المُقدمة
الفصل الاول || بداية النهاية
الفصل الاول || بداية النهاية

جميعنا نشير اليه بالشيطان ..لكننا تناسينا انه ذات مرة كان ملاكاً

اذا كنت تعتقد انك ستجدنى الان بمطرقة اهشم رأس ضحية فأنت احمق او انك تتخيلني فى زنزانة سجن مليئة بالحشرات والرائحة الكريهة فأنت اكثر حُمقاً

لنعود للبداية ... لبداية نهايتى

عندما كنت طفلاً صغيراً .. ارجوك لا ترسم الان فى مُخيلتك السميكة انني كنت الطفل المنبوذ المُريب الجالس فى نهاية الفصل يتأمل مؤخرة رأس اصدقائه مُفكراً بمدى قابليتهم للتحطيم

انا كنت عكس ذلك ..ذات مرة كنت الطفل المحبوب المتفوق ..الشهير فى مدرسته ، الفتى المُضحك صديق الجميع

أاُخبرك بسر ..جميعنا كنا ملائكة فى وقت من الاوقات ، البعض منا حافظ على روحه النقية والاخر فشل بذلك سواء كان بأرادته ام لا

لنبدء بالحكاية

فى الصف الاول من المرحلة الابتدائية ...ستجدنى بالطبع جالس بالمقعد الثانى بالصف ، لماذا لم اجلس بالمقعد الاول ؟

لاننى كنت طفلاً نبيلاً منذ صغرى وتركت مقعدى فى الصف الاول للفتاة الحسناء ذات النضارة الطبية ..عند تذكر ذلك الان ارغب بالتقيؤ

كنت اتأمل ساعة الحائط المُعلقة امامى ، مع كل حركة يقوم بها احد العقارب كان ينبض قلبى فرحاً وانا انتظر خروجى من المدرسة للذهاب للمنزل

خاب ظنك مرة اخرى صحيح ؟ .. ظننت أننى سأكون الطفل التى والدته تطفأ السجائر فى مؤخرته

لقد كانت ام حنونة ، كانت تقف دائما عند بوابة المدرسة تبحث عيناها عنى بلهفة

كنت حينها اظن دائما ان الام الجيدة حتماً شخصاً صالحاً

لكن بعد خبرتى الان ادركت شيئا ، لا يوجد شخص جيد جميعنا عبارة عن مزيج مضطرب من الابيض والاسود

استقبلتنى كعادتها بين ذراعيها وهى تسألنى عن يومي وعن واجباتى المدرسية

اثناء سيرنا سمعت صوت خافت بين الاشجار ، لذلك افلت يدها وركضت لاشباع فضولي الطفولي ، وجدت قط صغير حجمه لا يتخطى كفة يدى ، كان من الواضح ان امه تخلت عنه سواء بارادتها ام لا

حينها ترجيتها ان نأخذ هذا القط الذى كان يرتعش بين يدى

اذا كنت تفكر الان كيف لشرير ان يكون رحيماً مع حيوان

ايها الاحمق انا لم اولد بقرونى تلك !

بعد الحاح منى وافقت وهى تفكر بمدى غضب ابى من ذلك

بالتأكيد الان انت بدأت برسم صورة ابى ..وكالعادة بدأت مُخيلتك بتأليف هذا السيناريو انه كان سكيراً دائماً يضرب والدتى واحيانا يقوم بأغتصابى

عذراً لتخيب املك مرة اخرى ابى كان شخصا عادياً ، بالحقيقة انه كان يُصنف تحت الاشخاص الجيدين بأراء العديد من الناس

لكن لا تنسي انني اخبرتك انه لا يوجد انسان جيد

تلك الليلة طلبت من امى ألا تخبره عن القط لانه يبدو منزعجاً ، لذلك قررنا تخبأته فى غرفتي اسفل فراشى

ككل يوم جلسنا على طاولتنا والتي كانت بسيطة كعادتها ، ابي فى المنتصف بينما امى على جانبه الايمن وانا على الجانب الايسر

فى تلك الليلة ابى كان هادئا بطريقة مُخيفة ..حتى الحى خاصتنا كان ساكناً

لذلك صوت الرياح الذي يداعب اغصان الاشجار كان واضحاً لاذناى اثناء تحديقى فى طبق الخضراوات الذى اكرهه بشدة

 هل انت بخير " قالتها امى بقلق وهى تنظر لوالدى الصامت يأكل طعامه بهدوء"

كيف كان يومك بالصف " تجاهلها ليوجه نظره لى بينما يده امتدت ليبعثر خصلات شعرى الامامية"

وكطفل احمق متحاذق فى السابعة من عمره منتظر اى شىء يخلصه من طبق الخضروات اللعين ، كان ذلك طوق النجاة بالنسبة لى

ا"اليوم المعلم اخبرنى اننى اذكى فتى بالصف ابى ، اتعلم لقد غيرت رأيي انا لا اريد ان اصبح شرطيا ، سأكون طبيباً بدلا من ذلك ، سأكون طبيب بيطرى لانهم اذكياء " قلتها بحماس طفولى وانا احرك يدى بعشوائية ..طبيب يالسخافتى !

 بيطرى ،انها كلمة كبيرة اتعلمتها بالصف " حاولت امى المشاركة فى الحوار بعدما أدركت تجاهل ابى لها"

 ا"الاذكياء مثلى يحفظون الكلمات سريعا " اجبتها بغرور وانا اضم يدى لصدرى ..كم ارغب الان بالعودة للزمن وقتل هذا المتحاذق الصغير ! ..حسنا لا يجب على فعل ذلك ، اتدرى لماذا ؟ ، لان مصيره اسوء بكثير من القتل

كعادة كل ليلة ابى جهز لنا الحليب الدافئ مع قطع البسكويت المفضلة لدى التي يحضرها يوميا من المخبز المجاور لمنزلنا

فى تلك الليلة لم اجلس معهم اثناء شرب الحليب ومشاهدة ذلك البرنامج السخيف

بل اخذت كوبى و تحججت بمدى ارهاقى واننى سأشرب الكوب وانام مباشرة لكن كلانا نعلم ان الطفل ذو السبع اعوام كان مُتلهفاً لتقضية الوقت مع صديقه الجديد

امي عانقتني مُتمنية لى احلام سعيدة ، ابى فعل المثل أيضا لكنه في تلك الليلة شد على عناقي كثيرا لدرجة اننى شعرت بعظامي تتمزق بين ذراعيه

لذلك بنبرة متذمرة اخبرته انه يؤلمنى ، ابتعد عنى مُعتذراً ، بعثر شعري كعادته واخبرنى بمدى حُبه ..نعم ابى كان ملكة دراما بشارب ولحية

دخلت الى غرفتى وبحرص شديد اخرجت الصندوق الورقى الذى خبأت به صديقى الجديد ، كان ابيض اللون ويموء بصوت ضئيل لا يُمكن سماعه

ربت عليه بخفة وانا ادندن له اغنيتي المفضلة ..يالى من رومانسى 

ثم ادركت اننى لست بذلك الذكاء الذي اظنه لانني لم اطعمه اى شىء منذ الصباح ، فى تلك اللحظة وقعت عيناى على الكوب الزجاجى الذى وضعته سابقا بجانب فراشي

بحماس التقطته وسكبت بكل غباء البعض منه على الارضية لكنى كعقلية طفل احمق لم اهتم ..كل ما شغل كيانى فى تلك اللحظة هو السعادة عند رؤيتى للقط وهو يلعق بعض الحليب على الارضية بلسانه الوردى الصغير

لعبت معه قليلا وكنت حريص ألا اصدر اى صوت فبالتأكيد لم ارغب بكشف امرى والافصاح عن خطتى الخبيثة بالنسبة لطفل فى الابتدائية لتقضية بعض الوقت مع صديقه السرى

نمت كالاحمق مُحتضناً دمية صغيرة قامت امى بحياكتها محاولة منها لمُراضاتى لعدم قدرتهما على شراء السيارة البلاستيكية التى اردتها فى عيد مولدى

فركت عيناى بخمول عندما ازعجنى ذلك الصوت ..بتثاقل نهضت من على فراشى

عدة ثوان ظللت واقفاً مغلق عينى كنت سأعود للفراش مرة اخرى لولا ذلك الصوت المُخيف ..الصوت الناتج عن ارتطام شىء ثقيل بارضية الصالة خاصتنا

بخطوات بطيئة توجهت لباب غرفتى وانا اتضرع بداخلى ألا يكون قد سقط احدى الاطارات العملاقة المُعلقة على الحائط لدينا ..لان ذلك سيُحزن امى كثيراً خاصة انها كانت هدية زواجها من والدتها الراحلة

تنهدت براحة عندما وقعت عيناى على الاطار موضوع فى مكانه المعهود ..جيد..امى لن تحزن

لاحظت ذلك الجسد الراقد على ارضية منزلنا الباردة ، ابى دائما يترك نور خافت لاضاءة الصالة حتى لا اخاف اثناء ذهابى لدورة المياه اثناء الليل ..لكنه لم يفعل ذلك تلك الليلة

احد مصابيح الطريق كانت هى الوسيلة الوحيدة لانارة صالة منزلى تلك الليلة من خلال النافذة المفتوحة ..رغم الاضاءة الخافتة الا انى استطعت رؤية ظهر امى

يُتبع ..




بصراحة انا مكنتش ناوية انزلها هنا دلوقتى غير لما اخلصها كلها الاول فى الواتباد بعد  كده انزلها متعدلة ومتظبطة هنا بس الكومنتس القمر بتاعتكم اغرتنى يا جماعة 

اتمنى انها عجبتكم واى نقد بناء انا بقبل بيه 

© مريم ,
книга «المُخْتَل || L.T».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Mickey
الفصل الاول || بداية النهاية
دايما عندي سبب ان الشرير فعلا كان ليه سبب انه يبقي شرير اصل اكيد مصحاش من النوم لقي نفسه عايز يبقي شرير😂 الا ناس بتكون غريبه لوحدها بقا
Відповісти
2020-07-26 21:53:25
1