وماذا بعد..
هذا جزاؤك
المساعدة تأتي لمن يحتاجها
الحلم المتحقق
بحر المعجزات
أريد فتح رصيد
المجرم الشبح
الغريب
هذا جزاؤك
انتشر في اليوتيوب حديثاً مقلب الزواج الثاني، فيه يقوم الرّجل بالإيحاء لزوجته بزواجه مرّة أخرى ومشاهدة ردّة فعلها وتصويرها، وبالطبع التنزيل على اليوتيوب ليشاهده الملايين من الناس

فكّر أسامة قليلاً وأراد تجربة هذا المقلب ورؤية ردة فعل زوجته، والتأكيد على حبها له، لذا ذهب الى أصدقاءه يريد منهم المساعدة بالأدوات والتصوير والحصول على الممثلة الرئيسية ألا وهي صديقته المقرّبة سمارة

ذهبوا إلى محل الزهور واختاروا باقات العرس وباقات الزينة وحتى باقات التهاني الكبيرة
بعدها ذهبوا لشراء فستان العرس الأبيض، نعم كما قرأتم شراء وليس استئجار فهو يملك المال، وأيضاً بحسب تفكيره يمكن ألّا يستطيع إعادته، فزوجته ستمزّقه أو سترمي عليه أي شيء تقع عينها عليه

من ثم بطاقات الزواج التي وُزّعت على أصدقاءه -الممثلين المساعدين- ولا ننسى خواتم الزواج

بعد أسبوع من التجهيز -هم لا يحتاجون للبحث عن صالة لذا انتهوا من التجهيزات بسرعة- دخل الجميع للمنزل مبتسمين يغنّون أغاني الأفراح ويرقصون أمام وجه الزوجة المتفاجئ والمشوّش

أسامة: مبارك زواجك عزيزتي، أنتِ حلالي من اليوم وهذا المنزل منزلك
صديق 1: مبارك زواجكما، ليلة هانئة، فرحنا لك كثيراً
صديق 2: مبارك زواجكما، التجديد كل فترة ليس عيباً
الباقي باركوا لهم ووضعوا هداياهم -التي اشتراها أسامة- وذهبوا الى منازلهم وبقي أهل المنزل وأهل الزوجة الأولى

أم ليلى: مبارك زواجك يابني، ولكن لمَ لم تخبرنا؟
أسامة: سامحيني يا ست الكل، ولكن كان يجب عليك البقاء مع ليلى دون إخبارها بشئ حتى ننتهي من مراسم الزواج، ولكنك الغالية وكبيرة الجميع، لم ننساك أبداً فأنا أحدٔثها عنك طوال الوقت
سمارة: مرحباً، أنا سمارة، أسامة حدّثني عنك كثيراً،لكنه لم يعطك حقك أبداً فلم يقل لي أنك بهذا الجمال الأخاذ
أم ليلى: أهلاً يا ابنتي المنزل منزلك، وشكراً على هذا الإطراء *وهكذا ربحت الجديدة أم ليلى الى صفها

ليلى تقف أخيراً بذات الوجه المصدوم، تمشي خطوة خطوة حتى تصل الى سمارة المرتدية فستان زواجها والذي من المفترض أن يتم تمزيقه هذه الليلة ثم تقول:
مبارك لكما، هل هل خفت من أن أزعجكما في الحفل؟ بالطبع لن أفعل ذلك فأنت زوجي حبيبي، وسعادتك من سعادتي *تتكلم ناظرة لأسامة بابتسامة بسيطة ثم تلف وجهها ناحية سمارة وتكمل: أنت لم تقل لي أنك ستأتي بفتاة جميلة الى هنا، كنت على الأقل حضّرت لكما شيئاً،لقد أحزنني ذلك

يصدم المتواجدون من هذا الكلام، لكن عليهم إكمال مابدؤوه وإخراج الوحش داخل الزوجة، والليلة
أسامة: حبيبتي أنتِ حامل، وظننت بأنّك ستنزعجين ولكن لطالما كنتِ ذات نظرة بعيدة وتفهمين كلّ شيء بطريقة صحيحة
سمارة: وللحقّ ظننتُ أني سأضرب اليوم، ولكنك حقاً جيدة وذكيّة كما قال عنك أسامة
ليلى: لا تخافي حبيبتي فأنتِ ستساعديني من اليوم فصاعداً، وسأعلّمك كلّ شيء، ولكن عليّ الآن أن أجهّز شيء لذيذ لكما بمناسبة هذا الزواج، أسامة ضع الكاميرا في الشّحن واذهبا لتغيير ملابسكما، سأنتهي خلال ساعة واحدة، ماما تأخر الوقت، خذي أخي واذهبي للمنزل
أم ليلى: حسناً ابنتي، أدعو الله أن ينولك ما تريدين وأن تفتح لك أبواب السماء لجبرك بخاطر الفتاة المسكينة، إلهي يسعدك في الدنيا وفي الآخرة
ليلى: شكراً ماما

ذهب كل منهم للقيام بما طلبته ليلى، وليلى ذهبت لتحضير العشاء فالوقت كان مساءً، ووضعت الكثير من مسحوق سحري في الوجبة ثم قدّمتها بأجمل مالديها من أواني في المطبخ ووضعتها على مائدة طعام مزينة بالزهور

أسامة: يا إلهي ماهذا؟ سلمت يداك يا ليلى
سمارة: سلمت يداك يا ليلى، يبدو الطعام شهياً
ليلى: بالهناء والشفاء، سأذهب قليلاً فلديّ ما أقوم به، أرجو أن تبدؤوا بالأكل، أنتما بالتأكيد جائعان

يبدأ "الزوجان" بالأكل وليلى تذهب الى غرفتها وتختفي قرابة السّاعة

سمارة: ماذا نفعل الآن؟ لم تصدق، متى سنقول لها؟
أسامة: لا أعلم، ولكني حقاً منصدم، أأنا رخيص الى هذه الدرجة بالنسبة لها؟ على العموم لنأكل الآن ثم سنفكر بما سنفعله

يكملان الأكل والحديث لتمرّ نصف ساعة، فجأة تشعر سمارة برغبة في التقيؤ، تذهب الى الحمام وتتقيأ كل ما أكلته وتعود
أسامة: هل أنتِ بخير؟ أتشعرين بالوجع؟
سمارة: لا أبداً، ليس وجعاً، إنّما شعور غريب بالتعب، ضيق تنفس ودوار خفيف
أسامة يقف ويسرع الى الحمام هو الآخر: عن إذنك قليلاً، يتقيأ كل ما أكله ثم يعود بنفس حالة سمارة، يراها متكئة على الحائط جالسة في سكون مغلقة عينيها، ماذا بها؟
أسامة: سمارة أأنتِ بخير؟ ردي عليّ سمارة
لامجيب لقد فارقت الحياة فجأة هكذا، يُحس بألم خفيف يغزو جسده، فيذهب ليجلس هو الآخر، لايستطيع تحديد ما يؤلمه، تظهر أخيراً ليلى مبتسمة لهما، تنظر للأولى بنظرات شامتة ثم تزيح نظرها للجالس على الأريكة مصدوماً ببرودة زوجته حيال ماتراه، كالذي يعلم بحدوثه قبل رؤيته، وتظهر معالم الاستياء والخذلان في نظراتها له وتقول: هذا جزاؤك بما اقترفت يمناك
تأخذ معها حقيبتها وتذهب تاركة كارثة ورائها
فهي أغلقت جميع المنافذ وفتحت أنبوبة الغاز بعد إشعالها لشمعة في غرفة قريبة من غرفة الجلوس

مرّ زمن قليل بعدها سُمِع دوي انفجار في شُقّة من الشّقق السكنيّة ووصول سيارة الإسعاف والإطفاء الى الحيّ،بعدها تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبر مقتل شخصين داخل الشّقة المحروقة
كان من الصّعب معرفة هويّة كِلا الشخصين دسبب الانفجار والحريق الحادث

تمّت معرفة أصحاب الشقة من الجيران الذين لم يعرفوا بالمقلب، تمّ بعدها سؤال الوالدة عمّا تعرفه فذكرت لهم القصّة بالتفصيل

وُضع اسم أسامة وجثته في أحد التوابيت وبقيت جثة الأنثى غير معروفة، حتى وصلت رسالة الى أهل سمارة مفادها خروج سمارة من البلاد برفقة أحد أصحابها، وبذلك وُضعت جريمة القتل تحت مسمى القتل المتعمد من قبل الآنسة سمارة، غير عالمين بالقاتل الحقيقي الحرّ في شوارع المدينة
© Maria Zoe,
книга «قصص قصيرة».
المساعدة تأتي لمن يحتاجها
Коментарі