١
٢
٣
٤
٥
الخاتمة
٤
الجزء قبل الأخير أتمنى لكم قراءة ممتعة🌸
.
.
.

كوب شاي دافئ، جلسة مريحة بحديقة مركز العلاج التي تتسمُ بالجمال، و جوٌ مثالي بفضل نسمات الهواء الباردة التي لطَّفت محيطهما.

لكن على الرُّغم من كلّ هذه الكماليات كان هناك أمرٌ ... لا أمران إثنان خاطئان.

الأول هو غرابة هذه الزيارة غير المتوقَّعة، و الثاني هو صمتُ مروان منذُ أن إقترحت ملك عليه الذهاب لحديقة مركز العلاج ليتحدَّثا بخصوصيَّة بما أن جميع الأنظار كانت تلاحقهl بشكلٍ أو بآخر ... و من يلومهم ؟

إن كانت قد رأته بمكانٍ كالسوق كانت هي الأخرى لتحدّق به بافتتان و استغراب فهو رجلٌ جميلُ التقاسيم على الرُّ غم من القسوة التي قد تظهر للشخص من ملامح وجهه، أعينه الزرقاء و لون بشرته الذي يتميَّزُ ببعض السمار الآسرلهذا ... أجل لو كانت بموضعٍ آخر ربَّما أغرمت به بكن حاليًا لا وقت لديها لكي يكون هناك رجلٌ بحياتها.

زواج ... بكلّ جديَّة لا تحتاجُ لزوج لا يجيدُ فعل شيء لنفسه، رجالُ بلادها كلُّهم ... لا خمسون بالمئة منهم كسالى و عديموا الفائدة سيتزوَّجون لكي يجدوا خادمة تعتني بهم، لا شكرًا هي ليست بحاجة لطفلٍ كبير لتعتني به !

" إذًا لم تخبرني بعد حضرة الفارس ما هو سرُّ هذه الزيارة ؟ " تساءلت ملك بينما تميلُ برأسها راسمة إبتسامة صغيرة على شفتيها، يجلسُ أمامها على كرسيٍ خشبي و تفصلُ بينهما طاولة مستطيلة خشبيَّة وضع عليها أكوابُ شايٍ خزفيَّة مع بعض البسكويت.

بملامح جادَّة أخرج من جيب سترته الزرقاء ظرفًا أحمر اللون مختومٌ بشمعٍ ذهبي اللون، ختمُ العائلة الملكيَّة !

عندما أصبح الظرفُ بين يديها بدى الذهول على وجهها، صحيح رأت السلطان و أمير الدولة بالأمس لكن كان ذلك مجرَّد حفل تم دعوة الجميع به، و على أية حال سلطانهم من النوع الذي يحبُّ الخروج و التجول بمدينته لتفقُّد رعيَّته لهذا لم تكن هذه أول مرَّة تراه بها ... لكن أن يتم دعوتها شخصيًا للقصر.

" هل يمكنني فتحها ؟ " تساءلت ملك فأومأ مروان بينما يقول بنبرة ساخرة نوعًا ما " إن لم تفتحيها ما الذي ستفعلينه بها "

عبست ملك بانزعاج من سخريته و تمتمت بسخرية مماثلة " حسنًا كما تعلم أنا من عامَّة الشعب لهذا لا يراسلني السلطان كلَّ يوم "

حمحم مروان بحرجٍ قبل أن يقول لها مشيحًا بوجهه عنها " لم أقصد "

" بالتأكيد لم تفعل " همست ملك بينما تقوم بفتح الرسالة و إخراج الورقة البيضاء ... كما توقَّعت إنها دعوة للقصر خاصة من السلطان أحمد، ولي العهد حُسام و الأمير أوس، لكن لماذا بالضبط، هل ربَّما لأنها قامت بإنقاذ الأمير ؟

لكنها تعاونت مع جميع المعالجين بالمركز عند العناية به لهذا لا يبدو الأمرُ منطقيًا أن يتم دعوتها فقط.

" لماذا تمَّ دعوتي للقصر ؟ " تساءلت ملك باستغراب فأجابها مروان بهدوء " لا أعلم أنا مجرَّد مبعوث، الأمير أصرَّ أن أقوم بإرسال الرسالة شخصيًا إليك و أيضًا أمرني بأمرٍ آخر ... "

لوهلة بدى من ملامح وجهه و كأنَّ الأمر الآخر الذي أُمر به لم ينل على إعجابه إلا أنه تمالك نفسهُ و نطق قائلاً " أمرتُ بأخذكِ للتسوق "

*** *** *** ***

" يا إلهي أشعرُ بالسعادة " نطق الأميرُ أوس بينما يتدرَّبُ على المبارزة مع شقيقه التوأم حُسام الذي ضحك بقوَّة بينما يتبادل الضربات معه بالسيف الخشبي " أجل أجل، أرسلت الصغير المسكين لحتفه عندما أخبرت أبي بموضوع إهتمامه بالفتاة الغريبة "

" أو هيَّا لم أرى والدي سعيدًا لهذه الدرجة منذُ سنوات، لا تنسى أنه يعتبرُ مروان كإبنه " نطق أوس بابتسامة واسعة بينما يبتعدُ عن شقيقه لعدَّة خطوات للخلف قبل أن يردف " وأيضًا أعجبتني تلك الفتاة، جميلة و مثقَّفة مناسبان لبعضهما تمامًا "

" كيف فوَّتُ رؤيتها بالأمس لا أصدّق " هتف الأميرُ حسام بغيض فضحك أوس و قال له " لا تقلق أخبرته أن يقوم بإحضارها اليوم بعد أن يأخذها لكي تتسوق لشراء ثوبٍ مناسبٍ للقاء السلطان "

" فعلت هذا عمدًا لكي تسمح لهما بقضاء بعض الوقت معًا يا إلهي أنت لست بريئًا كما تبدو "نطق شقيقه ضاحكًا بينما يمسحُ قطرات العرق عن جبينه ثم بدون كلمات إضافيَّة أكمل تدريبه مع شقيقه التوأم، بيومٍ ذا جوٍ عليل و غيومٍ متفرّقة تلبَّدت بها السماء مما جعل الجو أقل حرارة عن المعتاد...

*** *** *** ***

أخذت الإذن مباشرةً من رئيس المركز لكي يعطيها عطلة بهذا اليوم، و عكس ما أملت كان الرئيسُ أكثر من سعيدٍ بإعطائها عطلة لأنها ببساطة ... لم تأخذ عطلة منذُ أشهر طويلة.

إن أخبرها أحدٌ قبل عدَّة أيام أنها ستخرجُ برفقة فارسٍ ذو جمالٍ خاطف إلى السوق لتشتري ثوبًا مناسبًا للقاء السلطان لضحكت عليه و نعتتهُ بالمجنون لكن ... الآن بينما تصعدُ للعربة معه لكي تذهب معه للسوق يبدو الأمر، غريبًا للغاية.

جلس أمامها بالعربة التي توجَّهت للسوق مباشرةً بصمت مربك، هل تنطق و تقول شيء ما أم تبقى صامتة يا تُرى، و حتَّى و إن تحدَّثت ما الذي من الممكن أن تتحدَّث و تقوله لمروان ... لا يبدو شخصًا محبًا للحديث.

سمعته يحمحم فجفلت بمكانها و تململت بغير راحة لاعنة الجو الغريب و من تسبب به " نسيتُ أن أسألك لماذا طلب السلطان أن تأخذني للسوق ؟ "

" لم يكن السلطان هو من أمر بهذا بل الأمير أوس لأن هناك إحتمالٌ بأن تقابلي السلطانة عند زيارتك للقصر و ... حسنًا فالنقل فقط أنها ليست بلطافة السلطان و الأمراء لهذا ربَّما تنتقدكِ كثيرًا " أجابها مروان فوجدت ملك نفسها تسأله بتردُّد " ماذا عن والدتك أنت ؟ "

قطَّب مروان حاجبيه باستغراب من سؤالها إلا أنه أجاب بهدوء و إبتسامة صغيرة لم ترها قبلاً على شفتيه " والدتي إمرأة أجنبية ليست من هذه المملكة و تعملُ بالقصر كرئيسة الخدم "

أومأت ملك بينما تتمتم " شعرتُ بأمرٍ كهذا من لون عينيك الغريب "

" أجل، أنا ذو عرق مختلط " أكد حديثها ثم صمت بحدّقُ بالنافذة و شاركته ملك بالأمر من جهتها و فجأة أصبح الصمتُ الغريب ... مريحًا و دافئًا.

رسمت إبتسامة مستمتعة صغيرة على شفتيها لكن إبتسامتها إختفت عندما سألها بتردُّدٍ هو الآخر " ماذا عن والدتك أنتِ ؟ "

" أوه ... والداي يعيشان بقرية بمنطقة نائية نوعًا ما من المملكة أنا الوحيدة من عائلتي التي تعيشُ بالعاصمة بحكم عملي " أجابته بينما تعتدلُ بجلستها و يداها تعبثان بثوبها الأزرق الذي لاءمها كثيرًا " من الصعب العيشُ بعيدًا عن عائلتك " قال مروان فأومأت ملك بابتسامة صغيرة قائلة " بالتأكيد لكن أنا أفعلُ هذا لكي أجني المال و أيضًا الخبرة، أفكر بإنشاء مركز علاج بقريتي عندما أصبحُ بالثلاثين لهذا عليَّ أن أجمع خبرة كافية و أموالاً كثيرة حتَّى ذلك الوقت "

" هل تحبين مهنتك لهذه الدَّرجة ؟ " تساءل مروان بينما يقطّبُ حاجبيه فأومأت ملك بالإيجاب و ... حسنًا إنساقا بالأحاديث، ذلك الصمتُ المحبب تحول للحديث بمواضيع مختلفة و متشعّبة، لم يكن كما توقَّعت كتومًا بل كان شخصًا صريحًا، إن لم يوافقها رأيها بشيء كان يخبرها بسرعة و يدافعُ عن رأيه بجديَّة وجدتها مضحكة.

سلسٌ و ذا ثقافة واسعة هذا ما إستنتجتهُ ملك خلال أحاديثها معهُ بالعربة، و أضف إلى صفاته الحسنة رجُلٌ نبيل يحترمُ النساء، أعني لن تجد رجلاً يمدُّ يده ليساعد الآنسة التي تركبُ معه بالعربة على النزول هذه الأيام، و لن تجد رجلاً يذهبُ مع إمرأة للتسوُّق بصدرٍ رحب و بسعادة ... إلا إن كان مغرمًا بزوجته !

نظرت للمكان أمامها فشاهدت محلاً ذو واجهة من الزجاج تظهرُ الفساتين مختلفة الألوان و الأنماط بداخله " أمي إعتادت المجيء لهذا المحل لهذا ... لا أعرف غيره لكن إن كنت تمتلكين محلا آخر تودين الذهاب إليه " قاطعت ملك حديث مروان الذي بدى مترددًا نوعًا ما بحديثه قائلةً بابتسامة لطيفة " لا، يبدو مناسبًا للغاية فالندخل "

إلا أنها توقَّفت لثوانٍ بينما تقول له " أنت ستدخل أيضًا أم ؟ "

ودَّ لو يقول أجل لكن ألن يكون هذا غير لائقًا نوعًا ما ؟

" لا سأنتظر في الخارج عندما تنتهين سندفعُ ثمن ما إشتريته و نغادر للقصر " أجابها مروان محاولا إظهار وجهٍ جدي ثم أردف مشيرًا للطريق " سأتمشى قليلاً حتى تنتهي خذي وقتك "

" حسنًا " تمتمت ملك بينما تشاهدهُ يتحرَّك مبتعدًا بخطواته موليًا إياها ظهره، تنهَّدت بخفوت ثم شقت طريقها لداخل المحل، يا تُرى لماذا طُلب منه هو أن يحضرها للقصر و يكون مسؤولاً عن تجهيزها ؟

ربَّما لأنه رآها قبلاً لكن ... هي رأت الفارس نوح أيضًا

تركت ملك حيرتها جانبًا عندما شاهدت حماس صاحبة المتجر فعلى ما يبدو قد تمَّ أمرها بخدمتها جيدًا و بحذرٍ شديد من قبل مروان، متى أتى إلى هنا ليأمرها بهذه الأمور ؟

" اللون الزهري سيبدو خلابًا عليك " نطقت العاملة بينما تنظرُ لفستانين تشابها باللون لكن بتصميمين مختلفين، و بعد وقتٍ من التفكير و التجربة وقع خيارها على ثوبٍ زهريّ اللون فقد قالت المرأة صاحبة المحل أن الزهري يليقُ عليها، بأكمام طويلة و فتحة صدرٍ واسعة قليلاً، الجزء السفلي منه يلتفُّ حول خصرها النحيل ثم ينسدلُ بحريَّة حول جسدها.

نظرت لنفسها بالمرآة، وجهها شاحبٌ قليلاً، كانت بغرفة التغيير تضعُ مرطب شفاه و ودّّت لو تضعُ بعض المستحضرات التي تتمنى لو تخفي شحوب وجهها بسبب ضغط العمل لكن قبل أن تبدء سمعت صوت طرقٍ على باب غرفة التبديل

" السيد مروان قد أتى بالفعل " نطقت المرأة من خلف الباب فشعرت ملك بالندم قليلاً لا بدَّ أنه إنتظر لوقتٍ طويل، تركت مستحضرات التجميل جانبًا محاولةً أن تثق بجمالها و خرجت من غرفة التبديل الضيقة بينما تجرُّ ذيل الثوب خلفها.

عندما رفعت حدقتيها الواسعتين رأته بزاوية المتجر يحدّقُ بإحدى الفساتين بينما تتحدَّثُ إليه صاحبة المحل و كأنها تعرفهُ منذُ سنوات طويلة، أرادت لفت إنتباهه لكن لم تعرف كيف لهذا بقيت متصنّمة بمكانها كالحمقاء لثوانٍ حتى سمعت سيدة ما من خلفها تقول لها" ستكونين أجمل إن أسدلتِ شعرك يا آنسة، هل تريدين منَّا أن نصففه هناك ركنٌ في المحل خاصٌ بهذه الأمور "

" لا أدري بشأن هذا ... " تنطقت ملك بينما تتلمَّسُ شعرها الذي رفعته على هيئة كعكة إلا أنها سرعان ما إلتفتت بتفاجؤٍ طفيف عندما سمعت مروان الذي أصبح خلفها فجأة يقول " أجل سيبدو أجمل إن أسدلته "

هل تورَّدت خدودها، هل بشكلٍ أو بآخر سعدت بإطرائه ؟

حرَّك يدهُ و رفعها ليفكَّ شعرها فيسقط متهدلاً حولها كشالٍ أسود من الحرير مخلفًا وراء يده التي إنسحبت قشعريرة مرَّت عبر أوصالها

لا ملك حافظي على وعيك، حافظي على عقلك، تحدَّثتي معه قليلاً بالعربة و بقيتي معه لثوانٍ بالحفل لكن هذا لا يعني أيَّ شيء أبدًا إنضجي لا تنسي اليوم هو عيدُ ميلادك أنت في ال28 لستِ طفلة تقودها مشاعر المراهقين !

سبقها هو للعربة أما هي ففورما إنتهت من تجهيز نفسها تبعته بينما ترفعُ طرف ثوبها، هذه المرَّة ساعدها سائقُ العربة بلطف على صعود العربة بما أن الثوب الذي ترتديه لم يكن خفيفًا بل مليئًا بطبقات ثقيلة، ليس نوعها المفضَّل من الفساتين.

و لا ننسى الحذاء ذو الكعب العالي الذي تشكُّ بأنها ستحرجُ نفسها و تسقطُ بسببه، يا إلهي أرجوك لا مصائب حسنًا ؟

فكَّرت ملك بينما تشيحُ بوجهها بعيدًا فتساقطت بعضُ خصلات شعرها السوداء على أعينها، بهدوء أبعدته بينما تسألُ مروان الذي لم تنظر إليه منذُ صعودها للعربة " هل سنتجه للقصر الآن ؟"

" أجل " كان هذا كلُّ ما قاله بينما يحدّقُ بها بطريقة أجفلتها و دفعتها للسؤال بالتردد " هل أبدو غريبة لهذه الدرجة ؟ "

" لا ... لماذا تظنين أنك تبدين غريبة ؟ " نطق مروان بسرعة فأجابته ملك بينما تحكمُ أصابعها إمساك الثوب الزهري " حسنًا لستُ معتادةً على مثل هذه الأمور منذُ سنوات، التبرُّج و إرتداء الفساتين تستطيعُ القول أني كرَّستُ نفسي لتعلُّم الطب و صقل مهاراتي بالأعشاب "

تنهَّدت بخفوت بينما تقول و أصابعها تعبثُ بخصالت شعرها الذي إنسدل حولها " الشيء الوحيد الذي إهتممت به حقًا هو شعري "

" لا تبدين غريبة ... تبدين جميلة " تمتم مراوان محرجًا و أعينه تتعمَّدُ التجول بأيّ شيء بالعربة عداها.

ما الذي يحصلُ له فجأة، هل هذا خيالهُ أم أنَّ العربة الواسعة أصبحت ضيّقة فجأة ؟

لكنه صادق بحديثه، ملك بدت خلاَّبة بالفستان، و ملامح وجهها اللطيفة، ما الذي تفعله هذه المرأة به ؟

لحسنِ حظّهما كسر هذا الجو الغريب فورما توقفت العربة و أعلن السائق عن دخولهما لأراضي القصر الملكيَّة.

*** *** *** ***

أجل ... السلطان من المفترض أن يكون رجلٌ عادل، كريم، وفي، مقدام، و كلُّ هذه الصفات الجيِّدة...

و لحسن الحظ سلطانهم كان له نصيب كبير من هذه الصفات الحسنة و لهذا مملكته إزدهرت بشكلٍ كبير أثاناء حكمه.

ودَّت لو كان بإمكانها التركيز على القصر، ممرَّته الشَّاسعة و أبوابه الكثيرة، و ربَّما السلم ضخم الحجم الذي يربطُ الطابق الأول بالثَّاني لكن توتُّرها منعها، معدتها تؤلمها بشدَّة من التوتر ... ما الذي ستقوله عندما سيفتحُ هذا الباب و تقابل السلطان و الأمراء ؟

كان مروان واقفًا خلفها فشعر بتوتُّرها، أراد التخفيف عنها لكن بعد الجو الغريب الذي صنعهُ منذُ لحظات لم يعرف كيف بإمكانه كبح هواجسها، ليس بارعًا بالتَّعاملِ مع الجنس النَّاعم.

معضم حياته كانت عبارة عن معارك بساحة الحرب، حماية الأمير أوس ، التجرُّب على المبارزة و صقل مواهبٍ أخرى قد تساعده على العيش بالضروف الصعبة ... حسنًا هذا ضرفٌ صعب ألن يفيده أيٌ مما تعلمَّه ؟

كان مترددًا إلا أنه قرَّر أخيرًا رفع يده و التربيت على ظهرها فجلفلت لأنها كانت شاردة تنتظرُ الباب أن يفتح بعدما إختفى الخادمُ الذي طلب منها الإنتظار، إلتفتت ناحيته فنطق مروان ما بجعبته بهدوء قائلاً " لا داعي للقلق السلطان رجلٌ لطيف للغاية لا بدَّ أنه طلبك هنا لسبب ليس بهيّن لكن أنت قادرة عليه أيتها المعالجة "

كلماتهُ أشعرتها ببعض الرَّاحة بينما تبتسمُ مجاملة/ و بمحاولة منها لتناسي توتُّرها قالت له بمزاح " أتعلم أظنُّ أن عليك التوقف عن مناداتي بالمعالجة بالفعل لا بأس بدعوتي بملك "

" لن يكون هذا لائقًا " قال مراد بجديَّة لم تجد غير التنهد كإجابة لها، هذا الرَّجلُ حقًا ذو شخصيَّة غريبة.

فجأة فتح الباب الضخم ذو النقوش الذهبية و أطلَّ منه فارسٌ تعرفه، إنه الفارس نوح...

إبتسم ببشاشة بينما يحيّها بحرارة تفاجأت منها ثم قال لها " السلطان و الأمراء بانتظارك في الداخل تفضَّلي "

ثم نقل نظره لمروان و قال " و أنا و مروان سنقوم بعملٍ أوكلهُ لنا الأمير لهذا إعذرينا "

هل ستدخلُ لوحدها ... تبًا يا لها من مصيبة !

*** *** *** ***

هل قالت أنها بمصيبة قبلاً ؟

بل هي بالنعيم !
© آلاء الرئيسية,
книга «ملك».
Коментарі