0.Intro
01.لِقَاءٌ.
02.وَهَجْ.
02.وَهَجْ.

وعند حُسن مَحياكِ يَتعثر الجَمال خَجلا وعلى ضِفافُ ثَغرُكِ الضَيُّ يَهتز سَلسَبيل الفِردُوس مُراً لِصَبِيبُ رَحِيقُكِ الشهدِ.
                         ~~~~~~~~~~~~
+داميانوس+

-عينان كبيرتان تستطيع احتواء العالم بأسره بداخلها تحملان كل معاني البرائة واللطف، حدقتان بلون العسل وكأنها النِتَاج لبساتين روحها النقية،

أنف دقيق وكذلك الأمر مع شفتيها هي رقيقة جدًا،رقيقة ك كل شئ بها
لم يكن شعرها ذهبي اللون فلم تُقَبله الشمس كما فعلت مع أغلب فتيات المملكة بل كان إنعكاسًا لظلمه القمر متلونًا بلون الفحم ليعطي وجهها نور أضافيًا مظهرًا لون بشرتها البيضاء الصافية

لم تكن تعلم صغيرتي أنني كنت المُرَاقِب لا المُرَاقَب أنا من كان يراقب ظلها كل يوم عندما ترحل جارةً معها ذيل ردائها الطويل مخفيًا جذعها الصغير خلفه والذي كنت أطوق لأبعاده عنها حتي يتثني لي رؤية وجهها الذي كنت ميقنًا بكونه النعيم بحد ذاته

كانت معي تأنس وحدتي بينما لا أعلم من تكون ولا تعلم من أكون بكائها كل يوم فور غنائي كان ينتشل شعوري بالوحدة من داخلي دافعًا بصوت بكاءها ليتخلل ثنايا قلبي الحزين ويشعرني بأن هناك من يشعر بي ويقاسمني حزني

رغم أن شهقاتها كانت مؤلمة لي وغير مُببره ايضًا فلمَ قد تبكي فقط لغنائي ولكني مع الوقت فهمت أنها إستشعرت حزني من ألحاني وترانيمي الخافتة،فبت أذهب كل يوم لتلك الجنة لأشعر بها وبطلف قلبها وأطفئ نيران تعاستي بصوت انفاسها يحوم حولي

اليوم كان خانقًا بالنسبة لي وقد ضقت ذرعًا مما يحدث معي حتي بتُ أقترب لكره نفسي بخواط واثقة وعندما أصدرت صوت خفيفًا ناتجًا عن أنكسار ذاك الغصن
وجدتها فرصتي لرؤيتها فقد مملت من هذا الغموض المخيم حولها أنا الآن لم يعد يكفيني صوت بكائها علي أنغامي ،أريد النظر في مقلتيها ورؤيه عيناها الممطرة،العين الوحيدة التي بكت لأجلي .

ف رأيتها وياليتني أوقفت الزمن عند تلك اللحظة هل واخيرًا ترك كيوبيد سهمه ليشق صدري متجهًا لقلبي؟

لطالما كان بخيلًا معي بحق فلم يطرق الحب بابي ولو لمره رغم طوقي لحدوث هذا ومقابلة من ستملأ هذا الفراغ بداخلي وتزهر حياتي الشاحبة.

فور أن تلاقت أعيننا أُضرمت النار بقلبي حارقةً كل حزنه بلحظة إنها نقية بنقاء المطر نقية ورقيقة لدرجة مريحة تجعلك فقط ترغب بالنظر لها مليًا،

قلبي يتراقص علي أنغام قلبها المضطرب ذو النبضات العالية حالنا لم يكن مختلفًا كثيرًا فقد رأيتها تهيم بحاثةً عن ذاتها التي فقدتها بداخل عيناي،
وكلما أطلت النظر في مقلتيها أكثر كان شكي بكونها من الملائكة يزداد ولكنها قطعت حبال الشك بداخلي عندما أخبرتني بكونها فاتنه العوالم السبع
'آن'

كنت مبعثرًا بل كانت أكثر لحظات حياتي تشتتًا ،أجمع الكثير من الكلمات المنمقة ولكنها تخرج في هيئة كلمتين وبنبرة حادة

وعندما أطلقت العنان لقلبي في حضرتها وتحدثت عن حزني الذي دفنته بعيدًا في أعماق روحي وجدتها تربت علي قلبي بتلك الكلمات قد يكون ما قالته بديهيًا بعض الشئ ولكنه لم يكن كذلك بالنسبة لي
يكفي نظراتها المتفحصة لدواخلي والتي تجعل ما تقوله مختلفًا حتي وأن تلاه علي مسامعي الكثيرون،أعتقد أن القادم سيكون رائعًا،وأعتقد أنني وجدت سحابتي المطيرة والتي ستزهر أراضي روحي القاحلة.

انهي كلماته تلك واضعًا قلمه جانبًا بعد أن سطَّر كل ما مر به في يومه علي أوراق مذكراته ،ثم ألتقط أحد الأرواق من فوق مكتبه والتي كانت تحمل رسمه لوجه الاميرة آن كان قد رسمه فور وصوله تمعن النظر برسمته مبتسمًا ليخرج اسمها من ثغره بنبرة توحي بكونها معزوفته الجديدة
-آن-

         ***************************

-داميانوس-

صرخت ارورا بها فور أن نطقت آن أسمه
لتضع الاخر يدها فوق ثغرها قائلةً بزعر
:أقسم أن داميانوس نفسه أستطاع سماع صرختك.

أبعدت الاخري يد آن عن ثغرها لتتحدث قائلةً
:كيف؟داميانوس هو نفسه ولي العهد ؟اخبريني انه شخص اخر.

تنهدت الاخر قبل أن تضرب ارورا علي مؤخرة رأسها قائلةً
:وهل يوجد بهذا العالم سوا داميانوس واحد أيتها الحمقاء.

لتقول الاخرى بشرود
:لا أستطيع الاستيعاب بعد،الفتي الحزين هو نفسه ولي عهد بورڤيا.
لتصمت قليل ثم تكمل قائلةً بينما تعتدل في جلستها
:آن اخبريني بكل شيئًا الآن وبالتفصيل.

أبتسمت الاخرى بشرود لتبدأ في رواية كل ما حدث معها لصديقتها
لتقول ارورا بعد أن أنتهت آن من أخبراها بكل شئ
:حسنًا فهمت كيف تقابلتم الاهم من هذا الآن كيف شكله؟هل هو وسيم كما يقولون؟طويل اليس كذلك؟اعتقد انه لطيف وايضًا.....

كادت تكمل لولا مقاطعة آن لها قائلةً
:أعطيني فرصة للتحدث وكفي عن الثرثرة أن لم أضايق روح خالتي العجوز التي بداخلك.

لتقول الاخري ضاحكةً
:حسنًا تفضلي مولاتي.

ضحكت آن وقالت بعد أن أخذت جرعة كبيرة من الهواء بصدرها
:في الحقيقة إن أردت وصفه بدقة فسأحتاج لسنوات طويلة لفعلها،كل إنش بوجهه يستطيع أغراقك بداخل تفاصيله

عيناه حادة كالسيف علي رقاب أعدائه ولكنها بالوقت ذاته أرق من النسيم علي قلبي،ملامحه رجوليه جدًا ولكنه يتحول لطفل لطيف عندما يضحك،
بالأضافة لكونه يمتلك جسد كأجساد رجال آثينا القوية أستطيع تخيله بالدرع فور رؤيته بسبب هالته المهيبة تلك ،هو مزيج غريب ومهلك كثيرًا،حقًا لا أعلم كيف لرجل مثله أن يبقي وحيدًا وكل فتيات آسغارد يهونه.

أنهت حديثها متنهده بأبتسامة لطيفه فور تخليها لتلك التفاصيل،لم تمر ثوانٍ حتي نظرت لصديقتها لتجد الاخري تبسم بخبث فقالت آن
:ما خطب نظراتك اليوم يافتاة؟

لترد الاخري بينما تضيق عيناها وتتفحص وجه صديقتها قائلةً
:اعتقد أن مولاي داميانوس لن يبقي وحيدًا بعد الآن.

حاولت الاخري اخفاء ابتسامتها قائلةً
:ارورا اغربي عن وجهي اريد النوم.

لترد الاخري قائلةً
:حسنًا يا ملكتُنا المستقبلية.

لترمي آن احدي الوسائد علي صديقتها بينما فرت الاخري هاربةً من الغرفة،ألقت آن بجسدها علي الفراش وقد زينت بسمتها محياها بينما تردد اسم فتاها الحزين
-داميانوس-

             **********************

استيقظت لشعورها بأنامل تمرر علي وجهها ،لتفتح عيناها محاولةً استيعاب ما يحدث حولها لتجده امامها
فزعت آن بشده لتنهض مخبئةً جسدها خلف الغطاء قائلةً بغضب عارم
:ما لعنتك! كيف تدخل لعرفتي دون اذن هل جننت!

ارتسمت ابتسامة مريبة علي شفتي الجالس امامها ليقول بصوته الأجش بينما يقترب منها اكثر
:لا ترفعي صوتك هذا سئ أميرتي،بالأضافة الي انني يحق لي فعل ما اشاء وقتما اشاء، أنسيتي انكِ ستكونين زوجتي قريبًا.

دفعته الاخرى بعيدًا وقد اشعل غضبها اكثر قائلةً
:لن يحدث يونيوس وأن كانت نهايتي علي يدك.

ليقول الاخر وقد اظلمت نظراته فجأة
:لا تجعليني أقسو عليك آن،لا أريد من جانبي السئ أن يؤذيك.

ضحكت آن بسخرية قائلةً
:أقسم أنك إن لم ترحل من هنا حالًا سأجعلك طعامًا لغربان المملكة.

أبتسم الاخر بجانبيه مستهزئًا ليسمع صفير الأخري المفاجئ والذي تبعه اختراق سرب من الغربان لأحد النوافذ ومحاوطتها من جميع الجهات فزع الاخر ولكنه حاول تمالك نفسه امامها ليقول بغضب
:لا تنسي أنكِ من بدأ.
ثم ترك الغرفة غاضبًا وهاربًا ايضًا.

تنفست الصعداء بعد أن لعنت ذاك المعتوه أو لوسفير آسغارد كما تدعوه فهو الشيطان بعينه بالنسبة لها،وفور أن هدأت عوصفها تذكرت موعدها مع اميرها الوسيم لتنهض مبتسمة وتبدأ في تجهيز نفسها للقائه

أرتدت أحدي ثيابها الفضفاضة كعادة أغلب ثيابها وتركت شعرها مندلسًا ثم أخفت نفسها داخل ردائها المعتاد متوجة للخروج من غرفتها ،سارت عبر الرواق بهدوء ولكن حماستها كانت جلية في خطواتها حتي اوقفها صوت من خلفها قائلًا
:إلي إين آن؟.

تجمد الدم في عروقها فور إستيعابها لصاحب الصوت ثم ألتفت منحنية بأدب محاولة لملمة شتاتها وقالت
:سأذهب لنزهتي اليومية يا أبي.

أقترب ارميسيوس ذو اللحيه البيضاء الطويلة ووقف امام ابنته مباشرةً وقال
:لا داعي لذلك اليوم،سنتحدث بشأن زواجك من يونيوس.

وسعت الصغيرة عيناها بصدمة قائلةً
:ولكن يا أبي لقد أخبرتك أنني لا أقبل هذا الزواج ولا أطيق ذاك المدعو يونيوس.

رد الاخر بعد أن ضرب بعصاه الارض بغضب
:كفي عن الاعتراض دون أعطائه فرصة وأمتثلي لأوامر أبيكِ وأنتِ راضية.

دمعت عيناها وكادت أن تتحدث ليقاطعها الاخر قائلًا
:ابنة ارميسيوس لا تبكي،امسحي دموعك وفكري بحكمة وتأكدي أنني لن أرغمك علي شئ.

اومئت الاخرى ثم عادت لغرفتها كما أمر والدها،لم تبكي لأمر الزواج فهي علي يقين من حب والدها لها وأنه لن يحزنها ولكنها شعرت بالأحباط والحزن لأنها لن تري فتاها الحزين اليوم فكرت كيف ستخبره بالأمر كي لاينتظر لذلك قامت بكتابة راسلةً له وأرسلتها مع احدي حماماتها إلي قصرة.

                *********************

+داميانوس+

كنتُ واقفًا في شرفتي أراقب السماء بينما أنتظر أن تنخفض الشمس قليلًا حتي أنطلق لتلك الجنة وأقابل جنتي،لأجد احدي الحمامات تقترب من شرفتي حاملةً رسالة فتحتها لأقرأ ما بها

-مرحبًا يا صاحب الحنجرة الذهبية،للأسف حدث أمر ما ولن أتمكن من التنزه اليوم،لذا أراك غدًا بنفس الموعد و لا تذهب اليوم وتغني قد اعتبرها خيانة،واخيرًا أبتسم كثيًرا
من الفتاة الحمقاء والحكيمة آن.-

                             يُتبع
                ~~~~~~~~~~~~~~~~~~
© Bouvardia ,
книга «Between two worlds||J.JK».
Коментарі