الغابة
الغابة
أشعر بنعاسٍ شديد، لكن رغم إرهاقي لا أقدِر على النوم.
قررت أخذ جولة حول منزلي بلا وجهة محددة.
ارتديت ثيابًا خفيفة لأستشعر نفحات الهواء على جسدي؛ عل ذلك يجعلني أغفو بسرعة.
سرت بلا هدف لفترة وجيزة حتى وجدت غابة صغيرةلم أرها قبلًا؛ لذا آثرت التجول فيها، أعني الوقت متأخر لكن لا وجود لحيواناتٍ خطرة هنا، أليس كذلك؟
المكان كان هادئًا بينما يداعبني نسيم خفيف، لذا آثرت الجري قليلاً حتى وصلت لشجرة كبيرة، استندت عليها ألتقطُ أنفاسي.
على قدر ما كان المكان مريحًا على قدر ما كان مثيرًا للريبة، فالمكان هادئ تمامًا، لا وجود لأي صوت على الإطلاق، مع أن الفجر قارب على الطلوع، فلا وجود لطائر واحدٍ هنا حتى!
قررت أن اتفقد المكان حولي لأطمئن نفسي، لم يكن الأمر صعبًا إعتمادًا على الصوت- فلم يكن هناك غير صوتي-، لذا سرت أبحث بعيناي عن أي كائن حي هنا، طير، أو حتى قطة، لكني لم أجد أيًا.
فضلت الرجوع لبيتي حيث أن المكان بدأ يريبُني لذا سرت اتتبع خطاي خارجًا، لكن من الواضح أن لهذا المكان رأي آخر.
سرت طويلاً ولا مخرج، الأمر أشبه بكوني أحرك قدماي دون المشي، فالمكان لا يتغير، حتى الشجرة الكبيرة لازالت هنا.
لطالما آمنت بأن في كل شيءٍ روح، لذا وجدت نفسي أدعو روح الغابة للخروج والتفاوض، رأيت هذا في عدد من الرسوم المتحركة وأحببت أن أجرب، وليتني لم أفعل.
عندها للمرة الأولى سمعت صوتًا غير صوتي، لكنه كان أشبه بفحيحٍ غليظ؛ ما بث الرعب في داخلي وجعلني أُثر الصمت.
تلفتت حولي برعب أبحث عما أصدر هذا الصوت فلم أجد شيئًا.
دعوت روح الغابة مجددًا، إن كان هذا المكان لا يُريد مني الرحيل لنتفاوض على الأقل، و مجددًا تمنيت لو لم أفعل.
هذه المرة سمعت الصوت مجددًا، لكنه كان يأتي من كل مكان حولي، من كل الجوانب، كأن ذاك الشيء يدور حولي بسرعة، ثم أخيرًا استقر الصوت فوقي تمامًا.
تسمرت في موضعي، ثم رفعت رأسي صوبه، حسبت أني لن أرى شيئًا مجددًا، لكنني رأيت!
كيان شبه شفاف، هيأته كنسر ضخم، تَتدلّى من رأسه الأفاعي، وتعلوه سحابةٌ مِن الدماء، وأسوأ ما فالأمر أنه يتجه نحوي!
تجمدت من الرعب، حتى استطعت تحريك قدماي، وركضت كما لم أفعل قبلًا.
نظرت الكائن لأجده في مكانه يداهمني بنظراتٍ مِنْ عينيه السوداوين، ومجددًا أنا لم أبتعد رغم ركضي.
لكن ذاك الكيان توقف!
ما أدهشني أكثر كونه نظر بإذعان نحو الأرض.
نظرت لما ينظر إليه وحينها انتفضت من ملمس يد على كتفي، استدرت برعب لأجد كائنًا عجيبًا له هيئة آدمي، وبشرة نبات، كأنه جُمع من أفرع الشجر وبُث فيه الروح، لكن أسوأ ما فيه كان كونه مقطوع الرأس، وتفيض من رقبته الدماء، والأسوأ كون يده على كتفي!
حاولت إبعاد يده بهدوء ورعب، لكنها تمددت كحبل كبير وقيدتني، عندها سحبني وألقاني حيث ينظر الآخر بإذعان. كرهت كوني غادرت بيتي وتابعت ما يحدث باستسلام، فلا أقدر على المغادرة على كل حال.
بدأت الأرض تتشقق، ثم خرج منها ما أدهشني.
طفل! ما الذي يجري؟!
حينها تردد صوت في رأسي، يتبعه أصوات أقدام تقترب.
الصوت كان لامرأة، فحيح هامس في رأسي ردد:
" أأعجبكِ طفلي! أرى أنني وجد غذاءً طازجًا له، وإن لم تعلمي؛ فصغيري يتغذى على أرواح الصبايا"
حينها ظهرت هيئة المرأة أمامي، وأردف الصوت في رأسي: " الصبايا مِثلك!"
هلعت حينها أكثر، اقتربت مني المرأة ووضعت يدها على رأسي وسط صراخي الهلع، ولم أشعر بعدها بشيء سوا السواد.
© Yasmine ,
книга «حدث في الليل».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Mati Mati
الغابة
💚💚💚💚
Відповісти
2020-07-24 11:06:39
1