تقديم
نبذة
تشويق
Chapter_1
Chapter_2
Chapter_2
البارت الثاني من : [فتاتي العربية]

بعنوان: ♥ ملاقاة ♥

_قراءة ممتعة_

                       🔔🔔🔔

            ꒷꒥꒷꒷꒥꒷꒥꒷꒷꒥꒷꒷꒷꒥꒷꒷
                           🔔
                          •••••

إِسْتَحَى القَلْبُ بِرُؤْيَتِهَا فَإِنْكَمَشَ
وَ مَا عَادَ لِي إِسْتِطَاعَةٌ أَنْ أَرَى غَيْرَهَا أَوْ أَرْمِشَ
وَ حِينَ أَيْقَنْتُ أنَّ لِي مَعَ الحُبِّ أَخِيرًا مِيعَادُ
أُقِيمَ فِي العَيْنَيْنِ عِيدٌ بَهِيَّةٌ مُفَرْقَعـَاتُهُ

جَمِيلَةُ الخُلُقِ وَ الأَخْلاَقِ أَسَرَتْنِي
وَ قَدْ عِشْتُ أَنْتَظِرُ قُدُومَهَا بِفَارِغِ الصَّبْرِ مُشْتَاقًا
الٱنَ وَ قَدْ سَمَّيْتُهَا مِلْكِي وَ إجْتَاحَتْ قَلْبِــي وَ فِكْرِي
لَيْسَ لَهَا مِنِّـي بَعْدَ الٱنَ هُرُبٌ إِطْلاَقًا.

                        •••••
                          🔔
            ꒷꒥꒷꒷꒥꒷꒥꒷꒷꒥꒷꒷꒷꒥꒷꒷

بعـــد أن إعتادت أعينهم على البياض يلوح في كل مكان تحط عليه، مناظر مغايرة تماما عانقتهم مرحبة فور هبوطهم إلى كوريا الجنوبية. الطقس كان مشمسا و لطيفا للغاية كلطافة روحها و حنو إبتسامتها الخجولة التي أشعت فأنارت المكان أضعافا و ذلك لفرط سعادتها التي تعود إلى أسباب عديدة و منها الهبوط مع أبيها و أمها سالمين. لم تكن الفخامة الٱسرة للمطار و موظفيه بالجديدة على السيد وليد بما أنه أتى بضع مرات إلى هنا بالفعل، و لكن ذاك الرقي لازال يبهره حتى الٱن و كأنها أول مرة في كل مرة، فما بالك بميرن و والدتها اللتين لم تطأ قدماهما المكان من قبل؟
بعيدا عن الفخامة و الجمال، ميرن لم تكن تصدق أساسا أنها هنا أخيرا، في كوريــا الجنوبية، أرض الأحلام خاصتها. كاد يغمى عليها و هي تتأمل جمال المواطنين الكوريين المارين من حولها. المطار كان يعج بهم كما يعج بالأجانب أيضا و لكن لم يكن يجذبها سوى تلك العيون الضيقة المميزة التي تخص هذه الجنوبية الساحرة. خفقات قلبها تسارعت حين فكرت لوهلة أنها ستنتمي إلى هنا قريبا و أن بعض الوقت فقط هو ما يفصلها عن ملاقاة الرجل الذي سيصبح زوجها على الأغلب و هذا بحد ذاته جنوني بالنسبة إليها.
بعد حديث عقلاني، كان قد تم الاتفاق بين العائلتين على اللقاء في كوريا و حلول عائلة هاشم ضيوفا لدى عائلة بيون مانحين بذلك فرصة اللقاء للشاب و الفتاة حتى يتعرفا و يتحدثا وجها لوجه. بما أن عائلة بيون كانت في مصر بالفعل، فالسيد جي هيون أصر على قدوم عائلة صديقه هذه المرة.

" جي هيون ٱاه~ "

هتف السيد وليد في الهاتف فرد السيد بيون ببهجة فور تعرفه على المتصل...

" أوووه صديقي وليد أهلا بك....هل وصلتم؟ "

" بلى...لقد وصلنا للتو، نحن في المطار الآن "

"رائع"

علق جي هيون بحماسة باسما في وجه إبنه الذي كان يجلس بجانبه مصغيا فإنتبه لتلك العبارة. فكر بيكهيون أن حماس والده يعني وصولهم إلى كوريا. الٱن بمعرفة ذلك مشاعره تشوشت بعض الشيئ.
أضاف السيد بيون بنفس النبرة...

" سائقي الخاص ينتظركم في المطار بالفعل. إنه يحمل لافتة مكتوب عليها بالعربية ء..."

"مرحبا بوصولكم عائلة هاشم"

أكمل السيد وليد ضاحكا حين لمح الرجل بالفعل ثم أضاف...

"لقد رأيته"

قهقه السيد بيون و أضاف...

" نحن بإنتظاركم إذن "

" حسنا نلتقي لاحقا "

أغلق السيد وليد الهاتف ثم نظر إلى زوجته و إبنته باسما و أومأ لهما قائلا...

" هيا بنا عزيزتاي، ذلك الرجل ذو البذلة السوداء يكون سائق بيون جي هيون الخاص، هو سيصطحبنا إلى البيت "

•••••

" وصل الضيوف سيدي "

إرتفع حاجبا بيكهيون الذي كان جالسا مع والده في غرفة الجلوس يعبث بهاتفه بضجر في إنتظارهم.

" الٱن لترتح قدمك عن طرق الأرض، إنتهى إنتظارك...إتبعني لنستقبل عروسك و عائلتها "

عبر السيد جي هيون بسخرية و هو ينهض عن الأريكة معدلا بذلته فلحقه الٱخر مبعثرا شعره البني ببسمة لعوب غير مصدق لأذنيه؛ تساءل في نفسه؛ هل كان يطرق الأرض بقدمه حقا؟

مشيا في الرواق حيث كانت عائلة هاشم التي وصلت لتوها بالإنتظار، فصدح صوت جي هيون بترحاب لينتبه إليهما الجميع.

" مرحبـا جميعا! "

#Mern_POV :

جمعٌ من الخدم عند بداية الممر إصطفوا بإنتظام على كلا الجانبين؛يمنة و شمالا في إنحناء لنا و إحترام يرحبون بنا بلباقة فور دخولنا المنزل الذي يفترض به أن يكون خاصا بعائلة بيون. في الحقيقة لقد صدمني المشهد فأنا لم أتوقع ترحيبا بهذه الحرارة و الإحترام. توترت رغم السعادة التي غمرتني فجأة فلكم كان ذلك رائعا! كان الأمر و كأنني أسير على السجادة الحمراء، و لكن مظهري...أقل ما يمكن أن يقال عنه " غير مناسب!"
مجرد أنني كنتُ أرتدي شيئا مريحا. كان عبارة عن قميص فخفاخ ذو قلنسوة كنت أعتمرها على رأسي، كانت ذات لون أبيض بسيط بالإضافة إلى سروال أسود فضفاض أيضا-في الحقيقة أنا لا أحب الملابس الضيقة،تزعجني-و نهاية، إنتعلت في قدماي حذاء رياضيا أبيض.

كنتُ مشغولة بتأمل جمال المنزل بإنبهار منذ وصولنا، لأنتبه لإحدى الخادمات تقترب منا ببشاشة و قد بدت رئيستهن جميعا لتقودنا إلى الداخل مرحبة بينما تقوم بإعلامنا أن السيد بيون قادم.

حسنا...دعوني أولا أوفي هذا الجمال حقه بالتمعن أولا، أعني...هذا البيت غير معقول صدقا!
ما هذا؟ هل هذا بيت عادي؟ هل نحن على كوكب الأرض حتى؟...أ يعقل أننا قد دخلنا بيت رئيس الدولة خطأ أم ماذا؟
هذا بدأ يصيبني بالدوار الٱن! ديكوره ينم عن رقي في الذوق و علو في الشأن حرفيا.
عيناي لم ترى بجمال هذا البيت مطلقا! هو فخم من الخارج و أكثر فخامة من الداخل بشكل مرعب؛ زرابي مخملية مبثوثة في الأرجاء، لوحات فنية نادرة و منحوتات قيمة موزعة هنا و هناك بإنتظام و جميعها تبدو غالية الثمن، أما الأثاث مما رأيت حتى الٱن فهو تحف فنية أخرى ذات طراز كلاسيكي كريمي. أستطيع القول أن من شدة نظافة البيت و نصاعة المكان فأنا أستطيع رؤية وجهي بأرضيته الرخامية، و هذه ليست مبالغة!
أنا لم أرى بمثل روعة هذا المكان حتى بأحلامي..ليس بالدراما حتى. صحيح نحن نعتبر أغنياء لكن....ليس إلى هذه الدرجة!
لا بد أن أهل هذا البيت يعيشون في رغد و ترف و نعيم، هل حقا سأصير كنتهم؟هل صحيح أنني سأصبح فردا منهم و أنتمي إليهم؟ أنا حقا لا أصدق نفسي! ... ترى هل أخطأ أبي المكان؟ ٱه! إلى أين جلبتنا يا أبي؟! بدأت أؤمن أننا ذهبنا مع الشخص الخطأ، لربما الرجل لازال ينتظرنا في المطار و نحن هنا كالحمقى مع شخص غريب و...مهلا! ما تلك اللوحة؟
تنفستُ الصعداء حين وقعت عيناي على صورة عائلية كبيرة على يساري في الممر و كان يتوسطها السيد بيون جي هيون بوقار و إلى جانبه على الأريكة زوجته الجميلة و من خلفهما يقف بمرح شابان كان أحدهما فتاة في قمة الجمال و هي إبنتهما يوري اللطيفة التي لا يمكن أن أخطئها، أما على اليسار فهو شاب؛ إذن هذا لا يمكن أن يكون إلا إبن العائلة الشهير بيون بيكهيون! الرجل الذي أنا هنا من أجل التعرف عليه.

إنسلخت عن مكان وقوف أبي و أمي اللذان كانا يتبادلان أطراف الحديث مع الخادمة، ثم توجهت إلى اللوحة لأتأملها عن قرب. خفق قلبي و أنا ألتقط ملامحه الثابتة على نحو حاد بشكل أوضح. إلهي! ما هذه الخفقة الثقيلة!
إرتفعت حرارتي و أنا أفكر أنها المرة الثانية التي أراه فيها، و هو وسيم هنا ضعف الصورة التي أمتلكها. أمسكت وجهي و لم يخب ظني أبدا هو يحترق مجددا و أكاد أقسم أنه محمر كحبة طماطم. في الحقيقة لدي مشكلة لن تنتهِ مع الخجل و التوتر، في النهاية لم أظن الأمر سيكون حقيقيا حين مازحتُ أبي بقولي إن كان كوريا فسأتزوجه! سبق و أقسمت على عدم  الزواج بعد ما حدث معي في الماضي، و لكنه سحرني بمجرد أن وقعت عيناي على صورته. منذ تحصلت عليها و أنا لا أنام قبل تأملها و مخاطبتها. أتمنى من قلبي أن يكون رجلا مراعيا و ألا يكسر قلبي، أتمنى حقا أن لا أندم لقدومي إلى هنا.

" مرحبا جميعا! "

أخرجني من شرودي صوت السيد بيون الذي علا في المكان فجأة، و قد ظهر أخيرا يرحب بقدومنا، فإلتفتت فورا لتقابلني من بعيد تقاسيمه الضاحكة أَمَارَةً على سعادته بتواجدنا في بيته. لطالما كان السيد بيون رجلا طيبا و بشوشا و بتُّ أشعر بالفضول لمعرفة نوعية شخصية إبنه. هل هو مثله في الطباع يا ترى؟ إن كان كذلك فماذا قد أريد أكثر؟!

بينما هو يسرع الخطى نحو والداي أولا هاتفا بٱسم أبي تنحى قليلا فإنتبهتُ إلى كون شاب ما يمشي وراءه. يرتدي سروالا جلديا أسود و قميصا مزرّرَ بنفس اللون. مستقيم القامة، طوله معتدل ليس قصيرا ولا طويلا جدا، شعره بني تترنح بعض من خصلاته على جبينه العريض بشكل مهيب و ساحر، ملامحه الخاملة فاتنة، و أنامله التي كان يحشر بعضها في جيبيْ بنطاله بينما يمشي بدت رقيقة جدا و طويلة بشكل لافت للنظر!
أجل إنه هو، نفس الشخص من الصورتين. هو يكون كتلة الجمال تلك التي سبق و أن فقدت وعيي بسببها، إنه بيون بيكهيون بشحمه و لحمه!!!

#End_Mern_POV

دحرج بيكهيون عيناه بين كل من السيد و السيدة هاشم بحثا عن الطرف الثالث الذي ينبغي وصوله معهما. أين هي؟

ألقَ التحية بأدب و بمجرد أن إلتفت إلى يمينه لمحها على الفور. كانت تقف عن بعد أمام الصورة العائلية الضخمة بقامتها اللطيفة، لم تكن قصيرة حقا و لكنها تبدو ظريفة في ذلك القميص ذو القلنسوة. بالكاد كان يستطيع رؤية عينيها الواسعتين من خلال القلنسوة، كانت توليه ظهرها و لكنها كانت ملتفتة برأسها و عيناها مثبتتان عليه بنوع من الدهشة.

مجرد إلتقاء أعينهما للمرة الأولى كان أمرا ساحرا سيطرت عليه الجاذبية. خفق قلبه للمرة الأولى بتلك الطريقة، كان الأمر كما لو أن الزمن توقف. هو لم يرها بعد حتى! تساءل إن كان السبب حماسته! بعد كل شيئ لقد إنتهى إنتظاره أخيرا و هي تقف على مقربة...فقط بضع خطوات هي ما يفصلهما. تساءل في داخله كيف تبدو؟ ما طبيعة شخصيتها؟ هل هي التي قد يقضي معها حياته حقا؟

سبق و أن أرسل لها صورته على الأقل و لكنه لم يتحصل على خاصتها لأن والده الشقي قد أصر على رؤيتها وجها لوجه بدلا عن الصور مفسرا أنه يريد أن يرى كيف سيكون إنطباعه الأول عنها و رد فعله بشكل مباشر.

" ميرن! "

هتف السيد بيون و هو ينتبه إليها ليخرجها من أفكارها و يقطع ذلك التواصل البصري بينهما دون قصد.

" عمي جي هيون! "

إبتسمت و هي تخلع القلنسوة لينسدل شعرها الغجري الطويل بلون الليل على كتفيها، ثم مشت مسرعة إليه بسعادة و إنحنت له قائلة...

" عماه، أنا هنا مرحبا بك! "

إستقامت من إنحنائها فقهقه الرجل و أخذها في حضنه مبعثرا شعرها قائلا...

" أوهو إبنتي وصلت أخيرا! "

" مر بعض الوقت منذ ٱخر لقاء لنا! "

" أهلا بقدومكِ عزيزتي، إشتقنا إليكِ جميعا أيتها الشقية، كنتُ متحمسا جدا لملاقاتكِ و كذلك بيكهيون "

إنزلقت عينا ميرن عن وجه الوالد إلى وجه إبنه فرأته يفرك رقبته ببعض الحرج من كلمات أبيه، فكرت؛ "هل يعقل أنه خجل من معرفتي أنه كان متحمسا من أجلي؟! "

" أوه! "

أصدرت ذلك الصوت بخجل فإبتسم بيكهيون ملطفا الأجواء و بادر بالكلام قائلا و هو يمد يده نحوها...

" مرحبا، أنا بيكهيون...الحمد للإله أنكم وصلتم بأمان إلى هنا "

" مرحبا بيكهيون-شي! شـ- شكرا لك "

إبتسمت بحياء لتتعلق عيناه بعينيها ببريق الإعجاب إجلالا لذلك الجمال العربي الأصيل!
كم أحب التحديق بعينيها الواسعتين و لكم تلذذ بطعم تلك القشعريرة التي زارته بغتة. لم تختفي إبتسامة "القط السعيد" خاصته لتفضح سروره الكبير أمامها و أمام العائلة بأكملها.
سحبت ميرن يدها بخجل حين علق السيد بيون...

" هل ستظلان تتصافحان اليوم بطوله يا ولداي؟! "

تنحنح بيكهيون بحزم و هو يخبئ يده بحرج في جيب بنطاله، في حين رمشت ميرن بتوتر و إحمر وجهها بوضوح لتخفض رأسها مطرقة في الأرض تهربا من الأعين.

" هل كانت الرحلة مشقية، يا ٱبنتي؟ "

نفت ميرن برأسها بلهفة و ردت بمرح...

" بالعكس، لقد إستمتعنا كثيرا...خصوصا أنا و أمي فهي أول مرة نأتي بها إلى كوريا! "

" هذا صحيح، كان ذلك جميلا، خصوصا و أن الطقس مختلف مقارنة بمصر...إنها تثلج كما تعلمون! "

أومأ بيكهيون برأسه مجيبا السيدة سناء التي تدخلت في الحوار بلطفها المعهود...

" من المريح معرفة أن الرحلة قد كانت ممتعة سيدتي. ممم...أنا أحب الثلج! لو لم أكن مرتبطا بمسؤوليات العمل الكثيرة هنا هذه الفترة لأتيتُ بنفسي! "

" لابأس، أنا أعذرك فليكن الله في عونك يا ولدي، و مرحبا بك في أي وقت ٱخر! "

" شكرا لكِ "

بلل شفتاه ثم أضاف...

" ميرن-شي، ما رأيك بالطقس هنا؟ "

" إنه لطيف، أنا في الواقع أحب كثيرا الطقس المشمس و الدفء "

" أووه! للأسف الطقس متقلب قليلا في كوريا لذا قد تبردين قليلا أثناء مكوثك هنا! "

عبر محب الثلج الشقي مداعبا فوكزه والده قائلا...

" و ماذا إن بردت؟ ماذا تفعل أنت هنا؟ "

كان قصد السيد بيون واضحا! إن هي بردت هو سيدفئها.
القاعدة تنص على تدفئتها وقت البرد! و لكن الطريقة تظل متنوعة حسب العقول و طريقة التفكير؛ منحها سترته، إحتضانها، حمام دافئ معا، أو منحها الحب على سرير ساخن! و الفكرتان الأخيرتان كانتا الأحب على عقل بيكهيون القذر باطنا.

ضحك بيكهيون ضحكة مكتومة و حاول البقاء هادئا قدر المستطاع و إكتفى بالإيماء برأسه بضع مرات، أما ميرن فوضعت كفها على فمها بخجل و هي تتمتم مخاطبة السيد بيون الذي كان فخورا بنفسه...

" أوه! ما الذي تقوله عمي؟! "

عبس السيد جي هيون قليلا و أكمل...

" ميرن أيتها الشقية كفي عن مناداتي 'عمي' بل نادني 'أبي' منذ الٱن! "

عندها تدخل والد ميرن السيد وليد ممازحا...

" إذن أنا قد إنتهت مهمتي؟! هل أرحل الٱن؟ "

ضحك الجميع حينها على غيرة السيد وليد الواضحة، ثم علقت ميرن بلطف...

" إذن صار لدي أفضل أبوين على الإطلاق! "

" أضيفي إلى ذلك أجمل أُمّين! "

صدح صوت السيدة بيون في الأرجاء فتوجهت عيون الجميع نحوها.
فرحت ميرن برؤية تلك المرأة اللطيفة التي تحبها كثيرا و تكن لها مقدارا كبيرا من الإحترام، فركضت نحوها لتعانقها ملقية التحية.

" فتاتي اللطيفة...سعيدة لرؤيتكِ مجددا! "

فرك بيكهيون عنقه من الخلف يفكر بغيض و غل متى سيحصل على حضن هو أيضا؟! تمت معانقة الجميع إلاه!
هزّ رأسه يطرد تلك الأفكار السخيفة عنه، ليجد الجميع يتحدثون كخلية من النحل و يتضاحكون، فقرر فعل شيئ مفيد لذلك تحرك هو نحو الخدم يأمرهم بحمل حقائب الضيوف إلى غرفهم.

" ... و ليذهب الجميع إلى أماكنهم، لا تتأخروا بإحضار شيئ منعش و لذيذ مبدئيا "

" حاضر سيدي! "

أومأ برأسه بحزم و هدوء لرئيسة الخدم، لتنصرف تنفيذا لأمره. إلتفت بعفوية ليجد أن ميرن تنظر إلى ذلك المشهد. كانت تشعر بالذهول من تلك الكاريزما التي يتمتع بها!
فكرت أنه لا يشبه طباع والده كثيرا على ما يبدو! إنه هادئ، يبدو كتوما و غامضا، بسمته خفيفة و خجولة و ملامحه تتسم بالجدية! لكن شيئا من اللطف يفوح من عريض الكتفين فيأسر إليه الأشخاص من حوله دون مجهود. كان هذا ما ٱستنتجته حتى الٱن!

جعلها إلتقاء أعينهما ترتبك فأبعدت وجهها بسرعة، ثم سارت نحو اللوحة مجددا تهربا حين لاحظت أنه بدأ المشي نحوها. و لكن هروبها لم يمنعه من تغيير مساره مثلها للحاقها.

" مرحبا مجددا "

وقف خلفها فمال هامسا في أذنها بذلك بهدوء فإهتز بدنها بتفاجئ. هي لم تتوقع أن يلحقها حقا! و جرأته هذه لم تُقصّر في زيادة توترها.

" أهلا! "

ردت بهدوء هي الأخرى فإرتسمت بسمة على ثغره النحيل كالقط ليسألها و هو يعود للإستقامة...

" هل تعجبكِ الصورة؟ "

إلتفتت لتنظر إليه، و أومأت برأسها بالموافقة دون تردد فتوسعت إبتسامته و رفع حاجبه معلقا...

" و من شخصكِ المفضل فيها؟ "

إرتفع حاجباها بدهشة و هي تلتقط مقصده فإحمر خداها و إختل سير الدماء في عروقها، فأخفضت عيناها متمتمة...

" جميع المتواجدين في الصورة يكملونها و يجعلونها جميلة، سيد بيون "

بللت شفتاها و قررت منح إهتمامها للسيدة بيون و سألت ببساطة و هي تتجاهله و تتقدم نحوها...

" عمتي، لمَ لا أرى يوري، هي لن تكون متواجدة هنا؟ "

" عزيزتي إن يوري تسكن في بيت زوجها ببوسان لذلك ستتأخر قليلا بالوصول، و لأنكِ هنا فهي ستمكث و ٱبنها شيون في بيت العائلة لفترة من أجلكِ...فرحت كثيرا حين أعلمناها بوصولكم إلى كوريا أخيرا "

نظر إلى قفاها بعدم تصديق يحاول إيجاد تفسير منطقي بينه و بين نفسه لتصرفها هذا!
هل هي تجاهلته فحسب منذ قليل، أم أنها مشتاقة لشقيقته بهذا القدر الذي يجعل الحديث معه أمرا ثانويا؟

" لمَ تقفون هنا حتى الٱن؟ تفضلوا إلى غرفة الجلوس رجاء! "

هتف السيد بيون ليتبعه الجميع مرحبين بالفكرة.

بقي الكبار يتخبطون في حكايات و أحاديث جانبية لا تخص الشابين بشيئ ليغرق الأخيران كل بأفكاره، يسترقان النظرات إلى بعضهما البعض خلسة.

#Baekhyun_POV:

ميرن هاشـم! تلك الفتاة ذات القلنسوة تركيبة عجيبة!
إنها لطيفة و تبدو خجولة أيضا و لكنها في ذات الوقت...جريئة بما يكفي لكي تتجاهلني؟!

لا أحب حقا شعور الغرابة بيننا...لمَ لا تمنحني فرصة لكي أتحدث إليها حتى أشبع؟ أحتاج معرفتها، من تكون كشخص، ما تصوراتها كفتاة على أبواب الزواج، ماذا تحب و ماذا تكره؟ أنـا أريد أن أتشبع بمداعبات ذبذبات صوتها الرقيق لأذناي...ثم تواجد الأهل عائق كبير! كيف سأتحدث إليها على إنفراد؟

أريد كثيرا أن أفك رموزها و أتبين أبعاد هذه التركيبة و دلالاتها.

الفتيات ذوات الهودي و الملابس الرياضية الفضفاضة لسن نوعي المفضل، فأنا رجل ذو منصب رفيع أتلذذ إرتداء الملابس العملية و البذلات الفاخرة. إمرأة بمظهر أنيق رسمي أو بفساتين ذات تصاميم عصرية معقولة ستكون أول من يقع عليها إختياري، لأن هذا هو ذوقي ببساطة. و لكن مذ تواصلتْ عيناي مع عينيها علمتُ أنها يمكن أن تكون إستثناء مدمرا لذوقي الخاص و ميولاتي نحو الأشياء! و لكن هذا لا يمكن أن ينفي حقيقة كونها من أجمل الفتيات اللاتي رأتهن عيناي في كل حياتي. ذلك الوجه الصغير الظريف يحمل داخل دائرته ملامح ذات فتنة عالية؛ أعين واسعة كثيفة الرموش منحوتة بدقة، هي الأعين الأكثر جذبا من الأرض و الأكثر لمعانا من النجوم...تزخم بأحاديث مشفرة تجعلني أتحرق شوقا لفكها و قراءتها مدى الحياة، و أنف شامخ يتوسطه، ثم شفاه لامعة ممتلئة تستلقي فوق ذقن كالمارشميلو يجعلك تود تجربة العض بشدة. تتلون فتاتي ببشرة بيضاء ناعمة كبشرة الأطفال، و يفوح منها عبق ثقافة مختلفة و مثيرة للإهتمام.

لدى ميرن إبتسامة ساحرة جعلتني أغرق فيها دونما شعور، و كلما أكتشف أني أبالغ بالتحديق بها أنتشل نفسي من شرودي و أرحّل عيناي عنها إلى أبعد مكان، و لكن عدستاي لا تفتٱن تصبران برهة بعيدا حتى تغدرانني بالتحليق إليها ثانية...حتى أحسستُ أنني أخفتها.
الٱن كيف أجعلها تفهم أنني لستُ منحرفا سافلا بل مغلوب على أمري و معجب بهيئتها الظريفة و طريقة حديثها. لم أكن أدري أن لغتي بهذه الروعة قبل أن أسمعها تتحدثها!

#End_Baekhyun_POV

.
.
.

أحست ميرن بعينيه اللتان كانتا مثبتتين عليها معظم الوقت فلم تشعر بالراحة منذ قبوعهم في غرفة الجلوس. نظراته من جهة، و خفقات قلبها المتسارعة من جهة أخرى!

.
.
.

#Mern_POV :

مغص في البطن بسبب المرض، مغص في البطن بسبب الحمل، مغص في البطن بسبب التخمة، سمعت بكل هذا يحدث مع الكثيرين، و أظنه أمرا طبيعيا و لكن بالنسبة لي، فلقد مررت بنوع ٱخر من ٱلام البطن...أتساءل هل من الطبيعي أن يؤلمك بطنك لأنك وقعت في الحب؟
أجل، مغص غريب أصاب بطني و أنا أراه يقف أمامي. لا داعي لأن أتحدث عن قلبي فهذا الأخير قد جن حتما، و أخاف أن يقفز من صدري بسببه. أتوسلك كف عن الطرق أنت الٱخر فأنا أكاد أفقد وعيي و ماء وجهي بسببك، تكفيني ٱلام بطني هذه!
مهلا!...هل يعني هذا أنني أحببته؟ أعني أنا لا أعرفه جيدا حتى! ها قد بدأتِ تهذين ميرن، منذ متى صرتِ تقعين جديا لرجل بسبب جماله؟ أيتها البائسة إخرسي وحسب، هل وقعتِ يوما أساسا؟ أنتِ لا تعرفين ما هو الحب أصلا، فهل يكون إعجابا؟ من الجيد أن أعجب به، أليس كذلك؟ هـ-..هو سيصبح زوجي قريبا!
هممم، هذا القلب...لطالما كان باردا كالثلاجة، و لكن اليوم، إنه أمر مختلف تماما...يا له من شعور لطيف بالدفء! دفء؟ إنتظروا هذا أقرب إلى الحريق، وجهي يحترق!

ربـــاه، يـــالهُ من خلق بديـــع! ما الشيئ العظيم الذي فعلته في حياتي لأستحق هذا البيــكـــاتشو اللطيف!

ٱهٍ إنه لا يتوقف عن النظر إلي!
ترى ما الذي يجول بباله عني؟
أنـا متأكدة من أنه يلعنني، أعني...هل سأكون جديرة بهذه الزيجة و هذا الزوج حقا؟

#End_Mern_POV

"أبـي، لابد أن ضيوفنا متعبون من الرحلة...أقترح أن ندلهم على غرفهم حتى ينالوا قسطا كافيا من الراحة، و على العشاء نكمل الحديث!"

"هل هذا واضح علي جدا بيكهيوني؟"

قالت السيدة سناء ضاحكة بعد أن أنهت تثاؤبها للمرة المليون فٱبتسم بيكهيون و أجاب بٱحترام...

"أنا أعذركِ، فلابد أن الرحلة قد كانت شاقة. في عملي، أنا معتاد على السفر كثيرا، و لذا أعلم حجم التعب!!"

"أعانكَ الله يا ولدي!"

"شكرا لكِ"

تبسمت السيدة سناء لتشارك السيدة بيون بدورها في الحوار قائلة...

"أنا أؤيد بيكهيون. هل ننهض عزيزي؟"

"إن كان الجميع على رأي واحد فلنفعل!"

هتف السيد بيون جي هيون بذلك فرفع السيد وليد كتفاه لا يمانع بدوره فكرة الذهاب لنيل قسط من الراحة.
.
.
.
"هذه ستكون غرفتكِ ميرن، هل أعجبتكِ؟"

قال السيد جي هيون ذلك و هو يربت على رأس الصغيرة يعرفها على غرفتها بعد أن دلوا السيد وليد و السيدة سناء على غرفتهما الخاصة بالفعل، و هناك كانت محطتهما الأخيرة من أجل الحظاء بقسط من الراحة. أما ميرن فلقد أعجبت بديكور الغرفة الأنيق كثيرا. بمجرد أن وقعت عيناها على صور فناني الكيبوب المفضلين لديها معلقة على الجدران بطريقة متناسقة ركضت نحوها تتلمسها و تتأملها بٱنبهار.

"لا أصدق!"

وضعت ميرن يداها على فمها و هي تفصح عن تأثرها الشديد.

"من فعل هذا؟"

"بيكهيون"

أجابت السيدة بيون بود فإرتفع حاجبا ميرن بدهشة و إلتفتت تحدق بـبيكهيون مذهولة.

"هـ..هل حقا أنت فعلتَ ذلك ؟"

فرك بيكهيون رقبته باسما بخفة و أطرق في الأرض برهة قبل أن يضع عدستاه عليها مجيبا...

"أخبرني أبي أنكِ من معجبي هذه الفرقة ذات المحيط الفضي فقمت بشراء الصور و إلصاقها من أجلكِ. هل أعجبتكِ؟"

"بلى، أعجبتني كثيرا. شكرا جزيلا"

لو كان بٱمكانها ٱبتلاعه في تلك اللحظة لٱبتلعته!

تنحنح بيكهيون و هو يرمي إلى والدته نظرة ذات مغزى فلم تتأخر هذه الأخيرة بتنفيذ رغبته. إبن والدته لا يحتاج ذرف حرف لكي تفهمه!

"جي هيون عزيزي هيا تعال معي رجاء، أحتاجك في أمر ما..."

"الٱن؟ و لكن ميرن..."

"لا تقلق على ميرن ستكون بخير مع زوجها المستقبلي! أليس كذلك بيكهيون"

أومأ بيكهيون برأسه بالإيجاب ليبتسم على المشهد المضحك الذي رسمته والدته و هي تقوم بسحب زوجها العنيد معها من أجل الإنصراف و ترك مجال للشابين للحديث على إنفراد.

"مرحبا مجددا"

لوح بيكهيون بيده ببلاهة أمام وجه ميرن التي بدا عليها التوتر أكثر منه لتواجدها معه على إنفراد في الغرفة.

"أ..أهلا!"

طأطأت رأسها تهرب عيناها إلى الأرض بخجل و قامت بعقد خصلة من شعرها خلف أذنها.

"في الحقيقة...أتوقع أن يجب علينا التحدث!"

"بلى، معك حق! و لكن هنا؟!"

"إن كنتِ لا تشعرين بالراحة هنا يمكننا الذهاب للتمشية في الحديقة!"

"ٱاه! أنا موافقة، أظن أن ذلك سيكون أفضل!"

"تفضلي إذن، من بعدك"

أشار إليها بيكهيون فاتحا الباب من أجلها فشكرته و مضت أمامه بهدوء.
.
.
.
"لنجلس هنا!"

هتف الشاب يقودها نحو مقعد الأرجوحة فتهللت أساريرها حين لمحتها و ركضت كطفلة صغيرة نحوها تسبقه بالإرتماء عليها و أخذ جولة أولى بمفردها في إستحواذ شخصي تام.

"إنها جميلة!"

"تحبين هذا النوع من المقاعد؟"

سأل بيكهيون و هو يقترب فأومأت ميرن بلهفة و أجابته بحماس...

"هذا صحيح، إنها ممتعة جدا!"

"هل تريدين أن أرسلكِ إلى بضع جولات؟"

"إن كان هذا لن يزعجك ممم...سأقبل عرضك المغري بكل سرور!"

ضمت يداها إلى جانب خدها و هي تمنحه نظرة حالمة مع خدين متوردين فقهقه و توقف يتأملها برهة، ثم إنتقل للوقوف خلفها و بدأ بدفع الأرجوحة مؤرجحا تلك الطفلة الكبيرة التي كانت تهتف و تصدر ضحكات مستمتعة و ممتنة بصدق.

"هل يمكنني الجلوس الٱن؟"

أتاها صوته منهكا بعد بعض الوقت فسارعت بالإلتفات و قالت بتأنيب ضمير...

"أوه! يبدو أني أنهكتك، لم أنتبه أنا ٱسفة...تفضل بالجلوس رجاء!"

ضحك و هو يتقدم ليهوي على الأرجوحة إلى جانبها ملقيا بجثته ببعض التعب بالقرب منها فتلامس فخذه بفخذها عن غير قصد الشيئ الذي جعل القشعريرة تسري في كامل أرجاء جسدها.
إحمر وجه الفتاة بشكل سيئ و إنقبضت قبضتاها بقوة، فكانت تبدو في وضع عدائي نوعا ما. جربت ميرن الإبتعاد محاولة تمالك نفسها و ذلك لترك مسافة بينهما دون إثارة بلبلة، فهذا إنذار لإيشاكها الدخول في نوبة هستيرية جديدة من نوبات الماضي، و لكن ما جعلها تختنق أكثر أنها لم تستطع الإبتعاد إذْ لم يكن هناك مجال خاوٍ إلى جانبها مقارنة به. إرتسمت أمارات الإمتعاض و النفور على ملامحها فلاحظ هو ذلك، و رغم تعجبه لأمرها قام بكل هدوء بالإبتعاد من تلقاء نفسه مفسحا بينهما مجالا لابأس به على المقعد إحتراما لرغبتها التي نطق بها جسدها دون لسانها. الأمر لم يكن بتلك الجدية لترتعش و تنفر منه بتلك الطريقة المريبة، هو لم ينتبه حتى، و لكنه فكر أن الأمر لربما يعود إلى ثقافتها أو طريقة نشأتها. خمن أن لربما هي متحفظة وحسب لذا هو إكتفَى بتعليق صغير قبل أن يغير اتجاه نظره إلى الفراغ...

"ٱسف، لم أنتبه!"

"لا عليك!"

أجابت ميرن بذلك سريعا، و لكن نبرتها لم تكن بذلك التسامح حقا. لمس بيكهيون في ذلك إنزعاجا ملحوظا. أخفض هذا الأخير عيناه إلى يديها اللتين لم تكفا عن الإرتعاش حتى بعد إبتعاده و هذا كان شيئا واضحا و ملفتا حتى! تجعد جبينه و تمرد لسانه بسؤال لم يستطع كبحه أكثر.

"هل من خطب؟!"

شهقت و هي ترفع رأسها لتنظر في وجهه بأعين متسعة، و قد إستطاع بيكهيون بشكل غير متوقع قراءة الخوف يكتسح نظراتها نحوه. كان جليا أنها تكافح لكي تبدو طبيعية و لكن الأمر خارج عن سيطرتها!

"لماذا...ترتعشين؟"

ألحق الشاب تلك الكلمات على الفور في تعجب كون الأمر لم ينتهِ بمجرد إبتعاده و إعتذاره.
تساءل بيكهيون في نفسه إن كان قد إرتكب خطأ فادحا بهذا الحجم حقا! و لكن إجابتها قد زارت أذناه أخيرا في تلك اللحظة...

"أ...أنا فقط أشعر ببعض البرد!"

حاولت رسم إبتسامة سخيفة على وجهها، فرمش هو يفكر أن الطقس لطيف و لا يبدو بتلك البرودة حقا، حتى أنها أتت من مكان كان يثلج بالفعل!
هنا، بدأ الشاب يفكر أنها غريبة بشكل يدعو إلى الشك! مع ذلك هو لم يشأ إحراجها أكثر بطرح العديد من الأسئلة دفعة واحدة منذ اللقاء الأول، و هكذا تخلى بيكهيون عن سترته و وضعها فوق كتفيها دون إضافة حرف.

بينما كان يدثرها من البرد المزعوم بسترته، رفعت ميرن رأسها تنظر رغما عنها بهيام إلى تعابير وجهه الكاريزماتيكية الحازمة و التي نجحت في أسرها دون أن يبذل مجهودا يُذكر. شعرت الفتاة بالأمان فجأة و بالراحة تعود إليها، فإسترخت و بدأ التوتر يذهب عنها متخذة رائحته مهدئا.

"هكذا أفضل؟"

سأل السيد الصغير بلين فرمشت هي بسرعة تعود إلى الواقع عن طريق ذلك السؤال، ثم أومأت عديد المرات برأسها كإجابة مرفقة بكلمة "بلى"، ثم أمسكت بطرفي سترته التي تغطيها و جعلت تسحبها قليلا تتدثر بها أكثر إثر هبوب نسيم بارد و منعش في قلبها. حسنا، هذه المرة هي تشعر بالبرد حقا، و يبدو أنه السبب!

"شـ-..شكرا لك!"

أومأ برأسه مردفا...

"على الرحب و السعة،لا تشيري إلى ذلك رجاء"

كان قد عاد للجلوس في مكانهِ عينِهِ منذ بعض الوقت ليتخذ التفكير ملجأ له. ساد الصمت بينهما لمدة، يحدق هو بالسماء و تحدق هي بالفضاء من حولها ببعض التوتر. خفقات قلبها تكاد تصل مسمعه...و هي تصلي بجهد حتى لا يسمع!

"سأخبر أبي أن يضع واحدة في حديقة منزلنا أيضا!"

بادرت هي بالكلام هذه المرة لتسترعي كامل إنتباهه على الفور. صوتها الجاذب قد نجح في سحبه من عمق شروده دون عناء.

"ماذا؟"

"أتكلم عن الأرجوحة!"

"أوه! الأرجوحة!..."

سرعان ما إرتسمت إبتسامة ٱسرة على محياه و هو يحدق فيها بأعين متلألئة.

"من يعلم؟ لربما أشتريها لكِ أنا و ليس العم وليد!"

لمّح لها بطريقة غير مباشرة لموضوع الزواج الذي يريد الخوض فيه الٱن، فإحمرت وجنتاها و إضطربت عدستاها؛ تارة تنظر إلى وجهه و أخرى إلى الفراغ خلفه.

"همم...ميرن-شي!"

"أجل؟"

حك مؤخرة رأسه ببعض التوتر ثم تكلم أخيرا...

"أنتِ تعلمين لماذا تجتمع كلا العائلتان في هذا البيت، أليس كذلك؟ "

"بلى، أعلم!"

"جيد، إذن هلا تحدثنا في هذا الخصوص قليلا؟"

"أ...ٱه! أجل بالتأكيد ، تفضل..."

"شكرا..."

بلل بيكهيون شفتاه و أخذ نفسا عميقا قبل أن يبتسم بعذوبة و يعلق...

"أولا، دعيني أعترف أنني سعيد لأنكِ تجيدين تحدث الكورية بطلاقة"

"لطالما كنت شغوفة بالفنون و بتعلم اللغة الكورية منذ الصغر!"

"هذا مبهر!"

"همم...شكرا لك!"

"حسنا، إذن دعينا ندخل في صلب الموضوع مباشرة...أريد أن نكون واضحيْن منذ البداية ٱنسة ميرن...يجب أن أخبركِ بما أنا عليه، طبيعة حياتي و ما أتطلع إليه في العلاقة، و كذلك أنتِ، فأنا أؤمن أن الزواج هو علاقة أبدية تربط روحين قبل كل شيء!"

"و كذا هو إيماني أيضا...أوافقك الرأي، نحن يجب أن نعرف بعضنا جيدا أولا و بالتالي نحن نحتاج بعض الوقت...و كنت سأفاتح العم بيون شخصيا بهذا الخصوص و..."

"دعي عمك بيون جانبا الٱن و تحدثي إلي فأنا الشخص المعني بالأمر..."

مطت شفتاها بتذمر و نظرت إلى الفضاء بطفولية قائلة...

"و لكنك الشخص الذي أصر على الزواج في أسرع وقت ممكـ..."

"ماذا؟ أنا؟"

شرق بيكهيون و هو يصغِ إلى ذلك الكلام الذي لا يشبهه، ثم أضاف بعدم تصديق...

"لا تخبريني أن هذا ما قاله أبي!!"

"بلى!"

"تشه!"

تنهد الشاب بعدم تصديق ثم أردف:

"إذن لن ألومكِ لأنكِ لا تعرفينني بعد، و لكن سأقول أن الذي يتصرف هكذا ليس بيون بيكهيون بل هو أبي حتما!"

مسح أرنبة أنفه ثم تنهد و ترنح إلى الخلف مكتفا يداه ببعض الإنزعاج فوالده قد وضعه في موقف محرج أمام الفتاة و هو الذي طلب مهلة لبضعة أيام بغية معرفتها أولا و ليس العكس.

"أصغي...أنا شخص هادئ و قليل العلاقات خارج العمل، عملي هو كل ما يملأ وقتي و لهذا السبب أنا لا أجد فرصا كثيرة للخروج في مواعيد مع الأصدقاء أو الفتيات و ما شابه، و حين أخبرني أبي أنه يرغب تزويجي من فتاة مميزة لن أجد مثلها في أي مكان قبلت..."

قال الشاب كلماته بنبرة ذات مغزى و هو ينظر إليها من طرف عينيه باسما بسمة لعوب. إحمرت هي و ضحكت بخفة نافية بكلتا يديها بظرافة أمام وجهه...

"كلا، كلا...العم بيون يبالغ كثيرا!"

"حسنا، أتعلمين؟ لا أظنه يبالغ كثيرا!"

"م...ماذا؟"

"أنتِ ظريفة!"

أشاح وجهه بعيدا بعد ذلك الإعتراف، فتبسمت و هي لا تستطيع التوقف عن تأمل وجهه الوسيم الذي لا يخلو من بعض الخجل.

"ميرن-شي، لكي أكون واضحا معكِ، فإني رجل لا يحب التعقيد. سأود لو أحظى بحياة زوجية جميلة و هادئة أساسها الصدق، الثقة و الإحترام...صحيح أنه زواج تقليدي مدبر و لكني عرضت مهلةَ تريثٍ لكلينا حتى نرى مدى إنسجامنا معا و إن كنا نتفق جيدا. لستُ أدري بعد رأيكِ بي و إن كنتِ موافقة أم لا و لكنني سعيد بلقائك بصدق و أتطلع إلى بناء أسرة جميلة معكِ."

"لا أدري ما أقول، رجاء أعذر خجلي الكبير فأنا أوضع في هكذا موقف لأول مرة. همم...يسعدني كثيرا رأيك بي و أحترم جدا وجهة نظرك. إن رؤيتي للأمور لا تختلف عن رؤيتك و ...."

"ميرن الجميلة!!"

هتف صوت طفولي فجأة ليسترعي إنتباه كل من ميرن و بيكهيون، و لم يكن ذلك إلا شيون إبن يوري يركض نحوهما بحماس...

لقد سبق و قابلتْ ذلك الصغير الظريف مرات عديدة و هو معتاد عليها كثيرا أيضا. هو يستلطف ميرن و يحب دعوتها بالجميلة كلما قابلها فهو يعتبر عيناها الواسعتين بخلاف عينيه شيئا غريبا و مبهرا و لكنه شيء جميل في الٱن ذاته.

نهضت و البسمة تعلو شفتيها لتفتح ذراعاها من أجل كتلة اللطافة المتدحرجة نحوها، و ها هو يحصل على حضن قوي منها. هي تحبه حقا!

إرتفع حاجبا بيكهيون و هو ينهض هو الٱخر يفكر بينه و بين نفسه بعدم تصديق..." لم يبقَ إلا شيون ذو الخمس سنوات لأحسده على الحظاء بعناق منها! "

"عزيزتي ميرن!"

رفعت الفتاة ذات الأصول العربية رأسها لترى تلك الشابة اليافعة التي تتقاسم نفس الجمال مع أخيها تتقدم نحوها بكعبها العالي الذي يطرق الأرض بخُيَلاء...

"يوري!"

هتفت ميرن بذلك و هي تفلت شيون بلطف ليستقبله خاله بقبلات حارات على وجنته الممتلئة، فيما تبادلت العناق مع الفتاة الأكبر سنا و التي تعتبرها أختا لها بالفعل.

"مسرورة جدا بلقائك مجددا!"

"أخيرا أنتِ هنا يوري، إشتقتُ إليكِ!"

"ٱسفة لأنني تأخرت، كان ينبغي أن أكون هنا في وقت أبكر!"

"لا عليكِ، المهم أنكم وصلتم بسلامة و أمان!"

نظرت ميرن حولها بفضول ثم أضافت...

"هل أتيتِ أنتِ و شيون بمفردكما؟"

"أوه! زوجي...لديه عمل ضروري، قد يأتي في وقت لاحق!"

"فليكن الله في عونه إذن!"

تنهدت يوري تطرد عنها شعور الضيق الذي زارها حين تذكرت شيئا ما، ثم سرعان ما إبتسمت و هي تنظر إلى بيكهيون نظرة لعوبا إرتبك لها في قرارة نفسه بعض الشيء، و قالت بلهجة ذات مغزى...

"أخيرا إلتقيتما!"

....يتبع

•••••

إذن إنها نهاية الفصل يا رفاق🌸

نلتقي في الفصل القادم حيث تنتظركم أحداث مشوقه و صواعق رهيبة📣

إنني بإنتظار ٱرائكم حول هذا الفصل❤️
ما هي توقعاتكم للقادم؟

ميرن؟
بيكهيون؟
عائلتا هاشم و بيون؟
يوري؟
•••••

♦جيون♦


© HyoyeolQ ~(^з^)-♡,
книга «فتاتي العربية|| Blind Soul».
Коментарі