تحت ظلمة الماضي
تحت ظلمة الماضي
ملاحظة : الون شوت غير مدقق - متكاسلة ادققه-
كتبته بشهر ٥ ؟ اعتقد
استمتعوا ❤
.
.


اجواء هادئة.... لفحات هواء باردة.... وأنين خافت يصدر من احدى الزوايا ....

.

.

ليس الزمان بكائن يتوقف عندما يرى احدا يتعذب امامه فهو يستمر بالمضي وسرد احداثه دون اكتراث .....

.

.

تحت ضوء مصباح فلوري اصفر الاضاءة وفي غرفة مربعة الشكل صغيرة ... لا تضم شيئا في داخلها .. فقط جسدٌ ضئيل مرمي على ارضها بعشوائية يلامس جسده بلاطها المغبر حتى كاد ان يلتصق بها .. بدمائه التي كانت كالغراء بينهما...

لا يمتلك شيئا ليعيش لأجله لذا لم يقاول لم يدافع عن نفسه وذاته منتهكة الحقوق ....

تنفتح عيناه لتتفرق رموشها التي تداخلت بعضها ببعض بعد مضي كل ذلك الوقت عليها وهي متقاربة ...

نظر حوله بنظرة فارغة وكأنها لجسد غادرته روحه لتتركه دون حياة ...

استند بمرفقه النحيل بجانبه ليجلس ... رفع يده ليرجع خصلات شعره الملتصقة بجبينه للخلف بضعف قبل ان يلف وجهه للجانب الأخر ليبسق ما كان في فمه من دم اختلط بلعابه .... لقد كان دائما يبسق الدماء .. وكأنها المادة التي تحويها رئتاه عوضا عن جزيئات الاوكسجين ...

رمى بعدها بجسده للخلف فلم يعد يملك القوة لفتح عينيه بعد الآن ...

وكالعادة عاد لمكانه المعتاد الذي نسج فيه قصة لمولده وحياته ورسم فيه بألوان ضبابيه احداثا لم تكن سوى خربشات لعقل طفل لم يحصل على مثلها في واقعه السجين ابدا ....

في مكان آخر بالقرب من عيادة طبيب نفسي

يقف في مكانه وكأنه في فجوة سوداء ... لا يرى شيئا او يسمع من محيطه فقط يركز على تلك المحادثات المشوشة التي تجري في رأسه دون توقف ... مقاطع لمحادثات في ماضيه ... بينه وبين جثة هامدة باردة اطرافها ...

لم يكن مجنونا ... كان يقسم انه كان يتحدث معها وتجيبه في المقابل ... لكن ... لما هو الوحيد الذي كان يسمع صوتها !؟

هذا ما لم يعرفه لذا يقف في بقعته تلك ...

ليس غبيا فهو على علم انه يضيع وقته الذي لا يملأه شيء ببساطه لكن لما لا يريح ذاته فإفراغ كلمات لا يستطيع البوح بها لأيٍ كان اما الذي هو بصدد ان يخبره لا يحفظ ما يقال له ويعتبره جزءًا عاديا و روتينيا من عمله اليومي الذي ما إن ينهيه ليعود لمنزله حتى يرمي بكل ما قيل له وسمعه ورآه في زاوية من عقله لا يتطلع على ما يقبع فيها ابدا ....

.

.

حرك قدماه ليدفع بابا بنيا كبيرا ليدخل ....هو تائه لا يعلم اين مرساه في حياته ....

.

.

رحب به ... تعرف عليه قليلا ..ليس بالقدر الكافي ... هو يريد المال كالجميع ...

سأله عن ما يعاني .... فابتسم على ذاك السؤال فالذي امامه لا يدري ان اجابته على ذلك تحتاج لإعادة سيناريوهات سنين عمره منذ ان خرج للدنيا حتى يومه هذا الذي يجلس فيه على هذا الكرسي الجلدي الاسود ويبتسم ...

فرق بين شفتيه لتخرج تنهيدة كان يحبسها منذ وقوفه امام هذا المبنى الابيض ...

تحدث بعد ان رفع رأسه ليقابل وجه رجل في الخمسينات من عمره ....

قبل سنة ونصف

يضرب بقبضته باب الغرفة الخشبي ... يصرخ ويستنجد بذعر وكأنه على وشك مقابلة من سيقبض روحه ...ينقطع صوته بعد ان ارهقت حباله الصوتية من ذاك الصراخ الذي استمر لساعات دون توقف ....

تسللت له فكرة انه سيبقى مع ما في محيطه هذا الى ان يموت ...

التف ليرتكز على الباب ... يحتضن جسده بذراعيه النحيلتين ....ينظر برؤيا مشوشة مليئة بالدموع لتلك الجثة المدرجة بالدماء في منتصف تلك الغرفة .... التي كانت قبل يوم غرفة لأخيه الصغير الذي كان يترقب قدومه بفارغ الصبر ....

يرتجف جسده دون توقف و دموعه تملأ وجهه مشكلةً خطا يصب عند طرف ذقنه الحاد ....

بقي على وضعه حتى اسدل ستار الليل على المكان ... تهادى بعد منتصف الليل جفناه لينام وهو واقف يرتكز بظهره على الباب .....

كان اخا كغيره من الاخوة تقريبا ..... سوى انه لم يكن يمتلك ابا ... لم يكن على علم بسبب كونه هكذا فوالدته لم تكن أُما تتحدث عن امور عائلتها بل ما كان يشغل فكرها هو ادارة تلك الشركة التي لا يعلم متى امتلكتها....

وفي يوم من الأيام اتت لتخبره بأنه سيصبح اخا للطفل الذي ستنجبه .... فرح لذلك رغم علمه بأنه ليس أخا له بمعنى الكلمة فهما ليسا من ذات الأب .....

.

عندما عاد قبل يوم من رفقته مع اصدقائه ليدخل غرفته و يغير ثيابه بعد ان استحم ... اجتاحته رغبه في رؤية غرفة اخيه الصغير التي كانت تقع في أخر الرواق ....

ذهب اليها وهو يتخيل كيف سيمضي الايام القادمة مع كائن جديد سيسكن هذا المنزل الهادئ ليعمه بالضجيج .....

ادار مقبض الباب ليدخل ولم يكد يفتح نصفه حتى تجمد مكانه تأبى عضلاته ان تتحرك ....

تشتت انظاره محتارة بين القابعين امامه ..او القابعة امامه فروح الجسم الاخر قد ودعت الارض فعلا ...

خرجت منه شهقة تلتها قطرات ماء مالح ....

ترعبه تلك السكين التي لم يرد ان يتخيل اين ينتهي حدها ...

كان المكان في فوضى كبيرة مليئا بالدماء ...و جثه لرجل لا يعرف هويته ...

وأمه التي كانت تنزف الدماء من معدتها بينما هي مرمية في احدى الزوايا تتمتم بكلمات اشبه بهمس متقطع ...

لم يحتمل اكثر استند بيده على الحائط بجانبه و حرك قدميه التي باتت عاجزة عن الاستجابة لما يطلب ...كان يريد المساعدة من احد ما .... لم يدري فيما اراد تلك المساعدة ... ربما اراد فحسب من يمتلك قدرة على محو ما رآه من بين طيات ذكرياته البالية ...

توقف عندما شعر بحركة بالغرفة ليرى والدته تقف بترنح تسير اتجاهه بينما تستند على الحائط بكتفها وتضع يدها على تلك السكين .... لم يعد يراها كبشري طبيعي بعد الآن كانت اقرب لكائن مات لكن روحا خبيثة سكنته لتحركه وملامحه تخلو من اي تعبير انساني .....

اقتربت منه اكثر وعندما كانت تفصلهم بضع خطوات هربت من جوفه صرخة رعب و خوف تردد صداها في اركان ذاك المنزل الفارغ الا منهم .....

اغمض عينيه و لكن ذلك لم يمنع دموعه من الاستمرار بالنزول ....

شعر بيدها تحط على كتفه ليرتجف ...دفعته للداخل ليسقط على الارض غير قادر على النهوض من جديد....نظر لها كما كانت تبادله النظرات .... امسكت بمفتاح الباب لتنزعه من مكانه وتخرج ممسكتا بالمقبض من الخارج ... كانت تهم بإغلاقه لكنها توقفت .... هل كانت روح الامومة فيها ام شيء آخر هو لم يدري حقا ....

نظرت له بنظرات متألمة من حالها ومنكسرة لما آل اليه امرهما ....

تحركت شفتاها المرتجفة لتنطق بجملة متقطعة الاحرف : ا انا ا سفة .. ل كنني ل لا استطيع تغيير م ما حدث ... – سكتت قليلا لتكمل بعد تنهيدة– ربما عليك ان ترتاح الآن رغم انني تأخرت بفعل ذلك .

انزلقت دمعتان من عينيها قبل ان تقفل الباب بالمفتاح...

لم ينبس بأي كلمة فقط كان مصدوما ...مذعورا ...و مكسور الروح ... لم يتوقع ان تفعل ذلك ... توقع كل شيء منها الا هذا ...

بقي على حاله الرثة هكذا حتى مضى عليه اسبوع وهو وهناك مع جثة ازرقت اطرافها الباردة و انتشرت رائحتها ارجاء الغرفة جاعلة من معدته تفرغ ما فيها ....بعد هذه المدة التي كان يغيب فيها عن الوعي لساعات في كل يوم ،غاب في احداها لمدة لم يعلم كم كانت حين استيقظ ليجد نفسه في احدى غرف المشافي والكوابيس تداهمه كل ليلة لتجعل من آلامه تكتمل حتى بات كالمجنون لدى غيره ....

........................

مضى على تلك الحادثة سنة ونصف من عمره عاشها لوحده في شقة صغيره اشتراها بعد ان سهر الليال يعمل بجد ..لم يكن يأكل بشكل جيد او ينام حتى كان همه ان يخرج من ذاك المنزل الذي كرهه وان لا يعود له ... امضى ساعات ايامه في العمل... يكره فكرة ان يتطر للعودة لذات المنزل الذي حدثت فيه احداث جعلت منه في اعين بعض الناس مجنونا ! هل لأنه يرى الكوابيس؟ السنا جميعا نراها !؟

ام لأنه يخاف من ان يجلس في غرفة مغلقة الباب ؟ ويكره القفول حد الصراخ والبكاء ؟!

انصاع في بعض الاحيان لكلماتهم وطلباتهم بأن يزور طبيبا نفسيا ....رغم ان ذلك اذى كبريائه.....لم يكن مجنونا

لم يكسب اي فائدة من ذوي الثياب البيضاء سوى ان أرفُف خزانة الاسعافات الاولية لديه امتلأت بأدوية لم يفكر في اخذها ابدا .....لم يكن مريضا

هل مجنون من يبكي في ضعفه !! ؟

عاد لشقته .... لوحده

فتح بابها ثم اضاء انوارها ... كانت باردة ... باردة جدا .

سار لغرفته .. القى سترته على سريره ...

فتح باب خزانته ليسحب صندوقا خزفيا ازرق اللون تخللته بعض التشققات ...

كان بحجم كف يده تقريبا .. وضعه بحضنه بعد ان جلس على السرير ....

نظر له بنظره حملت الكثير من المشاعر...والكثير من الذكريات التي تعرض امامه بمجرد نظره للصندوق ..

ازال الغطاء عنه ليكشف عن مجموعة اوراق قديمة اهترأت اطراف بعضها وطغى القدم عليها ليغير لونها الابيض لآخر اصفر فاتح ....

اخرج بعضها يقلبها بين يديه والدموع لمعت في عينيه ....

خرجت من شفاهه المتقوسة شهقات متألمة ...

انزلقت دمعة متمرة على وجنته .. فمسحها بكف يده بعنف ..

ركز انظاره على عناوين كتبت على بعض تلك الاوراق ..فتح احد الظروف يخرج رسالة كانت به .. رسالة ابكته كثيرا و جعلت من قلبه يعتصر الما بما احتوته من كلمات ... لم تكن سوى كلمات والدته الاخيرة التي تركتها له دون ان تريه وجهها

.

كان يعمل في احدى المطاعم بعد مضي اشهر على تلك الحادثة ....يكبح دموعه من النزول كلما تذكر تفاصيلها التي تجعل جسده يرتجف خوفا ....

انهى عمله بإخراج القمامة من الباب الخلفي للمطعم .. جلس بعدها بجانب الحائط الخلفي لمكان عمله ..... ينظر للسماء التي يظهر جزء صغير منها من بين البنايات الطويلة ....

تكور على نفسه بتعب .. لم ينم منذ اسابيع بشكل جيد ...الكوابيس تداهمه بشدة .....تجعله في حالة اضطراب ...

قضم شفته بتوتر ..فكرة عودته للمنزل ذا الذكرى اللعينة تجعله يشعر بشعور سيء وهو يتخيل نفسه يدخله بقدميه ....يتذكر ما حدث فيه .... وكأنه يعيش لحظاتها ...يشم ذات الرائحة الكريهة التي كانت تؤذي امعائه طوال تلك الفترة ...الغرفة الخانقة بهوائها الثقيل ....بكاءه وصراخه ...

زاد ارتجافه .... هو بحق خائف

انتشلته احلامه .... كوابيسه ...من واقعه ربما ليس لمكان افضل ...

مضت تلك الليلة عليه وهو نائم بثياب المطعم ...

ربما كانت افضل ليلة نام فيها من دون خوف من محيطه ....

استيقظ في صباح اليوم التالي على ضجيج المدينة و اصوات الناس ...

فرك عينيه بتعب ينظر للمارة امامه كما يبادلونه نظرات مستغربة ...

استوعب وضعه وأنه نام ليلة كاملة في مكانه ... انتفض من مكانه ليقف .... شعر بشيء سقط امامه ... اخفض رأسه ليراه كان ظرفا ابيض ... انحنى ليلتقطه ويقلبه بين يديه ليجد اسم للمرسل ..لم يكن عليه شيء نظر حوله عل من تركه ما زال موجودا ... لم يرى سوى وجوه مستغربة ..

تحرك ليغادر متفاديا تلك النظرات ....عندما ابتعد بما فيه الكفاية بالقرب من احد المباني ارتكز بظهره على جداره ليخرج الظرف الذي كان بجيب سترته....

فتحه بعجله ليخرج الرسالة التي بداخله ..

تأملها لثواني ثم فتحها ليقرأ ما كتب فيها

" ربما يكون هذا آخر تواصل بيننا ....لذا من حقك ان تعرف شيئا قد يهمك ... اسفل خزانة ملابسي في غرفتي ستجد صندوقا ازرق قديم ....فكر جيدا بعدما ترى ما فيه فذلك حق لك ... اعتني بنفسك ...امك "

فتح عينيه على وسعها و نبضات قلبه اضطربت ... انفاسه تسارعت ...لم تعد قدماه تحمله ليخر جالسا في بقعته ....

لم يكترث لنظرات المارة ...

لسعت الدموع عينيه قبل ان تتساقط و تسقي الارض اسفله

لم يتوقع ان والدته مازالت على قيد الحياة ظنها ماتت منذ ذلك اليوم .... بكى وانتحب بصوت عالي بألم ... كان ذلك مؤلما له ..رغم انها لم تعامله يوما كأم لكنها تبقى والدته مهما حصل و انها تركته يعاني طوال هذه الفترة كان محبِطا ..غير انها كانت السبب بتركه في تلك الغرفة يصرخ كما المجانين ....

جر قدماه بألم متجها لذلك المنزل ... كان يشعر ببعض الغضب ....

فتح الباب ليدخل وهو مركز انظاره على باب الغرفة التي في آخر الرواق المظلم ..يتجنب النظر لغيرها ...

فتح بابها باندفاع ...ربما وبعض الفضول

انحنى ليجلس على الارض امام الخزانة ...انزل يده يبحث عن ذاك الصندوق ..تلمسه بيده ليتأكد منه ثم سحبه للخارج .

كانت طبقة الغبار تغلفه ..بدى قديما

.

جلس يومها بجانب السرير حتى حل منتصف الليل غير واعي لما حوله فجل تركيزه على الاوراق التي بين يديه ...

كان مصدوما فلم يستطع ان يبدي رد فعل غير ان يشهق بعدم تصديق لما يقرأ...

وجد اوراق توثق زواج والدته مع ابيه الذي لم يره الى اليوم

واخرى توثق طلاقهما ....تعجب مما رأى فمدة زواجهما لم تتعدا السنة !

قلب بعضها في يده قبل ان يفتح ظروفها ...كانت مبعوثة من كاليفورنيا !

قرأ ما احتوته من كلمات ...شعر بالجهل لما يقرأ .. كانت تحوي امورا لم يكن يتوقعها ...ان اباه يطالب من والدته ان تخبره إن اراد البقاء معها ام السفر والعيش معه ...هي لم تخبره بهذا من قبل ...

بعضها الآخر كان رسائل يخبرها فيها انه حول مبلغا ماليا لها .... مبلغا من المال لكي تعتني بابنه...

امسك بظرف آخر كان في حاله رثة بدى عليه انه تم تجعيده بيد غاضبة ...

فتحه ليجد رسالة مع ورقة ...كانت الورقة تبين احقيه والده بالاعتناء به بعد الطلاق ...تعجب كون واقعه لا يشابه ما في الورقة ...

اما الرسالة فكانت تحوي تهديدا لأمه بانها إن لم تقم بإرسال يونغي له فإنه سيقوم بتدمير شركتها بالكامل ...تلك الشركة التي لا يدري كيف حصلت والدته عليها ..

وفي نهاية رسالة التهديد ختمت بعنوان منزل والده في كاليفورنيا ....تساءل هل حقا يريد والده منه العيش معه لهذا الحد !؟ أيهمه امره !؟

فرغ الصندوق من الاوراق التي تجمعت في حضن يونغي

وضع يده بالصندوق من دون ان ينظر له ليتحسس طرف ورقة مقلوبة على وجهها نظر لها .. اخرجها من الصندوق ليلفها ليرى ما هيتها .....

اطال النظر فيها وملامح وجهه ارتخت ... ربما كانت ملامح حملت الحسرة و اللوم

كانت صورة له في عمر لم يتجاوز الاشهر مع رجل طويل القامة ذا ملامح حادة ... كان وسيما بنظرة جدية و حازمة ...ابتسم عندما انتبه لمدى الشبه بينهما ...

بكى بحرقة وهو يلقي بكلمات اللوم و الخذلان .. فكر كيف كان ليعيش حياته لو ان والدته سمحت له بالبقاء مع والده ...فكر لوقت طويل وتخيل شخصية والده كيف كان ليعامله بلطف او بجفاء كوالدته ...

نام وهو يفكر لكن هذه المرة لم يحلم بالكوابيس

...............

اغلق الصندوق بتعب ... لقد تعب من التفكير ووضع الاحتمالات طوال هذه المدة ...

خرج من شقته مضطربا خائفا مما سيلاقيه بعد قراره الذي اتخذه في لحظة ضعفه هذه ....

هو لم يغير ثيابه حتى ...هو فقط مستعجل يبحث عن الراحة في حياته ... ربما حتى لو اضطر للمجازفة ...

.

بعد سير لمدة نصف ساعة توقف ليستقل سيارة ...فالمسافة طويلة ..

طوال الطريق كان سارحا في محيطه ينظر للأشجار على طول حافة الطريق و الى المباني ....يحاول تهدئة نفسه ...

اتخذ قراره بالذهاب الى كاليفورنيا للعيش مع والده ... فقط ان كان ما في الرسائل من مشاعر صحيحا ....

.

خلال هذا اليوم حجز تذكرة سفر له ... ربما بلا عودة !

عاد بعدها في وقت متأخر ليجهز حقائبه ... لم ينسى ذلك الصندوق ...

نام بعدها .. بعد تفكير طويل في التغير الذي سيطرأ على حياته ... ام انها ستزداد سوءً ....

.

.

اسفل ذلك المنزل الكبير .... داخل قبو بباب حديدي كبير ...يغلق غرفة مربعة صغيرة لا تحوي فيها سوى ذلك الجسد الصغير المتكور على نفسه عند الزاوية ....كان ذا ذراعين نحيلتين كما كانت ساقاه..كان يتضور جوعا منذ ايام ...لقد مر وقت طويل على اخر وجبه دخلت معدته ...فكر ان الذي يعيش في الاعلى قد نسيه ...

فتح عيناه بينما رفع رأسه للأعلى .... هو لم يرى ما حدث بل سمع صوت تكسر زجاج على ارضيه الغرفة التي فوق غرفته ....

اعتاد سماع مثيل هذه الاصوات التي تدل على ان صاحب المنزل غاضب ...وبشدة

انزل عينيه التي تحيطها هالات سوداء ...ربما بسبب حالة جسده الصحية السيئة ...

انظاره جالت في المكان بشرود ...بلع ريقه بصعوبة ،.. حلقه جاف و مذاق الدماء يأبى ان يزول منه ....

لم تدخل اي قطرة ماء جوفه منذ ليلة البارحة فقد نفذ الماء من الاناء المعدني في زاوية الغرفة .... هو كان يعاني منذ ذلك اليوم الذي رمي فيه بيدي هذا الرجل ....هو حتى لا يعرف اسمه فقط في يوم بينما كان يعبث بأزهار الربيع في حديقة منزله القديم ....كان يجلس بينها ..يقطف بعضها و يلمس بأنامله الأخرى ....وقتها داهم والده السكون من حول المسترخي في منتصف الحديقة بصراخه افزعه بأمره بالقدوم له .....تنهد وقتها ..، لم تكن علاقته بوالده جيدة كانت فحسب مليئة بالشتائم التي تلقى بلا اهتمام باتجاه الاصغر و تحطم ذاته الهشة ....بعدها تخلى عنه والده لأجل هذا الرجل ..هو ليس بعلم بالسبب الذي دفع والده لفعل هذا

.

تنهد بألم قبل ان يسمع الضجيج يزداد ارتفاعا باقترابه من باب الغرفة الحديدي .... اتضح له صوت ذلك الرجل يتحدث على الهاتف بصراخ عالي ...

فتح الباب بعد فتح العديد من الاقفال ...

دخل ذلك الرجل ....بدى عليه انه في اواخر العقد الثالث ربما كان ما يزال يتحدث بالهاتف عندما دخل الغرفة ...

صمت بينما اتجهت انظاره للقابع في زاوية الغرفة مرتجفا .... كانت نظره حاقدة ....

رمى قنينة الماء التي كانت في يده بجانب ذلك الجسد الصغر الذي جفل للحظة مغمضًا عيناه ...

التفت ليغادر ....تمتم قبل ان يغلق الباب : متى تموت وارتاح من ازعاجك ...

لم يكترث جيمين لما قيل بل اكتفى بأن انتظر الباب ليغلق قبل ان يزحف باتجاه القنية يلتقطها بكلتا ذراعيه ليفتحها ويتجرع منها المياه بفوضوية فقد كان عطشا كاللعنة .....

استمر يتجرع منها حتى ارتوى لينزلها من يديه وهو يتنهد براحة ... كان يظن انها المرة الاخيرة التي سينام فيها هي الليلة من شدة جفاف جسده ...

عاد بعدها للارتكاز على احد الجدران ليغفوا بعدها بتعب ... لم يمتلك الكثير من الطاقة فالماء وحده لا يكفيه ....

.

.

في مكان اخر بعد يوم من البقاء في الطيارة انهى اجراءات دخوله في المطار ليجر حقيبته بعدها ويخرج من البوابة الكبيرة يغطي عينيه بيده متجنبا اشعه الشمس القوية رغم برودة الجو ....

استقل سيارة اجرة .... اثناء جلوسه في المقعد الخلفي كان يشد بيده على بنطاله والعرق يتصبب من جبينه ...

كان متوترا جدا ...ارهق نفسه بالتفكير خلال الاشهر الماضية والان سيرى نتيجة قراره ....شيء ما في داخله كان يخبره ان يسترخي و يتوقف عن التوتر ....

تنهد يحاول مطاوعة ذلك الجانب والارتياح

بعد مضي القليل من الوقت كانت الشمس على وشك الغروب عندما نزل من السيارة بعد ان دفع الاجرة للسائق ...

استنشق كمية كبيرة من الهواء وحبسها لوقت صغير قبل ان يخرجها وهو مغمض العينين ليرفع انظاره للبوابة السوداء الكبيرة امامه ...فتح فاهه بتعجب لم يكن على علم بان والده غني ويمتلك منزلا كبيرا ان لم يكن وصفه بالقصر أدق ...

سار بخطى متوترة ليرن الجرس بالقرب من البوابة ويغلق عيناه بخوف قبل ان يفتحها عند سماعه لذلك الصوت الرجولي الذي اتاه من السماعة بجانب زر الجرس ....

تحدث والده : من انت ؟

استغرب يونغي من برودة والده في الحديث و طريقته فيها ....اخلى ما في حلقه ليتحدث بصوت خافت : م مين يونغي .

لم يسمع بعدها شيء ليمر بعض الوقت قبل ان تفتح البوابة بشكل آلي ليجر حقيبته و يسير للداخل يحاول تهدئة ذاته بالنظر للازهار الممتدة على طول الطريق للباب الرئيسي للمنزل .....صعد تلك الدرجات القليلة مشيحا انظاره عن الباب الخشبي الكبير الذي امامه....

شد يده على حقيبته التي يحملها ... بلل شفتيه التي باتت جافة ربما من توتره او بسبب الجو البارد حوله ....

لم يدم الامر كثيرا قبل ان يجد باب المنزل يفتح ببطئ حتى بات مفتوحا بالكامل ...بلع ريقه ليرفع انظاره للأمام ... ارتكزت عيناه على رجل غزى بعض خصلات شعره الشيب كان بملامح جادة لكن امكنه رؤية بعض الطيبة في حناياها .. يبدوا انه يمتلك ابا مثاليا من ناحية المظهر ف شكله واسلوب ثيابه الانيقة يدل على ذوقه الجيد اضافة الى وسامته رغم انه ربما بالفعل دخل عقده الرابع ...

اخلى يونغي مافي حلقه و والتوتر لم يفارقه بعد ...

كان الجو هادئ كلاهما مكتفيان بتبادل النظرات ... رغم انها لم تكن مفهومة لكلا الطرفين ....

مضى الوقت بهدوء عليهما دون ان يشعرا بذلك .... احدهما يريد ان يعوض السنين التي عاشها من الحرمان من رؤية والده وسنده الاكبر في الحياة والاخر ..هو فقط يملأ قلبه بالمشاعر والحب الذي افتقده او لنقل الذي لم يعشه بالنظر لابنه الذي اصبح بالفعل شابا يافعا دون ان يحظى هو بمشاهدته يكبر امام عينيه فقط لطمع احد الجانبين بعد انجابه والطلاق بالاحتفاظ به ورفض منح والده سعادة الاعتناء بابنه الوحيد ...

كانت المشاعر وقتها تفيض لدى الجانبين ... هي حركت كلا جسديهما ليجتمعا في حضن نقي ودافئ لم يحظيا بمثله قط من قبل ....

يد والده كانت تربت على ظهر الذي يجاريه الطول تقريبا ...اما الاخر فكان بالفعل قد استسلم لدموعه فور شعوره بذراعي والده حوله لاول مرة ...كان يبكي بصمت تخرج منه شهقات بين الفينه والاخرى ...

فصل والده الحضن عندما لفحت اجسادهم نسمات هواء قارصة البرودة ... شد بيده على يد الاخر ليسحبه معه للداخل على عجل ويغلق الباب خلفه ...

وقف يونغي في الداخل يمسح دموعه الكثيرة بكم قميصه الابيض بينما شبح ابتسامة ظهر على ثغره ... ربما هو فقط قد اتخذ خيارا صائبا ولو مرة في حياته ...

في تلك الليلة جلس الاب وابنه امام المدفئة االكبيرة في غرفة الجلوس ... عرف يونغي ان والده شخص هاديء قليل الكلام الا انه يكون ثرثارا اذا كان نوع التواصل بالعينين .... فعيناه تفيض بما يجول قلبه من مشاعر ...

احتسى يونغي من كوب الشاي الساخن الذي كان بين يديه و شفتاه لاتتوقف عن الارتفاع في ابتسامة صغيرة بين لحظة واخرى ...

تحدث وعيناه تتأمل شعلات النار التي امامه ببعض الشرود : هذا حقا جيد ..

التفت والده له ليتحدث بنبرة صوته الرجولية : اتشعر بالراحة هنا يونغي ؟

التفت له الاخر ليتحدث بجدية مع ابتسامة : لو لم اشعر بالراحة لما بقيت ثانية هنا ... قالها ثم انزل انظاره باحراج .

قهقه والده مردفا : على ما يبدوا ان كلانا كان في انتظار هذا اليوم منذ زمن ..

اكمل بعد مضي قليل من الوقت : لم ارد التحدث بالامر منذ الان ولكن اين كنت بعد وفات والدتك ؟

رفع يونغي حاجبيه باستغراب مفرقا شفتيه ... كان بالامر بعض الصدمة له فقد كان يعتقد ان والدته على قيد الحياة ! ام ان والده لا يعلم بكل ما حصل ؟

تحدث بتردد لم يعرف سببه بحق : ا انت مخطئ ه هي مازالت تعيش في احدى مدن كوريا .

تنهد والده قبل ان يقترب من ابنه ليسحبه في عناق دافئ ...

ابقى الوضع على حاله قليلا ليفصل العناق مبتسما لكن ببعض الحزن على الذي امامه ..

تحدث بصوت منخفض : هي توفيت منذ قرابة السنة بالفعل ..

توسعت عينا القابع امام والده ليتحدث بشفاه مرتجفة : ل لكنها بعثت لي برسالة قبل بضعة اشهر !!

عدل والده طريق جلوسه متحدثا بجدية :

يونغي عزيزي انا اسف لما فعلته لك .. لقد علمت بتلك الحادثة لكنني لم استطع القدوم لاخذك بسبب جلسات محاكمة كنت مجبرا على حضورها غير انني كنت ممنوعا من الخروج من البلاد بسبب بعض الشكوك التي كان علي انهاءها ...أؤكد لك وفاتها فقد بعثة لي طلب لحضور جنازتها قبل اكثر من سنة من الان .. اما الرسالة فأعتقد انها قد اوصت صديقتها التي بقيت عندها في اخر ايام حياتها بإيصالها لك بعد وفاتها ..

...

الدموع تجمعت في عيني يونغي ... لقد بكى بقهر رغم انه لم يتوقع ان يقوم بذلك الا انها تبقى والدته مهما فعلت له من امور سيئة او تخلت عنه في كثيرمن الايام ..

صحيح انها اذته يومها لكنه لم يتمنى موتها بتلك الطريقة ابدا ... تمنى فقط لو كان يعيش حياتا طبيعية هو تمنى لو كان باستطاعتهم ان يكونوا عائلة ولو مرة واحدة في حياتهم ... لكن بعد وفاتها اصبح هذا اشبه بالحلم مستحيل التحقق ...

لقد بكى كالطفل الصغير ليلتها على كتف والده الذي حاول تهدئته ... بكى حتى نام وهو يشهق بين الفينة والاخرى وبعض الدمعات خرجت من عينيه رغم نومه ...

نام ليلته على سريره في غرفته بعد ان حمله والده اليها ... لقد كان خفيف الوزن حقا فهو لم يهتم بتغذية جسده جيدا في الفترة الاخيرة بقدر ما اهتم في جمع مال تذكرة سفره التي استطاع بواسطتها ان يجتمع بوالده اخيرا بعد فراق بدأ بعد ولادته باشهر ....

....

في صباح اليوم التالي و بمشاعر جديدة تجاه الحياة كان يقف في المطبخ يجادل والده في رغبته في المشاركة في اعداد الافطار الا ان والده يرفض ذلك بحجة انه انتظر هذا الوقت طويلا ليستطيع التفاخر بقدراته في الطبخ امام ابنه ... انتهى نقاشهما بالاتفاق بجعل كل يوم مخصصا لأحدهم في اعداد الافطار و ذلك ارضى الطرفين ليجلسى بعدها على المائدة يتناولنان ما اعده الاكبر بتلذذ بينما يثني يونغي ببعض كلمات الشكر لوالده بين كل لقمة واخرى و كلمات مديح للذة الطعام و مهارة والده في اعداده ...حسنا كلاهما عاشى بمفردهما لذا كان من الطبيعي تعلم الطبخ والتسلي به في اوقات الفراغ كما ان والده يكره الخدم لذلك لا يستعين بهم الا في اخر الاسبوع لتنظيف المنزل اما باقي الامور فهو سعيد بانجازها بنفسه ...

انهيى طعامهما ولكن هذه المرة اصر يونغي على تنظيف الاطباق بنفسه و والده وافق على مضض ...

كان يونغي خلال هذا اليوم ومنذ وصل كشخص جديد تماما كثير من الاشياء تغيرت بشكل كبير جوانب ضعيفة من شخصيته اختفت ليكتسب اخرى اكثر حياتا و انفتاحا لم يعد يرتجف عندما ينام او يسرح في افكاره التعيسة والذكريات المؤلمة هو فقط يرى امامه كم انه محظوظ باتخاذه ذلك القرار يومها ....

انهى عمله البسيط ليتجه لاحد رفوف مكتبة بتصميم راق له ...كانت تحوي العديد من الكتب الانجليزية امسك احداها وجلس على الكنبة يتصفحه محاولا قراءته وفهم مافيه هو يفعل ذلك كي يتجنب الملل فوالده قد اخبره انه مضطر للذهاب للعمل في شركته رغم محاولاته في التغيب ولكن اعماله مكدسة ومن سيقوم بها غيره هو مدير الشركة ؟

كان يدندن بلحن اغنية ما كان صاحب المطعم الذي عمل فيه معتادا على تشغيلها كثيرا حتى انه حفظها تقريبا ..

لم يلحظ مرور الوقت فقد رأى المتعة في قراءة الكتب الانجليزية و ترجمة الكلمات التي تصعب عليه في تطبيق المترجم على هاتفه المحمول ...

كان الوقت قد مضى سريعا ليجد انها الظهيرة فعلا بعد ان ابعد عينيه عن الكتاب الثاني في يده ...دلك ما بين عينيه ثم نهض من مكانه يمدد عضلاته بكسل ...يبدوا انه احب الكسل بعد كل تلك الاشهر من العمل و الشقاء النفسي والجسدي .

..قرر اخذ جولة سريعة في ارجاء المنزل ثم اعداد الغداء فوالده اخبره انه لن يعود قبل السادسة مساءا ...

اتجه لغرفته ليرتدي بلوزة اخف من التي يرتديها فجو المنزل دافئ ..

نزل بعدها للطابق الاول فهو على علم بان الطابق الثاني لايحوي سوى غرف النوم و غرف اخرى ومغلقة ..

جال المنزل بعد ان شغل اغنية هادئة على هاتفه ورفع صوته قليلا ... دخل اولا المطبخ الذي كان يملكك شرفة تطل على حديقة المنزل الجميلة ... فرغم عيش والده لوحده الا انه اهتم بشكل المنزل و بترتيبه بشكل جيد ....

اتجه للشرفه .. كانت تحوي مقعدا خشبيا مع طاولة كمثله ..جلس على الكرسي الذي اتضح انه يهتز للامام والخلف ... اعجبه الامر ليستمتع به قليلا قبل ان يقف و يكمل جولته خارجا من المطبخ ليتجه لباب خشبي ذا زخرفات جميلة كغيره من الابواب ... كان في اخر رواق دخله بعد ان فتح بعض الابواب ...بحق فمنزل والده كبير بشكل مبالغ به قليلا لشخص يعيش لوحده ...

اطل من خلف الباب على قاعة كبيرة يتوسطها مسبح متوسط الحجم مملوء بالمياه التي تنعكس عليها اشعه الشمس من النافذة الكبيرة في القاعة ... ابتسم بخفة قبل ان يتجه للمسبح ويجلس على طرفه مادا قدماه ليدخلها فيه ترافق معها شهقة خفيفة هربت من شفتيه بسبب بروده المياه...

مضت عليه الدقائق وهو يستمتع بتحريك المياه بقدميه ... كان كالطفل الصغير بافعاله هذا ما فكر فيه لكنه عذر نفسه بحجه انه لم يعش طفولته في وقتها لذلك لابأس ببعض التصرفات العفوية و البريئة لعله يعوض بعض ذلك النقص ...

....

بعد ساعة كان قد انهى زيارة بعض الغرف وقد شعر بالتعب لكثره سيره فقرر الخروج للحديقة بعد ان ارتدى سترة سوداء طويلة تصل لأسفل ركبتيه ..

كان يستنشق الهواء بكميات كبيرة يشعر بالراحة من كل النواحي ويشعر بكم هائل من الامتنان لكل قرار اتخذه و لكل شيء تحمله و جعله يصل لما هو عليه الان فقبل اسبوع كان يعاني ويتالم لوحد في ظلمة غرفته محاولا الهروب من اطياف و وحوش لذكرياته كان قد خافها وارعبته هي الاخرى عندما تداهمه في احلامه التي لم تكن هانئة يوما ... اما الان فيمكنه الابتسام لأيام من السعادة التي تغلف قلبه وتدفئه بعد ان كان باردا لأعوام ...

جلس على مقعد خشبي تواجد على جانب طريق حجري شق النباتات والاشجار الزروعة بعناية وبهندسة جميلة ..

ارجع رأسه للخلف يشعر بنسمات الهواء وهي تداعب خصلات شعره مزيدة من شعوره بالراحة ...

استمتع بذلك الشعور لبعض الوقت قبل ان تقطعه اصوات مزعجة صدرت من معدته تطالب بالطعام حالا ..

وقف من مكانه وبدأ السير عائدا للبيت لكنه م طريقا اخر عبر الشجيرات يحاول التمتع بالمزيد من جمال طبيعة هذا القصر قبل دخوله المطبخ ليعد طعام الغداء...

اثناء سيره الذي انتهى به يحدق بالازهار الصغيرة المتناثرة على العشب الاخضر عقد حاجبيه باستياء عندما رأى

مساحة من الارض الخضراء امتدت على شكل طريق فوضوي ترابي اختفى العشب عنه تقريبا .. كان رطبا طينيا ربما بسبب الامطار التي هطلت ليلة البارحة ... ليس هذا ما لفت انتباهه هنا بل اثار الاقدام التي تكدست فوق بعضها البعض على هذا الطريق ...

شعر باستياء طفيف لان هذا الطريق افسد جمال تلك البقعة بطريقة ما ...

سار على محاذاته وقد نسي امر الطعام كما نسته معدته المسكينة ..

كان يسير و عيناه تتبع االطريق الذي ازداد ابتعادا عن المنزل

انتهى الطريق عند مجموعة اشجار وشجيرات كثيفة ظهر خلفها جدار قديم ظهر من جانبه درج جانبي يتجه للأسف تحت ارض الحديقة ...

هنا جالت الافكار السيئة في عقل يونغي والشكوك ملأته فلا احد يعيش هنا غير والده .. ام ان هذا ليس الا بناء استخدم لغرض ما قديما وحسب لكن يونغي لم يطمئن بعد فقرر النزول وقف عند بداية الدرج المظلم بينما مد يده لجيبه ليخرج هاتفه ليضيء طريقه الا ان هاتفه اهتز معلمنا عن اتصال ما .. سحبه لينظر للمتصل وكان رقما مجهولا فنقر على زر الرد ليقابله صوت والده متحدثا : مرحبا يونغي نسيت ان اعطيك رقمي في حال احتجت شيئا ما .

همهم يونغي قبل ان يتحدث بارتباك طفيف : اه ... حسنا شكرا .

تحدث والده : علي الذهاب الان لدي اجتماع مهم ... ااه صحيح لقد طلبت لك الطعام سيصل بعد قليل تأكد من تناوله كله فأنت نحيل جدا ..

ابستم يونغي على هذا الاهتمام اللطيف ليردف : اه شكرا لك

اقفلا بعد ان ودعا بعضهما البعض ... هو سعيد اخيرا بدء العيش كشخص طبيعي ... ربما تقريبا لكن افضل من السابق بكثير .

قرر ترك امر هذا المكان لوقت آخر اما الان فمعدته تتصدر قائمة اولوياته ...

....

بمكاننه المعتاد كان يجلس ...ربما هو فقد القدرة على الوقوف بعد كل تلك الفترة التي يمضيها مستلقيا او جالسا بصعوبة يقاوم آلام عظامه الهشه التي لم تعد تتحمل حركته حتى ....

اسنانه كانت تحتك ببعضها البعض وشفاهه تلك اكتست باللون الاحمر القاني كما كانت اطرافة المتوردة ...هو بالكاد كان يتحمل برودة الهواء من حوله بصعوبة فحتى الجدار من خلفه كان يقسم ظهره نصفين لبرودته ...

قطعة الثياب الرثة التي كانت تحيط جسده

لم تكن تمنع لفحات الهواء الباردة التي تدخل من الفتحه اسفل الباب من ان تضرب بشرته وتزيد من ارتجافه هذا ...

كانت امنيته بالموت شديدة لكنه في ذات الوقت امتلك رغبته الغريزية بان يعيش حياة هانئة كما يعيش غيره في هذه الحياة باستمتاع هو وجد ان له الحق في تجربة السعادة ولو لفترة قصيرة قبل موته ...

أّنّ في الم ... يشعر بجسده يتقطع بسكين صدء باردة ... ارتمى على جانبه .. لكن هذه المرة غائبا عن الوعي ...

....

في داخل المنزل كانا يجلسان امام التفاز يتبادلان اطراف الحديث بين فترة واخرى ... في النهاية هما قليلا الكلام ...

تذكر يونغي امر المبنى الذي رآه اليوم في الحديقة وفكر في سؤال والده عن الامر لكن بطريقة غير مباشرة فهو لم يعتد على والده بعد ولا يعرف جميع جوانب شخصيته ...

تحدث ليقطع الهدوء من حولهم : والدي ..

شد انتباه والده لينظر له ويحثه على التحدث : نعم بني

اكمل يونغي : اليوم تجولت في المنزل قليلا ..وقد اعجبتني الحديقة كثيرا ..

قطب والده حاجبيه ثم نطق : اه هذا جيد

بلع يونغي ريقه ولم يجد الشجاعة لاكمال الحديث بشأن الموضوع فقرر ان يعرف سره بنفسه افضل من ان يفسد علاقته مع والده بهذه السرعة ..

اتجه لغرفته بعد الساعة العاشرة و هو بالكاد يرى امامه فالنعاس قد سيطر عليه بعد قضاء كل تلك الساعات في مشاهدة الافلام الامريكية برفقة والده ... بحق بدأت شخصية والده تروق له ..

رمى بجسده على السرير باهمال ثم تمدد على جانبه الايمن و عقله قد سرح فور ان وقع على الاضاءة المعانقة لارض الغرفة امام باب الشرفة الزجاجي ... كانت الليلة صافية على خلاف تلك الهائجة التي سبقتها ... السماء كانت خالية من الغيوم ليظهر القمر بوضوح في السماء القاتمة كحال غرفته مطفئة الانوار ...

تنهد ب ملل من عقله الذي يرفض جعل الامر يمر بشكل عادي فكلما حاول اقناع نفسه بانه ليس اسفل ذلك الدرج شيء عانده جانب من ذاته يرفض الامر ويشكك به اكثر و بالاثار التي تقود لذلك المكان الذي كان ليرى انه مهجور لولاها ولن يتردد عليه احد بهذا الشكل الا اذا كان ذا اهمية لصاحب تلك الاثار ... وكما خمن يونغي انها لوالده لانه الوحيد الذي يعيش في المنزل دون خدم او حرس ...

...

صاحبته افكاره اللئيمة لساعات تزيد من صداعه بعد ان طردت النوم من عينيه مكرها رغم ان شكل عينيه كان يوحي بحق بانه بحاجه للنوم كمن لم ينم منذ ايام عديدة متواصلة ... سئم من نفسه ليحشر رأسه تحت الوسادة محاولا النوم للمرة المليون ..

ربما بعد ساعات نجح الامر ليخرج من احداث واقعه محلقا لعالم احلامه الذي بات ورديا قليلا بعض ان اختفت منه مجموعة كوابيس كانت تراوده بشكل روتيني عصيبب ...

في صباح اليوم التالي وبعد ان تناول الافطار الذي كان مجهزا في المطبخ مع رسالة من والده بانه اسف على خروجه مبكرا هكذا دون اخباره فقد ورده اتصال عاجل من شركته ولا يستطيع تأجيل عمله ... ابتسم يونغي وقتها عندما و جد جانبا يتشابه به والده مع والدته الراحلة التي كانت تعمل بجد في شركتها الا ان الفارق هنا ان والده انشأ الشركة من عرق جبينه اما والدته ... فبين ليلة و ضحاها كانت تمتلك شركا ذات ارباح جيدة .. هو حقا لايدري ماذا فعلت لتكسبها ...

انهى افطاره و غسل الاطباق ليجلس على احد الكراسي حول مائدة الطعام ثانية بينما يمسك الهاتف في يده يتصفحه بملل يحاول قتل الوقت .. لفت انتباهه اشعار من احدى المنتديات التي كان قد سجل بها منذ فترة .... كان منتدا لتعليم الطبخ .. ابتسم ليفتح الشعار الذي كشف عن طريقة لاعداد كوكيز بالشكولاته ... اتسعت ابسامته عندما فكر بتجربة اعداد الوصفة ليظهر لوالده قدراته في الطهي كون انه لم يستطع ذلك اليوم بسبب والده الذي كان قد اعد الافطار مسبقا ...

حضر المكونات على سطح المطبخ ليبدء باتباع تعاليم الوصفة بدقة وهو يدندن بالالحان بعض الاغاني كالعادة...

لم تفارقه الابتسامة اثناء رؤيته لقطع الكوكيز تنضج بداخل الفرن ببطء .. اخرجها بعد دقائق لينظر لها برضى تام فقد كانت تشابه التي في الصورة اضافة لرائحتها الزكيةالتي ملأت اركان المطبخ وتسللت لغرفة الجلوس ...

تركها لتبرد و ذهب لغرفته ليحضر سترة لنفسه فقط قرر استغلال عدم تواجد والده في المنزل ليذهب لذلك المكان الذي بدى انه لا يبعد عن المنزل الكثير لو خرجت من شرفة المطبخ باتجاهه كما فعل يونغي ...

ربما هو وجد نفسه يتصرف بتصرفات طائشة و فضولية الا ان هذا لم يزعجه طالما انها لن تجعل حياته بسوء ما كانت عليه سابقا ...

وصل المكان المنشود ليضيء مصباح هاتفه محاولا اسستغلال الوقت فليس له علم بوقت عودة والده من العمل

....

بدأ نزول الدرجات بساقين مرتجفة...كان الدرج ينتهي بممر طويل بعض الشيء انتهى بالتفافة اوصلته لحائط يحوي بابا حديديا اسود يقفله قفلان كبيران ...فقط وقتها كان يونغي يجزم بان الامر ليس مجرد افكار ممتزجة بالخيال بل ان الامر اكبر من هذا ... توقف عن التفكير بما امامه لحظة ليتنهد بيأس عندما ايقن انه لن يستطيع معرفة ما في داخله ان لم يجد رزمة المفاتيح التي تفتح تلك القفول ...

سرح بفكره يسير في خط مستقيم قبل ان ينتفض من مكانه عند سماع صوت انين خافت ما كان ليسمعه لولا هدوء الاجواء في الصباح ...

اقترب من الباب بحذر ليلصق اذنه به محاولا التأكد مما سمعه قبل قليل ..... فتح فاهه بصدمه عندا سمع صوت أنين يتردد بين فترة واخرى ... كان انينا مكبوتا بالكاد يسمع ...

يونغي في هذه اللحظة لم يعرف بماذا يفكر اولا ولكن الفكرة التي احتلت رأسه هو انه تذكر تلك الذكرى الاليمة له عندما حبسته والدته في الغرفة في ذلك اليوم ... ما ان راودته تلك الفكرة حتى بدءت الدموع تتسلل من جفنيه وتنزل مرطبة وجنتيه ...حاول تمالك نفسه ليأخذ نفسا عميقا و يعود للأقتراب مرة اخرى من الباب قبل ان يتحدث بصوت مهزوز : ه هل يوجد ا احد هنا ؟؟

شعر بمدى غباء السؤال الذي طرحه بعد ان انهى اخر حروفه ...

ليغيره باخر بعدما لم يسمع ردا من الطرف الاخر ..

: هي انت اتستطيع سماعي ؟؟

لم يتلقى هذه المرة غير اصوات انين متقطع و صوت حركة بالجهة الاخرى من الباب اشبه بالزحف ثم شعر بالجسد الذي في الداخل يرتكز على الطرف الاخر للباب الحديدي ...

كان قلب يونغي يدق بشكل جنوني بين اضلعه و صوت دقاته تعالا في اذنيه ... كان متوترا وخائفا بجدية ... حاول تنظيم انفاسه قبل ان يردف : ايمكنك التحدث ؟ اتستطيع فهمي ؟

سكت يونغي قليلا عندما اكتشف انه كان يتكلم بالكورية لا الانجليزية التي لم يعتد استخدامها بعد فهو يستخد الكورية في الحديث مع والده ...

اخلى ما في حلقه ليتحدث مرة اخرى لكن بالانجليزية

: أأنت بخير ؟ ايمكنك الوقوف ؟

مضت ثواني قبل ان يسمع صوت الاخر بالكاد قد خرج بنطق : لا .بصوت مبحوح و منخفض

يونغي كان قلقا جدا على الطرف الاخر شعر انه ذاته القديمة وانه يستطيع انقاذها مما هي فيه ..

تحدث مطمئنا الاخر : ستكون بخير لا تقلق ... سأذهب للبحث عن المفتاح اعدك انني سأعود وأخرجك مما انت فيه ... فقط انتظر قليلا ..

لم ينتظر رد الاخر ليخرج مسرعا ليتجه للمنزل ويصعد لغرفة والده دون تفكير فتح بابها الذي ولحسن حظه كان غير مقفل ... فتح الادراج بعشوائية تتفحص محتوياتها عيناه بسرعة ..

لم يجده فيها .. قلب كل انش فيها رأسا على عقب الا انه لم يعثر على اي مفتاح يناسب تلك الاقفال الكبيرة ..

نزل الدرج مسرعا وقد عزم على كسر القفل الا انه توقف عندما لمح سترة والده التي كان يرتديها قبل يوم معلقة بالقرب من باب المنزل اتجه لها وهو يصلي ان يجده فيها .. بالفعل كان الحظ حليفه في تلك اللحظة لانه وجده في الجيب الداخلي للسترة ...

حمله بكلتا يديه وكأنه الترياق الاخير لألم دام سنين عمر كامل ...

وصل الباب الذي تركه قبل نصف ساعة ولم يعر التقاط انفاسه المتقطعة اهتمام فقدد كان جل اهتمامه هو فتح تلك الاقفال الذي واجه صعوبة ب فعله مع اصابعه المرتجفة ...

فتح القف الاول ليرميه خلفه وهو لم يتوقف عن نطق جمل يخبر فيها الاخر بانه سيكون بخير ..

فتح اخرها ليرميه كحال البقيه خلفه قبل ان يمسك بمقبض الباب ليسحبه في جهته ... لم يكد يفعل ذلك حتى ارتطم الجسم الذي كان يرتكز عليه بالارض .. هرع اليه ليضمه ناحيته ويشرع بالبكاء بصوت عالي ... مشاعره كانت متشابكة لم يستطع تحليلها كانت مزيجا من مشاعر قديمة مع اخرى جديدة حيكت معا بواسطة ذكريات ماضيه التعيسة ..

كان الجسد القابع بين يديه نحيلا جدا و باردا ايضا .. ابعده قليلا عن جسده ليخلع سترته ويلف الاصغر بها ... الاصغر كان قدد غاب عن الوعي منذ دقائق قبل قدومه بالمفاتيح ربما ...حمله بين يديه بحرص رغم انه لم يشعر انه يحمل الكثير في يديه فقد كان نحيلا كاللعنة ..

ركض به للداخل براحة رافقها خوف على الذي بين يديه فعلى ما يبدوا من لون اطرافه انه ليس بخير ابدا ... فكرة انه قد ترك في برد الايام الماضية بجسده الهزيل يقاسي برودتها كانت تؤلم يونغي بشدة حتى ان دموعه لم تتوقف عن النزول ربما هذا هو وضعنا نحن البشر عندما نمتلك جانبا معذبا من روحنا سنستغل كل لحظة مؤلمة في حياتنا لنجعلها مناسبة للبكاء ...

مدد جسده على الاريكة بينما زاد من حرارة المدفئة بوضع المزيد من الحطب فيها ..

تركه قليلا ليعود بثياب اخرى دافئة ربما لم تناسبه لكنها بالتأكيد افضل من تلك التي لم تحمه من البرد ..

غطاه ببعض البطانيات .. كان يحاول فعل كل ما استطاع فعله لاجله لكي لا يتضرر اكثر ولكي يخفف عنه المه فالاصغر لم يتوقف عن الأنين بتألم كلما لمس يونغي جسده او حركه عندما اللبسه ثيابه...

لم يشعر بالرضى بعد فبحث في هاتفه عن رقم طبيب ما واتصل به ليخبره عن حالة الاصغر وما الذي عليه فعله ليجعله يتحسن .....

امضى الساعات الاربع التالية في تطبيق نصائح الطبيب الذي طمأنه بعدم حاجة الاصغر لدخول المشفى فقط عليه ان يدفئه جيدا ويغذيه بعناية .....

مسح على بشرة النائم بمنديل مبلل ...ابتسم لثوان قبل ان تختفي عندما رن هاتفه بجانبه ليهرع اليه كي لايوقظ النائم على الاريكة ...

كان الاتصال من والده ..بلع ريقه بتوتر ليجيب : م مرحبا

قابله صوت والده الذي سمعه بصعوبة بسبب ضجيج السيارات من حوله :كيف حالك بني ؟ اسف لتأخري ولكن بعض الامور طرئت في الشركة كالعادة .. لأعوض ذلك سنتناول العشاء في افضل المطاعم جهز نفسك بسرعة ..

تصنم مكانه دون ان ينبس بأي كلمة حتى عاد صوت والده مرة اخرى : مرحبا يونغي اتسمعني ؟

عاد لواقعه ليجيب على عجلة : ا اجل سأجهز نفسي وداعا .

اغلق بعدها ليرمي هاتفه على الاريكة التي امامه ..

و كرد فعل طبيعي لم يرد لوالده القدوم ورؤية الاصغر .. لذلك قام بحمله مسرعا ليضعه على سريره في غرفته

متمنيا ان تسير الامور بشكل افضل ...غطاه جيدا ثم اتجه للحمام ليغير ثيابه و يخرج من المنزل غير ناسٍ اغلاق باب غرفته بالمفتاح .. كان والده بالفعل قد وصل عند اغلاق يونغي لباب المنزل ليجلس في الكرسي بجانب الاخر وحبيبات العرق كانت تسيل على رقبته ووجنته ...كان يقوم بمسحها بين الفينة والاخرى محاولا اخفاء ذلك عن والده الذي كان يتحدث في بعض الامور اثناء الطريق رغم ان يونغي بالفعل لم يكن يستمع لأي حرف منها ....

...

دخلا الى احد المطاعم الفاخرة والذي اختاره والده ...كان الجو هادئ بينهما لكنه لم يخلوا من بعض الاحاديث التي بالطبع بدأها الاكبر فيونغي كان يستمر بالنظر لساعة يده بتوتر حتى انه لم يتناول سوى القليل من الطعام رغم انه كان جائعا الا ان رغبته بالطعام انعدمت وهو يتخيل سيناريوهات لما سيحدث في الساعات القليلة القادمة ...

غادرا المطعم و قدماه بالكاد تحملانه ... ما ان ركن والده السيارة حتى نزل مسرعا يتجه لداخل المنزل بينما اخبر والده انه متعب وسينام ...

كان بعض الشك يراود والده الا انه لم يفكر بالامر كثيرا بسبب تعبه ...

اما الاخر فكان يقف امام باب غرفته ينظر حوله متأكدا من عدم وجود والده بقربه ليفتح الباب ويدخل مسرعا ليغلقه بالمفتاح ويمسح عرقه عن جبينه بيده مع تنهيدة ارتياح اخرجها من جوفه ..فعل ذلك قبل ان يلتف بجسده ليقابل اللطف مشهد رآه في حياته كما فكر ...

ذا الجسد الصغير يتوسط السرير بين الملاءات التي بالكاد ظهر من بينها ... يبدوا انه يتقلب كثيرا اثناء نومه ..

و طرف كتفه الذي ظهر بسبب انزلاق السترة الزرقاء الصوفية التي يرتديها عنه لكبر حجمها ..

اما شعره الذي اخرج قهقه صغيرة من الاكبر لشكله المنفوش في جميع الاتجاهات بلونه الاسود ..

كانت عيناه بالكاد مفتوحه ينظر بها الى البقعة التي يقف فيها يونغي بشرود وكأن الاخر غير موجود ..

سار الاكبر في اتجاه السرير ليجلس على طرفه بينما يده استقرت على راس الاخر يمرر اصابعه من بين خصلات شعره الاسود الكثيف ..

ارتفعت انظار الاصغر للذي بقربه ..

شعر يونغي بالفضول لسماع صوته فهو لم يسمعه بوضوح سابقا ..فتحدثا ليحثه على الكلام : هممم ما اسمك ؟

نقل الاخر انظاره بعيدا لحظات ثم اعاد تواصل الاعين مع الاخر ليتحدث بصوت مبحوح بالكاد خرج من جوفه بعد ان اخذ وقتا بدى عليه التفكير في اجابته : اعتقد انه كان جيمين همم بارك جيمين ؟!.

بدت نبرة صوته اقرب للسؤال من ان يكون جوابا الا ان يونغي انتحب في داخله على لطافة الاخر ليعرف عن نفسه هو الاخر : وانا مين يونغي ..

ظهر شبح ابتسامه على ثغر جيمين ثم قال بصوت تخلله الامتنان : لا ادري لما ساعدتني ولكنني ممتن لك جدا .

في تلك اللحظة تفاجئ جيمين عندما وجد نفسه ثانية في حضن الاكبر الدافئ الذي يشد عليه بلطف و يقربه منه ..

أنَّ جيمين بعدها بقليل ليفصل الاكبر الحضن في خوف الا انه قابل ابتسامه جيمين اللطيفة مرة اخرى ...ربما هو حقا احبها ..

تحدث الاصغر بينما عدل يونغي طريقة جلوسه على السرير : اعتذر لكن جسدي يتألم من اقل تلامس .

انزل يونغي انظاره حتى غطت غرته جبينه وعينيه ... كان يشعر بمدا الم الاخر الذي لم يعرف بصدق متى بدأ ... في لحظة هو شعر بالكره الشديد لأبيه فأي سب لعين ذلك الذي سيجعله يؤذي شخصا كالذي يقبع بجانبه ..

في اثناء تفكيره حطت عيناه على رسغ الاصغر فابتسم بألم ..كان نحيلا جدا بسبب سوء التغذية الذي كان يعاني منه نتيجة اهمال والده الذي يدين لابنه بتفسير كبير لما حدث قبل قدومه ...

في تلك الليلة لم ينم كلاهما فرغم تعب يونغي الذي اصر على رعاية الاخر دون تأجيل فحال جيمين لم تكن جيدة ولا يعلم يونغي كيف تحمل جيمين كل هذا البرد و الجوع خلال فترة اتضح انها كادت تتمم السنة ...

جيمين قام بأخبار يونغي عن كيف تم اخذه من منزله ليبدء جحيمه اثناء اطعام الاكبر له حساء قام بصنعه بعد ان تسلل للمطبخ على اطراف اصابعه ..

جيمين في لحظة ما اصبح يرى يونغي كمنقذه الذي لايرغب في الابتعاد عنه ابدا ..فهو بات يرى الامان في قربه منه..

كاد يونغي يخرج من المنزل ليشتري ادوية من الصيدلية كالفيتامينات الا انه تلقى اعتراضا كبيرا من الاخر .. رغم حاجته لها الا انه لم يرد البقاء لوحده ..

تذكر يونغي اثناء احاديثهم التي لم تجد نهايتها بعد ..فكلاهما يملك ما آن له ان يخرج من صدورهم بعد ان كان مكبوتا فيها لسنين ...تذكر الكوكيز الذي قام بصنعه في صباح اليوم ورأى انه سيكون من الرائع لو استطاع اسعاد الاصغر بها ..

نزل مسرعا ليحضرهها في طبق ويضعها امام جيمين الذي نظر ليونغي للحظات قبل ان يبتسم بدفء لتصغر عيناه اكثر ..

اخذ احداها ليقضمها باسنانه كطفل في السادسة ... يونغي وجد هذا لطيفا حتى انه واجه صعوبة في التوقف عن الابتسام عند رؤيته لتصرفات الاصغر ...

عندما اقتربت الساعة من الخامسة صباحا كان الاكبر يحارب جفناه اللذان يكادان يغلقان الا انه رفض النوم وترك الاصغر الذي لم يبدوا عليه النعاس بعد ...

رغم ان جو الغرفة كان دافئا الا ان جيمين لم يكف عن سحب الغطاء ولفه حوله مما جعل يونغي يفكر ان حماما دافئاا سيكون جيدا للأخر ..

اقترح عليه الامر و الاصغر لم يمانع ابدا فقد مضى وقت طويل على اخر مرة استحم فيهاا بماء دافئ ..

انزل جيمين قدميه من على السرير .. لكنه لم يكد يخطو خطوتين للأمام حتى كاد يسقط على الارض لولا يدي يونغي التي منعتا سقوطه ..

تحدث يونغي وهو يزفر براحة ان الاخر لم يتأذى : سأساعدك في الوصول للحمام . انهاها بابتسامة قبل ان تمتد ذراعيه حول جيمين ليحمله متجها للحمام بينما الاخر خبأ وجهه المحمر في رقبة الاكبر .

ملأ يونغي حوض الاستحمام بالماء الدافئ قبل ان يدخله جيمين بعد ان ساعده الاكبر في خلع جزء من ثيابه ...

غفى يونغي على مرات متقطعة بجانب باب الحمام وهو ينتظر انتهاء الاخر من الاستحمام الذي تعدا الساعة والاصغر يلعب بالمياه كاالاطفال ..

لف جسد الاصغر بالمنشفه بينما يشيح بنظره بعيدا ..

جفف له شعره ثم ساعده في ارتداء ثياب تناسبه اكثر من السابقه ..تيشيرت ابيض ذا كتابات سوداء و فوقه سترة صوفيه حمراء مخططة بالابيض وبنطال اسود ..(سبرينغ داي )

نامى بعدها بسرعة بمجرد ان وضعى رئسيهما على الوسادات ..احدهما نام بعد ان تعب من اللعب بالماء ..والاخر نام بسعادة يحتضن الاصغر بلطف ...

بعد ساعتين تقريبا استيقظ يونغي على صوت والده الذي يناديه من الاسفل لتناول الافطار ..استيقظ الاكبر ينظر للسقف قليلا قبل ان يشعر بالثقل على ذراعه التي يمددها بجانبه .. التفت ليقابل الاصغر النائم على ذراعه براحه رغم ان الاكبر يشعر بها تتحطم ... ارجع خصلات شعر الاصغر التي كانت تغطي وجهه ثم اطال النظر في تفاصيل وجهه رأى كم انها جميلة رغم ما قاسى من متاعب ...هو تذكر احداث الليلة الفائته ليبتسم .. منذ رأى جيمين هو بدء يبتسم كثيرا...

سحب يده بهدوء من تحت رأس النائم ليدخل الحمام و يقوم بروتينه الصباحي قبل ان يخرج من غرفته...

وجد والده جالسا امام طاولة الافطار قبله..ابتسم الاصغر بأحراج قبل ان يعتذر لوالده عن تأخره ثم جلس ليبدء تناول الطعام ...

كان يسترق النظر لوالده الذي بدى متجهم الوجه قليلا .. ويونغي فكر في ما اذا علم اباه ان الاصغر خرج من تلك الغرفة ...

هما لم يتحدثا فعلا بل اكتفيا بتناول الطعام و تنظيف الطاولة ثم الجلوس في الغرفة المجاورة .. اخذ يونغي احدى الكتب ليفتحه ويبدء في قراءته كما فتح هاتفه ..

استغرب والده فعلته ليسأله : بني ماذا تفعل ؟

توقف يونغي عما كان يفعل ليرفع انظاره مقابلا والده ليتحدث : همم فقط اقوم بقراءة بعض الكتب من المكتبة و لاني لست جيدا في الانجليزية اقوم بترجمة مالا افهمه..

ابتسم والده ليتحدث : هذا جيد انك وجدت طريقة لقتل الملل.

سكت قليلا ثم تحدث بعد ان خطرت في باله فكرة : ما رأيك في ان نخرج مساء اليوم لأحدى اماكن مراقبة النجوم فالليلة صافية .

ابتسم يونغي في المقابل ثم اومىء لوالده موافقا فوالده سيبقى في المنزل طوال اليوم لانه يوم راحته الاسبوعي ..

مضت ساعة وهما يتجاذبان اطراف الحديث اثناء مشاهدة والده للتلفاز ..

كان يونغي منشغلا في هوايته الجديدة قبل ان يسمع صوت شهقه خرجت من جوف والده لتقطع هدوء المكان ..

رفع يونغي انظاره لوالده فوجده ينظر للأعلى الدرج في جانب الغرفة مع تعبير مصدوم على وجهه ليلتتفت الاصغر موجها انظاره لتلك البقعة ويصدم هو الاخر لان جيمين كان ينزل الدرج وعيناه شبه مغلقه يقوم بفرك احداها بكف يده ..كان شكله لطيفا جدا ليونغي لكنه لم يعلم كيف كان الامر من منظور والده ...

استقام من مكانه ليجذب الاصغر خلفه بينما همس في اذنه معاتبا : لما انت هنا ؟

كان الاصغر شبه نائم ولم يسمع كلام الاكبر هو فقط ارتكى على ظهر يونغي برأسه يتمتم بكلمات غير مفهومة.. تنهد يونغي لينظر ناحية والده الذي لم يفارقه تعبيره المصدوم ...سحب جيمين من ذراعه ليعود لمكان جلوسه السابق بينما موضع الاصغر بجانبه ليستقر رأسه على كتف الاكبر ويكمل نومه ...يونغي بالفعل لعن نفسه على ترك الباب مفتوحا الا انه رآها فرصة لتفسير كل شيء ..

نظر يونغي لوالده بتوتر ثم اردف بصوت منخفض بعض الشيء : لا ارى نفسي مخطأ

صدرت تنهيدة من والده الذي عدل تعابيره لتعود هادءه كما كانت ثم تحدث : كيف اتى هذا الى هنا ؟

اردف يونغي بغضب طفيف : ولم كنت تحبسه هناك ؟؟

تنهد الاكبر ليعدل جلسته ثم اردف: منذ متى وهو معك ؟

يونغي بهدوء: منذ البارحة ..خرجت للتجول في الحديقة قبل يومين ووجدت ذاك المكان ..

قال والده بهدوء يخالف مافي داخله الذي علم انه ان الوقت ليخبر يونغي بكل شيء : ولم ساعدته ؟

اجاب يونغي على سؤاله و دموعه تجمعت في عينيه : ربما لأنني جدته يعيش نفس اللحظات التي عشتها في الماضي عندما لم اجد احدا يساعدني .. لكنني كنت موجودا فكيف لي الا اساعده؟ ثم اترضى ان تجعل احدا يعيش ما عاشه ابنك ببرودة قلب كهذه ؟

هربت دمعه مقهورة من عينه تلتها شهقة كتمها كي لا يوقظ الاصغر ..

تحدث والده الذي شعر بالم ابنه في كلماته : الامر ليس هكذا

تحدث يونغي الذي لم يعد يستطيع كبت دموعه اكثر : اذا ماهو ذلك السبب العظيم الذي جعلك تعذبه هكذا ؟

انزل والده انظاره للاسفل ليأخذ نفسا عميقا ويبدأ بسرد ما حدث : الامر يعود الى والدتك التي قبل سنتين تقريبا حملت بطفل جديد لكنه لم يكن ...- سكت قليلا ثم اكمل – لم يكن شرعيا و قد هددتها وطلبت منها إجهاضه الا انها رفضت بشدة لذلك .. انا حقا لم ارد لك العيش مع ابن مثله .. بعد فترة كان ذلك الرجل قد علم بتهديداتي فاتصل بي يخبرني بان نقوم بصفقة تنص على ان يعطيني ابنه ليخدمني ويترك امر ذلك الطفل الذي لم يولد بعد ..انا بالفعل رفضت تلك الفكرة الغبية الا انه لم يهتم لرفضي وقام ببعث ابنه جيمين الي بعدها لم اعلم ماذا افعل به لذا تركته في احدى الغرف في الاعلى ولكن بعد ان علمت بموت والده رغم انني كنت اخطط لارجاعه عندها لم يكن لي خيار فتركته في تلك الغرفة .

لم يسمح له يونغي بمتابعه الكلام ليقاطعه بصوت مرتفع قليلا : تركته لماذا ؟ حتى يموت من البرد والجوع ؟؟

عندها لم يستطع الاكبر مواجه كلام ابنه فاكتفى بانزال انظاره رغم ان الاتهام كان غير صحيح فرغم كره الاكبر لجيمين هو لم يخطط لقتله فالاصغر بالنهاية ليس المذنب الحقيقي ..

تحدث يونغي بعد صمت دام قليلا : اكان والده ذات الشخص في تلك الغرفة ؟

تعجب والده ربط يونغي للاحداث ليرفع انظاره للأخر الذي لم يكن يبادله النظر بل كان يحاول تعديل طريقه نوم الاصغر ليجعلها اكثر راحة .

ابتسم والده بانكسار يشعر بمدى حقارة فعلته .. بعد مدة اجاب على السؤال ب: نعم .

تسائل يونغي مرة اخرى : وهل تعلم ما سبب كل تلك الفوضى في ذلك اليوم .؟

اجاب الاكبر بعلامات حيرة على وجهه بينما يحرك رأسه علامة النفي قبل ان يردف : لا اعلم لكن الشرطة قالت انهم كانوا في خلاف انتهى بما حصل ..

تنهد كلاهما في ذات الوقت

مضت الدقائق التالية هادءة دون اسئلة فقط كان يونغي يحرك يده على رأس الاصغر الذي تموضع في حضنه و والده كان قد غادر الغرفة للشرفة يرتب افكاره قليلا ثم دخل للغرفة ليستوقفه سؤال يونغي : سأعتني به حسنا ؟

استغرب والده تعلق ابنه بجيمين الا انه فسره بأنه رآه انعكاسا لذاته ربما ...

همهم موافقا ثم غادر الغرفة وقبل ان يخطو اخر خطواته خارجها قال : اسف .. رغم انه لم يكن متأكدا من سماع الاخر له ...

ما إن غادر الاكبر حتى تحرك الاصغر في حضن يونغي ليحتضنه بقوة ويلف ذراعيه حول رقبته ..

استغرب يونغي فعلة الاصغر فقد ظنه نائما الا انه كان مستيقظا طوال مدة حديثه مع والده على ما يبدوا ...

فجأة شعر بدموع الاخر تبلل رقبته ليبعده عنه حتى تبين له وجهه محمر الوجنتين ..كان الاصغر يغمض عيناه بينما دموعه استمرت بالتسلل من بين رموشه و شفتاه كانت مقوسة بشكل لطيف..

مسح الاكبر دموع جيمين بابهامه ثم ربت على رأسه ليتحدث بنبرة صوت هادئة : ما بك لما تبكي ؟

اجابه الاخر من بين شهقاته المتتالية : ش شكرا لك

انتحب يونغي على لطافة جيمين ليعانقه مع ابتسامه ارتسمت على محياه ..ثم تحدث مطمئنا الاصغر : جيميني لا تقلق ابدا من الان فصاعدا سأحميك ولن ادع احدا يؤذيك ابدا ..

شعر كلاهما بالراحة فقد انتهى كل شيء مؤلم بالنسبة لهما بالفعل ...

تحدث يونغي بعد ان انزل جيمين من حضنه ليجلسه بجانبه : اما الان علينا اطعام هذا الطفل الصغير .

رمق جيمين الاكبر بنظرة قاسية لم يعهدها الاخر ثم تحدث ببرود مصطنع : انا لست بطفل فأنا بالفعل ابلغ ال23 من العمر .

ظهرت تعابير الصدمة على وجه يونغي ليتحدث : اوه حقا لقد ظننتك في 18 من عمرك ..

تجاهله جيمين ليكمل الاكبر : لكن في النهاية عليك احترامي فأنا اكبر منك بثلاثة سنوات ..

انهيى حدثهما الاشبه بحديث الاطفال لياخذ يونغي الاصغر الى المطبخ و يعد له افطارا خفيفا على معدته التي لم تتعافى بعد ...

اثناء تناول جيمين للأفطار قاطع تأمل يونغي للأصغر رنين هاتفه بوصول رسالة من والده فتحها و قد جعله محتواها يبتسم : بني اعتذر بشدة عن كل شيء إعلم انني نادم على ما فعلته بشدة ... اتمنى ان تجهزا انفسكما الليلة لنخرج معا لمشاهدة النجوم.

في ذلك اليوم امضى كلاهما الوقت في الحديث عن امور شتى حتى حل المساء ... اصطحب يونغي جيمين لغرفته ليرتدي ثيابه التي كان قد اشتراها الاكبر من الانترنت في الصباح ..هو بالفعل ادمن شكل جيمين اللطيف ..بسترة سوداء طويلة و قبعة صوفية حمراء كما كان لون الوشاح الكبير الذي غطى نصف وجهه ... يونغي فقط انتحب في داخله على لطافه الاصغر .....

خرجوا معا في سيارة والد يونغي ...جيمين كان يكن الحقد والكره للذي يقود السيارة الا انه قرر تجاهل هذه المشاعر لاجل يونغي الذي يحب والده بطبيعة الحال ...

وصلوا بعد مدة قصيرة الى تل كبير بعض الشيء تتوسطه شجرة ضخمة لم يتبقي عليها سوى بضع اوراق تقاوم الرياح كل يوم ...

كانت ليلة صافية ظهرت فيها النجوم بوضوح في كبد السماء ...

وقفوا عند سياج خشبي قصير كان يحيط الشجرة بشكل دائري من بعيد ..

كان جو من السعادة والراحة يحيط قلوبهم ..

اتجه جيمين ويونغي لأحد المقاعد الخشبية القريبة منهم ليجلسى عليه بينما والدهم ذهب ليشتري شيئا دافئا ليشربوه ..

كانت انظارهما معلقة على السماء يتأملانها من دون ملل ..

تحدث يونغي بصوت اقرب للهمس عندما مر شهاب من امامهم : هذا جميل . صاحبت كلماته ابتسمه ظهرت على محياه ..

تحدث جيمين بينما عيناه ما زالت معلقة على السماء

: اتعلم .. انها تشبهك

التفت يونغي للذي بجانبه ليسأل : تشبهني ؟

اكمل جيمين : نعم هي تشبهك .. تأتي من المجهول فجأة لتنير السماء بضوءها .

انهى كلماته لينظر ليونغي المتفاجئ من كلمات الاصغر ..اقترب منه وطبع قبلة سريعة لكن لطيفة على وجنته ليهمس قبل ابتعاده : شكرا لك يوني ...

هو قال كلماته ليترك الاخر يحمر ويشيح بنظره بعيدا بينما ارتفعت شفتاه في ابتسامة سعيدة ....

--------------------
THE END

8581 كلمة



© mira_cha,
книга «Under the darkness of the past».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (3)
Neekoo
تحت ظلمة الماضي
تبا تبا تبا تبا تبا قلبي لم بعد يتحمل تبا تبا تبا..كتاباتك ممتازه تبا تبا تبا..تبا اقسم ان قلبي ارتجف وانا اقراء😫💜💜💜
Відповісти
2018-08-22 01:35:40
1
jiminy
تحت ظلمة الماضي
رواعة بمعنى كلمت روعة 😍😍😍😍😍
Відповісти
2018-08-26 18:03:55
2
FH .J
تحت ظلمة الماضي
لا اجد تعبيراً مناسب لكنه رائع حقاً حقاً حقاً حقاً لحد الصدمة !! سلمت اناملكِ المبدعة ♡
Відповісти
2018-09-29 06:44:22
1