الاهداء
المقدمة
الفصل الاول
الفصل الاول
المشهد الاول من رحيلك يا عزيزتي

وقفت متصنم في ذلك الزقاق لا أتفهم تلك الكلمات التي تفوهتِ بها للتو ، ظلام يحوطني من جميع الاتجاهات ، أدرتي لي ظهرك ولم تلتفتي حتي لتري كم أصبحت جريح في حربكِ ، غدوت طفلاً يبحث عن أمه التي تركته في وسط السوق تائهاً لا يعلم أين يذهب لا يستوعب فكرة أن أمه قد رحلت عنه ويظل يصرخ بأمي رغم فراقها له بكل قسوة

لا تغدو تلك الأم يا عزيزتي ففمي يخجل من نداءك بقاسية
تساقطت دموعي كقطرات الماء علي الأرض لتعكس وجهي الذي بدأ يذبل منذ تركك لي في ذلك الزقاق
أتعلمين ما شغل بالي تلك الليلة تساؤلات طرقت باب عقلي ،هل اذيتها ايها الفتي الملاعب!ولكن وجدت عقلي يجيب ومنذ متي واصبحت ملاعب يا صديق البراءة؟! لم تكف الاسئلة من طرح نفسها لترغم عقلي علي الاجابة و طال بينهما الحديث ولكن لم أسمع صوت قلبي بين تلك الأصوات فلقد وجدته يصاحب الصمت و يترك الحمقي

صمت لعلمه أنكِ رحلتي و لا يوجد من يداويه فإذا كنتِ داء لي كما قلتي فما كان سيتمناه قلبي هو ذلك الداء له لمدي الحياة ، ولكن لا بأس في رحيلك فمن يعلم ربما أغدوا شاعراً ..شاعر يكتب لحبيبته التي هجرته لابد أنني أحمق لاعتقادي أنكِ ربما تقرأين تلك القصة السخيفة التي بالنسبة لكِ لا تحمل اي معاني ، قصة حملت مكنون صدري برعاية كاملة ، وكأن الورق عشقكِ ليحفظك كختم أحد الملوك

توجهت في ذلك اليوم الي منزلي حاملاً هم رحيلك وكأنه خبر موتي وكعادتي عزيزتي وضعت مفاتيحي أعلي السرير التي ربما انسي غداً أنني وضعتها هنا ولكن أنا من سأذكر نفسي تلك المرة بها
لأبدأ بتغيير ملابسي السوداء التي كانت تتناغم مع الورد الأحمر الذي كنت أحمله لكِ ولكنكِ أسقطتيه أرضاً لتخبريني أن لا فائدة من إصلاح اي شئ
القيت بجسدي أعلي مضجعي مغلقاً عيناي خوفاً من كوابيسيك التي ستلاحقني ، خوفاُ من تذكر ما مضي وفهم الحاضر ،تناسيت العالم لاغلق عيني مستسلماً لعالم الخيال ، عالم الأحلام الذي يتحقق به كل ما أريد

لم أخبركِ يوماً عزيزتي بأنكِ كنتِ بطلة كل قصة أخطُها وأيضاً كنت بطلة عالمي الخيالي الذي أشعر فيه أنني علي سجيتي لا أُحرف في كوني أنا و أنتِ تصبحي ملكاً لي دون تدخل عنصر بشري أخر بيننا

ليتكِ علمتي قبلاً فربما لم تكوني لترحلي الأن
أخبرني يوماً جدي بأن لا أقع في الحب فالحب ثعلب مكار يخدعك بعاطفته وينقض عليكَ كفريسة طازجة ليجعل من تلك العاطفة ألم لا يتغلب عليه شئ ولكنني لم أستمع بل استمعت لكِ استمعت لدقات قلبكِ التي تراقصت مع دقات قلبي منذ المرة الاولي التي شعرت أنكِ بجانبي بها
شعرت بتلك المشاعر الدفيئة التي لا استطيع حتي وصفها لا أستطيع أن أطلق عليها لقب ما

دلفت لعالم الأحلام لأجدكِ تبتسمين كزهرة الربيع المتفتحة في موسمها وفي توقتيها الذي أعطي لها زهوة للفت انتباه الجميع
في تلك اللحظة فحسب شعرت و كأنني ملك ،شعرت بأنني الوحيد الذي أستطيع رؤيتك هكذا
أكره ضعفي امام ابتسامتك الصافية التي لها تنكسف الشمس وأمواج البحر تتراقص فرحاً لرؤيتها و نسيم الهواء يخشي التلويح لها

اختفيتي واختفي عالم الاحلام ليتحول مشهد الاحلام لظلام دامس فقد أغرقني النوم بشدة

كان مشهد رحيلك قاسياً عزيزتي ، تصدعت له الجدران وخشيت منه الغرابيب واختبأت منه الأطفال لشدة ألمه




© bassma soliman,
книга «الوداع».
Коментарі