P.O.P
P.O.P
«لقد سئمتُ من كل شئ!»
قلتُ بغضب عارم بينما أقفلتُ باب غرفتي بشده.
مشهد يتكرر يوميًا أعتاد عليه أهلي فأصبحوا لا يبدوا رده فعل حياله.
وفي الواقع أنا لا أريدها لأنها بلا فائدة.
مواستهم لي لن توقف التنمر اليومي اللذي يحدث لي مُنذُ طفولتي.
وقفتُ أمام المرأه أتأمل أكثر شي أكرهه في حياتي…أنا
جسدي الممتلئ شعري المُجعد ووجهي اللذي لا يميزه أي شئ علي الأطلاق.
هذه أنا رَهَف…كتله من البشاعه لست أنا من أقول هذا بل هُم اتفق علي هذا كُل ثانويتي فقررتُ أن اتفق علي ذلك معهم هذا لا يشكل فارقًا علي كل حال.
بالرغم من هذا العالم السودوي اللذي يحيط بي هناك هذا الجانب الوردي اللذي أجد ساعدتي فيه وهو عالم بانقتان…أعلم أنه من الغريب أن أكون من أكبر معجبي أكثر فرقه في العالم تتكلم في أغانيها عن حب النفس وانا علي النقيض تمامًا لكنني حاولت وفشلت وأستسلمت ،انهُ ليس بالشئ السهل على كل حال.
علي الأقل منذُ دخولهم حياتي أصبحتُ أسمع أغانيهم ومقاطعهم بدلاً من البكاء ليلاً
قبل أن أغرق في أفكاري السودوية فتحتُ حاسوبي بسرعه لأنني أعلم ببساطه من يستطيع أنتشالي
"하나 둘 셋 우리는 방탄 손 연단!"
-واحد اثنان ثلاثة نحن بانقتان سونيوندان!-
⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍⁦⁦

"I am your hope, you are my hope. I am jhope!"
أغلقت المقطع بينما كنتُ شارده في قائل الجمله الأخيره
ثم شردتُ في أحد الصور المعلقه له أمامي.

"وكم أتمني أن أكون أمل أحدهم مثلك...ولكن من أين لي الطاقه فأنا لا أستطيع تحمل ذاتي!
وكم أتمني أن تكون بجانبي في الحقيقه ليس فقط خلف هذه الشاشه لتكون طاقتي وقوتي وأملي في هذه الحياه البائسه."

ثم صمتت قليلاً وفتحت هاتفها لتُشغل أغنيتها المفضله ليملئ الصوت جميع أركان الغرفه:
"If I
If I
لو كنت أنا

누군가에게 힘, 누군가에게 빛
قوة أحد, وضوء أحد

I wish, I could be a piece of peace
أتمني لو أكون قطعه من السلام"

«لماذا ليس لدي جيهوب في حياتي؟»
قلتُ لنفسي بتذمر
أريد فقط أملاً حقيقيًا بجانبي يحارب معي حياتي البائسه
أنا فقط أريد أن يتعدي حدود هذه الشاشه
أما أطلبه كثير؟
وجهتُ نظري بأتجاه صورته مجددًا.
«أنا لم أشعر بالوقت حقًا انها الحاديه عشر مساءًا بالفعل!» قالت بعدما وقع نظرها علي ساعه الحائط أمامها.

⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍⁦⁦
أعددتُ فراشي و أرتديتُ ملابس النوم لأستعد لثاني طريقه فعاله للهروب من الواقع وهي النوم…
اخذتُ نفسًا عميقًا وأحتضنتُ دميتي الصغيره الملقبه ب "mang"
ثم خرجت مني الكلمات بسلاسه تامه:
"I wish, I could be a piece of peace"
وأغمضتُ عيناي لأغط في نومًا عميق
ليقلق منامي صوتًا مألوف للغايه
"Hello to my hope world!"
نهضتُ في فزع لأجدني في مكان أجهله
«أين أنا؟!
لابد أنه حلم فلا يوجد مكان في العالم له سماء حمراء وأرض بنفسجيه وجبال خضراء
يا ترى ماذا يخبئ عقلي الباطن لي مجددًا؟»

«أهلا بكِ في عالمي…عالم الأمل!»
قاطعني الصوت بينما أستكشف هذا المكان العجيب لأجد نفسي سقطتُ علي الأرض من الفزع ثم وجدت مصدر الصوت يمد يده ليعينني علي الوقوف

«عذرًا هذا خطأي ما كان يجب أن أَقَبْلَ عليكِ بهذه الطريقه المفاجأة.»

«ماذا؟ جيهوب!!»
لا أعلم لماذا لكنها خرجت مني كالصراخ ويبدوا أنني ارددتُ له الفزعه التي أفزعها لي بلا قصد.

«أعتذر علي حماستي المفاجئه»

«لا يهم أعتقد أننا متساويين الأن»
قالها و قهقه بلطف

ابتسمتُ للطافته ثم تداركت ما قاله لاحقًا نحن في عالم الآمل الخاص بجيهوب!
أنا حقًا ممتنه لعقلي الباطن علي هذا

«حسنًا لندخل في صلب الموضوع أنتِ هنا لأنكِ في حاجه إلي لذا قد تم أرسالكِ بطريقه سريه لا يمكنني الأفصاح عنها وفقًا للقوانين أعذريني علي هذا لكن
المهم الأن ما هي المشكله اللتي تواجهكِ؟»

تعابير الذهول ملئت وجهي فأنا مازالت في حيره مما يحدث لكن لا يهم فأحد أحلام حياتي يتحقق الأن.
تداركت ما يقوله ثم نظرتُ لجسدي بسخريه
ثم قلتُ مشيره لهُ
«أليس واضحًا؟ فهذا سبب تعاستي الأبديه
لماذا لا أكون كعارضه أزياء جميلة وحسب ولكنه كُتب علي أن أحبس بقيه حياتي في كتله اللحم هذه.»

«أنا لا أعلم عن ماذا تتحدثين أنا فقط أراكِ جميلة حتي ملامحكِ بها شئ يميزها عن غيرها لكن لماذا هي باهته هكذا؟فقط دعيها تسطع
لقد عَرفتُ ما هي مشكلتك الأن!أنتِ لم تكتشفي ذاتك بعد.»

كنتُ علي وشك الكلام لأجدني أُسحب من يدي لا أعلم إلي أين هو يصطحبني لأسير معه وحسب.

«ها نحن ذا!
لنكمل حديثنا بالأعلي فالمكان هناك رائع»
قال مشيرًا لجبل أخضر اللون أمامنا

«هل سوف نصعد كل هذه المسافه؟»

«لا بالتأكيد فالعالم هنا أبسط بكثير»
قال جملته الأخيرة ثم أطلق صفيرًا ليحل الصمت لبضعه ثواني ليقطع هذا الصمت صوتُ محرك طائرة.
«انتَ تمازحني صحيح؟»

«لا لما تقولين ذلك؟»
وقفتُ غير مصدقه لما يحدث محاوله أن أجمع جميع الأحداث في عقلي لأكون شيئًا منطقيًا واحدًا يحدث هنا

«لماذا أنتِ مُتصنمه هكذا؟ هيا أصعدي!»

⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍⁦⁦

حسنًا رهف أنتِ الأن في عالم الأمل مع جيهوب وتركبين معه طائره تحلق في السماء الحمراء لتصلي إلي الجبال الخضراء.
أعتقد أنه كان يجب أُدفئ جسدي جيدًا قبل أن أنام.
«ألتقطي!»
أخرجني صوته من أفكاري لأسرع في ألتقاط الحقيبه قبل أن ترتطم في وجهي

«ما هذه؟»

«مظله.»

«مظله؟ولما المظله؟»

«لماذا تريدين القفز من الطائره بدونها؟»

«قفز! لماذا لا نهبط فحسب في سلام؟»

«لأن هذا مُمل والملل غير مسموح هنا.»

«أعذرني سأصحح هذا أنت تقصد أن المنطق غير مسموح به هنا.»

«أستعدي.»

«أستعد لماذا؟»
لم أجد أجابه بل وجدتُ يده تمسك بيدي ليُفتح باب الطائره.

«هيا واحد أثنان ثلاثه!»
وقبل أن أدرك ماذا يحدث وجدتني أقفز معه من الطائره وأصرخ ولا أعرف ماذا أفعل وهو يقهقه علي حالتي المضحكه لأجده فَتح مظلته ومظلتي
لينتهي كل هذا وأخيرًا نهبط بسلام علي قمه الجبل.
أخذتُ أنفاسي بينما أحمُد الله أنني نجوت من هذا
لتندهش عيناي من المشهد اللتي رأته من قمه الجبل
بعض الهضاب البنفسجيه مثل لون الأرض تغطيها برك من الماء وبقع من الألوان المختلفه وشلالات ملونه بألوان مختلفه
هذا المكان أصبح جنتي الأن!

«حسنًا أعتقد أننا لم نبدأ الحوار بطريقه صحيحه
أولًا عرفي عن نفسك وأحكِ لي مشكلتك بالتفصيل.»
قاطع شرودي بالمكان لأجده مُتربعًا لأجلس بجانبه لأخذ نفسًا عميقًا قبل أن أبدأ بأزاحه كل همومي.
«أنا رَهَف مراهقه في السابعه عشر من عمري أعاني من السمنه منذُ صَغري بسبب بعض العوامل الوراثيه.
أحوال أهلي الأقتصاديه جعلتهم لم يواظبوا علي علاجي لأجد نفسي ضحيه الكلمات السامه الصادره من حولي اللتي لم أنفَكَّ منها إلي الأن حتي أنني وصلتُ إلي هذه المرحلة…»
رفعتُ أحد أكمامي لأظهر معصمي لتتضح بعض العلامات الناتجه عن أذيتي لنفسي لأنظر لنفسي بشفقه ثم أكمل ما كنتُ بدأته
«وها أنا ذا لم أعد أدافع عن ذاتي بعد اليوم بل أصبحتُ بصفهم وأتفق معهم بكل كلمه يقولوها
أجل أنا قبيحه…أجل أنا كتله قذره من اللحم…أجل أنا كل ما تقولونه أصبح الأمر لا يشكل فارقًا معي
فقط أستسلمت.
أهرب فحسب في المساء ببعض مقاطع الفيديو و الأغاني والنوم لأستيقظ لأندبُ حظي أنني مازلتُ علي قيد الحياة وسأراهم من جديد وسأستمع إليهم من جديد وسأبكي من جديد كل يومٍ يتكرر بطريقه أسوأ من اللتي تسبقه…ولكن لا بأس لقد أعتدتُ علي ذلك وكأنه ليس من حريتي أن أعتاد علي شئ سوى ذلك لأنني أبدوا هكذا.»
حتي في أشد أحلامي غرابه…حتي وأنا في عالم الأمل ها أنا أبكي وكأنه فعل ألزامي كتب علي لأخر لحظات حياتي.

«لأنكِ مميزه؟»
في وسط بكائي أوقف رده الغير متوقع مني هطول دموعي متعجبه.

«ماذا؟»

«كما قُلت أنتِ لم تدركي حقيقتك بعد!
هيا تعالي معي.»

«إلي أين يمكن أن نذهب من قمه جبل؟»

«هذه الأسئلة المنطقية لا تُسأل هنا
فقط أمسكِ بيدي وثقي بي.»
فعلتُ ما طلب مني لأجدنا نقف علي حافه الجبل وفاجأه وبلا أي مقدمات نقفز من علي الحافه.

«يا ألهي نحن نسقط!
أو نَثْب؟»
وجدتنا نَثْب علي كُرات جيلاتينيه ضخمه مثبته في الهواء متجاهله كل قوانين الفيزياء
ولكن لم أعد أتعجب من هذه الأشياء بعد الأن.

لنصل إلي وجهتنا وهو كهف لا أستطيع أن أميز به شيئًا سوى وميض بأخره لأ استطيع أن أحد مصدره ولكن يبدوا أننا متجهين بناحيته.

«ما ه‍ذه المرآه؟»

«أنظري لها فقط وستعرفي.»

«أنا ألمع!»
عندما وقع نظري علي أنعكاسي بالمرآه شعرتُ أنها ليست أنا أو أنها أنا ولكن مشرقه ولامعه كان جسدي يتوهق كماسه ساطعه ووجهي يلمع وكأنه لم تلمسه دمعه ولم يرى حزنًا من قبل.

«هذه هي ذاتُكِ اللتي تخفيها عن نفسك وعن العالم
خُدعتِ بكلامهم وأمنتِ به ونسيتي أن تري حقيقتك
نسيتي ما هو أهم من المظهر وهو الباطن
تتمتلكين روحًا نقيه وملامح ملائكيه ولكنكِ فقط أخمدتيهم وأخفيتي جوهركِ
هم رأوا تَميزكُ من البداية
أستطاعوا أنا يروا توهج ونقاء روحك وسط أرواحهم الفاسده فغاروا
المظهر لم يكن أبدًا معيار لأن الجمال نسبي وكلًا منا ولد بجماله المميز
ولكن هذا هو المعيار…»
قال مشيرًا لأنعكاسي في المرآه
ثم أتبع:
«أنتِ تغافلتِ عن ذلك منذُ البداية فلم تقدري نفسكِ
لأنكِ لو فعلتي لم تكوني لتأذيها قط
فقط أنظري لمرآه روحك قبل أن تنظري إلي أقوالهم
وسوف ترى هذا المشهد كل صباح
لأن هذه هي أنتِ الحقيقيه.
ويومًا ما ستعثري علي من كان فقط في بينهم يسعي إليكِ إلي روحك
فقط يجب أن تحبي نفسكِ حتي تُشعِ أكثر وأكثر.»

بكيتُ مجدداً ولأول مره منذُ سنوات هذه دموع ليست نابعه من كُرهي لذاتي بل نابعه من أحساسي بالحمق
«كيف تجاهلتُ هذا كل هذه الفتره؟
كيف لم أستطع رؤيه هذا وهذه أنا وأنا هي؟
كيف أستطاعوا خداعي بهذه السهوله؟
بئسًا لهم جميعًا!
انا فقط أريد أنا أعتذر لذاتي عن كل شئ عن كل ضرر وكل سوء
لأنها لم تستحق هذا أبدًا
فقط سوف أمنحها الحب من الأن لأن هذا ما تستحق.»

«حسنًا أعتقد أن دوري أنتهي هنا.»
شعرت بنظره الرضا اللتي ألقاها لي ثم أقترب من أذني فاجأه ليهمس:
"Wake up!"

⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍⁦⁦⁦⁦◍

«ماذا حدث؟
أين أنا؟
جيهوب؟»
نهضتُ من علي الفراش غير مستوعبه الحلم الذي مررتُ به منذ قليل
لم تمر لحظات إلا وكنتُ تذكرت أحداث الحلم والمرآه
ثم أعتلت أبتسامه عريضه وجهي لأركض إلي المرآه.
«جيهوب محق أنا جميلة…جميلة جدًا!»
وقبل أن أقدم علي الفكره المجنونه التي دارت بخاطري توجهتُ إلي صورته المعلقه علي الحائط.
«أشكرك يا آملي
سأظل ممتنه لكَ لأخر عمري.»
ثم توجهت بسرعه إلي سطح البنايه لأصرخ بأعلي صوتًا عندي:
«أنا أحب نفسي
أنا أحب ذاتي
أنا أحب كل تفصيله صغيره في جسدي
وبئسًا لكم ايها الحمقي.»

-تمت-


© Habiba Elhennawy,
книга «قطعه من السلام | piece of peace».
Коментарі