( المُقدمة )
( 1 )
( 2 )
( 3 )
( 4 )
( 3 )
كان الغضب سيِد الموقف حينها.
ردّت روز على وجهه بغضب أكبر: " أنت من اصطدم بي و ليست أنا من فَعلت "

نظراتٌ حارقة قابلتها قبل أن يُمسِكَ ذاك الشاب القوي ذراعها بقوة: " كَيف تجرؤين على التحدث بعد ما فعلتِ! "

تسلل الخوف إليها قبل أن تُردف بتردد : " أنا لم أفعل شيئًا أرجوكَ اتركني "

و لكن قطع صراخها جره لها بقوة متجهًا إلى الشرطة ..
_____________

أردف الشرطي بتلقائية دون أن يرفع بصره من هاتفه المحمول بيده : " بموجب القوانين الجديدة ، لَقد ارتكبتِ جُرمًا بكسرك هاتفه و سوف نُحيلك إلى المحكمة لتحكُم بشأنك "

صرخت ( روز ) بضيق : " أية قوانين تلك التي تُجرم كسر هاتف أحدهم و إن كان عن طريق الخطأ "

اشتدت قبضة الفتى على ذراعها ثم ردد بغضب : " اخرسي "

ردد الشرطي بهدوء و ما زال بصره منخفضًا :
" الصمتُ رجاءً "

ثم عمّ الصمتُ المكان لمدة بعد أن ترَك الشاب ذراعها لتهوى على المقعد ببكاء صاكت ، ظن الجميع أن الشرطي قد نسي أمرهما فتنحنح الشاب بقوة : " سيدي أرجوك اتخذ الإجراءات اللازمة مع هذه الفتاة المجرمة "

و لكن لم يجد استجابة لعباراته ، و بحركة سريعة سحَب الهاتف من يده ، ارتفع بصر الشرطي إليه بغضب و صرّح : " كيف تجرؤ على سحب الهاتف مني ، مَن أنت يا أحمق ؟ "

همّ الشاب بالكلام لـِيقاطعه الشرطي مجددا جاذبًا بصره إلى تلك الفتاة الباكية بجواره : " و مَن أنتِ يا جميلة ؟ "
وكأنه فعلًا قد نسى ما حدث منذ بضع دقائق.

قلّب الشاب عيناه بملل لِـتُجيب من بين شهقاتها : " اسمي ( روز ) ، ( روز هيڤان ) "

التفت إليها الشاب بـصدمة مُرددًا : " ( روز ) ! "
لِيُتابع بتلقائية : " أنا ( آيزك ) يا ( روز ) أتعرفينني ؟ "
كانت صدمتها برؤية لك المعجب المجهول أكبر من صدمتها بأخلاقه..
التفتت إليه بتعجُب متناسية ما حَدَث بينهما منذ قليل، تُحاول تكذيب أذنيها: " ( آيزك ) ! صاحب الوردة البيضاء ! "

وقف الشرطي بجوارهم يوجه نظراته باستغراب ثم هم بسحب الهاتف من يَداي ( آيزك ) المتفاجئ و يباشر في استخدامه متجاهلًا ذاك الحوار الذي دار بينهم و كأن ذاكرته قد مُحيَت و عاد لنسيان كل ما قد حدث، لم يكن يعرف سوى شيء واحد في العالم، الهاتف.

نظرات حزينة مِن ( روز ) توجهت له فـ اقترب منها قليلًا لِـيقاطع تقدمه صراخها : " ( آيزك ) ابتعد عني أرجوك "

_ " أنا آسف ( روز ) ، آسف على كل ما حَدَث ، أنا فقط لا أعلم لماذا تصرفتُ هكذا ، في ظروفٍ أُخرى كُنت لأتصرف بطريقة أكثر تهذيبًا "
بهدوء ردد تلك العبارات ..

تنهدت ( روز ) بضيق لِـتقول بهدوء " فقط دعني أذهب للمنزل "

تقدمته ( روز ) بسرعة فـتبعها و خطا بجوارها خطوات بطيئة ..
همّ بالحديث فنظرت لَه نظرات بمعنى أن ( وفر حديثك ) ..
فـ صمَت ..

_____________

بهدوء طرقت ( روز ) باب المنزل الذي انفتح بسرعة .. المكان يعجُ بالاقارب ..
قاطع تعجبها صرخة والدها : " أين كنتِ ؟ "

بدأت ( روز ) الحديث بسرعة : " لقد صدمني ذاك الشاب و .... ".

لـ يُقاطعها ( آيزك ) بسرعة : " لـقد ضاعت ابنتك في الزحام يا سيد ( هيڤان ) و أنا وجدتُها ثم أعدتُها إلى هُنا ، هذا كل شيء "

نظراتٌ متعجبة من ( روز ) التي همّت بالتحدث مستنكرةً أقواله .. لـِيهمس لها قائلًا بترجي : " أرجوكِ لا تشوهي صورتي أمامهم "

أشاحت ( روز ) ببصرها إلى والدها الذي تحدّث : " أشكرك على مساعدتها يا .. "

_ " آيزك "  بسرعة صرّح ..

قلّبت ( روز ) عيناها بِـملل ثم خرجَت إلى الحديقة ، خرجت إلي ، لِـتجلس بجواري أحاول تهدئتها و لكني لا أقدَر فـبالنهاية ، أنا ( بيني ) فقط مجرد شجرة ..

أخرجت ما في جوفها من بُكاء و أنا أستمع لِكل ما تقول بإنصات ، حُزنها ينعكس علي و أنا حزينة مِن أجلها ..
يمكنني سماعها تقول : " أمن المفترض بـهذا أن يكون أول لقاء بيننا ، أنا حزينة يا بيني ، ولا أحَد معي يواسيني "

اقتحم أحدهم عُزلتها قائلًا : " أنا هُنا بالجوار يا ( روز ) ،و أُكرر اعتذاري للمرة الألف ، أنا آسف على كل ما حَدَث .. أنا فقط كُنت خائف لفقدان الهاتف "

مسحَت ( روز ) دموعها بطرف أكمامها بِـ عُنف لِتقول : " أتعرف كم من الأيام انتظرتُك ، أتعرف كم من الأوقات تمزقتُ حزنًا لاختفائك . و في النهاية ، لَقد سرق ذلك الهاتف اللعين حياتك بعيدا عني و أيضًا لَقد تجاهلتني في أول لقاء لنا "

ردد بسرعة : " أنا أسف لا أعرف حقًا ماذا دهاني ، الهواتف تسرِق حياتنا جميعًا يا ( روز ) ، إنها تتحكم بِنا ، لَقد تحكمّت بي ..
أتعرفين ، حينَ اصطدمتُ بكِ وقتها لم أستطع أن أحددكِ ، فقد كانت عيناي معمية لبُرهة من الزمن ، و لقد اعتدتُ على هذا ، فـأنا استخدم الهاتف المحمول أكثر من خمس ساعات متواصلة يوميًا .. و نظري أصبح مشوشًا .. و لم أقصد حينها تجاهلك كما تظنين ... أنا آسف مجددا لـقد سيطر الهاتف على عقلي . "

رددت بشرود : " سيطر الهاتف على عقلك ! "

نظر لها بابتسامة لِـيرد : " و أنت مُسيطرة على قلبي "

تجاهلت قولَه لتتابع : " أتعرف ماذا يعني هذا ؟ "

ردد بغباء : " أنني أُحبكِ مثلًا ؟ "

احمرّت وجنتاها من فرط الإحراج فـوكزته في كتفه لتقول :" لا يا غبي ، هذا يعني أنك أسير هاتف "

غمز لها لـيقول مجددا بغباء مصطنع : " و أسيرك أيضًا يا حلوة "

نظرت إليه بهدوء و استقامت من مجلسها: "احتاج منك خدمة، أتمانع؟ "
هب الآخر من مكانه ووقف مُقابلًا لها "ماذا تريدين؟"

_ "أريد منك أن تأخذني الى المدينة" هي ألقت تلك الجملة وابتعدت.

تحرك ( آيزك ) من مكانه لِـيتبعها: " لماذا ؟ "

بثقة هي رددت : " لِـننقذ العالم."


© خَـمـسـة ,
книга «أسيرُ هاتِف».
Коментарі