Prologue.
One: The alliance.
Two: The meeting.
One: The alliance.
بعد سبع سنوات

بين جدران القلعة الفسيحة، كان صدى ضرب الخطوات على الأرضية هو كل ما يُسمع. صاحب الخطوات كان يسير في بدلة سوداء من المخمل، قميص أسود رسمي، و بنطال من الجلد الأسود كذلك، يقطع طريقه في الطرقة.

يمكنك رؤية شعره الأسود الفاحم مضيئًا بسبب انعكاس الأشعة عليه؛ لفرط نعومته. أعينه زرقاء جليدية، لا تحمل أي نوع من المشاعر و قرط شفتيه يتدلى و يتحرك مع مشيته إلى غرفة الطعام.

" ياه! تشانيول! أرجع هذا لي!! " سمع أحدهم - وتحديدًا شقيقه - يصرخ بذلك!

وكان ردهُ الوحيدة أن أطلق سراح تنهيده وقلب عينيه. هذا كان شيئًا معتادًا .. إخوته يظلون أغبياء كالعادة.

ووسط تلك الضوضاء الفظيعة، بيكهيون لم يجد بُدًا من توجيه سؤالها للفتى المسكين " تشانيول، لأي شيء تخطط؟ "

" بيكهيون هيونغ، انظر! لقد أخذ تشانيول شاي الفقاعات الخاص بي بدون أن يطلب الإذن مني. " سيهون، الشقيق الأصغر، كان يشتكي لأخيه الأكبر بوجه الجرو الذي يمتاز به.

" تشانيول.." لمرة أخرى بيكهيون كرر اسمه لينتبه له.

" حسنًا. هاك، سيهون. خذ شاي الفقاعات " أعاد الشاي، بنظرة جرو تم ركله خارجا.

" شكرًا، هيونج! " التف الأصغر، ذو الثمانية عشرة سنة، إلى شقيقه و منحه ابتسامة كبيرة!

بيكهيون، أيضًا، منح ابتسامة صغيرة لسيهون قبل أن يتجه لكرسيه. كاد المسكين أن يجلس لمقعده، قبل أن توقفه جلبة أخرى.. تنهد تحت أنفاسه و هو ينظر للوهان و كاي، اللذان كانا يتشاجران.. حرفيًا .. كم هذا طبيعي.

" ماذا؟! " تذمر بصوتٍ عالٍ حين رأي قتالهما و الاثنان المعنيان بالأمر توقفا بجبن تحت نظراته و ضحكا بتوتر

" لـ.. لا شيء! " أردف جونغ إن، و هو يسحب شقيقه الأخر لأماكنهما المخصصة.

بدون إساءة، بيكهيون يكون مرعبًا حين يكون غاضبا - و هو غاضب معظم الوقت.

بعدما انبرى من الوقت القليل، بقية الشبان بدأوا يتوافدون حتى ملأوا الغرفة. الجميع كانوا واعين لنظرات شقيقهم الأكبر الساخطة. بعضهم كان يبتلع ريقه بعصبية و خوف.

" ما الذي أحرق مؤخرتك الجميلة هذه المرة؟ " شيومين، الأصغر من بيكهيون ببضع شهور فقط، سأل و هو جالس على مقعده المقابل للأكبر. لا عجب أنه يسخر منه بارتياح دون خوف.

ردّ عليه بيكهيون بعبوس صغير بين حاجبيه. وتذمر تجاه الشقيق الأصغر منه مباشرة " لماذا لا يمكنكم أن تكونوا طبيعيين لمرة واحدة؟ " سأل أخيرًا، و هو يريح رأسه على الكرسي، حملقته تخيف اللعنة بداخلهم.

" لأننا نحافظ على سراويلنا في مكانها، على عكسك دومًا. " أجاب سوهو بلامبالاة.. مما جعل بيكهيون يقلب عينيه.

" أقترح عليك أن تبقي فمك اللعين مغلقًا، إن كنت لا تريد أن أمنحك شرف تنظيف القلعة بأكملها " ردّ بيكهيون بعنف، و ابتسامة ساخرة تكلل ثغره، مما جعل سوهو يلتزم الصمت .. تمامًا.

بقية وقت الإفطار قد مرّ بسلام.. أو بأكثر الطرق سلامًا بينما أشقاءه متواجدين.

فجأة، باب غرفة الطعام تم فتحه مجددًا، كاشفًا خلفه والدهم - على وجهه ابتسامة واسعة للغاية، ما اللعنة؟ بيكهيون أفلت تنهيدة صغيرة، و هزّ رأسه.

لماذا لا يمكنه الحصول على أناس طبيعيين ليكونوا عائلته؟

بدلًا من .. هؤلاء ..

" ماذا حدث؟ " سأل تاو بحماسة، والده كان يحظى بأفضل ابتسامة واسعة على الإطلاق، و هذا كان حدثاً نادرًا!

" بيكهيون سيتزوج!! " أعلن الملك بسعادة مبالغ فيها، و إن اقتربت أكثر قليلًا، يمكنك رؤية دموع الفرحة في عينيه.

ملكة دراما ..

" ماذا ؟!! "

بيكهيون استطاع سماع أشقاؤه يصرخون، و جفل لعلو الصوت.

" أنا؟ " سأل والده بنبرة غبر مبالية على الإطلاق، في حين لم يتوقف عن تناول طعامه مع الحفاظ على خط بصره موازيًا لوالده.

" أجل "

" من..؟ " سأل كيونغسو بتردد، يعرف أن شيئًا ما خاطئ بشأن هذا الزواج.

لو كان بيكهيون سيثق بأحد إخوته دومًا وبشكل كلي، فحتمًا سيكون كيونغسو؛ في النهاية هو أكثرهم عقلًا.

" الأميرة مملكة ضوء القمر الوحيدة. " أجاب والده بابتهاج.

الصمت كان كل ما يُسمع عقب ذلك. كل واحد منهم أغلق فمه وضغط فكيّه. حتى بيكهيون رفع رأسه لينظر إلى والده والسلسلة بين أذنه و قرط شفته كانت تهتز... و كان صوت اهتزازها هو الصوت الوحيد في الغرفة الساكنة.

" أمي قالت بأنك مختل.. لم أعلم يومًا أنها تقول الحقيقة. " أخيرًا أفرج بيكهيون عن أفكاره، جاعلًا من قسمات وجه والده تكفهر.

" أنا لا أمزح. "

" أنت تخبرني أن أتزوج بـ بشرية ! "

" بيكهيون، أنت ايضًا بشري! " قال والده بحدة، لكن الحزن بعينيه فضح..

" لا! أنا .. أقصد نحن وحوش.. هكذا ينادوننا البشر." ردّ بيكهيون بحدة، نظراته الثلجية أرسلت القشعريرة لأجساد الجميع.

" هيـ..هيونغ..." أنّ سيهون حين رأي أعين شقيقه تزداد برودًا. كان أكثر ما يلوّع قلب سيهون بالغصة مناداة البشر لهم بالوحوش. هم لم يؤذوا أحدًا، هم لم يقتلوا أحدًا، هم لم يمسوا أحدًا بسوء.. كانوا بشرًا طبيعين أيضًا.

هم ليسو وحوشًا .. البشر الآخرين هم الوحوش..

رفع بيكهيون رأسه بحدة تجاه شقيقه الأصغر، و تنفّس بعمق.

" ما تقوله، مستحيل. " دار باتجاه والده، يُهدئ نفسه قليلًا.

" بيكهيون، نحتاج لأن نتحدث. " بصوت سلطوي و آمر، وجه كلامه لابنه الأكبر، مما جعله يرتعش، و أخيرًا، أفلت تنهيدة متعبة، و ارتكن بتخاذل للاستسلام لكلام والده.

إطاعة بيكهيون لحديث والده حينما يغضب، دومًا ما كان محطّ سخرية من شقيقه تشين - الأحمق، في وجهة نظره - وهو اعتكف على كونه أحمقًا بالفعل. ابتسم الفتى ويدور في رأسه كل تفكير قذر عن أنّ بيكهيون عاهرة تنفذ أوامر سيدها، لذلك هو صهل مستهزئًا مقلّدًا نبرة والده " أجل بيكهيون، أنت عاهرتي المفضلة و تستمع لما أقول!"

ظنّ أنه سيستمتع بسبب سخريته، لكنه انزوى بخوف بسبب لكمة بيكهيون النظرية. أعينه وحسب تشعرك بألم لكمة مبرحة على نحو خطير.

" في هذه اللحظة، أنت عاهرتي تشين." كلمات بيكهيون كانت قاسية وساخرة، الآن تشين الذي صمت من نظرة وحسب يبدو كعاهرة، لحظات ظهرن خلاله ابتسامة بيكهيون الساخرة التي طفت للسطح واحتلت مبسمه عوضًا عن الأخرى القاسية.

هكذا كانت دومًا علاقتهم، ما بين شدٍ وإرخاء.

تشين حملق في بيكهيون بغضب، قبل أن يغمغم كيف أن بيكهيون يظلمه كثيرًا!

" زرعنا رجالنا بين مستشاري مملكة ضوء القمر، منذ فترة.. مملكتهم هي الأقوى بين ممالك البشر، و لو أصبحت في ايدينا، لا يمكن للبشر مهاجمتنا.." بدأ والده بالشرح، متخذًا لنفسه مقعدًا في الجهة الأخرى من الطاولة.

" كنت أعرف. لا يمكن للأمر أن يكون بهذه السهولة. " قاطعه كريس، محركًا رأسه.. - ومن المحزن أنه قد تم تجاهله..

" كيف سيساعدك زواج بيكهيون هيونج من أميرتهم؟ " سأل لاي و علامة استفهام كبيرة تطفو فوق رأسه.

بيكهيون الآن كان يولي اهتمامه كاملًا لوالده.. لديه فكرة بسيطة عمّا يدور بخلد والده.

عليه القول - أنها فكرة عبقرية!

" إذن أنت تخبرني، أن اتزوج الابنة الوحيدة وريثة العرش الوحيدة و هذا يعني.." بدأ كلامه، يلعب بالسلسلة الفضية المتدلية من شفته.

" هذا يعني أنك لو تزوجتها، ستؤول جميع الأمور إليك. ستصبح ملكهم. معاهدة سلام مقدمة منهم، نوع من التحالف. " أنهى والده الكلام، بابتسامة فخورة لعوب على وجهه.

بيكهيون يمكنه القسم أن الأمر لا يعجب إخوته. وجوههم العابسة هي الدليل الملموس لرفضهم.

" لقد أوقعت بهم في الفخ " تحدث بيكهيون بوجه يكاد يخلو من الحياة

" يمكنك قول ذلك "

"ما الذي يجعلك واثقًا أنهم لا يملكون ذات الأفكار التي برأسك؟ " شيومين، كان من سأل هذه المرة.

بيكهيون نظر لوالده، و رأى ابتسامته تتسع و تزداد شرًا

" دعني أحزر.. كانت فكرتهم، و قمت أنت باستغلالها ضدهم.." أردف بضحكة.

" آه .. أجل، إذن ماذا تقول؟ " وجه سؤاله لبيكهيون، متربصًا بإجابة موافقة منه.

" حسًنا."

" حسنا ؟! " أشقاؤه كانوا غير سعيدين بقراره بالمرة .. قنوطهم يبدو واضحًا للغاية!

" جيّد. بإمكانك التوجه للقلعة الرئيسية غدًا لمقابلة ملكهم. " شرح والده و همّ بالقيام من مجلسه للخروج، في حين ألقى ملفًا باتجاه ابنه الذي التقطه تماما في الوقت المناسب.

" هذه هي المعاهدة التي يمنح فيها الملك ابنته لك، تقتضي بأن يتم الزواج مهما حدث. اجعله يوقعها غدًا عندما تذهب إليه "

بكلماته الأخيرة، غادر الملك الحالي الغرفة.

صمت مهيب حلّ على الغرفة و اكتنفها تمامًا بعد مغادرة الملك، قبل أن يقرر كيونغسو كسر الصمت.

"هيونغ، ليس عليك فعل هذا.." بدأ كلامه بصوت خفيض.

" الزواج ليس مزحة! عليك الزواج بشخص تحبه! ليس.. بسبب معاهدة ما! أبي سيستمع لك.. لن يجبرك على هذا الزواج."

ابتسم بيكهيون لأخيه ما إن انتهى من كلامه.

" لا تقلق. ليس و كأن لدي شخص ما في حياتي.." هدّأ قلق أخيه، و هزّ كتفيه بلامبالاة.

"هذا لأنك لا تمنح أحدًا الفرصة! " قام كيونغسو عن كرسيه و هو يزمجر.

" كيونغسو-آه.. أنا أمنح هذه الفتاة الفرصة " أجابه بهدوء. هو يعرف تمامًا أن شقيقه فقط قلق عليه.

" حقًا، من تخدع، بيكهيون؟ " هذه المرة، كان تشين من يهزأ.

" بيكهيون، لا تفعل هذا. أنت تدمر حياتك.. ربما أنك تدمر حياة هذه الفتاة أيضًا." لوهان حاول أن يجعل بيكهيون ينظر للأمر من منظورٍ آخر، وكل الأعين توجهت لبيكهيون، والذي كان حقًا يسخر من الكلام.

" بعد كل ما فعلوه بنا، لا تزال تهتم لهم؟ " سأل الأكبر، بصوت يحمل في طياته سمًا خفيًا.

" أنا لا اأهتم لهم! أنا أهتم لك أنت! " ردّ لوهان بحدة، غاضبًا.

" لوهان، أنا أعرف ما تحاول قوله. " استبق بيكهيون الكلام، و أخذ ملف المعاهدة في يديه، و لا تزال ملامحه ساخرة " لكن .." استقطع كلامه " لست أنا من سيدمر حياتها. والدها من يفعل. و من يدري، قد تكون هي من اقترحت الأمر." استطرد و ملامح السخرية لا تبارحه.

بدا له أن إخوته ما عاد بحوزتهم المزيد لقوله كمجادلة؛ هم يعلمون أنه إن قرر فعل شيء ما، فلا شيء سيوقفه.

" ماذا لو... كانت بريئة؟ " هذه المرّة، كان سيهون. الجميع يعرف أن سيهون هو الشقيق المفضل بالنسبة إلى بيكهيون. لذلك لم يتساءل أحد عندما تشنجت عضلات وجه بيكهيون قبل ان يرتعش جفناه بخفّة.

ماذا لو؟

" لا أهتم." أجاب أخيرًا و هو يحيد بنفسه عن أنظارهم، بعدها ارتفع صوت الكرسي الذي يزيحه و هو يحتك بالارض و نهض بيكهيون عن مقعده.

" هيونغ.."

" لا تقلق، سيهوني " أراح شقيقه و هو يبعثر شعره بطريقة لطيفة.

" أنا لم أعد طفلًا! " بدأ سيهون بالتذمر بينما يعيد ترتيب شعره، و جميع من بالغرفة قلب عينيه سرًا او علنًا. ثم ما لبث الجو الغريب في الغرفة أن بدأ بالاختفاء ببطء.

" اممم.. لماذا لا تأتي للعمل معي إذن؟ " تساءل بيكهيون بحاجبٍ مرفوع. ابتسامة صغيرة زينت ثغره حين بدأ شقيقه بالتململ في حركته أمامه.

" حسنًا. لقد ربحت "

" أنا أفعل دوما ً" أردف بيكهيون مع ضحكة صغيرة.

" شيومين هيونغ ~ بيك-هيونغ يتصرف بلؤم معي! " سيهون التف نحو الأخ الثاني و هو يزم شفتيه.

" بيكهيون " كان شيومين يتحدث إلى بيكهيون بلا تعبير.

" إلهي! حسنًا. هل ستنضم إليّ اليوم؟ " تجهم بيكهيون و من ثم توجه بسؤاله نحو شيومين

" أجل! سآتي. امنحني دقيقة فقط. " هزّ شيومين رأسه و ذهب إلى غرفته.

" لقد سمعت - أنها جميلة للغاية. " فجأة تحدث كاي.

" من؟ " بيكهيون نظر إليه، لا يربط حقا الحديث بأحدهم، و أعينه معلقة بشاشة هاتفه.

" زوجتك المستقبلية "

" رائع. سنصنع أطفالًا جميلين إذن. " و بيكهيون.. كان يبتسم ابتسامة جانبية على شكل إخوته، فارغي الافواه أولئك.

" لنذهب " شيومين دخل إلى الغرفة متحدثًا إلى بيكهيون، ثم حوّل أنظاره لإخوته المحدقين " ماذا حدث لهم؟ " سأل بحاجب مرفوع.

" فرغت بطاريتهم، تقريبًا. " أجابه بيكهيون، و التف ليخرج من الغرفة.

" لي هايجين." و كان ما يقابل بيكهيون، هو وجه تشين السمج.

تجهم مرة أخرى " ماذا؟ "

" اسمها. لي هايجين."

لي هايجين .. عليكِ أن تستعدي لما هو آتٍ .. كانت تلك آخر أفكار بيكهيون قبل أن يغادر الغرفة.



آراءٌ مُفصَّلة وتعليقاتٌ داعِمة؟ 🧡





© Byunii ,
книга «Monster: The frozen eyes.».
Коментарі