إثم لم يغتفر
إثم لم يغتفر
ارتفع صوت المنبه بقوة ،بينما أمير مستلقِ على سريره مغمض العينين يتأفأف وهو يحاول فتح عينيه بصعوبة ، جراء ثقل أحدثه سهر ليلة أمس.

اتكأ على السرير نصف جلسة إلى أن شعر بزلزال قوي يكاد يتجاوز مقياس ريختر يحتل رأسه ، محاكمة صاخبة في رأسه سلط فيها الضوء على مطرقة القاضى ، قضب حاجبيه فى انزعاج ، بداية مبشرة لليوم.

اتجه نحوَ المرآة فى غرفته كما يفعل دائمًا ، بدأ بالنظر لنفسه ؛ ملابس نوم مجعدة جراء وضعية نوم خاطئة ، هالات سوداء احتلت أسفل عيناه جراء السهر وقلة ساعات النوم.

بعثر شعره بيده واتجه إلى غرفة تغيير الملابس ليجهز طقمًا خاصًا يستطيع ارتدائة وفقا لجدول عمله هذا اليوم.

أخرج قميص أبيض اللون ، ساعة يد سوداء ، بنطال جينز داكن ، معطف جلدى أسود اللون.

هَم بارتداء ملابسه ، أمسك مفاتيح السيارة وهمَّ بوضعها فى جيبه ، إلا أنه استشعر ورقةً متكورة فى جيبه ، لا يتذكر أنه وضعها هنا من قبل ، أخرج الورقة وبدأ بقراءة محتواها ...

عزيزى أمير ، أعلم أنك غاضبٌ منى بعض الشيء ، استشعرت ذلك فى آخر حديث هاتفى بيننا ، لا أدرى ما السبب ، ظللت أفكر كثيرًا فى طريقتك الغريبة تلك ، وأعيد أفعالى وكلماتى فى مخيلتى مرة أخرى علنى قلت شيئا أغضبك منى دون عمدٍ ، لعلك بدأت تشعر أن هدفى من قصاصة الورق هذه ليس الإعتذار ، فأنا لم أخطئ وإن كنت أخطأت فلا أعلم بماذا ، إنما الهدف هوَ الحديث ، الحب شاق يا أمير شاق إلى درجةٍ لا تحتمل ، لكنه عذب المذاق ، وإن كان مؤلما فأنا يستهوينى الألم فى حبك ، لم أعد استطيع التوقف عن التفكير ، تلازمنى عقدة شعور دائم بالذنب اتجاهك كأنى مخطئه ، تعلم نظرة الجميع لنا كأننا عصافير حب ستقع يوما ما.

لقد قضيت وقتا مريعًا فى التخلص من ذكريات الماضي ، أخشى أن يحدث معى كما حدث مع أمى ، أن أحبك بكل ما أملك وأن تخذلنى بكل ما تستطيع.

لا يتعلق الحب بالأشياء التى تبذلها بل بالأشياء التى تحصل عليها يا أمير وفى حبك قد بذلت كل شيئ.
*الحب هو جنون مؤقت ،يثور كالبركان ثم يخمد ، وعندما يخمد ، عليك أن تتخذ قرارًا وأن تعرف ما إذا كانت جذوره اتحدت ببعضها وأصبح من المستحيل اقتلاعها ، أم أنها ما تزال ضعيفة. لأن الحب هوَ الجذور. الحب ليس انخطاف الأنفاس ، ليس الإثارة ، ليس اصدار الوعود والمواثيق الأبدية ، فالحب معركة ، الحب حرب ، الحب نضوج.

بكل حب ،سهيلة."

انهى قرائة تلك الورقة بيدٍ مرتعشة بعض الشيئ ،بينما ترقرقت فى عينيه الدموع ، سحب ماء أنفه وأزال بوجه كفه الدموع عن وجهه إلى أن هاجمه سيل من الذكريات مرة أخرى.

***

كانت سهيلة تجلس وتحوم بعينيها العسليتين الواسعتين فى المكان ، تنظر بعفوية شديدة ، تشبه الأطفال فى انفعالاتهم ، إلى أن دلف أمير داخل المطعم لمقابلتها والحديث معها ، كان ملامح الإنفعال والجمود بادية عليه بشدة ، سحب كرسيه وجلس بوجوم دون أن ينطق ببنت شفة ، بينما رحلت الإبتسامة عن وجه سهيلة وقتما رأته بتلك الحاله.
_أمير ...
_ماذا
نطقها بجمود ،فتوترت سهيلة وأحمرت وجنتاها وأعادت خصلات شعرها خلف أذنها وقالت
_ما الذى تعنيه بماذا تلك؟ أنت من دعوتنى للجلوس معك ،هذه وقاحة !
أطرق أمير برأسه لأسفل قبل أن يقول وهو يشيح بنظره لأي مكان غير عينا سهيلة اللتان تلاحقانه.
_لا أريدك.
نطقها بوجوم وساد الصمت عليهما. طرفت سهيلة بعينيها عدة مرات قبل أن تقول بنبرة مرتجفة.
_لم أفهم ما تعنى.
_قلت لا أريدك ما الشيظ الغير مفهوم هنا؟!
ترقرقت بعض الدموع بعينيها ولكن لم تجرأ احداهم النزول أمام نبرته الحادة تلك ،نظرت سهيلة لأسفل قبل أن تقول.
_لماذا ؟
صمت أمير برهة قبل أن يقول بصوت هادئ متزن .
_سهيلة انظرى ،أنت شخص جيد للغاية ،حقا انت جميلة ، نقية من الشوائب ، خالية من العيوب ، ذات شخصية مرحه ، انفالات طفولية ممتعة ...لكن أنا ...

_كفاك هراء يا أمير.

_سهيلة أنا لا أمزح.
تبدلت ملامح وجهها واحمرت وجنتاها ، رفعت حاجبيها باستغراب شديد.
_لماذا؟..لقد...لقد...أحببتك بكل ما أملك...بكل ما أستطيع أن أحب شخصًا به ، أحببتك بكل شغفى لقد..لقد استهلكت جم طاقتى فى اسعادك...احرقتنى كثيرا بغضبك الغير مبرر ورطتنى فى حبك بنظراتك تلك ،أنا لست متفاجئة ، فقد بدت بوادر هذا القرار عليك من فترة ...أنا حزينة ، على تلك الأيام والكلمات والمشاعر الفياضة التافهة فى نظرك.
لكن أتعلم؟ كنت أنا من ارتكبت هذه الجريمة فى حق ذاتى ،فحبك لى من البداية كان يشبه الضباب ، تراه في ساعات الصباح الأولى ، يستمر لوقت قصير ثم يتلاشى.

صمتت سهيلة تلتقط أنفاسها دفعة واحدة ،بينما همت بجمع أغراضها للرحيل ، حاول أمير إيقافها لكن قد انتهى كل شيئ.

***

قد تركت سهيلة تلك الورقة فى معطفه يوم انفصالهما.
عمّ السكون على أمير وقتها ، إلى أن أخرج هاتفهه من معطفه ، همَّ بالأتصال بها ، كان قد وضع رقمها فى قائمة الأرقام المحظورة ، قام بالإتصال مرة...لم يجد ردًا ، أعاد الكرة مرتان ، إلى أن أجابت امرأة بصوت مبحوحٍ بعض الشيء.
_من على الهاتف؟
قضب أمير حاجبيه قبل أن يردف.
_هل أستطيع الحديث مع سهيلة؟
لم يلق جوابا ،بلْ وطال الصمت قرونًا إلى أن استجمعت المرأة ذاتها وقالت فى اقتضاب
_ سهيلة رحلت لمن هوَ أحن منى ومنك.
ضيق أمير حاجبيه محاولاً استيعاب ما قالت ثم أردف بتررد جاب على ملامحه.
_هل....هل...م؟
_توفيت منذ ستة أشهر يا ولدى ... بالمناسبة من أنت ؟
لم تلق جوابا غير انزلاق الهاتف من يد أمير ،ترقرقت عيناه بالدموع وجلس على السرير بلا وعي...يضع كفه على فمه يهز رأسه فى إنكار....سهيلة؟! متى وكيف ؟ كيف لم يكن معها وقتما اشتدت بها الدنيا ....كيف لم يعرف بما أصابها وقتها؟ كيف تركت وردته عالمه هكذا....

بعد رحيل دام ثلاثة أعوام ، من الجفاء والحزن والبعد ، وقتما حاول البحث عنها تركته ضعيفا هكذا؟

فتح تطبيقا على هاتفه ،قام بحجز تذكرة لأول قطار متجه إلى الإسكندرية ليودعها وداعاً أخيرا.

كان القطار سوف يتحرك من المنصورة إلى الإسكندرية فى غضون ساعتان ، نزل أمير مغادرًا المنزل بعدما أحكم وصد الباب ، أوقف سيارة أجرة لتقله إلى محطة القطار.

لم يتوقف عقله عن التفكير بها ، ماذا أصابها ، كيف كانت؟ ماذا حدث بعد رحيله؟ هل كانت مشتاقة له أم أنها تركت ذكراه فى غيابة الجب.

ركب فى المقعد فى الدرجة الأولى من القطار ، هدئت جميع الأصوات من حوله ، عدا صوت أفكاره الخاصة ، ظل يتذكر محياها ، كيف كانت رقيقة وعطوفة ، كانت طفلة فى أفعالها على الرغم من أنها تجاوزت الآن الخامسة والعشرون من عمرها ، هل تألمت كثيرا ؟

ظل يعتصر ذهنه فى التفكير كعادته.
بعد خمس ساعات أو أكثر ،وصل القطار بالمحطه في الأسكندرية.نزل أمير وطلب سيارة اجرة تقله إلى مدافن عائلتها .
كانت أسكندرية موطن أمير الأصلى لكن جراء الأحداث تركها مغادرا إلى المنصورة ، وكان خال سهيلة قد توفيَ فى تواجده ،فكان يعلم مكان مقابر عائلتها.

دخل المقابر وامتلأ صدره بوحشةٍ آلمته ، بحث عن اسمها بعينيه إلى أن وجده.

يختلف مفهوم الألم من شخص لآخر لكن ما لا يختلف عليه عقلان أن الألم تبقى ألحانه هي الأقسى على الإطلاق.

موسيقاه ذات الألحان القاتلة..

تُعزَف على أوتار المشاعر في خطوات مدروسة..

كل خطوة تنافس الأخرى في الوصول إلى نزيف شرخ أعمق.

موسيقى الألم كلعنة لن تستطيع فكها حينما تحكم قيودها الصلبة حول كيانك..

يتردد صدى ألحانه حتى تصرخ كل ذرة بكَ طالبة الرحمة من فرط العذاب حتى تنهار في النهاية..

وتصبح مجرد أشلاء بالية كالرماد بعد الاحتراق! °°
غمس أمير يده فى ثرا قبرها الندي بعدما سقاه ببعض الماء ، سالت من عيناه دمعة تبعتها الأخرى إلى أن خارت قواه ، بكى كما لم يبكِ يوماً ، الآن فقط شعر بلوعة الفراق ، لم يبكي يوم طلب منها الرحيل إلى الأبد ، فالفراق فرق الأحبة فرق بين ملاذه فى هذه الدنيا.
بقي اللقاء الأخير للمحشر.

لم تغادر دموعه جفنيه عندما كان يقسو عليها في مواقف صغيرة فيما مضى

لم تكن سهيلة تلك أحد أرتبط به لفترة زمنية محددة ثم لم يوفقا مع بعضها وانفصلا ، سهيلة لقد كانت له سندًا كانت ظهره ، هي من كانت تشدد عضده

تركها لأنه شعر لوهلة إنه يحبها حب تملك ، إنه يريد امتلاك هذا الملاك الرائع بين يداه ، شعر إنها ستريحه في حياته.

وهو لن يرضَ بذلك ، سهيلة أفضل وأنقى من أن تسجن في قفص يحميها منه هو أولًا ، لقد كانت كالفراشة التي تجول هنا وهناك ، مبتسمة دائمًا وابدًا

لكنه نسي أن عمر الفراشة بعد خروجها من يرقتها قصير ، قصير للغاية.... كان أمير تلك اليرقة بالنسبة لسهيلة ، بدونه لقد واجهت صعوبات الحياة بمفردها ، وضعها أمير في وجه المدفعية وهرب بعيدًا

سحب ماء أنفه وأزاح دموعه بكف يده ثم قال
_سهيلة ....اشتقت لكِ كثيرًا ، وأعلم أنى مخطئ بحققك لثلاثة عقود قادمة...لكن الرحمة كنت أريد رؤيتك بشده ، تلك الإبتسامة التى كانت تزين ثغرك ، كلماتك الحانية التى كنت تريحينى بها ، كيف سمحت لك أن ترحلى؟ وكيف سمحتِ لى أن أرحل؟ لطالما كنت أسأل نفسى هل سأراك مجددا؟ هل ستتلاقى الأرواح على الرغم من المسافات؟
وماذا حل بك يا سهيلة؟ أكنت طريحة الفراش زمناً أم ماذا؟

_اشتقت الجلوس ووضع رأسي علي كتفكِ ونحن نراقب النجوم ، لقد أحببتِ مراقبتها كالطفلة كانت عبناكِ تلمع كثيرًا يا سهيلة ، وكم أحببتُ أنا رؤيتك بهذه الحالة ، ما لم أعلمه

أوقفه شهقة خرجت من جوفه جعلته ينحني واضعاً جبينه على التربة

_لقد احببتكِ يا سهيلة ، أحببت وجودك ، أحببت حبكِ لي وهذا ما اخافني ، لقد كرهت نفسي عندما تركتك خلفي ، عندما حاولتِ التواصل معي بكل الطرق الممكنة ، هل أخبركِ والدكِ إنه حاول التواصل معي ، هو نجح في ذلك لقد جاء لي المنصورة وتحدث معي ، أتذكر عندما قال إنكِ في حالة يرثى لها وإنه نادم على قسوته معكِ ، لا تخافي صغيرتي لقد أخبرته إنني أنا المخطئ هنا

رفع أمير رأسه ناظرًا نحو السماء ، يدعو الله في سره أن يغفر له أثمه

لقد أجرم في حق سهيلة ، أخطأ في حقها كثيرًا ، لازال يتذكر كلمات والدها عندما قال بالحرف "ابنتي اخطأت عندما رمت نفسها على أحد مثلكَ أنت ، لو لم تقصد هي الخطأ فأنت قد فعلت ، ابنتي لا تسامحك كما إنني لا أفعل"

والكثير والكثير من الحديث الذي كان أمير يجلس في خلاله صامت واجم الوجه ناظرًا إلى حذائه اللامع

لقد أخذ حديث والد سهيلة إهانة له ، تحديداً عندما قال "لقد اخطأ من أسماك أمير ، لأن الأمير يكون نبيل ، وأنت لا تملك ذلك كما أرى"

أمير الآن يضرب رأسه بقوة محاولاً إيقاف شهقاته العالية والتحدث مع سهيلة قليلًا ، يضرب رأسه بقوة لائمًا نفسه كيف لم يلحظ طريقة حديث السيد شريف والد سهيلة ، كيف لم يعرف وقتها بما تعانيه

السيد شريف لن يأتي كل هذه المسافة حتي يلوم أمير ويعاتبه او حتي لكي يشتمه ، خمس ساعات ويمكن أكثر ، ليس فقط حتى يسبه

يتذكر الآن ما كان السيد شريف يريد قوله لكن كرامته كانت تمنعه لقد انفعل كثيرًا وقتها وأخد يصيح بما يملكه من قوة "لقد قسوت على ابنتي بسببك ، هي مخطئة أعلم لكنك من بدأ ذلك ، الله يعاقبني على اهمالي لها ، ليت الله يأخذك أنت يا وضيع ، كيف تعلم بمرضها ولم تخبرنا ؟ ، أنت وضيع"

ثم خرج والدها من شقة أمير صافعًا الباب خلفه بقوة

_مرض ؟ اللهي يا سهيلة مرض ماذا ذاك ؟ هل كنتِ تعانين من شيء أنا لا أعلمه ؟ ، ألم يكفيكِ عذابي لكِ ومعاملتي الحافية تلك ؟ ، يا سهيلة اجيبي بالله عليكِ انا لا أكلم تراب ، هيا انهضي لنتحدث ، لقد اشتقتكِ ، هيا لن نذهب إلى بيت أهلكِ سنذهب إلى المنصورة ، بيتنا هناك ، أنا لم أبِع بيتنا الصغير هناك لازال موجود

استنشق أمير الهواء بقوة

_أكان اباكِ يقسو عليكِ كما كنت أفعل ؟ لماذا لم تأتي لترتمي في أحضاني أولست زوجكِ العزيز ؟ ، لماذا يومها ذهبتِ وتركتني جالس في ذلك المقهي ، كرامتكِ أغلى مني ؟ بالطبع يا سهيلتي إنها كذلك ، بالطبع ستكون أغلى مني ، تعلمين لماذا يا صغيرة عمري الضائع ؟ لأنني وضيع ، ربما تلك هي الصفة الوحيدة التي قالها والدكِ عندما زارني

_لقد قال الكثير من الصفات ، قال عنكِ مخطئة ، و إني مذنب ، هذا صحيح

_هل سيأتي يومًا يا سهيلتي وتغفرين لي ما فعلته ؟ يا فراشتي التي قتلتها ، كم أود الآن لمس يديكِ والعبث بأظافرك ثم تقولين لي توقف لأني من الممكن أن اكسرها ، بالطبع لن أجرؤ علي كسر أظافرك

_لكني وجدت إني قادر على كسركِ أنتِ ، أعتذر وأعتذر وأعتذر حتي العقود القادمة ، أعتذر ولن يكفي الاعتذار أعواماً ، لكني أقسم إني أحببتكِ ومن كثرة حبي لكِ تركتكِ


النهاية.

******

جميع الإقتباسات من كتاب
اخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة
.الخاطرة الأخيرة اقتباس من كتاب Jena_ElBrembally500💕💕♥
الوان شوت كانت شراكة بينى وبين Agera_tum ♥♥

احب أسمع آرائكم....انتقاداتكم ....أي حاجه ؟

© Jana Walied,
книга «إثم لم يغتفر».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (9)
جو ليآ
إثم لم يغتفر
سردك تحفة كنت رح ابكي والله ما صدقت انها ماتت 😭
Відповісти
2020-08-12 19:21:10
1
Maha Migdadi
إثم لم يغتفر
كرهته مع إنه اعترف بذنبه ذكرني بعزيز وجمان بكره عزيز بكرهه السرد كثيير حلو 💙💙 عندك خطأ إملائي بس نسيت وينه من جمال القصة 😂💙💙💙
Відповісти
2020-09-17 17:55:09
1
Ghadeer_29
إثم لم يغتفر
نبكي للمرة الثانية 😭😭😭
Відповісти
2020-12-09 11:21:29
Подобається