقه " Будь охотником и не будь охотником"  جاعلاً منه يزداد وسامه ورجوليه .. يشبه تحفة من تحف المنحوتات الإغريقية القديمة ..

يتأمل ظلام الليل الحالك .. بمعالم جامدة فارغة زادت هالته المسيطرة قوةً وصلابةً بجموده .. أرجع خصلات شعره الفحمية بيده بينما يمسك بيده الأخرى كأس الويسكي يرتشف منه ببطئ وشرود ..

صوت الخطوات الثابتة من خلفه لم تجعله يتزحزح ولا حتى قليلًا .. احتضنته صاحبة الخطوات من ظهره تتحسس بيدها عضلات صدره من فوق القميص بإغراء .. بينما هو لم يتأثر ولو بشعرة ابعد يدها بقوة ونظر لها بطرف عينيه الزرقاوين، حتى انهُ لم يلتفت لها ولكنه هتف بكلمه واحدة بصوته الرجولي الاجش وهو ما يزال يرتشف من كأسه ببرود ..

" غادري .."

ظلت هي واقفة تتأمله وعلامات الصدمة واضحة على معالم وجهها فبعد هذا الليله بينهم ظنت انها حصلت على ما تريد وسيكونان لبعضهما كما رسم لها .. ولكن احلامها كلها تبخرت .. و من الصدمة لم تخرج من فمها غير كلمه واحده

"ماذا؟! .."

التفت لها هذه المره وهو ينظر لها بجمود .. اقترب منها ليصبح وجهه مقابل لوجهه .. وهمس لها بصوته الخشن الذي بث بداخله الهلع من تلك الهاله التي أصبحت ظاهرة عليه بقوة ..

"انا لا اعيد كلامي مرتين ساندي .. غادري!!"

وتيرة انفاسها من الخوف أصبح سريعة .. انتفض جسدها من الخوف بمجرد صراخه بأخر كلمة لتهرول ولكنها توقفت وهو يكمل بالامبالاة

" المال موضوع علي الطاولة خذيه ولا تريني وجهكِ!! .. فقد انتهى كل شئ الأن .. وتذكري أن يبقى فمكِ مغلق والا تعلمين ما سيحدث "

إبتلعت ريقها بقوة من الخوف حتى شعرت بإنسحاب الدم من جسدها .. فكلماته كانت تحمل تهديدًا صريحًا .. إنه لا يمزح ابدًا .. ركضت بسرعة خارج الشرفة بل القصر بأكمله وهي تعلم شيئًا واحدًا، انها لن تعود لذلك الجحيم .. فبرغم اعتقادها ان بـ ليلة معه ستحقق ما تريد الوصول اليه الا أنها اكتشفت ان تلك الهالة القيادية لم توجد من فراغ .. وأنهُ ليس سوى وحش ..

بينما هو مازال في الشرفة ولكن كأس الويسكي موضوع علي السور الخاص بالشرفة .. مازالت افكاره ترسم له المخططات والمكائد؛ فهو ليس رجلًا عاديًا بل هو صياد، يفكر ويحلل وينصب الفخ الأمثل ليوقع بفريسته فهو داهيه ذو تخطيط إجرامي .. إبتسامة ماكرة ظهرت على معالم وجهه دليلًا على ان فريسته القادمه قد تم تحديدها ..

رن الهاتف ليجيب علي المتصل بصوته الخشن الرخيم ..

" ماذا تريد؟! .."

ظل دقائق يستمع الى الطرف الاخر بملل .. أردف بعد انتهى الطرف الاخر من الحديث

" حسنًا .. كما هو المتوقع .. هل تم شراء المبنى في نيويورك؟!.. "

انهى جملته وهو يتقدم لداخل الغرفه الخاصه به يمسك الهاتف بيده يستمع الى الطرف الاخرى .. ويلتقت بيده الاخرى النبله الخاصه بـ لعبة الخزاقه .. رد ببرود وهو يتفحص النبله في يده ..

" حسنًا .. انت تعلم اني لا اعيد كلامي مرتين .. لذلك انهي الامر فقط .. "

القى النبله علي احدى الصور المعلقه علي الحائط .. ليردف وعلى وجهه إبتسامة خبيثه وعيناه الزرقاوان تلمعان بمكر

" لقد تم تحديد الفريسه القادمة .."

اغلق الخط بوجه صديقه دون ان يسمع كلمه منه .. تقدم ليزيل النبله من علي الصوره وهو ينظر الي صورة الهدف التالي بدهاء .. لينهي تفحصه ويذهب للحمام ثم الى النوم ..

________________

...بعد اسبوع ...

صباح يوم جديد مشرق تغرد به العصافير بسعادة بين الاشجار و أشعة الشمس الحارقة تتسلل من نافذة غرفة تلك الصغيرة الصهباء الى سريرها تداعب وجنتيها الوردية إثر نومها .. تململت بإنزعاج من أشعة الشمس وصوت زقزقة العصافير التي أصبحت مثل المنبه اليومي لها .. رفعت الغطاء لتغطي وجهها لتعود الى نومها بسلام ..

ولكن تلك الطرقات على باب حجرتها الصغيرة رفضت عودتها الى نومها بسلام .. تأففت بقوة وهي ترفع الغطاء عن وجهها الابيض وتهتف بصوت مبحوح اثر النوم ..

" أدخل"

أغلقت زُمرتيها بعد كلمتها ورفعت الغطاء مجددًا غير مكترثه بتلك التي دخلت حجرتها تتأملها بجدرانها البيضاء وخزانتها الصغيره الخشبيه .. وبجانبها مكتب خشبي للدراسه وحمام صغير ملحق بها .. أنتهت من تأملها عندما وصلت للفراش المستلقيه عليه روزالين بسلام نائمه بعمق وكأنها لم تكن من أذنت لها بدخول ..

تنهدت بقوه وهي تتقدم تحاول رفع الغطاء من فوقها الا ان الغطاء كان مثبت بقوة .. كأنها تمسكه لا تريد تركه .. صرخت والدتها وهي تحاول سحب الغطاء بقوة ..

"روزي!! .. هل انتي مستيقظه؟!!!.."

ردت روزالين بغيظ وهي تسحب الغطاء ..

" ارجوكِ ولو ليوم واحد، يوم واحد، اريد النوم بسلام .. الساعه ما زالت السابعة.."

تنهدت والدتها بقوه وتركت الغطاء المشدود وهتفت بالامبالاة مصطنعة وهي تتجه لباب الغرفه ..

" حسنًا اذًا كما تشائين .. ولكن احببت ان اخبركِ ان الساعه التاسعة وتبقى نصف ساعه على المحاضره .."

لم تكن سوء ثانيه وروزالين تقفز من الفراش وعيناها الخضراوتان مغلقتان اثر النوم وشعرها المجعد القصير علي وجهها .. وهي تهتف...

"تأخ.. "

لم تكمل جملتها لأرتطام أصبع قدمها الصغير بقدم كرسي المكتب الخشبي .. صرخت بقوه وهي تقفز كالهنود الحمر في احدى رقصاتهم ..

"قدمي!!!!!! قدمي!!! قدمي!!!!!!"

كان هذا المشهد كافي لجعل والدتها تنفجر من الضحك بقوه وهي تهتف بين قهقهاتها بصعوبه

" .. الافطار في الاسفل اسرعي لتتناوليه قبل ذهابك..."

خرجت والدتها من حجرتها ولكنها مازالت تسمع صوت قهقهاتها .. نظرت روزالين الى الكرسي الخشبي بحقد طفولي .. وهتفت بهمس ..

"انت من بدأت الحرب سنرى الفائز.."

جحظت عينيها على الكرسي وهي تتجه الى الحمام كأنهُ سيتحرك من مكانه ..

استحمت و نشفت شعرها المجعد القصير الذي يغطي عنقها الحليبي فقط .. ارتدت ملابسها و رشت عطرها ذو رائحة الأوركيد .. ثوانٍ وكانت بالأسفل ترى والدتها تضع الفطور على الطاوله وزوج والدتها بالمطبخ يساعد في اعداده .. تقدمت تلتقت قطعة من شرائح الخيار الموضوعه علي الطاولة ..

"صباح الخير على اجمل طيور حب في العالم!!"

نظرت لها والدتها بصدمه وهي تضربها على كتفها بخفه ..

"روزي!! هل يمكن الا يقطر لسانكِ عسلًا ولو ليوم واحد؟!"

هتفت بسخريه بنهايه حديثها .. لتقوس روزالين شفتيها بحزن مصطنع وهي تنظر لزوج والدتها تستعطفه .. وهتفت ببراءة مصطنعة..

" أبي .. انظر لزوجتك تعاتبني لاني رأيتك تتغزل بها منذ قليل بالمطبخ.."

اتسعت عينيه من الصدمه بينما والدتها احمر وجهها بقوة... قهقت روزالين بقوة على هذا المشهد .. وهي تمسك بخدي والدتها المحمرين...

" انظري الى وجهك مازالتي تخجلين بعد كل هذه السنوات"..

قهقت بمشاكسه ثم نظرت للساعه بيدها .. وتأخذ شريحه اخرى من الخيار وتتقدم من باب المنزل لتغادر .. ولكن صوت والدتها اوقفها بإستفهام ..

" ألن تأكلي... هيا اجلسي لنأكل معًا .."

نظرت روزالين لساعة يدها مجددًا وهتفت وهي تركض ..

" تأخرت كثيرًا وهانا ستصنع مني بطاطس مهروسه.. ان تأخرت اكثر.."

تنهدت والدتها بحزن .. وهي تقول..

"رافقتكِ السلامه.."

ابتسمت روزالين .. وقبل ان تغلق الباب ..

" لا تقلقي .. واستمتعوا بالفطور أيها العشاق .."

انهت جملتها وهي تغمز لهما ثم اغلقت الباب .. وهي تقهقه بقوة ..

صعدت الحافله بعد معاناة من الزحام .. برغم ان الحافله هذه ممتلئه هي ايضًا ولكن ما باليد حيله.. ظلت هكذا دقائق واقفه و تنظر للرساله القادمه من هانا تتوعد لها بسبب تأخرها اليوم ايضًا.. نقلت بصرها من الهاتف لترى انها اقتربت من المحطه القريبه من الجامعه...

عادت نظرها للهاتف ولكنها شعرت بيد توضع على خصرها .. وتتحسس جسدها بجرأة .. نظرت مجددًا الى الشارع لترى ان المحطة على بعد متر .. ثانية التفت لصاحب ليد لتراه رجل في بداية الاربعين من عمره يبتسم لها بخبث ويغمز لها ..

اتسعت عيناها بقوة والغضب أصبحت تتطاير من زمردتيها .. وبحركه سريعه من قدمها اليسره ضربته بقوه بين قدميه ليصرخ بقوة من الألم .. بينما هي اسرعت بالنزول من الحافله وهي تسمعه يلعن بقوة ثم هتفت له وهي تبتسم له بسخرية..

"تستحقها أيها السافل اللعين..."

تحركت الحافله بينما الرجل ينظر لروزالين بغضب .. وهي تمد لسانها له .. قهقت بسعاده وأنتصار كبير .. كالمجنونه .. شعرت بعد ثوانٍ من القهقه بجسد يقفز فوق ظهرها ويهمس لها من الخلف ..

"على ماذا البقرة تضحك كالحمار ؟!.."

أنزلتها روزالين ثم قالت بسخرية..

" بقرة!! اذًا ماذا انتِ ماعز؟! "

نظرت بغيظ تلك الجميلة صاحبة الشعر الكستنائي والوجه الملائكي وعينين بنيه كالبندق.. وطولها الفرع كعارضات الازياء.. وهتفت بغرور مصطنع ..

"روزي.. اعترفي انكِ تغارين لا حاجه لقول ماعز وهذه الكلمات الغيرة واضحة .."

رفعت روزالين حاجبها مع نصف إبتسامه دليل على سخريتها...

"ها قد بدأ تكبرها على لا شئ..هانا ارجوكِ كفى تعلمين انكِ كالماعز "

هتفت هانا وهي تقهقه ...

" عزيزتي هذا ليس تكبر بل غرور"

قهقت روزالين بصخب مع هانا .. لتكمل هانا وهي تسير بجانب زوالين الى الجامعه ..

" ألن تخبريني لما كنتِ تضحكين كالحمار!!.."

نظرت لها روزالين وقالت ببرود

" العن اليوم الذي تعرفت به على فتاة لسانها تبرأ منها"

رفعت هانا حاجبها وهي تنظر لها بمعنى 'انظروا من يتكلم' ابتسمت روزالين على هذا التعبير وقصت لها ما حدث .. انفجرت هانا بالضحك هي وروزالين مجددًا..

" اذًا كيف حال عمك ووزوجته الشمطاء .."

تجهمت معالم وجه هانا من سؤال روزالين المفاجئ لها .. ولكنها ردت وهي تتنهد بحزن ..

" بخير كالعادة .. وبالاخص تلك الشمطاء .. تعرفين برغم مرور 13 عامًا منذ وفاة والدي و للأن لا اشعر بأي انتماء اشك بأنهُ عمي من الاساس .. وتلك الساحرة الشمطاء لا اعلم ماذا فعلت لها لتكرهني هكذا.. تعاملني اسوء من الخادمات كأني عبده لديها .. احترق شوقًا لذلك اليوم الذي سأتحرر من كل هذا... لن يروا وجهي ابدًا .. "

ربتت على كتفها تواسيها بإبتسامة تشجعية ..

" تبقى القليل عزيزتي، تبقى القليل سنتان وسيكون كل شئ على ما يرام... "

ابتسمت هانا لصديقتها ثم غيرت الموضوع وهي تقول مستفسره..

" بالمناسبه ما اخبار العمل الجديد .. هل حقًا تركتِ العمل في المطعم؟! "

اجابت روزالين تنظر لمبنى الجامعه الذي اصبح قريبًا على بعد خطوات ..

" اجل تركت العمل بالمطعم لأن المال المرتب قليل وانا احتاج لتوفير مال اكثر .. ووظيفتي الجديده كخادمة في احدى بيوت الاغنياء مرتبها اكثر بكثير من المطعم .. وراتب ابي مع عملي يمكن في غضون شهرين ان نوفر ثمن العمليه "

عبوس هانا وضيقها اصبح واضح علي معالم وجهها .. هتفت بحزن شديد..

" لو أستطيع المساعدة ولكن المال كله لدى عمي "

ابتسمت روزالين وهي تحضن صديقتها من كتفها ..

" لا تحزني هكذا .. يكفي وجودكِ بجانبي .. تبقى القليل وسيكون كل شئ علي ما يرام "

ابتسمت هانا علي صديقتها المتفائلة دائمًا برغم كل الظروف القاسية .. اتجه كل منهما إلى ابمحاضرة غافلتين عن ان القدر له رأي اخر ..

____________________________

في ذات الوقت

في تلك الشركة ذات البنية الضخمة و الارتفاع الشاهق القريب من ارتفاع ناطحات السحاب ..

يدخل الى شركته ببدلته الرسميه الفاخرة التي تظهر تفاصيل جسده مفتول العضلات وطوله الفارع .. يسير داخلها بكل غرور برغم تلك الإبتسامه اللطيفه المصطنعة على وجهه التي يلقيها بوجه الموظفين والموظفات .. وهو ينظر بطرف عينيه الزرقاء على كل شبر كما لو انهُ يتفحص الشركة ويتأكد من وجود كل شئ في مكانه .. تقدم الى المصعد المخصص له ليدخله ويضغط على زر الطابق الاخير .. القى إبتسامه لطيفه قبل إغلاق الباب للموظفين والموظفات الذين اصبحوا يتهامسون عن مدى لطفه وروعته ..

بمجرد اغلاق باب المصعد وتحركه تحولت معالم وجهه للبرود التام و همس لنفسه بإشمئزاز ..

" مغفلون"

ظل دقائق قليله بالمصعد يتأمل الهاتف بين يديه .. فُتح المصعد ليرفع بصره و هو يتقدم الى صالة الاستقبال الكبيرة .. يتقدم حيث باب مكتبه الضخم ينظر له بإبتسامة واثقة.. لمح بطرف عينيه السكرتيرة الجديد من ورأه وهي تقول بدلال

" صباح الخير سيدي"

إبتسم لها وهو ينظر لها بمكر ويقبل خدها

" صباح النور يا جميلتي"

ابتسمت بخجل مصطنع وتشيح نظرها عنه بينما هو ينظر لها بقرف .. ولكن بمجرد نقلها لبصرها له إبتسم لها مجددًا لتبادله بإبتسامة حالمه ..

سارت خلفه وهو يتقدم ليمسك مقبض الباب ولكن قبل فتحه حدق بالرواق الذي على الجانب الايسر والذي يوجد مكتب بآخره .. ثم قال للسكرتيره ..

" ألم يأتي ادريان للأن؟!"

نفت السكرتيره ببساطه

" بلا سيدي.. السيد ادريان بمكتبه"

همهم لها بتفهم وهو يفتح باب المكتب ويخلع سترته ليضعها بالمكان المخصص لها وهو يقول بجديه..

" احضري جميع الملفات الخاصه بحسابات الشركة ... واريد ايضًا ملفات المناقصة الجديدة .. واخبري مديرة العلاقات العامة أن تحضر الاجتماع القادم مع شركة***، ومن فضلك احضري لي كوبًا من القهوة، وانتِ تحضرين الملفات التي ساوقعها اليوم واطلبي من إدريان أن يأتي لمكتبي .."

كان يتحدث إليها بالبداية وهو ينقل بصره بمكتبه حيث الاريكة الجلدية الفخمة ومكتبه الخاص الكبير ونافذة الغرفة العملاقة الزجاجية... وبجملته الاخيرة نقل بصره إليها بإبتسامة عذبة جعلتها تكتم انفاسها من كتلة الوسامة التي أمامها بعضلاته البارزة بقوة من قميصه الناصع والوشم الظاهر بوضوح ..

إبتسمت له وهي تقول

" امرك سيدي شئ اخر .."

تقدم منها وهو يمسكها من خصرها يقربها له ويقبل خدها بقوة ويهتف

" اوه.. اعتذر ولكنك رائعة وجميلة للغاية .. مايا .."

لمعت عيناها بمكر وهي تتقدم بجرأة تحتضنه وتدفن رأسها بعنقه ، قلبّ عينيه بملل ولكنه قال بمكر لتصل مفهوم كلمته سريعًا لها

" اريد دعوتك اليوم لشرب النبيذ و الدردشه قليلًا"

إبتسمت له بنغج وهي تقول

" حسنًا سيدي "

ظلت تنظر له وهي تتقدم للخروج ألقت له ابتسامة مغريه ظنت منه انهُ وقع بالفخ .. ليغمز لها هو الاخر .. اغلقت الباب لتتحول نظرته الى القرف والاشمئزاز وهو يقول

" رخيصه "

ربع ساعه من جلوسه على المكتب والأوراق أمامه .. دخل صديقه ذو العينين الخضراء والشعر البني الذي يتخلله خصلات صفراء يرتدي قميص اسود ضيق يظهر عضلات جسده الصلبه وطوله الفارع .. نظر لصديقه ببرود وهو يقول

"لماذا طلبتني لوكاس؟! .. ومن ذلك الكائن الرخوي الذي يجلس بمكان السكرتيره"

نظر له بإستفهام وهتف

" اوه... اتقصد مايا، انها السكرتيره الجديده.. "

أومأ له بلا اهتمام ليكمل الاخر

" لا تهتم كثيرًا إدريان .. انها مجرد عاهرة .. بالمناسبه ما اخبار المبنى الذي يتم شراءهُ بنيويورك؟! "

هتف إدريان وهو يحك لحيته البنيه الخفيفة

" اوه بالنسبه لهذا الامر .. تقريبًا مافيا الحيتان تشك بالموضوع لذلك المعاملات تسير ببطئ حتى ان بعضها توقف..."

اسود وجه لوكاس من الغضب وتحولت معالم وجهه الهادئ بثوانٍ الى الغضب .. هالته أصبحت مخيفه .. اكمل إدريان حديثه

" لا تقلق .. ماكرون سافر أمس ليهتم بتلك المعاملات "

أومأ وهو يرفع خصلات شعره الفحمية عن وجهه بغضب كأنهُ سيقطلعها .. عقله أصبحت الافكار تدور به بقوه وهو يقلب الكرسي ينظر الى النافذة الزجاجية العملاقه التي يرى من خلالها نصف المدينة ..

هتف بعد دقائق من الصمت

" إدريان .. "

همهم له الاخر دليل علي سماعه

" ان كنت اريد ان اسيطر على مافيا العالم .. يجب ان لا نكون نحن الفريسة التي ينتظرونها .. بل الصياد الذين يهربون منه .."

رفع إدريان حاجبه إستنكار وهو يقول

" إذًا !!"

إبتسم له ببرود وهو يقول

" اريد منك ان تستدعي مافيا صقليه .."

اتسعت عين إدريان بصدمه وهب واقفًا وهتف بشراسه

" ماذا.!! تريد ان تجتمع مع الايطاليين الاوغاد .. هل انت بوعيك لوكاس؟! ان كنت خائفًا من الحيتان هكذا لما لا نهاجمهم وينتهي الامر "

حدق به ببرود وهو يقول بهدوء مستفز

" حاول ولو لمره ان تحدد هدفك .. لتكون صيادًا يجب ان تعلم متى ترمي الطعم ومتى تهاجم"

وتيرة انفاس إدريان الغاضب اصبحت عالية وهو يشد خصلات شعره السوداء

" ماذا تقصد لوكاس!؟ "

إبتسم له بغموض وهتف

" انتظر وسترى كيف يمكن ان تجعل طعمك فريسةً لغيرك .."

(يتبع)..

___________________

اكيد هاد الفصل الاول رأيكم ^_^

ورأيكم بالابطال *°*

وتوقعاتكم للرواية ×_×

#قتلت_انوثتي
ريمه_عبدالخالق
© Rema Abdelkhaliq,
книга «قتلت انوثتي II ريمه عبدالخالق».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (5)
جو ليآ
Chapter "1"
حبيتها كثير ♥️
Відповісти
2020-07-29 16:42:38
1
جو ليآ
Chapter "1"
الابطال 👏👏
Відповісти
2020-07-29 16:42:47
1
Manar Elabd
Chapter "1"
مش عارفة اشتمه من تصرفاته ولا احبه من شكله الله ياخدك كم انت مز بس حيوااان🙂😹😹😹🤦🏻‍♀️
Відповісти
2020-07-29 16:43:06
1