مقدمة.
الفصل الأول - ملف جديد.
الفصل الثاني - اقتلاع قلب.
الفصل الثاني - اقتلاع قلب.
[ لا تنسوا الفوت مع كومنت'ز على الفصل فضلاً ].
إستمتِعوا .

**♤**

مُدَعي المِثالية والتَحضُر هُم أكثر عُرضةً ليُصبِحوا مِحوَّر سوءِ الكَون.

=

"قاتِلُ ابني لن ينفذ من عِقابه ابداً!! سأُعَّينُ مُحقِقاً اكثر كفاءة ان كُنتَ ستتصرف بهذه الطريقة البلطجية!!"
ضوضاء اختلط شذاها مع النسيم الذي لفح وجه بياتريس التي ولجت مركز الأمن مُتأخرة رُبع ساعة عن موعد عملها كما العادة.

ثوانٍ هي توقفت تُراقِب عن كَثَب الرجل ذو البذلة الفاخِرة يَصرُخُ موبخاً كيونغسو الذي ملامحه تقول -لستُ أعطي لعنة لما تقول-.

عايَّنها كيونغسو وهي إلتَمسَت في نظراته طلباً تضمَّن إسكات ثغر الكهل أمامه أو سيحرر غضبه ليقوم بعمل ما يغلق ثغره كريه الكلمات.

" صباح الخير انا المُحققة بياتريس كارو، مُشرفة على التحقيق في مقتل السيد الراحل هيتشول"
تقدمت بياتريس نحوهما وقد قابلت هيئة كبير السن مُعرفة إياه بذاتها.

"لعينة اخرى لا تجيد عملها، انتم لم تجدوا قاتل ابني حتى هذه اللحظة!!"
صرخ بها لتُغمِض عيناها بهدوء منتظرة ختامه لما يتفوه به من هراء.

"لسنا الرَّب لنعلم الغيب إضافة لكون مقتل ابنك لم يمر عليه سوى نصفَ يوم...يُفَضل أن تُنهي طقوس عزائه وتشرفنا بالحجز مع الغرامة لكونك تتخطى حدودك مع منسوبي القانون سيدي المُحترم"

عاقدةً حاجبيها تحدثت بكلماتها ذات النهايات اللاذعة فقد ضاقت ذرعاً من إسائته لكلاهما، هي و كيونغسو.
أن يكون الشخص ذا نفوذ لا يبرر له ذلك التقَليل من أحد!!.

"التحقيق يجري بشكل طبيعي وسيتم الكشف على الجثة لمعرفة تفاصيل القتل وادلةٍ اكثر، القضية الآن تخصني و خلال سنواتي الأربع لم أغلق قضية قتلٍ ضد مجهول لذا فضلاً لا تتدخل في عملنا، عملي خاصةً"

حَذّرَت بهدوء ونبرتها ضامرة الغيض لم تُجهِد ذاتها لِتُخفيها، ختمت كلامها مُنتَشِلة ملفاً كان كيونغسو حاملاً إياه خمنت بأنه يخص هذه القضية لتجُر خطاها نحو مكتبها بعد ايمائة مودعةً بها السيد المغتاظ و المحرج من الملأ الذي شهد توبيخه المُبَطن من قِبل المحققة ذات الاسم الغريب تِلك.


_




"ذَهَبت اللعنة؟!"
استفهمت بياتريس فور ما تم اقتحام مكتبها من لا احد سِوى كيونغسو الذي تنهد يرتمي بهيئته على المقعد الجانبي امام مكتبها و قد تجعدت ملامحه بضيق .

" انه لعنة مُضاعفه!! بالكاد تخلصت منه!! "
اجابها متذمراً و ايمائات يديه توضح كمية الغيض التي ضمرتها دواخله ضد الرجل المتباهي ذاك .

" الى الجحيم لست اهتم .. على اي حال هل تم الكشف على الجُثة و موقع الجريمة؟! "
هي بلا اهتمام بصقت اولى كلماتها لتستفهم عن ما سَلَف وهي تُقلب الملف الازرق الذي لم يفارق بقعته التي ارتمى عليه مُذ دخولها المكان.. هي عانت وقتً عصيب مع تحمل الصداع و الاستفزاز الذي لاقاها منذ الصباح الباكر .

" موقع الجريمة ما يزال خاضع للرقابة و الكشف بالفعل ، الجثة سيتم تفقدها الان من قبل هيئة الطب الشرعي و بالمناسبة يوجد طبيب واحد حتى الان تقنياً هو من سيُحَلِل الجثة لذا يفضل ان نتواجد هناك "
مزيلاً علامات الاستفهام خاصتها هو تحدث مجيباً اسئلتها بالتتابع ليختتم قوله بينما ينهض غير تاركٌ مجال لترفض عرضه .

همهمت و هي تنهض مزامنةً خروجه لتلحقه هي الاخرى..
وَلجا معاً ممراً مؤدٍ لغرفة بمدخلٍ ابيض اللون و يتوسط اعلاه زُجاجة مستطيلة طولياً تكشف عن القليل مِما ضَمَّرت الغُرفة داخلها و الذي يَتألف مِن سرير و معدات جراحية كاملة .

" مرحباً "
تحدثت جاذبة انتباه هيئة غلفها رداء ابيض ، شخص ما مِن هيئته تتضح ذكوريته كان يُقابل كلاهما بظهره و جانباً جسد تمت تغطيته بالكامل يُرَّجَح انه يخص المغدور هيتشول .

" اهلاً ، جونغ ان من هيئة الطب الشرعي اتخصص التشريح "
استدار حينما التقطت حاسته صوتها الرصين َرد التحية بابتسامة ودودة ليشرع بأظهار بطاقة انتمائه و التعريف عن نفسه .

" جيد لنبدأ إذن "
اومئت بهدوء فور انهائه لكلماته لتقول ما سَلَف .

ايمائه اصدرها جونغ ان ليتجه نحو الجثة على السرير جانبا كان قد ارتدى قفازيه بالفعل لذا كشف عن جسدٌ ازرَّقت اطرافها و قد جفت دمائها بالكامل .

بمهارة هو التقط مشرطٌ كان يستقر اعلى المنضدة التي احتضنت اعلاها بقية عدة التشريح ليبدأ بتوسيع الفجوة التي توسطت يسار صدر الجثة بهدوء و اهتمام .

" حسب ما ارى ، تم استئصال القلب بشكل مُتقن كما لو ان جراح متخصص قد قام بفعلها و ما يعزز الاحتمال هو طبيعة شق الجلد و العضلة الصدرية بشكلِ صحيح ... حتى انه قام بتقطيب الابهَر و القليل من الاوردة الاخرى كما تَرَّون ".

تحدث بينما يغير من وضعيته كاشفاً عن الجُرح و قد اشار بالملقط للاماكن التي يقصدها بحديثه ، بياتريس و كيونغسو اقتربا ليُعاينا اماكن إشاراته .

" من اصل مئه كم نسبة كون القاتل الطبيب؟! "
استفسر كيونغسو و هو يدون شيءٌ ما على الملف الفارغ الذي بدأ يتلقى نصيبه من الاكتشافات التي ليس احدٌ راغب بكشفها .

" كلا ، من الممكن ان يكون شخصاً آخر غير المجرم الاصلي قد فعلها؟! قد تكون عصابة ما تخصصها المُتاجرة بالاعضاء؟! او ربما تعاون بين شخصين؟! "
عارضت بياتريس قائلةً كلماتها بهدوء و هي تراجع ذهنياً القضايا السابقة التي تملك شيئاً من التماثل مع هذه و لم تتردد في اظهار ضعف الاحتمال الذي وضعه كيونغسو من وجهتها .

" ليس من المُهم ان تكون هويته طبيباً او تعاوناً الأهم ان ما أراه يُظهِر ان القلب تم إستئصاله خلال الخمس دقائق الاولى من احتضِاره "
موضحاً منظوره بما تقتضيه موظيفته تحدث جونغ أن و هو يدون هذه الملاحظات في الملف الورقي بعد ما دونها في الملف الالكتروني حيث الحاسوب جانباً .

" لم افهم كيف استئصل القلب بينما هيتشول يُحتضِر؟! "
استفسر كيونغسو بفضول مُطالباً بتبرير يوضح ما يظنه غريباً و خاطئ .

" بعيداً عن الدلائل الشرعية و العدلية هناك معلومة علمية ثابته و هي ان الجسد و الدماغ بشكل خاص يموت حين يتوقف الدم عن السريان داخله و بما ان هناك اثار تقطيب لاحد اهم الشرايين و الاوردة في الجسم هذا يعني انها احتفظت بالدماء داخلها مما ساهم بأن يعيش مُتعذباً من ألم شقُوق جلده "

يتحدث و موجات صوته التي تخترق حاستيهما تزامن انامله التي تكتب ما يقوله ثغره في الملف الالكتروني .

" غير ذلك هنالك معلومة تفيد ان آخر جزء يموت في الجسد هو الدماغ لذا تقنياً هو يعي ان قلبه يتم اقتلاعه و قد فقد وعيه بسبب الالم لان الفحوصات تنفي وجود اي مُخدِر ، هكذا هو الامر كتحليل مبدأي بأختصار هو شعر بكامل الالم و هو شاهدٌ و يعي ما حدث له كاملاً "

ختم حديثه بآخر نقرة على لوحة المفاتيح و قد استدار نحو الاثنان حيث بياتريس تومئ و حاجبيها عقدتا في طور تقليب كلماته في دماغها بينما كيونغسو يحدق بجونغ ان بلا اي تعابير .

" ما طنين الذباب ذاك تريسي؟! "
بتشوش كيونغسو اشار لجونغ ان قائلاً كلماته بعد ما جذب انتباه بياتريس بسحبه لكُم سترتها السوداء رسمية التصميم .

" انه ميدانه يا رجُل "
اجابته و قد ابتسمت جانبياً نهاية حديثها .

" اذن ، يمكنك اكمال عملك و اخبرني بآخر المستجدات "
موجهةً حديثها لجونغ ان هي تحدثت و ختمت كلماتها بابتسامة قبل ان تخرج برفقة كيونغسو الذي نده جونغ ان قائلاً
' عشاء الليلة على حسابي و لنتعارف بشكل افضل '

" حسناً الى اللقاء "
رَد بِها جونغ أن قبل ان يتبسم بهدوء مُراقباً الباب الذي تم اغلاقه ، هو لاحظ النظرات ذات الحواف الحادة التي وجهتها نحوه بياتريس بطرف عينها .

قهقهة صدرت منه هو نفسه لا يعلم سببها و لكن لا يُنكر لهيب الحماسة التي طغت و اغرقت دواخله و هو يشاهد جُثة هيتشول ، مُتحمِسٌ هو لأستكشاف جُثته و ثناياها المُعَذبة .

هي أول قضية يكون جُزءاً مِنها وظيفياً لذا هو راغبٌ بتلك النشوة التي لطالما حَلمت بها ، هو فخور لكونه حَقق حُلمها و ها هو ذا يقف في مكانٍ اقتضته طموحاتها التي تدمرت بغتة .

يشعُر بالإثارة ليستكشف جسد المُتوفى و يبحث عن دلائلٍ توصلهم لِقاتِلها .

قاتِلها الذي لم يَكترِث بإخفاء نَفسه . هو حول الجَميع و مَع الجميع ... حتى انه بدأ بِسلك طريقه نحو قَلب احدهُم بعد أن اقتلع قلب ضحيته!! .

فاقدٌ هوَ قَلبه يَعيش بِقلوب ضحاياه؟! ام يثأر لفِقدان قلب شَخصٍ كان وجوده كافياً ليفقد قلبه الخاص فديةً له؟! .

_

" إلى أين تريس؟! "
مُقاطعاً شرودها تَحدَّث كيونغسو الذي أبطأ من سرعة قيادته عند مُنعطف الطَريق سائلاً عَن وجهتهما .

" أها ، لنذهب الى موقِع الجريمة لنشهد تفاصيل التحقيق هُناك "
تنهدت دلالة على عودتها لواقعها بسبب صوت كيونغسو لتتحدث بكلماتها السالِفة .

" انتِ تعين ان التحقيق في مسرح الجريمة هو وظيفتنا لذا نحن ذاهبان لنكشف على المكان صحيح؟!"
بنبرة ساخِرة هو تحدث مُشيراً ان طاقم الشرطة المتواجد هُناك لم يَمَس بقعة الجريمة بتاتاً و هذا احد قوانين بياتريس الأزلية لذا تقنياً الكشف لم يحدث رسمياً مذ ان الأمن المتواجدون هناك فتشوا جميع مرافق الجناح عدا الحمام - مسرح الجريمة - الذي هو وظيفة بياتريس .

" أعلم لذا قُد بِصَمت "
عاقدةً حاجبيها هي اجابت و اناملها تخللت خصلاتها التي تُشابِه هيئته اطراف ضوء الشمس الذهبية حينما تختلط مع اغصانٍ بُنية .

" صُداع؟! "
" مُشكلتي مُنذ الأزل "
اجابت تساؤل كيونغسو بأنزعاج من الليزر الذي تشعر به يخترق جانب رأسها ليحدث حرباً هُناك و يفُر هارباً من الجِهة الأُخرى بأكثر الطُرق استفزازية .

" تناولِ هذه "
" اشُك انه سينفع ، لقد فقدت المُضادات قدرتها على ايقافه "
تناولت قُرص الدواء من يد كيونغسو لتبتلعه من غير ماء ، لم يكُن فعلها غريباً على كيونغسو الذي أعاد عبوة الماء الى مكانها وسط السيارة ليتنهد مُكمِلاً القيادة نحو وجهتهما .

_

" و أخيراً نلنا شرف حظور الاميرة "
عِبارة ساخِرة هي ما قوبِلَت بِها بياتريس فور ولوجها جناح المغدور هيتشول مَصدرها ثَغرٌ أحمر الشفاه .

" اغرُبي بينغ بينغ "
بملل اجابَت بياتريس و هي تتناول قفازين من التي رَحبَت بها ساخِرةً .

" والده كاللعنه يلتصق بنا و انتِ لم تأتِ الا الآن!! "
تذمَرت بينغ بينغ قبل ان تُعاتِب بياتريس التي قلبت عيناها فور ذِكرها والد المغدور .

" والده الى الجحيم لقد تعاملت معه صباحاً لا اتوقع ازعاجه قريباً لذا توقفِ عن إلهائي و كيونغسو إلحَق بي "
ببرودة قالت بياتريس كلماتها لتتحرك نحو البقعه التي وُضِع شريطُ أصفر اللون بِشكلٍ مُتقاطِع يمنع أحداً من عبوره عدا عن بياتريس التي ازالته بلا اهتمام لتتسع حدقتاها للمنظر امامها .

أرضية ناصعة البياض لطختها بُقعة دِماءٍ وفيرة تُشابهُ بِئر صَب الرَّب عقاب افراط المعصية على اصحابِه ليُعذبهم بِبِئرٌ تَنضَحُ أرضهُ الدِماء .

" إللهي!! "
تمتم كيونغسو فور ولوجه الحمام ابيض الهيئة الذي رقطتهُ بُقع دِماء هيتشول و بشاعة المنظر يُظهِر مقاومة هيتشول الذي انتشرت دمائه حول الارضية و ادركَت الرفوف المُصطفّة جانباً و الحوض الذي كان يسترخي به غير عالمٍ انه سيحتوي دِمائه لتلوث مائه الدافئ الذي اتخذه المغدور وسيلة للترويح عن اطرافه المُرهقة .

غير عالمٍ انه سيكون أول الشاهدين على مَقتَله.

لكنه عالِمٌ بِسَبب مَقتله!! السَّبب الذي عَمل جاهِداً لإخفائه و مع خلفيته العائلية ذات النفوذ هو فعلها!! .

و مُجدَداً هوَ غَفَل عَمَّن كان يتربَص خَلفهُ مُنتظِراً اللحظة التي سيفيض بِئرٍ غَضبه و ها قد فاض ليكون مَصدَر الطوفان الذي سيُغرق الجميع!! .

الجميع هُم السَبب و السَبب تم نسيانه بلا اكتراث؛ هكذا هو فَقدهّا لذا هو سيُصحِح المُعادلة مَع قلوبهم التي ستُمثل أصفار الناتج الذي سيكون عباره عن ارقام اعمارهم التي ستتوقف عن التزايد بتوقف اجسادهم عن احتواء ارواحها داخلها ليُصبح مؤشر الحياة صِفر!! .

" هذا وحشيَّ للغاية "
تمتمت بياتريس قبل ان تتقدم مُلامِسةً بُقعة الدِماء التي توسطت الحمام و كأنها تصرُخ بأنها مَن شَهدَت أبشَع طَريقة قد يفقِد احدهم حياته بِها .

" لا تَهتَم .. إبدأ بالبَحث بشكلٍ دَقيق فَضلاً "
هي اعتدلت بعدما جثَّت أرضاً بجانب تِلك البُقعة القانية لتَتحَّدَث بِكلماتها السالِفة مُشيرةً لكيونغسو ان يبدأ البَحث في مرافق الحمام الضخم ذاك .

.
.


دقائِقٌ طِوال مَضت و كُلٍ من كيونغسو و بياتريس يُفتِشان المكان بَحثاً عن المشبوهات التي قَد تَدُلهُما على فاعِل هذهِ الفاجِعة .

"كيونغسو ... إقتَرِب "
بنبرة هادِئة تحدثَت بياتريس و هي جاثية تُناظِر أسفَل حوض الاستِحمام الذي لوِنَتْ مياهُه بدِماء و رَهبة صاحِبها .

" ماذا؟! "
" ذلك الشيء لا استطيع الوصول له اخرِجه أنت "
استفهم و هو يَقترِب لتَرُد بِذات النبرة الهادِئة التي تُنَبئ بتوصلها لما قد يُنهي هذه القضية ، لطالما كان حدسُها في مَحَلِه!! .

هو بهدوءٍ يُماثِلُ خاصَتَها جَثى امامها ليرى جِسمٌ غامِق اللون مُستطيل الشكل يقبع اسفل الحَوض ، قام بِأدخالِ يده في المسافه بين الارض و ارضية الحوض و بأطرافهِ هو تمَكَن من أمساكِهِ ليَسحب هيئته الصُلبة خارِجاً .

" مُشَغِّل لحفظ البيانات؟! "
تمتمت بياتريس و هي تتفقد الهيئة النستطيلة بين اناملها .
" هو كذلك"
بإجاز اجابها كيونغسو مؤكِداً .

" حدسي الجميل يقول انه لم يوضَع صُدفة "
بعينان احتَدَّت اطرافها هي قالت مع ابتسامة جانبية توَّضِح حماستها .
" هو كذلك جميلتي "
اجاب كيونغسو و هو يحدق بما تُقَّلبه انامل بياتريس و كلاهما يبتسمان كالمههوسيَن!!.

" الى المركز عزيزي ما مِن داعٍ لبقائُنا "
و هي تخرُج قالت ليلحق بها كيونغسو مُلتَقِطاً قُفازيها اللذان رمتهما خلف كتفها حيث يقف هو يخلع هو خاصته و حلقت القفازات نحو وجهتها الجديدة حيث وجه المسكينه بينغ بينغ .

" ما خطبكما و اللعنة!! "
هي بحده صرخت بهما و يدها تمسد جبينها حيث لطمها القفازان .

" أيتها الشرطية الحمقاء راقبي الفاظك و الا فُصِلتِ!! "
مُتمسكه بمسند الباب قالت بياتريس و كان جسدها خارجاً فهي اعادت رأسها لقول كلماتها تلك .

" الى الجحيم ايتها المحققة الناجحة .. تشه مؤخرتي "
بغيض اجابت بينغ بينغ .
" اكملِ الكشف على الحمام فليس ذو اهمية بعد الان يا ذات الشفاه الحمراء "
تحدثت بياتريس و هي ترسل قبلة طائرة نحو بينغ بينغ التي اظهرت تعابير مُشمَئِزة نحوها لتترك بياتريس ذاهبة و هي تُظهر اصبعها الاوسط و قد تبعها كيونغسو ضاحِكاً .

_

" ماذا في جُعبَتُكِ يا إمرأة؟! "
رَجُلٌ في اوائِل العقد الرابِع تحدَّث بتلك الكلمات حين رأى بياتريس تتكئ على طرف مكتبه و قد سبقها كيسٌ بلاستيكي يحوي داخِلهُ هيئة سوداء مع رأسُ توصيلٍ اخضر اللون بخطوط فضية .

"مشغل لحافظ البيانات نُريد معرفه ما يحويه "
بإيجاز اجاب كيونغسو و هو يتكئ بيده على طرف كرسي الرجل الذي بدأ بتوصيل مشغل الذاكرة المحمول في الحاسوب امامهُ مُمتثِلاً لطلبه .

" يحوي مِلَفٌ واحِد فَقَط "
"قُم بتشغيله إذَاً!!"
بياتريس طَلَبَت .
" سأتأكد من عدم احتوائه على فايروس و اشَّغله "
قال و عِدة نقراتٍ قام بها ليبدأ الحاسوب بإظهار شاشةٍ عَرض الفيديوهات المُسجَّلة ليضغط زِر البدِء لتزدرِد بياتريس ريقها مُجهِزةً ذاتها لأسوأ المناظِر هذا ما يقولهٌ حدسُها و قد أصاب كما العادة!!.

ظَهَر هيتشول و هو يسترخي في الحوض و يدندن بأحد الالحان التي لاذَت بالهَرَب خوفاً من ان تشهد مَقتله فور ظهورِ هيئة غامقة خلفه تتسلل بهدوء من خلف ستارة النافذة الكبيرة .

خطواتٍ متقاربة تبعها انحناء الدخيل و لهاث هيتشول المُرهَّب ليُتَتَم لَحنُ المَمَات بِصوت السكين الصغيرة التي أظهَرت حِدة نصلٍ احتوته داخِل غِمدُها الصغير الذي يكون جزءاً من مقبض السكين فضي اللون .

بأعيُن مُتسعه اقتربت بياتريس تحصل على زاوية اقرب لتُشاهِد الجنون الذي تعرضه الشاشة امامها!! القاتل يهزأ بتركه حافظ ذاكِرة يحوي ميكانيكية قتله المغدور بتلك الطريقة الكريهة!! .

شهدت حدقاتهم المنظَر الذي انقبضَت خواطِرهُم فور رؤياه ، هيتشول يحاول الفِرار من قَبضة المَسخ الذي يُقيد اطرافه على كرسيٌ ما و نصله يصنع نحتاً على جسده اختتمها بزخرفةٍ حادةٌ هي اطرافها ، عميقةٌ تفاصيلها و قانٍ هو لونها!! .

غرَس سكينهُ الحاد عميقاً في صَدر هيتشول الذي انتفض على الكرسي ليسقط جانباً لشِدة الألم الذي ادرك حواسه فور تحريك اسود الهيئة نصلهُ جانباً .

توسلاته اليائسة ملأت مسامعهما و قد تجعدت اثرها ملامحهم لشناعة المنظر حيث هيتشول الذي يرتجف بخفة قبل ان تسكُن حركته و تلتها قهقهات المُلثم فوقهُ مذ انه يجثو على بطنه يشُق صدره و بهدوء مع الكثير من التركيز هو يقوم بأستئصال قلبه الذي وضعه في صندوقٌ فاخِر احظره من حيث أتى ؛ الجحيم؟! .

بعد تقطيب الجروح في صدره هو قام بتعليق هيتشول فاقِد الوعي او رُبما الميت؟! .

لهيئته الهزيلة هو تمكن من رفع جسده ليعلقه بأحد النتوئات التي كانت سابقاً تحمل مناشِفه بينما تحمل الان حبلاً حاوط رقبة مالكها .

مشرط كبير نسبياً هو اخرجه من الحقيبة التي حاوطت خصره ليصنع جرحاً في نهاية قدمه حيث أعلى الكاحل يندفع الدم بغزارة في الحوض الذي فرغه من المياه عدا القليل الذي اصبح قاتِماً بفعل دماء هيتشول .

ثلاث دقائق مرت تظهر هيئة هيتشول الذي بدأت دمائه تسيل بهدوء و تقل الى ان توقفت ليتحرك غامق الهيئة امام الكاميرا قائِلاً

" إنها فَقَط البِداية ما زالت هُنالك سِتةَ ارواحٌ ازهَقَت آخر حيواتي!! "

هذا آخر ما ظَهَر قبل ان يغلق الفيديو ليحدق الرجُل بوجهه مُصفَّر اللون ناحية بياتريس التي ما تزال تحدق بالشاشة المُظلمة بِتيهٍ و ضَياع و صدمه؟! هي رأت ابشع من هذا لكن لم ترى كيفية اقتراف احدهم لهذا الجُرم بمثل هدوء اسود الطلَّة ذاك!! .

" كيف فعلها؟! "
بأنفاسٍ بطيئة و صوتٍ مُختقن قالت و هي تُعيد الفيديو الى الدماء التي ملأت الحوض .

" لقد قام بقطع الأبهَر السفلي ، هو احد اكبر الشرايين في الجسم و يحوي اغلب كميات الدماء هو قام بتصفية دمه "
صوت رتيب مصدره خلف كيونغسو الذي استدار بوجهٍ خالٍ من الملامح ناحية جونغ ان الذي تقدم نحوهم و بيده صورٌ اظهَرت شقاً في قدم الضحية اليُسرى تُعزز ما قاله .

" حسناً ، اعِد خياطه جروح الجثة و قم بتسليمها لعائلة المغدور ليُتموا مراسِم الدَفن ... ليس هنالك داعٍ لبقائها هنا "
ألقت كلماتها على مسامع جونغ ان الذي اومئ لتتحرك ناحية مكتبها بتخبطٌ واضِح .. ثوانٍ حتى عادت منتشلة مُشغل الذاكرة من الحاسوب " سأحتاجه " هذا جُل ما قالته قبل ان تتحرك نحو مكتبها لتوصِد بابه و قد تسرب لحواسهم صوت ادارتها لقفل الاغلاق مُعلنةً اختلائها بذاتها .

" هي بخير؟! "
جونغ ان سأل بهدوء مشيراً نحو مدخل مكتب بياتريس المغلق .

" كلا ، فقط طقوس التحليل و التفكير خاصتها لن تخرج الا و هي تملك شيءً مهم او لا شيء "
كيونغسو اجاب و هو يتجه خارجاً من القسم مذ انه وقت دورية التحري حول المنطقة و لم يفارق ذهنه ذلك المنظر الأحمَر الذي شهدته حدقتاه منذ وقتٍ ليس بالطويل .

_

" إلى ماذا توصَلتِ؟! "
فور دخولها المَمَر المؤدي إلى غرفة طاقَم التحقيق العدلي هي قوبِلَت بتلك الكلمات لتُعاين مَصدرها مُلتَفِتة يميناً حيث
جونغ أن الجالِس امام شاشة الحاسوب مُرتَدياً نظارة مُستديرة الهيئة تقبع على جِسر أنفَه .

" توصلت الى لا شيء ، ضعيف النَظَر لا يتخَصَص التشريح حسب ما اعلم أوليس؟! "
بإيجاز اجابت قبل ان تتسائل بداعِ الفضول .

" لذا انا احافظ على سلامة بصري بأستخدامها "
هو تحدث مُجيباً بكلماته التي خرجت بنبرة هادئة .

" بالمناسبة هذه مياو مي انها ضمن طاقم الطب العدلي لهذا المركز و الذي يتكون من كلانا لسببٍ أجهله "
استرسل قوله عندما رأى الفتاة ذات الرداء الابيض الذي يماثِل خاصته ليعرف عنها بينما هي بملامح بشوشة حَيَّت بياتريس التي بادلتها بأيماءة و ابتسامة بسيطه .

" أهلاً قِطة ؛ على اي حال ، كما تعلم كيونغ دعاك الى العشاء لذا اصطحب القِطة و أتبعني "
تحدثت بهدوء مُتلاعِبة بأسم الفتاة و قد تعكر حاجبيها مع اختفاء ابتسامتها نتيجة الالم الذي صفع رأسها بغتة لتتنهد خاتِمة كلامها بالخروج من المكان .

" ما خبطها؟! "
سألت مياو مي بأستغراب من تَغير بياتريس المُفاجئ .

" لا اعلم ، لكن اضمن لكِ انها مليئة بالمُفاجأت و الحِنكة "
بعد صمتٍ دام لثوانٍ و هو يُعاين هيئتها المُتلاشية خلف الباب تحدث بكلماته المُبهَمة قبل ان ينهَض خالعاً رِدائه الابيض و قد حَثَّ الفتاة على فعل المثل ليتجه الاثنان حيث ما يبدو انها سيارة بياتريس الشخصية مُذ انها بتصميمٌ مَدَني و تتولى قيادتها بياتريس مُتَعَكِرة الملامِح و بجانبها كيونغسو الذي اشار لهما بالاقتراب ليشغلا المقعدين الخلفيين .

" حافظوا على النظافة "
تَمتَمت و هي تُعاين كيونغسو الذي ابتسم بخفة عالمٍ بأنهُ المقصود ، ادارَت مِقوَد السيارة بعد ان استرسل كيونغسو مُخبراً إياها وجهتهم .

.
.

" لن أحتمل الضوضاء اذهبوا انتم "
بعد دقائق من القيادة الهادئة من كل شيء عدا الالحان الهادئة المُنسابه من مكبرات الصوت الخاصة بالسيارة مع الهواء المليء بالغرابة ، توقفت بياتريس امام حانةٍ ما لتقول كلماتها السالِفة .

" تناولِ هذا و تعالِ و الا تقيأت في عزيزتكِ"
كيونغسو تحدث معارضاً رغبتها و قد اظهر علبة بيضاء اصدرت خشخشه تَدُل على محتواها من حبيبات علاجية ليست سوى لصُداعٍ يفتِك بها.

" لا تناقشِ ، هيا يا رِفاق "
كادت ان تتحدث لكن تمت مقاطعتها من قبل كيونغسو غير الراغب بسماع اعذارها رافضاً تخلفها عن الخروج معهم ، انهى حديثه خارجاً من السيارة ليفعل الاثنان في الخلف المثل و ملامحهم تُظهر ادراكهك للموقف الغريب هنا .
فعلت بياتريس المثل بعدما قامت بِرَكن سيارتها في مكانٍ مخصص لتخطو نحوهم بملل و بُطء.

.
.

احاديثٌ جانبية حظوا بها الثلاثة بينما بياتريس ترخي ظهرها على الاريكه و تكاد تنام مللاً و ارهاقاً ، هي اكثر نعاساً من ان تجعلها اصوات الالحان السريعه و الاضاءة المؤذية للبصر تستمر بالبقاء في صحوتها التي فقدتها جُزئياً!! .

" انا بحاجه الى الذهاب رفاق ، شاكر لكما كيونغسو و بياتريس "
التفتت نحو مصدر الصوت و لم يكن سوى جونغ ان الذي عاد بعد دقائق من ذهابه لاجراء اتصال قال انه مهم ل م تهتم فعلياً اومئت بهدوء لتنهض هي الاخرى مُشيرة بأنها ستذهب ايضاً فهي لم تكُ تقاوم النعاس!! .

على عكسهما مياو مي و كيونغسو فضلا ان يقضيا المزيد من الوقت يحتسيان المشروب و يتبادلان الحديث عن الامور الكثيرة التي تجمعهما .

.
.

" تحتاج توصيلة؟! "
تمتمت بياتريس و هي تقف بجانب جونغ ان بعدما خرجا من الحانه و قد خَفَّت الضوضاء تلك .

" لا ابداً ، شاكِرٌ لكِ "
اشار بيديه رافضاً و هو يشكرها باسِماً .

" حسناً إذاً ، كُن آمناً ، نلتقي غداً ،عُمت مساءاً"
كلماتٌ رسمية تحدثت بها بياتريس و هي تتجه نحو سيارتها تحت نظراته لتغلق الباب و تحرك المقود و لم يشغل تفكيرها سوى التخلص من رأسها علها توقف الالم ذاك!! .

"عُمتِ مساءاً "
بهدوء هو قال مُراقباً سيارتها التي ابتعدت مسافة ليست بالقليلة و ابتسامته تِلك ضَمَرَّت ما لم يُدرِكه احدٌ سِوى سريرته .

_

" انا احاول النوم و اللعنه!!"
صرخت في سماعه الهاتف دون النظر لهوية المتصل او الاهتمام حتى .

" قضية قتل بذات ميكانيكية قتل كيم هيتشول!! "
صوتٌ رخيم تسلل لحاستها جاعلاً حدقتيها تتسعان و قد غادرهُما النوم بغتةً .

" تَمزَّح و اللعنه!!"
"لَستُ افعل ، انهُ قاتِلٌ مُتسَلسِل ، انهُ سَفَّاح!!"

**♧**

إنتهى.

الفصل الثاني من سفاح!! ما رأيكُم بِه بالمُجمَل؟!

السَرد ، الوصف و التشبيهات؟!

ميكانيكية القتل؟!

القاتِل؟!

بقية الشخصيات ( بيارتيس، جونغ ان وكيونغسو)؟!

الاحداث؟!

توقعاتكم؟!

أتمنى ان يكون الفصل مُرضٍ و قد نال استحسانكم كونوا آمنين

دُمتم في رعاية الرَّب♡.

© آيري ,
книга «سفاح - كيانُ خفي».
Коментарі