أندروفوبيا-Androphobia
ثِقِّي بِي
بدايةُ غموضُهَا
فَتْرَةُ تَعَارُف
بدايةُ غموضُهَا
لم تَتِم مُراجعة الأخطاء الإملائية و النحوية بدِقَّةِ
__________
نظرت مي راي له بشك للحظات ثم قالت ببرود بينما تنظر لحذائه لأن لم يكن لديها الجرأة أن تبدأ ذلك الحديث بكل ثقة. خشيت أن يرى الضعف بعينيها وهي الآن لا تأمن للرجال مطلقًا فكيف ستريه ضعفها؟ : لقد كان حبيبي من أتى إلى هنا، وهو السبب بِما أنا به الآن، ولكن ليس هو من قام بتلك الحادثة.

أراح جونغ إن ظهره على المقعد و عقد يديه إليه ثم قال: هل هم رِجاله؟

هو من اخبرهم ان يفعلوا هذا.

(كنت اعرف)

إذًا هو لم يقم بذلك ولكنه أمر رِجاله. هذا يعني أن غرضه لم يكن جسدك. ما كان السبب إذًا؟

ابتلعت غصتها بتوتر وكأنها على وشك الكَذِّب: لا أعرف

جونغ إن بشك بينما يضيق عينيه: هل حقًا لا تعرفين السبب.

نظرت له بحدة وقالت: هذا كل ما حدث لهذا هيا أخرج من غرفتي.

قال متمتمًا بتذمر: يالها من فتاة متقلبة المزاج.

ضحكت بسخرية وهي تنظر لعينيه مباشرةً: عفوًا

تجاهلها لينهض من على المقعد، وهي رفعت نظرها حتى تُبقي التواصل البصري الذي بينهما.

بدأ كاي بتوصيل المحاليل ليدها مرة أخرى وهي كانت تحاول ان تُبعد يدها مِرارًا. لهذا أُجبَر على الاستعانة بالممرضة و بعدما أنتهيا أمَر الممرضة بإحضار ملف ما له إلى أن يُراقب مؤشراتها، في الحقيقة كانت هذه حُجَّة حتى يكونا وحدهما.

جلس على المقعد و نظر لها لوهلة و كأنه يفكر ثم قال: أنتِ كيف أستطعتي أن تكسري قفل السيارة الإلكتروني؟ فضولي سيقتلني حتى الآن.

ضحكت ساخرة وقالت: هناك بعض الأشياء التي لا يجب على البُلهاء معرفتها.

نظر لها بحدة و جدية عكس ملامحه اللطيفة التي يظهرها دائمًا، حيث أنه شعر بالغضب للغاية مما قالته الآن. أخذ نفس عميق بينما ينظر لها، ففي النهاية هي تظل مريضة، و يجب عليه أن يتحملها طوال فترة علاجها.

قال الطبيب كيم ببرود: أرى أنكِ لم تحصلي على التربية الكافية من قِبَل والديك.

كان هذا دورها لتنظر له بحدة وقالت بنبرة جديَّة: و أنَّى لك أن تعرف تربيَّتي؟ تحدث مرة اخرى عن والديّ بتلك الطريقة و سأقتلك وصدقني أنا لا أمزح بهذا الشأن.

أكمل بنفس بروده : وأين هما إذًا لِما لم يأتيا لزيارتكِ؟

مي راي قالت بجمود بينما تنظر للأمام: أخرج من غرفتي. الآن!
قالت الكلمة الأخيرة صارخة بقوة. فنهض من على مقعده خوفًا مِن أن تقوم بشيء متهور لنفسها وقال: حسنًا اهدأي. أنا آسف إن تعديت حدودي معك، و على أي حال لقد تذكرت بعض الأعمال التي عليَّ تنفيذها لهذا سأُغادر.

قالها وخرج من الغرفة بينما هي تراقب تحركاته بصمت و فور خروجه هي تمددت على السرير براحة و كَأَنَّ وجودُه كان هو مصدر عدم راحتها المطلق.
********
كان يجلس بمكتبه يراقب ملفات المرضى. هو لم يكن يهتم كثيرًا بمعرفة حالة والديّ المرضى خاصةً إن كانوا فوق السن القانوني فهذه مهمة موظفين الاستقبال على أيَّة حال، ولكنَّه إلتقط ملفها من بين الجميع و قرأه بتمعن ليجد أن حالة الأب متوفي بينما لا يوجد أيَّة معلومات حول والدتها. ألقى الملف على مكتبه بغضب، ثم سمع طرق الباب ليأذَن بالدخول وكانت الممرضة تخبره أن الشرطة قد أتت للمشفى.

أخبريهم أن يحدِّثوها برفق و يظلوا على مسافة بعيدة بقدر المستطاع عنها. إن شعرتي أن أحدهم شعر بالغضب من طريقتها في الحديث او إنفعل عليها هدِّئيه بتذكيره أنها مريضة. لدي جراحة الآن. قالها وهو يفُّك ازرار أكمام قميصه حتى يوفِّر وقت تغيير ملابسه إلى ملابس الجراحة حينما يصل لغرفة التغيير.
********
في اليوم التالي

أثناء مروره على الغرف دخل غرفتها ليجد أن لديها زائرة مريبة للغاية. جميع ملابسها سوداء بالإضافة إلى قبعتها الرياضية السوداء كملابسها و كأنَّها تحاول إخفاء وجهها. كانت مي راي جالسة على طرف السرير و تلك الفتاة تقف أمامها بينما تناولها شيئًا ما، ولكن فور دخوله وضعت مي راي تلك الأشياء خلف ظهرها بسرعة.

حينما عرفت تلك الفتاة ما يحدث التفَّت لتنحني له و حرصت على إخفاء وجهها بالقُبَّعة جيدًا حتى لا يراها.

قالت مي راي محدِّثة جونغ إن بملل قبل أن يسأل و يحشر أنفه بشئونها أو كما تعتقد هي: إنها صديقتي هيرا أتت لتطمئن علي. حسنًا هيرا يمكنك الذهاب.
اومأت لتذهب بسرعة دون التحدث بينما جونغ إن يتبعها بنظره إلى أن خرجت.

أقترب من مي راي وهو واضع يديه بجيبيّ معطفه الطبيّ ثم قال: ما الذي أعطته إياكِ؟

عن أي شيء تتحدث؟

قال بشك: تلك الحقيبة السوداء التي خلف ظهرك ما بها؟

وما دخلك؟ هاا؟

الزوَّار لا يمكنهم أن يُحضِروا أشياء للمريض سوى إحتياجاته فقط كالملابس. حتى الطعام ممنوع إحضاره هنا. لذلك أنا اسئلك ما هذا؟: قال آخر جملة بحدَّة مُقترِبًا أكثر مِنها، ثم حاول الالتفاف لأخذه ولكنَّها التفَتَتْ بنفس الاتجاه حتى تبقيه خلف ظهرها و هي ظلَّت تتحرك بكل الاتجاهات على السرير بسرعة كردَّة فعل على حركاته حتى لا يأخذه منها، و فجأة دويَّ صوت قوي و كأنَّ شيئًا ما اخترق زجاج الشُرفة مؤديًّا إلى كسره إلى فِتات. سحب مي راي بسرعة بين ذراعيه يخبئها حتى لا يحدث لها مكروه. نظر لملامحها عن قرب لوهلة قبل أن يشعر بالجزء الآخر من الزجاج يكسر ليعرف أنَّه طلق ناري. هي دفعته عنها بسرعة لتخرج شيء من الأشياء التي توجد داخل تلك الحقيبة، وقد كان مُسدَّسًا ثم اخرجت حقيبة بلاستيكية صغيرة بها الطلقات لتضعها بالمسدس بسرعة، صوَّبته ناحية الشرفة التي كُسِرَت محاولة البحث عن من يضرب النيران عليهم.
بينما كاي قد صُدِم مما أخرجته.
هو بسرعة وقف أمامها حتى لا تطلِق أي شيء من هذا المسدس. لربما تلك الطلقة تصيب أحد المارة بدون قصد.
كان الشارع يبدو هادئًا للغاية ولم احد يلاحظ طلق الرصاصتان.

قالت بينما تنظر له بغضب شديد: إبتعد عن طريقي وإلا ستموت.

كلا لن أفعل.

هو ظل يقف أمامها كلما تحركَّت محاولًا أخذ المسدس منها بأي طريقة. لتأتي الطلقة الثالثة من ذلك الشخص المجهول بمعدته وفي تلك اللحظة هو صرخ بألم ممسكًا بمعدته يحاول ان يوقف تدفق الدماء خارجًا.

اللعنة عليك.

قالتها غاضبة ثم سحبته معها خارج الغرفة إلى ذلك السُلَّم الذي أخذها إليه المرة الفائتة. دعَّت من كل قلبها ألّا يراهم أحد. أجلسته على أحد درَجَاته ثم قالت: أين مفاتيح سيارتك؟ أخبرني بسرعة..

قال بنبرة ظَهَر بها الكثير من الألم وهو يُغمِض عينيه بقوة: بجيبي.

حسنًا هذا جيد

قالتها لتضع ذراعه على كتفها تسنده إلى أن يصلا لسيارته. في تلك اللحظة هي كرهت للغاية كل ثانية كانت ذراعه عليها ولكن لا يوجد خيار آخر لا تعرف مكان تذهب إليه. بالتأكيد هي لن تعود لمنزلها حيث سيكون مُراقب الآن وليس لديها أية أصدقاء تثق بهم لهذا قررت الذهاب لمنزله.
ذهبت بأقصى سرعة لديها إلى سيارته وهي تُسنِد جسده الضخم بالنسبة لها قدر المستطاع. وضعته بالمقعد الخلفي للسيارة ثم ركبت هي بمقعد السائق.

أنطلقت بالسيارة بسرعتها القسوى إلى الطريق وقالت بينما تقود: أين منزلك؟

كان يحاول بشدة ألا يفقد الوعي. وجهه تصبب عرقًا و شعره قد إلتصق بجبينه بسبب تكاثر قطرات العرق. نظر لها بعيني ناعسة للغاية وقال بصعوبة بين تنفسه البطئ: مُحدد المواقع.
نظرت للشاشة التي تقع مكان الراديو لتشغلها و تختار كلمة Home التي كانت مُسجَّلة مُسبقًا بها لتنطلق إليه.
********
وقَفَا أمام منزل كبير بطابقين. أثناء مُساندته لدخوله المنزل هو بالكاد فقد وعيه. حاولت أن تجعله واعيًا لأطول وقت وقالت بصوت عال حتى يظل منتبهًا ولا يفقد وعيُه: ما هو رمز المرور بسرعة؟ يجب أن ندخل.
**
وضعته على الأريكة ذات لون النبيذ الأحمر المخملي التي تتوسط غرفة المعيشة الكبيرة. سيراميك الارضية من اللون الأبيض اللامع و بعض الرخامات السوداء بينهم قد أضافت أناقة لمنزله.

جلست على الأرض بجانب الاريكة محاولة أن تبقيه بوعيه: كيم..ماذا لا اعرف. طبيب كيم أين عُلبة الإسعافات الاولية؟ أين تضعها؟

لم تجد رد وكان يغلق عينيه بالفعل و لكنها صرخت فجأة بينما تهز كتفه بيديها لتنبهَهُ: طبيب كيم أين علبة الإسعافات؟

أشار نحو المرحاض، و أحضرتها بسرعة قامت برفع قميصه الأبيض الذي تلوث بالدماء، و أخذت الملقاط مُحاوِلة إخراج الطلقة من أحشائه قائلة بتركيز: هذا سيؤلم قليلًا لأنه بدون تخدير، ولكن تحمل، وحاول أن تحافظ على وعيك قدر الامكان.
قالتها و بعد مدة من الزمن أخرجتها بالملقط ببطئ خوفًا من أن تقوم بقطع اي شيء بأنسجته بينما هو كان يضغط على اسنانه بقوة من شدة الالم و عروق رقبته قد ظهرت بالفعل.

لقد إنتهينا من أصعب مرحلة لذلك استرخِ أرجوك. قالتلها ثم بدأت بتعقيم الجرح و بعدها بدأت بخياطته بمهارة و كأنها فعلت ذلك كثيرًا من قبل.
لحُسن الحظ لم يكن جرحًا عميق وإلا كانت تورطت به الآن.
فور انتهائها هو نام بسُبَات عميق من كثرة ما تعرض له جسده أو ربما هو فقد وعيه، بينما مي راي قررت ان تصدِّق الإختيار الاول حتى لا تزعِج نفسها ثم ذهبت لتغسل يديها و المعدات.
****
وضعت المسدس بإهمال على المنضدة الزجاجية الكبيرة امام الأريكة ثم نظرت له تتأمله قليلًا.
من وقت لآخر تتفحص حرارته وتقوم بوضع الكمادات له. هي تمقطه بشدة، ولكن هذا لا يعني أنها ستدعه يحتضر أمامها لأنها تعلم أن بالنهاية ستشعر بالذنب طوال حياتها إن تركته فقط يحتضر، بالإضافة أنَّها لا تريد إعطاء ذلك الحيز الكبير من عقلها لرجل طوال حياتِها، و خاصةً إن كان ذلك المُختَل.
لا تعرف لما يساعدها بتلك الطريقة التي قد تودي بحياتُه. لا يفسر ذلك سوى كونه مُختَل عقلي

© Donia Sakr,
книга «المنقذ-The Savior».
فَتْرَةُ تَعَارُف
Коментарі