نبذة
مقدمة
1: اليوم الأول في كاميلوت
2: يبدو و كأنه سحر
3: فوضى عارمة
4: فتاة الغابة
5: إن صبري ينفذ! 1
6: إن صبري ينفذ! 2
7: إن صبري ينفذ! 3
8: احذر مما تتمناه أيها الجمال النائم!
9: ابنةٌ جاحدة
10: هل الحقيقة مرة أم ساحرة 1
11: هل الحقيقة مرة أم ساحرة2
12: كاميلوت في أزمة
13: كنت أحكم هذا المكان
14: الحب في الأجواء و الخيانة على الأبواب
15: الطبول تقرع بجنون إذًا لا مفر
16: ما يقبع خلف الستر
17: و من قال بأن الطبيعة رحيمة
18: مفاجأة تليق بملك !
19: رفقة سيئة
20: مازلت أريدك بالجوار
21: ما تفسده سيدة البحيرة تصلحه سيدة السماء
22: و الآن يسدل الستار1
23: و الآن يسدل الستار 2
4: فتاة الغابة
" حمقاء! هل نمتي في منتصف الغابة ؟ "

صرخت مرجانة غير منتبهةٍ لارتفاع صوتها و لا لغضبها المفاجئ في وجه مرح التي نظرت لها بإنزعاجٍ شديد بعينين بالكاد أبقتهما مفتوحتين و همست :

" لقد غفلت عيني لساعةٍ أو اثنتين ، ليس بالأمر الهام "

" ' ليس بالأمر الهام ' ؟ ألديكِ أدنى فكرة عم كان من الممكن أن يحدث لكِ خلال هذه الساعة أو الاثنتين ؟ "

" اصمتي يا ' مورجوز ' فلم يحدث شيء "

همست مرح مجددًا و هي تغمض عينيها بحاجبين معقودين أما مرجانة فأشاحت ببصرها بإنزعاجٍ من ذاك اللقب لكن شيئًا ما بداخلها كاد يدفعها للضحك في هذه اللحظة ثم تذكرت أين هي و أنه ما كان عليها رفع صوتها فصمتت متمنيةً ألا يكون أحد الحرس قد سمع صوتها .

" لكن بجديةٍ ما خطبك ؟ "

" أنا فقط .. مريضةٌ بعض الشيء "

" كيف حدث ذلك ؟ "

أعادت مرح إغلاق عينيها و هي تشير لمرجانة بـ" لاحقًا " فقالت مرجانة بسرعةٍ دون أي ذرة تردد أو تفكير : " حسنًا ، أتعلمين ماذا ؟ أنت ستأتين معي للقصر "

فتحت مرح عينيها بسرعةٍ و تمتمت بـ :
" ماذا ؟ " بصدمةٍ لتردد مرجانة بصرامةٍ : " لقد سمعتني ، ستأتين معي للقصر "

" لن يحدث ! "

أجابتها مرجانة بحدةٍ و بكل ذرة إصرار امتلكتها : " بلى ، ستفعلين "

تفاجأت مرجانة من نفسها ؛ فها هي تثق في فتاةٍ لا تعرفها تمام الثقة ، و ها هي تصر على مساعدتها ، و ها هي تقلق عليها بشكلٍ لم تشعر به أبدًا من قبل لكن طبعًا ليس كصدمة مرح التي حدقت بها بعينين متسعتين و احتاجت مرجانة لبذل مجهودٍ هذه المرة كي لا تلين نظراتها عندما رأت الموافقة و الخضوع في عيني مرح و قد عرفت أن مرح قد تستغل ذلك لقلب الأمور لصالحها .

" لكن .. ماذا ستقولين لأوثر ؟ لآرثر ؟ لأي أحد ؟ لا يمكن أن ... "

قالت مرح بقلقٍ في محاولةٍ أخيرةٍ يائسةٍ فقاطعتها مرجانة بنفس النبرة الصارمة :
" اتركي هذا الأمر لي و هيا معي "

ثم ذهبت لتساعد مرح على النهوض لكن مرح قاطعتها مقلدةً نبرتها الصارمة :
" أستطيع السير ، لندخل من البوابة الأمامية فالخدم سيستغربون دخولنا من بوابة الخدم و ستنتشر الأخبار سريعًا "

" حسنًا اسمعي ، سترتاحين في غرفتي بما أنكِ تريدين إبقاء وجودك سرًا عن الملك "

" و طبعًا سنحظى باستجوابنا الصغير بعد ذلك "

همست مرح بنبرةٍ ساخرةٍ لكن متعبة فلم تجبها مرجانة بل أشارت لها أن تصمت و هي تحدق بوجهها الشاحب لبضع ثوانٍ ثم سبقتها للبوابة الأمامية ببضع خطوات .
.
.
" مرجانة هل .. ؟ "

لم يتمكن آرثر من إتمام سؤاله فقد أخرسته صدمة وجود مرح التي يبدو أنها استيقظت للتو فقط بغرفة مرجانة و قد حاولت مرجانة الوقوف أمامه كي يصب تركيزه عليها و لا ينظر داخل غرفتها لكنه رآها بسبب فارق الطول .

" ما الذي ... ؟ "

لم ينهِ آرثر سؤاله لكن نظراته المشتتة الموجهة نحو مرح و مرجانة أوضحت أنه ينتظر تفسيرًا مما أدى لتوتر مرجانة ، أما مرح فقد تجاهلته تمامًا و فركت عينها بلطفٍ كأنها تحاول محو آثار النوم قبل أن تجيب عندما رأت صمت مرجانة و توترها :

" ماذا تظن أنه يحدث ؟ "

تعجبت مرجانة من نبرة الخبث التي تملكت سؤال مرح و الثقة التي تجسدت بنظراتها و هي تجلس بهدوءٍ على حافة السرير ، و لا ألومها فهي لم ترَ - أو ربما نست - أسلوب مرح المتذاكي بينما آرثر تجاهلها تمامًا كأنما لم تقل شيئًا و سأل بشيءٍ من الحدة :

" أنتِ مجددًا! ماذا تفعلين هنا ؟ "

" اشتقت إليك يا عزيزي، فأتيت لرؤيتك "

قالتها مرح ببراءةٍ و دلال ليحدق بها آرثر بجمودٍ فلم تتمكن من تحديد رد فعله ، نهضت لتذهب إليه لكن بمجرد أن لامست قدماها الأرض عاودت الجلوس في ألمٍ و قد صدر عنها تأوه خفيف فأسرعت مرجانة بالسؤال : " أنتِ بخير ؟ "

" نعم ، أظن أنني فقط ضغطت على أحد جروحي أكثر من اللازم بغير قصد "

" أخبرتك بأنه علينا إحضار طبيب
القصر ! "

" أنا قلت لا ، و أنا أيضًا أخبرتك أنني فقط بحاجةٍ لصندوقي ! "

دارت هذه المحادثة بنبراتٍ حادةٍ و شرسة و لولا أن آرثر سمع ما تتجادلان بشأنه لقال بأنهما تستعدان لإعلان الحرب على بعضهما ، بينما هو فقط واقفٌ يشاهدهما بتعجبٍ من فتاة الغابة تلك التي نسي اسمها و من قلق مرجانة عليها و اصطحابها للقصر معها و مساعدتها لها و من ملامح الفتاتين الحسناوين التي صارت شديدة الحدة بشكلٍ لم يتخيل بأنه ممكن .. و الأهم من كل ذلك من نفسه و هو فقط يقف مشاهدًا بصمتٍ و كأنه غير موجود .

" و ما دخل هذا الصندوق بأي شيء يحدث معك ؟ "

سألت مرجانة و قد خفت حدة نبرتها و طغى التعجب عليها لتجيب مرح بحذر :
" هذا الصندوق هو السبب في كل شيء "

تناولت مرجانة الصندوق من فوق طاولةٍ صغيرةٍ و أعطته لمرح التي حملته بحرصٍ شديدٍ و هي تتحسس تلك الخدوش و الكسور التي تملؤه .. تمامًا كالجروح العديدة التي تملأ جسدها !

" أتعرفينها يا مرجانة ؟ "

تحدث آرثر أخيرًا عندما يأس من محاولة الحصول على تفسيرٍ من مرح التي تجاهلته تمامًا و واصلت العبث بخدوش الصندوق بشرود ، أما مرجانة فقد التفتت إليه بشيءٍ من التفاجؤ و بدا أنها نست أمر وجوده تمامًا ثم قالت :

" لا ، أنا لا أعرفها .. لكنها تقول أنها
تعرفني "

" و أنتِ صدقتها ؟ هي فقط فتاةٌ من العامة احتاجت بعض المساعدة فادعت
ذلك "

" و لو كان الأمر كذلك ، إنها بحاجةٍ للمساعدة كما قلت أنت ... ثم هي فقط .. مألوفةٌ جدًا "

" أنا لا أفهم ! ماذا فعلتي لمرجانة بالضبط ؟ من أنتِ ؟ و كيف أصبتي بكل هذا ؟ "

سأل آرثر مرح بِحيرةٍ شاركته مرجانة إياها و التفت كلاهما إلى مرح التي وضعت الصندوق جانبًا و قالت بهدوءٍ :
" أخبرتك أنه كان ينبغي عليك قتلي "

نظرت مرجانة لآرثر بحيرةٍ لكنه لم ينتبه لها حتى بل تمتم بعصبيةٍ من تهرب مرح المستمر : " لماذا ؟ ماذا يعني هذا ؟ "

" معناه أن تخرج لأنني أريد أن أحادثها بمفردنا "

رفع آرثر حاجبه بشيءٍ من الاستهزاء لتزفر مرح محاولةً البقاء هادئة لكن شيئًا من الحدة بدا جليًا في نبرة صوتها مع ذلك عندما أردفت :

" سأفسر لها بعض الأشياء ثم أرحل ... لكن كما أخبرتك سابقًا سيتكرر لقاؤنا ، ربما عندها سأشرح لك أنت أيضًا ... و الآن هل تتكرم يا سمو الأمير الأحمق بالخروج لأن هذا حديث فتياتٍ لا شأن لعين لك به "

أغلق آرثر عينيه و هو يحاول إجبار نفسه على المحافظة على هدوئه ففي النهاية ما هي إلا فتاةٌ مصابةٌ بشدة أما مرجانة فقد حدقت بها بعينين متسعتين و هي ترى أحدًا لأول مرةٍ يهين آرثر و لولا وجوده لكانت انفجرت ضاحكةً على ذلك ، و بمجرد أن استدار آرثر و رحل أغلقت مرجانة الباب خلفه و ضحكت بخفةٍ و هي تتكئ على الباب و كانت على وشك قول شيءٍ ما لمرح لكنها صمتت و اعتلت الشفقة ملامحها و هي ترى مرح تدقق النظر بجروحها بنظرةٍ غير مفهومة .. حزنٌ و غضبٌ و ضعفٌ و ألمٌ و عجزٌ و قوةٌ و إصرارٌ و كله بنظرةٍ واحدة .. لكن كيف يمكن لأحدهم أن يحمل كل هذا الكم من المشاعر ؟ و أن يجسدهم بنظرةٍ واحدةٍ .. ! انتبهت أنها أطالت النظر بمرح عندما أجفلت و أغلقت عينيها بألمٍ شديد فاتجهت نحوها بهدوءٍ فقالت مرح مغمضة العينين و هي تجز على أسنانها لتمنع نفسها من إظهار ألمها :

" أعرف ، أعرف ، طبيب القصر "

جلست مرجانة بجوارها على الفراش و قالت بهدوءٍ : " إن لم تريدي ذلك فلا بأس لكنكِ تكابرين و حسب ، فضلتي البقاء في الغابة على دخول القصر و طلب المساعدة و لولا إلحاحي عليكِ لكنتي بقيتي هناك و الآن تعاندين بشأن الطبيب أيضًا ، لا أعلم أي كبرياءٍ هذا لكنه يؤذيكي و بشدة ، و لسببٍ ما هذا يؤذيني أيضًا .. و لن أسمح بذلك "

" ماذا تريدين أن تعرفي ؟ "

" أخبرتكِ سابقًا أن ندع هذا بعد شفائك "

" ماذا تعلمين عني يا مرجانة ؟ "

" لا شيء "

" خطأ ! ... و إن تبين لكِ أنني لست كما تظنين "

" أنا لا أفهم شيئًا يا مرح ! "

" حسنًا ، لقد ناديتني باسمي .. هذه بدايةٌ جيدة "

تمتمت مرح بنبرةٍ شبه مفهومةٍ و كأنها تخاطب نفسها ثم نظفت حلقها لتصبح نبرتها أكثر وضوحًا و قالت : " و الآن أسألكِ مجددًا .. ماذا تريدين أن تعرفي ؟ "

فكرت مرجانة قليلًا ثم سألت بترددٍ و هي مازالت تعتقد أن الوقت غير مناسبٍ للسؤال إطلاقًا : " ممَ هذه الجروح بالضبط ؟ "

" حقًا ؟ أمنحكِ فرصةً ذهبيةً لمعرفة ما تشائين و أنتِ تختارين هذا ؟ "

" فكرت أن أبدأ بشيءٍ سهل "

أجابتها مرجانة متذمرةً بنبرةٍ شبه طفوليةٍ لتبتسم مرح و تهمس : " حسنًا " ثم قالت موضحةً : " إنها جروحٌ من نوعٍ خاصٍ جدًا ، لم تري مثلها يومًا و لن تفعلي أبدًا .. لقد أصبت بها منذ حوالي ثلاثة أيامٍ تقريبًا إن استثنينا وقت بداية ظهورها .. مازالت تبدو حديثةً و لكنها رغم ذلك لم تعد تنزف كما ترين فهي تفعل ذلك مرةً واحدةً فقط عندما يظهر جرحٌ جديد "

أومأت مرجانة بهدوءٍ رغم عدم اقتناعها بما قالته مرح ، بشكلٍ ما كلما تحدثت مرح أو حتى بمجرد النظر إليها تجعلك تطرح على نفسك آلاف التساؤلات التي لن تجد لها إجابةً أبدًا .. الغموض يحيط بها من كل ناحيةٍ أو ربما هي حتى الغموض نفسه ، فقط ستزيد من فضولك إلى أن يأكلك حيًا .

" حياتي مرتبطةٌ بهذا الصندوق يا مرجانة ، و هو نوعًا ما سبب كل هذه الجروح "

قالت مرح بهدوءٍ تخللته نبرة توترٍ و قبل أن تتمكن مرجانة من طرح أي سؤالٍ آخر تمتمت مرح بحذرٍ و كأنها تحادث نفسها مجددًا : " و لهذا علي إصلاحه "

و بمجرد إنهائها لتلك العبارة وضعت كفيها على الصندوق بحرصٍ شديدٍ و أغمضت عينيها ليشع ضوءٌ بنفسجيٌّ خافتٌ من الخدوش التي تملأ الصندوق وسط دهشة مرجانة الشديدة ، و شيئًا فشيئًا بدا أن تلك الخدوش تلتحم و كلما التحم أحدها كلما التأم أحد جروح مرح و أغلقت مرح عينيها بقوةٍ أكبر و أبدت تعابيرًا متألمة أكثر !

" هل أنتِ ... ؟ " سألت مرجانة بصدمةٍ لتقاطعها مرح قائلةً بإرهاقٍ شديد : " لا ، أنا لست ساحرة .. كم هو مزعجٌ استمرار خلط البشر بيننا و بين السحرة ، و بين السحرة الأرضيين و بقية السحرة "

" أنا لا أفهم أي شيء ... أنا لا أفهم أي شيءٍ على الإطلاق "

همست مرجانة بنبرةٍ أقرب للهستيرية و هي تحدق بجهة الأرضية بفزعٍ شديدٍ بينما مرح تراقبها بحذرٍ منتظرةٍ أن تخرج مرجانة من شرودها لكن ما أيقظ مرجانة من .. أيًا كان ما يحدث معها هي صرخة ألمٍ صغيرةٍ فر جزءٌ منها من بين شفتي مرح قبل أن تكتمها بيدها و تلا ذلك إصابة مرجانة بصداعٍ رهيبٍ و شعورها بألمٍ فظيعٍ و بدوران الأرض بها بسرعةٍ فائقةٍ مما أجبرها على الانحناء على ركبتيها و الاتكاء على الأرضية إلى أن تهدأ قليلًا و يختفي الألم ، و بمجرد أن خف الألم قليلًا .. بما يكفي أن يسمح لها بالوقوف و السير أسرعت نحو مرح التي كانت قد ألقت بنفسها على السرير و هي تتألم كذلك و قبل أن تسألها تمتمت مرح : " أنا بخير " لكن لا منظرها و لا نبرتها نجحا في إقناع مرجانة ، في الواقع هي كانت متعبةً بشدةٍ لتفكر حتى في محاولة إقناعها .

" ماذا كان ذلك ؟ "

" حاولت حجب الألم عنكِ .. الأمر سيؤلمكِ جدًا يا مرجانة .. لكنني لم أتمكن من التركيز جيدًا .. بسبب الألم ، فأصبتي أنتِ بما حدث لكِ قبل قليل .. و أنا استنزفت طاقتي .. كليًا "

أجابتها مرح و هي تغلق عينيها و تجز على أسنانها بخفةٍ بضعفٍ شديدٍ و هي تتوقف بين الجمل لتلتقط أنفاسها لتسأل مرجانة و هي تراقبها بقلقٍ شديد :

" و لمَ فعلتي ذلك ؟ لمَ لم تحجبي الألم عن نفسك بدلًا عني ! "

" أنا صديقتك يا فتاة ، ليس لأنكِ ستتألمين يعني أنه علي الجلوس و المشاهدة .. ليس لأنه عليكِ اعتياد الألم يعني أنني لن أحاول إنقاذكِ منه ... لا يمكنني حجبه عن كلتينا معًا بأي حال "

فتحت مرجانة فمها لتقول شيئًا لكنها أغلقته بسرعةٍ و بعينين متسعتين التقطت معصم مرح برفقٍ و سألت : " لمَ لم تختفي هذه الجروح ؟ "

فتحت مرح عينيها لتنظر لذراعها الذي مازال به بعض الجروح التي عاد بعضها ينزف ببطء ثم قالت : " لأنني لم أنتهِ من إصلاح الصندوق بعد .. مازال عليه بعض الخدوش التي لم يتم إصلاحها ، لكنني أصلحت الجزء الأكبر ، يمكنني إتمام ذلك لاحقًا .. أصبحت هذه الجروح الآن عاديةً تمامًا ، طالما نجحت في إصلاح الصندوق هكذا فسأتحسن قريبًا جدًا "

" إذًا فلترتاحي أنتِ و يمكنكِ فعل ما تريدين غدًا "

" الغد ! تقصدين بعد جلسة
الاستجواب؟ "

" نعم ، لقد غربت الشمس منذ ساعة "

" هذا مبكرٌ جدًا للنوم ... و يفترض أنني لا أنام ! آسفةٌ على احتلال سريرك يا
مرجانة "

" قلتي بنفسكِ أننا صديقتان فلا داعي لهذا الشكر "

لم تجبها مرح إنما اكتفت بالابتسام و بالاتجاه لطرف السرير ثم همست : " إنه يتسع لكلتينا ، يجب عليكِ أن ترتاحي أيضًا فالألم سيعود و أسوأ عندما أجيب
أسألتك "

" هذا مبكرٌ جدًا للنوم "

همست مرجانة بابتسامةٍ صغيرةٍ مقلدةً مرح لتجيبها مرح قبل أن تغلق عينيها بتعب : " كان يومًا شاقًا لكلتينا ... إلا إن أردتي أن تكون ليلتك طويلةً مفعمةً بالفضول و التساؤلات كليلة آرثر "

اتجهت مرجانة نحو طرف الفراش الفارغ و همست: " هل قلتي أن هذه الجروح صارت عاديةً الآن ؟ "

لم تأتها إجابةٌ حتى ظنت أن مرح نامت أو أنها تتهرب من السؤال لكن بعدها تمامًا أتتها همهمةٌ خافتةٌ صادرةٌ عن مرح لتبتسم مرجانة هامسةً : " أخبرتك.. تكابرين "

ابتسمت مرح دون أن تفتح عينيها و أجابت هامسةً بدورها : " عمَّ تتحدثين ؟ فعلت ذلك فقط تنفيذًا لطلبكِ ألا أعاند "

" و منذ متى و أنتِ تنفذين ما يُطلب منكِ ؟ "

وجدت مرجانة نفسها تقول هذا ساخرةً و كأنها تعرف مرح منذ زمنٍ بعيد لكن القلق أصابها عندما زالت ابتسامة مرح مع تلك الجملة و التي استلقت على جانبها موجهةً ظهرها لمرجانة و همست: " طابت ليلتك يا مورجوز "
.
.
" أليس الوقت مبكرًا قليلًا للصيد ؟ "

أخطأ آرثر تصويب سهمه بسبب هذا السؤال و ظهرت مرح فجأةً من بين الأشجار و ذهبت لتربت على الغزال الذي كان ينوي إصابته برفقٍ ثم تهمس له بأن يذهب و فعلًا أطاعها الغزال و ذهب.

" الصيد ليس له وقتٌ معين "

" لمَ تمارسه على أي حال ؟ "

" لأنه رياضة النبلاء "

" تفاهات! أنتم تقتلون تلك المخلوقات البريئة فقط لمتعتكم ؟ "

" هذا هو الصيد "

" على الأقل دعوه للتائهين في الغابات بلا طعامٍ أو ما شابه "

" ماذا أتعرفين هذا الغزال أيضًا ؟ "

سأل آرثر ساخرًا لتبتسم مرح ساخرةً بدورها ثم تجيبه بكل جدية : " لا لكنني أعرف أنه يملك حياةً كاملةً ليعيشها و لا يحق لأحمق مثلك لا يقدر قيمتها أن يسلبه إياها ! "

ثم سارت عائدةً باتجاه القصر و كأنها لم تهن الأمير للتو أو ما شابه بينما آرثر ربت على حصانه برفقٍ ليعود للإسطبل قبل أن يتجه لمعسكر الفرسان و يكون أول الواصلين متعجبًا من نفسه لعدم إخباره لوالده عن وجودها بالقصر منذ الأمس و لتساهله معها و سماحه لها بإهانته بل و بأخذه لكلماتها على محمل الجد أيضًا و أفكاره دائمًا تجد طريقها للعودة لفتاة الغابة الغامضة التي لا تنفك تقفز إلى ذهنه !
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «خلف ستر كاميلوت».
5: إن صبري ينفذ! 1
Коментарі