بداية وجوده
بداية وجوده

ليس هناك شيء مثير ، نرتدي تلك الملابس المعتادة ونمشي بالثانوية الكبيرة التي تمتلئ بالمراهقين ، نتململ على ابسط الاشياء ، بعد وصولنا لتلك الحديقة التي تعج بالشباب ، لمحنا شيئا متروكا على الارض ، لكنه ابيض ، وبدت الحيرة على وجوهنا ، اخذنا ذلك الشيء لنتلمسه ، انه ناعم ، قطني الملمس ، بدا كمنديل ، او قطعة قماش ، مطرز بشكل رائع ، لم يكن عليه غير اللون الابيض وهذا ما اثار شكوكنا ، الشباب الحمقى كانو ينظرون لنا بأعين لعوبة منحرفة ، لذلك هببنا بالخروج من المكان ، لنتسائل انا وصديقتي عن ما بيدي ، تركت المنديل ، فلم يكن يسعني تسميته غير ذلك الاسم ، ﻷضعه بحقيبتي ، حتى مر من جانبي شخص لمحته من الخلف ، انه يرتدي الابيض ، اثار فضولي ، شعره الابيض المقصوص بعناية ، وقرطه ذو اللون الابيض ، الذي جعلني اشك بأنه بلاستيكي فقط ، تبعت ذلك الشاب ، حتى وقف فجأة ، لم ينتبه لي بل دخل لغرفة تبديل الفتيان ، يبدو انه بنادي لكرة القدم ، لم يغلق الباب جيدا ﻷقف هناك واسترق النظر ، انا اعلم بالفعل ان ستراق النظر معيب لكن ما باليد حيلة ، نظرت بخجل كبير ، لاجده يخلع ملابسه ، بدأ بخلع ذلك القميص الابيض الغريب ، ويوجد تحته قميص بدون اكمام لونه احمر تقريبا ، حتى خلعه ايضا ، بدأ قلبي بالخفقان فجأة ﻷغلق عيني ، واتنفس الصعداء ، فتحت عيني لاجد ذلك الجسم المصقول بعناية ، كجسد رياضي لم يتركها ابدا ، ابعدت نفسي هاربة من المكان ، منتظرة امام باب الفصل ، حتى امسكتني صديقتي على حين غرة ، اتلمس بذلك القماش ، لتفزعني فجأة ...: أهايلا مابك؟ نظرت لي مستغربة لتحمر وجنتي واشعر بالحرارة ، ﻷخبرها: هل تذكرين اين وجدنا هذا المنديل؟ لتبدأ بالضحك ...: عرفت صاحبه ، انه ذو شعر ابيض ، كشيب كبير السن ، وهو يرتدي الابيض دوما ، اسمه وايترز ، هيا فلنذهب ﻷعطائه هذا الشيء ﻷصرخ قائلة ...: ماذا؟ هل يمكن ان ذلك الشاب ذو المعدة المصطحة والرائعة ، ذو الاكتاف العريضة هل فعلا انه هو ؟ ردت علي وهي متوتر :يمكنك قول ذلك، انه من السنة الاخيرة ، وهو ايضا غني ، كان وايترز يقف خلفها فلم تشعر به بينما الحمقاء التي امامه تحاول الكلام بهدوء ، ليبتعد عن المكان غامزا لها بأكمال كلامها ، لتأخذ نفسا طويلا : هل رأيته من قبل؟ بدت على ملامحي الاستغراب ، فلماذا هي متوترة هكذا ، كنت اكلمها عن شكله ، وكيف اخذ عقلي تماما ، لتتحدث ..: بالمناسبة هو يلعب كرة القدم ، تعلمين ذلك ، لءصرخ وانا امشي امامها بحماس ..: انتي لم تعلمي كيف يبدو ، يا لاهي حتى انني لن استطيع النظر بوجهه ابدا ، كاد قلبي ينفجر عندما رأيت جسده ، لتتململ الاخرى بسبب ثرثرة صديقتها ..: وما هو الشيء الذي لا تعرفينه اذن ايتها الخرقاء ، بدأت بالصراخ بسبب ما تتخيله وهي تركض للخلف ووجها محمر تماما فارجة شفتيها ببلاهة ..: قد يكون افضل مما توقعت ، انه رائع ، وشعره الابيض معدته واكتافه ويديه ، ياااي ..لتنظر لها بأعين قريبة للسخرية ..: هل هو فارس احلامك اذا ؟، ان جميع الفتيات مغرما به يا حمقاء من ستهتم لتترك لك المجال بأن تكوني حبيبته ، اضافة الى انه رفض الكثير من هن وسيجعلن حياتك اقرب للجحيم ، ﻷصرخ بأنهيار ...ثم اخرج منديله الجميل ، : لكن ، انا فعلا لا اعلم ما اذا كان سيرفضني ام لا ، لكن حسنا تعلمين انني قبيحة وهو غاية بالجمال ، لكن لا بأس بالمحاولة ، لن يضر ذلك  ، اصدمت بشيء ما ، جسد رجل ، وبدأت بتلمسه ﻷرفع رأسي وانظر لوجهه وفجأة اقفز بأحضان صديقتي مرتعبة ، اتضح انه وايترز بالنهاية ، ليتكلم من خلفها...: يتضح انك رأيتني وانا اخلع ملابسي بوضوح ، أنزلت رأسي من شدة الخجل ...: اعتذر لم اقصد النظر اليك ، وايضا هل بالمصادفة ؟ ان يكون هذا المنديل لك؟ نظر للمنديل وانا رافعة يدي منزلة رأسي ، ليأخذه مني ...وايترز: حسنا ، يتضح انك لم تجعليه يتسخ ، اشكرك ان ثمين فعلا بالنسبة لي ، يبدو من نبرته انه خجل قليلا لنظر للجهة الاخرى ويضع يده على رأسي ويبدأ بالعبث بشعري ، حتى نفخت وجنتي بطفولية قائلة ...: لا تفعل ذلك مجددا..توقف عن ذلك ليجري للملعب وبعد بضع ساعات فاز فريقه وكنت استمتع برؤية لعبه وهو يلوح لي ﻷخجل ، وهو يبتسم لي تارة ويلعب تارة اخرى ، بينما الفتيات يحترقن بداخلهن ، اعتقد انني انتصرت بدون فعل شيء وسرقت قلبه كما استرقت النظر اليه  ، فأصبحت احب اللون الابيض بشكل جنوني ، واحب من جعلني احبه بهذا الشكل ، كان ذلك عالمي الابيض الجميل !...

النهاية...
© Mary marko,
книга «أبيض!».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (4)
Sham Am
بداية وجوده
أعجبتني أنها في قمة الروعة 😍😍
Відповісти
2018-09-23 16:13:40
1
нnw αsω
بداية وجوده
بس سؤال شنو هاي اليد الى بجانب كل رواية كل ما اظغط عليه يصفق 😂😂
Відповісти
2020-07-16 15:05:32
Подобається