١
٢
٣
٣
"ما هذا؟" قال رافعًا لأحد حاجبيه وقد بدا عليه التوجس.

"لا بدّ أنها آن! سأذهب لأتفقدها." سارعت أتحدث راغبة بالصعود لأعلى ، وفي عقلي احتمال يخيفني. أرجوك لا تكن صحيحًا أرجوك..

هرولت أعلى الدرج حيث كانت آن واقفة تنظر بفزع داخل الغرفة، وعندما القيت نظرة كان ما خشيته قد حدث.

كان كما يبدو قد عادت إليه النوبة وقام بتحطيم طبق الطعام فوق رأسه ليغطى بدمه وأسفل رأسه بركة من الدماء. يا إلهي أنا السبب في ذلك.

"اسرعي في طلب الإسعاف بينما أحاول فعل أي شيء! " هرولت آن نحو الخارج بينما ذهبت أنا للحمام وجلبت عدة الإسعافات الأولية لأبذل أقصى جهد لي في تقليل النزيف، كان ما زال واعيًا وعيناه مشتتان.

ليتني أعلم فقط كيف انقذه، فقط لو اعلم سبب هذا المرض. الحالات المشابهة لحالات تريس ليست كثيرة، بالطبع وجدت عدة حالات حية ولكن لم أسمع كثيرًا عن أولائك الذين يؤذون أنفسهم لأن أغلبهم يكونون وسط عائلتهم أو في أماكن عامة وحالات نادرة تكون وحدها.

أتت إلي آن ونبأتني بوصول سيارة الإسعاف قريبًا، مر بعض الوقت على جلوسي ضاغطة على جرح تريس حتى تخدرت يداي.

"لهذا تأخرتي إذًا. " التفتّ لأجد جريج يقف خلفي ينظر لابني الملقى بين ذراعاي فاقد لوعيه ودمائه تغطي يداي وملابسي والأرض.

"هل هكذا مات زوجك وولدك؟ يا له من عار. " عاد مجددًا يحاول استفزازي. فكرت في الرد عليه ولكن وصول آن معلنة وصول عربة الإسعاف أخرسني.

تم نقل تريس للمشفى وهناك تم حجزه بعد اكتشاف أنه مريض بحمى الضحك بفضل جريج.

***

"..وكما ترون على الشاشة فحسب آخر الإحصائيات فقد ازدادت نسبة المرضى هذا الشهر أكثر من ضعفي ما كانت عليه الشهر الماضي ويشدد وزير الداخلية على تعليمات الدفاع عن النفس ضد الضاحكين-"

مر شهر منذ حجز تريس في المستشفى موضوعًا تحت التجارب وبالكاد أستطيع رؤيته. ولكن ما حدث وكان إيجابيًا هو أنه بطريقة ما بدأ المرضى الموجودون في المستشفى بالتعافي! حسب الكلام الذي قيل ف آخر اجتماع تم إجرائه أن سبب المرض قد تم عزل المرضى عنه. ولكن بسبب جهلنا عن ماهية سبب المرض؛ فلم نقم بالكثير من الإجرائات الرسمية.

جلس هنري على كرسي يقابل مكتبي ممسكًا بين يديه هاتفه الجديد الذي لم ينفك يثرثر حوله منذ أن اشتراه.

"لا أصدق أنهم قاموا بتنزيل سعر الهاتف لهذه الدرجة! نصف السعر! هذا رائع فقد استطعت شراء واحد أخيرًا. هذا الهاتف يتميز عن باقي الهواتف ب-" وها هو ذا للمرة المائة يتحدث عن مميزات هاتفه الغبي.

"هنري، لقد قلت لي هذا مرات بالفعل. " قلت مسندة خدي فوق قبضة يدي بتضجر. "ما آخر ما توصلت إليه؟" غيرت الموضوع لشيء أهم. مازال الجميع يجهل ما سيحل بالمرضى المحتجزين في المستشفى.

"لا شيء، يقولون بأن عليهم القيام باختبارات أخرى للتأكد من ذهاب المرض تمامًا." قال فتنهدت بهدوء، أتمنى لو ينتهي هذا الكابوس بسرعة. اسندت ظهري على ظهر الكرسي ومددت ذراعاي بتعب فسمعت يفتح الباب على مصراعيه فجأة لتدخل آن غرفة المكتب وهي تلهث وأغلقت الباب خلفها على عجل مسندة ظهرها عليه بتعب. كان شعرها الأشقر مبعثر وملابسها ممزقة عند الكتف ومقلتيها المرعوبتان تتلفتان يمنى ويسرى بلا هوادة.

"هل أنت بخير؟! ماذا حدث؟" سارعت نحوها ممسكة بجسدها المرتجف لتجلس على الكرسي الذي أمام المكتب بعد أن نهض هنري عنه مفسحًا المجال لها.

"ل-لقد ألغوا الجامعة اليوم.. بسبب حدوث عدة هجمات. و لكن أثناء قدومي لهنا.. واجهت واحدًا منهم. " كانت تتقطع في الحديث بسبب لهاثها.

–"ألم أخبرك أن تحتفظي معك بمسدس مخدر احتياطي! "

"كنت مستعجلة صباحًا ولم أكن أفكر." بدا على وجهها الندم

"هل ترغبين بشرب أي شيء؟" سألها هنري بنظرته الحالمة المعتادة.

"سيكون هذا لطيفًا منك" اجابته ببساطة، لكنها لا تدرك كيف لعبت هذه الكلمات على أوتار قلبه فتورد وجهه وارتبكت ملامحه

"ح-حالًا" خرج يمشي مشية عسكرية ولكن لم يبدو أنه مركز على طريق مشيه لأنه قد صدم بالباب النغلق وبتوتر خرج من الغرفه تاركًا إيانا وحدنا

"هل هناك جديد؟" سألتني ناكسة رأسها

"كلا، مازال عالقًا في المصحة." نظرت إلى عينيها الواجمتين "هل تلومين نفسك لما حدث؟"

"لا ليس هذا، تعلمين.. الأمر فقط لقد كنت أعامله بسوء ولم أدرك كم كان يتألم. " شعرت بندمها تغمر نبرة صوتها.

"عزيزتي، لا تفكري هكذا إن-"

خرجت صيحة مرعوبة من هنري في الخارج فنهضت كلتانا في فزع.

"لابد أنه ذلك الضاحك قد صعد خلفي لهنا! " صاحت في جزع.

أخرجتُ مسدسين من درج المكتب وقدمت واحدًا لـ آن وأعطيتها ذخيرة، بدت متوترة ولكنني لم أنتظر وفتحت باب المكتب لحجرة الإستقبال حيث كان هنري ملقى على الأرض وفوقه سيدة بدينة يمسك بيديها اللتان تصارعان لتحكم على رقبته. وعدما نجَحَت في وضعهما حول رقبته سارعتُ أصوب مسدسي نحو تلك السيدة فأطلق المخدر نحو رقبتها فسقطت أرضًا.

"شكرًا. " قال هنري وهو يدفع تلك المرأة من فوقه فتقدمت آن لتساعده لينهض.

"اطلبي الخط الساخن لنقلها من هنا. " قلت عائدة للمكتب.

***

المزيد من الأسابيع مرت دون جديد، فمازلنا نبحث في سبب المرض دون جدوى. على الرغم من أن جميع الحالات التي يتم حجزها في المصحات بطريقة ما تشفى! ومازلنا نجهل سبب حدوث ذلك!

حضر هنري إلى مكتلي مسرعًا ذات يوم يخبرني أنه يبدو أنه اكتشف سبب المرض، كانت على وجهه بسمة عريضة ويده التي تحمل قفص يحتوي على قط يبدو كقط شوارع ترتجفان من الحماس.

"ماذا؟ ما هو؟" نهضت وأنا أشعر بالحماس يجري في عروقي فلم أعد أريد الجلوس فنهضت من فوق كرسي مكتبي.

"لن تصدقي ذلك! السبب كان أمامنا طوال الوقت دون أن نلاحظ ذلك" قرب إليّ قفص القط لأراه بشكل أوضح، فرفعت حاجبي له

"ما علاقة القط بأي شيء؟" استفهمت باستعجاب.

"ستعلمين حالًا. " وضع القفص فوق طوالة المكتب ثم قرب منه هاتفه الجديد وقام بفتح الهاتف وشغل بعض الموسيقى من تطبيق الأغاني وتركه بالقرب من القفص وجذبني من ذراعي لنبتعد عن القط. بدا القط مستمتعًا بالموسيقى الهادئة التي كان يشغلها هنري له وأصدر صوتًا مسترخيًا. ولكن هذا الصوت تغير فجأة وتحول موائه لشيء أشبه ب.. ضحك؟ ثم أخذ القط يتحرك بغرابة وعنف كأنه يتعرض لخطر وبدأ يخربش بمخالبه القضيب المعدني للقفص وعندما بدا هذا بلا جدوى، سارع القط يجرح نفسه ويخربش وجهه حتى فقع إحدى عيناه ودمائه تنزل بغزارة. كان مشهد مرعب جدًا وجذبت على ذراع هنري بقوة.

"اجعله يتوقف! إنه يؤذي نفسه! " صحت في هنري برجاء، فلم يتردد وأغلق الهاتف بصعوبة بسبب قيام القط بجرح يد هنري عندما رآها ولكن بعد فوات الأوان، فقد كان القط قد مات بالفعل.

"كان هذا.. مرعبًا! " ارتجف أنفاسي مع رجفة قلبي المرعوب.

"أعلم ذلك. لقد حدث نفس الشيء لي في بيت أمي، الفرق أن القط لم يكن في قفص. "بدا أن تذكر الأمر مؤلم  بالنسبة له "يبدو أن تأثير هذا الهاتف أقوى على الحيوانات من البشر. فهناك الكثير من المستخدمين لم يحدث لهم أي شيء، فيبدو أن مستخدمين الهواتف بكثرة هم أكثر من تعرضوا للحمى. أجريت هذا التجربة على عدة حيوانات وفي جميع الحالات تنتهي بنفس النتيجة، عدا أن هناك فرق في أن بعضهم كان يجب أن يتعرض للهاتف لمدة تتفاوت عن البعض الآخر قبل الوصول لهذه الحالة. وهل تذكرين تلك السيدة التي ذهبنا إلى منزلها لسؤال أهلها؟ السيدة لندن. كانت تملك نفس هذا النوع من الهاتف! ولربما السبب في أن زوجها لم يحدث له شيء هو أنه ليس ماهر مع الهواتف، أليس كذلك؟ ولأتكد أكثر فقد قمت بمراجعة أهالي بعض المرضى ووجدت أن معظم الذين يعانون من المرض إن لم يكن كلهم كانوا يعانون من النوموبوفوبيا (فوبيا من ترك الهاتف) "

"تبدو محقّا. " بتقليب الأمر في عقلي، فهو منطقي تمامًا. هذا الشاب بالفعل ذو مستقبل.

"لكن هناك مشكلة. " عاد مجددًا يتحدث بعد أن خمدت شعلة حماسه.

–"ما هي؟"

"نحن لسنا أول من يشهد هذه التجربة" أعطاني نظرة تحتوي على خيبة أمل.

–"ماذا؟!"

"نحن لسنا أول من يشهد هذا، هناك عدد من الأشخاص قد تعرضوا لمثل هذه المواقف ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي."

"لم أسمع بهذا من قبل؟"

"بالطبع لم تفعلي! لماذا تظنين في رأيك؟"

"يتم تهديدهم. "

"بالضبط. رجل الأعمال صاحب شركة الهواتف هذه هو رجل هام في الدولة،  تخَيُل محاولة معاداته فقط يجعل عقلي يذهب لأفكار سوداوية."

ران الصمت بيننا لأقلب الفكرة في عقلي، جميع الناس الذين حاولوا نشر سبب المرض الحقيقي يتم تهديدهم ومن يدري ماذا أيضًا. ولكن ماذا عن ريك، كولين، وتريس ماذا عن كل الذين هم ضحايا لمرض يحولهم لمجرمين دون أن يكون لديهم خيار في هذا.. ماذا عن القتلى الناس الذين قتلوا دون ذنب.

"سأفعلها. "

"سيدتي، هذا خطر! هل أنت واثقة؟"

تمام الثقة! "

***

أجريت مقابلة تلفازية وأجريت بها تجارب على الهواء مباشرة، تحدثت إلى الصحافة وأجريت مداخلات هاتفية، بذلت الكثير من الجهد ليصل صوتي للناس وبالطبع منذ هذا الحين انتشرت البلبلة منذ حول ذلك الأمر، وأصبح اسمي على كل لسان، الجميع الآن يعلم الحقيقة. شعرت حينها بالنصر. ولكن هذا الإحساس لم يدم طويلًا.

دخل هنري عليّ المكتب ذات يوم بينما أحتسي قهوتي الصباحية المعتادة.

"هناك شخص ما يريد رؤيتك. " قال ويبدو على وجهه التوجس.

"مَن؟" سألته على الرغم من توقعي الإجابة.

"من طرف السيد يوري صاحب شركة يوري للهواتف." أجابني وهو ينظر لي كأنه يودعني. دخل من بعده رجل طويل القامة ويرتدي ملابس رسمية ملامح وجهه متحجرة كتمثال. نهضت وصافحته ودعوته للجلوس.

"أدعى السيد توماس مبعوث من طرف شركة يوري للهواتف كما أتوقع أن مساعدك قد أخبرك. " كانت نبرة صوته حادة بشكل لا يلائم الانطباع الذي أخذته عن مظهره المحترم.

"ماذا تريد؟" سألته ببرود.

"نحن هنا –كما أتوقع أنكِ ظننت– لنوقفك عن الطعن الكاذب في منتجات شركتنا بمقابل مادي سيعجبك. " تحدث بصوته الحاد الذي بطريقة ما يشعرني بالغضب.

"طلبك مرفوض. أي شيء آخر؟" أجبته بضجر.

–"سيدة إليوت ننصحك بتغيير كلامك وإلا سنبذل أقصى جهدنا ليمحى كل ما فعلته طوال حياتك المهنية. "

"أتهددني؟! وفي مكتبي؟! أوليست هذه بوقاحة يا سيد توماس؟" وقفت ونظرت إليه شزرًا "المقابلة انتهت. "

"تذكري أننا قد حاولنا تحذيرك. انتظري وصول ورقة القضية التي سترفعها الشركة ضدك قريبًا. "

ورحل ببساطة.

***

لم يمر وقت طويل قبل أن تصلني ورقة قضية التشهير المرفوعة ضدي، وبالطبع لم يكتفوا بذلك.

فقد خرج جريج يتحدث أمام وسائل الإعلام جميعها يطعن في كلامي بحجج فارغة وأظهرني بصورة المجنونة و المتعطشة للشهرة والمال وكارهة الحيوانات.

"كما ترون فالأمر ببساطة أنها حقنت الحيوانات التي تم إجراء التجارب عليها بمادة جعلتها تتصرف بهذه الطريقة. ثم أوليس هذا بقاس أن يتم تعذيب الحيوانات المسكينة لنشر إشاعات سخيفة. " كان جالسًا أمام مذيع إحدى البرامج الحوار فقط ليهجيني. كنت جالسة في المنزل أمام التلفاز وبجواري ابنتي والتي تبدو أنها تشاركني الغضب.

"والآن سنجري بعض المداخلات الهاتفية من يريد أن يتحدث إلى السيد نيومان فليتصل على الأرقام الظاهرة على الشاشة. " تحدث المذيع، فجذبت الهاتف واتصلت على الرقم.

أخذ وقتًا طويلًا قبل أن يتم تحولي على الاستوديو، وخلاله لم ينقص غضبي بل ازداد بسبب حديث هذا الأحمق عني واستمراره في الكذب.

"ويبدو أن هناك مفاجأة لدينا هنا اليوم، فالسيدة إليوت قد قررت إجراء مداخلة مع البرنامج! " قال المذيع في تفاجؤ "سيدة إليوت، هل تسمعينني"

"أنا لا أسمع سوى الهراء. " بصقت كلماتي بحنق.

"سيدتي أنت على الهواء، غير مسموح بقول أي شتائم!" حاول المذيع تهدئتي

"سيدة إليوت! مسرور لسماع صوتك" قالها جريج بمرحه المستفز كأنه لا يفعل شيئًا.

"مسرور؟! أنت أيها الخنزير الكاذب! كيف تجرؤ على نشر الأكاذيب والهراء عني؟ من أعطاك الحق في هذا أيها الحثالة الم-" تابعت الصياح في الهاتف دون التفكير في أي شيء سوى مدى كراهيتي لذلك الأحمق.

"سيدة إليوت أرجوك!" بدأ المذيع يتوتر.

"كيف لي أن أشاهدكم تنشرون الأكاذيب حولي حول حقائق! أنت أيها المرتشي الحثالة ال-" انقطع الخط أثناء حديثي فأغلقت الهاتف وأنا أصرخ "اللعنة عليكم!"

"كما ترون فشخصية كهذه لا تتمتع بالثبات الانفعالي، كيف لها أن تكون صادقة حول-" قال جريج بهدوء

"أمي.. ربما لم تكن هذه هي أفضل طريقة لتوصلي وجهة نظرك. "قالت بصوت منخفض فتنهدْت بوجوم

"أنت محقة" للأسف هي محقة تمامًا. كل شيء حولي يدفعني للجنون! لا أصدق أنني فقدت أعصابي لهذه الدرجة.

"لقد قمت بخدمة لهذا الحثالة الآن. " قالت وهي تغلق التلفاز.

***

مع الأيام، الأحوال لم تتحسن. بل أن أعداد الضاحكين تزداد دون هوادة وأعداد الناس الذين يبغضونني تزداد كذلك، على الرغم من أن هناك البعض –خاصة أهالي الضحايا– يصدقونني ولكن وسائل الإعلام مازالت تبذل جهدها لتبقي على الصورة المشوهة.

كنت جالسة في قاعة المحكمة ومحاميّ والمحامي الخصم يتبادلان المرافعات، لكن أي من الكلمات التي يقولونها لا تمر خلال عقلي. فقط أصوات عديمة الشكل والمعنى.

الصحافة والتلفاز يقف خارجًا مترقبًا إصدار الحكم بسجني كما أصبح الرأي العام مؤخرًا.

كل شيء انهار على كل حال.. لا شيء أصبح مهمًا..

شعرت بقبضة آن تشتد فوق يدي وأعتطني بسمة مشجعة، حاولت ردها لها لكنني فشلت فشل ذريعًا.

ولكن المحاكمة قوطِعَت.. لماذا؟ بالطبع بسبب وجود ضاحكين في داخل قاعة المحكمة!

عمت الفوضى قاعة المحكمة وكان الجميع محاصرين، بدا الأمر كأننا دخلنا أحد تلك المسلسلات الخاصة بنهاية العالم بسبب الزومبي. من حسن حظي أنني أحمل مسدسي معي وأخذت أخدر أكبر قدر ممكن منهم.

فتح باب القاعة وسارع الجميع خارجها حيث كان هناك مواجهات أخرى. وقف مصور التلفاز يصور هذه الحادثة فنظرت لهنري –الذي كان يجلس معنا في الداخل– ففهم ما أردت قوله واتجه بعيدًا محاولًا شق طريقه بعيدًا حيث وجب أن يذهب.

وفي نفس الوقت كان السيد يوري صاحب شركة الهواتف واقفًا خلف رجال حراسته مفتولي العضلات. وقف يطلب سائقه لكنني نجحت في الاندفاع نحوه مدعية أنني تعثرت ليسقط هاتفه على الأرض محطمًا.

"ما الذي فعلتيه أيتها الخرقاء! " صاح بي بغضب. ولكن أحد هؤلاء أشباه الموتى الأحياء الضاحكين اقتربوا منه من الخلف فصوبت مسدسي نحوه فسقط، وعندما أدرك السيد يوري ما حدث نظر إليّ بفزع.

"كيف شعر وأنت السبب في هذه الفوضى؟" قلت مستفزة إياه عندما لاحظت هنري بالقرب.

"خطأي؟ عن أي خطأ تتحدثين تحديدًا؟" حاول ادعاء الغباء.

"استخدام مادة ممنوعة دوليًا لصناعة هاتف" قلت وأنا أصوب نحو رجل حاول طعن رجل آخر "بالطبع المال أهم أليس كذلك؟"

"لم أتوقع أن يكون مفعول المادة المشعة بهذه القوة! " قال السيد يوري قاصدًا الحديث إلى نفسه.

"حقّا؟! ها هو ذا العالم يدفع ثمن طمعك للمال. " صحت بحنق.

"أصمت! أنت لا تفهمين شيئًا! هذا المال الذي تسخرين من رغبتي به من تعبي وعرق جبيني!" فقد أعصابه أثناء الحديث.

حضرت الشرطة وبمساعدتها تم جمع جميع المرضى. وقفت إلى جانب هنري ولم تعد في يده الكاميرا فتسائلت إن كان قد فعل ما أردته.

"لا تقلقي بهذا الشأن. عندما عرفت المذيعة بالسبق الذي أحضرته لها كاد لعابها يسيل." أجابني ضاحكًا عندما سألته عما حدث.

وبالفعل انتشر تسجيل السيد يوري وهو يعترف أنه استخدم مادة محظورة في صناعة هواتفه.

كان ذلك تحولًا هامًا في الأحداث وبالفعل تم إيقاف الشركة بعد مقاطعة العامة للشركة وتم دفع غرامة كبيرة من السيد يوري لأهالي المرضى وضحايا المرضى.

وقد تأكد الأطباء أن الشفاء سيأتي من عزل المرضى عن الهواتف، ولهذا تم التخلص من جميع الهواتف من هذا النوع أملًا في الشفاء.

خرج تريس من المستشفى في حالة أفضل أخيرًا وتم تقديم جائزة لي كتعبير عن شكر المجتمع الطبي لعرض سبب مرض كان يستنزف الثروة البشرية.

"كنت تعلم من البداية بأن الهواتف الجديدة هذه هي السبب أليس كذلك؟" قلت ذلك لجريج الذي كان واقفًا وحيدًا في الحفل المقام على شرفي.

"بالطبع. تعلمين كم أنا رجل شريف لا أستطيع أن أقول شيء لا أعنيه. عدا بالطبع إن كان هذا الشيء يتعارض مع مصالحي الشخصية. وكما تعلمين فالسيد يوري كان زبونًا هامًا في عيادتي، ولا أستطيع أن أعادي مريضي." أجابني وفي نبرته سخريته المعتادة، عدا أنني استنبطت غضب دفين

–"إذن فقد كنت محقة عندما سميتك بالمرتشي القذر"

" ربما. " أجابني ببساطته ورحل تاركًا إياي.

أتاني هنري من الخلف سائلًا عما كنا نتحدث عنه وعندما أجبته أنني استمتع بالنصر ضحك بينما أعود للطاولة حيث ينتظرني بعض زملائي.

كانت تلك ربما أصعب تجربة مرت علي في حياتي.. ولكن على الرغم من أن لا شيء مما حدث لاحقًا قد يعوض عن الذين فقدتهم، إلا أنني أعلم أن في النهاية ستستمر الحياة.

© بُثَيْنَة. ,
книга «حمى الضحك».
Коментарі