إهداء.
لا لِلحُزن مكان بيننا.
لا لِلحُزن مكان بيننا.
استيقظت عليَّ صوت تَغريدات الطيور لتـتأفأف ناهِضه عن سَريرها الدافئ بـضجر.

حِينما رأت انعكاسها عليّ المرأة ابتَسمت بـشفقه عليّ حالها فمَن كان يُصدق ان تِلك الفتاة هي نفس الفتاة التي ابتسامتها كانت لا تُفارق وجهها.

×

الطُرق لَيست مَليئه بِالناس كَكُـل صباح، لكِن هُناك من يَجلس هُناك عليّ احدي الرُصف، مَلامحه شاحِبه،اللَون الاسوُد اخذ يَقبع تحت عيناهوعيناه و ابتسامته المُزيفه يُخفيان خلفهُما الكَثير من الألم و الجُروح الذي محتاج احدًا ان يداويه لهُ.

"انستي." اوقَفها صَوت ذاك الغريب،التَفت لَه مُنتظراه يُكمل "اين تَذهب القُلوب المُحطَمه؟. " لتَعقد هي حاجباها  مُردفه "ماذا تَقصد؟. "

"ما بكِ،اين تَذهب القُلوب المُحطمه؟. " عاد يسأل مره اُخري و ظَاهر عليّ علامَات وجهه انه يُريد مَعرفه الاجَابه و بشده.

"لا اعلم، انا لمْ اذهب قَبلاً قط." اردَفت و التقط في نبرتها السُخريه"اذهب لأحد اخَر واسأله. " نَبست ثُم عادت تُكمل طَريقها.

"تَدعين انكِ لستِ حزينه، وقَلبك سَليم لِيس مُحطم كـشظايا الزُجاج صحيح؟." قال لتقف وتَلتف لهُ قائله "ماذا تَقصِد؟. "

"اقصِد إنكِ محطمه مثلي تماماً وتَبكين ليلاً وتكتمي شهقَاتك حتي لا يَسمعك احد و يدوعكِ بالكئيبه، قلت شئ خاطئ؟. " أردَف لتَهز رأسها نافِيه.

"اذاً لنَقُم بعهد سوياً." قال وهو يَجلس عليّ الرصيف لتفعل المِثل قائله "قُل ما عَندك."

"ليس لَدي مَن اثِق بِه بالقَدر الكافي، او لكي اكُوُن صادِق ليس لَدي مَن اثق بِه مِن اساس، اذاً سيحكي كُل منا ما يُحزنه للٱخر، ونَحن لا نعرف بَعضُنا ولا اظُن انني سنري بَعضنا مُجدداً،لذا هي فُرصه جيدة." اقتَرح لـتُفكر هي قليلاً في ذلـك العَرض ثُم تومئ موافقه مُضيفه "حسنا انا موافقه." قالت وهي تَمد يدها لتُصافحه ليُبادلها المُصافحه مُبتَسم.

"اذاً من يبدأ." ارَدف
"اُفضل ان تبدأ انتَ اولاً." اجابت سريعاً ليتَنهُد و يبدأ.

"حسناً، انا مُنذ صُغري كُنت كالأضحوُكه للجَميع، حتي أقرب أصدِقائي،لمَ احبذ أن اقول لهم ان هذا يُحزني، لاني كُنت اخاف ان يِحزنهم هَذا، لَكِن من كان يهتم لحُزني." قَال و تَكونت تِلك الطَبقه الرَقيقه عليّ عَيناه التي يَتليها دموُع لا نِهاية لَها و بَدا صَوته مُرتجِف و حزين.

"هُما لا يَعلمون كَم هذا يُحزني، لا يَعلمون عن بُكائي بسبب تِلك الكلمِات التي هُم يعتبرونه كـ 'مُزاح'، لكِن اي مُزاح الذي يجِعلك تحاول الانتِحار و لَعن نَفسك و تلقيب نَفسك بالقَبيح."

"انا حتي اشُك انَهم لا يَحبوني كَما يَدعُون، لكني اُحبهم، ان ابتَعدت عَنُهم سأكون وحَيد."

"عليّ مَن اكذب، حتي وأنا مَعهم کُنت أشعر إني وَحيد." انهي كلِماته ثَم بدأت الدمُوع تَسقط واحده تلو الاُخري ،غطي وجهه بكَفيه لأنه يحَاول ان يكوُن قَوياً كَما وعد نَفسه سابِقاً،لكِن انه دائمًا يوُعد نفسه انه سـيكوُن قويًا ولا يهتَم لكلام الناس ولا يَفعل هذا.

"لا لا تَبكِ." أردفت وهي تَمسح دموُعه بـمنديل " عليّ الاقل انتَ لم تشعُر بالخُذلان مِثلي."

"كَيف؟. " سأل و يمسح اخر دموُعه.
"هل شَعرت ان افضَل صَديقه لكَ تكوُن مِن اشد كارهينكْ ثُم تـتحول لأكبر اعدائك؟."سألت ليَهز رأسه نافيًا و يُنظر لها بإهتـمام مُنتظر ان تُكمل.

" هذا بالفِعل كان شُعوري،الفَتاة التِي كُنت اعتبرها بمثابه شَقيقتي، كانت فَقط تتدعي هذا الحُب."

"ان تَكتشف اكثَر شَخص احببتُه كان يملك الكثير مِن الكراهية والحِقد مِن ناحيتَكْ."

"دائماً كانت تؤذيني بكَلماتِها، لكِن كُنت اتغاضي عَن ذَلك لأني اُحبها،كُنت احبُها لذاتَها،لِما هي عَليه."

"اكثَر شَخص كُنت تثِق به وتبكِ عندما تَشتاق اليه وقَد تَفعل اي شئ لـجَعله يَبتسم،كان فَقط يَكرهك وتركك من اجل اخَرين افَضل مِنك مِن وِجهه نَظره."

"وهذا ما اقصِده، هذا شُعور الخِذلان،عِندما تَعطي شخص الثَقه و يخذُلك و عندما تُعطيه قلبك سليم يَعيده لكَ مُحطم." انهيت كلماتِها و هي تَحاول عليّ قَدر الامَكان ان لا تُسمح لتِلك الدموُع ان لا تَخرج لكـن محاولتها لم تُجدي نفعًا.

"لا تبكِ، البُكاء لن يُفيد شئ،عليَّ اي حال هي خَسرت صديقه جَيدة و لطيفة." قال وهو يَمسك ملابِسها ويمسح بِها دمُوعها لتُقهقه بخِفه علي برائته.

"اشكُري الرب انهُ كشَفها لكِ."تمتم وهو يُنظر لعيناها "نعم، انتَ عليّ حق. " تمتمت و نظَرت هي الأُخري في عيناه مُبتسمه بـحُب.

"اظُن ان كلانا يُكمل الاخر. "اردف وهو مازال ينظُر لزُمردتيها اللامعتين.
"في ماذا؟. " سألت بالمُقابل وهي مازالت تُنظر لمُحطيَّه التي عليّ وشك الغَرق به.
"في الاحزَان، كُلا مِنا يُكمل الاخر في الحُزن." لتَنظُر له هي بمَعني 'حقاً'.

"لا تُنظرين لي هَكذا." قال وهو يُقهقه ويُغطي وجهه بكَفيه لتشاركُه القهقه وتِرجع للخَلف للتستند بالحائط ويَفعل هو المِثل.

"اذاً ما اسمك؟. " اردَفت.
"نايل ماذا عَنك؟. "
"اوليڤيا."قالت ليومئ مُبتسم بلُطف واشاح كُلاً مِنهم نظَره عن الاخر.

" لكِن أنت لطيف وجَميل نايل، لِما تَظُن الَعكس؟. " صَرحت لهُ عليّ شكْل سُؤال.
"وانتِ صَديقه جَيده ولَطيفه اوليڤيا، لِما تظُنين العَكس؟. " قال لتنظر له مُبتسمه ثم هزت رأسها وكتفيها بِمعني لا تَعلم.

"لما اوقَفتني انا بالذات وسألتني هذا السؤال؟. " سألته محاولة ان لا تُعطي لـلصمت مجال بينِهُم.

"كُنت اراكي يومياً في نَفس هذا الوَقت، كنتِ تبدين حزينه وشاحِبه عن قَبل كُنت تِلك الفَتاة ذات الابتِسامه المُبهجه،لكِن اين تذهبين في هذا الوَقت يومياً مِن اساس؟."
"العَمل، اوه انا نسيت العَمل حتماً سأعاقب." قالت وهي تضرب جبينها بخِفه ليبدأ كُلاً منهم بالضحك وبدأ صَوت ضحكاتِهم يَعلو تَدريجياً و الماره ينظُروُن بـغرابه.

ظَهر صَوت عربة المُثلجات و التَف حولها العديد مِن الاطفال يُريدون المُثلجات و يصرخوُن بـفرح.

"مُثلجات؟. " اردَف بنبرة تساؤليه.
"مُتلجات." اردَفِت وهي تُهز رأسها ثُم بدأوا يتسابقان نَحو الَعربه كَالأطفال و صوت قهقهتم يُملئ المَكان.

حتماً سيَظهر يوماً من يُنسيك جِراح الماضي، من يَهتم بكَ كاهتمام ام لطِفلها الاول.

سيكوُن عِلاجك الشافِي لكُل تِلك الالام و الجراح التي سَببها  لكَ الناسَ ،مَن سَيحب عيوُبك قَبل مُميزاتك.

مَن سيَحبك لذاتَك، سيَحبك لانك انتَ، لَن تَحتاج مَعه لتَزييف طِباعك او شَخصيتك.

وحتي تَجد هذا الشَخص،انا هُنا لأجلك،سأحبك لِما انتَ عَليه.

و تَذكر دائماً ان الجَميع يَستحق الحُب و حاول دائماً ان لا تَكون كَلماتك هَماً عليّ قَلب احد و لا تكُن تِلـك الشخَصيه للشريِره في قِصه احدهُم.

                               ❁❁❁
                    فَـلتَقُل خيراً او لتَصمُت.

تمت.®
××

النهاية مفتوحه تخيلو انتو:"♡

اسفه لو عكيت بس بجد الون شوت ده عبر عن حاجات كتير مريت بيها وناس كتير يعني:"

© Harribaa .,
книга «نحنُ نُكمل بعضُنا // نايل هوُران.».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (2)
Harribaa .
لا لِلحُزن مكان بيننا.
ربنا يخليكِ ولله💙
Відповісти
2018-09-19 09:56:06
Подобається