تحذير..
فماذا عن هذا يا هذا
كل شيء سيكون على ما يُرام..
كل شيء سيكون على ما يُرام..

كم مرة انطلت تلك الحيلة عليك حين سمعتها، وكم من المرات ندمت حين بحت بما يثقلك لشخصٍ فلَم يُجبكَ إلا بها؟

تلك العبارة لهي يمكن أن تضاف إلى الأساطير والخرافات، كونها مستحيلة الحدوث..
نعيش في ما يسمى دُنيا، أي من الدنو..
فلن ترقَ أبدا إلى الوضع الذي يصبح كل شيء على ما يُرام..
فلتفكر معي للحظات، كل شيء يمر بالفعل، ولكن لا شيء يصبح بخير..
حين تتغلب على شيء يؤرقك تجد التالية لكَ بالمرصاد..
لا أحد يرزق الراحة الكاملة إلا بعد الموت..

لذا دعنا نفكر قليلًا.. لمَ قد نحيا؟
نحن نعيش في انتظارِ الموت يا صديقي.. فهو آتٍ لا محالة ولكن الأمر عائدٌ إليكَ فيما تفعل حتى يأتيك..

هل كل شيء سيصبح بخيرٍ بحق؟
أكل تلكَ الأفكار ستذهب ؟ هل سَيُستضاء ظلام قلبك؟
هل لهذا الطريق نهاية؟ أم أنك تركض خلف سراب..

هل ستصل إلى أقصى طموحك بعد كل تلك المحاولات؟ أم سينتهي بكَ الأمر ميتا وأنت لا زلت تحاول وتطمح لغدٍ أفضل..
وماذا أن فعلت وأدركت هدفك؟ ما التالي؟
عندما تفنى ما يلحقُكَ من هذا؟

لماذا تتعب إذا؟ لماذا تحاول وتبذل ما في حوزتك من طاقة من أجل شيء فانٍ قد لا تدركه!
الأمر معقد أكثر مما تتصور!
فتلك الحبكات لا يعقلها إلا القليل، الذين ما إن تترجمها عقولهم تودي بهم إلى خلاصهم من حياتهم..

كل شيء سيصبح على ما يُرام!!
الهي كم من السذاجة تحمل تلك الكلمات! وكم هو ساذج من يصدقها.. كل الأشياء السيئة تمر بالفعل..
ولكنها لا تنتهي ويظل الظلام يحيط بك حتى يغدق عليكَ من الثِقال..

خبِّرني.. ما قد يجعل حياتك مضيئة، مبهجة، باعثة للأمل؟..
في عالَمٍ نحنُ فيه.. السيادة للأقوى، ورغم تحضرنا لا زلنا بقانون الغابِ نسير..
البقاء للأقوى، فكم من القوة تملك حتى تبقى!..
ماذا تنتظر من هذه الحياة الغير عادلة! ان تمطر عليكَ مالا؟
أم تخرج لكَ من الأرض من الجان من ييسرك للجاه والسلطة؟
فقط حاول.. ابذل جهدك.. دمر نفسك.. اقض على سعادتك حتى تصل لما تريد.. كن أنتَ فحسب..

ثم ماذا؟
ثم حينَ توشك على الوصول يأتِ من ولِدَ وملعقة الذهب في حلقه يدهسُكَ ويصعد بنعاله على وجهك بكل سلاسة ويتسلم ما قد انتهكت أنت لأجله..
تذكر البقاء للأقوى..

سمعنا عن عشرات القصص لحفاة عراة صاروا أصحاب قصور وأبراج.. أولئك من حالفهم الحظ يا فتى، ولكن من أنت حتى تكون منهم؟
ماذا تستطيع أن تقدم مما قدموا؟ لتحصل على ما حصلوا..

اعقلوا الحياة، تجدوها أدنى من جناح بعوضة، ففيما ترهق نفسك؟ عد لرشدك وفكر مليا..
تأكد أن لا راحة في الدنيا وأن لا شيء سيصبح بخير..
وكن على ثقة بأنه إن مر الصعب فسيأتي الأصعب..
فإنك إن لم تكن ولدت بفرصتك، فستموت بحسرتك..

اعمل للحياة الأبدية ودعك من كل ما هو فانٍ، فأنت لن تروي تعطشك للطموح حتى تموت..

الحياة ليست وردية، بل هي سوداء لُطِّخَت بدماء المعافرين، وعرق المُجدِّين الذين أفنوا شبابهم وعمرهم على اللا شيء وكثيرهم غادروها دون شيء مما أفنوا عليه حياتهم..
وهي لن تكافئك ولو مسحت أرضها بدمك..

لا شيء أبدا سيصبح بخير، توقف عن خداع نفسك، وتقبل الواقع.. فواحد من كل مائة ألف شخص تمنحه الحياةُ حياةً.. ولا تقلق فلستَ أنت منهم..

اتعب وجِد، عافر وتمسك بالحلم.. أو نم واسترخ ولا تَضَع طموحًا.. كلاكما في النهاية سواء.

جميعنا مثوانا التراب..

© Sera Swing,
книга «Dark room thougts || أفكار الغرفة المظلمة».
Коментарі