00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
02:00
كنتُ بطريق العودة من الجامعة متجهة لشقتى عندما لاحظت تجمع جديد من الناس امام ساعه بج بن.

كلاكيت للمرة... لا أعلم عدد تلكَ المرات التى عُرض بها ذلك المشهد الذى توقعته بدون حتي أن احاول الاهتمام لما يلتف حوله الناس.

شاب يركع أمام حبيبته ليظهر مدي حبه لها امام تجمع كبير من الناس و يقوم بإخراج خاتم من علبة حمراء ليلبسه أياها خلف تصفيق الجميع و دموع السعادة خاصتها ثم قبلة شاعرية، هراء!

لا أعلم لما تكون العلب دائمًا بالون الاحمر أعنى اللون البنفسجى مبهج أكثر!

مع تكرر تلكَ المشاهد على عينى لاحظت أن معظم أو أكاد اصفهم بكل من يأتى لهنا و يقوم بذلكَ الأكلاشية المكرر ليس من سكان المملكة المتحدة _ انجلترا _ او من سكان لندن حتى!

سكان لندن وحدهم من يعلمون أن بداخل كل مَعلم أو مكان شاعرى هنا مقبرة لقصة حب فاشلة لذا نحن لا نؤمن بالحب او ربما انا فقط من لا يفعل.

الأفلام ، الكتب و الروايات حتى الرسوم المتحركة التى تُذكر بها لندن عنوانها هو الحب ، أين الظلم و الجهل و عدم المساواة، إن الناس لا يموتون من عدم الحب لكن يموت الكثير يوميًا عدم الوعي و من الجهل و من الظلم و من الجوع و العطش.

انا لا اكره الحب ، انا فقط لا اؤمن به.

الحب و إرتباطه الوثيق بالشعر و الغزل ، بربكم الجميع يستطيع التحايل بتلكَ الكلمات الحمقاء المكررة، و بذكر الاشياء التي لها ارتباط وثيق بالحب أيضًا فأليكم أولها : الكذب، الكثير من الكذبات و الدموع.

تركت اغراضى بأهمال فقد كان ذلك يوم شاق بحق كما يجب علب عاجلاً إنهاء بعض اللوحات و الاهتمام بمشروع تخرجى و بالتطبع مراسله اصدقائي بين الحين و الآخر لأطلعهم أني لا زلت علي قيد الحياة، حتي الآن علي الأقل.

اتجهت لمرسمى ذو الاضائة الخافتة و اشعلت بعض الشموع المعطرة لتجعل رائحة الغرفة فاتنة.

واجهت العديد من الطلبات الغريبة كالرسم بالقهوة و الوان الصباغة و ها هو طلب غريب جديد.
المعتاد ان تكون اللوحة بيضاء و الرسوم بالاسود أو أيًا كانت الألوان لكن تلكَ المرة أراد الراسل أن تكون اللوحة بالاسود و الرسم بالابيض.

أخربتكم بعض من عاداتى الغريبة سابقًا ، اضيفوا تلكَ العادة ضمنهم:
قبل رسم أى لوحة أجمع معلومات عن صاحبها و عن تفكيره فإذا كان من النوع الحالم فتكفى الرسوم الهزلية و الوردية و إن كان شخصية واقعية فستكون اللوحة ظاهرة الملامح و جريئة بإختيار الألوان أو هناكَ الأشخاص المصتنعة أو احب وضعهم تحت أسم ' لمجرد الاقتناء ' و غالبًا ما تكون لوحاتهم مذهبة بألوان الترف و المناظر الطبيعية.

شخصيه الفتاة صاحبة الطلب كانت غامضة، أم عزباء لصغيرة بالصف الثاني، سباحة و لها الكثير من المشاركات الدولية، تحب إظهار القوة بقلبٍ هَش للغاية مما جعل الفكرة عنها تتشكل داخل عقلي بسرعة.

الرسم بالون الأبيض أكثر حساسية من أى لون أخر لذا فلا مجال للخطأ خاصتًا بأن اللوحة ستكون بسيطة، فقط بضع خطوط بيضاء ستشكل فتاة من الظهر مطأطة رأسها لاسفل.

هذا يبدو جميل بطريقه ما ، لكن لايزال ينقصه الكثير من العمل حتى تتشكل الصورة الكاملة التى رسمتها بمخيلتى.

انهيت اللوحه بالعاشرة تحديدًا ثم راسلت الفتاة لتختار مكان التسليم و كان بحديقه الهايد بارك.

أحكمت معطفى على جسدى النحيل بسبب برودة الطقس و غلفت اللوحه بالاكياس البلاستيكية و الورق المقوى حتى يحميها من تسلل المياه لها إن امطرت السماء ثم تركت العقار متجهه للوجهة المنشودة.

بمساعدة سيارة اجره وصلت لحديقه الهايد بارك سريعًا و جلست على أحد المقاعد انتظر حتى جائت الفتاة صاحبة اللوحة مع طفلتها الصغيرة صاحبة ألطف ابتسامة علي الإطلاق، سلمتها اللوحة و حصلت على مالى مع ابتسامة رضي من كلتاهما.

لست أرسم بدافع المال ، انا فقط اضع أسعار رمزية للوحات حتى أحفظ مجهودى فالمال الذى يرسله لى ابى يكفينى و أدخر منه ايضًا.

تأملت تحضيرات العام الجديد بينما اسير بالطريق ، ديسمبر يوشك أن ينتهى و انا لازلت وحيدة.
الهواء البارد كان يداعب خصلاتى حتى هبط المطر و تبللت بالكامل، رائع.

لم أكن حزينة من الوحدة أو من عدم وجود حبيب علي أي حال، ان يستيقظ المرأ بالجانب الخطأ من العالم أفضل من أن يستيقظ علي صوت شخص خطأ يؤرق عالمه.

انا تلكَ الفتاة صاحبة العدد الخرافى من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي و ذات الشعبية الكبيره بالعالم الافتراضي لكن صفر كبير فى الحياه الواقعية.

قاطع تأمل واقعى البائس عدم الشعور بماء السماء لأرفع نظرى لمظلة سوداء دفع بها أحدهم تجاهى لأمسكها بدون تفكير و أشاهد ذلك الغريب يرحل بعيدًا!

انا حتى لم استطع تمييز من ملامح وجهة سوى شعره البنى المصفف لأعلى و لحيته التى توشك ان تنبت و معطفه الاسود على قامته الرياضية بإحتراف يركب سيارته الآن و يرحل.

هذا كان غريب لكن الأغرب كان الورقة المربوطة بشريطة بنفسجية بالمظلة التى عندما قرأت محتواها كنت على اتم الاستعداد للركض خلف تلكَ السيارة لأعرف هويته لكنه اختفى من الأفق.

" سينا يا أله القمر ألم يَحن الأوان أن تقتربى من يدى كما انتِ قريبة من قلبى؟ أحببت نفسى منذ جعلتكِ جزءًا منها، دقى على أوتار قلبى كما تدق الثانية عشر."

بنهاية الورق وضع تعليقًا بأحرف من اسمه "LP" رفعت عينى لبج بن التى تزامنت دقاتها مع دقات قلبى و قراءة تلكَ الورقة لتعلن عن بداية اليوم التالى.

هذا لم يكن فقط غريب بل كان مدهش أيضًا لطالما تعجب الناس عندما كنت اقول اسمى _ سينا _ لكن لم يسألنى احدهم قبلاً عن معناه.

كيف تزامنت كلماته مع الواقع و كيف يعلم ان سينا تعنى أله القمر؟ كيف يعلم ان اسمى سينا من الاساس؟ أكاد أدفع نصف عمري لأعرف من ذلك المجهول و النصف الآخر حتي أجده.

...................

Song of the part : Blue ft. Troye sivan
© Dan ,
книга «12:00 | L.P».
Коментарі