intro
chapter /1/
chapter /1/
Enjoy 💕

.

.

لاَ تَربِط أبدُا وَاقِعك بقَدرك.

.

♣️Baekhyun♣️

.

أتوسط كفتي ميزان حياتي بينما أترتعش و أتمايل لأحقق التوازن
توازن بين ما يمليه قلبي من رغبات و ما يفرضه علي الواقع من حقائق.

رنّ المنبه الذي من المفترض أن يوقظني، لكنه و للأسف حفّز هيكلي على الخمول

أريد النوم..

إلا إنه لا ينصاع لي ، أقفلت ذلك المزعج فمع كل صوت يصدره يعتصر قلبي ..
مررت كفيّ على ملامحي التعبة فلم يغمض لي جفن هذه الليلة ..
و كيف أجوب عالم الأحلام في حين أن نهايته تكون بداية لخراب ذاتي

ألكم الكيس أمامي مفرغا عليه ما أكنه من خيبة لإن فقدت الإحساس بقبضتي فدوت صرختي في تلك الغرفة ، مكب مكنوناتي
.
.

أنظر لانعكاسي عبر المرآة محاولا لفّ ربطة العنق هاته إلا أنه صعب
إكتسيت بذلتي السوداء و صففت شعري مماثلها اللون و لم أقدر على لف ربطة عنق ، شعرت برغبة لاحة للبكاء ، لأني عاجز ..

رميتها يئِسا و خرجت من شقتي المريحة إلى أكثر الأماكن خُنقة

.
طرقت باب الغرفة بلَحن ثم دلفت أنا و خرج قلبي ، تتحرك ذهابًا و إيابًا ،تفرك كلتا كفيها الملوففتين بقفاز أبيض توترها بادٍ بوضوح أما هالة الجمال تلك طاغية عليها اِنجرفت أمعن النظر إليها و كأنني خلوت أنا و إياها ..فقط

" جيد إنك أتيت بيكهيون أكاد أجن لتوترها "

زفر زوجها المبجل و صديقي الأول بارتياح بعدما لمحني .كيف لم أدرك وجوده حتى الآن؟

حالتي سيئة ..

أقلب نظراتي بينهما يبدوان رائعين فستان أبيض و بدلة سوداء إضافة إلى قلبين مولعين ببعض
هذا الوصف الشامل للعروسين أمامي جونغ إن و يون سوو

"اووه بيكهيون ..ما العمل؟ "

تساءلت هي لِأهيم أنا ، أظن أنها طرحت سؤالا في محله
حقا ما العمل ؟ أريدها و بشدة ..

أخرست نفسي بحمحمة

أعلم أنها مرتبكة لذلك قابلت عيناها البراقتين باِبتاسمة دافئة مني علّها تريحها

"تبدين فائقة الجمال "

لم أبخل بمدح منظرها الفتاك للقلوب بعد أن تقدمت خطوتين نحوها ، دائما ما كنت صريحا حد اللعنة
ولازلت ..

" ماذا تبدين فائقة الجمال ؟ أتمزح معي أم أنك تريد المبيت بالمشفى "

وصلني تهديده الرديء ، فهو ذلك النوع المتملك بحبه و لا يقبل أن تتلقى فتاته مدحا حتى من امرأة مسنة
و بالأخص يمقته أضعافا إن بدر مني
فهو يعلم بمشاعري اتجاهها ..

اكتفيت بالإيماء متجاهلا إياه ، بينما أمسك يون سو من كتفيها و انا أخّص عينيها بمجال نظري أحاول شحنها هدوءا

" اِسترخي "

بأكثر نبرة لينة حاولت تهدئتها لتمتثل لي بطاعة قبل أن تزفر براحة تامة

سُقتها بتلك الوضعية لتجلس قرب الأحمق زوجها الذي يرمقني بفم مفتوح

" ياا ما كان هذا ؟"

استفسر يشير بسبابته إلينا فلاقيته بهز كتفاي لا مباليا .

يدرك أني أحبها و يدرك كذلك أني لا أشكل خطرا على علاقتهما فإن عزمت على خصّها لي لفعلت و لكني أشاهد بصمت

فهي لن ترضخ لي لو اقبلت الأرض سماءً

بذات قدر المشاعر التي أوجهها لها تمنحها لذلك الأسمر

"بيكهيون أيمكن أن تكون رفيقي في الممشى؟ ، أريدك أن تسلمني لهذا الأخرق بيديك "

من قعر أفكاري اِنتشلتني بما يدمرني و ينهك من روحي

لماذا ؟

ليس و كأنها لا تعلم ..لكنها تطلب هكذا طلب
فأنا بالكاد استطعت حضور زفافها ..

تحكمت بملامحي المهتزة بصعوبة و رمقتها بنظرة تعجب ، اِلتقطها جونغ إن لينظف حنجزته و ينبس

"عزيزتي ماهذا الطلب ؟ أجننتي ؟"

استهل سؤاله بنوع من الخفوت رغم أن الكلمات تسربت من بين أسنانه لكنه أنهاه بحدة مسموعة

لا أعلم إن كان يرفض هذا من باب غيرته أم مراعاة لمشاعري ..

المهم أن يرفضه ..

" أرجوك بيكهيون سأعتبره هدية زفافي و طلبي الأخير "

تجاهلت القابع جنبها و أصرت علي .. عنيدة

لكن عنادها هذا الذي طالما عشقته ارتد علي خنجرا استنزف روحي

مررت نظري له فهو يشتم تحت أنفاسه و يضبط أعصابه مراعة لأهمية اليوم ، أحاد بوجهه عني ما إن تلاقت أعيننا فهمت من ذلك إعتذاره
ليس أحمقا ليستهين بهكذا أمر ..

و ليس ذنبه كذلك ..

أرغب بالرفض بشدة ، كل شبر مني ينطق بكلا سأقول لا سأرفض لا بأس .. لن أحرجها .. أأتحجج بألم ما .. فقط لا إريد دون تبرير فلا أنا بحمله و لا هي بمستوعبته

"حسنا لا بأس .. بما أني بمقام والدك ، كما أنك وفرتي علي هم الهدية "

وافقت بمرح و أنا ألاعبها أمسح على رأسها كوالد جيد و صديق غير لبق

فقط لأجل ألا تُحرج وافقت

ليس لأجل نظرة الفرحة التي توجهها لي حتما ..

صفقت بسعادة عارمة تنقل فرحتها لجونغ إن بقولها "لقد وافق "

لِم تتصرف هكذا؟ هذا يحطمني..

رسمت إبتسامة على وجهي ثم أخرجت هاتفي أنظر إليه

"فقط لحظة "

استأذنت مغادرا بعد ما نبهاني على ألا أتأخر فالحفل سيبدأ  ..و كأنني أهتم

سارعت بخطواتي إلى الحمام أعيد هاتفي لمكانه لم يكن سوى عذر حتى لا أفقد أعصابي أمامهما

أغلقت الباب خلفي و لا أهتم إن أراد أحدهم التبول

شهقة واحدة تبعتها حشرجة و قطرات مالحة تتشكل في مقلتي
أرغب بصراخ يدوي إلى آخر بقعة في العالم لكني أشد على قبضتي أفرغ جام غضبي على أحد الأحواض

قابلت بيكهيون في المرآة ذلك الأخرق الضعيف الذي يستشيط وجهه غضبا الآن أو بالاحرى    على وشك أن ينفجر بكاءًا

تعلم إني ميتم بها تعلم أنها تملكت عقلي و قلبي تعلم أني إذا ما طلبت شيءًا من الحياة آلا ووجد به اسمها .. أعترف لها في اليوم ألف مرة أفعالا كانت أو حروفا ملغمة بحبي

و بنفس عدد المرات ، رُفضت ..

جَلدتني بقسوتها تمتحن حبي الخالص بأصعب ما يكون فقط لترضي كبريائها

تتفنن إذائي .. و هذا حقا أرهقني

سمحت لحفنة ماء بارد كتصرفاتها  أن تلامس وجهي الملتهب عله ينطفئ رفقة قلبي

أعدت الكرة مرات و كل مرة أتلهف للقادمة كأني وجدت شيء من السكينة بتلك القطرات

نظرت إلى روحي المنهكة و هي تحتمي بملامحي هاته ثم زفرت و كأنها النهاية

عدلت من هندامي ليبدو و كأن شيءًا لم يكن

حتى و إن رغبتِ بجعلي أنحني لكِ أكثر مما أنا عليه سأقف شامخا أمامك بعد أن أفرغ مكنوناتي منكِ  اوه يون سو

فلا يستوي وقوف السنبلة إلا إذا خفّت ..

رميت خطواتٍ ثابتة نحو غرفتهما رفقة ملامح حادة اِرتديتها غصبا

دلفت فإذا هي منفردة بذاك الكرسي الراقِ فعلمت أنه حان وقت مرافقتها على بساط الإهانة المنسوب إلي

إبتسمت بوجهي بهلاليات عينيها فبادلتها بأخرى أخيرة مني فلتكن صادقة

شعرت برعشة يدها الموضوعة بأناقة على ذراعي بينما نقف أمام بوابة المدخل إلى القاعة

سأنهي الأمر و أمتثل أمام كبريائي أتوسل المغفرة

" لا تتوتري "

خرجت هذه مني ببرود لم أفكر يوما أني قد أعاملها به

أومأت و بالفعل لبّت ..

فٌتح الباب ليتضح منظر القاعة كلها أعين مبتسمة تتمركز علينا و الواقف قِبلتنا التفت على لحن من تصوير بطيء ..

لِمَ كل هذه الإبتسامات أتعجبكم حالي؟ أم تتفشون بي

أريد الهرب فلتتزوجي لا أهتم لكن لا تجعليني أمقتك بسبب هذا رجاءً يون سو قولي إنها مزحة أتوسل إليك

لماذا تواصلين طعن جثة ؟  سبق و فارقتُ الحياة

أقسم أن هناك شيء بداخلي ينزف و أظن أن النزيف ملأ حنجرتي فإني أختنق كغريق

شعرت بها و هي تحنثي على السير لأفعل بهيام فلم أعد أتحكم بتصرفاتي

أشعر و كأني دمية تُراقِصها كيف تشاء

قابلت جونغ إن لينحي كلانا لبعض و أمسك يدها أقودها إلى خاصته رفقة مشاعري و كبريائي

إكتمل مشهد عروسين أمام المنبر فاتجهت لاحدى المقاعد الخالية

أطالعهما بفراغ ..

غير متداركٍ لما إلتُ إليه تَم هجرِي من قِبلِ نفسي..خَذَلتُني فتَركتُني


وداعا يا من اِحتلت كياني..فلتسعدي بحياتك التي اجتهدتي في طردي منها

و شكرا لكما لجعلي بموقف لا يحسد عليه

"يمكنك تقبيل العروس "

قالها القس بنبرة متحمسة بعد أن سمع القبول ليشد انتباهي الهائم

كيف له أن يستمتع برؤية قبلة أوليس قسا ؟

تبا حتى الدين هُجر..

أحدت بوجهي عنهما فلا طاقة تخولني للفتك بي
لن أتحمل أكثر

وقفت مغادرا فقد اِكتفيت .

p.o.v ends

"لقد انتهى الزفاف سيدي "

نبرة مطيعة بلغة من جنوب شرق آسيا، تُعلِمُه
ليضع فيودور الهاتف جانبا و تشق وجهه إبتسامة هادئة

مرّر نظرته إلى صف الخدم يساره لتتقدم رئيستهم و تنحني باحترام، فلا يجوز النظر إليه خاصة و هو على طاولة غدائه

"ناديني إيّاها "

كلمتين منه جعلتها تمتثل مباشرة دون أدنى تردد فلا أحد يرغب بمشاكل مع رجل مافيا

.
تسير بوقار حيث تتوازى ساقيها إلى الأمام بشكل راقٍ و تعابير وجهها ،المرسومة بفرشاة الكمال، حادّة بعض الشيء
وقفت أمامه باحترام و أومأت كتحية

"طلبتني أبتي "

بنوع من الهمس نطقت ليرفع يده للخدم فينصرفوا بخط مستقيم و خطوات ثابتة ، ثم أشار إليها بالجلوس فلبّت

" ستتوجهين إلى جزيرة ميلايو بعد أسبوع لتمكثي هناك فلا أرى من داعٍ لبقائك هنا "

أعلمها عن مخططه دون نظر إليها إنما اكتفى بتناول طعامه بهدوء

أمّا هي فامتعضت ملامحها لتصبح مقرونة الحاجبين تطالب بتفسير

" لماذا فجأة ؟ "

أخطأت السؤال فيستحيل أن تنال إجابة عنه

"لأنني قلت "

بهدوء منحها تبريرا مقنعا و جدا

" أقصد ما المدة المطلوبة ؟"

بهذا قد علم أنها وافقت و لن تستطيع الرفض من الأساس

"إلى أن أجد لكِ زوجاً يلحقك هناك فلا عودة لسنغافورة "

متى رفع عينيه لتقابل خاصتها رأى بريقهما و الرفض الذي تحملانه فاعتلت كفه يدها المرتعشة
و رسم تعابير مطمئنة على وجهه لا تظهر سوى لابنته

"لا توالمك الحياة هنا يونغ اي فكفى أنك ترعرتِ على لحن الرصاص و مشاهد الدماء "

لأول مرة تسمع تبريرا منه جعلها تجفل للحظات ثم أدركت مقصده لتقف على باب الرجاء تستعطفه فإن استوعبت ما قاله لن يبقَ له رجاء عندها

"زواج ؟ ابي أنت .. اقصد أرجوك أبي دعني أبقى رفقتك ، لقد اعتدت على القصر هاه"

إجتمعت بعض من المياة المالحة بمقلتيها و هي ترمقه بتوسل

هذا المشهد إن رآه أعداؤها لتصنموا فتلك المرأة الحديدية بهكذا موقف شيء لا يحدث سوى مرة كل مائة سنة

لكن ويحكم تخدعكم المظاهر فشخصيتها هاته لم تبنى إلا بإشراف من الحزن مكتسيه التحطم تراقبهم الخيبة من بعيد ليغدو بنيانا قائما على لوم الذات و قفزة للموت

" حسمت قراري ولا شأن لك بعملي من اليوم "
رمى هذه قبل أن يقف تاركاً إياها لتنتفض هي بنوع من الصراخ

"أتبعد ابنتك الوحيدة عنك لما لا ترحم نفسك أبي فقط دع من تحبهم قربك و لا تحلم بأن ترانِ عروسا يوما "

كلامها اخترقه لدرجة أنه تصنم بعد زوج الخطوات ذاك ثم أكمل طريقه دون رد

لتزفر بيأس و تضرب الطاولة تُكابر ألا تنزاح القطرات المالحة من عينيها ..

.

♣️Baekhyun♣️

رغبة يائسة مني تقودني للغضب لكن فقط دموعي تستمر بالهطول ، أصبحت أكره نفسي لهذا ، فقط لما لا أفرغ جام غضبي على مفتعله و أصرخ و أستاء كما يحق للبشر أن يفعلوا
أم أنهم استثنوني من هذا الحق

لم يؤلمني خبر زواجها بقدر ما جعلتني أمر به كانت دوما تحرص على أن أراها رفقة جونغ إن بمشاهد لا ترحم ، تعمدت أن تظهر خصوصياتهما أمامي

لكن اليوم كانت ضربة قاضية ..

كنت أظنها تريد التباهي إلا أنها لم ترد سوى تحطيمي

و قد أصبحت أمقتها لذلك

احمرت يدي  بقدر ما ضربت المقود أمامي فطول المدة التي انقضت أقود بلا وجهة حتى لمحت البحر على شِمالي لأزيد سرعتي

جلست  على الرمال أطالع السماء المحترقة بعد أن أفِلت الشمس و نسيت أخذ ما دلّ على وجودها تتخلى عن موطنها مهاجرة إلى مياه البحر  ليصبح منظرا أقل ما يقال عنه بديعيّ

عبّأتُ رِئتاي حد الإمتلاء ثم زفرت بعدها بكل هدوء أرتب ما تبعثر داخلي أقاوم حاجتي للانكسار 

في محض ما يُعرف عن صعوبة الموقف، وسط ما يمكن القول عنه اللحظة الحاسمة جَسَّت الإهانة بداخلي قراراً 

فابتسمت مطولا رافقتها ضحكة خرجت مُترنحة و تعالت إلى صرخة ثم زفير يهدئني

أخرجت محفظة جيبي و ما إن فتحتها إبتسمت بتلقائية لرؤية إبتاسمتها ، فأخرجت تلك الصورة لازلت أذكر يوم إلتقطتها في غفلة منها عندما كانت معه ، ابتسامة كتلك لن تخرج سوى له 

و سبب إبقائي لها في واجهة محفظتي فقط كي لا أنسى أن سعادتها تكمن رفقته لا غير ..

جعلت من قطعة واحدة عدة قطع صغيرة مبعثرة

وادعا يون سو فقد تخطيتكِ ..

تمددت بظهري أنظر للراحة المتمثلة في السماء فوقي و لونها طالما أحببته حين يميل للسواد مودعا زرقَته

"بيون بيكهيون الحياة جميلة فعشها كما تريد و لا تضحِ لأي كان من الآن فصاعدا "

صرخت بها أنصح نفسي لاشعر بسعادة غامرة تختلجني متبلة بكثير من السكون لذاتي

.

عدت لشقتي بحال افضل أعلم أن الأمر لم ينتهي هنا لكن لن أسمح للمشاعر بإضاعة أيامي

دخلت و أنا ألحن ترانيم أغنيتي المفضلة فشغلتها مباشرة لأزامنها بالغناء مع حركات رقص مرحة أفتعلها

أحتفل ؟! ..

اتجهت للمطبخ أخرجت بعض الأكل الجاهز فقد أمضيت اليوم بطوله صائِما،و جلست أمام التلفاز أتناوله ما إن أنهيته حتى بعثرت هيكلي على الأريكة بارتياح 

وردتني رسالة لأتفقد هاتفي فأجدها من أبي يخبرني أن أمور المتجر بتمام و إنه دفع الضريبة التي شكلت لي عائقا هذه الأيام
فبعد أن افتتحت المركز التجاري بدعم من شركة والدي أصبحت مديرا مستقلا بتجارتي هكذا أكسب رزقي لكنه أصر أن يساهم به فلم أمانع

أنا حقا إنسان بسيط يرغب بعيشة تماثله

قبل أن أرتب الفوضى في غرفة الجلوس ما إن أنهيت حمامي
طُرق الجرس لأعقد حاجباي رافعا تظري للساعة التي تشير إلى منتصف الليل

فرغ عقلي من أي احتمال لهوية الطارق فاتجهت أسهل الامر

فتحت الباب و كذلك عيني على مصرعيهما

"كيم جونغ إن !"

نبست بدهشة ، ما الذي يفعله أمام بيتي و من المفترض أنه بين أحضان عروسه الآن

"ما اللعنة ؟"
تساءلت ما إن عَبرني داخلا، أاقتحم بيتي لتو ؟

"أجئت تطلب مني أن أصوركما ؟"

باستخفاف أستفّزه و لا زلت جاهلا عن غرابة الموقف

"بيكهيون ساعدني "

كدت أختنق بلعابي إثر صدمتي تبعبتها ضحكة مستنكرة فقد لاح في عقلي شيء ليس بأخلاقيّ بتاتا

و بجدية رمقني ليجمد كياني و تستعريني الصدمة لما قالة بصوته المخنوق الدال على بكائه

"يون سو اِختُطفت "

P.O.V Ends
.

سنغافورة -قصر VIN-

00:30 am ~

.

🌸Yung Ea🌸

المثالية .. ماهي إلا تجسيد لآمال الغير فيك و إذ ناسبت ذوقهم و توقعهم هتفوا بها لأجلك

ما جاء به أمر والدي صباحا هزّ تلك النائمة داخلي بعد جرعة من الأُلفة أمكنها السكون لكنه أيقظها ببضع الحروف ..

حسن نواياه تشفع له عندي من بعد كونه والدي طبعا ، أعلم أن اليوم الذي يبعدني فيه عنه آتٍ لا محالة فهو قد تشبّع من بأس الحياة ما يجعله مهووسا بالوحدة لا يحتمل فكرة تواجد شخص عزيز قربه

تفهمت طلبه برحيلي لكن أن يذكر سيرة الزواج أمامي شيء فتك بي.. أيمازحني ؟ 

أنا لن أنسب نفسي لرجل آخر غيره
رغم عدم تواجده لكني سألوح براية الولاء له 

استشعرت ضيق تنفسي الوشيك بعد أن تزاحمت الجرعات الألم المستمد قوته من الذكريات داخلي فرميت خطوات متعبة إلى غرفتي ، استندت للحائط ألتهم بعض الهواء الفّار مني و قد أغشيت عيناي عن البصر ، دفعتُني بقوة منعدمة لأبلغ درج المكتب فأخذت أستنشق سمًا من تلك العبوة ، مفروض أنها للاكسجين إلى أن اتزنت عملية تنفسي و أنا شبه ملقية محاذاة السرير، لم أقوى على منعها أكثر لتستفرغ مقلتي كمّا وفيرا من المياه جعلتني أعود لحالتي الميؤوس منها ..

كم أرغب أن تحضنني الموت برحابة فلا مكان لي بين الأحياء إذ كل ما بيّ جامد

كان هو الوريد النابض داخلي و الآن لست سوى فراغ مُفّرغٍ ممّا يملؤه

زحفت بقلة طاقة بضع إنشات حتى يتوارى أمامي ملبث الحياة النابضة ، صندوق بلون حالتي سحَبته يداي تزامنها الدموع

بروية فتحته أخاف عليه أكثر من روحي ، لتتسارع خفقات قلبي و أجهش بالبكاء
فصورته التي لم تفارق دهاليز عقلي يوما و معالمه التي أحفضها أكثر من اسمي تمتثل في قصصاة ورق تلتحم كفيّ

كففت دموعي و رسمت الابتسامة التي يُحب بسرعة، مررت يداي على خده أين تستقر غمازته التي أعشق

"مرحبا تشانيول "

أخرجتها طبيعية لكن لِم هي مخنوقة و مهزوزة جملتي ؟

" اشتقت إليك "

و هنا فقدت زمام التحكم لأضمّ صورته إلي أفرغ عليها مياه جسمي رفقة شوقي

" لقد قال أنه سيزوجني لماذا يهاجمني بك ؟ كأنه يرغب برؤيتي بالابيض ، حسنا سأحقق له ذلك و أتزين بكفني "

شرعت أشتكي له مثلما اعتدت دوما و كما اعتاد هو على الابتسام في وجهي يملأني بالراحة تخيلته، لأدخل بحالة هيسترية
.
.

.
وعيت لمِوَا تحركني للسرير و لا زال الليل في أوّجه إذ لمحت الظلام

لم أغلق عيناي حتى لمحته أمامي وقف بطوله الفارغ يُلبس جيبه يده مضيِّقا ما بين حاجبيه
ركضت إليه دون ذرة تفكير أحاوط خصره بيدي  أستقر برأسي عند قبله ، لكنه انتفض مني بل أبعدني عنه بهالة الغضب تلك التي لم أعتد عليها تخصني

"تعيشين جيدا صحيح ؟ تستمتعين بحياتك ؟"

سأل و قد تلبّس سؤاله السخرية المرعبة لأقاطع يدي في الهواء أنفي ما ينسبه إلي من تُهم
فهذا ليس صحيح
هَممت بالنطق أخبره أني أموت من بعده أخبره كم أن كل نتفة مني تشتاق له لكنها كانت مجرد أفكار ترتبت على مطلع فاهي ولم تخرج كأنني فقدت القدرة على الكلام بهكذا موقف

حاولت الصراخ ..دون جدوى ..

ليرمقني باستحقار و يواجهني ظهرره فقد عزم الرحيل

'لا تلتفت تشانيول اسمع مني أرجوك'
بقت مجرد أفكار لأفقد صوابي و أصرخ ما إن باشرت هيئته بالتلاشي من مرآي

"آسفة يول عد رجاءُ سامحني لم أتعمد .. يوول لا تذهب "

لأستفيق مفزوعة غارقة في دموعي كل هيكلي يرتعش  ، كابوس آخر ..

أحكم الشد على شعري بآناملي ما إن جلست كالقرفصاء أتوسط سريري

أربع سنوات مرّت و لازال هذا الحلم يتبع كل نوبة ضعفٍ لي ليجعلني أجدد مشاعر اللوم بداخلي و بذلك أهشم ببقايا الروح في جوفي 

عندما يصبح لوم الذات هو الأنيس الوحيد للمرء يرقى إلى أعلى مستويات الضياع فلا يهتم لفتات الأمور بل يغدو حقيرا أمام نفسه يستحق كل بؤس يحصل له

اتجهت لبقعتي من ليلة البارحة و حملت الصندوق رفقة الصورة بجانبه لأجلس بالمكتب
لم تكن صورته الوحيدة فقد إنما صور جمعتنا بذكريات مغروسة بداخلي كأنها اليوم ،

إشتقت لكلينا يول ...

فمن يرى صوري هذه يجزم أنها ليست لي ، فيونغ إي اليوم أنّى لها بإبتاسمة مشرقة كهذه تشق وجهها الجامد ، صورة أخرى لي عندما باغتني بالتقاطها كم كرهتها حينها لأني كنت بثياب المشفى

أمّا الصور فلم تتواجد لتذكرنا بالبشر إنما تعيد جسّ الحياة في ذكرى إلتقاطها فحسب..

القلادة .. حملتها بحرص بليغ أغوص محدقة بها كانت أول هدية رسمية أتلقاها منه، منقوشة بحرفي اسمينا بريقٌهما فضّي

لم أقاوم إرتدائها و عندما كدت أغلق القفل عدت للحظة التي فعل هو ذلك، كنّا بالحديقة و قد أزعجني عمدا لأدير له ظهري ، ما إن فعلت حتى رفع شعري يسدله على كتفي و بدأت أستشعر شكل القلادة بعنقي لأفتح عيني بصدمة لم أنبس بحرف إذ باغتني بقبلة رطبة استقرت بعنقي جعلتني أقشعر بهيام ثم أدارني أقابله نسيت سبب انزعاجي حتى ، انا بالفعل سهلة ..

"كما هو متوقع أي شيء إختاره جميل "

قالها بفخر و هو يتفحص القلادة و نسي أن أنامله تلعب بهرموناتي امتعضت بانزعاج مزيف و قد أدركت أنه نعتني بالشيء

هززت رأسي كي لا أغوص بالماضي أكثر مما أنا به ثم اتجهت أجعل المياه تنساب من على جسدي ..

أمامي  يوم شاق طويل ..

🌸POV ends🌸

سيول..

00:45am

♣️Baekhyun♣️

  أتسخر مني هذه الحياة أم تستمتع برؤيتي على هذا الحال .. عندما أفلت حبلها تمسكت بي بكل قوتها ..

بعد ما شلّني بتلك الجملة تمالكت نفسي بصعوبة، على الأقل فليبقى أحد منا على صوابه فهو قد فقده بحق

أنتظره أن يهدأ ليُيخرج من فاهه شيء مفيد عدا هراء أنه المخطئ و كل شيء بسببه و ماذا ؟ لا يستحقها ، هل يراني غبيا كي أسلمها لشخص لا يستحق أحتى بلومه لنفسه يستحقرني

" فلتنطق بشيء مفهوم و اللعنة "

صرخت به بحنق كي لا أفقد آخر ما يَصلني  بالصواب

"بعد انتهاء السهرة الليلية توجهنا للفندق تركت يون سو  تصعد بمفردها و أنا أؤكد حجز الغد ، بمجرد أن وصلت للجناح وجدته فارغا "

رتّل الأحداث أمامي كقسٍ مُجتهد غير أن المشهد لم يكتمل

"و غيابها عن الجناح جعلك ترّجح أنها اِختُطفت ؟"

سألته بتطلع ليرمقني بنظرات اخترقت دماغي ليس و كأنني لمحت أنها هربت بالطبع

أحكم الشد على فكيه و نبس

"إخرس بيكهيون "

تشه ما لعنته حسنا تأكدت بأنها هربت من سيقبل بحياة رفقة هذا الصنم

"وجدت هذه "

قاطع تفكيري إنما أعدمه حينما مرّر لي ورقة و ما إن فتحتها حتى تبخر فؤادي و انقبض صدري بألم

"سآخذ زوجتك لشهر العسل .. كيم كاي "

هنا كدت أجن رُميتُ بجوفٍ للشكوك كلها تشير لذات النقطة و مخيلتي لا ترفق بي مطلقا فصورة يون سو ظهرت بشتى أنواع التعذيب

" هذا اللقب ..  ليس سوى"

أترصد الإنكار منه مترجيا علّني أخُطِئ

"لهذا فقدت عقلي هذا واضح تماما لا يوجد غيرهم  .. اللعنة "

انتفض يصرخ و ينتحب أمامي لأحاول تهدئة نفسي فما عدت قادرا على الضياع أكثر

"بيكهيون علي إيجاد مارك ، أحتاجك"

بعد أن ناظرني باستنتاج نطق في وجهي برجاء .. ليس و كأني لن أساعده ما خطبه

أم أدرك أنه أخطئ بحقي ..

رميت هذه التفاهة من عقلي لأفرقع أصابعي بتفكر و أهرع لأفضل مكان بشقتي تبعني هو لتصلني شهقته السداسية ..

أيندهش لتواجد بضع الحواسيب و شاشة إلكترونية مراقبة متصلة بالقمر الصناعي، محدود تفكير
انتهزت تفحصه لمقري المصغر و أقلب إطار صورةٍ خاصة لا يجب أن يراها أحد بالأخص كيم جونغ إن

"أنت غريب أطوار بيكهيون "

قالها بهولٍ و هو يتفحص الغرفة بعينيه لاخرسه بنظرتي تجعله يعود لرشده

ما خطبه حقا

"مارك هو الوحيد بكوريا الذي يعرف لقبك القديم ؟"

سألته ليومئ فهذا الاخرق ما هو إلا رجل عصابة بماضٍ أسود

بدأت أدون معلومات اللعين مارك على اللوح أمامي أفكر بتاريخي العريق مع صاحبها و أحاول إشغال عقلي عن ما قد يمكن أن يصيبها

" لقد ذكر شهر العسل "

نطق جونغ إن بخفوت هناك ما يخفيه عني و أقسم أني سأنهش بروحه إذ أصبت بذلك

" إذاً ؟ أين حجزت ؟"

تساءلت بلا مبالاة، سأجدها قبل أن تطأ المطار

لكن تردده في الإجابة جعلني أحول عيني إلى معالم وجهه النادمة

صرخت بنفاذ صبر بعد أن ظغطت على "بحث"
لترتجف شفتاه يتبعها إغماض عينيه يعتصرهما بتحصر

" أظنك استنتجت أين "

حدثني بعد إن استسلم و أرخى ساعديه على ذراعي الكرسي ما إن ارتمي عليه

لتفرغ ملامحي أناظره بدهشة فإن رمى إلي الإجابة لن تكون سوى أين نشأ

" سنغافورة ؟؟"

شكلت حروفها بصعوبه و فاه مفتوح فمهما كان أخرقا لن يصل لهذا الحد

بلَغته نظراتي المؤنّبة ما إن طال صمته يؤكد ما قلته

ليشرع يبرر بصراخ يوجهه لنفسه أكثر مني

" لم أخطط لشيء فقط اشتقت لزيارتها و هي أكثر مكان أرتاح به و يمكنني إستثمار معرفتي بالبلد في نيل إجازة ممتعة لا استكشافية ، أو ربما كانت ستكون كذلك بالنسبة لها "

اختتم جملته يلوم نفسه أعلم أنه يتألم أضعافا فأن تتأذى لأهون من أن تكون المسؤول عن أذى من تحب ..

ربتُ على كتفه أشجعه فإن كنت صديقا له هنا أثبت صداقتي بهما و ليس فقط هو

صحيح أن قراري بتخطي مشاعري اتجاه يون سو لا زال قائما لكن لن أدع زوجة صديقي بهكذا خطر و بوسعي المساعدة لو بالقليل

رأيته يخفي دموعه بضم كفيه الى وجهه و حالته هذه حطمتني بحق

تمركزت نظراته على الشاشة ما إن أعلنت عن انتهاء البحث لأقفز للكرسي أتفقده و بالفعل قد وجدته

بسرعة خطت أناملي العنوان أرسله للوح الإلكتروني ثم وضعته بحقيبة سوداء و رميت له قبعة مماثلة بعد أن ارتديت واحدة

"حقا وجدته بهذه السرعة ؟"

سأل يزيل الشكوك فتجهيزي هذا لن يكون إلا إذا وجدته ، رمقته بنظرة إفتخار تزينها إبتسامة جانبية و سرت أمامه

"لا تستهين بقدرات صديقك غريب الأطوار .. مقولة لفيلسوف عظيم فاعمل بها "

فتحت السيارة لأصعد أقود يتبعني هو و قد سمعت تشه ساخرة منه 

" أخبر ذلك الفيلسوف العظيم بأن يسرع و إلا يتركني أقود "

قالها بعد تجهزنا لأنطلق بسرعة جنونية، فأنا اشتقت لمارك أكثر منه
لكل منا أسرار ..

" ألم أقل لك أن تعمل بمقولته"

قلتها بفخر فيكفيه أنه يعرفني شخصيا لكن جلّ معارفي لا علاقة لهم بالقناعة و الرضى ، لو كنت عاديا لأخذتك تثمل بدل من التصرف بسرعة

عليكم تقدير وجودي بحياتكم ..يكفيكم أنه بيون بيكهيون

وصلنا بالفعل فالسرعة التي قدت بها لم تكن تمزح ما إن صففت السيارة بجانب حي هادئ ترجّل كلينا

"ماهذا المكان ؟"

تساءل يحوم ببصره المكان مخيف نوعا ما الظلام حالك و الطرقات تخلو من أي تواجد

"لا أعلم هذا ما يظهره الجهاز "

قلت باستغراب لعدم وجود أي باب هنا المفروض أن هذا هو المكان

" وجدته ! تشه لنذهب "

سخر مني و توجه عائدا .. أجُّن ليتهمني بالباطل

زفرت بحنق هناك شيء خاطئ حتما ،إلا أني فورا ما جذبته من ربطة عنقه خلف السيارة و ما إن رمقني بتساؤل ،أشرت له بالسكون و تفحّص ذلك الرجل الذي ظهر من العدم يبدو ثملا ..

لم ننفك نتحرك حتى به ينتحب أمام باب لم أنتبه له فقد كَسته الإعلانات

" أعيدوا لي أموالي ، أأصبحتم بذلك البؤس لتسرقوا كل من هبّ و دبّ "

أخذ يضرب الباب و يرتّل قصائدًا من الشتائم المُلحنة و لم يبخل باللعن كذلك
لتمتثل لنا هيئة ضخمة لحارس من خلف جدران الإعلانات ذاك و أتلقى ضربات متتالية على كتفي من اللعين جنبي ينبّهني لما يحدث

إختفا كلا الرجلان من أمامنا بعد أن ساق الضخم الثمل بعيدا لأتفطن أنها فرصتنا

نظرة جدية مني لكاي  لننتفض نتسلل قرب الباب و ما إن تجلى لنا الآمان دلفنا بحذرٍ ..استوقفتني يد تموضعت على كتفي ما إن التفت وجدته صديقنا الضخم 'الحارس'

ابتسمت ببلاهة أرد على نظراته الغاضبة غير أني خرّبتها بلكمة فجائية توسطت حائط وجهه المسطح تراجع خطوتين ثم استرجعهما يحاول الثأر فباغته بلَيّ معصمه و قلب جسده الضخم إلى الأمام استعانة بظهري فكتلته لا تمزح

انتبه جونغ إن للتو مندهشا يقلب نظراته بيني أنا الذي أحرك كتفي دائريا كتمرين اعتدلت فورا مبتسما بصعوبة كمن كشف يقبل حبيبته و بين الملقى أرضا ، ملامحه ترجمتها لتساؤل فأجبته ببلاهة عظمى أشير بسبابتي

"تعثر و سقط "

وصلني عدم تصديقه و أراهن أنه يشتمني في سريرته لاستغبائه، لكني مضطر لإخفاء عدة أمور عنه و أأسف لذلك
علت الجدية ملامحي و انا آمره بمساعدتي على جره جيد أنه الحارس الوحيد و إلا كان الوضع أسوء..

تجاهلت ريبته الواضحة وهو يطالع صفحة وجهي

تراءى أمامنا كازينو حيّ يضج بالمنحطين  و الأضواء المختلفة تتراقص وفق أغنام تلك الفوضى ما جعلني أتقزز

تقدمنا أكثر نندمج اجتنابا للفت الإنتباه ، اتجهنا للبار و تولى جونغ إن الطلب ..تشه رجل عصابة يطعن بمهاراتي ، تفقدت هاتفي أراجع موقع اللعين مارك

" إنه هنا "

أعلمته و أنا أحاول جاهدا تفحص المكان دون ريبة لكن كاي له طرقه فقد اقترب من الساقي يضع في جيب قميصه عدة أوراق نقدية و بهمس هادئ نبس قرب أذنه

"قيل لي  أنك ستعرفني بمارك المذهل "

نبرته كانت مهددة أبهرتني فما بالك بصاحبنا الذي هزّ رأسه موافقا بعد أن اعتلاه الخوف .. جونغ إن لا يمزح

" فقط دقيقة "

استأذن منا يتجرد من زيه

" تشرفت بك كيم كاي "

قلتها أطري على فعلته أزين وجهي بابتسامة جانبية و اكتفى هو بتمرير نظراته الجليدية

ليس و كأني أشتمه ..

وقف الساقي أمامنا خّص كاي بالإشارة إلى منسق الأغاني

"ستجد هناك رجلا أجنبي إعطه هذه و أطلب مقابلة المدير "

سهّل علينا تعاليمه قبل أن يعطني قصاصة ورق ما إن مدّ يده حتى سحبها مجددا و ارتسمت ملامح التساؤل بوجهه

"لكني فضولي حول من دَّلك عليّ لأعرفك بالمدير "

بدأ سؤاله بحِيرةٍ و أنهاه يرمقنا بتطلّع ، هززت كتفاي لا مباليا أمّا الصنم بجانبي تحاشى الإجابة بشطب المسافة بين حاجبيه و الجمود يعتلي صورته .. ليُناولني القصصاة بتردد خائف 

أتجنب كاي للتو ..؟

أسدلت نظري لما بين يدي فوجدت بها رسمة مألوفة شبيهة بالوشم عبارة عن مثلث تتوسطه مروحة لا أذكر أين رأيتها سابقا، اختطفها كاي من يدي يحدق بها ، لمحت شرارات تتطاير من عينيه ليسرع أين أشار ، أدركت أن الأمور اتضحت الآن

فأفرغت محتوى الكأس بفاهي ، شعور يخالجني يشير إلى أحداث غير متوقعة ستهطل علي و هذا سيء

تقفيت أثره بخطوات مهرولة لأجده يقف أمامه   بالفعل كان المنسق أجنبيا، ما إن لمحنا امتعضت ملامحه  اتجه لجونغ إن يحاول لكمه حتى أوقفه الحبيب المنشود خاصتنا .. مارك

هذه البداية و حسب إذ رُحب بنا بلكمة فالآتي أعظم

ما إن دلفنا غرفة مكتبه كما استنتجت خنق ساعد كاي عنق مارك إلى الجدار خلفه و شرارات تتطاير من عينيه

"شرحًا مفصلا أريد سماعه الآن عن ما الذي يعنيه هذا و أين أخذت يون سو بحق الجحيم التي سألقيك فيها "

أمره من بين أسنانه و هو يرفع القصصاة في وجهه اكتفى الآخر بالإستعانة بقبضته ليفك الحصار عنه ثم أرخى نفسه يرتب هندامه متجها لكرسيه يتوسطه كرجل نبيل

"إسمها يون سو إذًا"

لن أتفاجأ من تصرفه فأنا أعلم الناس به لكنه
اعتدى على هدوئي ببروده هذا وهو ينطق اسمها بينما نظره محصور في أظافره لأتخطى المشتعل بجانبي أقابله على المكتب

لم أسمح لأي من ما يخالجني ان يظهر على ملامحي ..فقط اكتسى وجهي هدوء و ابتسامة ميتة

"أنت لن تتعامل معي بهكذا أخلاق ، أليس كذلك "

نبرتي كانت نفسها التي طالما ما خُصّت به ليعدل من جلسته أفهم بلوغه لمقصدي
و اغتررت قليلا ، لا زال تأثيري فعالا

بادلني ذات النظرة و قال بجدية

"الأمر يقتصر بيني و بين كيم كاي ، اٍبق جانبا "

قاومت ضحكتي الساخرة بصعوبة لكن استفزني ما إن أشار إلي آخر كلامه ، حولت نظري لكاي و يبدو أنه سلمني المهمة كلانا يعلم ما إن يتدخل سنسبح في الدماء

أخذت القصصاة منه و وضعتها بلطف أمام مارك قلّبت نظراتي بينها و بينه لن أسأل عن يون سو مباشرة علينا حصد ما نقدر من المعلومات لذا بدأت بأولها و قابلني يتنهد بملل

جيد يدرك أني عنيد ..

" مالذي تعنيه هذه "

لم يعجبني إضطراري للكلام لكن لا وقت لأعلمه أصول التعامل معي

"فقط لوجهك بيون .. كاي أدرى بما يعنيه الرمز فهو خاص به لا غير، ما لا يعرفه أن القائد وضعه كطعم في كل مواقعنا بكوريا يرغب بإعادتك له "

رمقني أول كلامه باستاجبة لي ما جعلني أزفر بحنق اما ما ذكره أمامنا عجزت عن فهمه حتى أنه أشار لجونغ إن آخر شيء

صرخ هو بغضب و راح يوجه تهديده لمارك

"أخبر قائدك اللعين أني أدعى كيم جونغ إن الآن فزمن كيم كاي ولّى و لست تابعا لأحد أفهمت "

ما عاناه جونغ إن كفيل بدفعه للموت  و رغم كل ذلك هو قرّر طيّ صفحة من حياته ليستهل اخرى جديدة هو بطلها

استقام تعلو تعابيره إبتسامة منتصرة و كأن تلقيه للصراخ راقه ، ثبت أمامي مباشرة ثم رفع معصمه يطالع ساعة يده

" قد أقلعت الطائرة للتو "

استهّل جملته و عينيه على الساعة لينهيها بالنظر لي فأفزعني قوله ما كدت أقلبه في فهمي حتى التفت لجونغ إن

" أخشى على زوجتك من رهاب الطيران "

إبتسم آخرها ليستفزه ما جعل قبضته تستقر على وجه مارك فارتنَح ثم شدّ على ياقته يزفر بجام غضبه و قلقه

" إلى أين تأخذونها أيها الحقير "

تقدمت أفكه من يديه فلن نجني نُتفة أمر بهكذا تصرف متهور أزيد من شدة تحكمي في نفسي فالخطر بات قريبا و ما فهمته من هذه الأحداث أن الذئب يرغب باستعادة جونغ إن و هذا سيء ، أيقضني صوت المسيطر على أفكاري

"دعني بيكهيون سأفتك به أقسم "

أبعدته غصبا فاتجه يركل الكرسي ، لأخلو بمارك مع تلك النظرات و إبتسامته

" إرمِ ما عندك "

أغمض عينيه موافقا و هو يمرر إبهامه على ما خلفته قبضة كاي بشفته

"لن تتأذى بشيء هي مجرد طعم لجلب كيم كاي ، أظنه يعلم وجهة الطائرة "

بثّ داخلي نارا ملتهبة أشعلت قلقي الرهيب لكن استكنت لضمان آمانها بعد أن أشار للغاضب آخر كلامه

أومأت متفهما و التفت لجونغ إن يؤكد لي قوله و هكذا اتضحت وجهتنا

هممنا مغادرين أتوعد كيم جونغ إن بلعنة ستهطل عليه من طرفي حتى استوقفتنا حروف مارك

"لم يكن عليك التصرف بتهور و التبجح عندما بلغتك رسالته كيم كاي "

خصّها به لألمح شبح الابتسامة تعلو شفاهه و قد سكن قليلا عما كان قبل ثوانٍ و هذا أرعبني كما شعرت هناك أمر يفوتني
رمى خطوات هادئة للخارج ما تبعته إلا بعدما ابتسمت لقول مارك

"أعتذر على هذا اللقاء بيون، فلتحرص على أن نلتقِ بظروفٍ جيدة أو لا نفعل "

أومأت ساخرا ليس و كأني أبكي ليلا شوقا للقائه
عاهر أبله ...

وافقت بسيري جونغ إن الذي استغربت هدوء ملامحه حتى أنه يبتسم بينما أنا أفكر بزخرفة لوحة قبره بدمائه المغلية

" ما الذي تفكر به ؟"

وجهت له سؤالي لم يواتني الجواب إذ مرر نظره للساقي الذي ظهر أمامنا

" قالت لي العصفورة "

لمحت الفراغ في ملامح الساقي أما التافه ربت على كتفه بإيماءة بلهاء ، أتحاشى إجابتي ليتفوه بالتفاهة ، أنا هنا أغلي بالتفكير فيما سينجيه من الذئب و زوجته لألقى هكذا معاملة أشفق على يون سو و كيف ستقاوم رغبة شنقه

صنم تافه ..

"تحداني و أنا نده سأجعله يصفق لي افتخارا "

من تلك الظوظاء إلى سكون الحي عبرنا و وقف متحدثا فكانت نقطة تفيض كأس صبري

سحبت جسده أرطمه بجدارٍ خلفه أتأكد أن وجهه يحترق بفعل نظراتي و يجسّد غضبي و حنقي

" سترص أمامي كل ما أجهله و قول مارك الأخير إضافة إلى ما تخفيه عني "

ملامح دهشته ارتخت تليها تنهيدة متعبة منه ، رمقني لثوان ثم تحاشى عيناي و هذا فسرته بنقطة لي

جيد يدرك أنه مخطئ رغم جهلي لفعلته لكنه بالطبع مخطئ

" قبل شهر، يوم تقدمت ليون سو جاءني رسول من الرجل الذي اعتدت  العمل عنده يطلب عودتي لديه "

قالها و لم يفاجئني قوله إذ توقته ما أنتظره هو نقطة ' تهور و تبجح '

" تقصد الذئب هددك "

اختصرت مقصده فهو يلعب على أوتار صبري ليوافق قولي

" إستفزني تهديده لي بيون سو فأرجعت له ردا يليق بمقامها عندي "

أخيرا وصل لمبتغاي ، و هنا حسمت أمري بعدما رأيت غضبه لمجرد التذكر

" أنت ستبقَ هنا و أنا أذهب لسنغافورة أحظر يون سو أفهمت "

أمرت بحزم متجاهلا حنقه و رفضه فقرن حاجبيه أتوقع أنه سيتساءل عن هذا و لا طاقة لي بالتفسير لكن ما استقبلته مسامعي جعلني أجفل

" لم أذكر أبدا إسم الذئب كيف عرفته ؟"

لعنتُنني بدل المرة ألف إذ زل لساني على غفلة، فنظفت حنجرتي أدخر وقتا لإختيار أي عذر أرميه في وجهه
لم أدرك النطق حتى لفني بحركة خاطفة باغتتني جعل ظهري للجدار و مرفقه توسط رقبتي و من بين أسنانه نبس بخفوت

" من أنت "

لمحت بريقا في عينيه يشعر بالاستغفال،  عدت إلى سؤاله كان بسيطا لكنه أحدث الوقائع داخلي لو قال " من كنت " كان أهون لكن أن يربط معرفة شخصي بماضيّ هذا الأسوء

" ما خطبك جونغ إن ، لقد حفظت حتى أسماء زملائك بالحضانة أنت عندما تثمل لا تنسَ بشريا إلا و ذكرته ، فكيف بخصوص الرجل الذي ربّاك "

أنزلت ذراعه عني أرسم عليّ الدهشة من تصرفه و صرخت أعاتبه كأنه مخطئ

أظنه اقتنع لما قلت فقد أعدل هندامه و حمحم بخفوت حتى أن نظرة اعتذاره بلغتني

أخشى أن يرمي صداقتنا عرض الحائط ما إن يعلم من أكون ، لن يراعي حسن النية بقدر ثقل الخيبة

" أنت لن تتدخل في مشاكلي زوجتي أنا من سيحظرها "

قالها و توجه للسيارة ، أدركت أنه يخشى علي و لن يسمح لي بقصد سنغافورة بينما هو يجلس كالعوانس ينتظر عروسه فهمهمت

آسف صاحبي رأيك يحترم و رأي يطبق فقط دعني أجاريك

تموضعت يده على المقبض فالتفت لي قبل أن أدخل السيارة

" ليس الرجل الذي ربّاني كانت تراهات ثمل فحسب "

صعد السيارة ما إن رمى تلك أمامي جعلتني أومئ فحسب ، أعلم القليل عن علاقته بالذئب و هذا القليل يتمثل في ترببته له لا غير

بينما أفكر في الخطوة التالية و الخروج من هذة الورطة دون خسائر انتبهت لسؤاله

" ما علاقتك بمارك؟ دائما أشعر بأن بينكما أمر أجهله رغم أني من عرفتك به "

كان نظره ثابتة على الجو الليلي أمامه و أنا أقود بهدوء أنصت لسؤاله المنطقي فمنحته الإجابة بذات نبرته

" لم أكن أعرفه معرفة مباشرة تقاطعت طرقنا بسبب أخاه اعتاد أن يكون صديقي "

لا قدرة لي بالتفصيل في الأمر إلا أنه يرمقني بتفحص و لازال ينتظرني أزيح الغموض عما قلته فضوله عيبه الوحيدة إضافة إلى تملكه و مزاجه الحاد و شخصيته الجامدة

أتنهد بقلة حيلة لأتمم كلامي

" أخاه يدين لي لذا يعتبر نفسه مسؤولا عنه كذلك ، مارك لا علم له أننا سوينا الدين و لا رغبة لي بإطلاعه فحتى هو إرتكب أمورا بحقي "

يكفيه هذا لن أتعمق إذ هناك نقطة في علاقتنا تتمحور حول جونغ إن أحاول جاهدا ألا يكتشفها

" تعلم أن مارك رافقني من سنغافورة إلى هنا ثم غدر بي "

قوله لمعلومة يوقن بأني أدرى بها جعلني أرتاب من مقصده أيخال أنني قد أتحالف مع مارك و أغدر به أم ماذا ؟

" بالطبع أعلم و أرجو أن تفرغ عقلك من التفاهات "

سمعت همهمة منه رافقتها هزة رأس ثم اعتكف الصمت يسرح في تفكيره لأغوص أنا في ذكريات أعتز بها

♣️P.O.V ends♣️

--------------

سنغافورة

قصر VIN
.

.

" زوجة العميل بحوزة الذئب أظن أنه علِم بشأن مراقبتك له فاتخذها وسيلة تهديد موجه لك "

قالها المتعقب ذاته الذي أعلمه بالزفاف يقف أمامه باحترام و يعلم أن ما قاله الآن كفيل بإثارة قلق الليث الهادئ فيودور

فالذئب ما هو إلا أخطر رجل مافيا بسنغافورة ما شاع عن علاقته بفيودور الملقب بالليث أنهما كانا صديقين لأكثر من عشر سنوات و قد استهلا هذا الطريق معا أما الذي جهل عنهما كان سبب العداوة الدامية إذ بدل الهدايا يتبادلان أرواح أقرب الناس إلى كليهما

همهم متفهما ثم جاء صوته الصارم يسأل

" أين الشبل ؟"

أدرك خطورة الأمر فعدوه اللدود لا يصرح بتهديد إلا و تولاه

" لقد تكفل بقضية المهرّب و أمر بحبسه بالقبو هنا ، قد أحظره بعض الرجال أما الآن هو عند البيطري "

من يسمع حديثه يشك في أنه يتحدث عن تنظيم لحديقة حيوان فتقريره الذي أدلاه مرصع بالألقاب

" احرص على تشديد المراقبة على الشبل كما أبلغه منعي له من الخروج إلا للضرورة القصوى دون نبس بحرف تعليل واحد "

رتب للمتعقب ما يستوجب فعله لينحني باحترام ،  كاد أن يرحل لولا وقع الأقدام الذي بلغ مسامعهما في هذا الوقت المتأخر يتجه نحوهما ، إلتفت الواقف ليتصنم يدعو الإله بالنجاة بالفعل هالتها تجعل منها لبوءة صلبة لا شبل ضعيفا

وقفت يونغ إي أمامهما يكتسيها الأسود من رأسها لأخمض قدميها سوى ملمع الشفاهة القاتم انحنت بتثاقل لوالدها ثم لوحت للرجل أمامها تشير له بالرحيل تعرف من يكون و لا طاقة لها بنقاش أمر توكيل متعقب مبتدأ لها كشفته فورا

هذا يجرح كبرياء والدها أمامه ..

أومأ بفهم و كاد يغادر لولا الرصاصة التي أحدثت خدشا بساقه و استقرت بالأثاث أنّ محكما على النزيف 

" عند البيطري إذا "

وضع الليث مسدسه بهدوء مخفيا إياه رفقة هذه الحروف ما أحدث خرابا داخل المسكين ما ذنبه إن كانت إبنته بتلك المهارة توسل في صميمه الموت فخدش كهذا مجرد رحمة اجتنابا لغضب فيودور هو أخطأ مكان أعز الناس إليه إضافة أنها في خطر

استدار جاثيا على ساقه السليمة  يرنم ألحانا من الاعتذار لم توقفه سوى يونغ إي

" إختفي من أمامي " 

غادر مسرعا فحالتها بتلك السوء  لن ترأف به، أخرجت خنجرها من غمده المتمركز بخصرها و رفعته أمام والدها 

رجح أنها ثملة ما إن لاحظ ثباتها بحضرة المسدس..

" ألستِ ممنوعة من الكحول "

صرخ بها بعد أن أيقن أنها ثملة ليستشيط غضبا فهي تستهتر بأمر صحتها كثيرا و هذا أقلقه

" دعك من صحتي و أطلعني بمكان الذئب لأفتك به "

صرخت تلوح بالخنجر على وشك أن تكون حالتها هيسترية

"مِوا .."

صرخ بحنق ينادي كبيرة الخدم و مربيتها فإن لمح صورتها لثانية أخرى سيهشم عظامها

" أقسم أن الخيط الرفيع الذي يربطني بالنّفَس لن أُفلته إلا و أنا أخنق عنق الذئب به "

بفحيح مرعب هددت تعتليها ملامح مظلمة كالغسق و بإبتسامة مرعبة أعادت خنجرها لغمده زامن ذلك وصول مِوا

" حديثي معها انتهى خذيها لغرفتها  "

أمر بحدة و اعتلته تعابير غاضبة يكفيه التعامل مع تهديد عدوه لترهقه قرة عينه باستعدادها لحرب لن تخسر فيها سوى روحها

تجاهلت مربيتها غادرته وعلى مرمي من الدرجات الأولى قبل أن تطأها قدمها تحدثت بجدية

"لا تظن أني سأكتفي بمعرفة مكانه من عندك تاريخ يجمعني به فأتوق للُقياه غير ذاك السراب الذي يجمعني بوالدتي إذ فقدت أمل إيجادها فقط لأنك احتكرتها لك "

واصلت مسارها للأعلى بعد أن شاركته مرسوم إصرارها على الإنتقام رغم إدراكها أنها هزت كيانهج لم تتردد في إلقاء حروفها

تركته  يندم على اليوم الذي رباها فيه قوية كالصخر و تصريحاتها طلقات رصاص ما إن تلِدها فوهة الأسوَدِ لن تستقر بغير الهدف الذي خطّته

.

.
🌸Yung Ea🌸

بَلغت بي قهرة الذّات مِن العذآب مآ يزيّن لي كنف المنيّة فلآ أنا هنا أو هناك، حُصرت بين الحيآة و المۆت ألوم نفسِي لتألّمي ثم ألومها لعَدمه، أمقتُ غذاء رئتاي المتسرّب غفلة منّي و يوم رَحب بي العالم الآخر خانني بدَني و تعلّق بدُنياه أين أموت و هو يحيى

ذات قدْر الحب الذي ضخه قلبي لتشانيول أضخه مقتًا لي و تقززا مني، بيُمناي هاته سلبت روحه و هو في وجهي مبتسم لفظ مسامحته لي بين أنفاسه الأخيرة لكني لم أقوى على العفو عن  نفسي و لا تبرير فعلتي و دون شك تخطي الأمر

عاد و انتشلني نداؤه ، بعد سنة من التمرّغ في جوف الظلام يحتوني، هو في الفردوس بعث لي برَسول يطلُبُني إليه .و لشدة فرحتي ارتميت اعانق المبعوث متناسية أنه علّة تصيب جسدي، زخرفها الأطباء بمسمى "السرطان"

لم ولن يسمع الكون كله بفرحةٍ غمرتني لهذا  التقرير، و كلها حفلة داخلي عكسها وجهي مجرد ابتسامة حيّة اِنبثقت من فاهي بعد أن نسيت كيفية رسمها، لم أتَقّعدِ الحزن أبلِل المناديل دموعي إنّما رشَشتُ ورودا و عطورا احتفالا و استقبلت مرضي حبًا و المنّية كرما.

كلها سبيلٌ إليه..

أُرغِمت على العلاج بإجبار من والدي حتى أنه لجأ للعنف بدءًا من حبسي و تقيدي، و لم أنسى تلقين مُطلعِه بضيف جسدي الإخصاء، لم أكترث لِما ثُقبَت به بشرتي من سموم عملها منح الحياة أما عضويتي استقبلتها نيرانًا تُرّمِدها ، ثم اتضّح أن رسالة يول لم تكن بتلك القوة إذ قُضي على شاكلة المرض كلها و عدت معافاة البدن معاهة الروح و بتّ ألوم ذاتي لكوني أزال أتنفس متخليّة عن يده المبسوطة كل البسط إلي ..

أما الطرق السهلة فلا أستهويهآ و لن أتطرق للهزيمة بقتلي، حربي مع الحياة لن أخسر فيها حتى لو أرختني خيوطا بعد أن كنت رداءًا أنيقا

و مع طيّ العمر للسنة الثانية من جحيمي حسمت قرارا بالإنتقام و تشبثتُ بهذا العالم حتى لا ألقى يول خالية الوفاض

..

انقضت هذه الليلة و مهما بَلعتُ من هذا القاتم لازلت بكامل وعيي فلجأتُ إلى فراش الضياع أتوسد الغُربة و بإزعاج من تغريداتِ ضميري استصعب علي النوم فجلتُ عالماً صامتًا مخيفاً ،لا يُسمع فيه سوى شَهَقاتي المعبرة عن حرقةٍ رسمها سوْطُ الذكرياتِ المنجلية و فور ما ٱشفى أُهدَى بجلدةٍ أقصى

و مع أول بوادر الفجر ارتعبت لذِكرى هذا اليوم و تكدسّت الشهقات بجوفي فخنقتني ، أحاول تهدئة نفسي و كأني أحرضها أغُشيت عيناي و باتت الدنيا كلها تضيق علي أولها رئتاي فجاهدت نفسي ألتقط عبوة الاكسجين أمرر ذواتها بجوفي حتى إلتقطت مقدارا وفيرا و يهدأ جسمي

ضعف لم يعرف لي طريق طوال ما كان للسنوات فيه من عمر اخترقني أضعافا و حطمني أربابا آخر رباعياتها

أزمتي التنفسية تطفئ اليوم شموع عامها الرابع رغم أنها لا تكثر الضجيج سوى بحضور ذكرى والدها ..

.

ذات اللون المحبب لكلينا اكتسيته بلون شعره و لون حياتي، حُفّ ذلك الفستان بأطراف نقيض جلّه ، الأبيض و إكتفى إمتدادا إلى الركبتين

كان هذا من ذوقه .. كففت وجهي علّي أرسم شيء من الراحة الغائبة و ريمت من الخطوات ما يخولني لقاءه

.
.
اصطدمت بأخرقين عند بوابة القص يعرقلان دربي و لوهلة كدت أنفجر ضحكا ..

ارتفع حاجبي منذرا بالسؤال يسبقه التهديد ، لينطق أحدهما بما استفزني

" عذرا لكن وفق أوامر الليث مُنع خروج الشبل بغير ضرورة قصوى "

ضرورة قصوى ؟!

بما أن مزاجي اليوم في أوج سوءه استقبلت كلامه بصدر رحب

" إن لم تتحركا فورا لن أضمن أيكما سيهرع لقسم الولادة أولا بعد أن يُخلق له رحم بضرورة إجهاض خصيتيه "

سعلا في ذات الثانية ذعرا و ترددا في في التلبية، ما استنزف صبري و دفع بزفير حاد يهّب بهما ، لم أرفع نظراتي الجحيمية لهما حتى إصطفا على كلا الجانبين رافقها إنحاء و لولا جدية الموقف لبعثرا زهورا في طريقي ..

أسدلت على أوامر أبي ركن من عقلي فلا وقت لمشاحنته عن محاولة حمايتي

بكل قواي العقلية أمتثل للخطر ألا يفهم أني أرغبه ..

.
.
  وردة بيضآء تليق بروحه النقية رسّت على رخام مرقده الأبدي  ، قدمت تحيتي ثم جالست العشب أمام القبر لم أجد كلمات تبلغ النطق إنما تتزاحم ببوابة فاهي محدثة ذلك الارتجاف بشفتي و قهرتني دمعة حارقة انزلقت غصبا ..

أنّى لي حق البكآء و أنا أول الملامين ، أنى لي تحية روحه بذكرى وقاته و وداعها كان بين ذراعي

سكون هيكيله كان ضمن حضني و دماؤه أغرقتني فصهرتني

قاطع خلوتي بفقيدي صوت أرعبني ثم أوقد فتيلا لم ينطفأ يوما ، صوت كالسحيح جش كالأموات فخدرتني أحرفه  ليلومني قلبي كوني فهمت لغته الصينية

" أيحّل للقاتل تشيع قتيله !"

🌸🌸🌸

إنتهى الشابتر الأول 🌺 

عذرا على الأخطاء 🙄🌸
و شكرا للمرور 😘
© Miex12 ,
книга «Stay Up ||اِبٌقَ يًقٍظًآ».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Miex12
chapter /1/
راجعت البارت لقيته أطول مما توقعت 😅
Відповісти
2019-09-04 18:19:52
Подобається